سلام ومحبة المسيح لكم جميعا
سلامه الذي أعيشه الآن في نفسي، ومحبته العامره في قلبي والتي جعلتني أنظر إلى العالم بمنظور جديد...محب ومتسامح إلى اقصى الحدود.
مقدمه لا بد منها.. شعرت بها فكتبتها قبل أن أتكلم عن تجربتي ..أو لنقل رحلتي الطويله في البحث عن الحق والحقيقة..ومن ثمّ بحثي عن المحبه، التي وجدتها في نبع المحبة يسوع إلهي ومخلصي.
أرجو أن لاتملوا من سردي لتجربتي...فأنا أبلغ من العمر الآن 50 عاماً...وهي فترة زمنية طويله نسبياً في عمر الإنسان.
لم تصل رحلتي الإيمانية إلى خواتيمها بعد ...فأنا أنتظر تدبير الرب حتى أستطيع أن أتعمد لأحصل على الخلاص..وأعرف أن للرب خطته لي، وهو إذ لم يبخل عليّ طوال فترة حياتي بومضات وإشارات إيمانية..إلا أنني لم ألتقطها إلا حين آن الأوان.
صلوا لي .....
محمد .و.س. هذا إسمي الإسلامي ولدت في شهر مارس من العام 1961 في إحدى المدن الإسلامية الساحلية اللبنانية. جامعي أعمل في مجال التعليم..وأختصاصي في الموسيقى...متزوج ولي ثلاثة أولاد ...زوجتي جامعية وتعمل..مثقفة ومن عائلة عريقة في المدينة،وهي غير محجبة.الأولاد: الأول طالب طب "سنة خامسة" والثاني دراسات عليا في التصميم التخطيطي..أما الفتاة فهي آخر سنة ثانوي.(ثانوية عامه).
والدي كان مؤذن وإمام جامع. أما والدتي فهي من عائلة مسلمة سنية من نفس المدينة .
في صغري كنت دائماً ذاك الطفل الباحث ، اسأل كثيراً واستفسر كثيراً.وكنت طيب القلب أحب مساعدة الآخرين...في الأعياد كان والدي ووالدتي والأخوال والأعمام يعطوني "العيدية" (وهو مبلغ صغير يعطوه للأطفال في العيد ) فكنت أذهب على الفور وأعطيهم "لممارسي مهنة الشحاده" الواقفين على الطرقات ظناً مني بأنهم فقراء محتاجين...لأعود إلى المنزل خالي الوفاض ولكنني في قمة السعاده.
لم يكن والدي ( رغم وظيفته كمؤذن وامام جامع ) رجلاً متعصباً أو متزمتاً، ولم يكن يفرض علينا الصلاة والصوم بالقوة..
أستطيع أن اقول بان فترة مراهقتي كانت عادية..
أما والدتي فكانت أكثر تشدداً لناحية الفرائض حيث كانت تتدخل على الدوام لتحثني أنا وأخوتي السته الآخرين على الصلاة والصوم.. (المدهش في الأمر لدى المسلمين بشكل عام هي سياسة التخويف القائمة على الخوف الشديد من الله والتهديد بالحرق بالنّار بالآخرة إضافة إلى عذاب القبر..مما كان يخلق لدي حالة نفور كبيره من الدين).
الحرب الأهلية في لبنان بويلاتها وبفرزها الطائفي للناس لم تكن نقطة التحول الأساسي في حياتي، بل كانت نقطة التحول الأساسية تتمثل في سفري إلى ألمانيا الغربية آنذاك هرباً من ويلات الحرب وللدراسة فيها حيث كانت التجربة الثانية مع سماحة الدين المسيحي..
( وهنا أشير إلى أنه رغم وجودي في بلد أوروبي ورغم كل المغريات الموجوده هناك فلم أرتكب معصية تغضب الرب ليس تديناً وإنما تعففاً ورفضاً لما لا يتلاءم وقناعاتي الأخلاقية) المهم تعرفت هناك إلى كثير من الأشخاص المسيحين ..لم يكونوا مؤمنين ولكنهم كانوا مثال لدماثة الأخلاق وصفاء النفس.
