برعاية وزارة الثقافة المديرية العامةللآثار والمتاحف، وبالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء، ومكتب سعود كونسلت،وبمشاركة عدد كبير من الخبراء الدوليين والمحليين، وممثلي وزارة السياحة ومحافظةحلب، عقدت في المتحف الوطني في دمشق ورشة عمل لبحث مشروع تطوير مجمع قلعة سمعان، عمرانياً واجتماعياً واقتصادياً. الورشة عقدت لمناقشة مشروع بدأ منذ أشهر طويلة، حيث وضعت الدراسات المعمارية عن طريق مهندسين سوريين، وخبراء فرنسيين ولبنانيين، وضعوا مخططاً شاملاً «طريقة الترميمات، الدراسة الكهربائية، الدراسة الإنشائية،مخطط استعمال الأراضي، المخطط التنظيمي للعمل، إضافة إلى تصريف مياه الأمطارللقلعة» وتحسين المستوى التعليمي والطبي. جاء الاهتمام بقلعة سمعان لأنها تشكلصرحاً معمارياً حضارياً وتاريخياً كبيراً وتعتبر كنيسة سمعان جوهرة كنائس «المدنالمنسية» ومن أجل روائع الفن المسيحي ومن أعظم وأضخم الكنائس التي بنيت في العالم.
تاريخ بناء كنيسة القديس سمعان يعودللامبراطور «زينون» عام 474 م أما تاريخ انتهاء بناء الكنيسة، فتحدده المعطياتالآثارية إذ نجد إلى الشمال الشرقي من مكان العمود وعلى بعد نحو 5 كم قرية باصوفانوفيها كنيسة مكرسة للقديس فوقاس وهي نسخة جزئية مصغرة من كنيسة سمعان، يزين حنيتها من الخارج صفان من الأعمدة مثل حنية كنيسة سمعان، وكذلك طريقة الزخرفة هينفسه.
كما أن الأعمدة وتيجانها في البهو الرئيسي لا تشبه مثيلاتها في كنيسة سمعان بل نفذت بنفس أدوات العمل مما يؤكد ليس فقط تماثل العناصر المعمارية فيالكنيسة بل التنفيذ من قبل العاملين أنفسهم.
الكنيسة تعد من أبدع أعمال العقل البشري في توالي الأحقاب، فكانت فتنة وسحراً، واعتبرت أجمل كنيسة في الشرق وتحفةالفن السوري وروعة ابتكاره ولؤلؤة سورية على صعيد الآثار القديمة حيث يظهر فيها فنالزخرفة السوري بكل ما اتصف به من مرونة وقوة وتدفق وتدقيق يزيده وقع النور بهاءوبروزاً.
كما تم وضع خمسة صلبان في الكنيسة تشمل المذاهب الخمسة وذلك تعبيراً عنالوحدة الدينية، إذ يحق لجميع المذاهب في الديانة المسيحية الدخول إلىالكنيسة.
وقلعة سمعان جاء اسمها من القديس سمعان العمودي الذي ولد حوالي العام286م في بلدة سيس القريبة من نيقوبوليس (أضنة - تركيا) كان راعياً للمواشي منذ نعومة أظفاره، وفي يوم مثلج لزم القطيع فيه الحظيرة، وذهب مع والديه إلى الكنيسةواستمع إلى كاهن يردد الطوباويات اجتذب لهذه الكلمات وانضم إلى جماعة من النساك،وبعد سنتين انتقل إلى منطقة (دير تلعادة) الكبير ولجأ إلى دير برج السبع.
فيالعام 412 م لجأ سمعان إلى بلدة (تل نيشه) وهي كلمة سريانية تعني تل النساء بعدئذإلى بلدة (تلانيسوس) (قرية دير سمعان حالياً) الواقعة على السفح الجنوبي الغربي للجبل الذي أقام فيه بقية حياته فعاش فيه ثم أقام صومعة وصام الصوم الأربعيني دون أن يأكل أو يشرب شيئاً رغم وجود الخبز والماء قربه، غادر القديس سمعان بلدةتلانيسوس وارتقى قمة الجبل المجاور حيث أقام ضمن سياج صغير على شكل دائرة وربط نفسهبسلسلة طولها عشرون ذراعاً لتحد من حركته وتكون قيداً لجسده ثم قطع السلسلة واكتفى لرقابة الضمير قيداً روحياً لجسده.
