.
.
||~ فان غال ورحلة الخروج ~||
في هذه الحلقة .. [ الحلقة الأولى من سلسلة العقد الأخير لفريق البلوغرانا ] .. سأتحدث عن العام 2000 ، الذي عرف عدة تقلبات من الناحيتين الرياضية والمؤسساتية لم يسبق لها مثيل في الفريق الكتلوني .. ستكون لها تأثيرات سلبية كثيرة على النادي ..
كانت التوقعات كبيرة قبل بداية الموسم , فـ برشلونة يدخل مدافعا عن لقب الليغا الذي أحرزه لسنتين ماضيتين , كما أن الفريق كان يضم مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم كـ [ لويس فيغو , ريفالدو , غوارديولا ] وغيرهم ..
سنتحدث باستفاضة عن المدرب الذي ترك بصمته في الفريق الكتلوني .. سواء كانت هذه البصمة [ سيئة أم حسنة ] , المدرب الهولندي الشهير "فان غال" صاحب الإمكانيات الفنية والتكتيكية العالية التي يشهد عليها تألق فريق أمستردام في منتصف التسعينات تحت قيادته ، ومع البارسا , بـ [ لقبين في الليغا واخر في مسابقة كأس الملك , ثم كأس السوبر الاوروبي ] , والتي لم تشفع لهذا المدرب الداهية أن يكمل مشواره داخل الدوامة التى ستعصف بالنادي هذه الفترة , وقد يكون من أهم الأسباب التي جعلت منه شخصا مكروهاً في النادي أو في ذلك الوقت هو أسلوبه في التعامل مع [ محيـــطه ] , بالأضافة الى تميزه في عشق مواجهة الجماهير بـ أسلوب أقل ما يقال عنه فاشل في الإتصال بها على حد سواء او بـ من حوله ..
الجماهير أخذت على الهولندي كذلك أنه ترك وراء ظهره العديد من أساطير النادي لدرجة أن بعضهم أرغموا على الخروج من الباب الخلفي كـ [ ستويشكوف , امور ] بعد أن اقتربوا من إنهاء مسيرتهم في البارسا , بل وكانت له مشادات كلامية معروفة مع الأسطورة "يوهان كرويف" بسبب الإختيارات التكتيكية التي ينتهجها .. ولتزداد الامور سوءا , أخفق الفريق لسنتين في دوري الأبطال في أدوار مبكرة ثم توالت حلقات الرواية بالهزيمة لثلاث مرات على التوالي في كأس السوبر الإسباني , البطولة التي لم يعرها أبدا فان غال أي أهمية ..
مقارنة بما تلقاه رئيس النادي [ جوسيب لويس نونيز ] - رئيس النادي منذ العام 1978 - من صافرات الاستهجان و المعارضة من أعضاء النادي (Socios) بعد التخلي عن مشروع النجوم و الذي إنتهى برحيل الأسطورة "يوهان كرويف" 1996 عن الهرم الفني للفريق سنة 1996 , حاز الهولندي "فان غال" على نصيب الأسد ..
في بداية الموسم .. كانت الأمور جيده في الدوري .. اول ثلاث جولات تبشر بخير وخصوصاً في المباراة ضد الأبن العاق "اسبانيول" الذي خضع لحكم الأبن الأكبر في كتلونيا بـ نتيجة (3-0) في الملعب الأول في اوروبا "الكامب نو" .. يليها اخفاق واحد ثم انتصارات مع بعض من التعادلات .. الا ان الأمور ساءت بعد ذلك .. كعادة فان غال مع منتصف الموسم .. هزائم من الديبور ، فالنسيا ، اشبيلية .. وتعادل في الكامب نو مع ريال مدريد (2-2) ..
