-شفاعة رئيس الملائكة ميخائيل
كان أنسان ساكناً في فلسطين أسمه رقيانوس غنياً بالذهب والفضة والعبيد والاملاك ولم يرزق ولداً قط بل كانت له ابنة وحيدة وكانت تسكن بجوار منزله أرملة مسكينة مات زوجها وتركها حاملا وكان لها أيمان وثيق ورجاء ومحبة في الله ورئيس الملائكة ميخائيل قائلة :يا سيدي اعني أيها المبتهل امام الله واسأله من اجلي أنا المسكينة ان يعطيني رزقاً لتزول عني هذه المسكنة الصعبة وكانت هذه الارملة تدخل بيت الغني وتقضي لهم اشغالهم وتاخذ اجرتها.
ولما دنا وقت ولادة الارملة شعر الغني بذلك وصعد إلي سطح بيته المطل علي منزل تلك الارملة ليسمع ما تقوله وإذ بها تصرخ قائلة:يارئيس الملائكة ميخائيل أعني في شدتي ففتح الله عيني قلب الغني فنظر السيد المخلص ربنا يسوع المسيح وميخائيل وغبريال الملائكة عن يمينه وعن يساره وجلسوا تحت سقف منزل تلك الارملة
وقال الملاك ميخائيل لمخلصنا وهو ساجد تحت قدميه :اللهم الرحوم الرؤوف أسأل عظم صلاحك أن تتحنن علي هذه المرأة المسكينة البائسة وتخلصها من صعوبة هذا المخاض فقد كابدت مشقة عظيمة ارحمها يارب وخلصها فأجاب المخلص وقال:صفي ميخائيل رئيس الملائكة ووكيلي المؤتمن انت تعلم محبتي فيك وسوف يكون كما تسأل فوضعت غلاماً حسنا جدا .وان الملاك الرحوم ميخائيل سأل المخلص من اجل الصبي المولود قائلا :
انت أيها الرب الاله حياة الكل فلتدرك رحمتك هذا الغلام المولود وسهل له معيشته وبارك مخلصنا المتحنن الطفل المولود ومد اصبعه الماسك العالم كله إلي دار ذلك الغني وقال بفمه المقدس إن غني هذا الانسان ويساره ونعمته وجميع ما له يعود إلي هذا الغلام المولود.
2-حيلة الغني
فلما سمع الغني هذا الكلام جرح قلبه وخاف ونزل حزيناً وملأ الشيطان قلبه وبأا التحايل لاخذ الغلام من امه
ولما مضي الطفل شهران من عمره أستدعي المرأة المسكينة وقال لها:
انت تعلمين انه ليس لي ولد ذكر سوي أبنة واحدة فأعطيني هذا الغلام لاجعله ولدا لي لان له في قلبي محبة عظيمة إلهية وسأعطيه كل ما أدخرته له وأزوجه ابنتي ولما سمعت أمه هذا الكلام قالت كيف يكون هذا ياسيدي أن اعطي لك ولدي الذي اتعزي به في حياتي؟
فقال لها هذا الغني خير لك ان تعطيه لي يعيش عندي في الغني احسن من معيشته عندك في الذل والمسكنة ولولا محبتي لولدك لكنت اطلب غيره فكانوا يعطونه لي بفرح عظيم ومكث يكرر هذا القول علي مسامع المراة المسكينة عدة مرات واخيراً أذعنت لقوله وأعطاها عشرين دينارأ من الذهب وسلمت له الطفل.
قام مسرعا وذبح تيسا من الغنم واخذ جلده وصيره زقا وجعل الطفل بداخله ورماه في البحر واستراح منه وكان يظن ان وحوش البحر ستأكله عاجلا
والله صالح محب البشر رحوم بشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل تحنن علي الطفل فحفظه الملاك ولا زال الزق سائرا في البحر الي ان قذفت به الامواج علي الشاطيء جزيرة وملاك الرب حارسا له الي ان اتي راعي غنم وجذبه إليه وظن ان بداخله مال وفير فأخذه بفرح عظيم ولما فتحه وجد الطفل حياً لم يمت فمجد قدرة الله الفاعلة كل شيء وصرخ يارب ارحم إن امورك عجيبة ثم اتي بالطفل إلي زوجته ورباه ودعي اسمه تلاصون أي أني وجدته في البحر.
