الحلقة الثالثة
المناولة المقدسة
عندما أذهب للكنيسة لحضور القداس الإلهي أرى بعض المؤمنين يحضرون القداس الإلهي بكامله و لكن من دون التقدم للمناولة و عندما كنت أسأل بعضهم عن السبب كانت هناك إجابات متنوعة مثلا :
- أنا غير متأهب نفسيا للمناولة
- لم أكن صائما قبل القداس الإلهي
- أنا أشعر بأني غير مستحق
- أنا أتناول مرة كل شهر أو كل شهرين او ....
ما أود طرحه من خلال هذه الفكرة هو معرفة موقف الكنيسة من المناولة المقدسة و أوقاتها و شروطها و هل المؤمن الذي يحضر القداس الإلهي هو الذي يحدد ما إذا كان مستحقا للمناولة أو لا
هناك ما كان يسمى المناولة الذاتية التي كانت تُمارس في العصور المسيحية الاولى، وهي ان يأخذ المسيحيون الى بيوتهم، بعد الاجتماع الافخارستي، الجسد والدم المقدسين ويتناولوا منهما في ايام الاسبوع حين لا يكون قداس. نجد ذكر المناولة الذاتية عند العديد من الآباء والكتاب: يذكرها يوستينوس الشهيد في القرن الثاني، ويقول ترتليانوس (القرن الثالث) انها عادة طبيعية تجري كل يوم، ويقول اقليمندس الاسكندري (القرن الثالث) انه بعد كسر الخبز يحق لكل مؤمن ان يأخذ جزءا منه الى بيته، ويربطها القديس باسيليوس الكبير بأزمنة الاضطهاد.يتكلم باسيليوس عنها محبذا اياها ومعطيا اياها معنى لاهوتيا، اذ يقول انه حسن ونافع جدا ان نشترك في جسد المسيح ودمه المقدسين يوميا. استمرت ممارسة المناولة الذاتية بعد الاضطهاد لا سيما عند الرهبان المتوحدين في البراري حتى القرن الخامس عشر إذ يذكرها القديس سمعان التسالونيكي.
إن هذا ما يشير إلى أن المسيحيين الأوائل والكنيسة الأولى كانت تمارس المناولة المستمرة والمتكررة.
والايمان المستقيم الرأي شرط أساسي لاقتبال الكأس المقدسة. فالقرابين الالهية تجعلنا متحدين بالمسيح القائم من بين الاموات والممتد الى الاخوة الذين يؤمنون به حسب العقيدة المكشوفة في المجامع السبعة ةالمحفوظة في تعليم آبائنا والبارزة في العبادة الارثوذكسية. "نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح لاننا اعضاء بعضنا لبعض " (رومية 5:12).
لذلك تحض الكنيسة الرثوذكسية على المناولة المستمرة لكي نستمر في حياة القداسة، وعندما يدرك المؤمن ما يتناوله فإنه يبذل قصارى جهده ليبقى مستحقاً باستمرار، علماً انه ما من مستحق ولا واحد لكن نعمة الله تجعلنا بالإيمان بالمسيح مستحقين للتقدم من جسده ودمه الكريمين.
إن غاية القداس الإلهي هي المناولة ومن لا يتناول فكأنه ما شارك في القداس .. لذلك ترجو الكنيسة أن لا يكون التخلف عن المناولة إلا لأسباب قاهرة.
تعلم الكنيسة المقدسة أن المناولة شرط اساسي للثبات في جسد المسيح..
لايجب لأي سبب من الأسباب التخلف عن المناولة..الا بالتنسيق مع الأب الروحي..
لسنا مستحقين ولكن يجب أن نكون مستعدين..
لو تأملنا قول الرسول في 1 كورنثوس ( 11 :28-29 ) "و لكن ليمتحن الانسان نفسه و هكذا ياكل من الخبز و يشرب من الكاس، لان الذي ياكل و يشرب بدون استحقاق ياكل و يشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب"..
