سلخ اتحاد الكرة جماهير الكرة السورية " كفاً " قوياً على خلقتهم ، بعد أن سبق لرئيسه أن استخدم هذه الطريقة مع أحد لاعبي المنتخب الوطني و أمام أعين العالم أجمع.
و رغم فظاعة الحادثة التي تلقى بها سامر درويش " الكف " في ثمانينات القرن الماضي من زعيم الكرة السورية " أبو سامر " ، إلا أن ذلك " الكف " ، لا يرق للـ " الكف " الذي سطر به الجمهور السوري بعد صدور قرار الفيفا القاضي بمنع منتخبنا من استكمال مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 ، بعد إشكالية مشاركة اللاعب جورج مراد.
سنخوض في تفاصيل العقوبة ، و سنحاول أن نشير إلى مكامن الخطأ ، و سنعمل على وضع النقاط على الحروف ، رغم أن الذي ضرب .. ضرب و الذي هرب .. هرب ، ولكن قبل كل ذلك ، هناك كلمات يجب أن تقال ، أو بالأحرى أن تعاد.
تكلمنا و تكلمنا و تكلمنا ، و نبت " الشعر " على أقلامنا قبل أن ينبت على ألسننا ، و رغم ذلك ، لا زال زبانية الرياضة السورية على رأس عملهم ، متربعين على كراسي الفساد ، غير آبهين بعصب الرياضة ( الجماهير ) الذي لفظهم منذ زمن ، و لسان حالهم يقول " بالجهنم يلي تحرقهم " !.
ألهذه الدرجة يحوي اتحاد الكرة كنوزاً تجعل من الأسماء القليلة التي تعاقبت على كرتنا المشحورة ، تبذل الغالي و النفيس و تقاتل لتتويج نفسها ملكاً على كرتنا ، رغم خلع بعضها قبل سنوات بتهمة هي الأكبر " الفساااااد " مع تكرار الألف !.
هل يمتلك القائمون على كرتنا ذرة من الإحساس أو الضمير ، ليقدموا استقالتهم بعد الذي حدث ، أم أنهم سيكملون المسيرة كما فعلوا بعد نهاية البطولة الآسيوية السابقة بخروج منتخبنا من الدور الأول ، و هو فشل قال اتحاد الكرة أنه سيستقيل في حال حدوثه ، إلا أن الجميع عادوا إلى مكاتبهم و يا دار ما دخلك شر!.
هل ستعيدنا وعود السرية و دموع الفارس الذي ألقى باللائمة على رئيس اتحاد الكرة الذي يعمل بمفرده على حد تعبيره و أمين السر و مدير المنتخب ، و تصريحات لفيفهم و من شابههم إلى المنافسات ؟ .. هل سيفيدنا تحول الفاسدين إلى مصلحين و إعلاميين يقومون بتقويم أخطاء من حل مكانهم متربعاً على عرش الفساد ، ليعودوا مجدداً لتبادل الكراسي الموسيقية التي اعتادوا على امتطائها ضمن " ورديات " متكررة و أسماء " محدودة " و محددة ، لا يجوز فيها تجاوز الزمان ، و لكن يمكن فيها تجاوز المكان ، فيمكن لمن كان رئيساً أن يصبح عضواً أو أمين سر .. لا فرق !.
هل خلت سورية من بضعة أشخاص يلمون باللغة الانكليزية ، و يعرفون أصول المراسلات مع الفيفا ، أم أن جماهير الكرة السورية كتب عليها أن تتحمل السرية و الفارس و من شابههم إلى أبد الآبدين!.
هل من الصعب أن يحصل اتحاد الكرة على نسخة من قوانين الفيفا ليترجمها و يضعها في جعبته ليعود إليها حين الطلب.
هل فشلت أمهات سورية بإنجاب إداريين ناجحين ، كما فشلت بإنجاب معلقين رياضيين بدلاً عن ديناصورات التعليق الرياضي ، أم أننا بالفعل .. " بالجهنم يلي تحرقنا " !.