3-مفاجأة في الجزيرة
فلما انقضي له سنين واصبح الطفل رجلا شاء الرب ان يتمم قوله الصادق فسبب لذلك الغني أن يذهب لهذه الجزيرة وامسي عليه الوقت وهو سائر مع عبيبده فالتجأوا إلي ذلك الراعي الذي استضافهم وادخلهم بيته ثم امر تلاصون ان يعد لهم ما ياكلونه لان الصبي كان مخول له مال الراعي كله.
ولما سمع الغني يدعو الفتي تلاصون بهذا الاسم تعجب كثيراً وقال ما معني هذا الاسم يااخي؟
فقال له الراعي حدث لي في هذا الفتي امر عجيب جدا وهو أنا بينما كنت مجتازاً علي شاطيء البحر وجدت زقا من الجلد مربوطا ملقي علي شاطيء البحر فأخذته ظاناً ان بداخله مالا ولما فتحته وجدت هذا الفتي داخله وعلمت ان ذلك بتدبير الله الرحوم ولا شك ان رجلا شريرا او امراة خبيثة فعلا هكذا بالطفل لقلة مخافتهما من الله.
فلما سمع الغني هذا الكلام خاف جداً وحزن وامتلاء قلبه غضبا علي الغلام وقال للراعي يااخي اصنع معي خيرا واعطيني هذا الفتي تلاصون لاني اراه شجاعاقوياص وقد احببته جدا من كل قلبي واريد ان يصير ولداً لي وانا أعطيه جميع ما املكهمن الذخائر والاموال لانه ليس لي ولدا ذكر بل أبنة وحيدة وساعطيك عنه عشرين دينارا من الذهب وخاصة أن لك اولاد كثيرين غيره وكرر القول عليه والراعي لما سمع بالذهب سمحت نفسه ان يعطيه الصبي وطلب ثمنا اكثر فأعطاه الغني خمسون دينارا وللوقت سلم الراعي الفتي للغني.
4-الرسالة تتغير
فلما تسلم الغني الفتي قام مسرعا وكتب رسالة لزوجته قائلا:
أيها الاخت المباركة ان الغلام الواصل بهذه الرسالة هو الطفل الذي جعلناه في الزق ورميناه في قاع البحر وبينما انا في سفر أجتزت براعي غنم اخبرني انه وجده في الزق بالبحر فرباه وصار له ولداً وقد اخذته منه بخمسين دينارا من الذهب وفي ساعة قراءتك هذه الرسالة تقطعي عنقه وترميه في البحر بسرعة ثم ختم الرسالة وسلمها للفتي تلاصون وأركبه بغله حسنة وعرفه الطريق إلي بيته ولم يعلم الفتي أن الرسالة فيها قتله وهلاكه.
وبعد ذلك مضي أيضا الغني وعبيده من عند الراعي ولم يزل الصبي سائرا في الطريق حتي اقترب من مدينة ذلك الغني بقرب ميل واحد.
وللوقت ظهر له ملاك الرب ميخائيل راكبا حصانا ابيض وعليه خلعة ملوكية يشبه احد أجناد الملك.
فقال للفتي تلاصون من أين أقبلت أيها الفتي وإلي أين تمضي؟ وما هذا الكتاب الذي في يدك؟
فاجاب تلاصون أيها السيد أن أرخنا كبيرا أرسلني بهذه الرسالة ولا أعلم مضمونها فقال له رئيس الملائكة المتشبه بالجندي أرني إياها لاعلم مضمونها.
فاجاب تلاصون:كيف يكون هذا ياسيدي؟
فقال له الملاك الجليل رئيس الطغمات النورانية ميخائيل:أعطها لي وانا انظرها وأدفعها لك بهيئتها فلا تتغير وبعد جهد عظيم ناول الفتي تلاصون الرسالة للملاك ميخائيل المتشبه بالجندي ولما اخذها من الصبي نفخ فيها بفمه فمحي الكلام الرديء المكتوب بهلاك الصبي وكتب لزوجته:
هكذا إعلمي أيتها الاخت المباركة ان هذا الفتي الواصل إليك بهذه الرسالة منسوب لملوك الروم اجتمعت به في غربتي وفي حالة وصوله بالرسالة إليك أهتمي بان يتزوج ابنتي واصنعي عرساً مزيناً بكل زخارف هذا العالم وبعد انقضاء أيام العرس سلمي له كل شيء لي ولك من الاموال والذخائر وحذار أن تخفي عنه من اموالي شيئا.
