• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

أقوال القديس أغسطينوس

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أقوال القديس أغسطينوس

    أقوال القديس أغسطينوس

    1-
    الله فردوس نفسي: بما أتكلم؟

    إلهي.. ترى أين أجد لساناً يقدر أن يعبر عن المجد اللائق بك
    من أجل نعمك المجانية؟!
    خلقتني لم أكن وأوجدتني بإرادتك ومن قبل أن أوجد كان لك المجد اللائق بعظمتك.
    إلهي..أنت بذاتك هو المجد الحقيقي فليس لي إذاً أن أدعوا خليقتك لتخبر بعظائمك.
    القلب يصغر عن أن يحوي عظائمك والنطق يعجز عن أن يحدها والسمع لا يقدر أن يدركها..
    هذه كلها تفني، أما عظائمك فباقية إلي الأبد..
    الفكر له بدايته ونهايته والصوت لا يلبث أن يتبدد صداه تسمعه
    الأذن ثم لا يلبث أن ينتهي، أما عظمتك فباقية إلي الأبد.
    ترى من يقدر أن يسبحك ويمجدك كما يليق بعظمتك؟! لذلك أعود فأكرر أن مجدك دائم لا يتغير...
    أيها المجد الأبدي يا الله إلهي، ينبوع كل مجد راسخ، بدونك
    أعجز عن أن أمجدك لأن خارجاً عنك ليس إلا المجد الباطل.


    2-
    أسرع إليك فأمجدك يا الله


    حقيقة من أنا حتى أرفع اسمك؟! أنا لست تراباً ورماداً كلباً ميتاً ونتناً دودة حقيرة جثة هامدة قابلة للفساد..

    نعم من أنا حتى أمجدك أيها السيد الفائق الملك الأبدي الله الذي نسمة فمه أفضل آلاف المرات من الكائنات الأرضية.

    فهل للظلمة أن تمجد النور، أم الموت يسبح الحياة؟..!
    يا الله إلهي، تمجد أنت بحسب قدرتك ولا نهائية حكمتك واتساع حنانك.
    تمجد في رحمتك الحقيقية، وعطفك اللانهائي، وكمالك الأبدي
    وعظم لاهوتك.


    تمجد في جلال قدرتك الفائق ومحبتك المترفقة التي دفعتك
    لخلقتنا يا الله إلهي، يا حياة قلبي.




    3-


    الله خلق الكل لأجلي

    إلهي.. لقد أخضعت كل شيء تحت قدمي الإنسان حتى يمكنه أن يتكرس بكليته لك، لهذا لم تقم عليه سيداً غيرك بل جعلته
    هو سيداً على خليقتك.

    خلقت كل شيء من أجل جسده، وأوجدت جسده من أجل روحه وروحة من أجلك أنت!!
    لهذا يلزمنا أن نركز فكرنا فيك ونصب حبنا كله لك فيتحقق هدفنا بفرحنا بك أنت مصدر صلاحنا كما يلزمنا ألا نستخدم الخليقة إلا في خدمتك...
    هل ستقدم لنفوسنا أقل مما قدمته لأجسادنا... ؟!

    فمن أجل العينين أشرقت بالنور من السماء على الأرض خالقاً
    الشمس والقمر كخادمين لا يتعبان..الأول ينير لأولادك نهاراً والثاني يضيء لهم ليلاً.


    لأجل تنفسه حوطته بالهواء النقي.. لأجل أذنيه خلقت له الأنغام المختلفة.. لأجل حاسة الشم أوجدت الروائح العطرية..لأجل حاسة التذوق أوجدت له أشهي الأطعمة..لأجل حاسة اللمس أوجدت المادة المحيطة به..ولكي تعينه في أعمالة..أوجدت له الحيوانات التي تخدمه وطيور السماء وثمار الأرض..تبعث لنا هذه الأرض الأدوية لتشفي أمراض جسدي فليس مرض ليس له علاج!! كم أنت طيب يا إلهي!! كم أنت رؤوف!..!

    تعرف جسدي معرفة جيده لأنك أنت جابلة، ونحن نعتمد عليك كما يعتمد الإناء على يدي الفخاري.





    من له يسوع , له الحياة.
    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.



  • #2
    رد: أقوال القديس أغسطينوس


    4-

    آدم والعشق الإلهي




    آدم والفردوس:

    الله حب..وفي حبه خلق النفس نسمة صادرة منه، قادرة أن تحب لا
    بحكم طبيعتها الذاتية بل لارتباطها بالله الحب المطلق.


    إنها صورة الثالوث الأقدس وعلى مثاله تنجذب إلي الله وتتوق إليه
    وتشبع منه.


    علاقة الله بالإنسان أو العكس لا تقف عند مجرد علاقة عبد بسيد أو
    تمثال بصانعه أو خليقة جامدة بإله قوي جبار..
    إنما هي أعمق وأعمق، هي علاقة حب متبادل، أو قل عشق بين
    حبيبين أحدهم صورة أو ظل والآخر هو الأصل.


    فبين الإنسان وبقية المخلوقات فارق. فالله لم يخلق الإنسان كبقية المخلوقات الأرضية التي يقف عملها عند مجرد الطاعة الكاملة متعبدة له بخضوع طبيعي مطلق لا تقدر أن تنحرف عنه ليس لها أن تقبل أو ترفض..
    وفي هذا تكشف عن جمال الله وقدرته وحكمته..إنما هي علاقة انجذاب للصورة نحو الأصل عبادة حب متبادل يسر الأصل بالصورة ويتبناها وتتقبل الصورة مسرة الأصل وتفرح به بإرادتها.
    خلق الله الإنسان لا لاحتياجه إليه أو إلي عبادته فإن الله لا يحتاج حتى إلي الملائكة وكل الطغمات السمائية التي تتوق دوماً أن تخدمه بمسرة!!

    إنما خلق الإنسان على صورته ومثاله، يلذ به لما فيه من انعكاس لانطباعات الله قبل أن يفسدها الإنسان.
    فالله يحب، والإنسان يقبل الحب...
    الله يعطي، ولإنسان يتقبل الحب...
    الله يهتم، والإنسان يدرك اهتمام الله...
    ما أجهل أولئك الذين يتصورون الله إلهاً عظيماً جباراً يجلس على عرش عال مرتفع، بمنأى عن الناس وشئونهم، لا يهتم بسعادتها أو شقائهم... يتصورون الله كما تصور أرسطو..أنه حرك العالم وأوجده ولم يعد بعد ما يربطه به فقد قيل :
    "إن الله عند أرسطو يشبه قائداً وقف كالتمثال اعتزازاً بكرامته وكأن
    هناك عساكر من خشب أخذت تحاكيه على قدر استطاعتها فتنظمت
    جيشاً حقيقياً".


    الله لم يخلق الإنسان ليقف متفرجاً عليه. ولا لكي يخيفه ويرعبه طالباً منه تقديم ذبائح وتقدمات ترضيه وإلا نفث فيه غضبه..كما يحسب الوثنيون. إنما هو حب يعشق محبوبيه..

    والآن ماذا قدم الحب لمحبوبيه؟!!
    + قدم لهم فردوساً لإشباع حاجات الجسد، وقدم نفسه فردوساً
    للنفس، كما أعطي للإنسان كرامة.


    + ووهبهم وصية حب.
    + ودبر لهم خلاصاً عند سقوطهم!..!
    + يقول غالبية البشر: ماذا؟ هل يفكر الله في الآن حتى يعرف ما
    أصنعه في منزلي؟! هل يهم الله ما أريد أن أفعله وأنا على سريري؟!!



    "افهموا أيها البلداء في، أنهب، ويا جهلاء متى تعقلون "مز8:94 "
    فإنك كرجل من شأنك أن تعرف كل ما يدور في بيتك وأن يصل إلي علمك كل أفعال خدمك وأقوالهم. أفما تظن أن لله عمل كهذا، أنهه يخلصك؟!!



    + إلهي..إنني إذ تأمل في ضميري، أراك ناظراً نحوي دائماً، ومتنبهاً
    إلي نهاراً وليلاً بجهد عظيم حتى كأنه لا يوجد في السماء ولا على
    الأرض خليقة سواه.


    + أنت الذي ترفرف بعنايتك حول كل البشر، من يوم ولادتهم إلى يوم وفاتهم... مراحمك يا ألهي وحنوك يشملان خليقتك كلها، إذ أنك لا ترفض عمل يديك...

    + عيناك منجذبتان نحو خطوات البشر...


    إذ أنت مهتم بك خليقتك، لا تحرم واحداً من جبلة يديك عن فيض حبك!!

    أنت بنفسك تهتم بخطواتي وطرقي ليلاً ونهاراً تسهر لرعايتي، تلاحظ كل سبلي لا تكف عن الاهتمام بي حتى ليمكنني أن أقول:
    أنك تنسي السماء والأرض وما فيهما، مركزاً اهتمامك على فتبدو كمن لا يهتم بخليقة سواي!!


    نور عينيك السرمدي ينصب بكماله نحوي..ومع ذلك فهو ليس بغير
    موجود بالنسبة لغيري، إذ لا يضعف نورك قط باحتضانه الخليقة
    غير المحصية.


