في أثناء جولتي وجدت التالي وهو منقول عن موقعwww.safita.cc نرجو المناقشة::
طبعا السيد المسيح ليس يهوديا :
أن للسيد المسيح طبيعتان طبيعة بشرية طبيعة إلهية ولا اعتقد إن الطبيعتان متساويتان والسبب أن المسيح هو الله متجسد بالسيد المسيح وقد اتخذ من هذا التجسد أسماء مختلفة –هو الله –ابن الله –ابن الإنسان –هو –المعلم –المسيح –ملك –نور العالم –خبز الحياة-الماء الحي –الراعي الصالح
-وقد دعاه الله –ابني الحبيب
ودعاه يوحنا المعمدان – حمل الله
ودعاه الملائكة- قدوس وابن الله
ودعاه الشاطين قدوس الله وابن الله
ودعاه قائد المائة والجنود الرومان –ابن الله
ودعاه الرسل والتلاميذ والشعب –رابي –أو رابوني أي المعلم
أما عبارة ابن داود التي أطلقت على السيد المسيح فقد جاءت ثلاث مرات فقط على النحو التالي
على لسان أعميان من الشعب 0متى (9-27 )على لسان أعميان في أريحا (متى 20:30-31 )وعلى لسان البعض من الشعب عند دخول يسوع إلى أورشليم متى (21-9 )
ووردت عند مرقص عبارة يسوع ابن داود (10:47-48 )على لسان رجل أعمى أيضا هو طيماوس في أريحا
كذلك لوقا (18-38 -39 )وأيضا على لسان رجل أعمى في أريحا
والملفت هو أن عبارة يسوع ابن داود التي وردت على لسان الشعب عند دخول يسوع إلى اورشاليم متى (21-9 )ولم ترد في مرقص ولا عند لوقا ولا في يوحنا فقط عند متى
ونحن نعرف أن متى عندما وضع إنجيله كان موجه إلى اليهود بشكل عام ومن خلاله يدعوهم إلى أن السيد المسيح هو الميشا –المخلص الذي ينتظرونه –لكن اليهود كانوا ينتظرون مخلص يخلصهم من الحكم الروماني ولم يكونوا ينتظرون مخلص يخلصهم من عبودية الحرف والخطيئة
ربط السيد المسيح بداود
يؤكد اكثر مفسري الكتاب المقدس اليوم وخاصة مفسري كتب العهد الجديد وعلى رأسهم المفسرون الكاثوليك أمثال بيرو-وبتوا-وبوامار- وغيرهم يؤكدون جازمين أن قضية ربط يسوع المسيح "بذرية داود " هي حديثة العهد في التاريخ المسيحي وهي تعود إلى القرن الرابع للميلاد لا قبل فقد أضيفت على يد المسيحيين من اصل يهودي ووضعت في نصوص العهد الجديد والذي يؤكد ذلك هو أن تيار الإنجيليين الأربع كان يركز على حبل مريم البتولي (يوحنا 6:41-42الحاشية 25 والشروحات في النسخة الكاثوليكية الجديدة اليسوعية طبعة 1989 ص307 )ومعنى ذلك أن المسيحيين من اصل يهودي كانوا يقاومون الحبل البتولي لأته يلغي علاقة السيد المسيح بذرية داود لانهم كانوا ينتظرون مسيحا يهوديا بكل معنى الكلمة من أبوين يهوديين مرتبطين بذرية داود الدموية وهذا المسيح اليهودي يأتيهم وحدهم ينصرهم على أعدائهم ويحررهم ويصبح ملكا على عرش داود وكانوا على بيتة تامة انه إذا جاء من حبل بتولي فلا يكون من ذرية داود ولا يكون بالتالي مسيحهم المنتظر فلذلك قاوموا الحبل البتولي
من جهة ثانية وقبيل الميلاد كان هناك في المشرق جماعات روحية عريقة في روحانيتها تنتظر كل واحدة من جهتها وعلى طريقتها مخلصا روحيا يخلص البشرية جمعاء (المجوس مثلا ) وفي جليل الأمم شمال فلسطين حيث كانت تتجاور جماعات روحية من اتنيات ومذاهب متنوعة في بوتقة توفيقية بلغ انتظار هذا المخلص حد الترقب الوشيك ذلك لأن الفساد الأخلاقي أحذ يهدد الديانات والدول والجماعات البشرية بالانحلال التام وكان هناك خاصة في الجليل –جليل الأمم جماعات من "الاستيين "-والمنذورين (النذيرين )والمكرسين وغيرهم .......................وكانوا جميعا على تقارب فكري وروحي ومسلكي ملفت ينتظرون بلهفة مجيء مسيح مخلص روحي يأتي وشيكا ينشر العدالة والسلام ويعيد العلاقة بين الناس والله يحرر ويخلص البشرية جمعاء ليس من ألا خصام والجيوش العدوة بل من الخطيئة والشر والفساد مسيح روحي قدوس يعيد ملكوت الله على الأرض
نسب يسوع
ليس هناك من تاريخ بالمعنى الحصري للكلمة كما نفهمه اليوم عن حياة السيد المسيح ولا عن نسبه عن أجداده وآبائه لا من ناحية واله بالتبني يوسف ولا من ناحية أمه العذراء مريم كانت مثل هذه التواريخ المفصلة توضع للأباطرة والملوك والحكام . أما السيد المسيح "فمع انه في صورة الله لم يعد مساوي لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر بمظهر الإنسان –27 )(فيلبي 2 :6-7 )لقد ظهر المسيح بمظهر الإنسان العادي "وهو حين يأتي لا يعرف من أين هو (يوحنا 7 :27 )
غير أن متى ولوقا الإنجيليين وضعا كل وعلى طريقته الخاصة جدولا بنسب يسوع وجاع جدول متى في مقدمة إنجيله على الشكل التالي : نسب يسوع ابن داود ابن إبراهيم ....................................ويعقوب ولد يوسف زوج مريم والتي منها يسوع وهو الذي يقال له المسيح (إنجيل متى 1 :1-17 )
وتشمل مقدمة إنجيل متى بعد نسب يسوع على خمسة مشاهد : حبل مريم بيسوع من الروح القدس .قدوم المجوس وسجودهم ليسوع . يسوع في مصر .استشهاد أطفال بيت لحم .الرجوع من مصر والإقامة في الناصرة( متى 1 : 18-25 2 :1-23 )وتعود هذه المشاهد إلى تقليدين إحداهما يتعلق بيهيرودس والآخر بيوسف وهما مستقلان الواحد عن الآخر من حيث الإنشاء والبنية والمضمون
