المحبة التى لم تكن فى قلبى يوماً ها هى الآن تجتاحنى ... ترى ما السبب أهو الحب كما يقولون ... لآ أظن ، لقد سمعت عنه كثيراً ولكنى يوماً لم أراه . لقد ولدت فى أسرة تشتهى الخبز الجاف !! لا تتعجب فهذا ليس حالى أو حال أسرتنا فقط أنه حال المئات أن لم يكونوا بالالآلف . فأبى عامل نظافة مرتبه مائة وعشرون حنيهاً، أتعرف كم عددنا نحن سبعة بنات وولد واحد هو أنا أخر العنقود كما يقولون . لقد أنجب أبى ثلاثة بنات وقالت له أمى هذا يكفى وهنا كانت الصفعة الآولى على وجهها
" كيف تجرئين على قول ذلك وأنت لم تنجبى لى الولد الذى أريده ، الولد الذى سيكون عون لى فى وقت شخيخوختى ، الولد الذاى سيرث أسمى ....."!! "عذراً أبى ليس أسمك فقط الذى ورثته , لقد ورثت عنك حمل ثقيل وفقر لا اشكرك عليه " أتذكر يا أبى ذلك اليوم الذى ظل فيه أخوتى الصغار يبكون من الجوع ، والبرد القاسى كان يأكل فى أجسادهم الصغيرة بنهم مرعب . أتذكر يا أبى نظرات أمى الحزينة أتعرف يا أبى لقد كنت أجلس فى طرف الغرفة المظلم وكلى مشاعر حاقدة على المجتمع على الجميع . لماذا يتركوننا هكذا نهلك جوعا وهم ينامون ملء جفونهم وبطنونهم تكاد تنفجر من الطعام . أتذكر حينما قالت أمى " ربنا يفرجها ، ده ربنا كبير " كدت أنفجر فى وجهها وأقول " أين هو ربنا هذا الذى تتحدثين عنه ، لقد قلت لى يوماً أنه يرى كل شىء ويعرف كل شىء . اذن لماذا يرانا نبكى ويقف صامتاً . الا تكفيه تلك الآلام التى ذقناها منذ ولادتنا " من ذلك اليوم قررت أنه ليس اله وليس بشر . الكون سيكون لى وحدى سأكون أنا السيد والجميع عبيد ، سأبتسم دائماً ولن تسقط دمعة واحدة من أعين أخوتى الصغار أو من قلب امى المسكينة حتى أنت يا أبى لن أدعك تجلس مثل ذلك اليوم عاجزاً مهموماً . لقد خرجت آلي العالم والحقد يملىء قلبى والكرهية للجميع تسحق مشاعرى ، نعم سحقتها حتى شعرت وكأنى تمثال مصبوب من الغضب . وبدأت معركتى مع الحياة كنت أعمل بكل ما أتيت من قوة ، ليس حباً للعمل أو أخلاص لصاحب العمل ولكن ليعرف الجميع قوتى وتميزى فيزداد أجرى . أجرى الذى كنت أضع نصفه بين يديك والباقى أضعه فى صندوقى الخشبى الحقير الذى أخفيته عن الجميع . لا أذكر أن أشتهيت يوما نوع ما من الطعام او الشراب أو حتى لباس المهم أن تمضى الآيام ومدخراتى تزيد . لم يكن لى يوماً صديق كل من حاول التقرب منى أبتعدت عنه وكل من قال كلمة ودودة نظرت اليه بأستحقار حتى تركنى الجميع وهذا ما كنت أريده فلا يوجد أنسان سيشعر بى وبما عانيته لا أنسان ولا حتى اله . ومضت الآيام وصار لى رصيد كبير من المال أخذته وبدأت أتاجر به فى محل صغير للآدوات الكهربائيه وأزداد العمل وأزداد المكسب وكبر المحل الصغير وأصبح كبير بعض الشىء وجعلت أبى يتوقف عن العمل فقد تعب بما فيه الكفاية