• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

تاب أغصان الشر - للراهب القس كاراس المُحرَّقيّ

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تاب أغصان الشر - للراهب القس كاراس المُحرَّقيّ


    كتاب أغصان الشر ""للراهب القس كاراس المُحرَّقيّ

    تقديم لكتاب أغصان الشر
    للراهب القس كاراس المُحرَّقيّ


    + هو كتاب روحي عميق، وجيد للإنسان أن يتعمّق في الحياة الروحية.
    + هو كتاب مليء بالحقائق السيكولوجية الهامة التي يدركها علماء النفس، والمشتغلين به.
    + الكتاب مكتوب بلغة عربية فصحى، وقلَّما نجد كتباً تهتم بفصاحة التعبير.
    + كاتب هذا الكتاب يهتم بالروحيات أكثر من أي موضوع آخر.
    + تجد في هذا الكتاب بعض الفلسفات خلاف الروحيات، كما تجد فيه كثيراَ من الفلسفة الديالكتيكية الهيجيلية.
    + الكتاب يهتم بالفرح والسلام، وتبدو هذه عقيدة الكاتب.
    + الكتاب يهتم جداً بالإيجابيات والسلبيات، ويحاول علاجها.
    هذا, وقلَّما نجد كتاباً بهذه الاهتمامات.
    دكتور سعد فرنسيس جندي
    دكتوراه في علم النفس (جامعة باريس)




    مقــــــــــــــدمــــــــة

    إنّي إنسان في داخلي يتعانق النور والظلام، هذه عبارة بليغة تدل على طبيعة الإنسان بعد السقوط، حيث صار يحمل الثنائية في داخله! ولكن سواء أردنا أو لم نُرد فنحن مضطرين أن نحيا هذا التناقض فإنَّ وجودنا في صميمه، ما هو إلاَّ توتر بين حياتنا على الأرض والحياة الأبدية، بين الروح والجسد.. إذن لا توجد شجرة بشرية كاملة النقاء، بل ما أكثر أغصان الشر التي نبتت في قلب الإنسان! قد يسعى إلى عملية تقليم لكي ينزع الأغصان الميتة، أو تقويّة الضعيف منها، إلاَّ أنَّ رحلة الإنسان مع ضعفاته قد تستغرق الحياة كلها.

    والحق إنَّ حياة البشر ليست فردوساً يسوده الحُب والفرح والسلام.. على الـدوام! بل هي صراع مرير، فكثيـراً ما نصطدم بعثرات تأتينا من الخارج، وشهوات تثور فينا من الداخل من قِِبل الذات نفسها! وها نحن نتساءل: من منّا لم يشعر بأي عرض من أعراض اليأس أو الخوف أو القلق..؟ من مِِن البشر لم يختبر مرارة الشعور بالذنب أو النقص أو الرفض...؟ إنَّها جراثيم نفسية منتشرة وهى تُحاول أن تُميت ثمار حياتنا وما على البشر سوى اليقظة، متسلحين بكلمة الله حتى ينتصروا، وما كتابي هذا سوى محاولة بسيطة، لكي نعرف بعض ضعفاتنا ومشاكلنا النفسية، ووسائل علاجها، حتى يكون لدينا وعيّ روحيّ ونفسيّ بكل ما يعوق مسيرتنا، سواء في علاقتنا البشرية، أو الروحية..

    نسأل الله أن يُبارك هذا العمل المتواضع، ويعوّض من انتفعت بكتاباتهم والذين تعبوا معي، وأخص بالاسم العالم الجليل الدكتور سعد فرنسيس، الذي تفضّل مشكوراً بمراجعة الكتاب والتقديم له، الرب يُعوضه في ملكوته الأبديّ، بصلوات القديسة الطاهرة مريم، وجميع مصاف الشهداء والقديسين، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

    كاراس المُحرَّقيّ



    وهنا هنضيف لينكات الردود اللي فيها مشاركة كل فصل
    اضغط علي اسم الجزء المراد قرائته


    الفصل الأول "الشعور بالذنب"
    " ذنبي أعظم من أن يُحتمل " ( تك4 : 14)
    *****************
    تعريف الشعور بالذنب
    جذور وأسباب الشعور بالذنب
    علامات الشعور بالذنب
    التحرر من الشعور بالذنب
    ******************

    الفصل الثاني "الشـعور بالنقص"
    "لا أعرف أن أتكلم لأني ولد " ( إر4:1 )
    *****************
    ما هو الشعور بالنقص ؟
    أسباب الشعور بالنقص
    الشعور بالنقص ورجال الله
    مظاهر الشعور بالنقص
    علاج الشعور بالنقص
    ******************


    الفصل الثالث "الشـعور بالرفض"
    " محتقر ومخذول من الناس " ( إش3:53 )
    *****************
    معنى الرفض
    الرفض بين الحقيقة والوهم
    أسباب الرفض
    نتائج الرفض
    خطوات للتحرر من جذور الرفض
    ******************

    الفصل الرابع "الشعور بالخـوف"
    " كل من وجدني يقتلني " ( تك14:4)
    *****************
    بين خوف وخوف
    جذور الخوف
    أنواع من الخوف
    خطورة الخوف
    التحرر من الخوف

    الفصل الأول
    الشعور بالذنب
    " ذنبي أعظم من أن يُحتمل "
    ( تك4 : 14 )

