** تاريخ الدخائر المقدسة **
يؤكد مؤرخو الكنيسة الانطاكية
ان الملكة هيلانة من اصل سريانى ويقولون ان قسطنس خلوروى عندما كان فى طريقه الى بلاد الفرس خطبها من ابيها كاهن قرية فجى وتزوج منها فى مدينة الرها وذلك فى النصف الثانى من القرن الثالث , فأنجب منها ولدا اسمه فلاديوس واليريوس اورليون الذى اصبح ولى عهده وعرف فيما بعد باسم قسطنطين الكبير ..
ولما كان قسطنطين ابنا بارا لامه الملكة هيلانة , فقد استأدنت منه سنة 326م لزيارة اورشليم وكانت تبلغ من العمر وقتها 80 عاما ..
فسمح لها بدلك وارسلها فى موكب ملكى وحراس , وكان هدفها البحث عن خشبة الصليب المقدسة
فأستدعت اليها كل شيوح اليهود الطاعنيين فى السن لعل احدا يعرف مادا حدث لخشبة الصليب ؟
وكان بينهم الحاخام يهودا فقالت لهم :
" اننى ابحث عن خشبة صليب يسوع الناصرى الدى جرى صلبه بين لصين فى عهد بيلاطس البنطى , اين يكون صليبه الان ؟
" قالت هدا فى صورة تهديد , فخاف اليهود من نقمة الملكة عليهم فأراها الحاخام يهودا " كان قد حمل اسم قرياص عند عماده " تلا مرتفعا وافهمها انه من الاقوال المتوارثة والمتداولة بين اليهود من الاجيال السابقة ان الصليب يختفى تحت الاتربة والبقايا فى هدا التل ...
فأمرت الملكة برفع الاتربة والانقاض فوجدت القبر وبجانبه مغاره بها ثلاث صلبان مع علة صلبه التى كتبها بيلاطس البنطى بثلاثة لغات ليتوج بها الصليب وكليل الشوك والمسامير والحربة .
ولم تستطع ان تفرق بين الصلبان الثلاثة , وتصادف مرور جنازة لميت فوضعت عليه الصلبان فقام الميت من احداها ..
وقال القديس روفينوس ان صليب السيد المسيح وضع على امرأة متوفية تدعى " لبانيا " ,
ودكر بطريرك الكنيسة السريانية مار اغناطيوس يعقوب الثالث " ان الملكة تركت جزء من خشبة الصليب فى اورشليم وارسلت الباقى الى قنسطنطين" .
** عنوان الصليب **
يعتبر العنوان الدى وضع على الصليب من الاثار المتبقية الاكيدة .. وان لم يكتشف كاملا الا ان جزء كبير منه موجودا الان ويستطيع المسيحين قراءة عنوان التهمة التى وجهت اليه ,
ويجمع المؤرخين ان الملكة هيلانة قد ارسلت هذا العنوان مع الاثار الاخرى الى روما ..
ومما هو جدير بالذكر انها ارسلت ايضا كمية كبيرة من التراب المأخوذ من الجلجثة ليغطوا به المكان الذى بنيت عليه مدينة روما ..
وبعد حوالى قرن من الزمان قام الامبراطور فالنتينيوس الثالث ابن قنسطنس قيصر بتزيين المكان الذى وضعت فيه الملكة هيلانة العنوان المقدس بالموزايكو ووضع العنوان فى قمة الكنيسة .
وبمرور الزمن نسى الناس مكانه كما لم يلاحظ احد ..
وفى سنة 1492 م اراد كاردينال كنيسة الصليب المقدس بترميمها فأكتشف العمال هذا الكنز النفيس الذى يعتبر من الدخائر المقدسة الهامة, فعم الفرح الشعب المسيحى فى العالم , وتوافدت الجموع لرؤيته لمدة 3 ايام ...
وعند اكتشاف الاثر وجد شيئين :
الغلاف ,
والاثر نفسه " عنوان الصليب " ...
+ الغلاف :
وهو قالب من الطوب محفور فيه بحروف قديمة ارتفاعها 50 مم .
Titilies Crucis وهى كلمات لاتينية تعنى " عنوان الصليب "
عنوان الصليب :
ويوجد فى روما جزء من هدا العنوان وبه ثلاثة سطور :-
- السطر الاول : به الجزء الاسفل من الحروف العربية ولم يتمكن من قرائتها .
