أفخاخ الدكتورة مريم نور في المسيح
دراسة نقدية بقلم: ميشيل منصور
دمشق 24- 10- 2010
تبهرنا الدكتورة مريم نور بشظاياها الكلامية و صواريخها الإتهامية التي لا تستثني أحدا ً ، حتى بتنا نحتار معها في نصائحها فهي تحذرنا مرة من أمر معين و تعود تنصح به في حلقة ٍ أخرى ً .
إلى أن أصبت بصدمة ٍ كبيرة لما قرأت لها كتابها ( المسيح ) و الذي وجدت فيه أخطاء توصيفيه خاطئة حول علاقة اللاهوت بالناسوت في شخص السيد المسيح و أخطاء ً علمية و تاريخية و خريستولوجية ( كل ما يمكن كتابته حول السيد المسيح ) ، أخطاء جاءت بها مريم نور في كتابها ( المسيح ) أشك ببراءتها و أستغرب هذه الأخطاء الهجينة التي لا يمكن حتى قبولها تحت مسمى الفكر الصوفي ..
في دراستي النقدية لكتاب ( المسيح ) لمريم نور سأقسم تعليقي على الكتاب لأربعة أقسام أورد بكل قسم ما جاء به قلم مريم نور حرفيا ً و أضع تعليقي عليه ، أما ( أفخاخ ) أو أخطاء مريم نور في كتابها فهي :
a)– تصورها المغلوط لعلاقة اللاهوت ( الروح ) و الناسوت ( الجسد ) في شخص السيد المسيح .
b)_ إدعائها في كتابها رحلة و سفر مريم المجدلية مع المسيح إلى الهند و تعلمها أسرار الدين و البدن !!! .
c)_ تصورها المغلوط بأن بطرس تلميذ المسيح هو الصخرة التي سيبني المسيح كنيسته عليها .
d)_ إدعائها أن المسيح ينتمي إلى المذهب الأسيني و الأسانييون ( أكبر المنظمات اليهودية في ذلك الوقت ) .
و سأذكر رقم الصفحات عندما أقتطع حرفيا من كلام مريم نور ليتسنى التدقيق في مراجعة الكتاب و للأمانة العلمية في النقد .
********************
سأنقل لكم بعض الفقرات مما جاء بكتابها و فيما يليها أعلق عليها مجتمعة ً :
تقول في الصفحة 4 - ( يسوع هو اسم عيسى و المسيح هي الصفة أو الحضرة الإلهية التي توصل إليها و اتصل بها يسوع الناصري ) .
في الصفحة 124 – ( و أيضا ً المسيح على صليب الدين و الدنيا و مكلل بالشوك و الغار و قال له : " لتكن مشيئتك " و اهتزت الأكوان و استقبله الله و تأله به و صار إلها ً و مسيحا ً بالله ) .
في الصفحة 142 – ( الضمير المسيحي موجود في كل الوجود و منذ سر الوجود و اشترك به يسوع الناصري و أصبح يسوع المسيح و اختفى و ذاب و اندمج بالله ، أي ماتت الموجة بالمحيط و عاشت في حيوية المحيط .. عندما تدخل قطرة الماء إلى المحيط لم تعد موجودة إلا بوجود المحيط .. و هذه هي حقيقة المسيح ، لم يعد يسوع ابن مريم و يوسف و لا ابن النجار و ليس شابا ً و ليس جسدا ً و ليس فكرا ً .. هو التجاوز و الصعود إلى الضمير الكوني .. ) .
أيضا ً في الصفحة 142 – ( اليهود يتحدثون مع يسوع و هو أصبح مسيحا ً آخر ) .
أيضا ً بنفس الصفحة ( يقول لهم أنا قبل إبراهيم هذا هو الضمير المسيحي الكوني لا يسوع الناصري ) .
في الصفحة 192 - ( هذا هو يسوع الناصري و قام باسم يسوع المسيح .. كان ابن الإنسان و أصبح ابن الله ) .
في الصفحة 222 - ( و لكن يسوع الناصري عرف نفسه و عاد إلى بيته و أصله و دوره ِ ) .