بالمختصر المفيد
لمن لا يريد الخوض بالتفاصيل كاملة فإن القصة الطويلة المزمع تفنيدها في هذه المادة تتلخص بأن لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم أرسلت كتاباً لاتحاد الكرة يقضي بخسارة مباراتي المنتخب السوري في الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 أمام طاجيكستان وبنتيجة (3-0) بسبب مشاركة اللاعب جورج مراد.
و عللت اللجنة قرارها بأن اللاعب سبق وأن شارك مع منتخب السويد (تحت 21 سنة) في التصفيات الأوربية عام 2005 ولم يتم تغيير اتحاده من السويدي إلى السوري أصولاً بعد ذلك التاريخ وبالتالي فإن مشاركته غير قانونية مما يستوجب حسب المادة 55 من القانون الدولي خسارة سورية للمباراتين بنتيجة (3-0).
و في ظل استقراء الأخبار التي تم تواردها منذ أن تناقلت المنتديات الالكترونية الرياضية أخباراً تفيد بتقدم الاتحاد الطاجيكي بشكوى للاتحاد الدولي ضد المنتخب السوري لإشراكه اللاعب جورج مراد رغم أنه لعب مع منتخب السويد الأول سابقاً ، فإن السيناريو الأقرب للواقع في ظل نشر الفيفا لخبر العقوبة متضمناً جملة مبهمة عن سبب العقوبة و هي " إشراك لاعب غير مؤهل ضمن الفريق السوري خلال مواجهة طاجيكستان " يكون على الشكل التالي " افتراضاً " :
- الاتحاد الطاجيكي اعترض على مشاركة مراد مع منتخبنا كونه مثل المنتخب السويدي.
- الاتحاد الدولي يفترض أنه رفض اعتراض المنتخب الطاجيكي كون أتى متأخراً ، أو أنه أتى في وقته و بالتالي بحث الاتحاد الدولي في هذه القضية فوجد أن جورج مراد شارك في مباريات ودية أو غير رسمية مع منتخب السويد و بالتالي لا مانع من مشاركته مع منتخبنا.
- الاتحاد الدولي تبين له بعد ذلك و أثناء اطلاعه على ملف مراد ، أن الأخير شارك في مباريات رسمية مع الفئات العمرية السويدية.
- الاتحاد الدولي يعاقب منتخبنا لأن اتحاد الكرة لم يقم بالمراسلات الرسمية لتغيير الاتحاد الذي يتبع له جورج مراد بعد مشاركته مع المنتخب السوري الأول ، أو أنه قام بالمراسلات لكنها أتت متأخرة أو شابها النقص أو حوت بعض الأخطاء.
- اتحاد الكرة يرسل اعتراضه للاتحاد الدولي مقدماً أدلة و براهين تتعلق بالقضية ، و على الأرجح لن يؤخذ به لوجود المخالفة واضحة.
لجنة المحترفين و جورج مراد
تتألف القضية من أربعة محاور أساسية و هي اللاعب و لجنة المحترفين و اتحاد الكرة و الفيفا.
مع البدء باللاعب ، فإنه غير معني بالأمور الإدارية التي تتعلق بمشاركاته السابقة من عدمها ، و بعبارة أدق ، فإن جورج مراد لاعب مغترب مثل منتخبات البلد الذي عاش فيه ، و من ثم تم إقناعه بمثيل منتخب بلده الأم و هو ما وافق عليه.
و بذلك ينتهي دور اللاعب ، فهو غير معني بالأمور الإدارية أو القانونية المفترض من اتحاد الكرة القيام بها.