والترجمة اللفظية لعبارة نسب يسوع المسيح :كتاب تكوين يسوع المسيح يقتدي متى في هذا العنوان بعنوان سلالة الإنسان الأول (هذا كتاب سلالة آدم تكوين (5 :1 )فيوحي بأن يسوع يفتتح كتاب تكوين جديد لأنه ادم الجديد (لوقا 3 :38 )إلا أن التاريخ المروي هنا يفيدنا عن نسل يسوع في حين إن سفر التكوين يركز على نسب ادم ففي يسوع يتم معنى تاريخ إسرائيل الروحي
من ولد أحد أورثه صورنه صوره الله (تكوين 5 :1-3 ) بالدم (الأنساب النسلية المألوفة تك 11,1 أخبار 5 :27-29 او بالتبني تك 10 أراد متى أن يعرف عن ناسوت المسيح القائم من بين الأموات والحاضر في كنيسته حتى نهاية العالم ليشير إلى أن يسوع متأصل في ذرية إبراهيم أب المؤمنين
ويذكر متى في جدول نسب يسوع أسماء نساء (تامار –وراحاب –وراعوث – وأرملة أوريا الحثي )غريبات وخاطئات ليدل أن الخلاص شمولي يساهم فيه الجميع –جميع البشر وأن الله قادر أن يخرج من الشر خيرا ولتفسير الرقم المكرر 14 ثلاث مرات يقدم المفسرين عدد من الاحتمالات منها ما يتعلق بالأحرف الصامت بالعبرية المكون من اسم داود منها حول مجيء المسيح بدأ بإبراهيم حتى مجيء الأزمنة والثالث مأخوذ من سفر راعوت مع إضافة أسماء أخرى حتى يكتمل العدد إلى أربعة عشر جيلا
أما نسب يسوع عند لوقا فقد جاء في الفصل الثالث بع اعتماد يسوع على الشكل التالي
وكان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره وكان الناس (يحسبونه )ابن يوسف ابن عالي بن مات بن لاوي ............................ابن شيت ابن آدم ابن الله
خلافا لمتى يضع نسب يسوع في مطلع كتابه لا يذكر لوقا أصل يسوع البشري إلا بعد روى بنوته الإلهية (1:35 و3 :22 )لقد أدرك لوقا أن النسب الحقيقي ليسوع المسيح هو النسب الهي يبدأ بيوسف والد المسيح بالتبني وينتهي بالله لا بداود ولا بإبراهيم ومن حيث النسب الإنساني يريد لوقا أن يصل إلى أدم لا بغيره ليشدد على صلته بالبشرية كلها (أعمال الرسل 17 :26 و31 والواضح تماما أن لوقا لا يهمه أن يربط يسوع بذرية داود كما فعل متى وهذا أمر ملفت حقا وذو نتائج بعيدة –لا يذكر أي ملك بين داود وشألتئيل بل أسماء أنبياء بالأحرى لدفع كل التباس صادر عن المشيحية الدنيوية المرتبطة بداود الملك (لوقا 4 :6 )
ومع أن متى ولوقا يرويان ولادة يسوع من العذراء فكلاهما يذكران أن نسبه إلى البشري هو إلى يوسف غير أن متى يجعل من يوسف ابنا ليعقوب أما لوقا فيجعل من يوسف ابنا لعالي !!! كلاهما يربطان يسوع بشريا بيوسف لأن العهد القديم لا يبني السلالة البشرية الأعلى الرجال ---أنهما يتفقان على أسماء الآباء من إبراهيم إلى داود وعل وشألتئيل وزربابل عند العودة من الجلاء وعل يوسف أبي يسوع يعدد متى 3*14 (=42 )جيلا من إبراهيم إلى يسوع مارا بملوك يهوذا ___ولوقا يعدد 11*7 =77 جيلا من يسوع إلى ادم ولا يذكر من ملوك إسرائيل إلا داود ....!!؟يشدد لوقا على المسيحية الروحية والشاملة كل البشر ولا يهتم بالمسيحية الدنيوية الخاصة باليهود وفي إنجيله (4-6 )يفتخر الشيطان بأن السلطان الدنيوي والسياسي على العالم – أما سلطان يسوع فانه يستمده من أبيه السماوي وهو لا يستمده من البشر – ولا من سلالة داود ويهوذا مسيحية المسيح مسيحية روحية وليست بشرية ولا دنيوية ولا مسيحية يهودية أو داودية أن مملكته ليست من هذا العالم وحتى كهنوته ليس كهنوتا يهوديا هارونيا بل هو كاهن على رتبت ملكي صادق ((وملكي صادق كما هو معروف كاهن إيل (اله الكنعانيين ) ))كما تشهد على ذلك الكتب المقدسة نفسها :سفر التكوين (14 ) والمزامير (110 )والرسالة إلى العبرانيين (7 )وغيرها وكما تجمع على ذلك كل كتب التاريخ
وبما إن نسب يسوع المسيح في إنجيلي متى ولوقا يعتبرهما عامة المسيحيين مستندا تاريخيا لربط يسوع بذرية داود الجسدية سوف نعمد إلى دراسة هذين الجدولين من الناحتين التاريخية والجغرافية بمفهومنا للتاريخ والجغرافية
ففي هذين الجدولين يعتمد متى التوراة في نسختها اليونانية أما لوقا فيعتمد التوراة في نسختها السبعينية التي تختلف عن اليونانية في بعض الأسماء والتواريخ والعبارات فيلجا متى إلى الرموز والإشارات والتوريات فيستعمل الأعداد كما جاء عند اليونان الأقدمين في مفهومها الرمزي –الديني فيستعمل الربعة عشر جيلا 7+7 = 14 وعدد سبعة هو عدد الكمال والقداسة و14 يساوي نصف دورة القمر والقمر رمز إسرائيل المتجدد دوما ........ وهناك ثلاث دورات لأربعة عشر جيلا وهذا يقابل ويرمز إلى أقسام تاريخ إسرائيل المثلث الدورات :زمن البطاركة . زمن الملوك .وزمن ما بعد الجلاء ومتى المشبع بالتقاليد اليهودية لا يتورع عن الحذف والزيادة عن التبديل والإضافة كل ذلك كي يتطابق عدد أجداد يسوع بالأعداد المقدسة الكاملة فهو يلاحظ أن النسب الوارد في سفر راعوت (4 :18-22 ) والمكرر في سفر الأخبار الأول (2 :10-13 )هذا النسب يحوي عشرة أسماء فإذا أضيف إليها أبو فارص (؟)والآباء الثلاثة إبراهيم واسحق ويعقوب كان المجموع 14 من إبراهيم إلى داود وقد أهمل أسماء الملوك الثلاثة بين يورام وعوزيا والملوك الثلاثة الذين أهملهم هم أجزيا 841 ق .م
يوأش 835-796
وأمصيا 811 – 782
راجع سفر الملوك الثاني 9 14-29 .12 :1-22 .14 :1-22