    نظرك كامل في قدرته ليس شيء يقدر أن يفقده شيئاً من قوته يبقي
    رغم اتساع مداه كما هو كماله، لا تخور قوته ولا يضعف صلاحه...


    نظرك كامل، يتطلع إلي الكل دفعه واحدة... لا يمس سرمدية طبيعته انقسام أو تغيير أو نقص...

    أنت تحتضن وجودي برعايتك إياي رعاية كاملة دفعه واحده،
    وتحتضنني على الدوام، كأنك لا تتطلع إلي أخر سواي!!


    تسهر على، وكأنك قد نسيت الخليقة كلها.
    تهبني عطاياك، وكأني وحدي موضوع حبك.
    بصلاح حلولك الدائم في كل مكان، تسرع إلي دوماً بمعونتك متى
    وجدتني متأهلاً لقبول عونك..



    إلهي..حيثما أكون أجدك أمامي لأنك حال في كل مكان وبنعمة حلولك
    هذا أتقابل معك أينما أكون حتى لا اهلك لأنه بدونك ليس لي وجود.


    إنني أعترف لك إذاً أن كل أعمالي أيا كانت طبيعتها فإنها مكشوفة قدامك تتطلع إليها أكثر منى وتعرف فاعلها.
    إنه لا يوجد قط شيء أنت لا تعرفه.. أفكاري ومقاصدي وأفراحي. وأعمالي..ليس شيء من هذا غير مطروح أمام اهتمامك الأبدي.

    إلهي..أنت تعرف أفكاري في أعماق غموضها.
    إلهي.. أنت لا تجهل جانباً ما من جوانب روحي. أنت تعرف هدف
    أعمالي وما يجول بذهني وطبيعة مسراتي..عيناك تترقبان هذا كله
    وأذناك تنصتان إليه.


    من له يسوع , له الحياة.
    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


    Comment


    • #3
      رد: أقوال القديس أغسطينوس

      5 -
      الله فردوس النفس ومركزها


      تحدث بولس الرسول إلي الأثنين عن الله قائلاً:
      "الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه "

      هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة
      بالأيادي ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلي شيء.
      إذ هو يعطي الجميع حياة ونفساً وكل شيء...
      أنه عن كل واحد منا
      ليس بعيداً "لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد "أع28:22:17".

      + فالله ليس ببعيد عن نفوسنا بل هو مركزها! إن كانت السماء والأرض لا تسعانه لكنه يقبل النفس البشرية التي هي على صورته ومثاله عرشاً له. وهي أيضاً تمتلئ به وتستريح!


      إنه يطلب القلب "أم26:23 "وإذ تقدمه النفس للرب تراه سريراً
      صغيراً "نش1:3 "فيوسعه الرب:أش8:57 "لكنه لا يحتمل معه
      عريساً أخر..

      فالقلب راحته في الرب وحده وشبعه يكمن فيه لأنه سماوي ولا يمتلئ إلا بذاك السماوي...

      وكما أن الخاتم الذي يصنع خصيصاً ليوضع فيه حجر كريم مثلث الشكل لا يقبل غيره هكذا النفس لا تسعد إلا بالثالوث الأقدس.

      لهذا نقول أنه من غير الخطية ما كانت حاجة إلي وصية المحبة إذ
      النفس بطبيعتها تنجذب نحو الله كما ينجذب حجر ثقيل نحو الأرض طبيعياً بفعل الجاذبية الأرضية..

      أما وقد دخلت الخطيئة إلي القلب فقد صارت هناك حاجة إلي تنقية
      القلب بعمل دم يسوع وتقديس الروح... مع وصية المحبة .

      لقد صارت هناك حاجة إلي أن يعرف الإنسان أن الله مركز حياته و
      سعادته، فيه كل شبع النفس وراحتها.. هذا الأمر الذي ما كان لآدم أن يسمع عنه، لأنه يعرفه طبيعيا.

      أما الآن بعد السقوط فلا يكف الله عن أن يوبخ جهلنا معلناً حقيقته قائلاَ "لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آباراً آباراً مشققة لا تضبط ماء "أر2.

      وجاء رب المجد يسوع ينادينا : "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم "مت28:11".


      من له يسوع , له الحياة.
      الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


      Comment


      • #4
        رد: أقوال القديس أغسطينوس


        6-

        إن الله كل حياتي


        + إلهي.. ليتني أعرفك، يا من أنت تعرفني. ليتني أعرفك يا قوة نفسي!! أكشف لي عن ذاتك، يا معزي نفسي..! ليتني أعاينك يا ضياء عيناي..! أسرع يا بهجة نفسي لأتأمل فيك يا سرور قلبي..! ألهمني حبك، فأنت هو حياتي..! لا تترك أحضاني، أيها العريس السمائي، فعند حلولك ينتاب كياني كله داخلي وخارجي.
        نشوة فائقة علوية!

        هبني ذاتك أيها الملكوت الأبدي حتى أتمتع بك أيها الحياة المبارك يا تهليل نفسي غير المدرك..! نعم. أعني أحبك. فأنت هو إلهي. أنت حامي. أنت حصني المنيع. أنت رجائي العذب في وسط ضيقاتي..

        + لألتصق بك، فأنت هو الخير وحده، و بدونك ليس للخير وجود لتكن أنت سعادتي، يا كلى الصلاح..!افتح أعماق أذني، فأسمعك أيها الكلمة الإلهي، يا من يخترق نفسي كسيف ذي حدين..!

        أه! يا إلهي!! أرعد من سماك بصوتك القوي "مز13:11 "!! ليزأر البحر وكل أمواجه لتتزلزل الأرض وليرتعب كل ما عليها أنزل عليهما بالصواعق فيتبدد كل شيء فيهما. وفي النهاية اكشف لأذني أعماق المياه وأسس المسكونة "مز15:18 "! أيها النور غير المنظور هب لي عينان تستطيعان معاينتك! يا رائحة الحياة الإلهي هب لي حاسة جديدة للشم تجذبني نحو رائحة أطيابك الذكية..!.

        ربي..نقي في حاسة التذوق حتى تقدر أن تتذوقك وتتعرف عليك وتكتشف غني لذتك المذخرة لكل من يرتشف رحيق محبتك..!

        هب لي قلباً لا ينبض إلا بحبك، ونفساً تعشقك، وروحاً أميناً لذكراك، وفكراً يدرك غور أسرارك وعقلا يستريح فيك ويتحد بحكمتك المحيية دائماً، ويعرف كيف يحبك بتقوى أيها الحب المذخر فيك كل حكمة! أيها الحياة، لمجدك يحيا كل مخلوق.

        لقد وهبتني الحياة وفيك حياتي. بك أحيا، و بدونك أموت..! بك أقوم، و بدونك أهلك..! بك أمتلئ فرحاً، و بدونك أهلك حزناً! ... أنت هو الحياة مصدر الحياة ليس شيء يوازي وداعتك وجمالك..! أتوسل إليك:أخبرني أين أنت؟! أين ألقاك، فأختفي فيك بالكلية ولا أوجد إلا فيك ! أه! أسرع وأجعل من نفسي مسكناً لك، ومن قلبي مستقراً!!

        تعالى فإني مريض حباً. بعدي عنك موت لي وذكرك يحي نفسي..! رائحتك تعيد لي قوتي، وذكراك يخفف آلامي ظهورك شبع لي "مز10:17 "!

        إن كل من يعرفك يحبك! ينسي نفسه! يحبك أكثر من ذاته! يترك نفسه وينجذب إليك لينهل لذاتة الإتحاد بك!

        سيدي.. إن كنت لم أحبك كما ينبغي، فذلك لأنني لم أعرفك بعد جيداً فقلة معرفتي جعلت حبي لك فاتراً وفرحي الذي أتمتع به فيك ضعيفاً! ويحي!! فأنه بعبوديتي للمغريات الخارجية، أنشغل عنك أيها السعادة الكامنة في داخلي، وأحرم منك، وأذهب لكي أرتبط برباطات دنسة مع أباطيل العالم!!

        هوذا في بؤسي القلب الذي لك وحدك أن تمتلكه بكل عواطفه وأحاسيسه وتضحياته قد وهبته أنا للأمور الباطلة فصرت باطلاً بحبي للباطل! لهذا لم تعد بعد أنت فرحي بل تركتك واندفعت أجري وراء محبة العالم الخارجي! مع أنك لا ترتاح إلا في أعماق نفسي!

        أنا أريد التلذذ بأعمال الجسد وأنت تود الابتهاج بروحي! أنا بأعمال الجسد أملأ قلبي واشغل بها ذهني وأجعلها محور حديثي، أما أنت يا ألهي فتحيا في النفس غير المحسوسة الخالدة!! أنت تملك السماء وأنا أزحف على الأرض! أنت تعشق الأعالي، وأنا أطلب السفليات.

        أنت تشغلك السماويات وأنا غارق في الأرضيات. ترى متى تتقابل مثل هذه الميول المتعارضة؟!

        + إلهي..لقد جعلت نفسي قدرة على أن تسع جلالك غير المحدود لئلا يكون لها شيئاً يقدر أن يملأها سواك!

