لم يعد الاستماع إلى أخبار تتعلق بوفاة أحد الملاكمين بعد أي منازلة يثير الاستغراب في ظل العدد المتزايد من الرياضيين الذين يقعون ضحية لهذه الرياضة المميتة، وفي ظل الصمت المطبق من المؤسسات والاتحادات القائمة عليها؛ رغم النداءات المتكررة والمتواصلة لإلغاء هذه الرياضة تماماً أو على الأقل سن تشريعات وقوانين جديدة من شأنها تخفيف نسبة الضحايا الذين يسقطون جراء ممارستها.
في رياضة الموت لا فرق بين الجنسين
ورغم معرفة الجميع بالأضرار التي تلحقه هذه اللعبة بممارسيها - وهي أضرار لا تقتصر على الموت فقط، بل لا يكاد يخلو ممارس لها من مضاعفات صحية وجسدية بعد سنوات من الاعتزال، كما حصل مع "الأسطورة" محمد علي كلاي – رغم ذلك يصر القائمين على هذه اللعبة على التأكيد بأنها رياضة كأي لعبة أخرى، ومن حق الجميع أن يمارسها طالما توفرت لديه المقدرة و"الموهبة"، لتبقى النداءات التي يطلقها أصحاب العقول بعيدة عن التطبيق، ويستمر الموت بحصد أرواح المزيد من الضحايا.هؤلاء الضحايا كان آخرهم ملاكماً فلبينياً يدعى ليتو سيسنوريو توفي الأسبوع الماضي متأثراً بإصابته بجروح خطيرة في الرأس خلال مباراة ضد بطل مجلس الملاكمة العالمي السابق في وزن الذبابة تشاتشاي ساساكول في بانكوك.
ولم تنقذ العملية الجراحية العاجلة التي خضع لها سيسنوريو لإزالة جلطة في المخ عقب سقوطه مغشيا عليه وهو في طريقه لتناول الطعام بعد عدة ساعات من هزيمته بالضربة القاضية حياته، ليصبح رقما جديداً في أرقام ضحايا هذه الرياضة.
وبحسب مسؤول في مستشفى بيامين بالعاصمة التايلاندية فإن الملاكم الفلبيني البالغ من العمر 24 عاماً فشل في استعادة وعيه عقب الجراحة وتوفي اثر أزمة قلبية، علماً أنه سقط في الجولة الرابعة عقب تلقيه وابلاً من اللكمات الخطافية من اليد اليمنى لمنافسه في مباراة على وزن فوق الذبابة مع تشاتشاي (37 عاما).
وقبل اقل من أسبوعين من وفاة سيسنوريو واجه المصير ذاته الملاكم الاندونيسي أنيس دوي موليا، والذي لم يبغ السابعة والعشرين من عمره، إذ أصيب محمد علي كلاي و ابنتهنزيف حاد في المخ عقب إحدى المباريات لفئة الوزن الخفيف.وأكدت التقارير الإعلامية أن موليا سقط على أرض الملعب عقب انتهاء المباراة، ونقل على الفور إلى المستشفى حيث أجرى عملية عاجلة ولكن حالته استمرت في التدهور.
وقال دكتور تانجول مارباونج كبير الجراحين بالمستشفى إن الإصابة بنزيف حاد في الرأس صاحبها انخفاض في الصفائح الدموية بسبب الإصابة بنوع من الحمى مما أدى للوفاة. وبذلك يصبح موليا الملاكم الثاني والعشرين الذي يتوفى منذ العام 1948 في اندونيسيا نتيجة الإصابات التي يتعرضون لها على حلبة الملاكمة.
هذان الضحيتان ليسا سوى أحدث من ذهب نتيجة لهذه الرياضة المميتة، ويزخر سجل الضحايا بأسماء عدة واجهت نفس المصير، من بينها الأمريكي ليفاندر جونسون والمكسيكي مارتن سانشيز واليونانيين ديميتريس ليفاداس وثاناسيس ميليوردوس، وغيرهم العشرات، وهذا بخلاف من أقعدهم المرض، وتحولوا من وحوش كاسرة على الحلبات إلى مرضى لا يقوون على الحركة، كما حصل مع محمد علي كلاي الذي أنهك جسده مرض "باركنسون" أو "الرعاش" وهو مرض خطير يصيب عادة ممارسي هذه الرياضة.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ودول شرق آسيا من أكثر البلدان التي يموت فيها رياضيون نتيجة ممارسة الملاكمة، ففي الولايات المتحدة توفي منذ العام 1920 أكثر من 900 ملاكم نتيجة إصابات مباشرة على الحلبة، فيما قدر الاتحاد الأميركي لجراحي الأعصاب أن "ما بين 15% إلى 40% من الملاكمين السابقين لديهم شكل ما من أشكال الإصابة المزمنة في المخ، وأن أغلب الملاكمين المحترفين لديهم درجة من الضرر بالمخ سواء كانت تظهر عليهم أعراض أم لا".
ورغم وعود رئيس مجلس الملاكمة العالمي خوسيه سليمان بإجراء تحقيقات عميقة لمعرفة أسباب وفاة بعض الملاكمين، وتعهده بتحسين شروط السلامة في الملاكمة، لم يلاحظ أي تغيراً إيجابياً، بل ازدادت الحوادث بشكل كبير، وازدادت معها وتيرة المطالبات بوضع حد لهذه الاستهانة بحياة البشر من أجل جميع المال.