كذلك متى الغارق في عبرانيته يورد اسم يكنيا الملك كأحد أجداد يوسف البتول مع أن العهد القديم في سفر ارميا يقول صراحة إن يكنيا هذا 598-597 وهو يدعا أيضا كنيا ويوياكين في الكتاب –كان شريرا وعقيما وهذا هو النص بالحرف الواحد
"" حي أنا يقول الرب لو كان كنيا ابن يويا قيم ملك يهوذا خاتما في يدي اليمنى لنزعته منها يا ارض يا ارض يا ارض أسمعي كلام الرب وهكذا قال الرب سجلوا هذا الإنسان كنيا عقيما رجلا لم ينجح في أيامه فلن ينجح من ذريته أحد في الجلوس على عرش داود والتسلط في يهوذا من بعد
من هنا وبالمفهوم التاريخي المجرد نجد أن سلالة داود قد انتهت وتلاشت مع كنيا ملك يهوذا 598-597 وذلك خلال جلاء اليهود الى بابل فهل من الممكن والمعقول بعد كل ذلك ان يكون يسوع من ذرية داود وسلالته الملكية وأن يجلس على عرش داود ابيه
(( والغرابة ان بين السيد المسيح وداود 28 جيلا لماذا ليس المسيح ابن إبراهيم مثلا ))
ألم يقل المسيح هو نفسه وبالحرف الواحد "ليست مملكتي من هذا العالم –لو كانت مملكتي من هذا العالم لدافع عني حراسي لكي لا أسلم إلى اليهود ولكن مملكتي ليست من هاهنا
والغريب حقا والذي يلغي تماما الصفة التاريخية عن ربط يسوع بذرية داود هو أن من داود إلى يسوع هناك ثلاث أسماء تتطابق فقط في جدولي متى ولوقا وهذه الأسماء هي زربابل . شألتئيل .والياقيم ((فلتراجع جميع النسخ الكتابية بجميع ترجمات لغات العالم )) والأغرب من ذلك أن جد يسوع بالتربية ووالد أبيه يوسف لايتطابق بين جدولي لوقا ومتى والد يوسف هو يعقوب عند متى وهو عالي عند لوقا ! انه لغريب وعجيب حقا امر هذه الذرية .....تاريخيا لا لا المسيح ليس من سلالة داود
الخلاف على نسب السيد المسيح
منذ بداية المسيحية وحتى في أيام يسوع المسيح نفسه كان هناك بين معاصريه في فلسطين وفي اورشاليم نفسها خلاف شديد حول المسيح حول أصله ونسبه وحول المنطقة التي ولد فيها :
إن هذا نعرف من أين هو وأما المسيح فلا يعرف حين يأتي من أين هو
وأيضا افترى من الجليل يأتي المسيح
وأيضا أجاب اليهود نيقيمودس : أو أنت من الجليل ؟ ابحث تر انه لا يقوم من الجليل نبي
ففي إنجيل يوحنا نفسه هناك أكثر من دليل واضح على هذا الخلاف الشديد بين معاصري يسوع فقد جاء في إنجيل يوحنا في باب أقوال الناس في يسوع ما يلي :
فقال أناس من أهل اورشاليم :أليس هذا الذين يريدون قتله فها انه يتكلم جهارا ولا يقولون شيء ترى هل تبين للرؤساء انه المسيح
من بين أبرز آباء الكنيسة الذين ركزوا بالتحديد على استحالة الربط بين حبل مريم العذراء البتولي وبين ان يكون من ذرية داود هو القديس –ايريناوس – فقد انطلق من النصوص الكتابية وعلى الأخص نص ارميا الشهير (22 :20-30 )الذي يقول يا ارض ...............................................الس ابق ذكره انطلق ايريناوس من هذا النص الواضح ليبرهن على حقيقتين اثنتين كنتيجة حتمية لذلك الحقيقة الأولى إن سلالة داود الملكية قد انتهت فعلا مع الملك يكنيا هذا والكتاب صادق ""لن ينجح من ذريته أحد في الجلوس على عرش داود والتسلط في يهوذا من بعد فلا مجال من بعد لا لليهود ولا لغيرهم من المسيحيين من التلاعب بالنصوص الكتابية اللاحقة على أذواقهم ------والحقيقة الثانية التي لا تقل وضوح عن الأولى والتي تأتي كنتيجة حتمية عنها فهي ان مريم كانت عذراء قبل حبلها بالمسيح وإثناءه وبعده وأن حبلها بيسوع كان حبلا بتوليا وأن الذي كون بها هو من الروح القدس وان المسيح بالتالي هو ابن الله وليس ابنا جسديا لداود
ومن ابرز أباء الكنيسة الذين أنكروا العلاقة الجسدية بين يسوع المسيح وداود القديس ايريناوس والقديس جوستين وكان لهذا الأخير تلميذ يدعى تاتيان السوري وكان عالما ومؤرخا وضع العديد من المؤلفات وأشهر مؤلف وضعه في أواسط القرن الثاني بعد المسيح هو كتاب دياطسرون باليونانية أي الأناجيل الأربعة في كتاب واحد وقد الغى تاتيان كل الفقرات التي تصعد بنسب المسيح إلى داود (راجع فايز مقدسي الأصول الكنعانية للمسيحية أبجدية المعرفة –دمشق
-يقول اللاهوتي الكبير شارل بيرو"في أحداث طفولة يسوع دفاتر إنجيل العدد 18 منشورات سرف باريس 1976 (كانت مريم مخطوبة ليوسف أو متزوجة من يوسف غير أنها وجدت حبلى من الروح القدس أي بقوة الله وهكذا أصبح الوضع غريبا ومتناقضا مريم هي امرأة يوسف والطفل الذي تحمله هو من الله فهذا يتناقض مع كون يسوع يأتي من ذرية داود
يقول دانيال روبس الكاتب والمؤرخ المسيحي واليهودي الأصل ((انه من المستحيل إقامة علاقة نسب متواصلة تربط أم يسوع بداود –دانيال روبس ""يسوع في زمانه فصل ابن الإنسان
يقول العالم إرنست رينان الذي زار المنطقة ونقب بها أن يسوع ولد في الناصرة التي كانت قرية منسية في الحليا جليا الأمم والنصوص الإنجيلية التي تتحدث عن الناصرة موطن يسوع
ذهب يسوع من هناك وجاء إلى وطنه متى 13 :53-58
وانصرف يسوع من هناك وجاء إلى وطنه مرقص 6 :1-6
واتى الناصرة حيث نشأ لوقا 4:14-24