    ذهبت وزوجها إلى أحد الأطباء،
    فما أن جلسا حتى قال الزوج: زوجتي تموت!
    فنظر إليها الطبيب وأدرك سر معاناتها!
    فطلب من الزوج أن يُغادر الغرفة
    ثم سألها: هل تريدين أن تعيشي؟! على الأقـل من أجل زوجـك وأطفالك
    فقالت: نعم،
    فقال الطبيب: سوف أُساعدك بشرط أن تُخبريني بماضيكِ!
    فنهضت السيدة واقفة والغضب يتطاير من عينيها،
    وصاحت: هل أنا في قسم البوليس؟! ما شأنك وماضي حياتي؟
    فنهض الطبيب وقال: إذن لا أستطيع مساعدتك..
    فانتاب المرأة خوف شديد وانهمرت من عينيها الدموع وبنبرة حزينة
    قالت: سأُخبرك بكل شيء وإن كنت لا أعتقد أنَّ هذا هو الحل!
    ثم أكملت: لقد توفى والداي وأنا صغيرة، فنشأتُ في بيت أُختي الكبيرة التي ربتني، وعندما دخلت الكلية نشأت علاقة حُب بيني وبين زوج أُختي ثمَّ تطورت العلاقة إلى خطية! بعدها بدأتُ أشعر بذنب مرير كاد أن يُحطّم قلبي،
    خاصة بعد أن ذهبت إلى المستشفى لكي أجهض ثمرة الإثم من بطني..
    وعندما تخرَّجت من الكلية تزوّجت وأصبح لي منزل ورصيد في البنك..
    ولكن عندما يُقدّم لي زوجي مشاعر حُب أشعر بأنّي زانية ولا أستحق محبته،
    إنَّ في داخلي قلباً يبكي دائماً، وأطفالي عندما يُعانقونني يقولون لي ماما أشعر بالبُغضة الشديدة لنفسي.
    فقال لها الطبيب: ينبغي أن تُسامحي نفسك، وتعرفي أنَّ المسيح مات..
    لكنَّها قاطعته وهى تنتحب: إنَّ خطاياي أكبر من أن تُغفر!!
    فأخذها الطبيب إلى شاطيء بحيرة، ثمَّ أمسك بحصاة وألقاها في الماء،
    وأعطاها حَجَراً ألقته هى الأُخرى في الماء
    ثم قال: إنَّ الحصاة والحَجَر أصبحا في القاع، والفرق الوحيد بينهما هو في صوت ارتطامهما بالمياه،
    فالحصاة صنعت تموّجات صغيرة،
    أمَّا حَجَرك فصنع تموّجات كبيرة،
    وهذا يوضح لنا أنَّ الناس تذهب إلى الجحيم بخطاياها الصغيرة والكبيرة،
    إذاً ما هو الفرق بين الخطية الصغيرة والكبيرة؟
    أعتقد في الضجة التي تصنعها في المجتمع،
    لكنَّ دم المسيح يغفر كل الخطايا.
    فلمس المثل قلب المرأة، فتابت واعترفت وتخلّصت من الشعور بالذنب،
    وبدأت قوة اللَّه تعمل في حياتها، إنَّها الآن غير مريضة،
    لأنَّها عندما أخرجت الذنب المكبوت بداخلها تمتَّعت بمحبة اللَّه.

    تعريف الشعور بالذنب
    جذور وأسباب الشعور بالذنب
    علامات الشعور بالذنب
    التحرر من الشعور بالذنب
    تعريف الشعور بالذنب

    من الاسم نستطيع أن نُعرّف عقدة الذنب بأنَّها:
    شعور يُصاحب الإنسان عندما يسقط في خطية، أو يرتكب أمراً يخالف وصايا الله، أو تقاليد المجتمع.. ويُعد هذا الشعور طبيعياً، إنَّه إنذار بأنَّ هناك خطأ ما في حياتنا ويجب علينا أن نُصلحه.

    إلاَّ أنَّ هناك وساوس مبالغ فيها ورثناها جميعاً- وإن تفاوتت النسب - لا علاقة لها بذنب حقيقيّ،
    لأنَّها تكوّنت في سن كان اقتراف الذنب فيه مستحيلاً،
    ولكن لسوء التربية، وقساوة الأهل.. الذين يتّخذون من أولادهم وسيلة لتفريغ شحنات غضبهم تحت ستار التربية،
    يتكوّن لدى الفرد شعور عميق بالخطأ،
    ويُخيّم عليه هاجس بأنَّه اقترف ذنب ما!
    ومن الملاحظ أنَّ عقدة الذنب التي تتجسد في ما يُسمّى وساوس " Scruplex " مشتقة من كلمة لاتينية تعني " حصاة " ،
    فالحصاة إذا دخلت حِذاء شخص، صار يشعر وهو يمشي بوخزات مؤلمة في قدمه،
    وهكذا الإنسان الموّسوس يشعر بآلام متقطّعة،
    من شدة ذنب يتصوّر أنَّه اقترفه أو اقترفه بالفعل!!

    جذور وأسباب الشعور بالذنب

    ما من إنسان إلاَّ ويولد صفحة بيضاء، لا يدري ما هو الخير وما هو الشر،
    وإنَّما يولد الإنسان وفي أعماقه نبض يشعر بالجمال وينفر من القُبح،
    نبض يُسعده النور ويُخيفه الظلام، يرتاح للعدل ويشقى بالظلم،
    وهذا النبض لا فضل فيه لأحد من البشر،فالإنسان يولد واللمسة الإلهية واضحة في كيانه،
    وبمرور الوقت يبدأ تشكيل الضمير لدى الطفل، وذلك من خلال تعاليم الأهل،
    وأساليبهم في التربية..




    1-وسائل التربية الخاطئة
    وقد يحدث في أحيان كثيرة، أن يُسرف الوالدان في لوم الطفل،
    وتأنيبه على كل كبيرة وصغيرة.. وإشعاره بالذنب في كل ما يفعل،
    مما يؤدي به إلى تزمت واضح في تكوين ضميره،
    ويترتّب على ذلك أنَّ هذا الضمير المتزمّت، الجامد،
    يُحاسب صاحبه على كل هفوة أو أمر تافه، كما أنَّه يُسرف في أمره ونهيـه،
    ومن ثَمَّ يُصبح الفرد شديد الحساسية، يُحاسب نفسه بقسوة متناهية،
    قد تكون ظاهرة للجميع.
    ماذا لو سمعت عن أُم تُشجع أولادها على سرقة الجيران؟!
    أو أب يدفع ابنه إلى التدخين الذي في نظره يُعد من سمات الرجولة؟!
    أو أُخت تُعلّم أُختها الغزل لكي تكون زوجة ناجحة في المستقبل؟!
    ألم ترَ زميلاً يحث زملاءه على استعمال الضرب والعنف ليُسيطروا على غيرهم؟!
    أو أُسطى يضرب صبيانه لأنَّه يرى أنَّها الوسيلة الوحيدة للتعلُّم؟!
    أو إرهابياً يُعلّم الصغار العنف وأبشع طرق الموت، بل يدفعهم إلى الانتحار من أجل معتقدات خاطئة؟!
    هؤلاء وكثيرون غيرهم ماذا ستكون ضمائرهم عندما يكبرون؟!
    وإن صادف وتولّوا مسئولية كيف سيتصرّفون مع غيرهم؟!
    ومع أولادهم كيف سيتعاملون؟!
    ألسنا نرى كثيرين يعتقدون بصواب الشيء أو خطأه، لمجرد أن قاله هذا أو ذاك؟!

    فمن يعلم فربَّما يسيرون على هذا النهج الفاشل، كما سار آبائهم ومُعلّموهم..
    فلا تتعجب إن رأيت إنساناً يُعاقب نفسه لأنَّه شاهد فيلماً!
    ليس لأنَّ الفيلم يُعثر، بل لأنَّ ضميره الذي تشكّل بطريقة خاطئة يقول له:
    إنَّ مشاهدة التليفزيون حرام!!
    أو محادثة النساء ورؤيتهن خطية!!
    أو لعب الرياضة ضد الدين!!
    وما أكثر الذين يتوهّمون أنَّهم زنوا، لمجرد أنَّ شهوتهم قد ثارت عندما رأوا امرأة، أو سمعوا قصة عاطفية..!

    هنا نذكر عبارة البابا شنوده البليغة التي تُعد دستوراً للإنسان في حياته الروحية ألا وهى: نحن لا نُحرّم المادة وإنَّما نُحرّم الاستخدام الخاطيء للمادة.