في منتصف الموسم , واجه النادي الكثير من الإخفاقات بقيادة الهولندي , فـ برشلونة الان يحتل المركز الرابع في سلم الترتيب , متقدما على الفريق المدريدي بـ سبعة مراكز والذي يمر بأسوء مراحله الكروية , مما إجبر إدارة البيت الأبيض على طرد مدربهم الهولندي الاخر "غوس هيدينك" ليحل مكانه الإسباني "ديل بوسكي" , فمن جهة المتصدر تواجد برشلونة وبثلاثة مراكز خلف المغمور "ديبورتيفو لا كارونيا" الذي يسعى لـ الفوز بلقب الدوري بعد غياب دام خمسة عشر سنة و بالتحديد من عام 1985 , وبعد أن أخفق قبل 5 أعوام في حصد اللقب بعد أن أهدى فيه لاعب الديبور "ديوكيتش" لقب الدوري الإسباني الرابع على التوالي لفريق الأحلام بقيادة كرويف انذاك حينما أضاع ضرية الجزاء ضد فريق "فالنسيا" !!
في بداية سنة 2000 ظهرت مشكلة أخرى في صفوف الفريق , بطلها هذه المرة هو البرازيلي "ريفالدو" الذي بعد تتويجه بأغلى الجوائز الفردية صرح بأنه [ يريد التخلي عن مركزه في الجهة اليسرى واللعب في مركز صانع العاب ] .. بما أن "فان غال" لم تعجبه تصريحات البرازيلي , فقد اضطر الأخير للإحتفال بتتويجه أفضل لاعب في العالم من على المدرجات في المقابلة التي جمعت برشلونة ضد ريال سوسيداد (( والتي كانت اول مباراة في عام 2000 )) من باب العقاب .. وعلى الرغم من ذلك , فاز برشلونة بـ (3-1) , كما غاب عن التشكيلة الأساسية في المباراة التي تليها ضد سيلتا فيغو وايضاً فاز فيها برشلونة بـ (2-0) , والتي -على الأقل - شارك فيها ريفالدو في الشوط الثاني وكان صاحب الهدف الثاني لبرشلونة .. المباراة أمام الفريق الباسكي شهدت دخول قائد البارسا "غوارديولا" كبديل في الشوط الثاني لكن فقط ليسجل هدف "سوسيداد" الوحيد في مرمى فريقه , هدف وإن لم يكن ذا تأثير كبير على النتيجة إلا أنه كانت له تأثيرات على رسمية "غوارديولا" في الفريق نظرا لبزوغ لاعب شاب في مركزه يدعى "تشافي هيرنانديز" ..
بينما إستمر "السوبر ديبور" في طريقه نحو مجده المفقود ضارباً "ريال مدريد" (5-2) في السادس من فبراير , وأستمر الفريق الكتلوني في تلقي الضربات القاسية من فريق "ديبورتيفو الافيس" (1-0) وأيضاً كلاسيكو العالم بـ (3-0) في السادس والعشرين من فبراير .. والذي عرف تسجيل الفرنسي "نيكولا أنيلكا" لـ هدفه الأول في الموسم الكارثي له في مدريد رغم المبلغ الكبير الذي دفعه فيه النادي الملكي ,
اما في الشامبيونز ليغ , فكانت الأحوال على ما يرام , فـ برشلونة الان متصدر مجموعته بـ (16) نقطة من (18) , وفي ذلك الوقت كانت مجموعته تضم كلاً من [ بورتو , هيرتا بيرلين , سبارتا براغ ] .. ومن اشهر المباريات انذاك كانت مباراة برشلونة vs بورتو .. حين انتهت بـ (4-2) و ابدع البرازيلي ريفالدو بـ هدفان بعد أن استسلم لإرادة المدرب فان غال وشارك في موقعه المعتاد في الجهة اليسرى للملعب..