يفسر رينان على الشكل التالي قرية الناصرة في الجليل هي موطن يسوع بكل ما لكلمة موطن من معنى أي أن يسوع ولد في الناصرة (وفيها حبلت مريم به )وفيها نشأ وترعرع وعمل إلى أن بلغ الثلاثين من عمره -أما القول أن يسوع ولد في بيت لحم اليهودية فهو ناتج عن تصرف وتلاعب غير موفقين بالنصوص الكتابية كي يتلائم مكان ولادته مع نبؤه ميخا القائلة وأنت يا بيت لحم افراتة انك اصغر عشائر يهوذا ولكن يخرج منك لي الوالي الذي يرعى شعب إسرائيل ونحن نجهل تاريخ ميلاد السيد المسيح والأكيد أن الولادة تمت في أيام القيصر أغسطس حوالي 750 لروما أي بضع سنوات لسنة الصفر والمعروف أن الملك هيرودس الكبير توفي في النصف الأول من عام 750 لروما أي حوالي السنة الرابعة قبل المسيح
أما الإحصاء الذي قام به قيرينيوس والذي تربطه النصوص الإنجيلية بسفر يوسف ومريم الحبلى من الناصرة إلى بيت لحم اليهودية فقد حصل في الواقع بعد عشر سنوات على الأقل من الزمن الذي حدده متى ولوقا لولادة يسوع ذلك لأن إحصاء قيرينيوس هذا لم يحصل إلا بعد خلع أرخلاوس أي بعد موت هيرودس الكبير بعشر سنوات في السنة 37 من زمن الاكسيوم ((راجع يوسيفوس المؤرخ في العاديات الفصل الأول العدد13 الفقرة 5 والفصل 18 العدد الأول الفقرة الأولى والأعداد 2 الفقرة الأولى أما القول أن قيرينيوس قام بإحصائيين اثنين فهو قول قد ثبت بطلانه (راجع المؤرخ أوريللي في مجلة كتابات لاتينية العدد 623 والملحق الذي وضعه هنزن لهذا العدد من المجلة
راجع أيضا المؤرخ بورغيزي في كتابه الاحتفالات القنصلية لسنة 74 لروما كان قيرينيوس مرتين حاكما على سورية غير أن إحصاء واحد قام به وذلك أبان حكمه الثاني (راجع مومسن في كتابه أعمال أغسطس الإلهي برلين 1865 ص 111 وما يتبع
وعلى كل حال فإن الإحصاء قد حصل في المقاطعات التي كانت تحسب مقاطعات رومانية وليس في الممالك الربعية
والملفت حقا أن مرقص ويوحنا لم يذكرا شيئا عن سفر يوسف ومريم من الناصرة إلى بيت لحم وقت الإحصاء ولا عن الإحصاء نفسه ولا عن كون السيد المسيح ولد في بيت لحم ويكتفي يوحنا بالقول أن يسوع هو جليلي – وناصري في مناسبتين هامتين كان من المفروض والضروري جدا أن يذكر ولادته في بيت لحم المناسبة الأولى عندما قال فيلبس لنتنائيل "لقد وجدتا الذي ذكره موسى في الشريعة وذكره الأنبياء وهو يسوع ابن يوسف فقال نتنائيل :أمن الناصرة يخرج شيء صالح فقال له فيلبس هلم فانظر (يوحنا 1 :45-46 )قال فيلبس عن الميسح أنه من الناصرة في الجليل ولم يقل أنه من بيت لحم اليهودية لماذا لم يقل أنه من بيت لحم إذا كان المسيح حقا ولد في بيت لحم
والمناسبة الثانية هي عند هي عندما اختلف الناس في طبيعة المسيح ومكان ولادته "فقال أناس من الجمع وقد سمعوا كلام المسيح هذا هو النبي حقا وقال غيرهم :هذا هو المسيح ولكن آخرين قالوا :افترى من الجليل يأتي المسيح ألم يقل الكتاب أن المسيح هو من تسل داود وانه من بيت لحم يأتي القرية التي خرج منها داود فوقع بين الجمع خلاف في شأنه و أرادوا أن يمسكوه ولكن لم يبسط إليه أحد يدا (يوحنا 7 :40-44 )كان معروف أن الميسح من الجليل :افترى من الجليل يأتي المسيح "" الملفت والغريب حقا أن أحدا لم يقل عن المسيح أنه ولد في بيت لحم اليهودية ( والحادثة هذه وقعت في أورشليم القريبة من بيت لحم اليهودية فلا المسيح صحح وقال انه ولد في بيت لحم ولا أحد من رسله أو تلاميذه ولا 0 ولا
في أيام المسيح كانت عائلة داود وسلالته الملكية قد تلاشت وزالت منذ قرون عديدة راجع تلمود أورشليم (تانيت 4 :2 ) وإذا كان بيت داود لايزال يؤلف فريقا مميزا في أيام المسيح فلماذا إذا لا تجده ماثلا إلى جانب الفريسيين –والصدوقيين –والاشمونيين – والهيرودسيين – والغيورين – وغيرهم الذين كانوا معروفين أيام المسيح والذين كانوا في صلب خلافات ذلك العصر
- الدكتور هيربرت سبنسر لويس يقول :إن أقارب يسوع وأهله جميعا من أمم الجليل ولا علاقة لهم لا من قريب أو بعيد بذرية داود أو سلالته الملكية
-الميسح نفسه لم يتحدث ولا مرة عن آبائه وأجداده ولم يصرح أبدا انه ابن داود أو انه المسيح المنتظر من قبل اليهود
وإذا راجعنا التواريخ المعاصرة ليسوع أو الوثائق اليهودية ذاتها فلا نجد فيها أي دليل أو اشاره تجعلنا نظن أن الذين عايشوا يسوع من يهود وغير يهود أو الذين عاشوا في المائة سنة الأولى بعد المسيح كانوا يعتقدون انه من بيت داود ونحن لا نعرف الزمن المحدد الذي فيه حاول البعض ربط السيد المسيح بهذه السلالة وأدخلوها في نصوص كنب العهد الجديد غير أنه من المؤكد والثابت أنها إضافة حصلت في وقت سابق متأخر جدا
هذا الموضوع يمكن لنا أن نتوسع به ما أردنا ويبدوا أن الصراع حول هذه المسألة لت ينتهي فهو قد بدأ منذ مجيء المسيح ولن ينتهي إلا بعودة المسيح مرة أخرى
انه صراع طويل وسيطول وقد كتب به مجلدات ومجلدات لكن ومن منظار مسيحي ----وسؤال هل المسيح بحاجة إلى براهين على مجيئه من كتب أخرى
فلنعيد الأمور إلى نصابها السيد المسيح أتى إلى هذا العالم ليخلص البشرية من الشريعة
السيد المسيح أتى لجميع الأمم وليس إلى شعب اليهود لانه لا يحتمل العقل أن الله يمكن أن يختار اليهود شعبه المختار من تلك الشريحة من الشعوب القائمة عقيدتها على إلغاء كل البشر هل لله شعب مختار (اذهبوا وتلمذا كل المم معمدين إياهم بسم الأب والابن والروح القدس ..................................