    2-الحروب الروحيّة
    وفي حالات كثيرة.. يتملّك على المُصاب بهذه الآفة النفسية، شعور بأنَّه مذنب في كل شيء،
    حتى وإن لم يكن قد أتى شيئاً أو اقترف إثماً يستحق عليه العقاب بالفعل!
    ولهذا كثيراً ما نرى أُناساً يثورون، لمجرد فكرة عابرة تجول بخاطرهم،
    فما هو ذنبهم أو جُرمهم حتى يُعذّبوا أنفسهم هكذا؟!
    إنَّ انتشار مثل هذه الوساوس، كثيراً ما يكون مجرد حرب روحية،
    يحاول الشيطان من خلالها زعزعتنا أو شغل أفكارنا في أشياء سلبية،
    لكي يعوق تقدمنا الروحيّ، أو يرجع لعدم فهم الوصايا الإلهية،
    ولو عمل الإنسان بالآية القائلة:
    " فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً " (يو5: 39)،
    لوجد فيها العلاج الأعظم لضعفاته، والحل الأمثل لكل مشاكله،
    وربَّما يكون السبب هو محاولة الإنسان للوصول إلى كمال وهميّ،
    ليس له مكان على الأرض، التي قد تلوَّثت بدماء القتلى والمجرمين والزناة..



    3-الوسط الاجتماعيّ
    ويُعد الوسط المُحيط بالإنسان له دور عظيم الأهمية،
    في إصابة كثيرين بهذه الآفة النفسية، لا تتعجبوا !!
    فالإنسان ما أن تكتمل قواه، فسرعان ما ينسلخ من الأُسرة إلى المجتمع بما فيه الأقارب والجيران والأصحاب..
    ومن خلال آرائهم فيه ونقدهم له تتشكّل نظرته الخاصة عن ذاته، فالمجتمع هو مركز ضخم،
    لإشعاعات عقلية وأخلاقية ودينية لا حصر لها تمتد في دوائر أُخرى كثيرة بعيدة المدى!
    ولكننا ونحن بصدد الحديث عن المجتمع نقول:
    إنَّ المجتمع وإن كان يُمثّل السلطة التي تحمي الإنسان وتنظم العلاقات بين أفراده..
    إلاَّ أنَّه ليس هو القوة الإلهية المقدسة، التي لا يأتيها الباطل من بين يديها!
    فما أكثر الحضارات التي انهارت بسبب شرائعها الفاسدة،
    التي نادت بعبادة الأوثان وأباحت الزنى..!!
    وليس هناك ما يجعلنا نُقرر أنَّ كل ما يتطلبه المجتمع من الفرد،
    لابد وأن يكون حسناً دائماً، وكما أنَّ الرأي الشائع بين الناس،
    لا يمكن أن يكون دائماً هو الحقيقة بعينها،
    هكذا أيضاً القاعدة الأخلاقية قد تكون فاسدة في مجتمعات كثيرة،
    حتى وإن كانت مبدأ عاماً تعتنقه الجماعة بأسرها!
    ويبقى السؤال: هل نسير بموجب شرائع بشرية عقيمة وأفكار إنسانية بالية..؟!
    أعتقد أنَّ هذا يقود إلى انهيار كليّ لحياتنا الروحية والنفسية.. لأنَّ
    " أفكار البشر ذات أحجام " كما قال سليمان الحكيم (حكمة14:9)،
    وهى تتغير بين يوم وضحاه، وتحكمها العلاقات والمصالح والعواطف..
    والحق إنَّ كثيرين قد وقعوا فريسة، عندما استسلموا لآراء غيرهم،
    الذين توسَّموا فيهم الثقة، ولكنَّهم سرعان ما اكتشفوا مكرهم وخِِداعهم،
    وأنَّهم لا يعرفون من الحياة سوى أنفسهم.. فالمناخ الاجتماعيّ لا يخلو من ضعفات كثيرة،
    كالغيرة والحسد والكراهية.. وهى تؤثر على آراء البشر،
    ولهذا فإنَّ كثيرين يعانون من شعور مرير بالذنب، رغم أنَّهم لم يقترفوا ذنباً!
    هنا يأتي دور الجانب الروحيّ وأثره في حياة الإنسان وقراراته،
    أتتذكرون قول معلمنا بولس الرسول:
    " وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ " (1كو2: 15)،
    وهل ننسى موقف البابا القديس أثناسيوس الرسوليّ،
    فقد قيل له مرة: العالم كله ضدك يا أثناسيوس!
    فقال: وأنا ضد العالم!
    أتعرفون لماذا؟! لأنَّه كان يدافع عن لاهوت السيد المسيح الذي أنكره أريوس!



    4-الشيطان
    من أبرز صفات الشيطان " الحسد "، فهو لا يحتمل أن يرى إنساناً ناجحاً أو باراً يسير في طريق الله،
    ألم يحسد يوسف الصديق على ما رآه من أحلام ورؤى،
    ثم نقل الحسد إلى إخوته فباعوه كعبد،
    ثم حسده على نجاحه في بيت فوطيفار خصيّ فرعون،
    فدبّر له حيلة استطاع من خلالها أن يُلقيه في السجن كفاعل إثم..!
    وفي حياتي الروحية لاحظتُ حرباً شيطانية تتلخص في الآتي:
    كل فضيلة تعملها سيحاول الشيطان:
    إمَّا أن يُشكّك فيها، أو يُحاربك بالرذيلة المضادة لها،
    فإن كنت مُحباً للعفة يُحاربك بصور النساء !!
    وإن كنت تُعطي الفقراء يحاول منعك أولاً، فإذا فشل يتّهمك بأنّك تبحث عن المجد الباطل،
    وإن تحدّثت عن خبرة روحية من خبراتك لمنفعة غيرك بتواضع،
    يدّعي أنّك تبحث عن الشهرة ومديح الناس..
    وهكذا تتسلل إلينا أفكار عنكبوتية تتملك علينا وتُشعرنا بأننا نُخطيء في كل ما نقوم به من أعمال،
    والأفضل أن ننعزل عن البشر، ونبتعد حتى عن الخدمة والصلوات العامة،
    فيكفي أن نُصلى وحدنا حتى لا يمدحنا الناس..
    إلاّ أنَّ مثل هذه الأفكار، ما أن تخرج لأب الاعتراف في جلسة روحية صادقة،
    فسرعان ما تضمحل كالدخان، ولا يعود لها تأثير علينا لأنَّها مجرد حرب!
    أمَّا خطورتها فتظهر لو أنَّها ظلت حبيسة في الداخل.



