الأسطورة القوية لا تنتهي أبداً بفعل فاعل، قد يصفع بها القدر فتسقط، وربما ترقد في فخ الخيانة العظمى، لكنها في كلتا الحالتين إما أن تعود زاهية أكثر، أو أن تموت وتدفن معها خرافتها التي ما هزمها سوى نفسها. بالتأكيد الأساطير في عالمنا كثيرة، فما استطاع أحد يوماً القضاء على العظماء، أبداً، فجبروت العالم المتكاتف فشل في إسقاط أسطورة هتلر، هو من صنع نفسه وقتل نفسه، وأكبر اثنى عشر جيشاً في العالم لم يستطع القبض على صدام حسين، قد اختبئ ومن ثم تعرض لخيانة ابن بلده. وكلفت خرافة تشي جيفارا العالم الجنوبي أكثر من عشرات السنين للوصول إليه، وفي نهاية الأمر توجه رودريجز رجل أعمال جيفارا إلى الحكومة وعرض عليهم أن يعيش في سلام مقابل تسليم جيفارا، فدلهم على مكان ذلك المناضل..ولم يختلف الحال كثيراً في بعض الصور الأخرى..إنهم الأساطير التي لم يستطع يوماً أحد أن يقضي عليهم، حتى بعض سقوطهم في قبضة الخيانة!.. فشعار هتلر حتى هذا اليوم يرفع في وجه كل يهودي! وأعلام جيفارا شاهدتها عن قريب في مباراة كرة قدم في شتى بقاع الأرض !
وفي عام 1979 حقق ميلان لقبه العاشر في دوري ايطاليا لكرة القدم بعد غياب طويل بفضل فابيو كابيللو الذي يدرب انجلترا الآن!، وكان وقتها قد فرض سيطرته على لقبي كأس ايطاليا وكأس الكؤوس الأوروبية، ومع تحقيق بطولة 1979 تغير كل شئ، فاعتزل جاني ريفيرا، ثم برزت أسطورة فرانكو باريزي، لكن سرعان ما انتهى ذلك حتى قررت اللجنة إدانة ميلان في فضيحة لقبت وقتها بـ"توتو نيرو!"، الخاصة بالرشاوي بين اللاعبين، وتقرر وقتها إسقاط ميلان ولاتسيو إلى دوري ايطاليا للفئة الثانية!.
وليس إلى هنا فحسب، فقد تقرر أن يكون باولو روسي نجم فياتشنزا وقتها "كبش الفداء"، بتوجيه تهمة التلاعب المباشر في الرشاوي ونتائج المباريات، فحكمت المحكمة إبعاد باولو روسي ثلاثة أعوام قبل أن تخفض إلى عامين. كانت كلمات باولو روسي شبيهة بكلمات لوتشيانو مودجي اليوم، فقال:"ربما كان من الضروري أن يدفع شخص معين ومهم ثمن هذه اللعبة، لقد فهمتها فوراً، لقد فهمت فوراً أنني الضحية المرادة، كنت الضحية لمنع أزمة أخطر وأعمق".
وعادت شمس ميلان مجدداً قبل أن تختفي إلى الدرجة الأولى، ولكنه كان منهكاً نفسياً، فسقط مجدداً لدوري المظاليم في موسم 1982 (موسم كأس العالم)، ومعه هرب رئيسه جوزيبي فارينا بأموال النادي بعيداً !
ومرت الأيام، وعادت أسطورة ايطاليا باولو روسي في أبريل 1982، وما لبث إلا أن لبى النداء مجدداً للمنتخب الوطني، وشارك بإسمه المشرف لاعبي كأس العالم 1982، ليقودهم إلى لقب المجد ليس فحسب، بل هدافاً للبطولة بستة أهداف، ليؤكد مقولة هيتلر:"الأسطورة معنى يعيش في داخلي، أخاف من القطط، لكن أعظم رجل في العالم لن يستطيع يوماً ما إيقافي، إلا أنا من سيوقف نفسي".
وسار ميلان على درب هؤلاء، فبعد أن أبعدته الخيانات والإتهامات، طَل علينا برلسكوني وقال كلمته الشهيرة:"سأجعل العالم يعرف ايطاليا على أنها بلد نادي ميلان"، وصدق في قوله، فسيطر ميلان في التعسينات على الدوري، وسطر اسمه من ذهب على كبرى بطولات أوروبا. ولم يختلف الحال كثيراً مع لاتسيو، رغم انتظاره لأكثر من عشرة سنين، إلا أنه قهر نفسه وفاز قبل عشرة سنين بلقب دوري ايطاليا.