طبعا السيد المسيح ليس يهوديا :
أن للسيد المسيح طبيعتان طبيعة بشرية طبيعة إلهية ولا اعتقد إن الطبيعتان متساويتان والسبب أن المسيح هو الله متجسد بالسيد المسيح وقد اتخذ من هذا التجسد أسماء مختلفة –هو الله –ابن الله –ابن الإنسان –هو –المعلم –المسيح –ملك –نور العالم –خبز الحياة-الماء الحي –الراعي الصالح
-وقد دعاه الله –ابني الحبيب
ودعاه يوحنا المعمدان – حمل الله
ودعاه الملائكة- قدوس وابن الله
ودعاه الشاطين قدوس الله وابن الله
ودعاه قائد المائة والجنود الرومان –ابن الله
ودعاه الرسل والتلاميذ والشعب –رابي –أو رابوني أي المعلم
أما عبارة ابن داود التي أطلقت على السيد المسيح فقد جاءت ثلاث مرات فقط على النحو التالي
على لسان أعميان من الشعب 0متى (9-27 )على لسان أعميان في أريحا (متى 20:30-31 )وعلى لسان البعض من الشعب عند دخول يسوع إلى أورشليم متى (21-9 )
ووردت عند مرقص عبارة يسوع ابن داود (10:47-48 )على لسان رجل أعمى أيضا هو طيماوس في أريحا
كذلك لوقا (18-38 -39 )وأيضا على لسان رجل أعمى في أريحا
والملفت هو أن عبارة يسوع ابن داود التي وردت على لسان الشعب عند دخول يسوع إلى اورشاليم متى (21-9 )ولم ترد في مرقص ولا عند لوقا ولا في يوحنا فقط عند متى
ونحن نعرف أن متى عندما وضع إنجيله كان موجه إلى اليهود بشكل عام ومن خلاله يدعوهم إلى أن السيد المسيح هو الميشا –المخلص الذي ينتظرونه –لكن اليهود كانوا ينتظرون مخلص يخلصهم من الحكم الروماني ولم يكونوا ينتظرون مخلص يخلصهم من عبودية الحرف والخطيئة
ربط السيد المسيح بداود
يؤكد اكثر مفسري الكتاب المقدس اليوم وخاصة مفسري كتب العهد الجديد وعلى رأسهم المفسرون الكاثوليك أمثال بيرو-وبتوا-وبوامار- وغيرهم يؤكدون جازمين أن قضية ربط يسوع المسيح "بذرية داود " هي حديثة العهد في التاريخ المسيحي وهي تعود إلى القرن الرابع للميلاد لا قبل فقد أضيفت على يد المسيحيين من اصل يهودي ووضعت في نصوص العهد الجديد والذي يؤكد ذلك هو أن تيار الإنجيليين الأربع كان يركز على حبل مريم البتولي (يوحنا 6:41-42الحاشية 25 والشروحات في النسخة الكاثوليكية الجديدة اليسوعية طبعة 1989 ص307 )ومعنى ذلك أن المسيحيين من اصل يهودي كانوا يقاومون الحبل البتولي لأته يلغي علاقة السيد المسيح بذرية داود لانهم كانوا ينتظرون مسيحا يهوديا بكل معنى الكلمة من أبوين يهوديين مرتبطين بذرية داود الدموية وهذا المسيح اليهودي يأتيهم وحدهم ينصرهم على أعدائهم ويحررهم ويصبح ملكا على عرش داود وكانوا على بيتة تامة انه إذا جاء من حبل بتولي فلا يكون من ذرية داود ولا يكون بالتالي مسيحهم المنتظر فلذلك قاوموا الحبل البتولي
من جهة ثانية وقبيل الميلاد كان هناك في المشرق جماعات روحية عريقة في روحانيتها تنتظر كل واحدة من جهتها وعلى طريقتها مخلصا روحيا يخلص البشرية جمعاء (المجوس مثلا ) وفي جليل الأمم شمال فلسطين حيث كانت تتجاور جماعات روحية من اتنيات ومذاهب متنوعة في بوتقة توفيقية بلغ انتظار هذا المخلص حد الترقب الوشيك ذلك لأن الفساد الأخلاقي أحذ يهدد الديانات والدول والجماعات البشرية بالانحلال التام وكان هناك خاصة في الجليل –جليل الأمم جماعات من "الاستيين "-والمنذورين (النذيرين )والمكرسين وغيرهم .......................وكانوا جميعا على تقارب فكري وروحي ومسلكي ملفت ينتظرون بلهفة مجيء مسيح مخلص روحي يأتي وشيكا ينشر العدالة والسلام ويعيد العلاقة بين الناس والله يحرر ويخلص البشرية جمعاء ليس من ألا خصام والجيوش العدوة بل من الخطيئة والشر والفساد مسيح روحي قدوس يعيد ملكوت الله على الأرض
نسب يسوع
ليس هناك من تاريخ بالمعنى الحصري للكلمة كما نفهمه اليوم عن حياة السيد المسيح ولا عن نسبه عن أجداده وآبائه لا من ناحية واله بالتبني يوسف ولا من ناحية أمه العذراء مريم كانت مثل هذه التواريخ المفصلة توضع للأباطرة والملوك والحكام . أما السيد المسيح "فمع انه في صورة الله لم يعد مساوي لله غنيمة بل تجرد من ذاته متخذا صورة العبد وصار على مثال البشر وظهر بمظهر الإنسان –27 )(فيلبي 2 :6-7 )لقد ظهر المسيح بمظهر الإنسان العادي "وهو حين يأتي لا يعرف من أين هو (يوحنا 7 :27 )
غير أن متى ولوقا الإنجيليين وضعا كل وعلى طريقته الخاصة جدولا بنسب يسوع وجاع جدول متى في مقدمة إنجيله على الشكل التالي : نسب يسوع ابن داود ابن إبراهيم ....................................ويعقوب ولد يوسف زوج مريم والتي منها يسوع وهو الذي يقال له المسيح (إنجيل متى 1 :1-17 )
وتشمل مقدمة إنجيل متى بعد نسب يسوع على خمسة مشاهد : حبل مريم بيسوع من الروح القدس .قدوم المجوس وسجودهم ليسوع . يسوع في مصر .استشهاد أطفال بيت لحم .الرجوع من مصر والإقامة في الناصرة( متى 1 : 18-25 2 :1-23 )وتعود هذه المشاهد إلى تقليدين إحداهما يتعلق بيهيرودس والآخر بيوسف وهما مستقلان الواحد عن الآخر من حيث الإنشاء والبنية والمضمون