    5-الانقسام الذاتيّ
    وقد يرجع الشعور بالذنب إلى الانقسام الذاتيّ، الذي يتهدد طبيعتنا بمداومته،
    فمن المعروف أنَّ الإنسان بعد السقوط، قد صار يحمل " الثنائية " في أعماقه:
    النور والظلمة، الفرح والحزن.. في لحظة يتحرك من أقصى الخير إلى أقصى الشر،
    دون أن يكون هناك سبب واضح أو دليل ملموس، وهذا يبدو واضحاً في الصلاة،
    فقد اختبرنا جميعاً لحظات كثيرة، كنَّا في قمة العزاء الروحيّ والصفاء الذهنيّ..
    ثم سرعان ما طاش فكرنا بلا سبب!
    ولعل أعظم دليل على هذا التناقض، الذي قد أصاب الكائن البشريّ،
    الصراع القائم بين النفس والجسد، فعلى الرغم من الارتباط الوثيق بينهما،
    إلاَّ أنَّ الحياة أثبتت لنا أنَّ بين هذين الصديقين علاقة مضطربة يسودها التناقض والتعارض!
    " لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ " (غل17:5).
    إنَّها قمة المأساة عندما يحيا الإنسان في انقسام ذاتيّ أو تناقض وجدانيّ،
    خاصة عندما يجد نفسه عاجزاً عن الاستغناء عما يكرهه ويريد أن يتخلص منه!
    " لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ " (رو15:7).
    ولكن سواء أردنا أو لم نرد، فنحن مضطرين أن نحيا هذا التناقض،
    لأنَّ وجودنا في صميمه هو توتر بين حياتنا على الأرض والحياة الأبدية،
    بين النفس والجسد، الوحدة الفردية والتعددية الجماعية.. وإن كنَّا نسعى جاهدين،
    في سبيل حل كل ما في حياتنا من تلك المتعارضات الأليمة،
    إلاَّ أننا نشعر بأنَّ الثنائية ضريبة باهظة فُرضت علينا بوصفنا كائنات خُلقت من طين ونور،
    الطين هو تراب الأرض والنور هو نفخة الله المقدسة!
    بارك حياتنا يا الله بحسب مشيئتك
    بارك اسرنا بارك لاعنينا بارك يسيئ الينا بارك جميع محبي بيتك
    لان كل شيئ بإرادتك لا بإرادة الانسان
    جعلتنا نقوم ولا نعود للآئام ولا نحتقر الانسان
    بل نقول الله أعطانا المصالحة والبسنا جسد يسوع باستمرار
    وقلب سيدة البشارة هو اليوم عنواننا
    يا قلب سيدة البشارة صلي لأجلنا
    يا مار يوسف صلي لأجل عائلاتنا



  • #2
    رد: تاب أغصان الشر ""للراهب القس كاراس المُحرَّقيّ

    علامات الشعور بالذنب

    إنَّ الشعور بالذنب قد صار اليوم من أخطر المشاكل التي تؤذي البشر، وتفقدهم سلامهم..
    فهو يؤدّي بالإنسان إلى أمراض كثيرة وآلام مبرحة، قد تفوق الأمراض الجسدية،
    وربَّما يدفعه إلى الجنون! إنَّه مصدر عذاب وقلق..
    مظاهر كثيرة تُصاحب الشعور بالذنب لَعَلَّ أهمها هو الآتي:



    1-الـــــمـــــــــــرض

    وتبدو هذه الحقيقة واضحة في قصة قايين،
    الذي بعدما قتل أخاه هابيل قال:
    " ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ.. وَأَكُونُ تَائِهاً وَهَارِباً فِي الأَرْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي " (تك13:4،14)،
    فما الذي دفـع بقايين إلى هذه المخاوف المَرَضيَّة؟!
    هل كان يوجد في الأرض غيره وغير أبويه حتى يظن أنَّه سيُقتل؟!
    وهكذا تجعل الخطية الإنسان يسير متخفّياً، مذعوراً،
    يحسب حفيف الغصون وزقزقة العصفور ورنين الغدير..
    عيون بشرية تترصّده، وهى تُريد أن تفضح أمره،
    ولكن هذا ليس بغريب، لأنَّ
    " الشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ " كقول سليمان الحكيم (أم1:28).
    هناك ارتباط وثيق بين النفس والجسد وكلاهما يؤثر على الآخر،
    فإذا اختلت نفسية الإنسان حتماً سيُصاب الجسد بأمراض أو أعراض أمراض كثيرة!
    هذا وقد ثبت أنَّ المرض في حالات كثيرة،
    يكون وسيلة للهروب أو التخفيف من قوة الإحساس المرير بالذنب!
    فيشكو الإنسان من الصداع، أو الربو، أو آلام المفاصل...
    لأنَّ شعوره بأنَّه مُذنب ويستحق العقاب يدفع عقله الباطن إلى الإصابة بأعراض المرض،
    ليكون موضع شفقة الناس وعطفهم، بدلاً من أن يكون موضع عقابهم واحتقارهم!
    ويُجسّد لنا " شكسبير" مظاهر أو نتائج الشعور بالذنب في مسرحيته الرائعة " مكبث "،
    وبطل هذه المأساة رجل، كان في استطاعته أن يكون إنساناً خيّراً، طيّباً،
    ولكنَّه وقع ضحية لنبوءة عرّافات، ولثقة الملك به ثقة عمياء،
    ولطمع امرأته في المُلك قتل الملك، وبالفعل يصير مكبث ملكاً،
    ولكنَّه لم ينعم بالمُلك الهاديء والضمير المطمئن فقد ظلت الأشباح تلازمه..
    وأُصيبت امرأته - وقد حطّمها تمزّق الروح - بمس من الجنون،
    وأخذت تذهب وتأتي في ردهات القصر،
    وهي تمسح يدها كأنَّها تريد أن تمحو بقعة الدم - دم الملك المقتول - التي صوّرها لها الخيال،
    ويأتي إليها الطبيب ليعالجها ولكن دون فائدة، فيتركها بعد أن قال:
    إنَّها في حاجة إلى كاهن لا طبيب!
    وتتوالى أحداث الرواية فيموت مكبث،
    وهو يُقاتل في المعركة دون تاجه الذي قد اغتصبه!



    2-عقـــــــاب الـــــذات

    يُصاحب هذه العقدة شعوراً يدفع الإنسان أن يبحث عن العقاب،
    قد يبدو ذلك غريباً! ولكنَّ الإنسان الذي أُصيب بهذه الآفة،
    غالباً ما يبحث عن عقاب لنفسه، سواء كان هذا العقاب عن وعي أو غير وعي!
    وفى أقصى حالات الشعور بالذنب، قد يلجأ الشخص إلى إلحاق الأذى بنفسه،
    مُعلناً اقتراف خطأ، أو ارتكاب جريمة!
    وفى حالات أُخرى يستفز غيره،
    لا من أجل مضايقته، وإنَّما ليرد عليه بإهانة مماثلة،
    أو يلجأ إلى مصاحبة شخص يظن أنَّه سينزل به العقاب،
    لأنَّه في مثل هذه المواقف يجد راحته!
    وهناك من يلجأ إلى الزواج من ساقطة أو شريرة!
    ليس حُباً فيها وإنَّما لكي تعاقبه!
    ولا تتعجب إذا رأيت امرأة ترتبط برجل سكّير، قد ذاقت منه كأس الألم ثم بعد موته أو انفصالها عنه ترتبط بسكّير آخر، قد يكون أشد قسوة وإيلاماً منه!!
    فمثل هذه السيدة المريضة لا تتأقلم إلاَّ مع رجل ينزل بها الألم أو العقاب!
    إذن فالوحوش البشرية لها من يهواها، ويُفضّل العيش معها،
    داخل سجن الحياة الواسع ذي الأبواب الحديدية، حتى وإن كان يعرف أنَّها ستلتهمه في النهاية!