ثم سلم رئيس الملائكة ميخائيل الرسالة للفتي تلاصون وهي مختومة بخاتم الغني كانها لم تتغير وقال له امضي في طريقك بسلام وكمل ما ارسلت فيه ثم صعد رئيس الملائكة إلي السموات وسار الفتي تلاصون في طريقه والرسالة بيده إلي ان وصل بيت الغني وسلم الرسالة إلي زوجته فلما قرأتها فرحت ودعت وكلاءها وامرتهم ان يهيئوا جميع الالات للعرس وفرح كل من في مدينة فلسطين بذلك ثم زوجوا الفتي للصبية أبنة الغني وكانوا في ابتهاج وطرب ولم يبقي احد في المدن القريبة إلا واتي وفرح معهم ثم سلمت أمرأة الغني للفتي جميع اموالها وزخائرها.
5-وبعد مضي ثلاثة أشهر عاد الغني من سفره ولما قرب من المدينة نزل من علي حصانه والتقي بانسان من اهل المدينة وسأله عن اهل بيته فقال كان عندهم فرح منذ ثلاثة اشهر من جهة الفتي تلاصون المرسل من عندكم وزوجوه أبنتك ولذلك فهم فرحين.
فلما سمع الغني هذا الكلام وعلم ان الغلام قد تزوج ابنته وورث كل امواله كقول المخلص الصالح ربنا يسوع المسيح صرخ قائلا:
اه ماذا ادهاني في هذا اليوم ودخل علي قلبي حزن عظيم
ثم صعد ليركب بغلته وللوقت اخرج السيف المتقلد به من غمده وادخله في جوفه فسقط ميتاً في الحال ولما بلغ زوجته هذا الخبر المحزن صرخت وسقطت علي الارض ميتة.
وهكذا مات الغني وزوجته في يوم واحد وتم قول الرب الصادق عن الصبي ابن الارملة المسكينة ان مال الغني يكون له ثم كفنوا الغني وزوجته ودفنوهما بجانب بعض
6-الملاك ميخائيل يكشف السر
وبعد اربعين يوما من وفاتهما وبينما كان الصبي راقد اشؤق عليه نور عظيم جدا وظهر له ملاك الرب ميخائيل فقال له الصبي: من انت هكذا ياسيدي بهذا المجد العظيم
فقال له انا ميخائيل رئيس قوات السموات المبتهل إلي الله في *** البشر في كل حين.
بسؤال والدتك الارملة اتي المخلص الصالح يسوع المسيح معي انا وجبرائيل الملاك حيث سألته من اجلك حتي اعطاك هذه النعمة والارزاق الكثيرة انا هو ميخائيل الكائن معك كل حين اخذك الغني من امك وجعلك في الزق ورماك في البحر وسرت معك واخرجتك من البحر وخلصتك من وحوشه وحننت قلب الراعي عليك وانا الذي غير رسالة الغني التي كان يقصد فيها هلاك نفسك وجعلت عوض الشر الخير وسلمت لك الرسالة وكان لك بها هذه النعم والارزاق الجزيلة.
والان انا اوصيك بهذه الارملة المسكينة التي بجانبك فهي امك التي ولدتك من احشائها فأحذر ان تتخلي عنها وهوذا انا اكون معك إلي يوم وفاتك
ولما قال هذا الكلام صعد إلي السماء بمجد عظيم
وبعد...... أرأيتم يا احبائي قوة الله وشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل.... فيجب علينا ان ندنو إليه بكل قلوبنا ونطلب إليه ان يشفع فينا امام منبر السيد المسيح لنجد دالة ومغفرة لخطايانا بطلباته المقبولة .