        + إلهي..إنك صنعتنا لأجلك..لذلك يبقي قلبنا مضطرباً قلقاً عديم الراحة على الدوام حتى يستريح بك!

        + إلهي..إن النفس البشرية هي جبلة يديك..أوجدتها نفساً مفكرة، عاقلة، روحية، خالدة، دائمة الحيوية. وإذ لم يعد سرورها كامناً في جمال وجهك كرستها بمعموديتك لكي تسع جلالك..ولا يستطيع أحد أن يملأها سواك! عندما تقتنيك تشبع كل إلهاماتها ولا شيء من الخارج يقدر أن يشبع رغباتها..! ألست أنت هو الخير الفائق، وكل خير إنما هو مستمد منك؟!

        + القلب الذي لا يبتغيك، ماذا يطلب؟! أيطلب الغني الذي لا يملأ العالم أم ينبغي أشياء مخلوقة..وما هذه الرغبة في الأشياء المخلوقة إلا مجاعة دائمة؟!! من يقتنيها، تبقي نفسه بلا سبع لأنها لا تقدر أن تشبع إلا بك يا إلهي، إذ أنت خلقتها على صورتك..

        أيها الرب إلهي..أيها الفائق القدرة..لقد عرف الآن موضع سرورك إنها النفس المخلوقة على صورتك كشبهك تلك التي لا تطلب غيرك ولا تشتاق إلا إليك!..!


        من له يسوع , له الحياة.
        الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


        Comment


        • #5
          رد: أقوال القديس أغسطينوس



          7-
          عطش النفس إلى الله

          + عطشت إليك نفسي "مز2:63". تأمل كيف عطش داود إلى الله؟..!

          + كل البشر مقتولون عطشاً لكن نادراً من يقول "عطشت إليك نفسي "بل يعطشون إلى العالم...

          + ينبغي علينا أن نتوق إلى الحكمة، يجب علينا أن نشتاق إلى البر..

          + "عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء "مز2:63

          + إن النفس والجسد يعطشان إلى الله..فالنفس يعطها الله خبزها الذي هو كلمة الحق، والجسد يعطه احتياجاته لأن الله خالق كليهما!



          + أه! إنني لن أشبع إلا عندما يتجلي مجدك قدامي!
          نعم يا ألهي فأنت وحدك القادر أن تعيد لي حياتي السعيدة.

          + لك اعترف ببؤسي وذلك عند رحيل اليوم الذي كنت فيه غارقاً بين أباطيل العالم المتعددة محروماً منك أنت موضوع حبي الوحيد ذلك اليوم الذي فيه كانت أشواقي الجسدية مشتتة في المباهج الخادعة.

          + وما أكثر هذه المباهج وعدتني بأمور كثيرة ومع ذلك فهي لم تجلب على سوي الفقر انتقلت من واحده إلي أخري لعل إحداها تقدر أن تشبع نفسي لكنها عجزت إذ لم تكن نفسي تحيا بعد فيك!!

          + حقاً، إن فيك الحسن يا من وحدك سرمدي وسام وكامل على الدوام..!

          + من يقتفي آثارك لن يضل قط! من يصل إليك لا يلحقه يأس! من يمتلكك تشبع كل رغباته!

          + لكن يا لبشاعة بؤسي!! ويحي يا إلهي فإن قلبي يميل إلى الهروب منك الهروب منك أنت أيها الغني الحقيقي والفرح الحقيقي لكي يتبع العالم الذي ليس فيه إلا الحزن والألم.

          + كأنه قريب " كأنه أخي كنت أتمشى.. "مز14:35..

          + عندما نفرح في الصلاة عندما يهدأ فكرنا لا بمقتنيات العالم بل بنور عندئذ تفرح نفوسنا بالله ولا تكون بعيدة عنه لأنه كما يقول "به نحيا ونتحرك ونوجد "أع28:17، وكأنه كأخ وكقريب، كصديق لي!



          + إلهي إني احبك وشوقي هو أن تزداد محبتي لك على الدوام!

          + بالحقيقة أنت أحلى من الشهد وأفضل من اللبن وأكثر ضياء من كل نور الذهب والفضة والأحجار الكريمة لا تقارن بك في داخل قلبي!



          كل مسرات العالم لا تظهر لي إلا كرائحة كريهة وبلا طعم إذ قد تذوقت عذوبتك مرة ورأيت جمال بيتك!


          أيها النار الإلهي، يا من لهيبك لا ينقطع بل دائم الحرارة! أيها الحب الدائم الحرارة، يا من لا تفتر قط!


          أيها الحب الإلهي احتضني! امتلكني بكليتي فالتصق بك تماماً..! ليتني أحبك يا إلهي لأنك أحببتني أولا!


          .... يتبع

          من له يسوع , له الحياة.
          الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


          Comment


          • #6
            رد: أقوال القديس أغسطينوس

            8-
            أن الله نور النفس


            "قال الله ليكن نور فكان نور ورأي الله النور أنه حسن وفصل الله
            بين النور والظلمة "تك3:1.

            + هذه هي أول أعمال الله لأجل الإنسان.

            الله نور الأنوار خلق للإنسان النور الذي به يقدر أن يري ويدرك
            ويتمتع بما تقدمة له الحب الإلهي.

            + هذا النور المخلوق تتمتع به العين المادية لتري الماديات ولكن قلب الإنسان سماوي يتوق أن يري السماويات.
            أنه في حاجة إلي النور الذي به يعاين الله.
            وما هو هذا النور إلا الله ذاته "بنورك يا رب نعاين النور".
            بل أنت وحدك يا نور الأنوار نقدر أن نعاينك أيها النور الحقيقي
            "يو9:1 "!

            + الله نور الأنوار..يعكس نوره على كل من يلتقي به مقدماً ذاته للجميع بغير محاباة..لكن لا يقدر أن يستضيء به إلا الذي يقبله في داخلة ويؤمن بابن الله "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آت في العالم "يو9:1". فالملائكة منيرون يشعون نوراً أينما ظهروا "اع7:12 "وذلك لمجرد وجودهم الدائم في حضرة الله نور الأنوار. والبشر قادرون. بنعمة الله. على التمتع بنور الله. لوقوفهم الدائم في حضرته.

            + ففي العهد القديم مع أنه لم يكن لهم أن يقتنوا النور الحقيقي في داخلهم لكن كان يكفي بالنسبة لهم الوقوف في حضرة الله..

            فموسى النبي إذ بقي "عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة "خر28:34 "عندما نزل من جبل سيناء "لم يعلم أن جلد وجهه يلمع في كلامه معه "خر29:34 "حتى أن هارون وكل الشعب خافوا أن يقتربوا إليه فكان يضع برقعاً على وجهه عند الحديث معهم ينزعه عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه..

            + وإبراهيم أب الآباء سر عظمته الوقوف في حضرة الله فتنعكس انطباعات كمال الله وأنواره عليه منفذاً كلمات الله إليه "سر أمامي وكن كاملاً "وهنا المر "كن كاملاً "تعني حتمية الكمال عند السير أمامه..

            + ويوسف الشاب الصغير الذي لم يكن له كتاباً مقدساً ولا كاهناً ولا مكاناً للعبادة لم يتعلم شيئاً سوي أن يقف في حضرة نور الأنوار لهذا كان قلبه الصغير ملتهباً ناراً مضيئاً بنور عجيب. كافياً أن يحرق أشواق امرأة فوطيفار وان يبدد قدامه قوة الظلمة في قلبها وحيلها وأخاديعها وتهديداتها..

            وإيليا النبي، سر نوره انه وهو واقف في حضرة الملك والناس يقول
            "حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه"..

            ونحميا المسبي كان لنور قلبه أن يبدد الظلمة الأشرار لأنه قد تدرب أن يرفع قلبه إلي حضرة نور الأنوار في كل وقت وفي أي زمان...
            إذ يقول عند إجابته على سؤال الملك "فصليت إلي إله السماء وقلت.. "وكأن كل ما يشغل ذهنه في حضرة الملك هو أن يطلب منه نور الأنوار أن يهبة نعمة..

            + هذه أمثلة من رجال العهد القديم.. الذين استطاعوا قبل إتمام المصالحة على الصليب ولكن على رجاء المصالحة أن يغتصبوا نور الله فتتبدد أمامهم كل ظلمة..إذ لا تقوي الظلمة على النور الحقيقي. فبقدر ما ينعكس النور الحقيقي عليك يعمل الحق فيك بقوة وشجاعة تتعبد بلا خوف ولا خجل تشهد ليسوع دون حرج..

            مردداً مع ميخا النبي "ولكنني أراقب الرب أصبر لإله خلاصي. يسمعني إلهي لا تشمتي بي يا عدوتي. إذ سقطت أقوم. إذ جلست في الظلمة فالرب نور لي أحتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه حتى يقيم دعواي ويجري حقي سيخرجني إلي النور سأنظر بره وتري عدوتي فيغطيها الخزي القائلة لي أين هو إلهك "ميخا9، 7:7".