- السطر الثانى : Nazarenots
- السطر الثالث : Nazarinesre
** خشبة الصليب المقدسة **
نقلت عام 670 م فى كنيسة اجيا صوفيا فى القسطنطينية وبعد هذا التاريخ لايعلم احد اين دهب التابوت وخشبة الصليب .
ولكن هناك رأى اخر يقول انه بعد اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة فى اوائل القرن الرابع الميلادى قد قسم الصليب الى اجزاء عديدة وانتشرت فى ربوع العالم ..
وهذا هو الرأى الارجح حيث يوجد منها فى روما وفى القسطنطنية ويوجد حاليا جزء منها فى مصر فى كنيسة القديس سيدهم بشاى بدمياط .
ذكر القديس يوستسنوس حجم الصليب كما انه يتكون من قائم ارتفاعة 4 , 8 م, وعارضه يتراوح طولها بين 6,2م - 3,2م
وقد فحص خشب الصليب الحقيقى فأيبتت الابحاث انه من صنع من خشب الاشجار القلفوديه .
ان ماتبقى حاليا من خشبة الصليب يعادل 18 مليون ملليمتر مكعب فقط .
ويرى المؤرخين
انه بعد وفاه هرقل واحتلال العرب المسلمين اورشليم تعرضت كنيسة القيامة للحريق الجزئى , فقرر المسيحيون - تجزئة خشبة الصليب حتى لاتفقد اذا ما تعرضت لحادث مماثل مرة اخرى ...
وتكون فى عدة اماكن بدلا من مكان واحد قسموه الى 19 قطعة صنعوا منها صلبانا -
وكان للآسكندرية نصيب فى قطعة واحدة ولم يذكر هل اخذها الاقباط ام الملكيين ويعتقد انها ذهبت للاقباط .
** بقابا خشب الصليب بعد الاحتلال العربى الاسلامى **
** قطعة من صليب الصلبوت يستولى عليه المسلمون **
فى سنة 590 هجرية بعث الملك الافضل ابن صلاح الدين الايوبى بهدايا الى الخليفة العباسى الناصر
وكانت من هذه الهدايا قطعة من صليب الصلبوت اعطاها للخليفة المسلم حتى يسمح له بأن يكون ملك بعد ابيه طبقا لما ذكره ابن كثير المؤرخ المسلم فى كتابه البداية والنهاية الحافظ ابن كثير الدمشقى المتوفى سنة 774 الجزء 13 من 1416 هجرية - 1996 ميلادية - الناشر مكتبة المعارف بيروت - دار ابن حزم بيروت ص 8
عن هذه الهدايا :
" من ذلك سلاح ابيه وحصانه الذى كان يحضر عليه الغزوات , ومنها صليب الصلبوت الذى استلبه ابوه من الفرنج يوم حطين , وفيه من الذهب ماينيف عشرين رطلا مرصعا بالجواهر النفيسة , واربع جوارى من بنات الفرنج " ...
** اكليل الشوك **
ظل هدا الاثر مختفيا خلال القرون الاولى , او ان المسيحين اخفوه خلال عصور الاضطهاد حتى لايقع فى ايدى الاباطرة او الحكام نظرا لقداسته الكبيرة لديهم ,
ويعتقد ايضا ان المؤرخين فى القرون الاولى والقديسين لم يسجلوا اى شىء عنه حتى لاتقع كتاباتهم فى ايدى الوثنيين فيفقدوا هدا الاثر الثمين .
وفى حوالى سنة 800 م
ارسل بطريرك اورشليم الى الامبراطور شارلمان محرر اسبانيا من العرب مسمارا واشواكا وجزء كبير من الصليب المقدس
وارسلت هذه المقدسات الى دير " سان دنيس "
وقد وجد هناك كتابة عنها على احد القبور يرجع تاريخها الى القرن الثانى عشر دليل على صدق هذه الرواية .
وفى سنة 1100 م
ورد كتاب الى الكونت " روبير " حاكم اقليم " فلاندر " بفرنسا بأنه توجد اثار عظيمة كثيرة محفوظة فى القسطنطنيية ...
وفيما يلى حصر للآثار التى تحدث عنها :-
+ العمود الذى ربط عليه المسيح كلمة الله
+ السوط الذى جلد به
+ الثوب القرمزى الذى البسوه اياه
+ اكليل الشوك
+ القصبة التى اعطوها له كصولجان
+ الملابس التى تعرى منها
+ المسامير التى استعملت فى صلبه
+ جزء كبير من صليبه
+ اللفائف التى وجدت فى قبره .