ومع مرور السنوات، قرر القدر أن يسيطر يوفنتوس على بطولات الدوري الإيطالي، الأمر الذي لم يعجب أصحاب الورق الفارغ، والأقلام المزدوجة، فتقرر أن يعلن عن افتتاح فضيحة كالتشيو بولي، وما أن فازت ايطاليا بكأس العالم، حتى تم رسمياً إسقاط يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية ! والطريف في الأمر، أن باولو روسي وأليساندرو دل بييرو هما الوحيدان اللذان انفردا بلقب هداف الدوري الإيطالي للدرجة الأولى والثانية !
ربما أجد سيناريو مشابهاً، فهذا روسي الذي سقط كان هو نفسه هداف كأس العالم 1982، واليوفنتوس "المتهم فساداً" قد ملئ لاعبوه الثمانية عناصر ايطاليا في 2006 (ولا خلاف كذلك في كأس العالم 1982)!، المسألة شبيهة إلى حد كبير، أن تضع السارق في السجن، ثم تطلب منه أن يعينك على فتح باب منزلك !
لقد عاشت الكرة الإيطالية سنوات من الهلوسة الغير أخلاقية، وكانت عبارة عن سم مدسوس في حلق الشرفاء والأبرياء، فدائماً أقول أن الناجحون هم وحدهم المتهمون، ونحن نعيش اليوم الكثير من هذا، وآخرها أن فرنسا تريد بشتى الطرق وضع بلال ريبري ثلاثة سنوات في سجن فرنسا لتشوه بذلك صورة الإسلام لا أكثر!..
بالفعل، بعد سنوات طويلة من إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، وصلت الأمور إلى ذروتها، ويتكرر طبقياً مشهد ميلان اليوم، فبعد أن عاد يوفنتوس سريعاً سقط مجدداً بفعل المخدر الذي تناوله قبل ثلاث سنوات من الآن، لكن:"فكرت بالإنسحاب..فإقتربت من القمة أكثر" !
واليوم تم افتتاح "كالشيوبولي 2"، قبل كأس العالم 2010، يا ترى من سيأكل الطُعم هذه المرة، إنترناسونالي أو إيه.أس.روما؟ بما أن الأخيرين أتقنا دور "المسيطر" على ألقاب ايطاليا المحلية، كما كان الحال في لعبة ميلان 1982، وأرجوحة يوفنتوس 2006. وأي لاعب سوف يكون كبش الفداء هذه المَره، أليساندرو دل بييرو أو أليساندرو دل بييرو أيضاً؟
الأحد 18 أبريل 2010
الأحد 25 أبريل 2010
كان القدر رحيماً بلاتسيو، وأعاده الله إليهم في أسبوع واحد. الشامتين ..الشامتون فينا، انتظروا دوران الأيام..أنتم تصلون من أجل بطأها ونحن نترقب القدر..إنه القدر يا إنتر ليس أكثر.. ليس أكثر من قدر !
وفي عام 1979 حقق ميلان لقبه العاشر في دوري ايطاليا لكرة القدم بعد غياب طويل بفضل فابيو كابيللو الذي يدرب انجلترا الآن!، وكان وقتها قد فرض سيطرته على لقبي كأس ايطاليا وكأس الكؤوس الأوروبية، ومع تحقيق بطولة 1979 تغير كل شئ، فاعتزل جاني ريفيرا، ثم برزت أسطورة فرانكو باريزي، لكن سرعان ما انتهى ذلك حتى قررت اللجنة إدانة ميلان في فضيحة لقبت وقتها بـ"توتو نيرو!"، الخاصة بالرشاوي بين اللاعبين، وتقرر وقتها إسقاط ميلان ولاتسيو إلى دوري ايطاليا للفئة الثانية!.
وليس إلى هنا فحسب، فقد تقرر أن يكون باولو روسي نجم فياتشنزا وقتها "كبش الفداء"، بتوجيه تهمة التلاعب المباشر في الرشاوي ونتائج المباريات، فحكمت المحكمة إبعاد باولو روسي ثلاثة أعوام قبل أن تخفض إلى عامين. كانت كلمات باولو روسي شبيهة بكلمات لوتشيانو مودجي اليوم، فقال:"ربما كان من الضروري أن يدفع شخص معين ومهم ثمن هذه اللعبة، لقد فهمتها فوراً، لقد فهمت فوراً أنني الضحية المرادة، كنت الضحية لمنع أزمة أخطر وأعمق".