وظهرت الآبتسامة على وجه أمى وظهرت أخواتى كالآميرات قى ملابسهن الجديدة لم أكن أرفض لهن طلباً مهما كان . وظلت طاحونة الحياة تتدور وأنا معها لا أتوقف حتى لآلتقط أنفاسى أو أزيل قطرات العرق المتساقطة منى المهم المال سندى الوحيد فى هذا العالم الدنىء . وأتسع العمل أكثر وشهد الجميع لى ولذكائى ولمهاراتى وتقدم الكثير طالبين ودى وصداقتى سواء فى العمل أو طلب الزواج من أخواتى السبعة ورفضت الجميع . لا يوجد أحد يستحق أى شىء . لا أحد يستحق الآنتفاع من أعمالى ولا أحد يستحق الآقتران بأحد أخواتى والآهم هو أنه يجب أن أكون أنا صاحب القرار والآختيار فى كل شىء وهذا ما حدث فقد أخترت من سيعملون معى أو من سأعمل معهم أنا الذى أخترهم حتى أخواتى أخترت لهم مجموعة من العاملين لدى !! قلت لك لا تتعجب لقد أخترت عمالى أزواج لآخواتى لآجعل أخواتى هن أصحاب القرار فى البيت فلا يجرأ أى من هؤلاء العمال على رفض أو حتى الآعتراض على أى كلمة تصدر منهن وهذا ما كان عاشت أخواتى أميرات فى بيوتهن وأزواجهن عبيد لديهن . وجاء دورى لكى اتزوج وقد كان فقد أخترت " انجيلا " أبنة أحد التجار الكبار الذين اتعامل معهم . رايتها فى بيت ابيها مرة او اثنين ولكنى لاحظت هدؤها وجمالها الذى يشهد به الجميع فتزوجتها ليس حبا فيها ولكن حتى يكتمل شكلى الاجتماعى فقط ولسسباخر هو اعجابى بأسمها !. ثلاثة عشرة عاماً من الزواج وهى لا تعرف عنى سوى ما اردت انا ان تعرفه عنى . عاملتها كالعبدة كم من مرة أهنتها لآتفه الاسباب وكم من مرة ضربتها بقسوة ، لدرجة يصعب على الكثيرين تخليها وهل تتخيل احد ان يضرب زوجته حتى تكاد ان تلفظ انفاسها بين يديه لقد حدث ذلك معى وتعرف من السبب ؟؟ لقد ايقظتنى متأخراً عن ميعاد استيقاظى خمس دقائق !! . وفى كل مرة كنت اضربها كنت اتوقع ان تثور فى وجهى وتتشاجر معى وتغضب وتترك البيت وتذهب لآبيها شاكية ولكن شيئاً من هذا لم يحدث كانت تنظر الى نظرة غريبة نظرة ممتزجة بمشاعر ما لا اعرفها ، وانتظر ان تتحدث فلا تفعل بل تظل صامتة حتى بكائها كان صامتاً . عجيبة حقاً تلك المرأة ، وصمتها كان اكثر عجباً ، كثيراً ما جلست افكر ترى كيف تفكر تلك الانسانة حتى تحتمل كل تلك الاهانة منى ولا تحاول الرد ؟ وفى احدى المرات تسألت ترى لو فعل احد معى ما افعله معها ماذا سيكون رد فعلى وبالطبع لم افكر لفترة طويلة فكانت الاجابة جاهزة " اقتله دون تردد " فكرت كثيراً ولم اعثر على رد ، ولكنى وصلت الى شىء واحد " هذه الانسانة مختلفة " ودارت الايام ولكنها دارت ببطىء فالعمل يسير بدقة شديدة اصابتنى بالملل والبيت هادىء كما هو ، لا ضجيج اطفال ... لا زيارات ... لا تليفونات ... فببساطة ليس لدى اصدقاء . اما اخواتى فهن غارقات فى عالمهن الخاص وسط اطفالهن وازواجهن ومقتنياتهم . ما العمل اذن ؟؟ لماذا لا يكون لدى اطفال اتسلى بهم وسط هذا الفراغ . ولاول مرة لايتم امر كما اريد وحينما تسألت لماذا ؟؟؟ عرفت الاجابة " حضرتك لاتستطيع الانجاب ولكن مازال هناك امل فى الله " لا استطيع ... الله ثانية .. واى امل ذلك الذى اعقده عليه .. لقد انتظرناه طويلاً ولم يجيب .. وكما احضرت المال بيدى سوف اجد طريقه احضر بها اطفال ايضاً . سافرت كثيراً وسألت اكثر ودفعت الكثير المهم ان اكسب التحدى ووسط كل ووجدتها كعادتها هادئة صامتة . كثيراً ما اراها واقفة مغمضة العينين غارقة فى ابتهالات او صلوات لم اكن اهتم وان كنت الاحظ فى بعض الاحيان سقوط بعض الدموع من عينيها . وظللت ابحث وكعادتى كنت ابحث وحدى وليس من معين . ولآول مرة فى حياتى اشعر انى بحاجة الى احد بجوارى يقول لى " لاتقلق ستنجح " وطال البحث لدرجة انى شعرت بانى هزمت فى هذه الجولة وهنا رفعت راسى وقلت " ها انت تكسب هذه الجولة ولكن لا تنسى لقد فزت من قبل ونحن الان متعادلون " وقررت ان انهى هذا الامر " لايهم موضوع الاطفال هناك مئات الطرق التى تجعلنى سعيداً ولن اشعر بأى ملل " ." انجيلا حضرى نفسك سنسهر الليلة معاً " !!!! صعقت من المفاجأة ، نعم اعلم هذا ووجدت فى هذا متعة ، ان افاجىء الاخرين وارىالدهشة والانبهار فى نظراتهم نحوى لذلك كنت من وقت لآخر احضرلها هدية قيمة او صطحبها الى مكان جديد لم تطأه بقدمهيا من قبل ، اخبركم بشىء كنت اشعر بسعادة غامرة وانا ارها تبتسم فأبتساماتها رائعة حقاً . وفى يوم وجدتها تقول لى " لدى مفاجأة صغيرة لك ، هيا بنا " خرجت معها وذهبنا الى ملجأ ايتام قريب من بيتنا وبمجرد دخولنا ذلك المبنى المتهالك رأيت مايعجز لسانى عن وصفه لقد انطلق الاطفال من مختلف الاعمار الى زوجتى ما بين مقبلين اومصافحين او حتى مبتسمين" وحشتينا يا ماما .. ماما مايكل ضربنى امبارح وانا قولت له هاقول لماما ... جبتلنا ايه يا ماما معاكى .. " وفى ثوان معدودة وجدت كل من فى هذا المكان محطين بنا فى شكل دائرة وبعد هذا الآستقبال الحافل الذى ابهرنى حقاً وجدت زوجتى تقول للجميع " اقدم لكم عمو .... زوجى الذى كان يرسل لكم كل الهدايا التى كنت احضرها وانا عارفة انكم كنتوا عاوزين تشفوه علشان كده انا خليته يجى معايا النهار ده " وهنا حدث المفاجأة الكبرى لقد وجدت التصفيق الحاد ورايت الجميع يتركون زوجتى واتجهوا نحوى ما بين مقبيلين او مصافحين او حتى مبتسمين ... وكلمات الشكر تدفق من افواهم بلا توقف " متشكرين جداً يا عمو ... احنا بحبك اوى يا عمو ..كنا مستنينك من زمان ياعمو ..... حقيقى يا عمو انت صورة ربنا على الارض !! ذى ما ابونا قالنا ... انت طيب قوى يا عمو وقلبك كبير ... !!! اهتزت الارض تحت اقدامى وتاهت ملامح الوجوه الملتفة حولى وتداخلت الاصوات ولم ادرى بنفسى الا وانا سائر فى الشارع ممسكاً بيد انجيلا ناظراً الى سحابة صغيرة تظهر بين اسطح بعض الابنية فى نهاية شارع طويل نسير فيه وسمة شىء كالقشور تتساقط من عينى سائلاً زوجتى بصوت منخفض " كلمينى عن ربنا وعنك " ...