في اخر أسابيع الموسم , لم تكن النتائج تبشر بفرج قريب , لكن لا زال حلم الثلاثية لم يتلاشى بعد , في الأبطال , واجه برشلونة خصماً من العيار الثقيل في ربع النهائي ضد الفريق اللندني "تشيلسي" فـ في مباراة الذهاب .. استطاع البلوز هزيمة الفريق الكتلوني بـ (3-1) في لندن , ورغم أن البارسا دخل اللقاء مرشحا للفوز , إلا أنه تفاجأ بقوة منافسه وتلقى ثلاثة أهداف في ظرف ثمانية دقائق من بينها ركلة حرة رائعة من النجم الإيطالي "جيانفرانكو زولا" ، وجاء هدف لويس فيغو بعد ساعة من اللعب تقريبا ليعيد الأمل للبارسا مجددا في تدارك النتيجة في مباراة الإياب .. مباراة دخلها الفريق الكتلوني من اجل الفوز (2-0) ، وهو ما عبرت عنه اللوحة الفسيفسائية التي تزين بها الكامب نو الذي كان مكتظا عن آخره يوم المباراة .. بدأت المباراه وأتى البرازيلي "ريفالدو" بـ الأخبار السعيده من ضربة حرة اثر تدخل على نفس اللاعب .. ركلها البرازيلي لتحلق وتضرب في الحائط مغيره من مساراها وخادعة بها حارس المرمى "دي غوي" لتدخل معلنة الهدف الأول لـ الأحمر و الأزرق .. بعد هذا الهدف .. تحرك الفريق بنشوة اكبر من خلال المبدع فيغو .. الذي راوغ اكثر من لاعب ثم مررها الى "كلويفرت" ليسددها لـ ترتطم بالعارضه .. وتعود ادراجها الى اقدام فيغو الذي تفنن في تسجيلها معلناً الهدف الثاني لبرشلونة مع نهاية الشوط الأول ..
مما عقد الأمور أكثر على رجال كتلونيا كان خطأ من حارس المرمى الهولندي "هيسب" الذي اهدى الكرة الى مهاجم البلوز انذاك "آندري فلو" عندما حاول ان يخلص الكره لـ تصبح النتيجة (2-1) .. كانت هذه اللحظة التي عقدت الأمور بشكل كبير لكن الفريق الكتلوني لم ينتظر الكثير ليعيد فيغو الأمل لجماهير البلوغرنا من خلال ضربة حرة عكسها على رأس المنقذ "داني" الذي ضربها ليعلن الهدف الثالث مباشرة بعد دخوله كبديل ولتصبح النتيجة متعادلة (3-1) , وكان بإمكان البارسا إنهاء المباراة بعد ذلك بدقيقتين حين حصل كلويفرت على ركلة جزاء .. تكفل بها ريفا بأمل إنهاء امال البلوز .. لكنه مع ضغط المباراه لم يحرزها وأخطأ المرمى .. ما اجبر الفريقين الى الذهاب لـ الأشواط الأضافية .
بدأت الأشوط الأضافيه واستمر الأحمر والأزرق بـ الضغط والتمرير .. حتى اتت المبادره الجميله من فيغو حين رواغ الدفاع وتغلغل داخل منطقة الجزاء لمحاولة التسديد الا ان النيجيري بابايارو كان بالمرصاد له من خلال تدخله على القدم متسبباً في ضربة جزاء وطرد له .. تقدم لهذه الضربة المجنون "ريفا" ليخلدها في ذكريات سجلات النادي كـ كواحدة من أروع المباريات .. وعلى الرغم من كون برشلونة متأهلا الا ان لاعبيه لم يكتفوا بـ أربعة اهداف مقابل واحد .. فـ مع مهارات داني وتمركز كلوفيرت في منطقة الجزاء .. احرز برشلونة هدفه الخامس معلناً قوته وهيبته في هذه البطولة بغض النظر عن من كان خصمه ..
قبل تلك المباراة الدراماتيكية , كان الفريق قد تعرض لنكسات في المسابقات الأخرى , أولها : الخسارة الثقيلة من "مايوركا" (0-3) في الكامب نو في التاسع من ابريل في مجريات الليغا الأسبانية , بالاضافة الى هزيمة من خارج الديار من الفريق المتواضع "ريال إوفيـيدو" بمهاجمه المتألق "ديلي فالديس" بنفس النتيجة (3-0) والتي أتت بعد خسارة "الفيسنتي كالديرون "ضد فريق أتليتكو مدريد في نصف نهائي كأس الملك وبنفس النتيجة لثلاث مباريات على التوالي , في حين كانت مباراة العودة في الكأس مهزلة تاريخية , فـ مع برمجة اللقاء في نفس توقيت مباريات المنتخبات الوطنية كانت الغيابات حاضره لـ اللاعبين الدوليين في الفريق الكتلوني والتي كانت كثيرة ومؤثرة , مما إستوجب على "فآن غآل" إستدعاء بعض اللاعبين من الفريق الثاني للنادي ولكنه لم يفعل متغاضيا عن الفكرة و أكتفي بـ إثنى عشر لاعباً من بينهم حارسان للمرمى , وطبعاً عاني غال أثر عناده الذي كلفه الكثير ومنها الخروج من الكأس مع إمكانية معاقبة الفريق بعدم مشاركته لسنوات قادمة في المسابقة ..