و يمكن أن يؤخذ على اللاعب عدم إخباره ( فرضاً ) لاتحاد الكرة لعبه مع المنتخب السويدي سواء مع الفئات العمرية أو المنتخب الأول ، على سبيل التنويه لا أكثر ، و كما أشرنا سابقاً فلا يمكن تحميل اللاعب للمسؤولية قياساً على ذلك.
و بالانتقال إلى لجنة المحترفين التابعة لاتحاد الكرة ، فإن عكس السير تواصل مع رئيس اللجنة " ياسر حلاق " للوقوف على دور هذه اللجنة ككل ، و دورها في هذه القضية ، إضافة إلى نوع العلاقة بينها و بين اتحاد الكرة.
و حول نشأة هذه اللجنة قال حلاق لعكس السير : " أنشأت هذه اللجنة قبل عام من الآن ، و تتلخص مهمتها في البحث عن اللاعبين المغتربين المحترفين ، و العمل على استقدامهم إلى سورية بعد إقناعهم بتمثيل المنتخب ، للجلوس على طاولة اتحاد الكرة و الجهاز الفني للمنتخب.
و بعد أن أصبح خبر العقوبة حديث الساعة في الأوساط الرياضية ، الالكترونية على وجه الخصوص ، قدم حلاق استقالته من رئاسة اللجنة شفهياً عبر صفحته في موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك ".
و أوضح حلاق أن لجنة المحترفين لم تدخر جهداً في سبيل خدمة المنتخب الأول عبر العمل على البحث عن اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب خير تمثيل ، و لفت حلاق إلى أن اللجنة دائماً ما عملت فوق طاقتها و تكبدت عناء القيام بخطوات تتعدى صلاحياتها و هي غير معنية بها أساساً ، بل هي من مهمة اتحاد الكرة.
و من هذه الخطوات ، مساعدة المحترفين على استصدار الأوراق الرسمية المحلية المتعلقة بمنح الجنسية و أذونات السفر و الموافقات الرسمية و غيرها ، علماً أن مهمة اللجنة تنتهي مع قدوم اللاعب إلى سورية و تواصله مع اتحاد الكرة.
و حمل حلاق أمانة السر في اتحاد الكرة المسؤولية كون لجنة المحترفين وضعت أمانة السر بصورة وجود مشاركة سابقة لجورج مراد مع المنتخب السويدي ، و بالتالي فإن الموضوع بات معلقاً باتحاد الكرة كونه الجهة الوحيدة المخولة بالتواصل مع الاتحاد الدولي لمعرفة إمكانية مشاركة مراد من عدمها.
و يمكن اعتبار لجنة المحترفين مخطئة كونها لم تلم بقوانين الفيفا ، أو أنها لم تتأكد من اللاعب نفسه ، أو أنها لم تصل إلى المعلومات الكاملة حول ماضي مراد الكروي ، إلا أنها أخلت نفسها من المسؤولية و يمكن التماس العذر لها ، كونها وضعت اتحاد الكرة بصورة وجود مشاركة سابقة لمراد مع المنتخب السويدي ، و بالتالي فإن على اتحاد الكرة – بغض النظر وجدت التفاصيل أم لا – مراسلة الفيفا للتأكد ، كونه الجهة التنفيذية الوحيدة القادرة على ذلك.
و من المفترض أيضاً أن يراسل اتحاد الكرة الاتحاد الدولي للوقوف على الوضع القانوني لأي لاعب مغترب يشارك مع المنتخب ، و ذلك تحسباً لأي إشكالية قد تحدث.
و على ما يبدو فإن جرة المحترفين لم تسلم هذه المرة مع اتحاد الكرة ، بسبب وجود جهة ثانية قدمت شكوى ضد الاتحاد ، و ربما نكتشف لاحقاً وجود مخالفات أخرى إلا أنها لم تكتشف بسبب عدم وجود جهة مشتكية كحالة المنتخب الطاجيكي و مراد.