" كيف تجرئين على قول ذلك وأنت لم تنجبى لى الولد الذى أريده ، الولد الذى سيكون عون لى فى وقت شخيخوختى ، الولد الذاى سيرث أسمى ....."!! "عذراً أبى ليس أسمك فقط الذى ورثته , لقد ورثت عنك حمل ثقيل وفقر لا اشكرك عليه " أتذكر يا أبى ذلك اليوم الذى ظل فيه أخوتى الصغار يبكون من الجوع ، والبرد القاسى كان يأكل فى أجسادهم الصغيرة بنهم مرعب . أتذكر يا أبى نظرات أمى الحزينة أتعرف يا أبى لقد كنت أجلس فى طرف الغرفة المظلم وكلى مشاعر حاقدة على المجتمع على الجميع . لماذا يتركوننا هكذا نهلك جوعا وهم ينامون ملء جفونهم وبطنونهم تكاد تنفجر من الطعام . أتذكر حينما قالت أمى " ربنا يفرجها ، ده ربنا كبير " كدت أنفجر فى وجهها وأقول " أين هو ربنا هذا الذى تتحدثين عنه ، لقد قلت لى يوماً أنه يرى كل شىء ويعرف كل شىء . اذن لماذا يرانا نبكى ويقف صامتاً . الا تكفيه تلك الآلام التى ذقناها منذ ولادتنا " من ذلك اليوم قررت أنه ليس اله وليس بشر . الكون سيكون لى وحدى سأكون أنا السيد والجميع عبيد ، سأبتسم دائماً ولن تسقط دمعة واحدة من أعين أخوتى الصغار أو من قلب امى المسكينة حتى أنت يا أبى لن أدعك تجلس مثل ذلك اليوم عاجزاً مهموماً . لقد خرجت آلي العالم والحقد يملىء قلبى والكرهية للجميع تسحق مشاعرى ، نعم سحقتها حتى شعرت وكأنى تمثال مصبوب من الغضب . وبدأت معركتى مع الحياة كنت أعمل بكل ما أتيت من قوة ، ليس حباً للعمل أو أخلاص لصاحب العمل ولكن ليعرف الجميع قوتى وتميزى فيزداد أجرى . أجرى الذى كنت أضع نصفه بين يديك والباقى أضعه فى صندوقى الخشبى الحقير الذى أخفيته عن الجميع . لا أذكر أن أشتهيت يوما نوع ما من الطعام او الشراب أو حتى لباس المهم أن تمضى الآيام ومدخراتى تزيد . لم يكن لى يوماً صديق كل من حاول التقرب منى أبتعدت عنه وكل من قال كلمة ودودة نظرت اليه بأستحقار حتى تركنى الجميع وهذا ما كنت أريده فلا يوجد أنسان سيشعر بى وبما عانيته لا أنسان ولا حتى اله . ومضت الآيام وصار لى رصيد كبير من المال أخذته وبدأت أتاجر به فى محل صغير للآدوات الكهربائيه وأزداد العمل وأزداد المكسب وكبر المحل الصغير وأصبح كبير بعض الشىء وجعلت أبى يتوقف عن العمل فقد تعب بما فيه الكفاية وظهرت الآبتسامة على وجه أمى وظهرت أخواتى كالآميرات قى ملابسهن الجديدة لم أكن أرفض لهن طلباً مهما كان . وظلت طاحونة الحياة تتدور وأنا معها لا أتوقف حتى لآلتقط أنفاسى أو أزيل قطرات العرق المتساقطة منى المهم المال سندى الوحيد فى