نينوى Nineveh:
بني نينوى شعب بابلي الاصل (سفر تكوين 10: 11). وكانوا يعبدون الآلهة عشتار، او عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت اسماء مختلفة. ومن قاعدة عشتار في نينوى نقل الحوريون والحثيون عبادتها الى جنوب آسيا. وكانت نينوى تدين بالولاء لاشور، التي كانت تبعد عنها حوالي ستين ميلاً، الى ان بنى شلمناصر قصراً له في نينوى، حوالي سنة 1270 ق.م. واعتبرها قاعدة ملكه. واستمر خلفاؤه يسكنونها الى ايام اشور ناسربال وابن شلمناصر اللذين لم يكتفيا بنينوى، بل جعلا مدينة كالح عاصمة اخرى مثل نينوى، حوالي 880 ق.م. ولكن نينوى استعادت استئثارها بالرئاسة فيما بعد. وكان ملوك الاشوريين يعنون باحضار الغنائم والاسلاب معهم الى نينوى وتركها هناك لتنمو المدينة وتزداد عظمة وغنى وجمالا. حتى انهم اعتبروا العالم القديم كله عبداً لنينوى يمدها بما تحتاجه. والى جانب القصور الشاهقة والشوارع الواسعة والهياكل والاسوار والقلاع، التي عرفت نينوى بها، بنى اشور بانيبال (حوالي سنة 650 ق.م.) مكتبة عظيمة، ضم اليها جميع الوثائق الحكومية والادارية والرسائل الدبلوماسية والمعاملات الداخلية والاوامر الملكية ونسخاً من المعاملات والوثائق والمراسلات التي عثر عليها في بابل. ومن الانبياء الذين تحدثوا مسبقاً عن دمار نينوى يونان (يونان 1: 2 و3: 2-5) وناحوم (1: 1-3).
وسمى النبي نينوى ((مدينة الدمار)) وكانت كلها ملآنة كذباً وخطفاً. (نا 3: 1) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وذلك بسبب الحروب الضارية التي خاضها شعب نينوى ضد الدول المجاورة وللمعاملة القاسية التي عاملوها بها المغلوبين. فقد كان ملوكها يتسلون بجذع انوف الاسرى وسمل عيونهم وقطع ايديهم وآذانهم، وحملها الى العاصمة وعرضها امام الشعب.
ولكن الامبراطورية الاشورية اخذت في التقهقر والانحلال في اواسط القرن السابع قبل الميلاد وفي سنة 625 ق.م. اعلن نابوبلاسر، حاكم بابل، استقلاله عن نينوى. ثم في سنة 612 ق.م. تحالف مع جيرانه اهل مادي وهاجم نينوى نفسها ودمرها وساعده على ذلك فيضان دجلة وطغيان مياهه على الشوارع والساحات. وتحولت المدينة العظيمة الى مجرد اسطورة، وتحول عمرانها الى آثار عفى عنها الزمن، فنسبها اليونانالرومان، ولم يكتشف بقاياها الا بعض الاثريين والمؤرخين في منتصف القرن الماضي. ومن اشهر الملوك الذين وجدت آثارهم في نينوى شلمناصر وتغلث فلاسر وسنحاريب وآسرحدون واشور بانيبال. وقد أدت هذه الاكتشافات الى قيام جدل طويل على حجم المدينة، فقيل ان طولها يبلغ عشرين ميلاً، وعرضها اربعة عشر ميلاً، وانها تضم كوبونجل ونمرود وخرسباد وكرملس، والحقيقة ان هذه المدن كانت في منطقة نينوى وليس في المدينة نفسها، وان المساحة الكبيرة هي للاقليم كله.
وما تزال شواهد التاريخ الآشوري قائمة على ضواحي نينوى، التي ولدَت مدينة الموصل. وهي تبعد بمسافة 400 كيلومتر للشمال من بغداد.
* ألقوش:
كان النبي ناحوم القوشيا Elkoshite. ويذكر تقليد أن القوش كانت من ضمن بلدان الجليل. ويقول تقليد آخر أنها كانت تقع جنوبي بيت جبرين في منحدرات يهوذ.
ويوجد تقليد متأخر يقول أن موطن ناحوم كان في أرض أشور على مسافة سفر يومين شمالي الموصل.. وهو عليه خلاف.. ويقول انصار هذا الرأي أن ألقوش هي قرية* تبعد عن الموصل مسافة 46 كيلومتراً، وفيها مدفَن النبي ناحوم الذي كان يهود العراق يقومون بزيارته في موسمه (وهو موجود حتى الآن). وقرية ألقوش الآن في العراق هي قرية مسيحية سكانها الألقوشيون من مسيحيي الكلدان التابعين لكنيسة بابل على الكلدان (كاثوليكية شرقية)، وما يزالون كما عند مواطني لنواحي والأقضية المحيطة بمدينة الموصل، يتكلمون بلهجة (السورَث) الكلدانية.
___________________
* بموحب قانون التقسيم الجغرافي في العراق: هناك المدينة (بغداد، الموصل، إلخ.)، والقضاء (القائمقامية) والناحية (يديرها مدير ناحية) والقرية.
يتبع.............
عاصمة الامبراطورية التي ازدهرت ازدهاراً عظيماً في بعض القرون السابقة للميلاد. وقد شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة، على فم رافد صغير فيه، المعروف برافد الخوسر، على بعد خمسة وعشرين ميلاً من التقاء الزاب مع نهر دجلة، وقبالة الموصل وكان العبرانيون يعممون اسم نينوى حتى يشمل كل المنطقة حول التقاء الزاب بدجلة (تك 10: 11 و12، يون 1: 2و 3: 3).
