معبداً آرامياً يتحول الى دير مار توما
دير القديس توماس (مكان وثني ومسيحي)
عنوان المحاضرة التي ألقيت مؤخراً في المركز الثقافي الإسباني (ثربانتس)
وهي تقديم لكتاب حمل العنوان نفسه وقدمه روموالدوفرنانديث.
طبع الكتاب باللغة الإيطالية ومؤلفوه هم ثلاثة الأب باسكوال كاستيانا
وهو مقيم في حلب والأب روموالدو فرنانديث وهو اسباني مقيم في دمشق، بالإضافة إلى المهندس المعماري الإيطالي أليساندور دي بيرناردو،
ويحتوي الكتاب على وصف لموقع دير مار توما الذي يقع على بعد 2 كم إلى الشمال من صيدنايا وهو موقع معماري غني ومعقد.
خصصت مقدمة الكتاب لفصلين الأول والثاني تعريف بمنطقة صيدنايا،
فيطلعنا الكتاب على الأماكن الموجودة في المنطقة التي بدورها تساعدنا على فهم أفضل للآثار القديمة
في دير مار توما الأماكن المرتفعة والكهوف وتحول الأماكن المقدسة السامية إلى الطابع الروماني والأوابد الهلنستية-
الرومانية إلى الطابع المسيحي وطريق الحجاج من دمشق إلى صيدنايا.
والفصل الثاني في الكتاب خصص بدير الشاروبيم وهو دير من العصور الوسطى
وقبل بناء الدير سبقه وجود معبد روماني ضخم وقد استخدم جزء من بقاياه في البناء الحديث
والباقي يمكن مشاهدته منتشراً على امتداد المكان وهو معبد سامٍ،
ففيه مكان مرتفع ومكان طقوس كنعانية كان يأتي إليه سكان المنطقة لتقديم القرابين كل حسب شعائره الدينية مستخدمين بنفس الوقت الكهوف المقدسة.
دير مار توما في صيدنايا:
هو عبارة عن منشآت أثرية وثنية مسيحية موزعة حول كنيسة القديس توما،
يقع على بعد 2كم شمال صيدنايا، على سفح الجبل على ارتفاع 1640م تنتمي هذه الأماكن القديمة إلى عدة فترات تاريخية منذ ما قبل المسيح حتى أيامنا هذه.
فهناك الحقبة الآرامية أو ما قبل الرومانية، إذ إن دير مار توما منذ نشأته كان مكاناً للطقوس الكنعانية وما زال
هناك العديد من العناصر الموجودة من تلك الثقافة الأولى والتي تثبت لنا قدمه وانتماءه إلى الحقبة ما قبل العصر الروماني
ومنها الجدار الشرقي المحفور في الصخر والكهوف أو مغارات الحرم الثلاث والقبر والمذبح الصخري الآرامي المفترض.
أما عن الحقبة الرومانية فأضاف الأب روموالدو أن الرومان سيطروا على سورية بدءاً من عام 64ق.م وراحوا يدخلون عليها تدريجياً عاداتهم الدينية،
بيد أنهم حرصوا على احترام حساسية ومشاعر العبادات المحلية فشيدوا المعابد الرومانية- الهلنستية على مقربة من المعابد المحلية وهكذا كانت حال دير مار توما إذ شيد فيه الكثير من المعابد ذات الطراز الروماني الصرف،
ومن المحتمل أنه قد جاء فوق المذبح الصخري السامي وقد ضم السور إلى جانب المعبد ذاته ثلاث مغارات ومدفن ثم توسع الحرم نحو الغرب ليغدو الكل معاً معبداً آرامياً رومانيا.
وواصل الرومان استخدامهم للمغارات الموجودة خارج الأسوار وحفرة الدرج الصخري المهيب ووسعوا مغارة الديوان ليستخدموها كقاعة للولائم المقدسة (تريكلينيوم
فنرى المعبد الروماني مستطيل الشكل حيث يمتد فيه الجداران الجانبيان لبضعة أمتار جنوب الباب
ليشكلا المدخل وهو الجزء المخصص لحماية باب المعبد،
ينتهي هذان الجداران بدعامتين مزينتين برموز كلاسيكية من إكليل غار وعقدة هرقل.
وهناك نجد أيضاً (التيمانوس) وهو الحرم أو المكان المقدس
الواقع داخل الأسوار وكان (التيمانوس)
هو المكان المثالي لتواجد الحجاج، وفيه بالإضافة إلى المعبد نفسه بعض التقسيمات الصغيرة المتممة مثل مذبح القرابين وبعض المحاريب والتماثيل والأحواض.
أما الأسوار المحيطة بالحرم من جوانبه الأربعة فيطلق عليها اسم (البيربيولس)
ومع أن الأسوار القائمة اليوم قد رممت عبر عصور عدة إلا أنها اتبعت الخطوط الأولية الآرامية منها والرومانية
وتلا الحقبة الرومانية الحقبة المسيحية (الكنيسة والدير)
فبعد صدور قرار الإمبراطور تيودوسيوس عام 381 بتحريم العبادات الوثنية بقيت المعابد خالية مهملة،
فأخذ الرهبان أغلبيتها محولين إياها إلى كنائس، كما حولت
بعض من المعابد تم هدمها وشيدت بموادها كنائس جديدة
كما هي الحال في معبد جوبيتر في دمشق،
والبعض الآخر تم تحويله إلى كنائس دون هدم أي جزء منها
مكيفين إياها ببساطة مع العبادة الجديدة كما هي الحال في معبد يبرود وضريح كنيسة مار بطرس في صيدنايا
ومعبد دير مار توما، الذي مازال بالإمكان ومع مرور القرون ملاحظة روعته وعظمته.