هذا العالم الدنىء . وأتسع العمل أكثر وشهد الجميع لى ولذكائى ولمهاراتى وتقدم الكثير طالبين ودى وصداقتى سواء فى العمل أو طلب الزواج من أخواتى السبعة ورفضت الجميع . لا يوجد أحد يستحق أى شىء . لا أحد يستحق الآنتفاع من أعمالى ولا أحد يستحق الآقتران بأحد أخواتى والآهم هو أنه يجب أن أكون أنا صاحب القرار والآختيار فى كل شىء وهذا ما حدث فقد أخترت من سيعملون معى أو من سأعمل معهم أنا الذى أخترهم حتى أخواتى أخترت لهم مجموعة من العاملين لدى !! قلت لك لا تتعجب لقد أخترت عمالى أزواج لآخواتى لآجعل أخواتى هن أصحاب القرار فى البيت فلا يجرأ أى من هؤلاء العمال على رفض أو حتى الآعتراض على أى كلمة تصدر منهن وهذا ما كان عاشت أخواتى أميرات فى بيوتهن وأزواجهن عبيد لديهن . وجاء دورى لكى اتزوج وقد كان فقد أخترت " انجيلا " أبنة أحد التجار الكبار الذين اتعامل معهم . رايتها فى بيت ابيها مرة او اثنين ولكنى لاحظت هدؤها وجمالها الذى يشهد به الجميع فتزوجتها ليس حبا فيها ولكن حتى يكتمل شكلى الاجتماعى فقط ولسسباخر هو اعجابى بأسمها !. ثلاثة عشرة عاماً من الزواج وهى لا تعرف عنى سوى ما اردت انا ان تعرفه عنى . عاملتها كالعبدة كم من مرة أهنتها لآتفه الاسباب وكم من مرة ضربتها بقسوة ، لدرجة يصعب على الكثيرين تخليها وهل تتخيل احد ان يضرب زوجته حتى تكاد ان تلفظ انفاسها بين يديه لقد حدث ذلك معى وتعرف من السبب ؟؟ لقد ايقظتنى متأخراً عن ميعاد استيقاظى خمس دقائق !! . وفى كل مرة كنت اضربها كنت اتوقع ان تثور فى وجهى وتتشاجر معى وتغضب وتترك البيت وتذهب لآبيها شاكية ولكن شيئاً من هذا لم يحدث كانت تنظر الى نظرة غريبة نظرة ممتزجة بمشاعر ما لا اعرفها ، وانتظر ان تتحدث فلا تفعل بل تظل صامتة حتى بكائها كان صامتاً . عجيبة حقاً تلك المرأة ، وصمتها كان اكثر عجباً ، كثيراً ما جلست افكر ترى كيف تفكر تلك الانسانة حتى تحتمل كل تلك الاهانة منى ولا تحاول الرد ؟ وفى احدى المرات تسألت ترى لو فعل احد معى ما افعله معها ماذا سيكون رد فعلى وبالطبع لم افكر لفترة طويلة فكانت الاجابة جاهزة " اقتله دون تردد " فكرت كثيراً ولم اعثر على رد ، ولكنى وصلت الى شىء واحد " هذه الانسانة مختلفة " ودارت الايام ولكنها دارت ببطىء فالعمل يسير بدقة شديدة اصابتنى بالملل والبيت هادىء كما هو ، لا ضجيج اطفال ... لا زيارات ... لا تليفونات ... فببساطة ليس لدى اصدقاء . اما اخواتى فهن غارقات فى عالمهن الخاص وسط اطفالهن وازواجهن ومقتنياتهم . ما العمل اذن ؟؟ لماذا لا يكون لدى اطفال اتسلى بهم وسط هذا الفراغ . ولاول مرة لايتم امر كما اريد وحينما تسألت لماذا ؟؟؟ عرفت الاجابة " حضرتك لاتستطيع الانجاب ولكن مازال هناك امل فى الله " لا استطيع ... الله ثانية .. واى امل ذلك الذى اعقده عليه .. لقد انتظرناه طويلاً ولم يجيب .. وكما احضرت المال بيدى سوف اجد طريقه احضر بها اطفال ايضاً . سافرت كثيراً وسألت اكثر ودفعت الكثير المهم ان اكسب التحدى ووسط كل ووجدتها كعادتها هادئة صامتة . كثيراً ما اراها واقفة مغمضة العينين غارقة فى ابتهالات او صلوات لم اكن اهتم وان كنت الاحظ فى بعض الاحيان سقوط بعض الدموع من عينيها . وظللت ابحث وكعادتى كنت ابحث وحدى وليس من معين . ولآول مرة فى حياتى اشعر انى بحاجة الى احد بجوارى يقول لى " لاتقلق ستنجح " وطال البحث لدرجة انى شعرت بانى هزمت فى هذه الجولة وهنا رفعت راسى وقلت " ها انت تكسب هذه الجولة ولكن لا تنسى لقد فزت من قبل ونحن الان متعادلون " وقررت ان انهى هذا الامر " لايهم موضوع الاطفال هناك مئات الطرق التى تجعلنى سعيداً ولن اشعر بأى ملل " ." انجيلا حضرى نفسك سنسهر الليلة معاً " !!!! صعقت من المفاجأة ، نعم اعلم هذا ووجدت فى هذا متعة ، ان افاجىء الاخرين وارىالدهشة والانبهار فى نظراتهم نحوى لذلك كنت من وقت لآخر احضرلها هدية قيمة او صطحبها الى مكان جديد لم تطأه بقدمهيا من قبل ، اخبركم بشىء كنت اشعر بسعادة غامرة وانا ارها تبتسم فأبتساماتها رائعة حقاً . وفى يوم وجدتها تقول لى " لدى مفاجأة صغيرة لك ، هيا بنا " خرجت معها وذهبنا الى ملجأ ايتام قريب من بيتنا وبمجرد دخولنا ذلك المبنى المتهالك رأيت مايعجز لسانى عن وصفه لقد انطلق الاطفال من مختلف الاعمار الى زوجتى ما بين مقبلين اومصافحين او حتى مبتسمين" وحشتينا يا ماما .. ماما مايكل ضربنى امبارح وانا قولت له هاقول لماما ... جبتلنا ايه يا ماما معاكى .. " وفى ثوان معدودة وجدت كل من فى هذا المكان محطين بنا فى شكل دائرة وبعد هذا الآستقبال الحافل الذى ابهرنى حقاً وجدت زوجتى تقول للجميع " اقدم لكم عمو .... زوجى الذى كان يرسل لكم كل الهدايا التى كنت احضرها وانا عارفة انكم كنتوا عاوزين تشفوه علشان كده انا خليته يجى معايا النهار ده " وهنا حدث المفاجأة الكبرى لقد وجدت التصفيق الحاد ورايت الجميع يتركون زوجتى واتجهوا نحوى ما بين مقبيلين او مصافحين او حتى مبتسمين ... وكلمات الشكر تدفق من افواهم بلا توقف " متشكرين جداً يا عمو ... احنا بحبك اوى يا عمو ..كنا مستنينك من زمان ياعمو ..... حقيقى يا عمو انت صورة ربنا على الارض !! ذى ما ابونا قالنا ... انت طيب قوى يا عمو وقلبك كبير ... !!! اهتزت الارض تحت اقدامى وتاهت ملامح الوجوه الملتفة حولى وتداخلت الاصوات ولم ادرى بنفسى الا وانا سائر فى الشارع ممسكاً بيد انجيلا ناظراً الى سحابة صغيرة تظهر بين اسطح بعض الابنية فى نهاية شارع طويل نسير فيه وسمة شىء كالقشور تتساقط من عينى سائلاً زوجتى بصوت منخفض " كلمينى عن ربنا وعنك " ...
Comment