والشكر لك يالله دائما
_________________________________
فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل
فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي
لكي تحل علي قوة المسيح
كو2 12 : 9
كان أنسان ساكناً في فلسطين أسمه رقيانوس غنياً بالذهب والفضة والعبيد والاملاك ولم يرزق ولداً قط بل كانت له ابنة وحيدة وكانت تسكن بجوار منزله أرملة مسكينة مات زوجها وتركها حاملا وكان لها أيمان وثيق ورجاء ومحبة في الله ورئيس الملائكة ميخائيل قائلة :يا سيدي اعني أيها المبتهل امام الله واسأله من اجلي أنا المسكينة ان يعطيني رزقاً لتزول عني هذه المسكنة الصعبة وكانت هذه الارملة تدخل بيت الغني وتقضي لهم اشغالهم وتاخذ اجرتها.
ولما دنا وقت ولادة الارملة شعر الغني بذلك وصعد إلي سطح بيته المطل علي منزل تلك الارملة ليسمع ما تقوله وإذ بها تصرخ قائلة:يارئيس الملائكة ميخائيل أعني في شدتي ففتح الله عيني قلب الغني فنظر السيد المخلص ربنا يسوع المسيح وميخائيل وغبريال الملائكة عن يمينه وعن يساره وجلسوا تحت سقف منزل تلك الارملة
وقال الملاك ميخائيل لمخلصنا وهو ساجد تحت قدميه :اللهم الرحوم الرؤوف أسأل عظم صلاحك أن تتحنن علي هذه المرأة المسكينة البائسة وتخلصها من صعوبة هذا المخاض فقد كابدت مشقة عظيمة ارحمها يارب وخلصها فأجاب المخلص وقال:صفي ميخائيل رئيس الملائكة ووكيلي المؤتمن انت تعلم محبتي فيك وسوف يكون كما تسأل فوضعت غلاماً حسنا جدا .وان الملاك الرحوم ميخائيل سأل المخلص من اجل الصبي المولود قائلا :
انت أيها الرب الاله حياة الكل فلتدرك رحمتك هذا الغلام المولود وسهل له معيشته وبارك مخلصنا المتحنن الطفل المولود ومد اصبعه الماسك العالم كله إلي دار ذلك الغني وقال بفمه المقدس إن غني هذا الانسان ويساره ونعمته وجميع ما له يعود إلي هذا الغلام المولود.
2-حيلة الغني
فلما سمع الغني هذا الكلام جرح قلبه وخاف ونزل حزيناً وملأ الشيطان قلبه وبأا التحايل لاخذ الغلام من امه
ولما مضي الطفل شهران من عمره أستدعي المرأة المسكينة وقال لها:
انت تعلمين انه ليس لي ولد ذكر سوي أبنة واحدة فأعطيني هذا الغلام لاجعله ولدا لي لان له في قلبي محبة عظيمة إلهية وسأعطيه كل ما أدخرته له وأزوجه ابنتي ولما سمعت أمه هذا الكلام قالت كيف يكون هذا ياسيدي أن اعطي لك ولدي الذي اتعزي به في حياتي؟
فقال لها هذا الغني خير لك ان تعطيه لي يعيش عندي في الغني احسن من معيشته عندك في الذل والمسكنة ولولا محبتي لولدك لكنت اطلب غيره فكانوا يعطونه لي بفرح عظيم ومكث يكرر هذا القول علي مسامع المراة المسكينة عدة مرات واخيراً أذعنت لقوله وأعطاها عشرين دينارأ من الذهب وسلمت له الطفل.
قام مسرعا وذبح تيسا من الغنم واخذ جلده وصيره زقا وجعل الطفل بداخله ورماه في البحر واستراح منه وكان يظن ان وحوش البحر ستأكله عاجلا
والله صالح محب البشر رحوم بشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل تحنن علي الطفل فحفظه الملاك ولا زال الزق سائرا في البحر الي ان قذفت به الامواج علي الشاطيء جزيرة وملاك الرب حارسا له الي ان اتي راعي غنم وجذبه إليه وظن ان بداخله مال وفير فأخذه بفرح عظيم ولما فتحه وجد الطفل حياً لم يمت فمجد قدرة الله الفاعلة كل شيء وصرخ يارب ارحم إن امورك عجيبة ثم اتي بالطفل إلي زوجته ورباه ودعي اسمه تلاصون أي أني وجدته في البحر.