أذكر هنا تجربة حدثت معي :
" كانت لنا زميلة إسبانية جديدة تدعى فرنشيسكا..أرادت فرنشيسكا مرة الذهاب لزيارة كنيسة الدوم الغوطية في مدينة كولونيا ولم تجد أحد يرافقها إليها ..فوجدت نفسي اتطوع لآخذها إلى هناك .وكان قداس يوم الأحد، دخلت وإياها إلى الكاتدرائية( وكانت المرة الأولى التي أدخل بها إلى هناك) وكان صوت الأورغن يملاء المكان وصوت الكورس يضفي جواً من الروحانية الرائعة... شعرت بقشعريرة تغمر جسدي لدى الدخول ولم أكن أعرف أهي رهبة المكان أم شعور من نوع آخر ..وقطع شعوري هذا كلام فرنشيسكا تسألني ببراءة شديدة ( محمد هل أنت كاثوليكي )...
نظرت إليها باستغراب وصدقوني لم أذكر ما أجبتها بها فقد انعقد لساني وقتها ولكن وبعد خروجنا من الكنيسة عرفت بأن التعصب الأعمى موجود فقط عندنا في منطقتنا...فهذه الفتاة لم يعن اسم محمد لها شيئاً وقد ظنت وبكل براءة بأنني مسيحي مثلها....ويا ليتني كنت كذلك وقتها..وقد كان ذلك منذ أكثر 28 سنة... ولكن تلك إرادة الرب وكان لزاماً عليّ الانتظار أكثر من ثمانية وعشرون سنة ليتم الأمر.
رجعت إلى لبنان
وعملت في تدريس مادة الموسيقى ، تعرفت إلى زوجتي ..تزوجنا عن حب وبعدها حان وقت الاستقرار والبحث عن الذات وعن أسرار الكون ..والروحانيات والأديان ومقارنات الأديان...حصلت على نسخة من الكتاب المقدس ولدي نسخ من القرآن ...إقتنيت الكتب "بالهبل " أشرطة فيديو مناظرات حلقات توعية ...كان في رأسي ألف وألف سؤال حول الخلق والخليقة القرآن والسيرة..إنغمست في كل هذا دراسة وتمحيص وجدال ..لم أكن الخصم السهل لأي من محاوري على الإطلاق..طبعاً ضمن الجو السائد كان تركيزي على "أحقية " الدين الاسلامي وصحته وكيف أن الأديان الباقية قد حرفت.
كنت دائماً أصطدم بين كتب السيرة وتفاسير القرآن وحال المسلمين المزرية..كنت أعزي نفسي بأن الخطأ في التطبيق وليس في الدين نفسه...كان كل شيء مقدس قي الإسلام ومحرمات لا يجب التطرق إليها- الله الجنة النار- محمد- الصحابة-زوجات محمد..ولكن هذا الأمر لم يكن كذلك بالنسبة إلي، فكان محاوري من الأقارب أو المعارف الملتحين ينتهي الجدال بيني وبينهم إلى طلاق فكري وختامه كلمة (الله يهديك) .
في أحد الأيام جاءني أحد الأقارب من طرف زوجتي وأهداني كتيب يجمع الآيات والأحاديث التي تحرم الموسيقى والعمل بها وتدريسها ...فأصبحت بعد هذه الآيات والأحاديث وكأنني الشيطان نفسه.
(طبعاً كنت أعرف من خلال متابعتي وقراءاتي أن هناك أحاديث حول هذا الموضوع وما كنت أعير الموضوع الاهتمام الشديد)... ولكن أن أواجه وكأنني مجرم يرتكب الآثام لمجرد أنني أمتهن مهنة من أجمل وأرقى المهن، فهذا أمر فاق كل احتمال..
طبعاً ثارت ثائرتي ..وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير...
ما هذا الدين الذي يحرم كل شيء جميل ( النحت ، التصوير ، الموسيقى ، الشعر ....)
ما هذا الدين الذي إلهه سادي يتلذذ بتعذيب عباده ويشويهم على النار....
ما هذا الدين الذي إلهه يعد مهلليه ومكبريه والقتلة بجنة مليئة بالنساء وأنهار العسل واللبن والخمر.
ما هذا الدين .................
وكانت فترة مهادنة بيني وبين الإسلام..لا أطبق التعاليم ..ولكنني أتبع إسمياً هذا الدين..
إلتفت إلى تربية أولادي بعيداً عن شبح الخوف السماوي وبعيداً عن الشواية العملاقة وسذاجة فكرة حور العين..بعيداً عن خرافات محمد وهرطقاته..
كبر الأولاد ، وهم الآن بحماية الرب، أتمنى خلاصهم ..ولكنني أنتظر اللحظة المناسبة.
إلتفت إلى عملي ..كانت اختباراتي مع الرب تنمو مع حبي للموسيقى..