و جاء في استقالة رئيس لجنة المحترفين " ياسر حلاق " : " جهد عام كامل ضاع هباءً منثوراً .. ليس لشيء .. فقط لأن الرجل المناسب لم يكن في مكانه المناسب!!.
شكراً خالد وباسل .. شكراً محمد وليث .. لم تدخروا جهداً إلا وبذلتموه لكن ليس باليد حيلة فرغم تحذيرنا فإنه لم يكن بالإمكان أن ننوب عن أحد في واجباته!!.
وأخيراً .. وللأمانة .. كل الشكر للسيد رئيس الاتحاد الذي منح الثقة المطلقة وقدم الحاجة الملحة .. ولكن!!.
أعلن استقالتي من منصبي كرئيس للجنة اللاعبين المحترفين السوريين في اتحاد كرة القدم ".
اتحاد الكرة و الفيفا
وقع اتحاد الكرة من خلال المبررات التي ساقها حيال قضية مراد بمطبات لها أول و ليس لها آخر ، فالتصريح الأول الذي خرج به رئيس الاتحاد كان أن " مشاركة مراد قانونية و أنه خاطب الاتحاد السويدي قبل ثلاثة أشهر من بدء التصفيات و انه يملك الوثائق التي تجيز مشاركة اللاعب مع المنتخب ".
و نسي سرية هنا – أو ربما هو لا يعلم - ، أن على الاتحاد السوري وضع الاتحاد الدولي بصورة هذه المراسلات و الطلب رسمياً من الفيفا اعتماد جورج مراد كلاعب سوري تابع للاتحاد السوري و ليس السويدي ، و إن لم يقم اتحادنا بهذه الخطوات فتلك مصيبة ، و إن قام بها و هي ناقصة فالمصيبة أعظم!.
أما عن الحجج التي قدمها اتحاد الكرة كدليل على سلامة مشاركة مراد مع المنتخب الأول فنفندها فيما يلي :
- جنسية اللاعب التي هي بالأساس سورية و ليست سويدية
* و الخطأ هنا يأتي بعد تم التأكد ( وفقاً لما نشر موقع الكرة السورية الذي يديره المنسق الإعلامي للمنتخب ) ، من أن عقوبة الفيفا جاءت لأن مراد شارك مع منتخب السويد تحت 21 سنة و ليس المنتخب الأول ، و بما أن مراد شارك مع المنتخب السويدي فإن جنسيته المعتمدة هي السويدية و كان من المفترض على اتحاد الكرة تغييرها أصولاً عن طريق التواصل مع الفيفا ، بما أن مراد سيشارك مع منتخبنا الأول بناء على كونه من أصول سورية.
- أن اللاعب لم يشارك مع منتخب رجال السويد سواء على الصعيد الودي أو الرسمي
* و هنا ذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن مراد لعب لمنتخب السويد الأول في كانون الثاني عام 2005 و لمدة 13 دقيقة في مباراة ودية أمام المكسيك و انتهت 0-0 ، كما تواجد اللاعب على مقاعد البدلاء في مباراة السويد و فرنسا في شباط 2005 دون أن يشارك في المباراة التي انتهت 2-1.
و بغض النظر عن صحة هذه المعلومات من عدمها ، فإن هذا العذر الذي ساقه اتحاد الكرة غير مقبول ، كون العقوبة اتخذت للعب مراد مع الفئات العمرية و ليس مع الرجال.
- عدم اعتراض منتخب طاجيكستان على اللاعب نهائياً لمعرفتهم بصوابية مشاركته.
* لا ندري ماذا يمكن أن يفيدنا هذا العذر ، فسواء كان الموضوع مرتبطاً بشكوى أو هو من اجتهاد الفيفا ، ففي حال مشاركة مراد مع المنتخب السويدي فالمخالفة واضحة تبعاً لقوانين الفيفا !.
- عدم وجود أي خطاب من الاتحاد السويدي يستأذن فيه اتحادنا من اللعب مع منتخب السويد كون اللاعب سوري الجنسية أصلاً.
