أناقــــة الرجــــل ومنديلــــه
نجد أن هناك من يرى أن الرجل لم يستخدم المنديل في جيبه الخاص سوى ليمسح دموع امرأة تحبه، قد تبدو تلك العبارة شديدة الرومانسية في زمن بات يفتقدها. لكنها تذكرنا بمشاهد الغرام في الأفلام السينمائية الكلاسيكية سواء في السينما العربية أو العالمية. ومنها الفيلم العالمي الشهير «ذهب مع الريح» الذي قام ببطولته الفنان كلارك جيبل، والممثلة فيفيان لي، التي كانت تتعمد البكاء في وجوده ليمنحها منديله الخاص كي تمسح به دموعها. كما عبرت عنها كلمات أغنية الفنانة التونسية الراحلة عليا، حينما شدت قائلة: «بس أما تيجي وأنا أحكيلك عا اللي جرى، وامسح دموعي بمنديلك عا اللي جرى».
وعلى الرغم من بساطة تلك القطعة من اكسسوارات ملابس الرجال وعدم التفات الكثيرين لها، إلا أن المنديل الذي فقد الكثير من مكانته في العصر الحالي بعد ظهور المناديل الورقية والمبللة بعطور مختلفة، ما زال يحتفظ في الذاكرة بالعديد من اللقطات الطريفة والذكريات المثيرة للشجن. ففي الوقت الذي استخدم فيه المنديل في الماضي أداة للمحافظة علي النظافة الشخصية خارج المنزل، وطرزت أطرافه بالأحرف الأولى من اسم الرجل الذي يحمله، والذي كان يستخدمه لمسح العرق أو الأتربة، أو في أوقات الإصابة بنزلات البرد المصحوبة بالرشح، التفت إليه صناع الموضة كوسيلة لإضفاء المزيد من الأناقة علي مظهر الرجل، وليتحول المنديل إلي أحد أساسيات أكسسوارات الرجل الأنيق. قد تتغير ملامح تلك الاناقة بتغير الموضة، ولكنها تظل دائماً موجودة مع اختلاف التفاصيل، حيث أعلن صناع الموضة عن ضرورة وضع المنديل في جيب السترة العلوي بدلاً من وضع الزهرة، التي عرفت عادة وضعها في إنجلترا علي يد أحد الأمراء عندما أهدته إحدى الأميرات وردة صغيرة، فأراد أن يعبر لها عن حبه وامتنانه، فقام بفتح عروة في أعلى الجاكيت بطرف سيفه ووضعها بها، لتصير عادة ملازمة للرجال فيما بعد، ومع بدايات القرن الماضي وتطور صناعة الموضة في العالم انتبه المصممون إلي إمكانية الاستعاضة عن الزهرة بمنديل، كان من القطن الأبيض في البداية، ثم تطور فيما بعد ليصنع من أقمشة مختلفة، من بينها الساتان أو الحرير الملون بلون يتناسب مع لون رابطة العنق، وفي هذه الفترة بات الرجل الأنيق يضع منديلاً من القطن في جيب الجاكيت السفلى وهو الخاص بنظافته الشخصية، بخلاف منديل الجاكيت العلوي. في مرحلة تالية قدم المصممون منديل الجاكيت بنفس لون وخامة ربطة العنق ليباع كلاهما في عبوة واحدة يختلف سعرها باختلاف الخامة وطريقة التصميم. طريقة وضع المنديل في جيب الجاكيت، مرت هي الأخرى بعدد من المراحل. ففي البداية كان المنديل يوضع في جيب الجاكيت بالكامل ولا يظهر منه سوى جزء قصير على شكل شريط لا يزيد عرضه على 2 سم، ثم بات يوضع في الجيب بأكمله مع ظهور جزء من أطرافه تصمم علي هيئة ثلاثة أهرامات صغيرة، وفي مرحلة أخرى تطورت طريقة وضع المنديل من خلال الإمساك به من الوسط ثم حشوه في الجيب ليبدو مدبباً من أعلي بعض الشيء. ويبدوا أن عادة التخلي عن المنديل الأبيض المصنوع من خامة القطن لصالح المناديل الورقية، جاءت بقرار من الرجل الذي عانى كثيراً بسبب هذا المنديل الذي كان عنوان إدانته أو براءته لدى زوجته في الماضي. حيث كانت الزوجات يحرصن على فحص المنديل عقب عودة الزوج ومحاولة شم رائحته والبحث فيه عن آثار أي إمرأة قد يكون الزوج التقي بها أثناء وجوده خارج المنزل. ارتبط المنديل في مصر بعدد من المشاهير، كان من بينهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الذي كان يطيل في خطبته عند تصبب العرق الشديد منه، فكان يستعمل منديله الأبيض القطني لمسح العرق، ثم يضعه في جيبه في حركة متكررة. هناك أيضاً الفنان محمد عبد الوهاب الذي اشتهر بوضع المنديل في كم الجاكيت لا في الجيب، ليمد يده ويسحبه منه كلما احتاج إليه حيث اشتهر بوضع المنديل على فمه خوفا على نفسه من انتقال عدوى محدثيه اليه. أما الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس فقد استعاض بمنديل البدلة عن ارتداء ربطة العنق عندما تقدم به العمر، فكان إحدى العلامات المميزة لأسلوب ارتدائه لملابسه.