"ذهبت مرة إلى مدينة فينا عاصمة الفن والموسيقى ، كنت أتابع دورة في الموسيقى مع الجمعية العالمية لتطوير الموسيقى ومركزها العاصمة النمساوية. إستضاف الدورة المركز الكاثوليكي في المدينة..والمركز كان يستقبل طلاباً من المدينة...كنت المسلم والعربي الوحيد المتواجد مع أعضاء الوفود ...طلب منّا كموسيقيين أن نشارك الجوقة بعض الترانيم الدينية...وجدت نفسي مع المجموع أنشد:
To God be the glory
.. وسرت في بدني قشعريرة لم أشعر بمثلها قط..
لم أنسى هذا الاختبار حتى هذه اللحظة رغم مرور سنوات عديده عليه ولا أستطيع أن أنسى السعادة التي غمرتني وأنا أشارك المجموع فرحهم".
هذه الإختبارات الصغيرة لي مع الرب ..ورغم دلالاتها الكبيرة لم تكن لتبعد عني شبح الإسلام الجاثم فوق قلبي فبقيت من وقت لآخر أسعى للهروب من هذه الغمة فكنت كالمستجير من الرمضاء بالنّار..
كجزء من تطوير بدأت باستعمال الكومبيوتر "منذ أكثر من ستة سنوات" وبالتالي دخلت عالم الإنترنت الواسع الفسيح وبدأت بحثاً من نوع آخر..بدأت بحثاً لهدم الإسلام في نفسي من جذوره ....
كم من مرة دخلت منتديات ...لا أعرف كثيراً جداً..لم أفكر يوماً في التسجيل فيها ..لم أرغب بذلك..ليس كرهأ أو خوفاً..كنت أقرأ في ساحة الدين الإسلامي كنوع من الثقافة والإطلاع على رأي آخر ينتقد الدين الإسلامي.. أمّا الساحات الأخرى فلم أكن أفكر في الدخول إليها أو قراءة ما فيها.
قرأت مقالات ناقده حول الاسلام لكتّاب ملحدين..
دخلت مواقع الملحدين يدفعني دأبي الشديد للتخلص من كابوس جثم على صدري طوال سني عمري..وسجلت في إحدى أكبر شبكات الإلحاد ..وشاركت في نقد وتفنيد مزاعم الإسلاميين ...
وأنشأت مواضيع ناقده للإسلام ..حتى نزعته من عقلي وقلبي كما ينزع اللباس المتسخ من على جسد الإنسان....نعم لقد نزعته وإلى الأبد ولكنني عريت،أصبحت عارياً ولا من يسترني ..عريت وفي عريي فراغ نفسي الراغبة إلى خالقها...التواقة للمحبة..
" الذي حدث في تاريخ 17/10 ( المبارك) أنه تحول إلى يوم ولادتي الجديده..نعم ولادتي الجديده ...النفس العطشى للمحبة .سألت... وهناك من أجابها ..أؤمن بذلك من كل قلبي... يومها دخلت النت..
قمت بالتسجيل دون تردد..وبدون تصفح ذهبت مباشرة إلى ساحة الأسئلة والأجوبة المسيحية....
هكذا دون تفكير ودون تخطيط بدأت بطرح الأسئلة بتلقائية وعفوية..جاءني الرد من إخوة لي..كانوا يخاطبوني من القلب ..ووصلت الرسالة...لم يستمر الأمر أكثر من يوم..هذه هي العجيبة التي أؤمن بها. الرب كان لديه الخطط لحياتي..أعطاني إشارات كثيرة سابقاً لم أتلقفها في حينه ...ولكن عندما حان الوقت ..وأصبحت جاهزاً متقبلاً ،أخذ الرب بيدي ودلني على الطريق..قبلته مخلصاً لي نعم منذ يومين وأنا إنسان آخر ..مطمئن هاديء واثق ..أعرف أن هناك من يحبني ويهتم لأمري. هو ربي ومخلصي ومعلمي...
آآآه كم هذا الشعور رائع..لم يعد في قلبي مكاناً للكره والبغضاء..تحول غضبي وحنقي وغيظي على الإسلام وتعاليمه إلى شفقة على تابعيه المساكين..
أسأل الرب أن يمنحهم الخلاص ...وأسأل الرب أن يضيء لي الطريق حتى أستطيع أن أهدى زوجتي وأولادي إلى نور المسيحية..أسأله ذلك آمين.
إدعوا لي إخوتي ..
أترككم مع سلام ومحبة المسيح؟
.
