شتهر مدينة اللاذقية بمعالمها الأثرية والسياحة والثقافية التي تدل على عمق المدينة التاريخي والإنساني وعلى تنوعها الروحي والحضاري هذه المعالم التي تعطي صورة واضحة عن التفاعل الحضاري ومقدار الثراء الروحي التي تمتعت فيه إضافة إلى الدور الجمالي والتراثي.
ويعد مدفن وكنيسة مار تقلا من أهم المعالم الأثرية الدينية والتاريخية في محافظة اللاذقية ونظراً لهذه الأهمية قامت الجهات المعنية مؤخراً بإعادة تأهيل هذا الموقع وإحيائه ووضعه في الاستثمار السياحي الأثري والثقافي .
ويشكل مدفن مار تقلا حقلا دفينا واسعاً يضم مئات المدافن العائلية التي تعود للفترة الكلاسيكية في القرن الأول الميلادي ويحتوي في داخله على معالم كنيسة بدائية يعتقد أن القديسة تقلا تلميذة بولس الرسول المبشرة بالديانة المسيحية في سورية وآسيا الصغرى وأوروبا كانت تقصدها لتمارس عبادتها فيها فيما تشير المعطيات التاريخية أيضاً إلى أن المكان كان يستخدم في سنوات المسيحية الأولى لاجتماعات المسيحيين بعيداً عن أنظار عساكر الرومان.
واستخدم الموقع المعروف لأهل المدينة منذ ما يقارب القرن ونصف القرن كخزانات للمؤن ولتربية المواشي والدواجن وغيرها وقد أخفت معالمها إنشاءات حديثة لتعود وتظهر من جديد في أعمال تنظيم واسعة النطاق كشق الطرق وتشييد الأبنية وتطوير البنى التحتية للمدينة .
والمدفن عبارة عن غرفة واسعة محفورة في كتلة الصخر الرملي الذي يشكل الأساس الجيولوجي لمدينة اللاذقية يتم الدخول إليه بواسطة درج حجري ينحدر نحو المدفن بزاوية ميل شديدة 120 درجة تقريبا بقي من هذا الدرج أربع عشرة درجة أبعاد الواحدة طولا 115 سم وعرضا 30 سم والباقي خربته أعمال إنشاء لاحقة داخل المدفن ومن الباب المخرب نطل على بهو واسع مربع الشكل أبعاده 410 في 410 سم تحيط به عتبة ارتفاعها 50 سم وعرضها 40 سم تؤدي إلى معازب الدفن البالغ عددها 13 معزباً موزعة في جدران المدفن الأربعة ولا تزال موجودة معالم لخمس طاقات محفورة في جدران المدفن فوق المعازب كانت تستخدم لوضع الأسرجة والتقدمات الجنائزية والنذرية.
ويضم الموقع في باطنه المقبرة الكلاسيكية التي أشار إليها عدد من علماء الآثار منهم الفرنسي جان سوفاجييه في دراسته حول مدينة اللاذقية في العام 1936 والتي تضمنت دراسة أثرية وطبوغرافية ومخططاً للمدينة ووصفا لها و الياس صالح في مخطوطته الهامة آثار الحقب في لاذقية العرب الذي يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وجبرائيل سعادة في مقاله الهام الذي نشرته الحوليات الأثرية باللغة الفرنسية تحت عنوان التنقيب الأثري في مدينة اللاذقية عام 1967 تقول.. إن هذه المدافن محفورة في الصخر الكلسي اللين وتضم قبورا وتوابيت حجرية متنوعة الأشكال بعضها مزين بنقوش جميلة كما توجد بعض الكهوف المنحوتة في الصخور وتختلف أحجام الكهوف بدءاً من تلك التي تتسع لجثمان طفل رضيع إلى التي تتسع لجثمان رجل ضخم وأخرى تتسع لعدة أجيال متتالية من أسرة معينة واحدة.
وأضافت انه ينزل إلى هذه الكهوف عبر درج مؤلف من 23 درجة منحوتة في الصخر تحت الأرض وتدل كثرة هذه المقابر حسب رأي لورتيه الذي زار اللاذقية عام 1875 على أن سكان اللاذقية القدماء كانوا أكثر عددا من السكان الحاليين ويبدو أن هذه القبور فتحت ونهبت منذ زمن بعيد بينما لا تزال الاحتفالات بعيد القديسة تقلا تتم حتى الآن في داخل المدفن الفسيح.
ويقول الباحث الأثري جمال حيدر في مؤلفه اللاذقية وأهم المعالم الأثرية والسياحية انه من الملفت للانتباه أن نجد للمرة الأولى مدفنا عائليا يعود إلى الفترة الرومانية يضم معالم كنيسة غير مكتملة حفت وسط بهو المدفن في فترة نجهل تاريخها وهي صغيرة الحجم أبعادها عمق 260 سم وطول 240 سم وعرض 150 سم يؤدي إليها درج محفور بالصخر مؤلف من 9 درجات وفي جدارها الشمالي هيكل وعند أسفل جدارها الشرقي توجد معالم لبركة دائرية الشكل معمرة بمدماك من الحجارة الصغيرة ربما هي جرن للمعمودية وسطحها مغطى بخمسة ألواح حجرية مستطيلة الشكل غير مشذبة طول الواحدة متر تقريبا وعرضها نصف متر فيما لم يعثر داخل المدفن على أي صورة نافرة أو نقوش أو تزيينات تذكر بأسماء أو تواريخ ويشير البروفيسور أوليفيه كالو عضو بعثة موقع رأس الشمرة والمتخصص في دراسة العمارة الأثرية إلى أن هذه المعالم على الأرجح هي أعمال تأسيس لكنيسة لم تكتمل معالمها بعد.