ما يثير الغرابة في الأمر هو أن النساء بدأن يدخلن بقوة إلى حلبات الملاكمة، وخاصة في الولايات المتحدة، رغم ما يميزها من عنف وشراسة، وقد شاهد الجميع ليلي علي كلاي تقف مزهوة في الحلبات وقد أسقطت منافسة تلو الأخرى بالضربة الفنية القاضية، بينما والدها العاجز عن تحرك رأسه، يصفق لها مشجعاً. ما الذي يدفع بالشخص الي الموت
في رياضة الموت لا فرق بين الجنسين
ورغم معرفة الجميع بالأضرار التي تلحقه هذه اللعبة بممارسيها - وهي أضرار لا تقتصر على الموت فقط، بل لا يكاد يخلو ممارس لها من مضاعفات صحية وجسدية بعد سنوات من الاعتزال، كما حصل مع "الأسطورة" محمد علي كلاي – رغم ذلك يصر القائمين على هذه اللعبة على التأكيد بأنها رياضة كأي لعبة أخرى، ومن حق الجميع أن يمارسها طالما توفرت لديه المقدرة و"الموهبة"، لتبقى النداءات التي يطلقها أصحاب العقول بعيدة عن التطبيق، ويستمر الموت بحصد أرواح المزيد من الضحايا.هؤلاء الضحايا كان آخرهم ملاكماً فلبينياً يدعى ليتو سيسنوريو توفي الأسبوع الماضي متأثراً بإصابته بجروح خطيرة في الرأس خلال مباراة ضد بطل مجلس الملاكمة العالمي السابق في وزن الذبابة تشاتشاي ساساكول في بانكوك.
ولم تنقذ العملية الجراحية العاجلة التي خضع لها سيسنوريو لإزالة جلطة في المخ عقب سقوطه مغشيا عليه وهو في طريقه لتناول الطعام بعد عدة ساعات من هزيمته بالضربة القاضية حياته، ليصبح رقما جديداً في أرقام ضحايا هذه الرياضة.
وبحسب مسؤول في مستشفى بيامين بالعاصمة التايلاندية فإن الملاكم الفلبيني البالغ من العمر 24 عاماً فشل في استعادة وعيه عقب الجراحة وتوفي اثر أزمة قلبية، علماً أنه سقط في الجولة الرابعة عقب تلقيه وابلاً من اللكمات الخطافية من اليد اليمنى لمنافسه في مباراة على وزن فوق الذبابة مع تشاتشاي (37 عاما).
وقبل اقل من أسبوعين من وفاة سيسنوريو واجه المصير ذاته الملاكم الاندونيسي أنيس دوي موليا، والذي لم يبغ السابعة والعشرين من عمره، إذ أصيب محمد علي كلاي و ابنتهنزيف حاد في المخ عقب إحدى المباريات لفئة الوزن الخفيف.وأكدت التقارير الإعلامية أن موليا سقط على أرض الملعب عقب انتهاء المباراة، ونقل على الفور إلى المستشفى حيث أجرى عملية عاجلة ولكن حالته استمرت في التدهور.
وقال دكتور تانجول مارباونج كبير الجراحين بالمستشفى إن الإصابة بنزيف حاد في الرأس صاحبها انخفاض في الصفائح الدموية بسبب الإصابة بنوع من الحمى مما أدى للوفاة. وبذلك يصبح موليا الملاكم الثاني والعشرين الذي يتوفى منذ العام 1948 في اندونيسيا نتيجة الإصابات التي يتعرضون لها على حلبة الملاكمة.
هذان الضحيتان ليسا سوى أحدث من ذهب نتيجة لهذه الرياضة المميتة، ويزخر سجل الضحايا بأسماء عدة واجهت نفس المصير، من بينها الأمريكي ليفاندر جونسون والمكسيكي مارتن سانشيز واليونانيين ديميتريس ليفاداس وثاناسيس ميليوردوس، وغيرهم العشرات، وهذا بخلاف من أقعدهم المرض، وتحولوا من وحوش كاسرة على الحلبات إلى مرضى لا يقوون على الحركة، كما حصل مع محمد علي كلاي الذي أنهك جسده مرض "باركنسون" أو "الرعاش" وهو مرض خطير يصيب عادة ممارسي هذه الرياضة.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ودول شرق آسيا من أكثر البلدان التي يموت فيها رياضيون نتيجة ممارسة الملاكمة، ففي الولايات المتحدة توفي منذ العام 1920 أكثر من 900 ملاكم نتيجة إصابات مباشرة على الحلبة، فيما قدر الاتحاد الأميركي لجراحي الأعصاب أن "ما بين 15% إلى 40% من الملاكمين السابقين لديهم شكل ما من أشكال الإصابة المزمنة في المخ، وأن أغلب الملاكمين المحترفين لديهم درجة من الضرر بالمخ سواء كانت تظهر عليهم أعراض أم لا".
ورغم وعود رئيس مجلس الملاكمة العالمي خوسيه سليمان بإجراء تحقيقات عميقة لمعرفة أسباب وفاة بعض الملاكمين، وتعهده بتحسين شروط السلامة في الملاكمة، لم يلاحظ أي تغيراً إيجابياً، بل ازدادت الحوادث بشكل كبير، وازدادت معها وتيرة المطالبات بوضع حد لهذه الاستهانة بحياة البشر من أجل جميع المال.
ما يثير الغرابة في الأمر هو أن النساء بدأن يدخلن بقوة إلى حلبات الملاكمة، وخاصة في الولايات المتحدة، رغم ما يميزها من عنف وشراسة، وقد شاهد الجميع ليلي علي كلاي تقف مزهوة في الحلبات وقد أسقطت منافسة تلو الأخرى بالضربة الفنية القاضية، بينما والدها العاجز عن تحرك رأسه، يصفق لها مشجعاً. ما الذي يدفع بالشخص الي الموت
Comment