* لماذا سيطلب الاتحاد السويدي إذناُ من الاتحاد السوري ما دام جورج مراد يحمل الجنسية السويدية أيضاً ، و بالتالي يحق له تمثيل السويد، و إلا لما كان شارك مع منتخب السويد تحت 21 عام كما ذكر الاتحاد الدولي في كتابه لاتحاد الكرة ! ، كما أن هذه الحجة تتناقض مع الحجة الأولى ، فبما أن مراد لم يشارك مع المنتخب السويدي ، لماذا سيخاطب الاتحاد السويدي اتحادنا لطلب الإذن!.
و نضرب مثالاً على ذلك ما يعانيه الاتحاد الألماني من سرقة للمواهب ذات الأصول التركية التي تولد في ألمانيا و تنشئ في كنفها و تلعب في منتخبات الفئات العمرية الألمانية ، ثم يأتي الاتحاد التركي و يقنع هؤلاء اللاعبين بتمثيل بلدهم الأم و يقوم بتسوية أوضاعهم عن طريق الفيفا ، فالمهم هنا هو موافقة اللاعب و من ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة مع الفيفا.
- قرار الاتحاد الدولي ضمن اللوائح يقضي بأن تقع غرامة مالية على اللاعب أو على اتحاد اللعبة المعني.
* هل نعتبر رئيس اتحادنا أصحى من جماعة الفيفا ، و هل يا ترى أخطئوا و اتخذوا عقوبة خص نص فينا و غير موجودة في دستور الفيفا ؟.
و إذا كان ذلك صحيحاً فليدنهم سرية من فمهم و ليقلع عين إبليس و يثبت خطأ الفيفا في تطبيق القوانين ، على اعتبار أنه مطلع على قوانين الفيفا أساساً!.
- اتحاد اللعبة تقدم باعتراض إلى المحكمة الرياضية الدولية و كلف محامياً لمتابعة الإجراءات القانونية ، و سيواصل المنتخب تحضيراته إلى أن يصدر القرار.
* كيف تقدم اتحاد الكرة باعتراض علماً أن الاتحاد الدولي أشار إلى أن القرار المتخذ ملزم و لا يقبل الاستئناف.
و بما أن المنتخب سيواصل تحضيراته ، لماذا ظهر اللاعبون و هم يحزمون حقائبهم للعودة إلى مدنهم كما ظهر في الصور التي نشرها مدونون في المنتدى الأنشط متابعة للكرة المحلية منتدى كووورة سورية.
و سبق لكووورة سورية أن تعرض للكثير من التصريحات الجارحة من قبل بعض الأسماء في الاتحادات المتعاقبة على الرغم من دوره الفعال و الأساسي ( مع موقع اللاعبين السوريين المحترفين ) في تسليط الضوء على لاعبينا المغتربين.
و كما نذكر دائماً ، فلولا هؤلاء الشبان الذين لا يرجون جزاء ولا شكوراً ، لما عرفنا بمراد أو شنكو أو سنحاريب ، الذي لن يعود إلى تمثيل المنتخب مجدداً بحسب ما أفادنا مصدر مقرب من اللاعب ، و ذلك لطفره من المعاملة المتخبطة و اللا مسؤولة التي لقيها من جهابذة كرتنا.
من جهة ثانية فقد قدم أمين سر اتحاد الكرة من خلال تصريح الكتروني عدداً من البراهين نفندها كسابقاتها في السطور التالية :
- الإتحاد الدولي قبل الإعتراض المقدم من الإتحاد الطاجيكي في التاسع من آب الحالي على مشاركة جورج مراد خلافاً للقانون الذي يفرض على أي اتحاد أن يتقدم بالإعتراض خلال 48 ساعة من تاريخ اي لقاء رسمي وليس بعد مرور أسبوعين.