لوجدنا أنه مطلوب منا التأهب و الاستعداد لتناول جسد الرب ..إن كان من ناحية التوبة و طلب المغفرة أو من ناحية مثلا مصالحة من كان بيننا و بينه شيء و هذا انطلاقاً أيضا من قول الرب "فان قدمت قربانك الى المذبح و هناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و اذهب اولا اصطلح مع اخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك..." وهذا يندرج تحت عنوان المحبة و المسامحة
وأيضا من ناحية أخرى الصوم قبل المناولة ضروري إلا في حالات معينة (الأطفال ..المرضى ...) وقد يكون الصوم لفترة قصيرة (يوم أو جزء من اليوم )وقد ورد في كتاب التقليد الرسولي "ليحرص جميع المؤمنين على أن يتقبلوا الأفخارستيا قبل أن يتذوقوا أي شيء .."
إذا إن امتنع أحد عن المناولة لسبب أنه غير مستعد بأحد تلك الأسباب فلا بأس بشرط أن يجاهد ليستعد و يتناول في أقرب وقت وأن يكون كلامه بوعي و إدراك
جميعا غير مستحقين هذا الجسد والدم المقدسين المخلصين
ان اعترفنا بتوبة صادقة يغفر لنا
ومن الضروري ان نتحد بهذا الجسد وبهذا الدم
للشفاء الروحي والجسدي
وللحماية كما سمعت من احد الاباء
انه يحمينا من العودة للخطيئة
ويساعدنا على الاستحقاق
فنقول
أيها المسيح السيد لا تعرض عني أنا الشقي، عند تناولي الآن أسرارَكَ الرهيبةَ التي هي جسدُك الطاهر ودمُك الإلهي، ولا يكن تناولي إياهالمحاكمة، بل لحياة أبدية غيرِ مائتة.
"المجد لك… ".
أيها المسيحُ الصالح وحدكَ، ليصر لي الآن تناولي أسرارَك غيرَ المائتةِ ينبوعَ الخيرات نوراً وحياة ونجاةً من الأهواء داعياً إلى النجاح والنمو في الفضيلة الإلهية لكي أمجدك.
"المجد لك… ".
أيها المحب البشر ليصر تقدمي الآن إلى أسرارك الإلهية غيرِ المائتة برعدة وشوق وورع عُتقاً من الأهواء ومن الأعداء ومن كل الشدائد والأحزان لكي أرتلَ لك مبارك أنت يا الهَ آبائنا.
"المجد لك… ".
أيها السيدُ المحسنُ الجزيلُ الرحمة، فلتصر لي شركةُ أسرارك الطاهرة تقديساً لنفسي ولجسدي واستنارةً وخلاصا،ً لأصير أنا بيتاً لك حاوياً إياك، ساكناً فيَّ مع الآب والروح.
"المجد للآب والابن والروح القدس".
أيها المخلصُ ليكن لي جسدُك المقدس ودمُك الكريم كنار ونورٍ ملهباً مادةَ الخطيئة ومحرقاً أشواكَ الأهواء ومنيراً إياي بكليتي لكي أجثوَ للاهوتِك ساجداً.
القداس الالهي هدفه المناولة قولاً واحداً وعلينا الاستعداد لهذه الشركة الالهية وذلك بمارسة سر التوبة والاعتراف
قد يقول البعض انه ليس لديهم أب روحي والبعض الاخر انه لم يقدر ان يصل لأبيه الروحي قبل المناولة
وفي هذه الحالة نصحني احد الآباء بمارسة عملية الاعتراف بشكل مباشر أمام أيقونة السيد ممارسته كاعتراف كامل وبدموع وتواضع وانسحاق وندم حقيقيين ثم قراءة المطالبسي كي نتناول في اليوم التالي وقد شجعني على مزاولة هذه العادة بشكل يومي قبل الذهاب للنوم فالرب يحب هذا النوع من التواصل
جميعا لسنا مستحقين فمن نحن لنتشارك جسد ودم سيدنا لكن المناولة فرض أساسي على كل مسيحي
لكن الشيء الذي لا نود ان نصل له هو أن تتحول المناولة المتواصلة والمستمرة إلى عادة طبيعية نمارسها بشكل اعتيادي بدون ان نشعر برهبة الشركة الإلهية
نعمة الله تجعلنا بالإيمان بالمسيح مستحقين للتقدم من جسده و دمه الكريمين
المناولة المقدسة
عندما أذهب للكنيسة لحضور القداس الإلهي أرى بعض المؤمنين يحضرون القداس الإلهي بكامله و لكن من دون التقدم للمناولة و عندما كنت أسأل بعضهم عن السبب كانت هناك إجابات متنوعة مثلا :
- أنا غير متأهب نفسيا للمناولة
- لم أكن صائما قبل القداس الإلهي
- أنا أشعر بأني غير مستحق
- أنا أتناول مرة كل شهر أو كل شهرين او ....
