جاءت يوما احدى البنات و قالت للأب الكاهن: أريد أن اناقش معك موضوعاً كي أخذ فيه قرارا. كثير من صديقاتى يذهبن الى الديسكو، وهو مكان لسماع الأغانى و الرقص. و أريد أن أعرف هل الذهاب إليه حرام؟ مع اننى لن اشاركهم الرقص و لكن يدفعنى الفضول للدخول، أو بالحقيقة لا أريد أن أكون مختلفة فى نظرهن حين أرفض الدخول إلى الديسكو. فقال لها: أتستطيعين أن ترسمى صورة للمسيح له المجد فى ذهنك؟ قالت: نعم. قال: أتشعرين به؟ قالت: نعم.
قال:أتؤمنين أنه يوجد فيك؟ قالت: نعم. قال: إذن هل توافقين على أن السيد المسيح له المجد الذي فيك يدخل معك الديسكو و يشاركك هذا الوسط؟! فسكتت برهة و قالت: لا طبعا، فانه ليس من اللائق أن يتواجد السيد المسيح فى الديسكو. فقال لها: إذن عليك أن تنزعي ملامحه منكو ان تتركيه خارجا و تذهبين الى هذا المكان... ففهمت ما يقصده و قالت: لا ..لن أدخله فهذه الامور أتفه من أن أتنازل عن ملامح الرب يسوع ووجوده فيّ. إن هدف سلوكنا فى أيام حياتنا هو أن نتغير الى صورة المسيح ، فسلوكنا الروحى كله( من صلاة و صوم و توبة) هو كي نتحد به ليغيرنا إليه. واتحادنا بالمسيح يا أخوتى هو عمل فعال ديناميكى، فالحياة الروحية ليست مجرد معرفة ساكنة و لكنها حياة متدفقة بقوة وأعمـاق داخلية و عشرة لا تنتهى، و اختبار قلبي ممتع جدا. فمع كل دقات الزمن ومع نبضات القلب يلهج الانسان كي يدخل الى عشرة أعمق و في معرفة حقيقية، به يقترب أكثر إليه و باشتياق يذوب فيه. إذن الإنسان المسيحي لابد أن يعيش حياة مختلفة عن كل البشر الذين هم فى العالم، إذ عنده قضية هامة يحيا لأجلها و هى أن يتغير الى تلك الصورة، فمع كل فكرة تعبر على ذهنه لابد ان يقف امام المرآة وينظر الى وجه المسيح و ينظر معه الى وجهه الشخصى و يقول لنفسه هل هذه الفكرة ستزيد من الشبه بينى و بينه؟ أم ستبعدنى عنه و ستشوه ملامحى أكثر. و مع كل قرار لابد أن يأخذه فانه يسأل نفسه هل هذا القرار سيرضى وجود الله فى داخلى أم سيجعله غريبا عنى؟؟ انه المعيار الهام لكل أمور الحياة. فقضية المسيحي هى كيف أكون مثل المسيح، كيف أتغير الى تلك الصورة. نعم يا أحبائي و أخوتى... إن الحياة الروحية هى أن نخضع كل ما فينا الى عمل الروح القدس حتى يغيرنا الى شكل السيد المسيح له المجد. ولأن الدخول فى قانون العالم و سلطانه يعنى تعطيل عمل الروح القدس و عدم امكانية تغيرنا الى صورة المسيح، فلا ينبغى أبداً ان نضيع هذه الامكانية و هذه الفرصة العظيمة التى أخذناها فى العهد الجديد و ننحدر بصورتنا الى صورة التراب بعيدا عن عمل روح الله فينا. فمن يعرف أنه مدعو لكي يكون مشابها لسيده يسوع المسيح لا يهدأ ولا يصمت حتى يدرك هذا، و حينما نعرف ان روح الله قادر على تغيير ملامحنا نفرح، بل و نخضع له كل ما فينا كى يغيرنا و يحملنا الى السماء حيث مجد الرب. و أنت يا أخى و يا أختى... فى أى صورة تريد أن تكون؟ و ما هو أعظم شئ تبتغيه؟ أتريد أن تكون من الاغنياء؟ أعظم و أقوى الأقوياء؟ أن هذه كلها اشياء حقيرة جدا و لكن ارتفع و اطلب ما هو أعظم. كما يقول القديس أغسطينوس: " أنت إنسان و ما تبتغيه إسعاداً لك هو أدنى منك قدراً ... اقبل مشورة مخلصة، إن أردت ان تكون افضل ..فاسع إلى ما هو أرفع منك لكى تكون أفضل ..ارتفع الى خالقك و لا تيأس قائلا:إنه بعيد... يصعب عليك أن تحوز الذهب الذي تبتغيه و قد لا تتمكن منه... اما ان طلبت خالقك فسوف تحصل عليه هو الذي جاء اليك قبل ان تطلبه و حين كنت مائلاً عنه بإرادتك كان يدعوك." + فدعوتنا يا أحبائي فى الحياة هى أن نشابهه، لذلك يقول لنا السيد المسيح له المجد: "كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" (1 بط 1: 16) "فكونوا أنتم كاملين كما أن اباكم الذي فى السموات هو كامل" (مت 5: 48) "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا" (يو13: 34) فهو المعيار و الهدف الذي به نرى نفوسنا و من أجله نعيش. لا تظن يا أخى أن هذه الكلمات ليست لك و أنك بعيد عن هذه الصورة، أبداً فإنك فى المعمودية ولدت منه و فيه أخذت كلامحه، و إن كنت لا تراها و لكنها حقيقة. و لكن مع الايام كبر الانسان العتيق الذي تكون حسب الأرض و صار يزاحم ملامح الانسان الذي أخذه من المسيح فى المعمودية، فصرت مشوها و مستبعدا، و لكن توبتك الدائمة و سعيك الدائم للخلاص و رغبتك الحقيقية فى الحياة الروحية هذه للاطمئنان على وجود ملامح للمسيح فى أعماقك. وإن النور لا يزال كائنا فى داخلك و لم ينطفئ بعد.... و لكنك تحتاج الى كسر القشرة المكونة من الأرضيات و الماديات لكى ينفجر النور فى داخلك و تستعيد الحرية التى خلقك الله عليها... هذا هو القانون الذى يحكم هدف حياتى و تحركاتى و أعمالى.
قال:أتؤمنين أنه يوجد فيك؟ قالت: نعم. قال: إذن هل توافقين على أن السيد المسيح له المجد الذي فيك يدخل معك الديسكو و يشاركك هذا الوسط؟! فسكتت برهة و قالت: لا طبعا، فانه ليس من اللائق أن يتواجد السيد المسيح فى الديسكو. فقال لها: إذن عليك أن تنزعي ملامحه منكو ان تتركيه خارجا و تذهبين الى هذا المكان... ففهمت ما يقصده و قالت: لا ..لن أدخله فهذه الامور أتفه من أن أتنازل عن ملامح الرب يسوع ووجوده فيّ. إن هدف سلوكنا فى أيام حياتنا هو أن نتغير الى صورة المسيح ، فسلوكنا الروحى كله( من صلاة و صوم و توبة) هو كي نتحد به ليغيرنا إليه. واتحادنا بالمسيح يا أخوتى هو عمل فعال ديناميكى، فالحياة الروحية ليست مجرد معرفة ساكنة و لكنها حياة متدفقة بقوة وأعمـاق داخلية و عشرة لا تنتهى، و اختبار قلبي ممتع جدا. فمع كل دقات الزمن ومع نبضات القلب يلهج الانسان كي يدخل الى عشرة أعمق و في معرفة حقيقية، به يقترب أكثر إليه و باشتياق يذوب فيه. إذن الإنسان المسيحي لابد أن يعيش حياة مختلفة عن كل البشر الذين هم فى العالم، إذ عنده قضية هامة يحيا لأجلها و هى أن يتغير الى تلك الصورة، فمع كل فكرة تعبر على ذهنه لابد ان يقف امام المرآة وينظر الى وجه المسيح و ينظر معه الى وجهه الشخصى و يقول لنفسه هل هذه الفكرة ستزيد من الشبه بينى و بينه؟ أم ستبعدنى عنه و ستشوه ملامحى أكثر. و مع كل قرار لابد أن يأخذه فانه يسأل نفسه هل هذا القرار سيرضى وجود الله فى داخلى أم سيجعله غريبا عنى؟؟ انه المعيار الهام لكل أمور الحياة. فقضية المسيحي هى كيف أكون مثل المسيح، كيف أتغير الى تلك الصورة. نعم يا أحبائي و أخوتى... إن الحياة الروحية هى أن نخضع كل ما فينا الى عمل الروح القدس حتى يغيرنا الى شكل السيد المسيح له المجد. ولأن الدخول فى قانون العالم و سلطانه يعنى تعطيل عمل الروح القدس و عدم امكانية تغيرنا الى صورة المسيح، فلا ينبغى أبداً ان نضيع هذه الامكانية و هذه الفرصة العظيمة التى أخذناها فى العهد الجديد و ننحدر بصورتنا الى صورة التراب بعيدا عن عمل روح الله فينا. فمن يعرف أنه مدعو لكي يكون مشابها لسيده يسوع المسيح لا يهدأ ولا يصمت حتى يدرك هذا، و حينما نعرف ان روح الله قادر على تغيير ملامحنا نفرح، بل و نخضع له كل ما فينا كى يغيرنا و يحملنا الى السماء حيث مجد الرب. و أنت يا أخى و يا أختى... فى أى صورة تريد أن تكون؟ و ما هو أعظم شئ تبتغيه؟ أتريد أن تكون من الاغنياء؟ أعظم و أقوى الأقوياء؟ أن هذه كلها اشياء حقيرة جدا و لكن ارتفع و اطلب ما هو أعظم. كما يقول القديس أغسطينوس: " أنت إنسان و ما تبتغيه إسعاداً لك هو أدنى منك قدراً ... اقبل مشورة مخلصة، إن أردت ان تكون افضل ..فاسع إلى ما هو أرفع منك لكى تكون أفضل ..ارتفع الى خالقك و لا تيأس قائلا:إنه بعيد... يصعب عليك أن تحوز الذهب الذي تبتغيه و قد لا تتمكن منه... اما ان طلبت خالقك فسوف تحصل عليه هو الذي جاء اليك قبل ان تطلبه و حين كنت مائلاً عنه بإرادتك كان يدعوك." + فدعوتنا يا أحبائي فى الحياة هى أن نشابهه، لذلك يقول لنا السيد المسيح له المجد: "كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" (1 بط 1: 16) "فكونوا أنتم كاملين كما أن اباكم الذي فى السموات هو كامل" (مت 5: 48) "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا" (يو13: 34) فهو المعيار و الهدف الذي به نرى نفوسنا و من أجله نعيش. لا تظن يا أخى أن هذه الكلمات ليست لك و أنك بعيد عن هذه الصورة، أبداً فإنك فى المعمودية ولدت منه و فيه أخذت كلامحه، و إن كنت لا تراها و لكنها حقيقة. و لكن مع الايام كبر الانسان العتيق الذي تكون حسب الأرض و صار يزاحم ملامح الانسان الذي أخذه من المسيح فى المعمودية، فصرت مشوها و مستبعدا، و لكن توبتك الدائمة و سعيك الدائم للخلاص و رغبتك الحقيقية فى الحياة الروحية هذه للاطمئنان على وجود ملامح للمسيح فى أعماقك. وإن النور لا يزال كائنا فى داخلك و لم ينطفئ بعد.... و لكنك تحتاج الى كسر القشرة المكونة من الأرضيات و الماديات لكى ينفجر النور فى داخلك و تستعيد الحرية التى خلقك الله عليها... هذا هو القانون الذى يحكم هدف حياتى و تحركاتى و أعمالى.