سلامه الذي أعيشه الآن في نفسي، ومحبته العامره في قلبي والتي جعلتني أنظر إلى العالم بمنظور جديد...محب ومتسامح إلى اقصى الحدود.
مقدمه لا بد منها.. شعرت بها فكتبتها قبل أن أتكلم عن تجربتي ..أو لنقل رحلتي الطويله في البحث عن الحق والحقيقة..ومن ثمّ بحثي عن المحبه، التي وجدتها في نبع المحبة يسوع إلهي ومخلصي.
أرجو أن لاتملوا من سردي لتجربتي...فأنا أبلغ من العمر الآن 50 عاماً...وهي فترة زمنية طويله نسبياً في عمر الإنسان.
لم تصل رحلتي الإيمانية إلى خواتيمها بعد ...فأنا أنتظر تدبير الرب حتى أستطيع أن أتعمد لأحصل على الخلاص..وأعرف أن للرب خطته لي، وهو إذ لم يبخل عليّ طوال فترة حياتي بومضات وإشارات إيمانية..إلا أنني لم ألتقطها إلا حين آن الأوان.
صلوا لي .....
محمد .و.س. هذا إسمي الإسلامي ولدت في شهر مارس من العام 1961 في إحدى المدن الإسلامية الساحلية اللبنانية. جامعي أعمل في مجال التعليم..وأختصاصي في الموسيقى...متزوج ولي ثلاثة أولاد ...زوجتي جامعية وتعمل..مثقفة ومن عائلة عريقة في المدينة،وهي غير محجبة.الأولاد: الأول طالب طب "سنة خامسة" والثاني دراسات عليا في التصميم التخطيطي..أما الفتاة فهي آخر سنة ثانوي.(ثانوية عامه).
والدي كان مؤذن وإمام جامع. أما والدتي فهي من عائلة مسلمة سنية من نفس المدينة .
في صغري كنت دائماً ذاك الطفل الباحث ، اسأل كثيراً واستفسر كثيراً.وكنت طيب القلب أحب مساعدة الآخرين...في الأعياد كان والدي ووالدتي والأخوال والأعمام يعطوني "العيدية" (وهو مبلغ صغير يعطوه للأطفال في العيد ) فكنت أذهب على الفور وأعطيهم "لممارسي مهنة الشحاده" الواقفين على الطرقات ظناً مني بأنهم فقراء محتاجين...لأعود إلى المنزل خالي الوفاض ولكنني في قمة السعاده.
لم يكن والدي ( رغم وظيفته كمؤذن وامام جامع ) رجلاً متعصباً أو متزمتاً، ولم يكن يفرض علينا الصلاة والصوم بالقوة..
أستطيع أن اقول بان فترة مراهقتي كانت عادية..
أما والدتي فكانت أكثر تشدداً لناحية الفرائض حيث كانت تتدخل على الدوام لتحثني أنا وأخوتي السته الآخرين على الصلاة والصوم.. (المدهش في الأمر لدى المسلمين بشكل عام هي سياسة التخويف القائمة على الخوف الشديد من الله والتهديد بالحرق بالنّار بالآخرة إضافة إلى عذاب القبر..مما كان يخلق لدي حالة نفور كبيره من الدين).
الحرب الأهلية في لبنان بويلاتها وبفرزها الطائفي للناس لم تكن نقطة التحول الأساسي في حياتي، بل كانت نقطة التحول الأساسية تتمثل في سفري إلى ألمانيا الغربية آنذاك هرباً من ويلات الحرب وللدراسة فيها حيث كانت التجربة الثانية مع سماحة الدين المسيحي..
( وهنا أشير إلى أنه رغم وجودي في بلد أوروبي ورغم كل المغريات الموجوده هناك فلم أرتكب معصية تغضب الرب ليس تديناً وإنما تعففاً ورفضاً لما لا يتلاءم وقناعاتي الأخلاقية) المهم تعرفت هناك إلى كثير من الأشخاص المسيحين ..لم يكونوا مؤمنين ولكنهم كانوا مثال لدماثة الأخلاق وصفاء النفس.