ذاع صيته بين الناس فأقبلوا يقصدونه من كلحدب وصوب من الفرس والأرمن والعرب ومن أقصى الغرب فمنهم المرضى لينعموا بالشفاء وليتجنب مضايقة الزوار انتصب على عمود بارتفاع ذراعين، وأخذ العمود يزداد ارتفاعاًحتى وصل ارتفاعه إلى 40 ذراعاً.
أمضى القديس سمعان على هذا العمود اثنين وأربعينعاماً وكان يحجه وفود الرهبان وكبار رجال الكنيسة والدولة فذاعت شهرة القديسالعمودي.
توفي القديس سمعان في 24/7/459م وسجى جسمانه قرب أسفل العمود في تابوتمن الرصاص.
عامود القديس سمعان قطره 1.10م وقد زاد ارتفاعه حتى بلغ 16 أو 18متراً وكان هناك أعلى العمود ألواح خشبية تستند عليه، لها جوانب كالدرابزون وهي بأبعاد إما مربع طول ضعله 2م أو مسدس أو دائري بحيث تشكل شرفة تشبه شرفة المئذنة مساحتها نحو 4م2 يقيم فيها الناسك العمودي وتمكنه من الوقوف والسجود والنوم، وهيعادة مثبتة بجسم العمود بواسطة زوايا تثبت بمسامير معدنية.
وكان من مستلزماتالعمود وجود السلم للصعود إلى الناسك من أجل طلب النصيحة الفردية.
هذه المعلوماتالتاريخية ذكرها الأستاذ علي القيم معاون وزير الثقافة. مؤكداً أنه آن الأوانلتطوير المواقع السياحية في سورية وهذا المشروع هو مشروع وطني قومي بامتياز خاصة أنقلعة سمعان هي مشروع حضاري يجب الحفاظ عليه.
القيم أكد أن المشروع قطع مراحل مختلفة وهناك مجموعة من الورشات التي تسهم بإتمامه ونجاح المشروع سيعطينا الفرصةللقيام بمشروعات أخرى.
القيم أكد أن فريق العمل انطلق بمشروعه منذ أكثر من عام وأن منطقة دير سمعان تشكل عنصر جذب سياحي وديني وهي أغنى المناطق السورية بالمواقعوالآثار، والحضارة كما نسعى أيضاً إلى ربط الناس بالمشروع عن طريق نشر الثقافةوالوعي السياحي، وتأهيل المنطقة والعمل على تسجيلها في عداد المناطق السياحية فيمؤتمر اليونيسكو في أيلول المقبل.
القيم وصف المشروع بأنه طبوغرافيا اقتصاديةوالمنطقة التي سميت بـ(الميتة) سنحول اسمها للمنسية، القيم أكد أن المشروع يسعىأيضاً إلى مساعدة سكان المنطقة من خلال ترميم بيوتهم، وتحديثها لتكون ضمن النسيجالعمراني الصحيح.
الأستاذ علي القيم وصف حالة السكان عند علمهم بالمشروع بالرائعة، فقد فرحوا جداً عندما أدركوا أن دولتهم لم تنسهم وأنها تسعى لتطويروتحسين مستوى ظروفهم على كافة الصعد.
القيم أكد أن تنفيذ المشروع سيكون خلال الشهر القادم آملاً ألا يتعرض لإعاقات روتينية تدخله في دوامة الإهمال.
المهندسماجد البين المشرف على إدارة المشروع أكد أن للورشة فائدة كبيرة وهي تحقق هدفاًكبيراً ألا وهو تطوير وترميم المراكز الحضارية في سورية ومنها قلعة سمعان. المهندس البين يؤكد أن هاجس المقيمين على المشروع أن يكون قابلاً للتنفيذ لحفاظ التراثوالتاريخ والقيم والمعايير التي يضمها الموقع، أما عن عناصر الدراسة فقد شرحالمهندس البين أنها عناصر سلطت الضوء على عناصر تلف مواد البناء وكيفية حمايتها،كما أن الدراسة تهدف إلى تعليم شباب المنطقة اللغة الأجنبية للتواصل مع السياح الأجانب، وتعريفهم بقيمة حضارة منطقتهم وتاريخها ليكونوا على تواصل مع أسطورتهاولشرحها لكل من يستفسر عنها ولفت البين إلى أن الأهالي خافوا من أن تتحول قريتهمإلى منطقة ترفيهية وتبنى فيها النوادي الليلية السياحية، فطمأناهم بأنها ستبقى علىحالها من ناحية العادات الاجتماعية التي نحترمها.