فان غال ظل متجاهلا للضجة التي أثارها قراره ليبقى مركزا على المسابقات الأخرى , والتي تهمه أكثر .. بعد عدة أيام من ذلك , وبـعودة لاعبيه الدوليين , رد الفريق الكتلوني أعتباره من أتلتيكو مدريد متغلباً عليه بـ (3-0) في مدريد , مع خسارة ديبورتيفو لا كورونيا من "سلتا فيغو" بـ (2-1) في ديربي "غاليسيا" تقلص الفارق بين الفريقين إلى نقطتين على بعد ثلاث جولات من النهاية . لكن البارسا كانت تنتظره مباراة مصيرية في نصف نهائي دوري الأبطال ضد الفريق الإسباني "فالنسيا" المتماسك والذي يلعب كرة جماعية رائعة بقيادة المدرب "هيكــتور كوبر" وتألق اللاعب "غايسكا مندييتا" .. الفريق الذي لطالما أتعب برشلونة خصوصا بهدافه "كلاوديو لوبيز" المعروف بالـ"بيوخو" ..
طبعاً , الفائز سـ يلاقي إما "ريال مدريد" العائد إلى أضواء التألق بقيادة "ديل بوسكي" (( وتألق حارسه الواعد كاسياس ذي الـ19 ربيعا )) أو "بايرن ميونيخ" , ولأول مرة في تاريخ المسابقة الأغلى في أوروبا ثلاثة أندية من نفس الدولة , يتواجهون في نصف النهائي , وكانت مباراة الذهاب كـ "الكابوس" للفريق الكتلوني حيث تعرض لهزيمة مروعة في "الميستايا" , فالنسيا بقيادة المتألق العجوز صاحب السنوات الخمس والثلاثون "اماديو كاربوني" كانت أقوى من البارسا , تقدم الخفافيش (1-0) منذ البداية .. وقبل الذهاب إلى غرفة الملابس بين الشوطين كانت النتيجة (3-1) لصالح المضيف , بينما في الشوط الثاني لعبت فالنسيا على الهجمات المرتدة وأنهت آخر آمال البارسا بـ رصاصة الرحمة التي أطلقها "كلاوديو لوبيز" في الوقت بدل الضائع لتصبح النتيجة النهائية (4-1) لصالح أبناء الميستايا !!
حاول النادي الحفاظ على اخر الأنفاس من أجل بطولة الدوري .. بدأت ملامح التعب تظهر على "ديبورتيفو" لكن حال البارسا كان أسوأ , في السادس من مايو جاءت خسارة غير متوقعة في الكامب نو من فريق محدود الموارد يتدرب في ضواحي مدريد إسمه "رايو فايكانو" (( والذي للمفارقة فاز على الديبور كذلك )) , والتي كانت كـ بداية لـ الكوارث التي لم تأتي منفصلة بل أتت متتابعة , فـ على الجبهة الأخرى خرج الفريق الكتلوني من المسابقة الأوروبية في مباراة الإياب بعد فوزه الصعب (2-1) على فالنسيا في الكامب نو والذي لم يكن كافياً للوصول بالبارسا لـ نهائي البطولة .. ثم تلاها إخفاق اخر ولكن هذه المرة ضد سوسيداد الذي يصارع من أجل البقاء في الدرجة الأولى .. مباراة بدون أهداف و الدوري يلفظ أنفاسه الأخيرة .. قبل النهاية بجولة واحدة كان الديبور متصدرا بفارق ثلاث نقاط مع تعادل في النسبة الخاصة وتفوق لبرشلونة في النسبة العامة لللأهداف ، ما يعني أنه إذا خسر الديبور أمام إسبانيول وفاز البارسا على سيلتا فيغو فسيحرز برشلونة اللقب .. لكن "الديـــبور" اطاح بالجار العاق "إسبانيول" (2-0) رغم المكافئات التي وعد بها برشلونة لاعبي إسبانيول في حال الفوز ليتصدر بفارق 5 نقاط عن برشلونة الذي أخفق في اخر مبارياته ضد جار الديبور "سيلتا فيـــغو" (1-1) في الكامب نو.