* إذا كان اتحاد الكرة على علم بأن الاتحاد الطاجيكي قدم اعتراضه في التاسع من آب ، فكان عليه التحرك مباشرة و التواصل مع الفيفا لا أن ينتظر صدور القرار بغض النظر عن صحته من عدمها و الموضوع لن يكلفنا أكثر من مراسلات انترنتية!.
- اللاعب المذكور تم تسجيله واعتماده بشكل أصولي من قبل الإتحاد الآسيوي وتم استصدار بطاقته الآسيوية التي خولته اللعب في التصفيات المونديالية فلماذا لم يتم الإشارة إلى ضرورة تغيير اتحاده كما يفيد قرار الإتحاد الدولي.
* في حال قدم الاتحاد المحلي جواز سفر سوري و هوية سورية للاتحاد الآسيوي فبكل تأكيد سيتم استصدار بطاقة آسيوية ، والاتحاد الآسيوي هو اتحاد قاري و ليس من مهمته التأكد من اللاعبين و مشاركاتهم السابقة بل هي مهمة الاتحادات المعنية و من ثم الاتحاد الدولي.
- الإتحاد السوري سبق وأن خاطب نظيره السويدي لضرورة التحاق اللاعب مع منتخب سورية استعداداً للتصفيات المونديالية ولم يذكر الإتحاد السويدي أي شيء بخصوص مشاركة المراد مع منتخب السويد سابقاً كما سبق وحصل في قضية اللاعب داني كيكي الذي أفاد الإتحاد البلغاري قبل عامين بعدم أحقية مشاركته مع المنتخب السوري نظراً لمشاركته مع منتخب بلغاريا للشباب.
* سواء كان هذا الكلام صحيحاً أو منطقياً أم لا ، فإن على اتحاد الكرة وضع الاتحاد الدولي بصورة هذه الاتصالات ، و إن كان معتبراً أن مراسلاته مع الاتحاد السويدي كافية فتلك مصيبة ، فلربما قدم الاتحاد السويدي معلومات خاطئة فرضاً ، أو أن القوانين بالفعل تحتم تواصل اتحاد الكرة مع الاتحاد السويدي و من ثم الاتحاد الدولي و اتحادنا المصون لا يعلم و المصيبة هنا أعظم!.
أو أن اتحاد الكرة أخطر الاتحاد الدولي بهذه التفاصيل ، إلا أنه أغفل أموراً معينة أو أخطأ بأمور أخرى ، و هي مصيبة أخرى كذلك!.
- كيف سمح الإتحاد الدولي في السابق للاعب لؤي شنكو بالمشاركة في تصفيات المونديال السابق وهو الذي سبق له اللعب مع المنتخب السويدي سابقاً في حين يرى مشاركة المراد غير قانونية.
* ربما شارك شنكو بمباراة غير مدرجة بأيام الفيفا ، و ربما لأن أحداً لم يشتك للفيفا جراء مشاركة الشنكو ، و بالتالي فإن أمور الشنكو الإدارية بقيت ضمن النطاق الآسيوي ، و لو أن سورية تأهلت لكأس العالم ، فسيتنبه الفيفا للشنكو إذا ما كان سويدياً في سجلات الفيفا.
و من الممكن أن يكون اتحاد الكرة مستكملاً لأوراق الشنكو على عكس أوراق مراد ، على فرض وجود أوراق مرسلة أساساً.
- جميع التعليمات التي أرسلها الإتحاد الدولي لتسجيل اللاعبين في التصفيات لم تشر إلى حالة جورج مراد وحتى قانون التصفيات الذي تم إرساله بعد مباراتي طاجيكستان لم يتعرض لذكر هذه الحالة.