والترجمة اللفظية لعبارة نسب يسوع المسيح :كتاب تكوين يسوع المسيح يقتدي متى في هذا العنوان بعنوان سلالة الإنسان الأول (هذا كتاب سلالة آدم تكوين (5 :1 )فيوحي بأن يسوع يفتتح كتاب تكوين جديد لأنه ادم الجديد (لوقا 3 :38 )إلا أن التاريخ المروي هنا يفيدنا عن نسل يسوع في حين إن سفر التكوين يركز على نسب ادم ففي يسوع يتم معنى تاريخ إسرائيل الروحي
من ولد أحد أورثه صورنه صوره الله (تكوين 5 :1-3 ) بالدم (الأنساب النسلية المألوفة تك 11,1 أخبار 5 :27-29 او بالتبني تك 10 أراد متى أن يعرف عن ناسوت المسيح القائم من بين الأموات والحاضر في كنيسته حتى نهاية العالم ليشير إلى أن يسوع متأصل في ذرية إبراهيم أب المؤمنين
ويذكر متى في جدول نسب يسوع أسماء نساء (تامار –وراحاب –وراعوث – وأرملة أوريا الحثي )غريبات وخاطئات ليدل أن الخلاص شمولي يساهم فيه الجميع –جميع البشر وأن الله قادر أن يخرج من الشر خيرا ولتفسير الرقم المكرر 14 ثلاث مرات يقدم المفسرين عدد من الاحتمالات منها ما يتعلق بالأحرف الصامت بالعبرية المكون من اسم داود منها حول مجيء المسيح بدأ بإبراهيم حتى مجيء الأزمنة والثالث مأخوذ من سفر راعوت مع إضافة أسماء أخرى حتى يكتمل العدد إلى أربعة عشر جيلا
أما نسب يسوع عند لوقا فقد جاء في الفصل الثالث بع اعتماد يسوع على الشكل التالي
وكان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره وكان الناس (يحسبونه )ابن يوسف ابن عالي بن مات بن لاوي ............................ابن شيت ابن آدم ابن الله
خلافا لمتى يضع نسب يسوع في مطلع كتابه لا يذكر لوقا أصل يسوع البشري إلا بعد روى بنوته الإلهية (1:35 و3 :22 )لقد أدرك لوقا أن النسب الحقيقي ليسوع المسيح هو النسب الهي يبدأ بيوسف والد المسيح بالتبني وينتهي بالله لا بداود ولا بإبراهيم ومن حيث النسب الإنساني يريد لوقا أن يصل إلى أدم لا بغيره ليشدد على صلته بالبشرية كلها (أعمال الرسل 17 :26 و31 والواضح تماما أن لوقا لا يهمه أن يربط يسوع بذرية داود كما فعل متى وهذا أمر ملفت حقا وذو نتائج بعيدة –لا يذكر أي ملك بين داود وشألتئيل بل أسماء أنبياء بالأحرى لدفع كل التباس صادر عن المشيحية الدنيوية المرتبطة بداود الملك (لوقا 4 :6 )
ومع أن متى ولوقا يرويان ولادة يسوع من العذراء فكلاهما يذكران أن نسبه إلى البشري هو إلى يوسف غير أن متى يجعل من يوسف ابنا ليعقوب أما لوقا فيجعل من يوسف ابنا لعالي !!! كلاهما يربطان يسوع بشريا بيوسف لأن العهد القديم لا يبني السلالة البشرية الأعلى الرجال ---أنهما يتفقان على أسماء الآباء من إبراهيم إلى داود وعل وشألتئيل وزربابل عند العودة من الجلاء وعل يوسف أبي يسوع يعدد متى 3*14 (=42 )جيلا من إبراهيم إلى يسوع مارا بملوك يهوذا ___ولوقا يعدد 11*7 =77 جيلا من يسوع إلى ادم ولا يذكر من ملوك إسرائيل إلا داود ....!!؟يشدد لوقا على المسيحية الروحية والشاملة كل البشر ولا يهتم بالمسيحية الدنيوية الخاصة باليهود وفي إنجيله (4-6 )يفتخر الشيطان بأن السلطان الدنيوي والسياسي على العالم – أما سلطان يسوع فانه يستمده من أبيه السماوي وهو لا يستمده من البشر – ولا من سلالة داود ويهوذا مسيحية المسيح مسيحية روحية وليست بشرية ولا دنيوية ولا مسيحية يهودية أو داودية أن مملكته ليست من هذا العالم وحتى كهنوته ليس كهنوتا يهوديا هارونيا بل هو كاهن على رتبت ملكي صادق ((وملكي صادق كما هو معروف كاهن إيل (اله الكنعانيين ) ))كما تشهد على ذلك الكتب المقدسة نفسها :سفر التكوين (14 ) والمزامير (110 )والرسالة إلى العبرانيين (7 )وغيرها وكما تجمع على ذلك كل كتب التاريخ
وبما إن نسب يسوع المسيح في إنجيلي متى ولوقا يعتبرهما عامة المسيحيين مستندا تاريخيا لربط يسوع بذرية داود الجسدية سوف نعمد إلى دراسة هذين الجدولين من الناحتين التاريخية والجغرافية بمفهومنا للتاريخ والجغرافية
ففي هذين الجدولين يعتمد متى التوراة في نسختها اليونانية أما لوقا فيعتمد التوراة في نسختها السبعينية التي تختلف عن اليونانية في بعض الأسماء والتواريخ والعبارات فيلجا متى إلى الرموز والإشارات والتوريات فيستعمل الأعداد كما جاء عند اليونان الأقدمين في مفهومها الرمزي –الديني فيستعمل الربعة عشر جيلا 7+7 = 14 وعدد سبعة هو عدد الكمال والقداسة و14 يساوي نصف دورة القمر والقمر رمز إسرائيل المتجدد دوما ........ وهناك ثلاث دورات لأربعة عشر جيلا وهذا يقابل ويرمز إلى أقسام تاريخ إسرائيل المثلث الدورات :زمن البطاركة . زمن الملوك .وزمن ما بعد الجلاء ومتى المشبع بالتقاليد اليهودية لا يتورع عن الحذف والزيادة عن التبديل والإضافة كل ذلك كي يتطابق عدد أجداد يسوع بالأعداد المقدسة الكاملة فهو يلاحظ أن النسب الوارد في سفر راعوت (4 :18-22 ) والمكرر في سفر الأخبار الأول (2 :10-13 )هذا النسب يحوي عشرة أسماء فإذا أضيف إليها أبو فارص (؟)والآباء الثلاثة إبراهيم واسحق ويعقوب كان المجموع 14 من إبراهيم إلى داود وقد أهمل أسماء الملوك الثلاثة بين يورام وعوزيا والملوك الثلاثة الذين أهملهم هم أجزيا 841 ق .م
يوأش 835-796
وأمصيا 811 – 782
راجع سفر الملوك الثاني 9 14-29 .12 :1-22 .14 :1-22