    3-احتــــقار النــــفس

    سواء على المستوى الفرديّ أو الجماعيّ، فكل نفس تخطيء هى بلا كرامة،
    وهذه الكرامة المفقودة هى التي تجعلها تشعر بالدونية ،
    ولهذا قيل:
    يستحيل على من يسلم جسده في يدي زانية، أن يحترم نفسه من أجل هذا العمل الرديء.
    وكان أحد الفلاسفة لا يحترم الملك
    فسألوه: لماذا تحتقر الملك؟!
    فأجاب: لأنَّه عبد لعبدي!
    فلمَّا طلبوا منه تفسيراً قال:
    لأنَّي مَلَكتْ الشهوة والغضب وهما ملكاه إذن هو عبد لعبدي!
    وعندما سألوا زينون الفيلسوف: لماذا يكرهك الملك؟!
    أجاب: وكيف يُحِب من هو أغنى منه؟!
    مع أنَّ زينون لم يكن غنياً ولكنّه كان يملك غنى الفضيلة وكنوز المعرفة،
    ولذلك عندما مات دفنوه في مقابر العظماء، ووضعوا إكليل ذهب على قبره!
    ويبدو احتقار النفس واضحاً لدى المُراهقين، عندما يسقطون في العادة السرية،
    فيظنون أنَّهم أقل الناس، فيحجمون عن العلاقات الاجتماعية ويعيشون في قوقعة ذاتية،
    لا يُخرجهم منها سوى التوبة والحياة مع الله.



    4-النـــــــقــــــــد

    عاش كل شبابه مهتماً بقضايا المجتمع الأساسية:
    الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.. ولهذا كرّس وقته وجهده للعمل من أجل الناس ورِفعة الوطن والمطالبة بالديمقراطية..
    وبعد تخرّجه من الكلية، عمل في إحدى الهيئات الهامة، ومع اتّساع سلطاته اتسعت أيضاً مكاسبه الشخصية،
    وزادت مصالحه العامة، وتضخّمت ثروته حتى أصبح واحداً من الأثرياء..
    أمَّا أُسرته فقد اغتنت، وتبوأ أفرادها مراكز مرموقة..!
    واجتمع الحزب وتحدّث صاحبنا، ولكنّه لم يُحسن اختيار الموضوع كعادته،
    لقد تحدّث عن الضمير العام الذي تشوّه، وانغلق الناس على مصالحهم الشخصية، واستغلال أقاربهم أسماءهم ومراكزهم للحصول على رغباتهم الخاصة..
    كما تحدّث عن الأزمات المُعقّدة التي تحتاج إلى طهارة مِِن مَن يتصدّون لمواجهتها..
    والخلاصة: أسقط كل ما فيه من ضعفات وسلبيات.. على المجتمع!
    فما أن أنهى حديثه، حتى شعر بأنَّ وحشاً يقترب منه، ويوشك على التهامه،
    وهكذا وجد نفسه عارياً واكتشف أنَّه لا يسير في الطريق الصحيح، وضميره يتهمه بالتزييف..
    فرفع سماعة التليفون وبصوت متهدّج، اتصل بطبيب نفسانيّ يطلب منه تحديد موعد..



    5-اليـــــــــــــــــــأس

    كما أنَّ الشعور بالذنب يجعل الإنسان الضعيف يرى في أخطائه ذنوباً لا تُغتفر!
    هذا ما حدث مع سيدة كانت تعاني من هذا الشعور المرير،
    فلمَّا سمع الكاهن مشكلتها قال لها:
    ألا تعلمين أنَّ المسيح يُحبك ولا يريد سوى خلاصك، ولهذا السبب مات على الصليب..؟
    ألم يقل بولس الرسول أنَّ الله
    " يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ ؟ " (1تى4:2)،
    ولكنها قاطعته وهى تنتحب قائلة: حتى المسيح لا يستطيع أن يغفر خطيتي!!
    لقد فعلت كل شيء قبيح، ولهذا فإنَّ كل إنسان يستطيع أن ينال الغفران إلاَّ أنا!!

    التحرر من الشعور بالذنب

    نعترف بأنَّ كثيرين يعانون من آلام الشعور بالذنب، وطالما أنَّ الإنسان يعانى من هذا الوباء، فلن تستقر روحه أو تهدأ نفسه.. ولهذا سوف أعرض لكم بعض الوسائل، لعلّكم تستطيعون أن تتخلّصوا من هذه الآفة التي تُقلقكم:

    1- فحص الذات
    ويتم من خلال رصد الانفعالات ومراقبة العواطف، فمن المعروف أنَّ لكل خطية رد فعل معين،
    يظهر على الجسد، فأعصابنا المضطربة، نظراتنا، حركاتنا، أقوالنا، إشاراتنا..
    كلها وسائل نستطيع من خلالها أن نصل إلى ما يُعرف بالوعي العاطفيّ،
    الذي يقودنا إلى الشخصية المتزنة!
    فإن كنت تُدخل " ياء النسب " في معظم أقوالك
    فتقول: " هذا جسدي "، " هذه أموالي "، " تلك ممتلكاتي"،
    فمن خلال هذه العبارات الشائعة نستطيع أن نعرف الفرق بين إنسان العالم الأنانيّ وبين رجل الله.
    وقد يكون الشعور بالذنب، بسبب وساوس فكرية أو شيطانية..
    وهنا نتساءل: هل كل فكر خطية؟!
    تخيّل أنّك قابلت صديقاً عزيزاً عليك، وبينما كنت تُصافحه، تملّك عليك فكر سرقة ساعته الأنيقة والغالية الثمن،
    فهل هذا الفكر يعني أنّك سقطت في خطية السرقة؟
    لو عُرض علىّ هذا الفكر سوف أقوم بطرح سؤال محوريّ ألا وهو:
    لو أُتيحت لك سرقة الساعة هل سوف تسرقها ؟
    إنَّ قلت: " لا "، فإنَّ فكر السرقة هنا لا يكون خطية،
    بل مجرد حرب فكرية، إنَّه أشبه بإنسان جائع وبينما هو في الطريق اشتم رائحة طعام شهيّ،
    فتحرَّكت أمعاؤه ولكنَّه استطاع أن يضبطها، أعتقد أنَّ تحرّك الغرائز ليس خطية!
    وأعتقد أيضاً أنَّ ضبطها هو فضيلة وليس رذيلة كما يتوهم البعض!!