ما أود طرحه من خلال هذه الفكرة هو معرفة موقف الكنيسة من المناولة المقدسة و أوقاتها و شروطها و هل المؤمن الذي يحضر القداس الإلهي هو الذي يحدد ما إذا كان مستحقا للمناولة أو لا
هناك ما كان يسمى المناولة الذاتية التي كانت تُمارس في العصور المسيحية الاولى، وهي ان يأخذ المسيحيون الى بيوتهم، بعد الاجتماع الافخارستي، الجسد والدم المقدسين ويتناولوا منهما في ايام الاسبوع حين لا يكون قداس. نجد ذكر المناولة الذاتية عند العديد من الآباء والكتاب: يذكرها يوستينوس الشهيد في القرن الثاني، ويقول ترتليانوس (القرن الثالث) انها عادة طبيعية تجري كل يوم، ويقول اقليمندس الاسكندري (القرن الثالث) انه بعد كسر الخبز يحق لكل مؤمن ان يأخذ جزءا منه الى بيته، ويربطها القديس باسيليوس الكبير بأزمنة الاضطهاد.يتكلم باسيليوس عنها محبذا اياها ومعطيا اياها معنى لاهوتيا، اذ يقول انه حسن ونافع جدا ان نشترك في جسد المسيح ودمه المقدسين يوميا. استمرت ممارسة المناولة الذاتية بعد الاضطهاد لا سيما عند الرهبان المتوحدين في البراري حتى القرن الخامس عشر إذ يذكرها القديس سمعان التسالونيكي.
إن هذا ما يشير إلى أن المسيحيين الأوائل والكنيسة الأولى كانت تمارس المناولة المستمرة والمتكررة.
والايمان المستقيم الرأي شرط أساسي لاقتبال الكأس المقدسة. فالقرابين الالهية تجعلنا متحدين بالمسيح القائم من بين الاموات والممتد الى الاخوة الذين يؤمنون به حسب العقيدة المكشوفة في المجامع السبعة ةالمحفوظة في تعليم آبائنا والبارزة في العبادة الارثوذكسية. "نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح لاننا اعضاء بعضنا لبعض " (رومية 5:12).
لذلك تحض الكنيسة الرثوذكسية على المناولة المستمرة لكي نستمر في حياة القداسة، وعندما يدرك المؤمن ما يتناوله فإنه يبذل قصارى جهده ليبقى مستحقاً باستمرار، علماً انه ما من مستحق ولا واحد لكن نعمة الله تجعلنا بالإيمان بالمسيح مستحقين للتقدم من جسده ودمه الكريمين.
إن غاية القداس الإلهي هي المناولة ومن لا يتناول فكأنه ما شارك في القداس .. لذلك ترجو الكنيسة أن لا يكون التخلف عن المناولة إلا لأسباب قاهرة.
تعلم الكنيسة المقدسة أن المناولة شرط اساسي للثبات في جسد المسيح..
لايجب لأي سبب من الأسباب التخلف عن المناولة..الا بالتنسيق مع الأب الروحي..
لسنا مستحقين ولكن يجب أن نكون مستعدين..
لو تأملنا قول الرسول في 1 كورنثوس ( 11 :28-29 ) "و لكن ليمتحن الانسان نفسه و هكذا ياكل من الخبز و يشرب من الكاس، لان الذي ياكل و يشرب بدون استحقاق ياكل و يشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب"..