شكل تخطيطي لموقع مدينة نينوى
بني نينوى شعب بابلي الاصل (سفر تكوين 10: 11). وكانوا يعبدون الآلهة عشتار، او عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت اسماء مختلفة. ومن قاعدة عشتار في نينوى نقل الحوريون والحثيون عبادتها الى جنوب آسيا. وكانت نينوى تدين بالولاء لاشور، التي كانت تبعد عنها حوالي ستين ميلاً، الى ان بنى شلمناصر قصراً له في نينوى، حوالي سنة 1270 ق.م. واعتبرها قاعدة ملكه. واستمر خلفاؤه يسكنونها الى ايام اشور ناسربال وابن شلمناصر اللذين لم يكتفيا بنينوى، بل جعلا مدينة كالح عاصمة اخرى مثل نينوى، حوالي 880 ق.م. ولكن نينوى استعادت استئثارها بالرئاسة فيما بعد. وكان ملوك الاشوريين يعنون باحضار الغنائم والاسلاب معهم الى نينوى وتركها هناك لتنمو المدينة وتزداد عظمة وغنى وجمالا. حتى انهم اعتبروا العالم القديم كله عبداً لنينوى يمدها بما تحتاجه. والى جانب القصور الشاهقة والشوارع الواسعة والهياكل والاسوار والقلاع، التي عرفت نينوى بها، بنى اشور بانيبال (حوالي سنة 650 ق.م.) مكتبة عظيمة، ضم اليها جميع الوثائق الحكومية والادارية والرسائل الدبلوماسية والمعاملات الداخلية والاوامر الملكية ونسخاً من المعاملات والوثائق والمراسلات التي عثر عليها في بابل. ومن الانبياء الذين تحدثوا مسبقاً عن دمار نينوى يونان (يونان 1: 2 و3: 2-5) وناحوم (1: 1-3).
وسمى النبي نينوى ((مدينة الدمار)) وكانت كلها ملآنة كذباً وخطفاً. (نا 3: 1) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وذلك بسبب الحروب الضارية التي خاضها شعب نينوى ضد الدول المجاورة وللمعاملة القاسية التي عاملوها بها المغلوبين. فقد كان ملوكها يتسلون بجذع انوف الاسرى وسمل عيونهم وقطع ايديهم وآذانهم، وحملها الى العاصمة وعرضها امام الشعب.
ولكن الامبراطورية الاشورية اخذت في التقهقر والانحلال في اواسط القرن السابع قبل الميلاد وفي سنة 625 ق.م. اعلن نابوبلاسر، حاكم بابل، استقلاله عن نينوى. ثم في سنة 612 ق.م. تحالف مع جيرانه اهل مادي وهاجم نينوى نفسها ودمرها وساعده على ذلك فيضان دجلة وطغيان مياهه على الشوارع والساحات. وتحولت المدينة العظيمة الى مجرد اسطورة، وتحول عمرانها الى آثار عفى عنها الزمن، فنسبها اليونانالرومان، ولم يكتشف بقاياها الا بعض الاثريين والمؤرخين في منتصف القرن الماضي. ومن اشهر الملوك الذين وجدت آثارهم في نينوى شلمناصر وتغلث فلاسر وسنحاريب وآسرحدون واشور بانيبال. وقد أدت هذه الاكتشافات الى قيام جدل طويل على حجم المدينة، فقيل ان طولها يبلغ عشرين ميلاً، وعرضها اربعة عشر ميلاً، وانها تضم كوبونجل ونمرود وخرسباد وكرملس، والحقيقة ان هذه المدن كانت في منطقة نينوى وليس في المدينة نفسها، وان المساحة الكبيرة هي للاقليم كله.
وما تزال شواهد التاريخ الآشوري قائمة على ضواحي نينوى، التي ولدَت مدينة الموصل. وهي تبعد بمسافة 400 كيلومتر للشمال من بغداد.
* ألقوش:
كان النبي ناحوم القوشيا Elkoshite. ويذكر تقليد أن القوش كانت من ضمن بلدان الجليل. ويقول تقليد آخر أنها كانت تقع جنوبي بيت جبرين في منحدرات يهوذ.
ويوجد تقليد متأخر يقول أن موطن ناحوم كان في أرض أشور على مسافة سفر يومين شمالي الموصل.. وهو عليه خلاف.. ويقول انصار هذا الرأي أن ألقوش هي قرية* تبعد عن الموصل مسافة 46 كيلومتراً، وفيها مدفَن النبي ناحوم الذي كان يهود العراق يقومون بزيارته في موسمه (وهو موجود حتى الآن). وقرية ألقوش الآن في العراق هي قرية مسيحية سكانها الألقوشيون من مسيحيي الكلدان التابعين لكنيسة بابل على الكلدان (كاثوليكية شرقية)، وما يزالون كما عند مواطني لنواحي والأقضية المحيطة بمدينة الموصل، يتكلمون بلهجة (السورَث) الكلدانية.
___________________
* بموحب قانون التقسيم الجغرافي في العراق: هناك المدينة (بغداد، الموصل، إلخ.)، والقضاء (القائمقامية) والناحية (يديرها مدير ناحية) والقرية.
يتبع.............
Comment