أما في مجال السياسة والرؤساء
فأن اللقطات التي تناقلتها وكالات الأنباء للرئيس الباكستاني برويز مشرف منذ عدة أيام أثناء إلقائه أحد البيانات الرئاسية التي تناولت الأوضاع الراهنة في باكستان. وقد شارك منديل الرئيس في بطولة تلك اللقطات ليمنحنا فرصة الغوص في علاقة المنديل بالمواقف التي يتعرض لها الرجال عموماً في حياتهم.
وأليكم هذه اللقطات
مشرف.. برلسكوني...كاسترو ... وأناقة فؤاد المهندس
الرئيس الباكستاني بيرويز مشرف يجفف عرقه
رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني يلوح بمنديله مداعبا الرئيس الروسي بوتين
الرئيس الأميركي جورج بوش يمازح الصحافيين باستعراض منديله أمامهم
الفنان فؤاد المهندس وأناقة الجنتلمان
الرئيس البرازيلي لولا ديسيلفا يمسك منديله بحركة عصبية
الرئيس الكوبي فيديل كاسترو يلوح للصحافيين بمنديله
والآن جاء دور الشباب والرجال في موقعنا ليعطونا رأيهم في المنديل وهل هو مكمل للأناقة أم لا ؟
نجد أن هناك من يرى أن الرجل لم يستخدم المنديل في جيبه الخاص سوى ليمسح دموع امرأة تحبه، قد تبدو تلك العبارة شديدة الرومانسية في زمن بات يفتقدها. لكنها تذكرنا بمشاهد الغرام في الأفلام السينمائية الكلاسيكية سواء في السينما العربية أو العالمية. ومنها الفيلم العالمي الشهير «ذهب مع الريح» الذي قام ببطولته الفنان كلارك جيبل، والممثلة فيفيان لي، التي كانت تتعمد البكاء في وجوده ليمنحها منديله الخاص كي تمسح به دموعها. كما عبرت عنها كلمات أغنية الفنانة التونسية الراحلة عليا، حينما شدت قائلة: «بس أما تيجي وأنا أحكيلك عا اللي جرى، وامسح دموعي بمنديلك عا اللي جرى».
