تأملات ميلادية

[Karmah]

التأمل الأول

من سفر اتكوين 3 : 15
وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَ...كِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
منذ البدء دبر الرب خلاصا للإنسان الذي سقط في المعصية .
منذ البدء حزن الرب على أن الإنسان تسبب في تشويه صورته النقية التي خلقه الله عليها بغواية عدو الخير الذي منذ بدء الخليقة وحتى اليوم لم يتمنى خيرا للإنسان بل يسعى في كل لحظة لإسقاطه ليبقى عاريا مجردا من النعمة الإلهية والحضور الإلهي .
ولذلك وضع الرب عداوة بين النسل البشري وبين عدو الخير ليعرف الإنسان أن الشيطان لا يريد له الخير بل الهلاك ليكون حذرا منه
لقد عمل الشيطان على مر الزمن ليجعل الإنسان بعيدا عن الله وليسقط في الخطيئة والخطأ ويشجعه عن طريق الإغراء بالعالميات والأرضيات الفانيات ويصورها له لامعة براقة مثيرة لشهوة الطمع التي لا تفارق الإنسان .
لقد نجح الشيطان في إغواء حتى بعض رجال الله القديسين كيعقوب أبي الأسباط فاجترح المكر والحيلة لتثبيت البركة له .
وشمشون رجل الله كذلك
وداود الملك
وسليمان
لكن الله افتقد رجاله القديسين ليعودا رجال الله حقا بالرغم من ضعفهم البشري وماتوا أحباء الله بعد غفرانه لهم .
منذ البدء أعلن الرب أنه من نسل المرأة يخرج الذي يسحق رأس الحية وليبدد أي شك قال من نسل المرأة ولم يقل من نسل الرجل فالمرأة هي التي عصت أولا ومن المرأة ونسلها يأتي الخلاص بيسوع المسيح المولود من حواء الجديدة والدة الإله الدائمة البتولية مريم
في صوم الميلاد نحن ننتظر الذكرى .
ذكرى التجسد الإلهي ليأتي كل ذكرى للميلاد تجديدا لعهد الرب مع البشر .
ننتظر الميلاد بشوق ولهفة وصوم وصلاة .
لا ننتظر الميلاد بفرح العالم ولهو العالم بل يكون انتظارنا بالصوم والصلاة ليكون فرح الميلاد مقدسا وبلا عيب .
نحن ننتظر الميلاد لنسهر في الكنيسة بالصلاة والتضرع والطلبات فبالصلاة والصوم سيتجدد سلطان الرب الذي أعطانا بأن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوى الشر ولا يضرنا شيء .
نحن ننتظر ذكرى بزوغ شمس العدل الذي يملأنا برا وإيمانا وحرارة محبة .
فلا تستهينوا يا إخوة بصوم الميلاد لتتقدس نفوسكم وأجسادكم وتكون قلوبكم مغارة يولد فيها الطفل الإلهي .
اسهروا وصلوا
هي وصية إلهية يجب أن تحيا في قلوبكم لانتظار المولود الآتي من نسل المرأة ليسحق الشيطان تحت أقدامكم .
أحذركم من الهراطقة اللذين يقللون من أهمية هذا الصوم الخفيف والمقدس فالطفل الآتي يستحق جهادنا بالصوم والصلاة والتضرع والسهر .
حتى تأتي ليلة الميلاد وقلوبنا مستعدة للحدث العظيم فمن يستقبله جيدا هو المستعد بهذه الروحانيات الفائقة الوصف .
والرب يقوي جهادكم لتسمو أرواحكم في انتظار يسوع الطفل

[thuraya]

رد: تأملات ميلادي

• والرب يقوي جهادكم لتسمو أرواحكم في انتظار يسوع الطفل
  
  
  
  

  
  
  
  

[Karmah]