3-مفاجأة في الجزيرة
فلما انقضي له سنين واصبح الطفل رجلا شاء الرب ان يتمم قوله الصادق فسبب لذلك الغني أن يذهب لهذه الجزيرة وامسي عليه الوقت وهو سائر مع عبيبده فالتجأوا إلي ذلك الراعي الذي استضافهم وادخلهم بيته ثم امر تلاصون ان يعد لهم ما ياكلونه لان الصبي كان مخول له مال الراعي كله.
ولما سمع الغني يدعو الفتي تلاصون بهذا الاسم تعجب كثيراً وقال ما معني هذا الاسم يااخي؟
فقال له الراعي حدث لي في هذا الفتي امر عجيب جدا وهو أنا بينما كنت مجتازاً علي شاطيء البحر وجدت زقا من الجلد مربوطا ملقي علي شاطيء البحر فأخذته ظاناً ان بداخله مالا ولما فتحته وجدت هذا الفتي داخله وعلمت ان ذلك بتدبير الله الرحوم ولا شك ان رجلا شريرا او امراة خبيثة فعلا هكذا بالطفل لقلة مخافتهما من الله.
فلما سمع الغني هذا الكلام خاف جداً وحزن وامتلاء قلبه غضبا علي الغلام وقال للراعي يااخي اصنع معي خيرا واعطيني هذا الفتي تلاصون لاني اراه شجاعاقوياص وقد احببته جدا من كل قلبي واريد ان يصير ولداً لي وانا أعطيه جميع ما املكهمن الذخائر والاموال لانه ليس لي ولدا ذكر بل أبنة وحيدة وساعطيك عنه عشرين دينارا من الذهب وخاصة أن لك اولاد كثيرين غيره وكرر القول عليه والراعي لما سمع بالذهب سمحت نفسه ان يعطيه الصبي وطلب ثمنا اكثر فأعطاه الغني خمسون دينارا وللوقت سلم الراعي الفتي للغني.
4-الرسالة تتغير
فلما تسلم الغني الفتي قام مسرعا وكتب رسالة لزوجته قائلا:
أيها الاخت المباركة ان الغلام الواصل بهذه الرسالة هو الطفل الذي جعلناه في الزق ورميناه في قاع البحر وبينما انا في سفر أجتزت براعي غنم اخبرني انه وجده في الزق بالبحر فرباه وصار له ولداً وقد اخذته منه بخمسين دينارا من الذهب وفي ساعة قراءتك هذه الرسالة تقطعي عنقه وترميه في البحر بسرعة ثم ختم الرسالة وسلمها للفتي تلاصون وأركبه بغله حسنة وعرفه الطريق إلي بيته ولم يعلم الفتي أن الرسالة فيها قتله وهلاكه.
وبعد ذلك مضي أيضا الغني وعبيده من عند الراعي ولم يزل الصبي سائرا في الطريق حتي اقترب من مدينة ذلك الغني بقرب ميل واحد.
وللوقت ظهر له ملاك الرب ميخائيل راكبا حصانا ابيض وعليه خلعة ملوكية يشبه احد أجناد الملك.
فقال للفتي تلاصون من أين أقبلت أيها الفتي وإلي أين تمضي؟ وما هذا الكتاب الذي في يدك؟
فاجاب تلاصون أيها السيد أن أرخنا كبيرا أرسلني بهذه الرسالة ولا أعلم مضمونها فقال له رئيس الملائكة المتشبه بالجندي أرني إياها لاعلم مضمونها.
فاجاب تلاصون:كيف يكون هذا ياسيدي؟
فقال له الملاك الجليل رئيس الطغمات النورانية ميخائيل:أعطها لي وانا انظرها وأدفعها لك بهيئتها فلا تتغير وبعد جهد عظيم ناول الفتي تلاصون الرسالة للملاك ميخائيل المتشبه بالجندي ولما اخذها من الصبي نفخ فيها بفمه فمحي الكلام الرديء المكتوب بهلاك الصبي وكتب لزوجته:
هكذا إعلمي أيتها الاخت المباركة ان هذا الفتي الواصل إليك بهذه الرسالة منسوب لملوك الروم اجتمعت به في غربتي وفي حالة وصوله بالرسالة إليك أهتمي بان يتزوج ابنتي واصنعي عرساً مزيناً بكل زخارف هذا العالم وبعد انقضاء أيام العرس سلمي له كل شيء لي ولك من الاموال والذخائر وحذار أن تخفي عنه من اموالي شيئا.