دير القديس توماس (مكان وثني ومسيحي)
عنوان المحاضرة التي ألقيت مؤخراً في المركز الثقافي الإسباني (ثربانتس)
وهي تقديم لكتاب حمل العنوان نفسه وقدمه روموالدوفرنانديث.
طبع الكتاب باللغة الإيطالية ومؤلفوه هم ثلاثة الأب باسكوال كاستيانا
وهو مقيم في حلب والأب روموالدو فرنانديث وهو اسباني مقيم في دمشق، بالإضافة إلى المهندس المعماري الإيطالي أليساندور دي بيرناردو،
ويحتوي الكتاب على وصف لموقع دير مار توما الذي يقع على بعد 2 كم إلى الشمال من صيدنايا وهو موقع معماري غني ومعقد.
خصصت مقدمة الكتاب لفصلين الأول والثاني تعريف بمنطقة صيدنايا،
فيطلعنا الكتاب على الأماكن الموجودة في المنطقة التي بدورها تساعدنا على فهم أفضل للآثار القديمة
في دير مار توما الأماكن المرتفعة والكهوف وتحول الأماكن المقدسة السامية إلى الطابع الروماني والأوابد الهلنستية-
الرومانية إلى الطابع المسيحي وطريق الحجاج من دمشق إلى صيدنايا.
والفصل الثاني في الكتاب خصص بدير الشاروبيم وهو دير من العصور الوسطى
وقبل بناء الدير سبقه وجود معبد روماني ضخم وقد استخدم جزء من بقاياه في البناء الحديث
والباقي يمكن مشاهدته منتشراً على امتداد المكان وهو معبد سامٍ،
ففيه مكان مرتفع ومكان طقوس كنعانية كان يأتي إليه سكان المنطقة لتقديم القرابين كل حسب شعائره الدينية مستخدمين بنفس الوقت الكهوف المقدسة.
دير مار توما في صيدنايا:
هو عبارة عن منشآت أثرية وثنية مسيحية موزعة حول كنيسة القديس توما،
يقع على بعد 2كم شمال صيدنايا، على سفح الجبل على ارتفاع 1640م تنتمي هذه الأماكن القديمة إلى عدة فترات تاريخية منذ ما قبل المسيح حتى أيامنا هذه.
فهناك الحقبة الآرامية أو ما قبل الرومانية، إذ إن دير مار توما منذ نشأته كان مكاناً للطقوس الكنعانية وما زال
هناك العديد من العناصر الموجودة من تلك الثقافة الأولى والتي تثبت لنا قدمه وانتماءه إلى الحقبة ما قبل العصر الروماني
ومنها الجدار الشرقي المحفور في الصخر والكهوف أو مغارات الحرم الثلاث والقبر والمذبح الصخري الآرامي المفترض.
أما عن الحقبة الرومانية فأضاف الأب روموالدو أن الرومان سيطروا على سورية بدءاً من عام 64ق.م وراحوا يدخلون عليها تدريجياً عاداتهم الدينية،
بيد أنهم حرصوا على احترام حساسية ومشاعر العبادات المحلية فشيدوا المعابد الرومانية- الهلنستية على مقربة من المعابد المحلية وهكذا كانت حال دير مار توما إذ شيد فيه الكثير من المعابد ذات الطراز الروماني الصرف،
ومن المحتمل أنه قد جاء فوق المذبح الصخري السامي وقد ضم السور إلى جانب المعبد ذاته ثلاث مغارات ومدفن ثم توسع الحرم نحو الغرب ليغدو الكل معاً معبداً آرامياً رومانيا.
وواصل الرومان استخدامهم للمغارات الموجودة خارج الأسوار وحفرة الدرج الصخري المهيب ووسعوا مغارة الديوان ليستخدموها كقاعة للولائم المقدسة (تريكلينيوم
فنرى المعبد الروماني مستطيل الشكل حيث يمتد فيه الجداران الجانبيان لبضعة أمتار جنوب الباب
ليشكلا المدخل وهو الجزء المخصص لحماية باب المعبد،
ينتهي هذان الجداران بدعامتين مزينتين برموز كلاسيكية من إكليل غار وعقدة هرقل.
وهناك نجد أيضاً (التيمانوس) وهو الحرم أو المكان المقدس
الواقع داخل الأسوار وكان (التيمانوس)
هو المكان المثالي لتواجد الحجاج، وفيه بالإضافة إلى المعبد نفسه بعض التقسيمات الصغيرة المتممة مثل مذبح القرابين وبعض المحاريب والتماثيل والأحواض.
أما الأسوار المحيطة بالحرم من جوانبه الأربعة فيطلق عليها اسم (البيربيولس)
ومع أن الأسوار القائمة اليوم قد رممت عبر عصور عدة إلا أنها اتبعت الخطوط الأولية الآرامية منها والرومانية
وتلا الحقبة الرومانية الحقبة المسيحية (الكنيسة والدير)
فبعد صدور قرار الإمبراطور تيودوسيوس عام 381 بتحريم العبادات الوثنية بقيت المعابد خالية مهملة،
فأخذ الرهبان أغلبيتها محولين إياها إلى كنائس، كما حولت
بعض من المعابد تم هدمها وشيدت بموادها كنائس جديدة
كما هي الحال في معبد جوبيتر في دمشق،
والبعض الآخر تم تحويله إلى كنائس دون هدم أي جزء منها
مكيفين إياها ببساطة مع العبادة الجديدة كما هي الحال في معبد يبرود وضريح كنيسة مار بطرس في صيدنايا
ومعبد دير مار توما، الذي مازال بالإمكان ومع مرور القرون ملاحظة روعته وعظمته.
Comment