رد: تأملات ميلادية

التأمل الثاني



من المزمور 48
3 الله في قصورها يعرف ملجأ
4 لأنه هوذا الملوك اجتمعوا. مضوا جميعا
5 لما رأوا بهتوا، ارتاعوا، فروا...
وها الرب في لحظة مجيئه يحطم فهما عميقا لدى البشر في ما تعنيه القصور .
ففي مولده لم تستحق القصور البشرية أن يرتقي إليها فالأرض كلها موطئ لقدميه . لم يختار القصور لميلاده فالأرض كلها قبض الريح لأنها ستزول بمجيئه الثاني المجيد .
لم يلق يوسف ومريم مكانا بين العالم المشغولين بالاكتتاب وتنفيذ أوامر القيصر فالرب لا يدق أبواب البيوت المليئة بالهموم العالمية بل يريد البيوت المتواضعة التي ترنو لخلاصه العظيم .
فقد عاش على الأرض لم تبهره القصور العالية والبيوت الفارهة إلا تلك التي دعته بمحبة ليدخل إليها .
لذلك اختار مولده في مغارة وضيعة بها بعض البهائم وكأنه يقول سأبدل بوجودي البيت الحقير إلى قصر منيف فكانت مغارة الميلاد روحيا قصرا توافد إليه الناس بليروا الملك المتواضع صاحب الخلاص المنتظر .
من أقصى الأرض ومن بلاد فارس ووادي الرافدين تقاطر ملوك الأرض ليس فقط لرؤية ملك الملوك المولود بل ليسجدوا له أيضا .
فيا لتلك البركة العظيمة التي نالوها وليعلن الرب أن بشارته ستمتد من أقصى المسكونة إلى أقصاها .
أما الملوك المتعجرفين المتشبتين بتراب الأرض فسيعودون ترابيا أرضيا فانيا ولن ينالهم فرح الرب وشمسه التي أشرقت عليها .
5 لما رأوا بهتوا، ارتاعوا، فروا
سمع هيرودس بخبر الميلاد فارتاع وخاف .
خاف على مُلك أرضي فان
أمر بالبحث بتدقيق عن مكان ولادة الصبي
لكي يريح قلبه المتعطش للدماء فيقتل الصبي ويرتاح بالخمر والمُسكر وفاخر الطعام
لم يكن مستحقا لفرح الميلاد ولا لزيارة الطفل الإلهي المولود في قصر المغارة .
أناديكم اليوم أيها المؤمنون جميعا المستعدين لفرح السماء والأرض معا .
بل وأناديكم يا غير المستعدين بدون استثناء
لتعاينوا الفرح الآتي بالقلب والعقل والضمير
لتعاينوا فرح المجوس ملوك المشرق .
فالمُشرق من مشارق العلو سيُشرق بنوره على الجميع
تعالوا بسرعة لتعاينوا الخلاص العظيم الآتي
تعالوا لتعاينوا فرح السماء على الأرض
لتمتلكوا بركة السجود للملك الآتي
لننفض عنا جميعا الكسل وغباره
لنعاين البر والعدل قابعا في المغارة
أحبكم فأتى من سمائه بينكم
فرحا بفرحكم
وحزينا لحزنكم
ومتألما لألمكم
ليمسح دمعة غربتكم على الأرض من عيونكم
ليواسي المحزون والمتألم والكئيب
إنه البلسم الشافي لكل مرض
لا تفوتكم نعمة النظر إلى وجهه الطافح بالبشر
سيفرح بكم وبرجوعكم إليه
لو كنتم أشر الأشرار
ولو كانت خطاياكم كالقرمز
إنها ستبيض كالصوف
تعالوا وعاينوا القديم الأيام
آتيا إلى أرضكم
أتى إنسانا
ليعطيكم التأله في المجد
أتى متواضعا
ليرفعكم إلى العلى
أتى فقيرا
ليغنيكم
أتى طريدا هاربا الى مصر
لبؤمن استقراركم في الخلود
ميلاد قد لا يتكرر في حياتكم
فاكسبوا الفرح الخالد
فهو لن يُنزع منكم
تعالوا مسبحين وممجدين العزة القدوسة
وليكن تسبيحكم ذبيحة حمد روحية
تنالون منها الرحمة الإلهية
والملكوت السماوي
آمين

[Karmah]

