روعة الحياة
لم يكن أحد أسعد من جورج ,فهو شاب يحب الرب وكان يقوم بتوزيع الكتب الروحية ,
وزوجته جيدة الفهم وجميلة الصورة ,وطفلتاه جميلتان تنميان في البنيان والإيمان , بمرور الأيام . وكان له كشك ( أي محل صغير )في سوق المدينة التي كان يسكنها ,يوفر له دخلا ً ضئيلا ً , لكن لأن الرب كان يبارك فيه كان يكفيه , كانت الحياة تسير على مايرام , حتى دخل هذا المرض اللعين فجأة على رب هذه الأسرة الهادئة الوادعة, فأخبره الطبيب بخطورة الحال , فانحنى وده كالظل إذا مال .
يقول جورج لن أستطيع أن أصف ماشعرت به في تلك الليلة الصعبة فنمت بين طفلتي وأنا احضنهما طوال الليل , وكأني أريد أن أشبع منهما قبل أن أتركهما ....شجعتني زوجتي المؤمنة , فصلينا معا ً وتقبلنا الأمر الإلهي بشكر وصبر .
وبدأت رحلتي مع التحايل والأشعات , والعقاقير والمهدئات , نصحوني بالسفر إلى الارج لإجراء جراحات عاجلة .
وفي المطار ودعت أسرتي وإخ:وتي والأحباب
الأصحاب .
وبعد وقت قصير كانت الطائرة فوق السحاب . فأخذت يدي تبحث عن رفيقي في الغربة ألا وهو الكتاب المقدس , فتحته فوجدت وعدا ً كريما ً يقول : "أنا هو الباب"(يوحنا 9:10)
فأغمضت عيناي , ووضعت نفسي بين يدي الإله . شعرت بسلام ٍ عميق وأحسست بأني لست وحدي .
وكإنسان , رحت أفكر وأفكر , فكان أمامي احتمالين لا ثالث لهما .
الأول : إن رأى الرب أن رسالتي في الحياة أوشكت أن تنتهي ,فذاك أفضل جدا ً , وهو يعرف كيف يعتني بزوجتي وطفلتي أفضل مني .
ثانيا ً : إن كانفي العمر بقية , فعلي مراجعة حساباتي كلها , لكي أعيش الزمان الباقي أكثر أمانة ً وأكثر حبا ً وتكريسا ً لسيدي "الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي " (غلاطية 20:2)مكثت في الخارج لمدة شهرين ,أجريت لي خلالها الفحوصات والجراحات اللازمة . ثم نصحوني بالعودة إلى بلدي , على أن يرسلوا لي النتائج والتوصيات النهائية فيما بعد , رغم أني كنت قد التقطت عبارة قالها أحد الأطباء لزميله في غرفة العمليات , وهو يهمس له بالفرنسية , أنه لم يبقى لي عمر سوى ثلاثة أشهر على أكثر تقدير .
عدت إلى البيت , وفرح الجميع برجوعي , ثم قلت في نفسي :"ماذا لو صدق الطبيب وانتهت حياتي فعلا ً بعد هذه الفترة ؟؟؟ " .
فقلت أعمل هذا : أقوم بتوزيع ثلاثين ألف إنجيل على أقاربي وأهلي والجيران في قريتنا وفي القرية النائية من حولنا .....
فأرسلت فعلا ً للجمعية المسؤلة , وطلبت هذه الكمية .انزعجوا في بادئ الأمر , فكتبوا للمسؤلين في الكنيسة التي أنتمي إليها , لكي يستفسروا عن سر هذه الطلبية الكبيرة , فأجابوهم بضرورة إرسالها بلا تأخير لأن الطالب أصيب بمرض خطير , ولم يتبقى له من العمر إلا اليسير , ويريد أن يخدم الرب بهذه الطريقة .وصلت الكتب فعلا ً , وبدأت في التوزيع , وفي أثناء ذلك جاءني تقرير المشفى ,بأنه لا توجد أية خطورة , وأنني أستطيع أن أواصل حياتي بطريقة طبيعية دون قلق أو خوف...... وابتهجت جدا جدا بالخبر , وفرح الجميع لي . واستمريت في تكريس للرب , وأزداد تعلقي به وثقتي فيه , واعتبرت أن كل يوم هو هدية منه , واكتشفت
روعة الحياة وصرت أقدر الوقت فهو غال جدا جدا وثمين , ووضعت مشاكل الحياة في حجمها الطبيعي , وسعدت بالسلام النفسي ,
واكتشفت الثروة الهائلة التي منحني إياها الرب وأنا لا أدري وهي محبة الآخرين لي خاصة ً خلال محنتي .
فمنهم من بادر بحجز المستشفى ومن حجز لي تذاكر الطيران , وإقامتي في شقة أحدهم بالخارج , والذين اهتموا بسداد احتياجات أسرتي في غيابي , عدا الكثيرون الذين كانوا يصلون من أجلنا ويتمنون كل الخير لنا .
أحبائي الأعزاء
كم نحن فعلا ً بحاجة ان نشكر الرب على نعمة الحياة ونردد في قلوبنا مع إرميا النبي
"إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول , هي جديدة في كل صباح "
( مرائي 22:3-23)
ونشكره أيضا ً على الخير والرحمة الذين يتبعاننا كل أيام حياتنا (مزمور 6:23)
بل ما أجمل أن نراجع حساباتنا ونسأل ماذا نحن فاعلون بالأيام والشهور والسنين ؟؟؟؟؟؟
هل نعيشها للرب ام لغيره ؟؟؟؟؟؟؟
ليتنا نقدر قيمة المكتوب .........."فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء . مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة "
(أفسس 15:5-16 )
وزوجته جيدة الفهم وجميلة الصورة ,وطفلتاه جميلتان تنميان في البنيان والإيمان , بمرور الأيام . وكان له كشك ( أي محل صغير )في سوق المدينة التي كان يسكنها ,يوفر له دخلا ً ضئيلا ً , لكن لأن الرب كان يبارك فيه كان يكفيه , كانت الحياة تسير على مايرام , حتى دخل هذا المرض اللعين فجأة على رب هذه الأسرة الهادئة الوادعة, فأخبره الطبيب بخطورة الحال , فانحنى وده كالظل إذا مال .