* بالعودة إلى المادة التي استند عليها الفيفا في اتخاذ القرار فهي ما يلي :
" يجب أن تمتثل كل الاتحادات التابعة للفيفا امتثالا تاماً لقوانين الفيفا ولوائح الفيفا، والتوجيهات، والمبادئ التوجيهية والتعاميم والقرارات التي اتخذتها الهيئات العامة للفيفا ، ولا سيما اللجنة التنفيذية و لجنة الحكام و لجنة أخلاقيات المهنة و اللجنة التأديبية ولجنة الاستئناف ".
و بالتالي فإن على اتحاد الكرة الإطلاع على قوانين الفيفا الرئيسية و ليس على قوانين التصفيات فقط و ليس عذراً أن قانون التصفيات لم يتعرض لهذه الحالة ، فالقانون الأساسي موجود و يجب الإلمام به و الالتزام بتفاصيله قبل الانتقال إلى قانون التصفيات.
هل بقي عذر ؟!
بات من المؤكد استبعادنا من التصفيات ، و من المنتظر أن لا يفضي الاعتراض المقدم إلى المحكمة الدولية إلى شيء مثمر ، على اعتبار أن قرار الفيفا متخذ استناداً إلى قوانين واضحة و موجودة مسبقاً ، إضافة لكون القرار نهائياً و ملزماً و غير قابل للاستئناف.
لا يمكننا أن نغلق أعيننا و نتجاهل الفساد الذي ينخر جسد الفيفا على مرأى من جميع المتابعين ، إلا أننا نناشد أن لا نجعل من فساد الفيفا حجة لتبرئة فاسدي رياضتنا عبر تحويل قرار الفيفا إلى قرار مسيس ، أو نعتبر أن أحد أعداء اتحاد الكرة المحليين " دفش " الاتحاد الطاجيكي لكي يشتكي.
البعض ذهب إلى حالات مشابهة حدثت سابقاً مع منتخبات أخرى و اتخذ حيالها الفيفا قرارات لا تشبه القرار الذي اتخذ بحقنا .. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل بقيت قوانين الفيفا على حالها منذ أن حدثت تلك الحالات أم أنها تغيرت.
و في حال تعرضنا للظلم من قبل الفيفا ، هل يستطيع اتحاد الكرة الدفاع عن الحق السوري بالأدلة و البراهين و الحجج القانونية لا بالتصريحات و إلقاء الاتهامات ، و لماذا - من الأساس - نفسح المجال لأحد لكي يستغل أخطائنا و يعاقبنا.
هل أرسلنا كافة الأوراق التي تضمن سلامة مشاركة مراد ، أم أن الكواليس تخفي ما لا يرد اتحاد الكرة الإفصاح عنه ، أم أن الاتحاد الدولي يظلمنا فعلاً.
و بغض النظر عن قرار العقوبة من عدمها ، و بغض النظر أكان اتحاد الكرة مخطئاً أو أن الاتحاد الدولي ظلمنا ، و سواء بقيت العقوبة أم نجحنا في إزالتها .. ألم يحن الوقت لمحاسبة من جعل كرتنا مسخرة بين البشر ، و ألم يحن الوقت لمعاقبة الفاسدين على جرائهم الرياضية السابقة.
ألم يحن الوقت لتحل أسماء جديدة بدلاً من الأسماء التي جثمت على صدر كرتنا لأكثر من ثلاثة عقود ، و للمرة الألف ، سواء ظلمنا الاتحاد الدولي أو كنا أنفسنا ظالمين.
و في حال تم تثبيت العقوبة ، هل سيحاسب اتحاد الكرة على هذا الخطأ الذي لا يغتفر ! ، أم أن القضية ستمر مرور الكرام كسابقاتها.
إذا ما تركنا الحكم على اتحاد الكرة لجماهير الكرة السورية المتعطشة لمتابعة منتخبها الوطني في المحافل العالمية بعدما مللنا من الكتابة دون أي جدوى .. بماذا ستحكم الجماهير يا ترى ؟ ، مو طالعة من حلقي إحكيها .. إسا سكرو قوس.
Comment