إذاً هو مشروع جديد يسعىالقائمون عليه، من خلال جهدهم المجاني أن يحافظوا على تاريخ سوري عريق يحمل بينمساماته قصة صبر، وإيمان، وزهد، وحب.
www.alepporthodox.org
تاريخ بناء كنيسة القديس سمعان يعودللامبراطور «زينون» عام 474 م أما تاريخ انتهاء بناء الكنيسة، فتحدده المعطياتالآثارية إذ نجد إلى الشمال الشرقي من مكان العمود وعلى بعد نحو 5 كم قرية باصوفانوفيها كنيسة مكرسة للقديس فوقاس وهي نسخة جزئية مصغرة من كنيسة سمعان، يزين حنيتها من الخارج صفان من الأعمدة مثل حنية كنيسة سمعان، وكذلك طريقة الزخرفة هينفسه.
كما أن الأعمدة وتيجانها في البهو الرئيسي لا تشبه مثيلاتها في كنيسة سمعان بل نفذت بنفس أدوات العمل مما يؤكد ليس فقط تماثل العناصر المعمارية فيالكنيسة بل التنفيذ من قبل العاملين أنفسهم.
الكنيسة تعد من أبدع أعمال العقل البشري في توالي الأحقاب، فكانت فتنة وسحراً، واعتبرت أجمل كنيسة في الشرق وتحفةالفن السوري وروعة ابتكاره ولؤلؤة سورية على صعيد الآثار القديمة حيث يظهر فيها فنالزخرفة السوري بكل ما اتصف به من مرونة وقوة وتدفق وتدقيق يزيده وقع النور بهاءوبروزاً.
كما تم وضع خمسة صلبان في الكنيسة تشمل المذاهب الخمسة وذلك تعبيراً عنالوحدة الدينية، إذ يحق لجميع المذاهب في الديانة المسيحية الدخول إلىالكنيسة.
وقلعة سمعان جاء اسمها من القديس سمعان العمودي الذي ولد حوالي العام286م في بلدة سيس القريبة من نيقوبوليس (أضنة - تركيا) كان راعياً للمواشي منذ نعومة أظفاره، وفي يوم مثلج لزم القطيع فيه الحظيرة، وذهب مع والديه إلى الكنيسةواستمع إلى كاهن يردد الطوباويات اجتذب لهذه الكلمات وانضم إلى جماعة من النساك،وبعد سنتين انتقل إلى منطقة (دير تلعادة) الكبير ولجأ إلى دير برج السبع.
فيالعام 412 م لجأ سمعان إلى بلدة (تل نيشه) وهي كلمة سريانية تعني تل النساء بعدئذإلى بلدة (تلانيسوس) (قرية دير سمعان حالياً) الواقعة على السفح الجنوبي الغربي للجبل الذي أقام فيه بقية حياته فعاش فيه ثم أقام صومعة وصام الصوم الأربعيني دون أن يأكل أو يشرب شيئاً رغم وجود الخبز والماء قربه، غادر القديس سمعان بلدةتلانيسوس وارتقى قمة الجبل المجاور حيث أقام ضمن سياج صغير على شكل دائرة وربط نفسهبسلسلة طولها عشرون ذراعاً لتحد من حركته وتكون قيداً لجسده ثم قطع السلسلة واكتفى لرقابة الضمير قيداً روحياً لجسده.
ذاع صيته بين الناس فأقبلوا يقصدونه من كلحدب وصوب من الفرس والأرمن والعرب ومن أقصى الغرب فمنهم المرضى لينعموا بالشفاء وليتجنب مضايقة الزوار انتصب على عمود بارتفاع ذراعين، وأخذ العمود يزداد ارتفاعاًحتى وصل ارتفاعه إلى 40 ذراعاً.
أمضى القديس سمعان على هذا العمود اثنين وأربعينعاماً وكان يحجه وفود الرهبان وكبار رجال الكنيسة والدولة فذاعت شهرة القديسالعمودي.