            هكذا كل رجال الصلاة، تتبدد أمامهم كل ظلمة، ظلمة الشيطان وقسوته ظلمة الخطية ولذتها الخادعة ظلمة تعييرات الآخرين ظلمة شهوات الجسد..

            + هذا أما في العهد الجديد إذ جاء الله الكلمة في ملء الزمان متجسداً منادياً :

            "أنا جئت نوراً إلي العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة "يو46:12
            "جاء النور الحقيقي الملتحف بالنور كثوب "مز2:10:104
            "جاء الذي ليس فيه ظلمة البتة "1يو5:1
            "جاء لكي يشرق في الظلمة بنوره "أش10:58
            "داعياً إيانا من الظلمة إلي النور "1بط9:2
            "حتى نسلك في النور ونصير أبناء للنور وأبناء للنهار "1تس5:5
            "بل ونصير نوراً للعالم "مت14:5 "..!.

            هكذا يتحقق قول النبي "لا تكن لك بعد الشمس نوراً في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نوراً أبدياً وإلهك زيتاً لا تغيب بعد شمسك وقمرك لا ينقص لأن الرب يكون لك نوراً أبدياً "اش20، 19:6".

            صار لنا أن نغلق على الرب في قلوبنا فيكشف لنا روح الحق أسرار الله التي لا ينطق بها يدرك محبة الله اللانهائية ويكتشف الحق ذاته
            "أنا هو الطريق والحق والحياة".

            وعندئذ لا تقدر الظلمة أو العواصف أن تجتاح القلب في داخلة بل يرتفع القلب على جبل عال فوق العالم كله بمغرياته وآلامه الجسد بشهواته الناس بمديحهم أو ذمهم.. يصير مع بطرس ويعقوب ويوحنا هناك حيث يتجلى له يسوع فيراه ملتحفاً بالنور وجهه مضيئاً كالشمس وثيابه بيضاء كالنور عندئذ يصرخ مع بطرس "يا رب جيد أن نكون ها هنا "مت4:17.

            ومن يرتفع مع الرب يتشف بالرب أسرارا عميقة يدرك أعماق نفسه ويتلامس مع أعماق الحب الإلهي ويفهم مكنونات الحياة وتنفتح أمامه أسرار الحياة الأخرى ويثبت في إيمانه ورجائه في إيمانه ورجائه بالرب...

            عندئذ "نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق فعينها الله قبل الدهور لمجدنا التي سبق فعينها الله الذين يبطلون بل نتكلم بحكمة الله في سر الحكمة المكتومة التي سبق فعينها الله قبل الدهور لمجدنا التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر.

            بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لآن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله... أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله "1كو11، 6:2".


            لقد رأي نثنائيل الرب متجسداً.. لكن كان ينقصه أن يكشف له الرب عن أسرار أخري "سوف تري أعظم من هذا "يو50:1 " إنه محتاج أن يدرك من هو يسوع المتجسد ويدركه في أعماق قلبه محتاج أن يجلس مع مريم أخت لعازر تحت قدمي المسيح النور الحقيقي ليري ويتمتع بالنصيب الصالح الذي ينزع عنه يكشف له صديقة يسوع أسراره كما يكشف الريس قلبه لعروسه لأنه "ليس أحد يعرف الابن إلا الأب ولا أحد يعرف الأب غير الابن "ومن أراد الابن أن يعلن له "مت27:11".

            + هكذا يعلن العريس الحقيقي لعروسه خفيات الحكمة "أي6:11"..

            + أيها النور غير المنظور! ... أيها البهاء الذي لا يراه بهاء أخر.!
            + أنت هو النور الذي تختفي أمامك كل الأنوار المخلوقة.!
            + أنت هو البهاء الذي ينطفئ قدامك كل بهاء خارجي.!
            + أنت هو "النور " مصدر كل الأنوار والبهاء ينبوع كل بهاء!
            + أنت هو النور والبهاء أمامك تصير كل الأنوار ظلمات وكل ضياء بالنسبة لك ليس إلا ظلاماً!
            + أنت هو البهاء الذي بك تصير نوراً وبك يتلألآ الظلام لمعاناً!
            + أنت هو النور الأسمى لا تحجبك سحابة ما ولا يعوقك بخار..يعجز الليل أن يسدل بظلامه عليك لا يعوقك حاجز ولا تغرقك ظلال..!

            أخيراً أيها النور الذي ينير الخليقة الداخلية على الدوام ابتلعني في هوة جلالك حتى أعاين كل أعماقك. بقوة بهاء لاهوتك ذاته وعمل البهاء المنعكس على منك!

            + لا تتركني قط لئلا يتزايد جهلي وتكثر شروري فبدونك أصير فارغاً وبائساً!

            + بدونك لا يكون لأحد صلاح إذ أنت هو الحق والصلاح الحقيقي وحده..!

            هذا ما أعترف به وهذا ما أعرفه يا الله إلهي إنه حيثما وجدت بدونك لا يكون لي غير الشقاء في الداخل كما في الخارج لأن كل غني غير إلهي إنما هو بالنسبة لي فقر مدقع!!

            + أرسل نورك وحقك، هما يهديانني ويأتيان بي إلي جبل قدسك وإلي مساكنك "مز3:43 " النور "والحق "هما بالحقيقة اسمان يعبران عن واحد "الله "لأنه ما هو "النور "الإلهي إلا "الحق "الإلهي؟ "والحق "الإلهي إلا "النور "الإلهي؟! وأقنوم المسيح هو كلاهما.

            يقول "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة "يو12:8 " كما يقول "أنا هو الطريق والحق والحياة "يو6:14".

            هو نفسه النور وهو بنفسه "الحق"... فليأت إذاً وليهدينا...
            أما "جبل قدسه " (الذي يأتي إليه المسيح) فهو الكنيسة المقدسة إنها الجبل الذي بحسب رؤيا دانيال "35:2". الحجر الصغير الذي "صار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها "ساحقاً (التمثال العظيم) ..!.

            + إلهي... أنت نوري افتح عيناى فتعاينا بهاءك الإلهي لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثر في فخاخ العدو! حقاً، كيف يمكنني أن أتجنب فخاخه ما لم أرها؟! وكيف أقدر أن أراها إن لم أستنر بنورك؟!

            ففي وسط الظلمة يخفي "أب كل ظلمة "هذه الفخاخ حتى يصطاد كل من يعيش في الظلمة هذا العدو الذي يود أن يكون أبناءه محرومين من نورك ومن سلامك الكامل. فإن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر لأن النور ليس فيه "يو11".

            + وما هو النور إلا أنت يا إلهي! أنت هو النور لأولاد النور! نهارك لا يعرف الغروب! نهارك يضئ لأولادك حتى لا يعثروا!

            أما الذين هم خارج عنك فإنهم يسلكون في الظلام ويعيشون فيه! إذاً فلنلتصق بك يا من أنت هو نور العالم!

            ما حاجتنا أن نجرب كل يوم الابتعاد عنك؟! لأن كل من يبتعد عنك أيها النور الحقيقي يتوغل في ظلام الخطية وإذ تحيط به الظلمة لا يقدر أن يميز الفخاخ المنصوبة له على طول الطريق!

            + ليتنا لا نبتعد عنك كي لا نسقط في حبائل العدو المميتة.

            ولكن ما هو أمر وأقسى:أن نسقط في الفخاخ ولا ندري. نحسب أنفسنا أننا واقفون فلا نبذل جهداً لكي نقف.

            ربي وإلهي... يا نور نفسي! لا تتوقف قط عن إنارة خطواتي! حتى إذا ما اكتشفت الخطر ابتعد عنه فلا أسقط ولا يعيرني عدوي "الشيطان " هذا الذي يبذل كل جهده أن يميتنى لكن فليتبدد العدو "الشيطان "أمام وجهك كما يذوب الشمع قدام النار!

            إنني أتكلم عن ذلك السارق الذي أراد أولاً وأخيراً أن يغتصب مجدك وإذ هو مملوء بالغرور ألقي بنفسه في الهاوية التي حفرها لنفسه!
            أنت طردته من الجبل المقدس وأقصيته عن عرشك ونزعته من وسط نجومك التي هي أكثر بهاء في السماء..!.

            والآن ربي وحياتي عن منذ سقوطه العظيم لا ينشغل إلا كيف يطارد أولادك! الكراهية التي يكنها لك أيها الملك العظيم تجعله يعمل على إفساد خليقتك التي جبلتها على صورتك!

            أيها الرب قوتي اسحقه أمام أعيننا نحن خرافك وأضئ لنا جيداً حتى نتجنب فخاخه الخادعة ونأتي إليك مبتهجين!

            إلهي... أنت تعلم كل هذه الأمور أكثر منى!
            أنت تعرف إلي أي درجة من السعر والعناد قد بلغ إليها هذا المطارد لنفوسنا!

            أنت لست بمحتاج إلي من يعرفك هذا لأنه ليس شيء مخفي عنك لكن أستمع إلي شكواي أيها الديان إلي الأبد فإني أقدم شكواي ضد عدوي عند قدمي عظمتك. دنه يا الله وأنقذ أولادك فإنك أنت هو القوة!