ثم سلم رئيس الملائكة ميخائيل الرسالة للفتي تلاصون وهي مختومة بخاتم الغني كانها لم تتغير وقال له امضي في طريقك بسلام وكمل ما ارسلت فيه ثم صعد رئيس الملائكة إلي السموات وسار الفتي تلاصون في طريقه والرسالة بيده إلي ان وصل بيت الغني وسلم الرسالة إلي زوجته فلما قرأتها فرحت ودعت وكلاءها وامرتهم ان يهيئوا جميع الالات للعرس وفرح كل من في مدينة فلسطين بذلك ثم زوجوا الفتي للصبية أبنة الغني وكانوا في ابتهاج وطرب ولم يبقي احد في المدن القريبة إلا واتي وفرح معهم ثم سلمت أمرأة الغني للفتي جميع اموالها وزخائرها.
5-وبعد مضي ثلاثة أشهر عاد الغني من سفره ولما قرب من المدينة نزل من علي حصانه والتقي بانسان من اهل المدينة وسأله عن اهل بيته فقال كان عندهم فرح منذ ثلاثة اشهر من جهة الفتي تلاصون المرسل من عندكم وزوجوه أبنتك ولذلك فهم فرحين.
فلما سمع الغني هذا الكلام وعلم ان الغلام قد تزوج ابنته وورث كل امواله كقول المخلص الصالح ربنا يسوع المسيح صرخ قائلا:
اه ماذا ادهاني في هذا اليوم ودخل علي قلبي حزن عظيم
ثم صعد ليركب بغلته وللوقت اخرج السيف المتقلد به من غمده وادخله في جوفه فسقط ميتاً في الحال ولما بلغ زوجته هذا الخبر المحزن صرخت وسقطت علي الارض ميتة.
وهكذا مات الغني وزوجته في يوم واحد وتم قول الرب الصادق عن الصبي ابن الارملة المسكينة ان مال الغني يكون له ثم كفنوا الغني وزوجته ودفنوهما بجانب بعض
6-الملاك ميخائيل يكشف السر
وبعد اربعين يوما من وفاتهما وبينما كان الصبي راقد اشؤق عليه نور عظيم جدا وظهر له ملاك الرب ميخائيل فقال له الصبي: من انت هكذا ياسيدي بهذا المجد العظيم
فقال له انا ميخائيل رئيس قوات السموات المبتهل إلي الله في *** البشر في كل حين.
بسؤال والدتك الارملة اتي المخلص الصالح يسوع المسيح معي انا وجبرائيل الملاك حيث سألته من اجلك حتي اعطاك هذه النعمة والارزاق الكثيرة انا هو ميخائيل الكائن معك كل حين اخذك الغني من امك وجعلك في الزق ورماك في البحر وسرت معك واخرجتك من البحر وخلصتك من وحوشه وحننت قلب الراعي عليك وانا الذي غير رسالة الغني التي كان يقصد فيها هلاك نفسك وجعلت عوض الشر الخير وسلمت لك الرسالة وكان لك بها هذه النعم والارزاق الجزيلة.
والان انا اوصيك بهذه الارملة المسكينة التي بجانبك فهي امك التي ولدتك من احشائها فأحذر ان تتخلي عنها وهوذا انا اكون معك إلي يوم وفاتك
ولما قال هذا الكلام صعد إلي السماء بمجد عظيم
وبعد...... أرأيتم يا احبائي قوة الله وشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل.... فيجب علينا ان ندنو إليه بكل قلوبنا ونطلب إليه ان يشفع فينا امام منبر السيد المسيح لنجد دالة ومغفرة لخطايانا بطلباته المقبولة .
والشكر لك يالله دائما
_________________________________
فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل
فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي
لكي تحل علي قوة المسيح
كو2 12 : 9
Comment