التعليق :
عذرا ً منك مريم نور فنحن نتفق معك حول رسالة السيد المسيح و دعوته و لكننا نختلف معك حول طبيعة شخصه الكريم ، القراءة السطحية لكلماتك حول شخصية المسيح قد تبهر القارئ العادي و لكنها غير مقبولة عند القارئ المتعمق لاهوتيا ً المؤمن بتعاليم الكنيسة الأم التي تأسست عند حلول الروح القدس على التلاميذ في يوم العنصرة و لم تتأسس على يد آريوس أو نسطوريوس أو الأبيونيين وغيرهم من الهراطقة و هذا القارئ المؤمن المطلع على تقاليد الكنيسة و تاريخها يقرأ ببصيرته الواعية و ليس ببصره و يحاول أن يجد المخفي ما وراء الأكمة .
لقد حاولت مريم نور بكتابها الذي نسلط عليه ضوء الحقيقة ، بأن تخبرنا بأن المسيحي له الحق بأن يكون مسيحا آخر و نحن فعلا ً بعقيدتنا المسيحية مدعون لأن نسعى لبلوغ قامة المسيح يقول القديس أوغسطينوس و القديس إيرناوس ( أن الإله تجسد و أخذ جسدا ً لكي يدعو الإنسان أن يتأله ) ، لكن من المهم أن نشرح تأله الإنسان بأنه تأله يحصل فيه على صفات للألوهية و لكن من دون أن يصير هو الله أو موازي لله الضابط الكل . في كتاب المسيح تخبر مريم نور القارئ بأن المسيح كان إنسانا عاديا ً هو يسوع الناصري اشترك بالضمير المسيحي الكوني ( كما تقول ) و اختفى و ذاب و اندمج بالله ، أي ماتت الموجة بالمحيط و حبة الملح ذابت فيه و تحول أو آل يسوع الناصري إلى يسوع المسيح و هذا الفكر يا مريم نور لا يمكن اعتباره إلا هرطوقيا ً بامتياز .
و إذا حاولنا أن نصنف هرطقة مريم نور بكتابها وجدناها أقرب إلى هرطقة الأبيونيين ، فمن هم الأبيونيين :
الأبيونية : و هي فئة من اليهود المتنصرين ، التحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبيا ً عظيما ً من الأنبياء . لا يعترفون بألوهيته و لا ببنوته لله ، بل يقولون بأنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان ، أو بالحري أن المسيح المبدأ الأزلي دخل يسوع يوم عماده و فارقه يوم استشهاده . تقوم رسالته على التعليم و التبشير دون الفداء و الخلاص ، يقبل الأبيونيون إنجيل متى وحده ، و يسمونه " الإنجيل بحسب العبرانيين " و هو نفسه إنجيل متى الآرامي و لكنه ناقص و محرف و مزيف ، كما يشهد أبيفانوس . أما فروضهم فتتركز على الاغتسال الدائم بالماء للوضوء و التطهير ، و على تحريم الذبائح ، و يشددون على أعمال البر و الاهتمام باليتامى و العناية بالفقراء و المساكين و أبناء السبيل ، و يوصون بإعالة المحتاجين و إطعام الجياع و إقراء الضيوف و الغرباء ... و اسمهم يدل على ذلك ، فهو يشتق من قول المسيح : " طوبى للفقراء " و بلغتهم العبرانية : " طوبى للأبيونيين " . ذكرهم ايريناوس في كتابه " ضد البدع " ، و أوريجانوس في كتابه " ضد سلوس " ، و أبيفانوس في " الشامل في الهرطقات " . دخل في شيعتهم معظم رهبان قمران بعد خراب هيكل أورشليم ، فهاجروا إلى الحجاز و انتمى إليهم بعض القبائل العربية و منهم القس ورقة ابن نوفل مطران كنيسة مكة النصرانية .
و الآن بعد أن استفضنا في شرح الهرطقة الأبيونية و لأن نظرة مريم نور لطبيعة المسيح تماهي و تحاذي هذه البدعة سنأتي بشرح بسيط لهذه النقطة مستندين إلى المفكر الأرثوذكسي الفذ اسبيرو جبور من كتابه النفيس ( سر التجسد الإلهي ) و كتاب ( العذراء في اللاهوت الأرثوذكسي ) و مما جاء حول طبيعة شخصية المسيح بأن يسوع في يوم بشارة الملاك لمريم العذراء بالحبل المقدس ضم يسوع الطبيعة الإلهية و الطبيعة البشرية دون أن تستحيل الطبيعة الإلهية إلى طبيعة بشرية أو الطبيعة البشرية إلى إلهية ..اتحدتا بدون امتزاج أو اختلاط أو تشويش أو ... نقول لاهوتيا : إن يسوع صار أقنوما لطبيعتيه . كان أقنوما لطبيعته الإلهية . يوم البشارة صار أيضا أقنوما لطبيعته البشرية . نقول قنمها فصارت مقنمة : صارت موجودة في أقنوم الابن يسوع .