وعلى الرغم من بساطة تلك القطعة من اكسسوارات ملابس الرجال وعدم التفات الكثيرين لها، إلا أن المنديل الذي فقد الكثير من مكانته في العصر الحالي بعد ظهور المناديل الورقية والمبللة بعطور مختلفة، ما زال يحتفظ في الذاكرة بالعديد من اللقطات الطريفة والذكريات المثيرة للشجن. ففي الوقت الذي استخدم فيه المنديل في الماضي أداة للمحافظة علي النظافة الشخصية خارج المنزل، وطرزت أطرافه بالأحرف الأولى من اسم الرجل الذي يحمله، والذي كان يستخدمه لمسح العرق أو الأتربة، أو في أوقات الإصابة بنزلات البرد المصحوبة بالرشح، التفت إليه صناع الموضة كوسيلة لإضفاء المزيد من الأناقة علي مظهر الرجل، وليتحول المنديل إلي أحد أساسيات أكسسوارات الرجل الأنيق. قد تتغير ملامح تلك الاناقة بتغير الموضة، ولكنها تظل دائماً موجودة مع اختلاف التفاصيل، حيث أعلن صناع الموضة عن ضرورة وضع المنديل في جيب السترة العلوي بدلاً من وضع الزهرة، التي عرفت عادة وضعها في إنجلترا علي يد أحد الأمراء عندما أهدته إحدى الأميرات وردة صغيرة، فأراد أن يعبر لها عن حبه وامتنانه، فقام بفتح عروة في أعلى الجاكيت بطرف سيفه ووضعها بها، لتصير عادة ملازمة للرجال فيما بعد، ومع بدايات القرن الماضي وتطور صناعة الموضة في العالم انتبه المصممون إلي إمكانية الاستعاضة عن الزهرة بمنديل، كان من القطن الأبيض في البداية، ثم تطور فيما بعد ليصنع من أقمشة مختلفة، من بينها الساتان أو الحرير الملون بلون يتناسب مع لون رابطة العنق، وفي هذه الفترة بات الرجل الأنيق يضع منديلاً من القطن في جيب الجاكيت السفلى وهو الخاص بنظافته الشخصية، بخلاف منديل الجاكيت العلوي. في مرحلة تالية قدم المصممون منديل الجاكيت بنفس لون وخامة ربطة العنق ليباع كلاهما في عبوة واحدة يختلف سعرها باختلاف الخامة وطريقة التصميم. طريقة وضع المنديل في جيب الجاكيت، مرت هي الأخرى بعدد من المراحل. ففي البداية كان المنديل يوضع في جيب الجاكيت بالكامل ولا يظهر منه سوى جزء قصير على شكل شريط لا يزيد عرضه على 2 سم، ثم بات يوضع في الجيب بأكمله مع ظهور جزء من أطرافه تصمم علي هيئة ثلاثة أهرامات صغيرة، وفي مرحلة أخرى تطورت طريقة وضع المنديل من خلال الإمساك به من الوسط ثم حشوه في الجيب ليبدو مدبباً من أعلي بعض الشيء. ويبدوا أن عادة التخلي عن المنديل الأبيض المصنوع من خامة القطن لصالح المناديل الورقية، جاءت بقرار من الرجل الذي عانى كثيراً بسبب هذا المنديل الذي كان عنوان إدانته أو براءته لدى زوجته في الماضي. حيث كانت الزوجات يحرصن على فحص المنديل عقب عودة الزوج ومحاولة شم رائحته والبحث فيه عن آثار أي إمرأة قد يكون الزوج التقي بها أثناء وجوده خارج المنزل. ارتبط المنديل في مصر بعدد من المشاهير، كان من بينهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الذي كان يطيل في خطبته عند تصبب العرق الشديد منه، فكان يستعمل منديله الأبيض القطني لمسح العرق، ثم يضعه في جيبه في حركة متكررة. هناك أيضاً الفنان محمد عبد الوهاب الذي اشتهر بوضع المنديل في كم الجاكيت لا في الجيب، ليمد يده ويسحبه منه كلما احتاج إليه حيث اشتهر بوضع المنديل على فمه خوفا على نفسه من انتقال عدوى محدثيه اليه. أما الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس فقد استعاض بمنديل البدلة عن ارتداء ربطة العنق عندما تقدم به العمر، فكان إحدى العلامات المميزة لأسلوب ارتدائه لملابسه.
أما في مجال السياسة والرؤساء
فأن اللقطات التي تناقلتها وكالات الأنباء للرئيس الباكستاني برويز مشرف منذ عدة أيام أثناء إلقائه أحد البيانات الرئاسية التي تناولت الأوضاع الراهنة في باكستان. وقد شارك منديل الرئيس في بطولة تلك اللقطات ليمنحنا فرصة الغوص في علاقة المنديل بالمواقف التي يتعرض لها الرجال عموماً في حياتهم.
وأليكم هذه اللقطات
مشرف.. برلسكوني...كاسترو ... وأناقة فؤاد المهندس
الرئيس الباكستاني بيرويز مشرف يجفف عرقه
رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني يلوح بمنديله مداعبا الرئيس الروسي بوتين
الرئيس الأميركي جورج بوش يمازح الصحافيين باستعراض منديله أمامهم
الفنان فؤاد المهندس وأناقة الجنتلمان
الرئيس البرازيلي لولا ديسيلفا يمسك منديله بحركة عصبية
الرئيس الكوبي فيديل كاسترو يلوح للصحافيين بمنديله
والآن جاء دور الشباب والرجال في موقعنا ليعطونا رأيهم في المنديل وهل هو مكمل للأناقة أم لا ؟
Comment