هل يمكن للكرة الايطالية التخلص من فضائحها المتلاحقة؟

[The D.I.S]

هناك في عالم كرة القدم أسئلة نخشى ان نطرحها… أسئلة نتطلع الى تفاديها… لأن أجوبتها قد تكون مؤلمة أو ملغمة أو مخيفة… في هذه الفقرة سنفتح الباب على مجموعة من الهواجس لنتناقشها بتفصيل بسيط وقد نصل الى نتيجة تكون مرضية للجميع… مجرد محاولة لجعل الامور المحيرة تبدو بسيطة ومنطقية…

كثيرون هم عشاق الكرة الايطالية… وكثيرون أيضاً هم عشاق أنديتها ونجومها، فلا شك ان السيريا آه حظيت بشعبية عالمية كبيرة في احدى الفترات، وكانت أبرز دوري في العالم في منتصف التسعينات، لكن هذا الدوري تهاوى وتهالك بفعل فضائحه المتلاحقة، فأفلست أنديته وهاجر نجومه واعتكفت جماهيره… لكن المؤسف ان فضيحة واحدة لا تكفي، ولا حتى اثنتين، كي يتعلم منها الطليان… اليوم يسعى المسؤولون الى تنظيف لعبتهم، فبعد فضيحة “توتونيرو” في 1980، والتي كان أبرز وجوه الفساد فيها هداف مونديال 1982 باولو روسي، وفي 2006 ظهرت فضيحة “كالتشيو بولي” ودفع يوفنتوس الثمن الأكبر بتجريده من لقبين، واليوم طفت على السطح فضيحة جديدة حملت اسم “كالتشيو كومينسي” وشملت 22 نادياً و61 لاعباً تم استدعاؤهم من قبل النائب العام في كريمونا للتحقيق معهم، حتى دفع مدافع المنتخب دومينيكو كريشيتو الثمن الاول في هذه الفضيحة باقصائه من قائمة الآزوري المشارك في منافسات يورو 2012… السؤال الاهم هل ستتعافى الكرة الايطالية من كبواتها، وتنزع جذور الفساد والتلاعبات من ملاعبها؟ أم تستمر في الانحدار وتغوص أكثر في فضائح جديدة تستمر وتستمر لان لغة المال هي السائدة؟

لا أفهم لماذا يقبل اللاعبون التعاون مع الفاسدين والمتآمرين؟
علينا أولاً ان نفهم طبيعة البلاد المليئة بالعصابات ذات النشاطات المختلفة، ومدى نفوذها وسيطرتها على العالم السفلي، وهؤلاء منتشرون في كل مكان في ايطاليا وبوظائف مختلفة، وبالتالي سينجذبون الى الرياضة صاحبة الشعبية الأولى في البلاد وستصبح محط اهتمام هذه العصابات كونها ستدخل عليهم مئات الملايين من اليوروات، عن طريق مكاتب المراهنات والتلاعب بالنتائج لضمان فوز مراهناتهم.
لكن أكرر سؤالي لماذا يوافق اللاعب على التلاعب بالنتائج؟
وسائل الضغط كثيرة ومتنوعة، فاذا لم يقتنع اللاعب بمبالغ مالية للقيام بما يطلب منه في المباراة، يمكن الضغط عليه بتوريطه في فضيحة او حتى ببساطة بتهديده بالقتل، لكن للعصابات رجالاً محنكين يعرفون من يختارون من اللاعبين ويعلمون مدى قدرتهم على التأثير في مجريات المباريات، لكن التلاعب لا يتوقف على شراء ذمم اللاعبين فحسب، بل يمكن شراء ذمم الحكام ومسؤولي الاندية وربما المدربين، وكل له دوره في ضمان تحقيق النتيجة التي تريدها العصابة.
ما هو الحل مع هذه الفضائح المتتالية؟
مثلما اعتقد المسؤولون النزيهون انهم كشفوا الفضائح السابقة في 1980 و2006، وانهم نظفوا اللعبة من الايادي الملوثة، فانها تعود في كل مرة بشكل مختلف وبوجوه جديدة وأساليب جديدة، اذاً العلة في الجذور وليست في الظاهر، فيجب البحث عن العمق ومعالجة الامر من الاصل، فلن يجدي معاقبة ناد وايقاف لاعب وسجن مسؤول، ما دام المحرض طليق والعصابات تزداد قوة وتنوعاً في أساليبها على قتل الكرة الايطالية.
الخلاصة:
البحث عن أسباب العلة، ونزعها من جذورها، هي بداية الحل، المتورطون من اللاعبين والمدربين والحكام هم مجرد أدوات ويتعين معاقبة رجال المافيوزي والنافذين… كيف؟ الله أعلم