مريم نور في كتابها تحاشت مطلقا ً ذكر المسيح ( بالرب يسوع المسيح ) و اعتمدت النقص بالتوضيح لرسالته الفدائية الخلاصية للجنس البشري بأجمعه و مصالحته الإنسان مع الله و لم تذكر أبدا ً حقيقة التجسد الإلهي و كيفية ولادة السيد المسيح الفائقة التصور ، في هذه النقاط جميعها عتبنا و عدم تبنينا للكتاب و وضعه تحت دائرة الالتباس .
فالإيمان المستقيم الرأي لا يقسم يسوع المسيح إلى اثنين كما فعل النساطرة و لا يمزج الطبيعتين كما فعل اوطيخا و لا يتبنى آريوس و الأبيونيين الذين لا يؤمنون بألوهية المسيح . و لا نقول بأقنومين أبدا لأن الشخصين ( أي الأقنومين ) لا يتحدان إلا أدبيا ً ( كيرللس الإسكندري في مجموعة الشرع الكنسي ) بينما الطبيعتان في يسوع متحدتان أقنوميا ً في أقنوم الابن يسوع أخذ طبيعة بشرية لا أقنوما بشريا ً .
علينا أن نوضح لفظة " أدبيا ً " أي شخصين من البشر لا يتحدان إلا بالمودة و المحبة و الصداقة . يبقى كل منهما مستقلا ً في وجوده عن الشخص الآخر . أما اتحاد الروح و الجسد في شخص أي إنسان ، فهو اتحاد أقنومي لأن الإنسان أقنوم على صورة الأقنوم الإلهي كذلك الطبيعتان في يسوع متحدتان أقنوميا . أي أن أقنوم يسوع الإلهي يضمهما كيانيا و وجوديا . وجوديا و كيانيا الشخصان البشريان مستقلان أحدهما عن الآخر . في شخص يسوع ليست الطبيعة البشرية مستقلة عن الطبيعة الإلهية هما متحدتان إلى الأبد في شخص يسوع الواحد . المسألة إيمانية لا قضية تخضع لتحليل العقل البشري القاصر المحدود .
********************
جاء في كتابها الصفحة 106 – ( و مريم المجدلية هي من أجمل نساء الإنجيل و لما تعرفت على محبة المسيح قالت له " وحدك الذي أكرمتني بالحب " و تركت كل شئ و تبعته و ذهبت معه إلى الهند و تعلمت أسرار الدين و البدن ) .
نطالب مريم نور بدليل علمي أو تاريخي أو أنثربولوجي واحد لنعتقد معها بحشوها كتابها هذا الإدعاء المزيف و البعيد عن الحقيقة . و إن كانت هي تجاري بعض أصحاب العقول الضيقة بهذه الفرضية التي خرجوا بها ، من جراء تعتيم الأناجيل الأربعة عن طفولة يسوع قبل سن الثلاثين ، وقالوا بسفر يسوع لبلاد الهند حتى يتعلم كل ما يتعلق بالحكمة و الغنوصية من الشرق القديم و أضافت مريم نور على هذه الرحلة على المسيح أيضا ً رفقة مريم المجدلية
هنيئا ً لك يا مريم نور على هذا الاكتشاف الافتراضي الذي أفقدك أمانتك و مصداقيتك العلمية .
لم يذكر الإنجيليون طفولة المسيح لأن الإنجيل ركز على رسالة المسيح الفدائية و عمله التبشيري الذي بدأه بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان و بسن الثلاثين عاما ً ، أما آخر صورة في الإنجيل ليسوع بطفولته هي في سن الثانية عشر عندما أضاعت مريم و يوسف الطفل يسوع أثناء زيارتهم لأورشيلم في عيد الفصح فوجدوه بعد ثلاثة أيام في الهيكل ، جالسا ً مع معلمي الشريعة ، يستمع إليهم و يسألهم ، و كان جميع سامعيه في حيرة من فهمه و أجوبته فلما وجداه والديه اندهشا ( لوقا 2 : 39- 52 ) ، هاهو يسوع في سن الثانية عشر يجادل و يعلم في هيكل أورشليم ، ليس أي ناس .. بل معلمي الشريعة في ذلك الوقت و أين يحاضر بهم ، في عقر دارهم ، الهيكل .. لماذا لم تلفت لك يا مريم نور هذه الصورة نظرك ؟؟ و مررت عليها دون تأمل !!