مع هذا الموسم الذي خرج منه النادي بـ خفي حنين بالرغم من اللاعبين المتألقين في النادي , تعالت أصوات الجماهير مطالبة بـ رأس الهولندي غير المحبوب "فان غال" والتي نالتها الجماهير أخيراً بـ اطاحته ومن ثم تعالت الأصوات مرة اخرى لكن سعيها في هذه المره كان إنهاء صلاحيات رئيس النادي "نونيز" الذي رضخ لمطالب الجماهير و أعلن عن إنتخابات رئاسية جديدة , إنتخابات شهدت منافسة شديدة بين ابرز المرشحين , أولهم الذراع الأيمن للرئيس السابق وهو "خوان غاسبارت" , والثاني "لويس باسات" ممثل تيار المجددين في النادي , وفي لائحة الأخير ظهر إسم "جوان لابورتا" الذي قد أخذ شهرته بعد تزعمه لحملة حجب الثقة عن "نونيز" 1997 التي عرفت باسم "الفيل الأزرق", وبعد فرز الأصوات أعلن "خوان غاسبارت" رئيساً للنادي بنـسبة (55%) من الأصوات , بفارق يقترب من 6000 صوت .. (( غاسبارت كانت شعبيته أنذاك كبيرة لدى الكتلان بسبب تعصبه الكبير للبارسا وكذلك لحنكته الكبيرة في مفاوضات جلب بها أفضل اللاعبين مثل مارادونا، رونالدو ، روماريو ، وريفالدو ))
على الطرف الاخر كان البيت الأبيض هو الآخر يمر بمرحلة إنتخابات رئاسية إشتدت فيها المنافسه بين الرئيس الحائز على لقب دوري الابطال حديثاً "لورينزو سانز" و ملك العقار في إسبانيا "فلورنتينو بيريز" صاحب الوعود الإنتخابية التي كان أكبرها قدوم اللاعب البرتغالي "لويس فيـــغو" الذي قدم مستوى مبهرا في يورو 2000 .. وبعد مشكلة مع النادي الكتلوني حول زيادة الراتب قرر اللاعب البرتغالي أن يغير من مستقبله ليكون خارج أسوار برشلونة رغم تصريحاته التي نفت الخبر طيلة الصيف , في حين دخل "كرانيوتي" رئيس نادي "لازيو" على الخط من أجل صفقة انتقال "فيغو" تدخل نادي ريال مدريد حينما أعلن "بيريز" رئيساً للنادي بفارق (3000) صوت عن اقرب منافسية , بمجرد توليه الرئاسة , وجد الرئيس الجديد جوان غاسبارت نفسه مضطرا للتخلي عن أفضل جناح في العالم حينها إلى البيت الأبيض بصفقة حطمت الرقم القياسي بـ مبلغ وصل إلى (60) مليون يورو !!
وبالمبلغ الذي بيع به الخائن فيجو ، تم شراء لاعبي المدفعجية "مارك أوفرمارس" و "إيمانويل بيتي" .. حيث بلغت صفقة الأول إلى (39,6) مليون يورو ، في حين بلغت صفقة الثاني (12,2) مليون يورو , وتم التعاقد مع المدرب "لورينزو سيرا فيرير" مدرباً للنادي لموسم 2000-2001...
.
.
بداية الموسم الجديد حملت أسوء الأخبار للنادي , مهندس الوسط "بيب غوارديولا" يصاب قبل صفارة إنطلاق الموسم الجديد بعشرة أيام , الا إنها كانت الفرصة التي لا تعوض لـ لاعب واعد اسمة "تشافي هيرنانديز" للبروز في وسط ميدان البلوغرانا في عصر بيب غوارديولا !!