            + إنه عدو ماكر وخادع لا يمكننا بدون نورك أن ندرك طرقه الملتوية ونعرف أشكال وجهة المتعددة فتارة نراه ههنا وأخري هناك! تارة يظهر كحمل وأخري كذئب! تارة يظهر كنور وأخري كظلام!

            + إنه يعرف كيف يغير شكله ويشكل خططه حسب ظروف الإنسان وأوقاته فلكي يخدع المتعبين يحزن معهم! ولكي يجذب القلوب المبتهجة يلوث أجواء أفرحهم!

            ولكي يقتل الحارين بالروح يظهر لهم في شكل ملاك نور! ولكي ينزع أسلحة الأقوياء روحياً يظهر في شكل حمل! ولكي يفترس ذوي الحياء يتحول إلي ذئب!

            وفي كل خداعاته يخيف البعض بمخاوف ليلية والآخرين بسهام تطير في النهار هؤلاء ينزلق بهم في الشر في الظلمة والآخرون يحاربهم علانية في وقت الظهيرة (مز91) !

            فمن يقدر أن يميز طرق مكره المختلفة! من يقدر أن يميز ذاك الذي يتنكر دوماً؟! من يقدر أن يحصى أنيابة المرعبة؟! سهامه يخفيها في جعبته وحيله يخبئها إلي اللحظة المناسبة للسقوط!

            + إلهي... أنت رجائي... بدون نورك الذي به نري كل شيء يصعب علينا أن نكتشف مناورات الشيطان وحيلة..!.

            + أيها النور الحقيقي الذي يتمتع به طوبيا عند تعليمة ابنه مع أنه كان أعمى.

            + أيها النور الذي جعل اسحق فاقد البصر يعلن بالروح لأبنه عن مستقبله. أنت هو النور الذي أنار عقل يعقوب فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة! لقد خيم الظلام في نفسي حتى أعماق خباياها لكن أنت هو النور!! الظلال الكثيفة غطت محيط قلبي لكن أنت، أنت هو الحقيقة المتلألئة دائماً.

            + أيها الكلمة خالق الكل قبل كل الخليقة... أنت هو مدبر الكون وبدونك ليس له وجود.

            + أنت هو الكلمة القائل "ليكن نور "فكان نور قل هذه العبارة الآن أيضاً حتى تستنير عيناى بالنور الحقيقي. وأميزه عن غيره من النور فبدونك كيف أقدر أن أميز النور عن الظلمة والظلمة عن النور؟!

            + نعم... خارج ضيائك تهرب الحقيقة منى ويقترب الخطأ إلي يملأني الزهو وتهرب الحقيقة مني!! يصير في ارتباك بدلا من التمييز يصير لي الجهل عوض المعرفة العمى عوض التبصر لا يعود لي طريق موصل إلي الحياة..

            + "كثيرون يقولون من يرينا الخيرات. قد أضاء علينا نور وجهك يا رب "مز6:4".



            من له يسوع , له الحياة.
            الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


            Comment


            • #7
              رد: أقوال القديس أغسطينوس


              9-

              كثيرون يقولون: مَنْ يُرينا الخيرات


              هذا قول يومي وتساؤل مستمر من الأغبياء والأشرار يردده أولئك الذين يتوقون إلي سلام الحياة الزمنية وهدوئها دون أن يجددهما بسبب قسوة الحياة..! كما يردده أولئك الذين يشكون في أمر الحياة المقبلة التي وعدنا بها وييأسون قائلين: من يدرينا أن هذا صحيح؟ أو من جاءنا من "المنتقلين "يخبرنا بها؟

              + لقد أظهر المرتل ما هي "الخيرات؛ مجيباً على التساؤل: من يرينا الخيرات؟ إله الخير هو أنه "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" (مز6:4).
              هذا النور هو الصلاح الكامل الحقيقي الذي للإنسان النور الذي يراه بالقلب لا بالعين.

              + يقول "أضاء علينا " (أو ختم علينا) وذلك كما تختم صورة الملك على الفلس فالإنسان قد خلق على صورة الله ومثالة "تك26:1 " الأمر الذي أفسدته الخطية لذلك فإنه يختم الإنسان بالصلاح الحقيقي الأبدي "بالنور "في الميلاد الثاني (المعمودية).

              وأظن أن هذا هو ما عناه عندما قال الرب إذ رأي العملة التي صكها قيصر (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله "مت21:22 "فكأنه يقول كما أن قيصر يطلب منكم الختم الذي لصورته هكذا أيضاً الله!

              + إن عملته المصكوكة ترتد إليه باستضاءة النفس بالله وختمها بنور وجهه (مز6:4).

              + "يا الله إلهي أنت إليك أبكر" (مز1:63). ماذا أصنع؟ أنني أبكر ولا أنام.

              + وأي نوم لأن هناك نوم للنفس ونوم للجسد؟ إن لم ينم يخور الإنسان ويضعف جسده ولا يعود جسدنا الخائر يقدر أن يحمل نفسه يقظة ويثابر في الأعمال...

              لقد وهب الله للجسد نوماً به تنتعش الأعضاء فيقدر أن يعضد نفساً ساهرة. ولكن يلزمنا أن نكون حذرين لئلا تنام النفس ذاتها لأن نوم النفس شر. صالح هو نوم الجسد إذ به تنتعش صحة الجسد أما نوم النفس فهو نسيانها لله...

              لذلك يقول الرسول.. "أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح "أف14:5. هل كان الرسول ييقظ إنساناً نائماً بالجسد؟لا بل نفساً نائمة لكي تسير وتستضيء بالمسيح.

              هكذا بنفس الطريقة يقول هذا الرجل "يا الله. إلهي أنت. إليك أبكر".. فالمسيح يضئ النفوس ويجعلها مستيقظة لكن إن أبعد نوره تنام.

              ولهذا السبب يقول مزمور أخر "أنر عيني لئلا أنام نوم الموت "مز3:13...

              من له يسوع , له الحياة.
              الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


              Comment


              • #8
                رد: أقوال القديس أغسطينوس

                10-
                أن الله ينبوع الصلاح


                "ليس احد صالح إلا الله وحده" لو18.

                الله وحده كل الصلاح القادر أن يعكس صلاحه على خليقته فتصير صالحة. "كونوا قديسين كما أنا أيضاً قدوس".


                اعرفي يا نفسي هذه الحقيقة واغرقي في لجة صلاحه وادخلي إلي خيره الحقيقي غير المتغير ولتصر أحشائي جمراً متقداً يرتفع لهيبة إلي حيث صلاح الله..!


                لقد وهبك إمكانية الصلاح.. خلقك على مثاله... حتى تنجذبين إليه وتشبعين منه!


                أما وقد سقطتي في الخطية فإنه وإن كان الشيطان لم يستطع أن ينزع عنك حبك للصلاح لكنه خدعك في مفهوم الصلاح فظننتي ما هو غير صالح صالحاً وحسبت الصلاح غير صلاح..

                + صرت كالسمكة التي تظن في الطعم خيراً وهي لا تدري ما يكمن لها فيه..هكذا حسبتي حب الكرامة والمديح وغني العالم وأمجاده الزائلة، المتع والملذات الشهوانية.. حسبتي هذا كله صلاحاً!

                + والآن صرت في عوز إلى الحكمة لتكوني تامة وكاملة... اطلبيها من الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير "يع5، 4:1". لقد أمرك الرب "سر أمامي وكن كاملاً "تك1:17". "إن سرت أمامه في حضرته والتصقتى به فحتماً تصيرين كاملة.



                + إن وجد في شيء صالح إنما مصدره أنت.. فالخير الذي هو في هو خيرك أنت أيها الصالح منك قد تقبلته!
                من يعينني على الوقوف إلا أنت يا إلهي؟! وما الذي يسقطني غير اتكالي على ذاتي؟!

                + إنني سأبقي غارقاً في الطين ما لم تجتذبني! وأبقي أعمي ما لم تفتح عيناي!

                + وأبقي ساقطاً لا أقوم قط ما لم تعينني يداك..! آه! إنني أهلك تماماً ما لم تحرسني عنايتك!

                + كم أنا بائس؟!


                إلهي... متى تفارقني هذه الطبيعة الفاسدة وتعمل في قوتك الكاملة؟!
                إلهي... لذيذة هي الوحدة والسكون والحق والنقاوة هذه كلها التي هي لك! أما أنا فألهو بالضوضاء والصخب والباطل والرذيلة..!
                أعود فماذا أقول بعد؟! أنت هو الخير الحقيقي، رحوم، قدوس، عادل... أما أنا فشرير محب لذاتي، خاطئ، ظالم..!
                أنت النور، أما أنا فظلمة! أنت الحياة، أما أنا فموت! أنت الطبيب، أما أنا فمريض!

                + أنت الحق الصادق أما أنا فبطلان حقيقي... مثلي مثل أي إنسان على الأرض!!!

                بأي لغة تريدني أن أحدثك يا خالقى؟! أتوسل إليك أن تتفضل فتصغي إلي إنني من صنع يديك وهلاكي أمر مخيف! إني جبلتك وها أنا أموت!! إني من صنع يديك وها أنا أنحدر نحو العدم!!