هل المسيح بحاجة لكي يسافر للهند أو غيرها ليتلقى العلوم و الأفكار و هو مرسل من الله و مولود بواسطة الروح القدس من مريم العذراء و هو روح الله كما قال القرآن عنه . فهل روح الله ينقصه علوم و أفكار أهل الهند أو غيرها . حاشا يا مريم نور . استفتي قلبك
يجوز يا سيدتي أنك بفترة كتابتك كتابك هذا قد شاهدت فيلم ( شيفرة دافنشي ) للمؤلف دان براون و تأثرت به و كلنا يعلم ، الصغير قبل الكبير ، بهذه الرواية البوليسية التركيبية التي جهد براون في نسجها من محض خياله الصرف ، و أسفاه على (عالمة ) مثلك مدعية للعلم بأن تستند على خيالات الروائيين و هذياناتهم .
********************
كتبت مريم نور في كتابها ( المسيح ) في الصفحة 52 – حرفيا ( لنبني بيوتنا على الصخر و أقوى صخرة هي الصحوة .. أي الوعي و المعرفة و عندما قال المسيح : يا بطرس أنت الصخرة و عليك أبني كنيستي و أمتي و بيعتي ، أي كان واثقا ً و متأكدا ً بأن بطرس هو الأكثر إدراكا ً و ثباتا ً من غيره و أخبر جميع الرسل عن أهمية هذه الزاوية المتينة . هذه الرموز تشير إلى أن بطرس هو العقل الملائم و المتين لبناء هذه الأمة .. هو الأساس لبناء هذا الإنسان الجديد .. و لكن الكنيسة استبدلت بولس بدلا من بطرس و كان رفيقا ً خطيرا ً أي كالأفعى و ليس كالصخر ) . انتهى الاقتباس من كلام مريم نور .
أما الصواب أغفلته مريم نور في موضوع الصخرة التي أشار إليها السيد المسيح ، فالصخرة كانت ترمز إلى تعاليم السيد المسيح و رسالته التي سيبني كنيسته عليها و لا يقصد بالصخرة بطرس أبدا ً . لنراجع متى 16 : 18 حيث جاء ( و أنا أقول لك أيضا أنت بطرس و على هذه الصخرة أبني كنيستي و أبواب الجحيم لن تقوى عليها ) لاحظوا كلمة الصخرة مؤنث و ليست مذكر و المقصود بها تعاليم المسيح و رسالته للعالم .
و نبقى بنفس المكان و الزمان ( الزمكانية ) و لكن ننتقل من نص إنجيل متى إلى نص إنجيل ( مرقس 18 : 29 - 33 ) ( فقال لهم و أنتم من تقولون إني أنا . فأجاب بطرس و قال له أنت المسيح فأنتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه ، و ابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا ً و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و بعد ثلاثة أيام يقوم و قال القول علانية ً فأخذه بطرس إليه و ابتدأ ينهره ، فالتفت و أبصر تلاميذه فأنتهر بطرس قائلا ً اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس ) نجد أن المسيح ينتهر بطرس و ينتهره بالشيطان بعد أن قال له أنت بطرس و على هذه الصخرة أبني كنيستي و من المؤكد أن الصخرة لا يقصد بها بطرس .
نجد عند رسالة بولس في ( كورنثس الأولى 10 : 1 – 4 ) ما يلي
: ( فلا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة أن آبائنا كانوا كلهم تحت السحابة ، و كلهم عبروا البحر ، و كلهم تعمدوا لموسى في السحابة و في البحر ، و كلهم أكلوا طعاما ً روحيا ً واحدا ً ، و كلهم كانوا يشربون شرابا ً روحيا واحدا ً من صخرة ٍ روحية ٍ ترافقهم ، و هذه الصخرة هي المسيح ) .
********************
جاء في كتابها ( المسيح ) الصفحة 216 – ( إن جسد المسيح بقي حيا ً و محفوظا ً بسبب علم القبيلة التي ينتمي إليها و هي Essenes أسينيون ، شيعة يهودية كانت تقيم في قمران على شاطئ البحر الميت ... ) .