وفي تلك السنة واجه برشلونة في دور المجموعات فرق [ ميلان , بشكتاش , ليدز يونايتد ] وفي أول مباراة في دوري المجموعات واجه برشلونة الفريق الإنجليزي ليدز يونايتد في الكامب نو , مباراة للذكرى و ثأر لنصف نهائي 1975 إنتهت بنتيجة كبيرة (4-0) لصالح البلوغرانا , فيما بعد ذلك في هذه المسابقة كانت على الخطوات أن تتسم بالثقة و التركيز ولكن لم ننتظر الكثير حتى تعثرنا بأخطاء دفاعية فادحة أمام بشكتاش التركي بنتيجة (3-0) وكانت لتكون كارثية لولا تدخلات الحارس الجديد الفرنسي "ريتشارد دورتيل" , ثم تلتها الخسارة الثانية من الميلان في الكامب نو (2-0) يليها إلأخفاق في "السان سيرو" (3-3) , مباراة شهدت تألق البرازيلي ريفالدو برصيد ثلاثة اهدف , من بعد هذه وتلك , كانت أحوال الليغا على غير ما يرام , خمسة مباريات نتيجتها هزيمتان وثلاث انتصارات من بينها فوز كاسح على ريال سوسيداد (6-0) في "سان سيباستيان" قبل ملاقاة الغريم الأزلي ريال مدريد ..
عودة فيغو لناديه السابق مدافعاً عن ألوان مدريد ألأكثر كرهاً عند المشجعين الكتلان كانت عاصفة .. "حينها سمي بـ الخائن في ضواحي كتلونيا" , وتم إستقباله بكل طرق التي تعبر عن الكراهية , دمى مقطوعة الرأس , شتائم و شعارات ضده وشتى أنواع المقذوفات الضارة , أما حال اللاعب على العشب الأخـضر كان أسوأ , تدخلات قلب الأسد "بويول" كانت كافية لأخباره أنه غير مرحب به في الكامب نو , مباراة خضع ريال مدريد فيها لقوانين لعب البلاوغرانا .. ليتلقى أول الأهداف عن طريق "لويس إنريكي" لاعبهم الـسابق , ثم الهدف الثاني كان من توقيع الشاب "سيماو سابروسا" وأصبحت النتيجة لصالح برشلونة (2-0)
بارسا - مدريد (2-0)+ الإستقبال الحافل لفيغو من البرنامج التاريخي El Dia Despues
بعـد كلاسيكو العالم توجب على الفريق التركيز على دوري الأبطال ، مباراة العودة ضد "ليدز يونايتد" إنتهت بالتعادل (1-1) في أنكلترا ,
المنقذ كالعادة هو المتألق دوماً ريفا الذي سجل هدفاً في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة بعد أن خدع المدافعين بحركة رائعة وهزم الحارس المتألق "بول روبنسون" عكس الحارس " ريتشارد دورتيل" , الذي قدم لجماهير النادي على أنه الحارس الذي افتقده البارسا منذ رحيل حارسهم القديم "زوبيزاريتا" , والذي كان المتسبب في هدف ليدز مع بداية اللقاء ..
رغم أنه أفلت من الإقصاء أمام ليدز .. اصبح برشلونة قاب قوسين أو أدنى من الخروج في دوري المجموعات , وهو ما حصل جراء تعادل في "سان سيرو" بين ليدز والميلان رغم فوز كاسح للبارسا على الفريق التركي "بشكتاش" (5-0)الا انها لم تسعف الفريق للتأهل للدور الثاني , لينضم إلى بطولة كأس الإتحاد الأوروبي مسدداً ثمن التهاون والعمل الغير الجاد في كل البطولات و منهياً عاماً اخر 2000 بكل الإخفاقات الممكنة .
.
.
[[ الحلقة القادمه ]]
تحوي ظهور البرازيلي ريفالدو ليفجر الكامب نو بهدف التأهل الي دوري ابطال اوروبا ،، فـ ارتقبوا
أروع ذكريات البلوغرانا في [ مسيرة عقد ،، ]
Comment