لوجدنا أنه مطلوب منا التأهب و الاستعداد لتناول جسد الرب ..إن كان من ناحية التوبة و طلب المغفرة أو من ناحية مثلا مصالحة من كان بيننا و بينه شيء و هذا انطلاقاً أيضا من قول الرب "فان قدمت قربانك الى المذبح و هناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح و اذهب اولا اصطلح مع اخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك..." وهذا يندرج تحت عنوان المحبة و المسامحة
وأيضا من ناحية أخرى الصوم قبل المناولة ضروري إلا في حالات معينة (الأطفال ..المرضى ...) وقد يكون الصوم لفترة قصيرة (يوم أو جزء من اليوم )وقد ورد في كتاب التقليد الرسولي "ليحرص جميع المؤمنين على أن يتقبلوا الأفخارستيا قبل أن يتذوقوا أي شيء .."
إذا إن امتنع أحد عن المناولة لسبب أنه غير مستعد بأحد تلك الأسباب فلا بأس بشرط أن يجاهد ليستعد و يتناول في أقرب وقت وأن يكون كلامه بوعي و إدراك
جميعا غير مستحقين هذا الجسد والدم المقدسين المخلصين
ان اعترفنا بتوبة صادقة يغفر لنا
ومن الضروري ان نتحد بهذا الجسد وبهذا الدم
للشفاء الروحي والجسدي
وللحماية كما سمعت من احد الاباء
انه يحمينا من العودة للخطيئة
ويساعدنا على الاستحقاق
فنقول
أيها المسيح السيد لا تعرض عني أنا الشقي، عند تناولي الآن أسرارَكَ الرهيبةَ التي هي جسدُك الطاهر ودمُك الإلهي، ولا يكن تناولي إياهالمحاكمة، بل لحياة أبدية غيرِ مائتة.
"المجد لك… ".
أيها المسيحُ الصالح وحدكَ، ليصر لي الآن تناولي أسرارَك غيرَ المائتةِ ينبوعَ الخيرات نوراً وحياة ونجاةً من الأهواء داعياً إلى النجاح والنمو في الفضيلة الإلهية لكي أمجدك.
"المجد لك… ".
أيها المحب البشر ليصر تقدمي الآن إلى أسرارك الإلهية غيرِ المائتة برعدة وشوق وورع عُتقاً من الأهواء ومن الأعداء ومن كل الشدائد والأحزان لكي أرتلَ لك مبارك أنت يا الهَ آبائنا.
"المجد لك… ".
أيها السيدُ المحسنُ الجزيلُ الرحمة، فلتصر لي شركةُ أسرارك الطاهرة تقديساً لنفسي ولجسدي واستنارةً وخلاصا،ً لأصير أنا بيتاً لك حاوياً إياك، ساكناً فيَّ مع الآب والروح.
"المجد للآب والابن والروح القدس".
أيها المخلصُ ليكن لي جسدُك المقدس ودمُك الكريم كنار ونورٍ ملهباً مادةَ الخطيئة ومحرقاً أشواكَ الأهواء ومنيراً إياي بكليتي لكي أجثوَ للاهوتِك ساجداً.
القداس الالهي هدفه المناولة قولاً واحداً وعلينا الاستعداد لهذه الشركة الالهية وذلك بمارسة سر التوبة والاعتراف
قد يقول البعض انه ليس لديهم أب روحي والبعض الاخر انه لم يقدر ان يصل لأبيه الروحي قبل المناولة
وفي هذه الحالة نصحني احد الآباء بمارسة عملية الاعتراف بشكل مباشر أمام أيقونة السيد ممارسته كاعتراف كامل وبدموع وتواضع وانسحاق وندم حقيقيين ثم قراءة المطالبسي كي نتناول في اليوم التالي وقد شجعني على مزاولة هذه العادة بشكل يومي قبل الذهاب للنوم فالرب يحب هذا النوع من التواصل
جميعا لسنا مستحقين فمن نحن لنتشارك جسد ودم سيدنا لكن المناولة فرض أساسي على كل مسيحي
لكن الشيء الذي لا نود ان نصل له هو أن تتحول المناولة المتواصلة والمستمرة إلى عادة طبيعية نمارسها بشكل اعتيادي بدون ان نشعر برهبة الشركة الإلهية
نعمة الله تجعلنا بالإيمان بالمسيح مستحقين للتقدم من جسده و دمه الكريمين
Comment