يقول جورج لن أستطيع أن أصف ماشعرت به في تلك الليلة الصعبة فنمت بين طفلتي وأنا احضنهما طوال الليل , وكأني أريد أن أشبع منهما قبل أن أتركهما ....شجعتني زوجتي المؤمنة , فصلينا معا ً وتقبلنا الأمر الإلهي بشكر وصبر .
وبدأت رحلتي مع التحايل والأشعات , والعقاقير والمهدئات , نصحوني بالسفر إلى الارج لإجراء جراحات عاجلة .
وفي المطار ودعت أسرتي وإخ:وتي والأحباب
الأصحاب .
وبعد وقت قصير كانت الطائرة فوق السحاب . فأخذت يدي تبحث عن رفيقي في الغربة ألا وهو الكتاب المقدس , فتحته فوجدت وعدا ً كريما ً يقول : "أنا هو الباب"(يوحنا 9:10)
فأغمضت عيناي , ووضعت نفسي بين يدي الإله . شعرت بسلام ٍ عميق وأحسست بأني لست وحدي .
وكإنسان , رحت أفكر وأفكر , فكان أمامي احتمالين لا ثالث لهما .
الأول : إن رأى الرب أن رسالتي في الحياة أوشكت أن تنتهي ,فذاك أفضل جدا ً , وهو يعرف كيف يعتني بزوجتي وطفلتي أفضل مني .
ثانيا ً : إن كانفي العمر بقية , فعلي مراجعة حساباتي كلها , لكي أعيش الزمان الباقي أكثر أمانة ً وأكثر حبا ً وتكريسا ً لسيدي "الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي " (غلاطية 20:2)مكثت في الخارج لمدة شهرين ,أجريت لي خلالها الفحوصات والجراحات اللازمة . ثم نصحوني بالعودة إلى بلدي , على أن يرسلوا لي النتائج والتوصيات النهائية فيما بعد , رغم أني كنت قد التقطت عبارة قالها أحد الأطباء لزميله في غرفة العمليات , وهو يهمس له بالفرنسية , أنه لم يبقى لي عمر سوى ثلاثة أشهر على أكثر تقدير .
عدت إلى البيت , وفرح الجميع برجوعي , ثم قلت في نفسي :"ماذا لو صدق الطبيب وانتهت حياتي فعلا ً بعد هذه الفترة ؟؟؟ " .
فقلت أعمل هذا : أقوم بتوزيع ثلاثين ألف إنجيل على أقاربي وأهلي والجيران في قريتنا وفي القرية النائية من حولنا .....
فأرسلت فعلا ً للجمعية المسؤلة , وطلبت هذه الكمية .انزعجوا في بادئ الأمر , فكتبوا للمسؤلين في الكنيسة التي أنتمي إليها , لكي يستفسروا عن سر هذه الطلبية الكبيرة , فأجابوهم بضرورة إرسالها بلا تأخير لأن الطالب أصيب بمرض خطير , ولم يتبقى له من العمر إلا اليسير , ويريد أن يخدم الرب بهذه الطريقة .وصلت الكتب فعلا ً , وبدأت في التوزيع , وفي أثناء ذلك جاءني تقرير المشفى ,بأنه لا توجد أية خطورة , وأنني أستطيع أن أواصل حياتي بطريقة طبيعية دون قلق أو خوف...... وابتهجت جدا جدا بالخبر , وفرح الجميع لي . واستمريت في تكريس للرب , وأزداد تعلقي به وثقتي فيه , واعتبرت أن كل يوم هو هدية منه , واكتشفت
روعة الحياة وصرت أقدر الوقت فهو غال جدا جدا وثمين , ووضعت مشاكل الحياة في حجمها الطبيعي , وسعدت بالسلام النفسي ,
واكتشفت الثروة الهائلة التي منحني إياها الرب وأنا لا أدري وهي محبة الآخرين لي خاصة ً خلال محنتي .
فمنهم من بادر بحجز المستشفى ومن حجز لي تذاكر الطيران , وإقامتي في شقة أحدهم بالخارج , والذين اهتموا بسداد احتياجات أسرتي في غيابي , عدا الكثيرون الذين كانوا يصلون من أجلنا ويتمنون كل الخير لنا .
أحبائي الأعزاء
كم نحن فعلا ً بحاجة ان نشكر الرب على نعمة الحياة ونردد في قلوبنا مع إرميا النبي
"إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول , هي جديدة في كل صباح "
( مرائي 22:3-23)
ونشكره أيضا ً على الخير والرحمة الذين يتبعاننا كل أيام حياتنا (مزمور 6:23)
بل ما أجمل أن نراجع حساباتنا ونسأل ماذا نحن فاعلون بالأيام والشهور والسنين ؟؟؟؟؟؟
هل نعيشها للرب ام لغيره ؟؟؟؟؟؟؟
ليتنا نقدر قيمة المكتوب .........."فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء . مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة "
(أفسس 15:5-16 )
آمين
Comment