الكفرون زمان قرية من القرى السورية القديمة من العهد الكنعاني ومن الصعب تحديد زمن وجودها بدقة نظراً لعدم توفر أية مصادر كتابية عنها وإنما الآثار الموجودة حتى الآن في موقعها القديم منطقة مزار الشيخ عبد الله على السفح الشرقي لجبل السيدة الذي يبعد عن الموقع الحالي 800م تؤكد ذلك بما لا يدع مجالاً للشك حيث إن المذبح الموجود حتى والآخر غير الكامل المنحوت في الصخر يرجع إلى ذلك التاريخ حيث كانت عبادة السوريين لآلهة المطر أتارغائيس ومذابحها التي تقام على قمم الجبال واسعة اللانتشار في المنطقة.
والكفر: بفتح الكاف وتسكين الفاء كلمة آرامية تعني حارة وبالدقة حارة عائلة معينة مثل التسميات الكلدانية القديمة (بيت ياكين- بيت ذكوري..) والواو والنون تفيد للتصغير على نحو مار وتصغيرها مارون، وهناك رأي يفيد أن الواو والنون هما للجمع وتصبح حارات والبرهان على ذلك قائم بذاته كما هو اللآن من اقتران الحارة باسم سكانيها (رفقة، زريق، حيدر،سعادة..).
وكفروننا هي واحدة من 151 موقعاً سكنياً (قرية ومزرعة) في سوريا وترتيبها يمثل الأرقام 135-137.
وانتقلت الكفرون من موقعها المغرق في القدم إلى مكان لآخر صار الآن إمتداد للقرية الحالية ويعرف قديماً باسم المينا، والمقيل حالياً.
قرية واحدة تكونت من تجميع سبع قرى (حارات) صغيرة قديمة هي (زريق- بشور- سعادة- رفقة- حيدر- بيت بدره- نبع كركر) من محافظة طرطوس تقع على السفوح الجنوبية الغربية لظهر الشقيف 618م وظهر الشكاير 514م والسفح الأوسط الغربي للظهر نفسه وبشكل أقرب على السفوح الغربية والجنوبية والشرقية لرويسة الخنزير 450م وتشرف من الجنوب الغربي على وادي الشيخ حسن ومن الجنوب على وادي خربة الصوفي والجنوب الشرقي على وادي نبع الشير.
غير أن أسباب الإنتقال غير معروفة على وجه الدقة ولكن ربما يعود ذلك منطقياً للإقتراب من مصادر المياه والأراضي الزراعية بعد تطور الزراعة.
وتسمية المينا ليس لها أية علاقة بالبحر أو الملاحة وإنما تعود لصناعة الفخار المطلي بالمينا الذي كان يصنع في المكان ولا تزال القطع الفخارية وبقايا الجرار والدنان والأباريق تدل بوضوح على ذلك (منطقة بستان بو حسون).
وانتقلت تدريجيا إلى موقعها الحالي ابتداءً من الثلث الأول للقرن التاسع عشر الميلادي.
تقع إلى الشمال الشرقي من صافيتا على بعد 16 كم منها وثلاث كيلو مترات جنوب شرق بلدة مشتى الحلو.
وترتبط بشبكة طرق واسعة تصلها بالمناطق كافة الى صافيتا والساحل وحمص والداخل ومع المناطق القريبة المجاورة مصياف- جبل الحلو- منطقة الناصرة والوادي وطرابلس في لبنان.
يطل عليها من الغرب جبل السيدة 619 م وهو جبل مخروطي بركاني قاعدته كلسية تتربع على قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود للعهد البيزنطي وهي الآن مزار يؤمه المواطنون والمغتربون والسياح العرب والأجانب على تنوع ثقافاتهم جميعا بلا استثناء.
وتصل الى قمته طريق معبدة ومنار بالكهرباء ومؤمن بالماء.
ومن الجنوب جبل السايح المماثل بالارتفاع وتغطي قمته الجميلة غابة صغيرة معمرة فيها أيضاً مزار يؤمه المؤمنون وتصل اليه طريق معبدة من قرية الدوير المجاورة.
وتنفتح الى الجنوب الغربي على وادي جميل تجري فيه أنهار الشيخ حسن ونبع العروس ووادي العديدة الدائمة الجريان المغطى بأكمله بالأشجار الزراعية والغابية الدائمة الخضرة.
الكفرون قرية صغيرة نسبياً يقل عدد سكانها شتاءً ويزداد صيفاً بسب عودة اهلها المقيمينفي المدن لمزاولة وظائفهم وأعمالهم ويصل عدد السكان صيفا إلى ضعفي عددهم شتاءً دون السياح والمصطافين الغرباء.
والكفارنة شأنهم شأن الجبليين الريفيين الآخرين مرتبطين بقريتهم ومشدودون ترابها بجذور قوية وعميقة ومن أولى العائـلات الكفـرونية التي لـم يبق منها أحد عـائـلة نحلوس وكانت مساكنها في القسم الشمالي ويليهـا في القدم عائلة وستين الموزعين حاليـاً مـا بين القرية والمدينة, ثـم عائلة حنوش الموجودين بالقريـة والمهجر ثم عائـلة رفقة المقيمين بالقرية والمدينة والمهجر ثم تأتي بقية عائلات القرية المتحدرة من السكان القدامى أوالوافدين إلى الكفرون من المناطق الأخرى ولبنان لأسباب اهمها طلب الرزق والعمل أونتيجة للمعاصرة.