                + إن كان لي وجود فأنت موجدي "يداك صنعتاني وأنشأتاني " مز73:119". يداك اللتان سمرتا على الصليب فليعطياني السلام لأنه هل تحتقر عمل يديك؟!


                آه تطلع غلي جراحاتك العميقة فقد نقشت اسمي في يديك!! اقرأ اسمي وخلصني!

                + إن نفسي التي تتأوه قدامك هي من عمل يديك أخلق مني خليقة جديدة فهذا هو عملك لذا فهي لا تكف عن الصراخ إليك قائلة: يا أيها الحياة أحيني من جديد!
                إنها من جبلة يديك تلتف حولك متوسلة إليك أن ترد إليها جمالها الأول..!


                + أغفر لي يا إلهي ما دمت فقد سمحت لي بالحديث معك لأنه من هو الإنسان حتى يتكلم مع الرب خالقه؟!


                نعم. سامحني! سامح تجاسري! سامح عبدك الذي تجاسر ليرفع صوته أمام سيده!

                + إن الضرورة لا تعرف قانوناً! فالألم يدفعني إلي الحديث معك! والكارثة التي حلت بي تجعلني استدعي الطبيب لأني مريض إنني أطلب النور لأني أعمي! أبحث عن الحياة لأني ميت! ومن هو هذا الطبيب والنور والحياة إلا أنت؟!


                يا يسوع الناصري ارحمني! يا ابن داود ارحمني! يا مصدر الرحمة أصغ إلي صرخات المريض!

                + أيها النور العابر في الطريق توقف أمام الأعمى! أمسك بيده، حتى يقترب إليك! بنورك يا رب اجعله يعاين النور، وبك يحيا!


                أأمر الميت حتى يخرج من القبر..!



                آه! يا إلهي!! إنني سأستغيث قبلما أهلك أو على الأقل أستغيث لئلا أهلك حتى أستحق السكنى فيك! إنك تتألم عندما أحدثك عن بؤسي ومن غير خجل أعترف لك أنني عدم!

                أسرع واعني أنت قوتي وعوني وصلاحي وحصني!! أسرع أيها النور، الذي بدونه لا أقدر أن أري!



                من له يسوع , له الحياة.
                الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                Comment


                • #9
                  رد: أقوال القديس أغسطينوس


                  11-

                  الحب الإلهي | الوصية والأبوة

                  + لا يوجد أحد قد أحسن تدبير أفعاله كمن استعد قلبه لترك الشيء الذي تنهي عنه القدرة الإلهية أكثر من استعداده أن يقوم بعمل ما يحث عليه قياس عقله البشري.


                  + إلهي... إن الذي لا يشتهي أن تأمره بما يريده هو إنما يريد هو ما تريده أنت فقط فهذا عبد لك صالح.


                  + لا تطلب من الله أن يعمل ما تريده أنت بل أطلب كما تعلمت أن تتمم مشيئته فيك.


                  + إن كان سرورنا في تنفيذ إرادة الله أقل من سرورنا في تنفيذ إرادتنا فإنه يلزمنا أن نطلب من الله لا أن تتم إرادتنا لأنها ربما تضرنا بل أن يصيرنا بنعمته أن تطابق إرادته بسرور هذه التي من شانها أن تجني لنا خيراً ونفعاً على الدوام.

                  فبني إسرائيل (الأشرار) الذين كرهوا المن السماوي واشتهوا اللحم وطلبوه أعطاهم الرب شهوتهم غير أن ذلك صار بالنسبة لهم شراً وضرراً.

                  + "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض".


                  كما تعمل مشيئتك في الملائكة سكان السماء حتى انهه ملتصقون بك تماماً ومتمتعون بك كلية ولا تشوب حكمتهم خطأ ولا يمس سعادتهم شقاء هكذا لتسكن إرادتك في قديسيك قاطني الأرض..

                  فعندما تسير إرادتنا حسب إرادة الله حينئذ تكمل إرادته فينا كما هي كاملة في الملائكة السمائيين وعندئذ لا توجد مقاومة في طريق سعادتنا وهذا هو السلام.


                  .......يتبع

                  من له يسوع , له الحياة.
                  الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                  Comment


                  • #10
                    رد: أقوال القديس أغسطينوس

                    - 12 -
                    الحب الإلهي وسقوط الإنسان | الله والنفس البشرية

                    + أما الإنسان الذي له طبيعة تميل بين الملائكية والحيوانية فإن الله خلقه هكذا حتى إذا بقي خاضعاً لخالقه كسيد له بحق ويحفظ وصاياه بورع تصير له شركه مع الملائكة وينال خلوداً مباركاً أبدياً دون أن يصيبه الموت.
                    أما إذا عصى الرب إلهه باستخدامه حرية إرادته بعجرفة وفي عصيان فإنه يخضع للموت ويسلك عبداً للشهوة ويحكم عليه بالموت الأبدي...

                    + نعم يا إلهي..في غياب نورك ظهور للموت أو بالحري مجيء للعدم. فالموت ليس له وجود في ذاته وهذا العدم يدفع بنا إلي العدم الذي للخطية، فينزع عنا الخوف من ارتكابها... فنخطئ وبالتالي ننحرف إلي الهاوية كمن يجرفه تيار ماء عنيف.

                    إلهي... أن كان بدونك لم يخلق شيء فإنه بالبعد عنك نصير بالخطية عدماً "أي فاسدين"... يا لشقائي... لقد سادت على الظلمة ومع أنك أنت النور إلا أنني حجبت وجهي عنك!! يا لشقائي... أصابتني جراحات كثيرة ومع أنك أنت المعزي واهب السلام غير إنني ابتعدت عنك!! يا لشقائي... لقد انتابتني حماقات جمة ومع أنك أنت هو الحق غير أنني لم اطلب منك المشورة!! يا لشقائي... لقد تعددت طرق ضلالي ومع أنك أنت هو الطريق إلا إنني ابتعدت عنك!! يا لشقائي... فالموت يحطمني بضربات كثيرة ومع أنك أنت الحياة لكنني لم أكن معك أبداً!! يا لشقائي... فإنني أسقط في الشر والعدم كثيراً ومع أنك أنت هو "الكلمة "الذي به كان كل شيء إلا إنني انفصلت عنك يا من بدونك لم يكن لي وجود!!

                    أيها الكلمة ملكي أيها الكلمة إلهي أيها النور الخالق أيها الطريق والحق والحياة..يا مبدد الظلمة والشر والضلال والموت... أيها النور الذي بدونك يصير الكل في ليل دامس. أيها الطريق الذي بدونك لا يوجد سوي الضلال.

                    + أيها الحق الذي بدونك لا يوجد سوى الباطل. أيها الحياة الذي بدونك يخيم الموت على الجميع.

                    + آه! قل هذه العبارة "ليكن نور "عندئذ أستطيع أن أعاين النور وأهرب من الظلمة؛ أعاين الطريق وأترك طرق الضلال؛ أري الحق وأبتعد عن الباطل؛أنظر الحياة وأهرب من الموت.

                    + أشرق في يا إلهي، ف أنت نوري واستنارتي.

                    إن انتهرتني أخاف عدلك وأفرح بملكوتك الحقيقي وأتمجد بك كإلهي وأحبك بكونك أب لي وأبقي وفياً كعريس لي.
                    أيها النور الاسمي تعجل بالإشراق في أعمى يريد أن يصير ملكاً لك. هوذا الظلمة قد أحاطت في وظل الموت اكتنفي فلأتجه بخطواتي في طريق السلام الضيق المؤدي إلي ملكوتك الأقدس ومسكنك الأبدي بهذا الطريق يتقدس اسمك ويعترف به. وباعترافنا باسمك يكون قد تشكل الطريق الحقيقي الذي نبلغ به إليك أيها الطريق الحقيقي.

                    + نعم. بك نترك مسالك الشر ونعود إلي الطريق الأسمى الذي ليس هو إلا أنت لأنه بالحق لا يوجد غيرك أنت.

                    + إنني أعترف لك... أعترف لك أيها الأب السماوي ملك الأرض والسماء...

                    + شروري سببت لي جراحات عميقة إذ لم أسلك في الطريق الضيق فمع كونك أنت الحياة إلا إنني لم أكن معك. شروري هي عدم .
                    وإذ أنت هو الكلمة الذي به كان كل شيء وبغيرة لم يكن شيء مما كان وإذ لم أكن أنا معك لهذا عدمت حياتي فارتكبت العدم "الشر "الذي يقود إلي العدم "أي الموت الروحي أي فقدان النفس الله مصدر حياتها".

                    كل ما هو... هو من صنع الكلمة..ويا لهما من أعمال حسنه "ورأي الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً "تك31:1 "
                    فإن كان الكل من عمل يدي الكلمة لهذا فإن الكل حسن...
                    أما ما هو خارج الكلمة فليس إلا العدم... وما هو خارج الحسن "الله "الحقيقي لا يخضع للحسن لذلك فليس خارجه شيء حسن بل لا يوجد إلا الشر.
                    والشر هو ليس إلا انعدام للخير كما أن الظلمة هي ليست بشيء في حد ذاته بل انعدام للنور.