هذا إدعاء مريم نور على المسيح في كتابها المزعوم .
من هم الأسانييون ؟ و هل من علاقة للمسيح بهم ؟
أحيل القارئ لكتاب علمي جاد و موثق بدقة عالية بعنوان ( الأسانييون ، و قمران ، و يوحنا المعمدان ، و يسوع ) ، تأليف هارتموت شتيغيمان ، تعريب الأب خليل شحادة ، منشورات تعاونية النور الأرثوذكسية بيروت 2008 . أما من هو شتيغيمان هذا .
ولد شتيغيمان العام 1933 ، و هو يحمل شهادة دكتوراه في العهد القديم و أخرى في اللغات السامية و تاريخ الأديان ، و هو أستاذ علوم العهد الجديد في كلية اللاهوت في جامعة غيورغ أوغوست في مدينة غوتينغن الألمانية ، و هو ، بالإضافة إلى هذا ، مدير معهد الدراسات اليهودية القديمة و رئيس مركز الأبحاث المتعلقة بقمران في هذا المعهد . اشترك شتيغيمان منذ العام 1954 في العمل على مكتشفات قمران . و هو عضو في حلقة صغيرة من الباحثين يمكنهم الإطلاع على المخطوطات الأصلية المكتشفة في قمران . له أكثر من أربعين بحثا ً علميا ً متخصصا ً ، تتعلق كلها بيسوع و قمران .
تقع الأنقاض المهجورة ، المعروفة عند البدو ، منذ زمن بعيد ، باسم " خربة قمران " على الطرف الشمالي الغربي للبحر الميت ، على بعد 12 كلم جنوب أريحا ، عثر في كهوفها بين العامين 1974 و 1956 على تسعمائة مخطوط أضاءت للعلماء الكشف عن الطائفة اليهودية الأسانية و بسبب ضخامة كتاب شتيغيمان حيث يبلغ 400 صفحة من القطع الكبير بترابط و تسلسل شيق و بديع بالتوثيق و التحليل الدقيق للأدلة العلمية أحيل القارئ هنا إلى خلاصة الخلاصة لهذا الكتاب حيث ورد في الصفحة 371 – ( لم تكن ليسوع أية علاقة شخصية بالأسانيين ، على الأقل لم يخضع قط لإجرائهم في القبول ذات السنين الثلاث الذي كان من الممكن أن يؤمن له معرفة قريبة من آرائهم . لكن أمكنة إقامته لم تقدم له أيضا ً اتصالات بالأسانيين . بالتأكيد كان الأسانييون يقطنون في بيت لحم ; لكن التقليد الإنجيلي لا يجعله يقيم هناك سوى أيام قليلة فقط بعد ولادته . أثناء معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن كانت المسألة متعلقة ببشارته ; لم يكن يسوع مهتما ً هناك أبدا ً بما هو أساني ، من المؤكد أيضا ً أنه لم يقم برحلات إلى قمران ) .
و العالم شتيغيمان ينكر بكتابه علاقة يوحنا المعمدان بالأسانيين و يأتي ببراهينه و يرفض تأثير الأسانية بالمسيحية الأولى من ناحية المعمودية و الأفخارستيا ( العشاء الرباني ) و يبين الفروق الكثيرة . . فشكرا ً للعالم شتيغيمان و لأمثاله الذين يضعون الأمانة العلمية نصب أعينهم منزهين من كل تعصب ٍ أو أهواء أو ولاء .
كنا نتمنى من مريم نور لو أضافت لإدعاءاتها و هذياناتها مستنداتها العلمية التي تثبت و تؤيد الضلال الذي ألبسته لبوس الحقيقة .. على الأقل !! لأن العالم يحترم عقول من يقرأه و يقدس الأمانة العلمية في كل ما يكتبه و يسميه علما ً ، العلم الخالي من الأمانة لا يعدو كونه ثرثرة تذروه الرياح أمام شمس الحقيقة فإن كنت يا دكتورة مريم نور لا تدركين أخطائك فالجهل في حد ذاته ليس عيبا ً و إنما التظاهر بعكس ذلك و إن كنت لا تدركين أخطائك فهذه الطامة الكبرى .. و هنيئا ً لأمتنا بأمثالك من العلماء
العفو منك يا سيدتي الباحثة العارفة العالمة بالأسرار .. أرجوك ِ تنحي جانبا ً . . و لا تحجبي عنا ضوء الشمس .
********************
Comment