وهم جميعاً تربطهم أواصر القربى نظراً لطبيعة الحياة في القرون الماضية من حيث صعوبة الاتصال والمواصلات والاكتفاء بالمحيط المجاور.
إن ما أصاب الكفرون هو ما أصاب الجميع خلال فترات الظلم الأسود تحت الاستعمـار التركي والفرنسي وكان الدافع الأسـاسي للهجرة هو الهرب من الظلم اولاً والبحث عن لقمـة العيش ومساعدة من تبقى من الأهل بالقرية ثانياً وكانت بدايات المهاجرة قبيل ومع بداية الحرب العالمية الأولى 1914-1918م في سنين المجاعة وما سمي ب(السفربرلك) السيء الذكر والسبب وكان الاتجاه الى العالم الجديد وبخاصة الى دول أمريكا اللاتينية وبالدرجة الأولى الى كوبا والبرازيل والارجنتين ثم ازدادت الأعداد والاتجاهات ولاتزال وإن اختلفت الأسباب جذرياً وانفتحت آفاق جديدة إلى الـدول العربية بـعد اكتشـاف الثروة النفطية وتحتـل الولايـات المتحدة المـوقـع الأول من حيث المهاجرين ويليها دول الخليج ثم أوروبا. وتبتلع الهجرة الكفارنة تدريجياً رغماً عن ارتباط آبائهم بالوطن والحنين إليه ومحاولات الربط بين الوطن والمهجر من خلال إقامة قواعد اقتصادية ثابتة في الكفرون أراضٍ وبيوتاً وإصراراً على تعلم وتعليم اللغة لأبنائهم ومعرفة التقليد والتراث الثقا
الكفرون مثلها مثل القرى الأخرى في الريف السوري الذي يتميز بعادات إن لم تكن واحدة فهي متقاربة جداً وليس فيها ما يميزها عن الآخرين سواء في الأفراح والأعياد والمناسبات والخطوبة والزواج والزيارات وتقبل الضيوف والأصدقاء والتعاضد والتآزر في الملمات والأتراح. وإن أصابها مرض الحداثة الفتاك الذي ألغى معظمها واستبدلها بالأنماط والأزياء والموسيقى الصاخبة- عفواًالضجيج الملوث للبيئة والروح- المستوردة الغربية التي دخلت عنوة حتى إلى الحياة الخاصة للناس وألغت المتوارث الجميل مع الأسف ونتمنى أن يقف الأمر عند هذا الحد للمحافظة على البقيةالباقية من الأصالة والتراث.
في.
والكفر: بفتح الكاف وتسكين الفاء كلمة آرامية تعني حارة وبالدقة حارة عائلة معينة مثل التسميات الكلدانية القديمة (بيت ياكين- بيت ذكوري..) والواو والنون تفيد للتصغير على نحو مار وتصغيرها مارون، وهناك رأي يفيد أن الواو والنون هما للجمع وتصبح حارات والبرهان على ذلك قائم بذاته كما هو اللآن من اقتران الحارة باسم سكانيها (رفقة، زريق، حيدر،سعادة..).
وكفروننا هي واحدة من 151 موقعاً سكنياً (قرية ومزرعة) في سوريا وترتيبها يمثل الأرقام 135-137.
وانتقلت الكفرون من موقعها المغرق في القدم إلى مكان لآخر صار الآن إمتداد للقرية الحالية ويعرف قديماً باسم المينا، والمقيل حالياً.
قرية واحدة تكونت من تجميع سبع قرى (حارات) صغيرة قديمة هي (زريق- بشور- سعادة- رفقة- حيدر- بيت بدره- نبع كركر) من محافظة طرطوس تقع على السفوح الجنوبية الغربية لظهر الشقيف 618م وظهر الشكاير 514م والسفح الأوسط الغربي للظهر نفسه وبشكل أقرب على السفوح الغربية والجنوبية والشرقية لرويسة الخنزير 450م وتشرف من الجنوب الغربي على وادي الشيخ حسن ومن الجنوب على وادي خربة الصوفي والجنوب الشرقي على وادي نبع الشير.
غير أن أسباب الإنتقال غير معروفة على وجه الدقة ولكن ربما يعود ذلك منطقياً للإقتراب من مصادر المياه والأراضي الزراعية بعد تطور الزراعة.
وتسمية المينا ليس لها أية علاقة بالبحر أو الملاحة وإنما تعود لصناعة الفخار المطلي بالمينا الذي كان يصنع في المكان ولا تزال القطع الفخارية وبقايا الجرار والدنان والأباريق تدل بوضوح على ذلك (منطقة بستان بو حسون).
وانتقلت تدريجيا إلى موقعها الحالي ابتداءً من الثلث الأول للقرن التاسع عشر الميلادي.