                    + فالشر عدم هو ليس من عمل الكلمة... بل انفصال عن الكلمة. إلهي..أشكرك لأجل النور الذي تهبني إياه حتى أقدر أن أري فأراك وأعرفك؟أنت بذاتك.

                    نعم.. إنني في كل مرة ابتعد فيها عنك أسقط في العدم والفساد وإذ أنساك اسقط في الشر لأنك أنت هو "الخير".
                    يا لشقائي فإنه لم يكن لي معرفة أن فيك غناي أنا الذي ليس له وجود.

                    ولكن ماذا أقول؟ إن كنت غير موجود فكيف ارغب في معرفتك. إنني بانفصالي عنك أكون عدماً غير موجود فكيف أرغب في معرفتك إنني بانفصالي عنك أكون عدماً غير موجود فأكون كتمثال ليس له وجود "حياة " له أذان ولا يسمع، له أنف ولا يشم، له يدان ولا يلمس، له أقدام ولا يتحرك.
                    وفي كلمة أقول أن هيكل الإنسان البشري لكنه بلا حياة ولا إحساس.

                    + عندما انفصلت عنك يا إلهي لم أعد بعد موجوداً صرت كل شيء... في وسط عماي وصممي وجمود حواسي أردت أن أدرك الخير وأهرب من الشر وأشعر بالألم وأتلمس ظلمتي لكنني لم أستطع بسبب بعدي عنك أيها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلي العالم.

                    + يا لشقائي... لقد أنحتني جراحاتي لكنني لم اشعر بآلامها بل انجذبت إلي الشهوة بعنف بغير إحساس..لأنني كعدم، منعزل عن الحياة منفصل عن "الكلمة " خالق الكل...

                    إلهي.. أنت نوري.. هوذا أعدائي "الشياطين " قد صنعوا بي كل ما أرادوا ضربوني، قتلوني، نكلوا بجثتي، دفعوا بي إلي الموت. هذا كله كتأديب عادل أستحقه بسبب انفصالي عنك وصيرورتي عدما "روحياً " لغيابك عني..

                    + إلهي أنت حياتي، أنت خالقي، أنت نوري، أنت مرشدي، أنت حصني ووجودي... أرحمني وأقمني...

                    + يا الله إلهي.. أنت نسمات حياتي، أنت صلاحي قوتي، عزائي في يوم الضيق.

                    تطلع إلي كثرة أعدائي (الأشرار) وخلصني من أيديهم فإلي أين يهربون من وجهك أولئك الذين يمقتونك؟! أما أنا فبك أحيا فيك.
                    لقد اختبروك يا إلهي ومع هذا تركوا عونك فصاروا محتقرين. لقد تقاسموا ثوب الفضائل المجيد الذي أنت زينته لي.

                    لقد شقوا لهم في السوق طريقاً نحوي ووطؤا على بأقدامهم. بربط الخطية دنسوا هيكلك الذي أنت قدسته في داخل نفسي . ملأوني كآبه وسحقوا نفسي بالمرارة.

                    أما أنا فسلكت على منوالهم.. صرت أعمي وعرياناً ومقيداً برباطات الشر. هم جذبوني نحو دائرة الرذيلة المرهبة والوحل أما أنا فوقفت خانعاً وأثقلت أحمالي التي على. صرت عبداً، وأحببت عبوديتي... إني أعمي، وفرحت بعماي. إني لم أرتعب من ثقل قيودي بل ظننت مرارة الخطية حلاوة وحسبت الحلاوة مرارة. يا لي من شقي!! يا لي من جاهل!! فقد انتابني هذا كله لأني لم أكن معك أيها الكلمة الإلهي فبدونك لا يكون لشيء وجود أما بك فيبقي كل شيء محفوظاً في وجوده وخارجاً عنك يعود ثانية إلي عدم...

                    + بك تحافظ كل المخلوقات على وجودها ما في السماء وما على الأرض وما في
                    البحر وما في جوف الأرض.

                    أيها الكلمة... ليتني ألتصق بك ففيك يكون حفظي ففي كل مره لا أكون فيها أميناً لك أصير دماراً لا يرجى منه.
                    أنت خلقتني، فلتتكرم وتعيد خلقي، أنا أخطأت، فلتفتقدني، أنا سقطت، فلتقيمني.. أنا صرت جاهلاً، فلتحكمني، أنا فقدت البصر، فلتعد لي النور.







                    من له يسوع , له الحياة.
                    الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                    Comment


                    • #11
                      رد: أقوال القديس أغسطينوس

                      - 13 -
                      أخلى ذاته من أجلي | من أجلك صار طفلاً

                      + بأي كلمات نبارك الله، وأي شكر يمكننا أن نقدمه له؟!

                      لقد أحبنا حتى أنه هو الكائن الأزلي الأقدم من كل المسكونة ذاتها صار في السن أصغر من كثير من خدامه في العالم! كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة، وهو "الكلمة " الذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام!


                      أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟!


                      احفظ في قلبك درساً من هذا الإتضاع العظيم مع أنه المعلم كطفل لا يتكلم!

                      لقد كنت (يا آدم) في الجنة في احد الأيام فصيحاً تعطي كل حي اسمه أما خالقك فمن أجلك رقد بغير كلام لا يدعو حتى أمه باسمها.


                      أنت إذ وجدت نفسك في فردوس مليء بالفاكهة أهلكت نفسك بعدم الطاعة وهو في طاعة جاء كشخص مائت إلي مسكن حقير صغير حتى بموته يمكن أن يعيد الحياة إلي من مات!
                      أنت مع كونك إنسان أردت أن تكون إلهاً فضللت! وهو مع كونه الله أراد أن يكون إنساناً لكي يرد ذلك الذي ضل !

                      الكبرياء البشرية هبطت بك إلي أسفل لكيما بالاتضاع الإلهي وحده ترتفع إلي فوق!


                      + خالق الزمان يولد في زمن معين! هذا الذي من غير أمره الإلهي لا يجري يوم في مجراه قد اختار لنفسه يوماً لتجسده!


                      صانع الإنسان إنسان، ووضع من ثديي آمه..!.
                      هذا الذي كان قبل جميع الأجيال والذي بغير ابتداء كان ابناً لله وجد من المناسب أن يصير في هذه الأيام الأخيرة ابناً للإنسان!
                      هذا الذي ولد من الأب وليس بمخلوق أخذ جسداً من امرأة هو صنعها قبلاً.

                      صار جسداً لكي يظهر نجاسات الجسد!
                      من أجل هذا "خرج العريس من خدره، وأبتهج مثل جبار ليسرع في طريقة "مز18.

                      لطيف كعريس وقوي كجبار! محبوب ومرعب! هادئ وعنيف!
                      جميل للصالحين وجاف بالنسبة للأشرار! ملأ أحشاء أمه! وهو لا يزال باقياً في حضن أبيه!

                      من له يسوع , له الحياة.
                      الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                      Comment


                      • #12
                        رد: أقوال القديس أغسطينوس

                        - 14 -
                        عن طاعة المسيح للآب في التجسد والصلب والقيامة

                        كما بخطيئة واحده صار الحكم إلي جميع الناس للدينونه هكذا ببر واحد صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً "رو19، 18:5".

                        عصي آدم الأول فأفقد البشرية كلها التمتع بالله وجهاً لوجه وسري حكم الموت على الجميع لذلك إذا جاء أدم الثاني ابن الله الوحيد الذي إرادته هي إرادة الأب... إذ لهما إرادة واحده أخلي نفسه.. أخلاها عن إرادته لا لكي تكون له إرادة تخالف إرادة الله أبية إنما لكي يخضع لإرادة أبية عوض أدم الأول... (مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي "عب5:5".

                        أطاع..مخلياً إرادته ليعمل إرادة الأب إذ يقول للأب "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت "مت30:26 " ليس لأن ما يريده الابن يخالف ما يريده الأب إنما يقبل الصليب في طاعة للأب حتى يصير المتحدون به المتجاوبون مع عمله. طائعين للأب أيضاً.

                        فلا عجب إن سمعنا الابن يقول "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل "يو24:5. ومرة أخري يقول أنه لا يتكلم بشيء من ذاته...

                        هذا لا يعني أن ليس له سلطان ذاتي للعمل أو الكلام إنما يريد ان يؤكد أنه وإن كانت مشيئته هي مشيئة الأب إذ هو الأب واحد إلا أنه من أجلنا... إذ صار نائباً عنا، يريد أن يفيدنا من العصيان.. يقول "لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني "يو30:5.

                        لقد أطاع المسيح حتى الموت موت الصليب حتى يعطنا باتحادنا به وثبوتنا فيه وتمتعنا بالشركة معه أن نحيا لا لذواتنا ولا بحسب إرادتنا بل به وفيه نطيع الأب.

                        1- ففي الإخلاء والتجسد الابن يحب خليقته ويود أن يخلي ذاته من أجلي. والأب في حبة لي، الذي هو نفس حب الابن أراد أن يبذل الابن ذاته عنا!