رد: تأملات ميلادية

التأمل الثالت



كلمات المزمور 54
2 اسمع يا الله صلاتي . اصغ إلى كلام فمي
3 لأن غرباء قد قاموا علي، وعتاة طلبوا نفسي. لم يجعلوا الله أمامهم. سلاه
...4 هوذا الله معين لي. الرب بين عاضدي نفسي
5 يرجع الشر على أعدائي. بحقك أفنهم
6 أذبح لك منتدبا. أحمد اسمك يارب لأنه صالح
7 لأنه من كل ضيق نجاني، وبأعدائي رأت عيني
تجوب روحي في شوارع بيت لحم وأزقتها القديمة فهواء بيت لجم هو أول هواء تنفسه رب المجد في تأنسه ومجيئه إلى أرضنا .
وأمام تلك المغارة الوضيعة والتي صارت خالدة في قلوب المسيحيين أقف .
ثم أنحني وأركع عند بابها وأدخل .
أدخل ببشريتي الضعيفة نحو سماء ارتضاها الرب على الأرض .
في يدي ورقة كتبتُ بها كلمات هذا المزمور فحين قرأت هذه الكلمات خطر ببالي أن أرض سوريا والعراق ومصر تلك الأوطان الساخنة والتي بها قُتل المسيحيون أو هجروا منها تنادي الرب بكلمات هذا المزمور ووجدتُ نفسي إٌلقي الورقة مكان المذود الذي اضجع عليه رب المجد بالجسد .
الأديرة الشريفة في هذه البلدان تصرخ للرب الآتي عمانؤيل
2 اسمع يا الله صلاتي . اصغ إلى كلام فمي
ترفع الأديرة الشريفة أيديها إلى السماء في الفجر والنهار والمساء ونصف الليل تطلب من الله أن يستمع لصلواتهم وصلوات بلدانهم للقادم السماوي إلى أرضنا تناديه أن يسمع الصلاة .
للذي قبل فرح الرعاة وقبل سجود المجوس أن يقبل رفع أيديهم .
ينادون ملائكة الله التي ترفع صلوات المؤمنين نحو عرش الله أن ترفع تلك الملائكة صلواتهم مع بخور السماء إلى عرش الله .
لا ليسمع الرب صوت تضرعهم بل أن يستجيب لتضرعهم ومناجاتهم .
كل بيت في هذه البلدان يستعد للميلاد
ولاستقبال الطفل الإلهي
الغني بطريقته والفقير أيضا بطريقته
أغنياء وفقراء ومن جميع الطبقات
تجمعهم الصلاة والتضرع والتسبيح
3 لأن غرباء قد قاموا علي، وعتاة طلبوا نفسي. لم يجعلوا الله أمامهم.
كل هؤلاء يجمعهم هدف واحد ألا وهو الخلاص من غرباء اقتحموا بلادهم وبيوتهم وكنائسهم وأديرتهم .
غرباء الدين والفكر واللسان .
هدفهم القتل والتخريب والتنكيل في الناس
عاثوا بكل فساد في أرضهم
قتلوا شردوا طردوا وتاجروا بالنساء والأطفال
تشتت الناس هلعين مذعورين علهم يجدوا أوطانا آمنة مستقرة ومكانا يسندون إليه رؤوسهم .
حتى رؤوس الشهداء ركلوها بأرجلهم
واستباحوا الكنيسة والدير ولم يبقى من مقدساتهم مقدسات فقد دنسوا كل شيء
هذه يا طفل المغارة معاناتهم أفلا تنظر من سمائك وترى ؟
في انتظار ليلة الميلاد لسان حالهم يقول :
4 هوذا الله معين لي. الرب بين عاضدي نفسي
5 يرجع الشر على أعدائي. بحقك أفنهم
لا معين لهم إلا أنت ولا رجاء لهم إلا بك ونحن نردد صلاتنا معهم ألا يحق لنا انتظار فرحة الميلاد الإلهي إنه ميلاد كل الأرض.
يرجون الرب معينا يجبر كسر قلوبهم ويمسح كل دمعة من عيونهم .
لن يعزيهم الناس ولو أغرقوهم بالمال فالمعزي الصالح هو روح الله القدوس فمنه فقط يطلبون العزاء وجبر القلوب .
هم يطلبون ويضرعون ساجدين الليل والنهار لكنهم مؤمنون ومتيقنون
أن الرب سيتدخل في الوقت الذي تقتضيه إرادته المقدسة ويتنبئون بحسب كلمات هذا المزمور أن الشر سيرجع إلى الأعداء اللذين تجبروا وتكبروا وقتلوا المؤمنين بدم بارد وحق الرب سيفنيهم فناء الدخان في الهواء وكالشمع أمام النار .
هم يطلبون جلالك يا طفل المغارة واثقين وعارفين نتيجة صلواتهم
6 أذبح لك منتدبا. أحمد اسمك يارب لأنه صالح
7 لأنه من كل ضيق نجاني، وبأعدائي رأت عيني
سيتجمعون في الكنائس
سيقدمون لك ذبائح روحية إفخارستية
ذبائح الحمد والتسبيح
لأنهم عرفوا صلاحك واستقامة عصا ملكك
لأنهم وهم يصلون من وسط الضيق
واثقين
أنك ستنجيهم وتعيدهم إلى أوطانهم سالمين
وسيرون بأم أعينهم فناء أعدائهم
فقد اتكلوا إلى الرب العزيز الجبار
طويتُ كلمات المزمور في مكان مهد المولود
ورفعت يدي إلى فوق وقلت
استجب يا رب صلوات الداعين إليك
والواثقين بحبك للبشر
تقبل صلواتهم في ملكوتك
ولا تبتعد برحمتك عنا وعنهم
أرجع المشردين المهجرين إلى بلادهم
مرفوعة رؤوسهم يلهجون بحبك الليل والنهار
ويقولون الرب معيني فلا أخشى ما يصنع بي الإنسان
هليلويا مبارك اسمك يا رب
ومبارك تنازلك الرهيب
تعال أيها الرب يسوع
واقبل قلوبنا وأوطاننا مهدا لك
ترعانا بعصا ملكك
فعصا ملكك استقامة
آمين

[johnisstud]

رد: تأملات ميلادية

كل الشكر لجهودك القيمة
نور المنتدى... وقلمها الساطع البراق