وفى سنة 1228 م
اقترض امبراطور القسطنطينية بودوان الثانى من البندقية مبلغا كبيرا من المال , ولم يستطع ان يوفى الدين الذى عليه , فتوجه الى ملك فرنسا للاستعانة به فدفع قيمة القرض الا انه اخذ الاثار السابقة المرهونة واصبحت ملكا له بعد ان كانت هذه الاثار رهينة عند مقرضيه .
وبعد بضع سنوات اخرى
شيد لويس ملك فرنسا كنيسة كبيرة مكان كنيسة القصر القديمة بعد ان تسلم قطعة كبيرة من خشب الصليب الحقيقى ,
وكان قد بدأ فى بناء الكنيسة سنة 1241 م وانتهى سنة 1248 م . .
وفى نفس الوقت تم فى بيزا Pisa تكريس مقصورة لجزء من اكليل الشوك .
وتعد كنيسة القديسة العذراء فى مدينة بيزا .
احدى عجائب الفن المعمارى مثلها مثل كنيسة باريس ...
ففى هاتين الكنيستين كانوا يحتفظون بجرء من اكليل الشوك بالصندوق الموجود بكاتدرائية " نوتردام دى بارى " الذى اغنى به ملك فرنسا لويس كنيسة فرنسا به
ومكتوب على الصندوق الاتى :-
الواجهة الاولى من الصندوق
" الاكليل المقدس لربنا يسوع المسيح , الذى فاز به بودان عند الاستيلاء على القسطنطنية فى سنة 1204 م
والذى ارتهن لدى البندقيين فى سنة 1228م وتسلمه بخشوع عظيم الملك لويس فى مدينة فيلنوف Villeneuve من " سانس " فى يوم 10 اغسطس 1239م " ..
الواجهة الثانية من الصندوق
تم نقلها من كنيسة " لا سانت شابيل "La sainte - chapelle الى دير " سان دنيس " بقرنسا بأمر الملك لويس السادس عشر فى سنة 1791م ,
واعيدت الى باريس سنة 1793م ورفع عنها غطاؤها فى بيت صك النقود وحملت الى المكتبة الاهلية فى سنة 1794 م ,
واخيرا اعيدت الى كنيسة نوتردام دى بارى بأمر الحكومة فى 26 من اكتوربر سنة 1804م .
الواجهة الثالثة من الصندوق
تم التعرف عليها فى 5 اكتوبر سنة 1805 بمعرفة دينزيه و شرواران فلوت اللذان كلفا بأن يأخذا فى سنة 1791 جزء منها الى بورويال
وتم نقلها علنا الى كنيسة نوتردام بواسطة الكاردينال رئيس اساقفة باريس فى 10 اغسطس سنة 1806 م
وهى موضوعة داخل حلقة من البللور مبطنة بالبرونز المذهب وخيوط حرير حمراء ...
ويتكون الاكليل نفسه
من فروع الخيزران رفيعة ومتجمعة فى حزم , قطر الحلقة الداخلى 2110 مم وقطر قطاع الاكليل 15 مم والفروع متجمعة بواسطة 15 او 16 رباطا متشابهة
ويصل سللك من الذهب بين الاربطة لكى يقوى هذه الاثار المقدسة .
وعند فحص السطح بواسطة عدسة مكبرة وجد ان
به اقساما من عقل صغيرة -
هذا وان الاكليل المقدس ببباريس ليس قوامه الشوك , ولكنه طوق من خيزران ,
موطنه البلاد الحارة
وان هذا الطوق كبير جدا لايصلح بأى حال للوضع على رأس مخلصنا المسيح ..
وهو لم يستخدم الا كركيزة يضاف اليها ويوضع فوقه اكليل اخر مملوء بالاشواك بحيث يغطى الرأس كله بهدا الطوق ..
اما الاشواك
فكانت من نبات العوسج لان المؤلف يقول
" اننى تأثرت جدا لقراءة الاية 14 من الاصحاح 19 لسفر القضاه التى تقول "
ثم قالت جميع الاشجار للعوسج تعال انت واملك علينا " ..