أذكر هنا تجربة حدثت معي :
" كانت لنا زميلة إسبانية جديدة تدعى فرنشيسكا..أرادت فرنشيسكا مرة الذهاب لزيارة كنيسة الدوم الغوطية في مدينة كولونيا ولم تجد أحد يرافقها إليها ..فوجدت نفسي اتطوع لآخذها إلى هناك .وكان قداس يوم الأحد، دخلت وإياها إلى الكاتدرائية( وكانت المرة الأولى التي أدخل بها إلى هناك) وكان صوت الأورغن يملاء المكان وصوت الكورس يضفي جواً من الروحانية الرائعة... شعرت بقشعريرة تغمر جسدي لدى الدخول ولم أكن أعرف أهي رهبة المكان أم شعور من نوع آخر ..وقطع شعوري هذا كلام فرنشيسكا تسألني ببراءة شديدة ( محمد هل أنت كاثوليكي )...
نظرت إليها باستغراب وصدقوني لم أذكر ما أجبتها بها فقد انعقد لساني وقتها ولكن وبعد خروجنا من الكنيسة عرفت بأن التعصب الأعمى موجود فقط عندنا في منطقتنا...فهذه الفتاة لم يعن اسم محمد لها شيئاً وقد ظنت وبكل براءة بأنني مسيحي مثلها....ويا ليتني كنت كذلك وقتها..وقد كان ذلك منذ أكثر 28 سنة... ولكن تلك إرادة الرب وكان لزاماً عليّ الانتظار أكثر من ثمانية وعشرون سنة ليتم الأمر.
رجعت إلى لبنان
وعملت في تدريس مادة الموسيقى ، تعرفت إلى زوجتي ..تزوجنا عن حب وبعدها حان وقت الاستقرار والبحث عن الذات وعن أسرار الكون ..والروحانيات والأديان ومقارنات الأديان...حصلت على نسخة من الكتاب المقدس ولدي نسخ من القرآن ...إقتنيت الكتب "بالهبل " أشرطة فيديو مناظرات حلقات توعية ...كان في رأسي ألف وألف سؤال حول الخلق والخليقة القرآن والسيرة..إنغمست في كل هذا دراسة وتمحيص وجدال ..لم أكن الخصم السهل لأي من محاوري على الإطلاق..طبعاً ضمن الجو السائد كان تركيزي على "أحقية " الدين الاسلامي وصحته وكيف أن الأديان الباقية قد حرفت.
كنت دائماً أصطدم بين كتب السيرة وتفاسير القرآن وحال المسلمين المزرية..كنت أعزي نفسي بأن الخطأ في التطبيق وليس في الدين نفسه...كان كل شيء مقدس قي الإسلام ومحرمات لا يجب التطرق إليها- الله الجنة النار- محمد- الصحابة-زوجات محمد..ولكن هذا الأمر لم يكن كذلك بالنسبة إلي، فكان محاوري من الأقارب أو المعارف الملتحين ينتهي الجدال بيني وبينهم إلى طلاق فكري وختامه كلمة (الله يهديك) .
في أحد الأيام جاءني أحد الأقارب من طرف زوجتي وأهداني كتيب يجمع الآيات والأحاديث التي تحرم الموسيقى والعمل بها وتدريسها ...فأصبحت بعد هذه الآيات والأحاديث وكأنني الشيطان نفسه.
(طبعاً كنت أعرف من خلال متابعتي وقراءاتي أن هناك أحاديث حول هذا الموضوع وما كنت أعير الموضوع الاهتمام الشديد)... ولكن أن أواجه وكأنني مجرم يرتكب الآثام لمجرد أنني أمتهن مهنة من أجمل وأرقى المهن، فهذا أمر فاق كل احتمال..
طبعاً ثارت ثائرتي ..وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير...
ما هذا الدين الذي يحرم كل شيء جميل ( النحت ، التصوير ، الموسيقى ، الشعر ....)
ما هذا الدين الذي إلهه سادي يتلذذ بتعذيب عباده ويشويهم على النار....
ما هذا الدين الذي إلهه يعد مهلليه ومكبريه والقتلة بجنة مليئة بالنساء وأنهار العسل واللبن والخمر.
ما هذا الدين .................
وكانت فترة مهادنة بيني وبين الإسلام..لا أطبق التعاليم ..ولكنني أتبع إسمياً هذا الدين..
إلتفت إلى تربية أولادي بعيداً عن شبح الخوف السماوي وبعيداً عن الشواية العملاقة وسذاجة فكرة حور العين..بعيداً عن خرافات محمد وهرطقاته..
كبر الأولاد ، وهم الآن بحماية الرب، أتمنى خلاصهم ..ولكنني أنتظر اللحظة المناسبة.
إلتفت إلى عملي ..كانت اختباراتي مع الرب تنمو مع حبي للموسيقى..