توفي القديس سمعان في 24/7/459م وسجى جسمانه قرب أسفل العمود في تابوتمن الرصاص.
عامود القديس سمعان قطره 1.10م وقد زاد ارتفاعه حتى بلغ 16 أو 18متراً وكان هناك أعلى العمود ألواح خشبية تستند عليه، لها جوانب كالدرابزون وهي بأبعاد إما مربع طول ضعله 2م أو مسدس أو دائري بحيث تشكل شرفة تشبه شرفة المئذنة مساحتها نحو 4م2 يقيم فيها الناسك العمودي وتمكنه من الوقوف والسجود والنوم، وهيعادة مثبتة بجسم العمود بواسطة زوايا تثبت بمسامير معدنية.
وكان من مستلزماتالعمود وجود السلم للصعود إلى الناسك من أجل طلب النصيحة الفردية.
هذه المعلوماتالتاريخية ذكرها الأستاذ علي القيم معاون وزير الثقافة. مؤكداً أنه آن الأوانلتطوير المواقع السياحية في سورية وهذا المشروع هو مشروع وطني قومي بامتياز خاصة أنقلعة سمعان هي مشروع حضاري يجب الحفاظ عليه.
القيم أكد أن المشروع قطع مراحل مختلفة وهناك مجموعة من الورشات التي تسهم بإتمامه ونجاح المشروع سيعطينا الفرصةللقيام بمشروعات أخرى.
القيم أكد أن فريق العمل انطلق بمشروعه منذ أكثر من عام وأن منطقة دير سمعان تشكل عنصر جذب سياحي وديني وهي أغنى المناطق السورية بالمواقعوالآثار، والحضارة كما نسعى أيضاً إلى ربط الناس بالمشروع عن طريق نشر الثقافةوالوعي السياحي، وتأهيل المنطقة والعمل على تسجيلها في عداد المناطق السياحية فيمؤتمر اليونيسكو في أيلول المقبل.
القيم وصف المشروع بأنه طبوغرافيا اقتصاديةوالمنطقة التي سميت بـ(الميتة) سنحول اسمها للمنسية، القيم أكد أن المشروع يسعىأيضاً إلى مساعدة سكان المنطقة من خلال ترميم بيوتهم، وتحديثها لتكون ضمن النسيجالعمراني الصحيح.
الأستاذ علي القيم وصف حالة السكان عند علمهم بالمشروع بالرائعة، فقد فرحوا جداً عندما أدركوا أن دولتهم لم تنسهم وأنها تسعى لتطويروتحسين مستوى ظروفهم على كافة الصعد.
القيم أكد أن تنفيذ المشروع سيكون خلال الشهر القادم آملاً ألا يتعرض لإعاقات روتينية تدخله في دوامة الإهمال.
المهندسماجد البين المشرف على إدارة المشروع أكد أن للورشة فائدة كبيرة وهي تحقق هدفاًكبيراً ألا وهو تطوير وترميم المراكز الحضارية في سورية ومنها قلعة سمعان. المهندس البين يؤكد أن هاجس المقيمين على المشروع أن يكون قابلاً للتنفيذ لحفاظ التراثوالتاريخ والقيم والمعايير التي يضمها الموقع، أما عن عناصر الدراسة فقد شرحالمهندس البين أنها عناصر سلطت الضوء على عناصر تلف مواد البناء وكيفية حمايتها،كما أن الدراسة تهدف إلى تعليم شباب المنطقة اللغة الأجنبية للتواصل مع السياح الأجانب، وتعريفهم بقيمة حضارة منطقتهم وتاريخها ليكونوا على تواصل مع أسطورتهاولشرحها لكل من يستفسر عنها ولفت البين إلى أن الأهالي خافوا من أن تتحول قريتهمإلى منطقة ترفيهية وتبنى فيها النوادي الليلية السياحية، فطمأناهم بأنها ستبقى علىحالها من ناحية العادات الاجتماعية التي نحترمها.
إذاً هو مشروع جديد يسعىالقائمون عليه، من خلال جهدهم المجاني أن يحافظوا على تاريخ سوري عريق يحمل بينمساماته قصة صبر، وإيمان، وزهد، وحب.
www.alepporthodox.org
Comment