وعلى القارىء
ان يتخيل هذا النبات ذو الاشواك ينغرس فى رأس مخلصنا يسوع المسيح فيتخضب بدمائه ,
فأصبح نبات العوسج رمزا للمجد الالهى وملكيه المسيح التى سجل بعضها بدماءه على هدا النبات -
الذى يوجد فروع صغيرة منه واشواك منفردة او متصلة محفوظة فى 103 مدينة مختلفة - اهمها الموجودة فى " بيزا " وتريف وبروج
وقد ثبت باقوال المؤرخين ان القديسة هيلانة هى التى ارسلتها هناك .
*** محفوظ فى كاتدرائية نوتردام بفرنسا ***
---------------------------------------------
---------------------------------------------
** المسامير المقدسة **
------------------------
------------------------
لايوجد ادنى شك فى ان المسامير كانت كبيرة جدا بحيث انها تركت فراغا ملحوظا فى جسد المسيح له المجد ,
والدليل على ذلك
ان مخلصنا الصالح دعا توما الرسول الشكاك لان يضع اصبعه فى المكان الذى احدثته المسامير فى يديه ورجليه ..
وحينما ارادوا انزال جسده من على الصليب اضطروا لنزع المسامير اولا من خشبة الصليب لان المسامير كانت رؤوسها كبيرة جدا ولايمكن ان تعبر من خلال جسده ..
واليوم
مازال احد المسامير الحقيقية التى استعملها الرومان فى الصلب محفوظة فى كنيسة الصليب فى روما ..
وهو ليس مدببا وحادا لانه قد برد ووضعت هذه البرادة فى سبيكة من المسامير الاخرى تم صنعها بنفس الطريقة التى صنعت بها مسامير الصلب الاصلية ..
وبهذه الطريقة تم اكثار عدد هذه المسامير ...
ويحتفظ شارل بوريه الكاهن بعدد من المسامير المصنوعة من المسمار المحفوظ فى ميلانو ,
وبروريه يهوى جمع الاثار وقد اعطى منها واحدا للملك فيليب الثانى كأثر ثمين ..
اما المسامير الحقيقية التى وجدتها الملكة هيلانة ,
فقد قيل انها كانت تبحر فى البحر الادرياتيكى , فألقت بأحدى المسامير فى البحر عندما هبت رياح عاصفة واوشكت السفينة على الغرق فهدأ البحر فى الحال ...
ويقال ان الملك قنسطنطين الكبير كان يضع احد المسامير فى التاج الثمين الذى كان يلبسه لحمايته ...
وتمتلك باريس قطعتين من اجزاء هذه المسامير احدهما كان ضمن كنوز دير سان دنيس والاخر فى دير سان جرمان دى بريه .
وعندما تسلم رئيس اساقفة باريس المونسنيور " دى كيلان " المسمار الاول
لاحظ قطعة من الخشب متصلة به وعند فحص هذا الخشب اتضح انه من نفس طبيعة القطعة الكبيرة من خشب الصليب الحقيقى الموجودة فى كاتدرائية نوتردام دى بارى
ويؤكد المؤرخون وجود جزئى من المسمار الحقيقى داخل الطوق الحديدى فى مدينة " مونزا "
وكدلك مسمار بمدينة " تريف " ...
اكتشفتها الملكة هيلانة مع الصليب المقدس وارسلتها الى الملك قسطنطين الذى فرح بها وثبت احدهم فى الخودة الملكية ....
والثلاث المسامير متوزعين فى :-
+ مسمار فى كنيسة الصليب بروما .
+ مسمار فى دير سان دنيس .
+ مسمار فى دير سان جيرمان بفرنسا .
** ملابس والقصبة والاسفنجة والحربة والعامود وعصابة الرأس وحجر التحنيط**
تم العثور عليها مع درجات سلم قصر بيلاطس الذى صعد عليه المسيح ...
والقصبة التى اعطيت على صولجان ...
والاسفنجية المقدسة
والحربة
والعامود الدى ربط عليه وتم جلده
وعصابة الرأس " التى للعين فى بيت قيافا "
وحجر التحنيط الدى استخدمه يوسف الرامى فى تحنيط جسد الرب يسوع موجود فى كنيسة القيامة .
تم كتابة هذا الموضوع من المراجع الاتية :
المؤرخ اوسابيوس " كتاب صلب المسيح "
القديس روفينوس
البطريرك ماراغناطيوس يعقوب الكنيسة السريانية
القديس يوسنسنوس
Comment