كذلك متى الغارق في عبرانيته يورد اسم يكنيا الملك كأحد أجداد يوسف البتول مع أن العهد القديم في سفر ارميا يقول صراحة إن يكنيا هذا 598-597 وهو يدعا أيضا كنيا ويوياكين في الكتاب –كان شريرا وعقيما وهذا هو النص بالحرف الواحد
"" حي أنا يقول الرب لو كان كنيا ابن يويا قيم ملك يهوذا خاتما في يدي اليمنى لنزعته منها يا ارض يا ارض يا ارض أسمعي كلام الرب وهكذا قال الرب سجلوا هذا الإنسان كنيا عقيما رجلا لم ينجح في أيامه فلن ينجح من ذريته أحد في الجلوس على عرش داود والتسلط في يهوذا من بعد
من هنا وبالمفهوم التاريخي المجرد نجد أن سلالة داود قد انتهت وتلاشت مع كنيا ملك يهوذا 598-597 وذلك خلال جلاء اليهود الى بابل فهل من الممكن والمعقول بعد كل ذلك ان يكون يسوع من ذرية داود وسلالته الملكية وأن يجلس على عرش داود ابيه
(( والغرابة ان بين السيد المسيح وداود 28 جيلا لماذا ليس المسيح ابن إبراهيم مثلا ))
ألم يقل المسيح هو نفسه وبالحرف الواحد "ليست مملكتي من هذا العالم –لو كانت مملكتي من هذا العالم لدافع عني حراسي لكي لا أسلم إلى اليهود ولكن مملكتي ليست من هاهنا
والغريب حقا والذي يلغي تماما الصفة التاريخية عن ربط يسوع بذرية داود هو أن من داود إلى يسوع هناك ثلاث أسماء تتطابق فقط في جدولي متى ولوقا وهذه الأسماء هي زربابل . شألتئيل .والياقيم ((فلتراجع جميع النسخ الكتابية بجميع ترجمات لغات العالم )) والأغرب من ذلك أن جد يسوع بالتربية ووالد أبيه يوسف لايتطابق بين جدولي لوقا ومتى والد يوسف هو يعقوب عند متى وهو عالي عند لوقا ! انه لغريب وعجيب حقا امر هذه الذرية .....تاريخيا لا لا المسيح ليس من سلالة داود
الخلاف على نسب السيد المسيح
منذ بداية المسيحية وحتى في أيام يسوع المسيح نفسه كان هناك بين معاصريه في فلسطين وفي اورشاليم نفسها خلاف شديد حول المسيح حول أصله ونسبه وحول المنطقة التي ولد فيها :
إن هذا نعرف من أين هو وأما المسيح فلا يعرف حين يأتي من أين هو
وأيضا افترى من الجليل يأتي المسيح
وأيضا أجاب اليهود نيقيمودس : أو أنت من الجليل ؟ ابحث تر انه لا يقوم من الجليل نبي
ففي إنجيل يوحنا نفسه هناك أكثر من دليل واضح على هذا الخلاف الشديد بين معاصري يسوع فقد جاء في إنجيل يوحنا في باب أقوال الناس في يسوع ما يلي :
فقال أناس من أهل اورشاليم :أليس هذا الذين يريدون قتله فها انه يتكلم جهارا ولا يقولون شيء ترى هل تبين للرؤساء انه المسيح
من بين أبرز آباء الكنيسة الذين ركزوا بالتحديد على استحالة الربط بين حبل مريم العذراء البتولي وبين ان يكون من ذرية داود هو القديس –ايريناوس – فقد انطلق من النصوص الكتابية وعلى الأخص نص ارميا الشهير (22 :20-30 )الذي يقول يا ارض ...............................................الس ابق ذكره انطلق ايريناوس من هذا النص الواضح ليبرهن على حقيقتين اثنتين كنتيجة حتمية لذلك الحقيقة الأولى إن سلالة داود الملكية قد انتهت فعلا مع الملك يكنيا هذا والكتاب صادق ""لن ينجح من ذريته أحد في الجلوس على عرش داود والتسلط في يهوذا من بعد فلا مجال من بعد لا لليهود ولا لغيرهم من المسيحيين من التلاعب بالنصوص الكتابية اللاحقة على أذواقهم ------والحقيقة الثانية التي لا تقل وضوح عن الأولى والتي تأتي كنتيجة حتمية عنها فهي ان مريم كانت عذراء قبل حبلها بالمسيح وإثناءه وبعده وأن حبلها بيسوع كان حبلا بتوليا وأن الذي كون بها هو من الروح القدس وان المسيح بالتالي هو ابن الله وليس ابنا جسديا لداود
ومن ابرز أباء الكنيسة الذين أنكروا العلاقة الجسدية بين يسوع المسيح وداود القديس ايريناوس والقديس جوستين وكان لهذا الأخير تلميذ يدعى تاتيان السوري وكان عالما ومؤرخا وضع العديد من المؤلفات وأشهر مؤلف وضعه في أواسط القرن الثاني بعد المسيح هو كتاب دياطسرون باليونانية أي الأناجيل الأربعة في كتاب واحد وقد الغى تاتيان كل الفقرات التي تصعد بنسب المسيح إلى داود (راجع فايز مقدسي الأصول الكنعانية للمسيحية أبجدية المعرفة –دمشق
-يقول اللاهوتي الكبير شارل بيرو"في أحداث طفولة يسوع دفاتر إنجيل العدد 18 منشورات سرف باريس 1976 (كانت مريم مخطوبة ليوسف أو متزوجة من يوسف غير أنها وجدت حبلى من الروح القدس أي بقوة الله وهكذا أصبح الوضع غريبا ومتناقضا مريم هي امرأة يوسف والطفل الذي تحمله هو من الله فهذا يتناقض مع كون يسوع يأتي من ذرية داود
يقول دانيال روبس الكاتب والمؤرخ المسيحي واليهودي الأصل ((انه من المستحيل إقامة علاقة نسب متواصلة تربط أم يسوع بداود –دانيال روبس ""يسوع في زمانه فصل ابن الإنسان
يقول العالم إرنست رينان الذي زار المنطقة ونقب بها أن يسوع ولد في الناصرة التي كانت قرية منسية في الحليا جليا الأمم والنصوص الإنجيلية التي تتحدث عن الناصرة موطن يسوع
ذهب يسوع من هناك وجاء إلى وطنه متى 13 :53-58
وانصرف يسوع من هناك وجاء إلى وطنه مرقص 6 :1-6
واتى الناصرة حيث نشأ لوقا 4:14-24