    ولكن إن قال " نعم " ، فحتى لو لم يستطع سرقتها، فهو قد سقط في خطية السرقة!
    ولهذا يقول السيد المسيح: " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ " ( مت27:5،28 )
    نستطيع أن نُحدد الخطية في نقطتين أساسيتين:

    - السقوط الفعـليّ في الخطية.
    - الرغبة الحقيقية في السقوط.

    ونحن بصدد الحديث عن فحص الذات، ينبغي لنا أن نوضح أنَّ تبرير الذات في كل المواقف يلغي مسئولية الإنسان الكاملة عن أفعاله وهذا ضد المنطق!!
    ولهذا يقول القديس مرقس الناسك:
    " أعلم يقيناً أننا نتعرّض معاً، أنت وأنا، لخواطر مضادة للطبيعة، وننقاد للخطأ بسبب الجهالة، ولهذا نلوم الآخرين من أجل خطايانا الخاصة قائلين إنَّ الشر يأتينا من الخارج، فنأتي باللوم يوماً على آدم، ويوماً على الشيطان، ويوماً آخر على الناس، مع أننا في الحقيقة نحن الذين نصنع القتال لأنفسنا بأنفسنا ".

    هذا التبرير الخاطئ وقع فيه آدم عندما ألقى على حواء بالمسئولية
    " الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا رَفِيقَةً لِي هِيَ الَّتِي أَطْعَمَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ " (تك17:3)، وحواء ألقت بالمسئولية على الحية
    " أَغْوَتْنِي الْحَيَّةُ فَأَكَلْتُ " .
    وماذا نقول عن الذي يُغطّي على خطيته ليس بتبرير نفسه، بل بأُكذوبة!!
    إنَّها محاولات فاشلة، وغير مجدية، ولا تقود إلى أي تقدم،
    وهى في الحقيقة تدل على ضعف الإنسان، وقلة ذكائه..

    2- الاعتراف
    إنَّ الله الذي خلقنا يعرف ضعفنا ولهذا أعطانا سر عظيم ألا وهو:
    " سر التوبة والاعتراف "، الذي من خلاله نستطيع أن نتطهّر من جديد:
    " إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ، إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ " (إش18:1).

    والعجيب في بني البشر، أنَّهم يذهبون للأطباء النفسيين، ويحكون لهم أعمق أسرارهم ويدفعون لهم أموالاً طائلة،
    أمَّا الكاهن الذي يهبهم المصالحة مجاناًً يترددون في الذهاب إليه،
    ومنهم من يخشى أن يُبيح له بمشاكله الحسّاسة التي تؤرقه..!!
    إذا صمت الإنسان فمن المؤكد أنَّ مشاكله سوف تبقى مبهمة ولن تُحل، وسيظل يعاني من الشعور بالكبت،
    الذي يؤدّي إلى خراب الشخصية إن لم يكن تدميرها.. ألم يقل سليمان الحكيم:
    " حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ " (أم14:11).
    هنا يظهر دور الاعتراف بصدق، ليس كوسيلة لإخراج كل ما في الأعماق من رواسب فقط، بل وراحة الإنسان أيضاً،
    فإننا لا يمكن أن نشعر بالرضى عن أنفسنا بينما نحن نعصى وصايا الله بملء إرادتنا وكامل حريتنا،
    فالخطية تولّد الشعور بالذنب، وإدانة الذات، والاكتئاب، وفقدان التقدير الذاتيّ..
    لهذا يجب أن نتخلّص من عبء الخطية الثقيل إن كنَّا نريد الاستقرار.
    ولا تنسى أنَّك من خلال كلامك وحركاتك... يستطيع أب الاعتراف أن يعرف أشياء كثيرة عنك،
    ففي جو يسوده العفوية في التعبير يسمح الإنسان لرغباته المكبوتة بالظهور من جديد!
    وهل نُنكر أنَّ الإنسان لا يستطيع أن يكفي نفسه بنفسه؟
    ولهذا فهو يحتاج إلى الآخر ليقوّيه ويحل مشاكله..
    ولكننا نؤكد أنَّ الاعتراف لن يأتي بثماره، إلاَّ إذا كان نابعاً من توبة صادقة،
    ففرعون قال لموسى وهرون:
    " أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمَا وَإِلَيْكُمَا ! " (خر16:10)،
    ومع ذلك هلك في البحر الأحمر، والسبب: إنَّ قلبه لم يكن تائباً!!
    في حين أنَّ مُعلّمنا داود النبيّ الذي زنى وقتل.. ما أن واجهه ناثان النبيّ بخطيته،
    حتى قال: " قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ، فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: الرَّبُّ أَيْضا ًقَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ لاَ تَمُوتُ " (2صم13:12).
    ومن هذه القصة نتعلم أنَّ مواجهة الخاطيء - في حالات كثيرة - تكون هى الحل الوحيد ليعدل عن طريقه ويقدم توبة صادقة،
    يستطيع من خلالها أن يعود إلى أحضان الله مرَّة ثانية.

    3- مسامحة النفس
    يقول الله على فم إرميا النبيّ:
    " أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ " (إر34:31)،
    فحيث التوبة هناك الغفران، ولكن لو أنك لم تسامح نفسك،
    فسوف تظل إلى الأبد تعاني من الشعور بالذنب..
    ألم يُحذّرنا السيد المسيح من خطورة النظرة إلى الوراء بقوله:
    " لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ " (لو9: 62)،
    وها مُعلمنا بولس الرسول يقول:
    " لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ " (في3: 13).
    والحق إنَّ كل من يحيا في دائرة الماضيّ العقيم، هو كمن يحمل خنجر يطعن به ظهره، ونحن لا نُنكر أنَّ الماضيّ لا يمكن أن يموت،
    ولكنَّه قابل للتشكيل، ويستطيع كل إنسان أن يفهمه بأُسلوب جديد،
    وإلاَّ ما هى قيمة التوبة؟!
    وما هو منفعة الغفران؟!
    إذن حاول أن تتخطى المناطق المُظلمة في حياتك، وافتح نوافذ قلبك لكي تستنشق هواءً جديداً نقياً،
    وتطلّع إلى السماء حيث الله فاتحاً ذراعيه لاستقبالك، وناظراً إليك بعيني الرحمة والحب.. وانظر إلى وجوه المارة وعابري الطريق..
    واسأل نفسك عن سبب عدم تمتّعك بالحياة مثلهم!!
    أليسوا هم أُناساً مثلك؟!
    هل أعطاهم الله شيئاً لم يُعطه لك؟!
    انظروا إلى قايين بعدما قتل هابيل، هل وثق في غفران الله؟
    أعتقد لو أنَّه قد وثق في محبة الله وغفرانه لسامح نفسه،
    وما كان ممكناً أن يتملّكه اليأس بهذه الصورة المروّعة كالشبح يريد إهلاكه!
    ويترك الشيطان يغويه ويتلاعب به، وينقض عليه ويجرّه كما يجر النسر فريسته،
    ولم يسترح حتى مزقه!