                        إنه حب واحد دفع الأب إلي بذل ابنه ودفع بالابن إلي نفس الأمر أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحدة! لكن الابن أراد أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحده لكن الابن حتى في إخلائه نفسه وبذله ذاته إنما صنع هذا من أجل إرادة الأب.

                        لقد أرسل الأب ابنه وقبل الابن الإرسالية بل ويؤكد الابن في صلاته الوداعية قائلاً (ليؤمن العالم إنك أرسلتني "يو21:17.

                        لقد جاء بإرادته ولكن جاء أيضاً لأجل طاعته للأب إذ يقول الرسول "وفيما هو ابن قد تعلم الطاعة "عب5:5".

                        وكما يقول أغسطينوس:
                        + إن إرادة الأب والابن واحدة وعملهما غير منفصل هكذا فإن التجسد والميلاد من عذراء الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد ويعمل الأب والابن بطريقة غير منظورة بل ولا نستعبد الروح القدس من عملية التجسد إذ قيل بوضوح "قد وجدت حبلى من الروح القدس".

                        لكن ربما يصير المعني بأكثر وضوح إن سألنا: كيف أرسل الله ابنه؟ لقد أوصي أن يأتي... فأذعن الابن للوصية وجاء ! فهل هذا كان أمراً أم مجرد اقتراح؟! على أي حال فإن هذا حدث بواسطة كلمة الله الذي هو ابن الله.لقد أرسله الأب بكلمة.. فجاء بعمل الأب والكلمة لذلك فإن "الابن نفسه قد أرسله الأب والابن لأن الابن هو كلمة الأب...

                        2- وفي الصلب قبل الرب الصليب من أجل خلاص جبلة يديه لكن في ليلة آلامه أراد أن يؤكد قبوله الصليب من أجل إرادة الأب إذ يقول (إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك) ..

                        3- وفي القيامة أيضاً يقول عن نفسه " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها "لكن يعود الكتاب فيؤكد أن الأب قد أقامه....... الأب أراد القيامة فقام الابن بسلطانه....

                        4- ومن جهة التقديس فإن ابن الله قدوس القديسين هذا القدوس الذي بلا خطية في حبه لنا أخلي ذاته ليعلن أن الأب قد قدسه "يو36:10".

                        هو قدوس بذاته لن تفارقه القداسة بل ينبوع كل قداسة إنما قبل أيضاً التقديس من الأب لا كشيء خارج عنه بل في طبعه... إذ يقول "من اجلهم أنا أقدس ذاتي "يو19:17".




                        من له يسوع , له الحياة.
                        الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                        Comment


                        • #13
                          رد: أقوال القديس أغسطينوس

                          - 15 -
                          لماذا تجسد ربنا | لكي يهبنا ميلاداً جديداً

                          رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله.

                          ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي...
                          وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله...

                          وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون!
                          وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر..
                          صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه!
                          بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات!

                          + "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه".
                          الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها.

                          لذلك فإن:

                          الكلمة صار جسداً وحل بيننا " يو14:1 "،
                          لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر.
                          لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1".

                          لنصير على مثاله...

                          لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)،
                          وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا!
                          وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه...

                          من له يسوع , له الحياة.
                          الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                          Comment


                          • #14
                            رد: أقوال القديس أغسطينوس

                            - 16 -

                            أن المسيح وُلِدَ ميلاداً زمنياً لينقلنا إلى الأبديات


                            + إذ لم نكن متأهلين للنظر في الأمور الأبدية إذ أثقلنا دنس الخطية الناجم عن محبتنا للأمور الزمنية التي غرست فينا حتى تبدو كما لو أنها من طبيعتنا بسبب جذور الموت العاملة فينا لذلك فنحن محتاجون إلي التطهر.


                            وعملية التطهير هذه ليست في استطاعتنا حتى نلاطف بعضنا البعض بالأمور الأبدية ما لم يتفق هذا أولاً في علاقتنا مع بعضنا البعض في الأمور الزمنية التي نحن ممسكون فيها.
                            فالصحة هي عكس المرض لكن لا يمكن لعلاج ما أن يقودنا إلى الصحة الكاملة ما لم يتناسب مع المرض.

                            فالأمور الزمنية غير المفيدة تخدع المرضي لكن الأمور الزمنية المفيدة تنتقل بهم إلى الأبديات.

                            فالعقل المتزن لكي يتنقى يدين في هذا إلى:
                            (أ) التأمل في الأبديات...
                            (ب) الإيمان في الزمنيات..



                            وقد قال أحد حكماء اليونان وهو محق بلا شك في قوله هذا (أن الحقيقة (أي الواقع) يستند على الإيمان وهكذا أيضاً الأبدية تستند على الأمور التي لها بداية (أي الزمنيات)


                            لهذا السبب فإن "الحق " نفسه شريك الأب في الأبدية أخذ له بداية زمنية في الأرض "مز11:85 " وذلك عندما جاء ابن الله كإبن للبشر وأخذ لنفسه إيماننا حتى يقودنا بهذا في واقعه "الأبدية " إذ تعهد قوتنا من غير أن يترك أبديته...


                            ونحن لا نقدر أن نعبر إلى الأبدية من حالتنا هذه التي لنا فيها بداية ما لم نكن قد تحولنا مع الأبدي "ابن الله " خلال بدايتنا إلى أبديته الذاتية بالإتحاد معه.

                            لذلك فإن إيماننا له في حدود معينه ما لذاك الذي آمنا به هذا الذي: ولد، ومات، وقام، وصعد.
                            من هذه الأمور الأربعة نعرف نحن الآن اثنين وهو أن الإنسان له بداية (يولد) ويموت أما الاثنين الآخرين أي القيامة والصعود فإننا نرجوهما فينا لأننا قد آمنا أنهما في شخص الرب.

                            فإذ عبر ذاك الذي أخذ له بداية إلى الأبدية فإننا نحن أيضاً سنعبر إلى الأبدية عندما يصل الإيمان إلى الحقيقة "العيان في الأبدية "....

                            من له يسوع , له الحياة.
                            الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                            Comment


                            • #15
                              رد: أقوال القديس أغسطينوس


                              - 17 -
                              شركتنا مع الكلمة المتجسد

                              + الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة " 1يو1:1".
                              من كان يستطيع أن يلمس الله الكلمة بيديه لو لم يكن (الكلمة) صار جسداً وحل بيننا "؟!
                              لقد أخذ الكلمة المتجسد بداية ناسوته من مريم العذراء لكن ليست هذه هي بداية الكلمة إذ يقول الرسول (الذي كان من البدء) ...
                              أما تعبير من جهة كلمة الحياة فلا يعني جسد المسيح لمسته أيدينا بل الكلمة قبل التجسد...

                              من له يسوع , له الحياة.
                              الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                              Comment


                              • #16
                                رد: أقوال القديس أغسطينوس


                                - 17 -
                                شركتنا مع الكلمة المتجسد

                                + الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة " 1يو1:1".

                                من كان يستطيع أن يلمس الله الكلمة بيديه لو لم يكن (الكلمة) صار جسداً وحل بيننا "؟!
                                لقد أخذ الكلمة المتجسد بداية ناسوته من مريم العذراء لكن ليست هذه هي بداية الكلمة إذ يقول الرسول (الذي كان من البدء) ...

                                أما تعبير من جهة كلمة الحياة فلا يعني جسد المسيح لمسته أيدينا بل الكلمة قبل التجسد...

                                من له يسوع , له الحياة.
                                الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                Comment


                                • #17
                                  رد: أقوال القديس أغسطينوس

                                  - 18 -
                                  المسيح الكلمة خبز الحياة

                                  فإن الحياة أظهرت "1يو2:1".
                                  لقد ظهر المسيح كلمة الحياة بالجسد للبشر من البدء ظهر لا للناس بل للملائكة إذ عاينوه واقتاتوا به كخبز لهم إذ
                                  يقول الكتاب (أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز25:78) .

                                  حسنا؟ فإن الحياة أظهرت في الجسد...
                                  وصار يمكن رؤيته عياناً حتى تتبرر قلوبنا إذ بالقلب وحده نعاين الكلمة...
                                  (الكلمة صار جسداً) حتى نراه فتتبرر قلوبنا وندرك الكلمة...



                                  من له يسوع , له الحياة.
                                  الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                  Comment


                                  • #18
                                    رد: أقوال القديس أغسطينوس

                                    بارك الله فيكي

                                    Comment


                                    • #19
                                      رد: أقوال القديس أغسطينوس

                                      عجبني هالقديس
                                      مشكورة
                                      كل رصاصة ستنجب شيطانا ومحال ان ينتهي البارود ..

                                      Comment


                                      • #20
                                        رد: أقوال القديس أغسطينوس

                                        Originally posted by Dreamy Girl View Post
                                        بارك الله فيكي
                                        Originally posted by Abu Nezar View Post
                                        عجبني هالقديس
                                        مشكورة


                                        من له يسوع , له الحياة.
                                        الله لا يحبنا لاننا ذا قيمة , بل اننا ذا قيمة لان الله يحبنا.


                                        Comment

                                        Working...
                                        X