يفسر رينان على الشكل التالي قرية الناصرة في الجليل هي موطن يسوع بكل ما لكلمة موطن من معنى أي أن يسوع ولد في الناصرة (وفيها حبلت مريم به )وفيها نشأ وترعرع وعمل إلى أن بلغ الثلاثين من عمره -أما القول أن يسوع ولد في بيت لحم اليهودية فهو ناتج عن تصرف وتلاعب غير موفقين بالنصوص الكتابية كي يتلائم مكان ولادته مع نبؤه ميخا القائلة وأنت يا بيت لحم افراتة انك اصغر عشائر يهوذا ولكن يخرج منك لي الوالي الذي يرعى شعب إسرائيل ونحن نجهل تاريخ ميلاد السيد المسيح والأكيد أن الولادة تمت في أيام القيصر أغسطس حوالي 750 لروما أي بضع سنوات لسنة الصفر والمعروف أن الملك هيرودس الكبير توفي في النصف الأول من عام 750 لروما أي حوالي السنة الرابعة قبل المسيح
أما الإحصاء الذي قام به قيرينيوس والذي تربطه النصوص الإنجيلية بسفر يوسف ومريم الحبلى من الناصرة إلى بيت لحم اليهودية فقد حصل في الواقع بعد عشر سنوات على الأقل من الزمن الذي حدده متى ولوقا لولادة يسوع ذلك لأن إحصاء قيرينيوس هذا لم يحصل إلا بعد خلع أرخلاوس أي بعد موت هيرودس الكبير بعشر سنوات في السنة 37 من زمن الاكسيوم ((راجع يوسيفوس المؤرخ في العاديات الفصل الأول العدد13 الفقرة 5 والفصل 18 العدد الأول الفقرة الأولى والأعداد 2 الفقرة الأولى أما القول أن قيرينيوس قام بإحصائيين اثنين فهو قول قد ثبت بطلانه (راجع المؤرخ أوريللي في مجلة كتابات لاتينية العدد 623 والملحق الذي وضعه هنزن لهذا العدد من المجلة
راجع أيضا المؤرخ بورغيزي في كتابه الاحتفالات القنصلية لسنة 74 لروما كان قيرينيوس مرتين حاكما على سورية غير أن إحصاء واحد قام به وذلك أبان حكمه الثاني (راجع مومسن في كتابه أعمال أغسطس الإلهي برلين 1865 ص 111 وما يتبع
وعلى كل حال فإن الإحصاء قد حصل في المقاطعات التي كانت تحسب مقاطعات رومانية وليس في الممالك الربعية
والملفت حقا أن مرقص ويوحنا لم يذكرا شيئا عن سفر يوسف ومريم من الناصرة إلى بيت لحم وقت الإحصاء ولا عن الإحصاء نفسه ولا عن كون السيد المسيح ولد في بيت لحم ويكتفي يوحنا بالقول أن يسوع هو جليلي – وناصري في مناسبتين هامتين كان من المفروض والضروري جدا أن يذكر ولادته في بيت لحم المناسبة الأولى عندما قال فيلبس لنتنائيل "لقد وجدتا الذي ذكره موسى في الشريعة وذكره الأنبياء وهو يسوع ابن يوسف فقال نتنائيل :أمن الناصرة يخرج شيء صالح فقال له فيلبس هلم فانظر (يوحنا 1 :45-46 )قال فيلبس عن الميسح أنه من الناصرة في الجليل ولم يقل أنه من بيت لحم اليهودية لماذا لم يقل أنه من بيت لحم إذا كان المسيح حقا ولد في بيت لحم
والمناسبة الثانية هي عند هي عندما اختلف الناس في طبيعة المسيح ومكان ولادته "فقال أناس من الجمع وقد سمعوا كلام المسيح هذا هو النبي حقا وقال غيرهم :هذا هو المسيح ولكن آخرين قالوا :افترى من الجليل يأتي المسيح ألم يقل الكتاب أن المسيح هو من تسل داود وانه من بيت لحم يأتي القرية التي خرج منها داود فوقع بين الجمع خلاف في شأنه و أرادوا أن يمسكوه ولكن لم يبسط إليه أحد يدا (يوحنا 7 :40-44 )كان معروف أن الميسح من الجليل :افترى من الجليل يأتي المسيح "" الملفت والغريب حقا أن أحدا لم يقل عن المسيح أنه ولد في بيت لحم اليهودية ( والحادثة هذه وقعت في أورشليم القريبة من بيت لحم اليهودية فلا المسيح صحح وقال انه ولد في بيت لحم ولا أحد من رسله أو تلاميذه ولا 0 ولا
في أيام المسيح كانت عائلة داود وسلالته الملكية قد تلاشت وزالت منذ قرون عديدة راجع تلمود أورشليم (تانيت 4 :2 ) وإذا كان بيت داود لايزال يؤلف فريقا مميزا في أيام المسيح فلماذا إذا لا تجده ماثلا إلى جانب الفريسيين –والصدوقيين –والاشمونيين – والهيرودسيين – والغيورين – وغيرهم الذين كانوا معروفين أيام المسيح والذين كانوا في صلب خلافات ذلك العصر
- الدكتور هيربرت سبنسر لويس يقول :إن أقارب يسوع وأهله جميعا من أمم الجليل ولا علاقة لهم لا من قريب أو بعيد بذرية داود أو سلالته الملكية
-الميسح نفسه لم يتحدث ولا مرة عن آبائه وأجداده ولم يصرح أبدا انه ابن داود أو انه المسيح المنتظر من قبل اليهود
وإذا راجعنا التواريخ المعاصرة ليسوع أو الوثائق اليهودية ذاتها فلا نجد فيها أي دليل أو اشاره تجعلنا نظن أن الذين عايشوا يسوع من يهود وغير يهود أو الذين عاشوا في المائة سنة الأولى بعد المسيح كانوا يعتقدون انه من بيت داود ونحن لا نعرف الزمن المحدد الذي فيه حاول البعض ربط السيد المسيح بهذه السلالة وأدخلوها في نصوص كنب العهد الجديد غير أنه من المؤكد والثابت أنها إضافة حصلت في وقت سابق متأخر جدا
هذا الموضوع يمكن لنا أن نتوسع به ما أردنا ويبدوا أن الصراع حول هذه المسألة لت ينتهي فهو قد بدأ منذ مجيء المسيح ولن ينتهي إلا بعودة المسيح مرة أخرى
انه صراع طويل وسيطول وقد كتب به مجلدات ومجلدات لكن ومن منظار مسيحي ----وسؤال هل المسيح بحاجة إلى براهين على مجيئه من كتب أخرى
فلنعيد الأمور إلى نصابها السيد المسيح أتى إلى هذا العالم ليخلص البشرية من الشريعة
السيد المسيح أتى لجميع الأمم وليس إلى شعب اليهود لانه لا يحتمل العقل أن الله يمكن أن يختار اليهود شعبه المختار من تلك الشريحة من الشعوب القائمة عقيدتها على إلغاء كل البشر هل لله شعب مختار (اذهبوا وتلمذا كل المم معمدين إياهم بسم الأب والابن والروح القدس ..................................
Comment