"ذهبت مرة إلى مدينة فينا عاصمة الفن والموسيقى ، كنت أتابع دورة في الموسيقى مع الجمعية العالمية لتطوير الموسيقى ومركزها العاصمة النمساوية. إستضاف الدورة المركز الكاثوليكي في المدينة..والمركز كان يستقبل طلاباً من المدينة...كنت المسلم والعربي الوحيد المتواجد مع أعضاء الوفود ...طلب منّا كموسيقيين أن نشارك الجوقة بعض الترانيم الدينية...وجدت نفسي مع المجموع أنشد:
To God be the glory
.. وسرت في بدني قشعريرة لم أشعر بمثلها قط..
لم أنسى هذا الاختبار حتى هذه اللحظة رغم مرور سنوات عديده عليه ولا أستطيع أن أنسى السعادة التي غمرتني وأنا أشارك المجموع فرحهم".
هذه الإختبارات الصغيرة لي مع الرب ..ورغم دلالاتها الكبيرة لم تكن لتبعد عني شبح الإسلام الجاثم فوق قلبي فبقيت من وقت لآخر أسعى للهروب من هذه الغمة فكنت كالمستجير من الرمضاء بالنّار..
كجزء من تطوير بدأت باستعمال الكومبيوتر "منذ أكثر من ستة سنوات" وبالتالي دخلت عالم الإنترنت الواسع الفسيح وبدأت بحثاً من نوع آخر..بدأت بحثاً لهدم الإسلام في نفسي من جذوره ....
كم من مرة دخلت منتديات ...لا أعرف كثيراً جداً..لم أفكر يوماً في التسجيل فيها ..لم أرغب بذلك..ليس كرهأ أو خوفاً..كنت أقرأ في ساحة الدين الإسلامي كنوع من الثقافة والإطلاع على رأي آخر ينتقد الدين الإسلامي.. أمّا الساحات الأخرى فلم أكن أفكر في الدخول إليها أو قراءة ما فيها.
قرأت مقالات ناقده حول الاسلام لكتّاب ملحدين..
دخلت مواقع الملحدين يدفعني دأبي الشديد للتخلص من كابوس جثم على صدري طوال سني عمري..وسجلت في إحدى أكبر شبكات الإلحاد ..وشاركت في نقد وتفنيد مزاعم الإسلاميين ...
وأنشأت مواضيع ناقده للإسلام ..حتى نزعته من عقلي وقلبي كما ينزع اللباس المتسخ من على جسد الإنسان....نعم لقد نزعته وإلى الأبد ولكنني عريت،أصبحت عارياً ولا من يسترني ..عريت وفي عريي فراغ نفسي الراغبة إلى خالقها...التواقة للمحبة..
" الذي حدث في تاريخ 17/10 ( المبارك) أنه تحول إلى يوم ولادتي الجديده..نعم ولادتي الجديده ...النفس العطشى للمحبة .سألت... وهناك من أجابها ..أؤمن بذلك من كل قلبي... يومها دخلت النت..
قمت بالتسجيل دون تردد..وبدون تصفح ذهبت مباشرة إلى ساحة الأسئلة والأجوبة المسيحية....
هكذا دون تفكير ودون تخطيط بدأت بطرح الأسئلة بتلقائية وعفوية..جاءني الرد من إخوة لي..كانوا يخاطبوني من القلب ..ووصلت الرسالة...لم يستمر الأمر أكثر من يوم..هذه هي العجيبة التي أؤمن بها. الرب كان لديه الخطط لحياتي..أعطاني إشارات كثيرة سابقاً لم أتلقفها في حينه ...ولكن عندما حان الوقت ..وأصبحت جاهزاً متقبلاً ،أخذ الرب بيدي ودلني على الطريق..قبلته مخلصاً لي نعم منذ يومين وأنا إنسان آخر ..مطمئن هاديء واثق ..أعرف أن هناك من يحبني ويهتم لأمري. هو ربي ومخلصي ومعلمي...
آآآه كم هذا الشعور رائع..لم يعد في قلبي مكاناً للكره والبغضاء..تحول غضبي وحنقي وغيظي على الإسلام وتعاليمه إلى شفقة على تابعيه المساكين..
أسأل الرب أن يمنحهم الخلاص ...وأسأل الرب أن يضيء لي الطريق حتى أستطيع أن أهدى زوجتي وأولادي إلى نور المسيحية..أسأله ذلك آمين.
إدعوا لي إخوتي ..
أترككم مع سلام ومحبة المسيح؟
.
Comment