المصدر
ويعد مدفن وكنيسة مار تقلا من أهم المعالم الأثرية الدينية والتاريخية في محافظة اللاذقية ونظراً لهذه الأهمية قامت الجهات المعنية مؤخراً بإعادة تأهيل هذا الموقع وإحيائه ووضعه في الاستثمار السياحي الأثري والثقافي .
ويشكل مدفن مار تقلا حقلا دفينا واسعاً يضم مئات المدافن العائلية التي تعود للفترة الكلاسيكية في القرن الأول الميلادي ويحتوي في داخله على معالم كنيسة بدائية يعتقد أن القديسة تقلا تلميذة بولس الرسول المبشرة بالديانة المسيحية في سورية وآسيا الصغرى وأوروبا كانت تقصدها لتمارس عبادتها فيها فيما تشير المعطيات التاريخية أيضاً إلى أن المكان كان يستخدم في سنوات المسيحية الأولى لاجتماعات المسيحيين بعيداً عن أنظار عساكر الرومان.
واستخدم الموقع المعروف لأهل المدينة منذ ما يقارب القرن ونصف القرن كخزانات للمؤن ولتربية المواشي والدواجن وغيرها وقد أخفت معالمها إنشاءات حديثة لتعود وتظهر من جديد في أعمال تنظيم واسعة النطاق كشق الطرق وتشييد الأبنية وتطوير البنى التحتية للمدينة .
والمدفن عبارة عن غرفة واسعة محفورة في كتلة الصخر الرملي الذي يشكل الأساس الجيولوجي لمدينة اللاذقية يتم الدخول إليه بواسطة درج حجري ينحدر نحو المدفن بزاوية ميل شديدة 120 درجة تقريبا بقي من هذا الدرج أربع عشرة درجة أبعاد الواحدة طولا 115 سم وعرضا 30 سم والباقي خربته أعمال إنشاء لاحقة داخل المدفن ومن الباب المخرب نطل على بهو واسع مربع الشكل أبعاده 410 في 410 سم تحيط به عتبة ارتفاعها 50 سم وعرضها 40 سم تؤدي إلى معازب الدفن البالغ عددها 13 معزباً موزعة في جدران المدفن الأربعة ولا تزال موجودة معالم لخمس طاقات محفورة في جدران المدفن فوق المعازب كانت تستخدم لوضع الأسرجة والتقدمات الجنائزية والنذرية.
ويضم الموقع في باطنه المقبرة الكلاسيكية التي أشار إليها عدد من علماء الآثار منهم الفرنسي جان سوفاجييه في دراسته حول مدينة اللاذقية في العام 1936 والتي تضمنت دراسة أثرية وطبوغرافية ومخططاً للمدينة ووصفا لها و الياس صالح في مخطوطته الهامة آثار الحقب في لاذقية العرب الذي يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وجبرائيل سعادة في مقاله الهام الذي نشرته الحوليات الأثرية باللغة الفرنسية تحت عنوان التنقيب الأثري في مدينة اللاذقية عام 1967 تقول.. إن هذه المدافن محفورة في الصخر الكلسي اللين وتضم قبورا وتوابيت حجرية متنوعة الأشكال بعضها مزين بنقوش جميلة كما توجد بعض الكهوف المنحوتة في الصخور وتختلف أحجام الكهوف بدءاً من تلك التي تتسع لجثمان طفل رضيع إلى التي تتسع لجثمان رجل ضخم وأخرى تتسع لعدة أجيال متتالية من أسرة معينة واحدة.
وأضافت انه ينزل إلى هذه الكهوف عبر درج مؤلف من 23 درجة منحوتة في الصخر تحت الأرض وتدل كثرة هذه المقابر حسب رأي لورتيه الذي زار اللاذقية عام 1875 على أن سكان اللاذقية القدماء كانوا أكثر عددا من السكان الحاليين ويبدو أن هذه القبور فتحت ونهبت منذ زمن بعيد بينما لا تزال الاحتفالات بعيد القديسة تقلا تتم حتى الآن في داخل المدفن الفسيح.
ويقول الباحث الأثري جمال حيدر في مؤلفه اللاذقية وأهم المعالم الأثرية والسياحية انه من الملفت للانتباه أن نجد للمرة الأولى مدفنا عائليا يعود إلى الفترة الرومانية يضم معالم كنيسة غير مكتملة حفت وسط بهو المدفن في فترة نجهل تاريخها وهي صغيرة الحجم أبعادها عمق 260 سم وطول 240 سم وعرض 150 سم يؤدي إليها درج محفور بالصخر مؤلف من 9 درجات وفي جدارها الشمالي هيكل وعند أسفل جدارها الشرقي توجد معالم لبركة دائرية الشكل معمرة بمدماك من الحجارة الصغيرة ربما هي جرن للمعمودية وسطحها مغطى بخمسة ألواح حجرية مستطيلة الشكل غير مشذبة طول الواحدة متر تقريبا وعرضها نصف متر فيما لم يعثر داخل المدفن على أي صورة نافرة أو نقوش أو تزيينات تذكر بأسماء أو تواريخ ويشير البروفيسور أوليفيه كالو عضو بعثة موقع رأس الشمرة والمتخصص في دراسة العمارة الأثرية إلى أن هذه المعالم على الأرجح هي أعمال تأسيس لكنيسة لم تكتمل معالمها بعد.
المصدر
Comment