    4-الواقعية
    ونقصد بها معرفة الإنسان حقيقة نفسه، فأنت إنسان، إذن هناك ضعفات وسلبيات كثيرة مختبئة في قلبك،
    لأنَّ في داخلك يتعانق النور والظلام، الخير والشر، وهل تُنكر أنَّك وُلدت وفى داخلك تحمل جُرثومة الخطية،
    فإن فكّرت أنَّك صرت ملاكاً!
    فتأكد أنَّك قد انقلبت دون أن تدري شيطاناً!
    هذه النظرة الواقعية تقربنا من الله، لأنَّها تجعلنا نُدرك أننا بشر ضعفاء،
    في حاجة إلى قوة أُخرى لها قدرات متناهية.. لتسد ما فينا من ضعفات،
    وتُعالج ما في شخصياتنا من سلبيات..
    كما أنَّ الواقعية تجعلك أيضاً تنظر إلى أعماقي وما فيها من أنوار، فالظلمات وإن كانت تُغطي حياتي،
    إلاَّ أنَّ هناك أنواراً لا يجب أن تظل مختبئة داخلي، فافتح باب قلبك على مصراعيه،
    ولا تخشى أن تنظر فيه لتتمتع بثرواته التي ربَّما تتحوّل في يوم ما إلى كنوز ثمينة تُغنيك وتغنى كثيرين معك!
    والحق إنَّ إيمانك بنفسك وبقدراتك، هو جزء من إيمانك بالله،
    الذي أعطاك هذه المواهب، فإن آمنت خرج الصفيح من داخل قلبك ذهباً،
    لذلك يجب ألاَّ تضحك كما ضحكت سارة قائلة:
    " أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ ! " (تك 18: 12)،
    وتذكّر قول المسيح لمرثا:
    " أَلَمْ أَقُلْ لَكِ إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟ " (يو40:11).

    5-الاستنارة
    كثيراً ما نضل!
    لماذا؟ لأننا لا نعرف ما هو الصواب والخطأ!
    ويبقى السؤال الحائر: لماذا أعطانا الله الوصية؟!
    أليس لكي تُنير لنا الطريق؟ ألم يقل داود النبيّ:
    " سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي " (مز119: 105).
    إنَّ كلمة الله تكشف لنا الأماكن المُلوَّثة، التي هى في حاجة إلى نظافة، وتُعيننا على تنظيفها بكل دقة،
    فكثيرون يعتبرون البُغضة ليست خطية، إن كرهوا من يكرههم أو أذنبوا في حقهم..
    في حين أنَّ الكتاب المقدس اعتبرها جريمة كالقتل:
    " كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ " (1يو3: 15).
    والآباء الذين يُداعبون أولادهم بطريقة سيئة خالية من الوقار والأدب، ولا يرون الشتيمة دنساً،
    نُذكّرهم بقول السيد المسيح:
    " إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ الدِّينِ، لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ " (مت36:12،37)،
    وقول مُعلّمنا بولس الرسول:
    " وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ وَلاَ الْقَبَاحَةُ وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ " (أف3:5،4).
    ويدخل في نطاق الاستنارة، فكر الآباء والأمَّهات والمجتمع ورجال الدين..
    فيجب أن يكون الآباء والأُمهات لديهم دراية بمراحل النمو المختلفة لكي يُساعدوا أولادهم على تخطي كل مرحلة بسلام،
    ويقتنعون أنَّ عنفهم وتشدّدهم وعقابهم الزائد.. كثيراً ما يولّد لدى الأطفال شعوراً بالذنب، كما يجب أن يعرفوا أنَّ التربية ليست طعاماً فقط،
    فمجرد تهيئة مناخ روحيّ عن طريق الصلاة وقراءة الكتاب المقدس وسير الأنبياء والقديسين.. لهو كفيل بأن يخلق في الإنسان شخصية سوية،
    تدفعه إلأى النجاح، وتقوده إلى الاستقرار.
    وإن قلتَ: إنَّ معظم الناس لا يقرأون، ولا يعرفون التعاليم الدينية.. لقلت: هذه حقيقة،
    ولكنهم يستطيعوا أن يذهبوا بالأطفال إلى الكنيسة وهى كفيلة بتعليمهم وتربيتهم روحياً وأخلاقياً..
    هنا أتذكّر قصة سيدة مُسنَّة قالت لي مرَّة:
    لقد مات زوجي في بداية حياتنا الزوجية، وترك لي ابنة لم يتجاوز عمرها بضع سنوات، فكرَّست حياتي لخدمتها،
    ولم يكن لي هدف سوى تربيتها أحسن تربية، ولأنَّ التربية بعيداً عن وصايا المسيح لا قيمة لها، لذلك كنت أذهب بها إلى الكنيسة،
    وأنتظرها حتى تنتهي مدارس الأحد ثم أعود بها إلى المنزل.
    كما أنَّ الناس يجب أن يكون لديهم رسوخاً في القيم والمبادىء الأخلاقية.. لأنَّ ثقافة المجتمع لها دوراً هاماً، في توفير الأمان للناس،
    فإذا اختلت الثقافة ساد القلق وعمّت الفوضى.. وهذا ما نراه اليوم واضحاً!
    إنَّ أصعب عادات المجتمعات الشرقية، هو التدخل في شئون الغير،
    والتحدّث عنهم في اجتماعاتهم في غيابهم، والتحكّم في قراراتهم ومصائرهم، والعمل على إخضاعهم..
    ولهذا يجب عليك أن تسأل نفسك بين الحين والآخر:
    ما هو موقفك من هذا الشخص الذي ارتكب خطية؟
    ما هو شعورك عندما يتوب؟
    هل تُغيّر نظرتك له؟
    أم تظل تحكم عليه حكماً مؤبداً؟
    أتتذكرون موقف يسوع مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، لقد كانت مُخطئة، وربَّما كانت تشعر بالذنب، ولكن يسوع لم يكن مثل الآخرين،
    الذين أرادوا أن يُشهّروا بها، ولكنَّه تكلّم معها برفق وقال لها لا تُخطئي مرَّة أُخرى وقد استطاع بذلك أن يضمّها إلى حظيرة الإيمان!!
    وقد يظن البعض أنَّ السيد المسيح خالف الوصية، التي تأمر برجم الزناة:
    " فَأَخْرِجْ ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ تِلكَ المَرْأَةَ الذِي فَعَل ذَلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلى أَبْوَابِكَ الرَّجُل أَوِ المَرْأَةَ وَارْجُمْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ " (تث5:17)،
    وهم في هذا مُخطئون! لأنَّ الوصية تقول:
    " تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ " (مت16:18)،
    ولكن عندما قال السيد المسيح:
    " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ! " (يو7:8)،
    انصرفوا جميعاً ولم يوجد واحد يشهد عليها.
    أمَّا رجال الدين فيجب عليهم توضيح المبادىء الروحية السليمة والقيم الأخلاقية النبيلة.. والعمل على نشرها بين الناس،
    ومساعدة المؤمنين على فهم الحياة الصحيحة مع الله، وأنَّه في كل وقت مستعد أن يغفر لنا عندما نتوب، لأنَّ الله
    " يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ " (اتي4:2).
    قد يكون من المفيد تشجيع الناس على فحص توقّعاتهم ومقاييسهم الشخصية عن الصواب والخطأ، وتوضيح الفرق بين الشعور بالذنب وبين الحزن البنّاء،
    كما أنَّ مشاعر الذنب ليست كلها سلبية، فهي أحياناً تُحفّزنا على الاعتراف بالخطية وتقودنا إلى تغيير أفضل،
    أمَّا إذا استمرت هذه المشاعر، فما أسهل أن تُسبب لنا الأذى،
    ولهذا فإنَّ مشاعر الذنب المؤذية، هي التي يجب علينا أن نتجنبها.
    كما يجب التأكيد على أنَّ العمل بالوصايا الإلهية، يقود الإنسان إلى السلام الروحيّ والاستقرار النفسيّ، ولا ينبغي أن نقلل من خطورتها الخطية،
    فبسبب الخطية أغرق الله العالم بماء الطوفان، وأنزل من السماء ناراً وكبريتاً أحرقت سدوم وعمورة..
    ولكن في المُقابل لا يجب أن نتّخذ موقف المثالية المُطلقة!!
    فنحن جميعاً تحت الآلام، ومرات كثيرة اختبرنا مرارة السقوط وآلام الفشل،
    ألم يقل معلمنا داود النبيّ:
    " الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعا ًفَسَدُوا لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ " (مز3:14).