وعادت شمس ميلان مجدداً قبل أن تختفي إلى الدرجة الأولى، ولكنه كان منهكاً نفسياً، فسقط مجدداً لدوري المظاليم في موسم 1982 (موسم كأس العالم)، ومعه هرب رئيسه جوزيبي فارينا بأموال النادي بعيداً !
ومرت الأيام، وعادت أسطورة ايطاليا باولو روسي في أبريل 1982، وما لبث إلا أن لبى النداء مجدداً للمنتخب الوطني، وشارك بإسمه المشرف لاعبي كأس العالم 1982، ليقودهم إلى لقب المجد ليس فحسب، بل هدافاً للبطولة بستة أهداف، ليؤكد مقولة هيتلر:"الأسطورة معنى يعيش في داخلي، أخاف من القطط، لكن أعظم رجل في العالم لن يستطيع يوماً ما إيقافي، إلا أنا من سيوقف نفسي".
وسار ميلان على درب هؤلاء، فبعد أن أبعدته الخيانات والإتهامات، طَل علينا برلسكوني وقال كلمته الشهيرة:"سأجعل العالم يعرف ايطاليا على أنها بلد نادي ميلان"، وصدق في قوله، فسيطر ميلان في التعسينات على الدوري، وسطر اسمه من ذهب على كبرى بطولات أوروبا. ولم يختلف الحال كثيراً مع لاتسيو، رغم انتظاره لأكثر من عشرة سنين، إلا أنه قهر نفسه وفاز قبل عشرة سنين بلقب دوري ايطاليا.
ومع مرور السنوات، قرر القدر أن يسيطر يوفنتوس على بطولات الدوري الإيطالي، الأمر الذي لم يعجب أصحاب الورق الفارغ، والأقلام المزدوجة، فتقرر أن يعلن عن افتتاح فضيحة كالتشيو بولي، وما أن فازت ايطاليا بكأس العالم، حتى تم رسمياً إسقاط يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية ! والطريف في الأمر، أن باولو روسي وأليساندرو دل بييرو هما الوحيدان اللذان انفردا بلقب هداف الدوري الإيطالي للدرجة الأولى والثانية !
ربما أجد سيناريو مشابهاً، فهذا روسي الذي سقط كان هو نفسه هداف كأس العالم 1982، واليوفنتوس "المتهم فساداً" قد ملئ لاعبوه الثمانية عناصر ايطاليا في 2006 (ولا خلاف كذلك في كأس العالم 1982)!، المسألة شبيهة إلى حد كبير، أن تضع السارق في السجن، ثم تطلب منه أن يعينك على فتح باب منزلك !
لقد عاشت الكرة الإيطالية سنوات من الهلوسة الغير أخلاقية، وكانت عبارة عن سم مدسوس في حلق الشرفاء والأبرياء، فدائماً أقول أن الناجحون هم وحدهم المتهمون، ونحن نعيش اليوم الكثير من هذا، وآخرها أن فرنسا تريد بشتى الطرق وضع بلال ريبري ثلاثة سنوات في سجن فرنسا لتشوه بذلك صورة الإسلام لا أكثر!..
بالفعل، بعد سنوات طويلة من إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، وصلت الأمور إلى ذروتها، ويتكرر طبقياً مشهد ميلان اليوم، فبعد أن عاد يوفنتوس سريعاً سقط مجدداً بفعل المخدر الذي تناوله قبل ثلاث سنوات من الآن، لكن:"فكرت بالإنسحاب..فإقتربت من القمة أكثر" !
واليوم تم افتتاح "كالشيوبولي 2"، قبل كأس العالم 2010، يا ترى من سيأكل الطُعم هذه المرة، إنترناسونالي أو إيه.أس.روما؟ بما أن الأخيرين أتقنا دور "المسيطر" على ألقاب ايطاليا المحلية، كما كان الحال في لعبة ميلان 1982، وأرجوحة يوفنتوس 2006. وأي لاعب سوف يكون كبش الفداء هذه المَره، أليساندرو دل بييرو أو أليساندرو دل بييرو أيضاً؟
الأحد 18 أبريل 2010
الأحد 25 أبريل 2010
كان القدر رحيماً بلاتسيو، وأعاده الله إليهم في أسبوع واحد. الشامتين ..الشامتون فينا، انتظروا دوران الأيام..أنتم تصلون من أجل بطأها ونحن نترقب القدر..إنه القدر يا إنتر ليس أكثر.. ليس أكثر من قدر !
Comment