من ينقذ السفينة ؟

[cloude]

من ينقذ السفينة ؟


فى إحدى قرى الصعيد لاحظ إسكندر أن ابنه الصبى الصغير مكتئب على الدوام. أخذه فى حضنه وبدأ يستدرجه فى الحديث ، فأدرك أنه محطم نفسياً بسبب شعوره بالفشل .
قال الابن لأبيه :
" لا أعرف لماذا خلقنى الله ؟
أنا أضغر اخوتى ، ضعيف البنية ، وقليل المواهب ، يستخف الكل بكلماتى ، لا لزوم لى فى هذه الحياة ".
فى الصباح أخذ إسكندر ابنه إلى الحقل وسأله أن يسقى معه الزرع ، وكان يلاطفه طوال الوقت . وفى الظهيرة إذ اشتد به الحر أخذه تحت ظل شجرة ضخمة ، هناك توجد " زير" مملوء ماء نقياً . شرب الاثنان منها ، ثم قال إسكندر لابنه :
تطلع إلى الزير الضخم المملوء ماء ، فإنه متكئ على الحامل ، وقد وضع بينه وبين الحامل نواة صغيرة للبلح ، بدونها يسقط الزير وينكسر ، لهذا قيل المثل المشهور : "نواة تسند الزير".
أحياناً نكون كنواة بلا قيمة ، لكن بدونها تنكسر " الزير " ولا نجد هذا الماء النقى البارد وسط الحر الشديد!
لا تستخف يا ابنى بنفسك ، حتى وإن كنت مثل النواة .
هل سمعت عن قصة الرجل من هواة عمل أجهزة لا سلكى!
أجاب الصبى : " لا يا أبى ".
روى إسكندر لبنه القصة التالية :
منذ سنوات طويلة لم يكن يعرف الناس التليفزيون ، وكان من النادر جداً يقتنى أحد الراديو ، لأن ثمنه كان مرتفعاً جداً . وكان أغلب اتصالات الناس العاجلة تتم عن طريق جهاز التلغراف البدائى اللاسلكى ، يعطى أصواتاً يترجمها العاملون إلى كلمات ، وهم على بعد مئات الأميال .
كان رجل يسكن فى مدينة ساحلية مثل الإسكندرية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ،وكان من هواة عمل ما يشبة التلغراف يلتقط الرسلئل القادمة من السفن والمرسلة إلى المحطات الكبرى لنجدة السفن ويترجمها . كان يقضى ساعات طويلة فى هذه الهواية ، خاصة فى الليل .
وفى ليلة عاصفة جداً لا حظ أن الجهاز قد توقف عن العمل . لم يفكر فى أن يذهب إلى حجرة النوم ، بل ترك مكتبه وانطلق وسط الظلام إلى حديقة منزله وذهب إلى شجرة عالية فى طرف الحديقة ، وتسلق عليها لكى يثبت السلك الخاص بالجهاز وبدأ يمارس هوايته ، فسع رسالة تتكرر باستمرار. أدرك أنها استغاثة موجهة من سفينة تكاد تغرق بسبب العاصفة .
قفز الرجل سريعاً نحو التليفون واتصل بمحطة النجدة للسفن . فوجد المسئول عن العمل ليلاً ، وإذ أخبره عن الرسالة المنطلقة قال له : " كنت مشغولاً برسائل أخرى". أكد الرجل أن السفينة فى خطر شديد . للحال أنصت المسئول فى المحطة إلى الرسالة ، وأرسل معونة سريعة أنقذت السفينة فى اللحظات الأخيرة . هكذا فعل هذا الرجل بجهازه البدائى البسيط ما لم تدركه محطة النجدة الكبرى!
إذ روى إسكندر هذه القصة ، قال لابنه الصغير :

" الله قادر ان يخلص بالقليل كما بالكثير ".
صلاة
إنى أعلم إنى قليل جداً ،
أسلمك حياتى ومواهبى وإمكانياتى .
أنت تعمل بى يا من لا تحتقر الأصاغر!
أنت تخلص بالقليل كما بالكثير !

[زيكو]

قصة جيدة ..

صانكيوز كلود ...

[abogabi]

مشكور على الاختيار الرائع كالعادة معلم كلود الغالي

[nights]

" الله قادر ان يخلص بالقليل كما بالكثير ".

نعم هو قادر
الله يعرف قدراتنا ولن يعطينا شيء لا نستطيع علمه
تقول الام تريزا : " أعرف ان الله لا يعطيني شيئا لا استطيع عمله ولكن اتمنى ان لا يثق بي كثيرا "

شكرا كلود
كالعادة
رائع

[SHEROO]

حلو مشكوور ياغالي على القصه
فعلا اختيار موفق
مع تحياتي.........

[cloude]

شو هالدعم وجودكن بكفي يا غوالي

[georgi]

رد: من ينقذ السفينة ؟

" الله قادر ان يخلص بالقليل كما بالكثير ".
صلاة
إنى أعلم إنى قليل جداً ،
أسلمك حياتى ومواهبى وإمكانياتى .
أنت تعمل بى يا من لا تحتقر الأصاغر!
أنت تخلص بالقليل كما بالكثير !


آمين ...
كل واحد مننا إلو دورو على هالأرض ...
كل واحد مننا إلو ميزاتو ونعمو ...
ومنصلي لنقدر نبرز هالميزة او النعمة ... لنكون رسمنا توقيعنا عالأرض ... ومكان النا بالسما ...