    مواقف كثيرة وطرق متعددة.. يمكن أن نتّخذها مع كل من يعاني شعوراً بالذنب،
    ولكننا نتفق أنَّ التعامل مع هؤلاء وغيرهم من البشر..
    يجب أن يكون من مُنطلق الحُب، فيجب أن نُحِب الشرير كإنسان في الوقت الذي نُبغض فيه الشر الذي يرتكبه،
    وإن كنَّا نكره الخطية إلاّ أننا يجب أن نُحِب الخطاة، هكذا عاش المسيح وهكذا علّمنا
    وكما يقول القديس يوحنا القصير:
    أخي أخطأ اليوم وقد يتوب غداُ، وأمَّا أنا فقد أُخطيء غداً ولا أتوب!
    بارك حياتنا يا الله بحسب مشيئتك
    بارك اسرنا بارك لاعنينا بارك يسيئ الينا بارك جميع محبي بيتك
    لان كل شيئ بإرادتك لا بإرادة الانسان
    جعلتنا نقوم ولا نعود للآئام ولا نحتقر الانسان
    بل نقول الله أعطانا المصالحة والبسنا جسد يسوع باستمرار
    وقلب سيدة البشارة هو اليوم عنواننا
    يا قلب سيدة البشارة صلي لأجلنا
    يا مار يوسف صلي لأجل عائلاتنا


    Comment


    • #3
      رد: تاب أغصان الشر ""للراهب القس كاراس المُحرَّقيّ

      إنَّ الله الذي خلقنا يعرف ضعفنا ولهذا أعطانا سر عظيم ألا وهو:
      " سر التوبة والاعتراف "، الذي من خلاله نستطيع أن نتطهّر من جديد:
      " إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ، إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ " (إش18:1).

      والعجيب في بني البشر، أنَّهم يذهبون للأطباء النفسيين، ويحكون لهم أعمق أسرارهم ويدفعون لهم أموالاً طائلة،
      أمَّا الكاهن الذي يهبهم المصالحة مجاناًً يترددون في الذهاب إليه،
      ومنهم من يخشى أن يُبيح له بمشاكله الحسّاسة التي تؤرقه..!!
      إذا صمت الإنسان فمن المؤكد أنَّ مشاكله سوف تبقى مبهمة ولن تُحل، وسيظل يعاني من الشعور بالكبت،
      الذي يؤدّي إلى خراب الشخصية إن لم يكن تدميرها.. ألم يقل سليمان الحكيم:
      " حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ " (أم14:11).
      هنا يظهر دور الاعتراف بصدق، ليس كوسيلة لإخراج كل ما في الأعماق من رواسب فقط، بل وراحة الإنسان أيضاً،
      فإننا لا يمكن أن نشعر بالرضى عن أنفسنا بينما نحن نعصى وصايا الله بملء إرادتنا وكامل حريتنا،
      فالخطية تولّد الشعور بالذنب، وإدانة الذات، والاكتئاب، وفقدان التقدير الذاتيّ..
      لهذا يجب أن نتخلّص من عبء الخطية الثقيل إن كنَّا نريد الاستقرار.
      ولا تنسى أنَّك من خلال كلامك وحركاتك... يستطيع أب الاعتراف أن يعرف أشياء كثيرة عنك،
      ففي جو يسوده العفوية في التعبير يسمح الإنسان لرغباته المكبوتة بالظهور من جديد!
      وهل نُنكر أنَّ الإنسان لا يستطيع أن يكفي نفسه بنفسه؟
      ولهذا فهو يحتاج إلى الآخر ليقوّيه ويحل مشاكله..
      ولكننا نؤكد أنَّ الاعتراف لن يأتي بثماره، إلاَّ إذا كان نابعاً من توبة صادقة،
      ففرعون قال لموسى وهرون:
      " أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمَا وَإِلَيْكُمَا ! " (خر16:10)،
      ومع ذلك هلك في البحر الأحمر، والسبب: إنَّ قلبه لم يكن تائباً!!
      في حين أنَّ مُعلّمنا داود النبيّ الذي زنى وقتل.. ما أن واجهه ناثان النبيّ بخطيته،
      حتى قال: " قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ، فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: الرَّبُّ أَيْضا ًقَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ لاَ تَمُوتُ " (2صم13:12).
      ومن هذه القصة نتعلم أنَّ مواجهة الخاطيء - في حالات كثيرة - تكون هى الحل الوحيد ليعدل عن طريقه ويقدم توبة صادقة،
      يستطيع من خلالها أن يعود إلى أحضان الله مرَّة ثانية.
      بارك حياتنا يا الله بحسب مشيئتك
      بارك اسرنا بارك لاعنينا بارك يسيئ الينا بارك جميع محبي بيتك
      لان كل شيئ بإرادتك لا بإرادة الانسان
      جعلتنا نقوم ولا نعود للآئام ولا نحتقر الانسان
      بل نقول الله أعطانا المصالحة والبسنا جسد يسوع باستمرار
      وقلب سيدة البشارة هو اليوم عنواننا
      يا قلب سيدة البشارة صلي لأجلنا
      يا مار يوسف صلي لأجل عائلاتنا


      Comment

      Working...
      X