تقع إلى الشمال الشرقي من صافيتا على بعد 16 كم منها وثلاث كيلو مترات جنوب شرق بلدة مشتى الحلو.
وترتبط بشبكة طرق واسعة تصلها بالمناطق كافة الى صافيتا والساحل وحمص والداخل ومع المناطق القريبة المجاورة مصياف- جبل الحلو- منطقة الناصرة والوادي وطرابلس في لبنان.
يطل عليها من الغرب جبل السيدة 619 م وهو جبل مخروطي بركاني قاعدته كلسية تتربع على قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود للعهد البيزنطي وهي الآن مزار يؤمه المواطنون والمغتربون والسياح العرب والأجانب على تنوع ثقافاتهم جميعا بلا استثناء.
وتصل الى قمته طريق معبدة ومنار بالكهرباء ومؤمن بالماء.
ومن الجنوب جبل السايح المماثل بالارتفاع وتغطي قمته الجميلة غابة صغيرة معمرة فيها أيضاً مزار يؤمه المؤمنون وتصل اليه طريق معبدة من قرية الدوير المجاورة.
وتنفتح الى الجنوب الغربي على وادي جميل تجري فيه أنهار الشيخ حسن ونبع العروس ووادي العديدة الدائمة الجريان المغطى بأكمله بالأشجار الزراعية والغابية الدائمة الخضرة.
الكفرون قرية صغيرة نسبياً يقل عدد سكانها شتاءً ويزداد صيفاً بسب عودة اهلها المقيمينفي المدن لمزاولة وظائفهم وأعمالهم ويصل عدد السكان صيفا إلى ضعفي عددهم شتاءً دون السياح والمصطافين الغرباء.
والكفارنة شأنهم شأن الجبليين الريفيين الآخرين مرتبطين بقريتهم ومشدودون ترابها بجذور قوية وعميقة ومن أولى العائـلات الكفـرونية التي لـم يبق منها أحد عـائـلة نحلوس وكانت مساكنها في القسم الشمالي ويليهـا في القدم عائلة وستين الموزعين حاليـاً مـا بين القرية والمدينة, ثـم عائلة حنوش الموجودين بالقريـة والمهجر ثم عائـلة رفقة المقيمين بالقرية والمدينة والمهجر ثم تأتي بقية عائلات القرية المتحدرة من السكان القدامى أوالوافدين إلى الكفرون من المناطق الأخرى ولبنان لأسباب اهمها طلب الرزق والعمل أونتيجة للمعاصرة.
وهم جميعاً تربطهم أواصر القربى نظراً لطبيعة الحياة في القرون الماضية من حيث صعوبة الاتصال والمواصلات والاكتفاء بالمحيط المجاور.
إن ما أصاب الكفرون هو ما أصاب الجميع خلال فترات الظلم الأسود تحت الاستعمـار التركي والفرنسي وكان الدافع الأسـاسي للهجرة هو الهرب من الظلم اولاً والبحث عن لقمـة العيش ومساعدة من تبقى من الأهل بالقرية ثانياً وكانت بدايات المهاجرة قبيل ومع بداية الحرب العالمية الأولى 1914-1918م في سنين المجاعة وما سمي ب(السفربرلك) السيء الذكر والسبب وكان الاتجاه الى العالم الجديد وبخاصة الى دول أمريكا اللاتينية وبالدرجة الأولى الى كوبا والبرازيل والارجنتين ثم ازدادت الأعداد والاتجاهات ولاتزال وإن اختلفت الأسباب جذرياً وانفتحت آفاق جديدة إلى الـدول العربية بـعد اكتشـاف الثروة النفطية وتحتـل الولايـات المتحدة المـوقـع الأول من حيث المهاجرين ويليها دول الخليج ثم أوروبا. وتبتلع الهجرة الكفارنة تدريجياً رغماً عن ارتباط آبائهم بالوطن والحنين إليه ومحاولات الربط بين الوطن والمهجر من خلال إقامة قواعد اقتصادية ثابتة في الكفرون أراضٍ وبيوتاً وإصراراً على تعلم وتعليم اللغة لأبنائهم ومعرفة التقليد والتراث الثقا
الكفرون مثلها مثل القرى الأخرى في الريف السوري الذي يتميز بعادات إن لم تكن واحدة فهي متقاربة جداً وليس فيها ما يميزها عن الآخرين سواء في الأفراح والأعياد والمناسبات والخطوبة والزواج والزيارات وتقبل الضيوف والأصدقاء والتعاضد والتآزر في الملمات والأتراح. وإن أصابها مرض الحداثة الفتاك الذي ألغى معظمها واستبدلها بالأنماط والأزياء والموسيقى الصاخبة- عفواًالضجيج الملوث للبيئة والروح- المستوردة الغربية التي دخلت عنوة حتى إلى الحياة الخاصة للناس وألغت المتوارث الجميل مع الأسف ونتمنى أن يقف الأمر عند هذا الحد للمحافظة على البقيةالباقية من الأصالة والتراث.
في.
Comment