نبوات صادقة

[Karmah]

واحسرتاه على الجهود الفاشلة، وكيف السبيل للخروج من تلك الظلمة الدامسة؟ ومن يقدر أن يشبع تلك القلوب الجائعة ذات الحاجة الصارخة؟

عجز البشر وجميعهم في الموازين إلى فوق، إذن لا بدّ أن يتدخل الله بنعمته فهو وحده الذي يستطيع أن يعالج هذه الحالة.

نعم هكذا كان، فمنذ اللحظة الأولى للسقوط البشري تداخلت نعمة الله وفي مشهد الغضب والحكم الإلهي على الخطية وأسبابها ونتائجها، تداخلت نعمة ورحمة الله فأعلنت الوعد الأول بالخلاص والإنقاذ، لذلك جاء الصوت الإلهي: "اترك أوراق التين أيها الإنسان الفاشل وهوذا دم مسفوك وهوذا أقمصة من جلد، ورغم أنّ الحية قد هزمتك وأذلّتك لكن اعلم أنّ نسل المرأة لا بدّ أن يسحق رأس الحية".

ببصيص من نور، شعاع من أمل ظلّ يتزايد ويشرف، فكانت لنا هذه النبوات الصادقة التي يحتفل بها العهد القديم والتي هي دليل صدق وبرهان حقّ على سمو المسيحية في إعلان المقاصد الإلهية. ورغم أن النبوات قد شملت الكثير من الحوادث والموضوعات إلا أنها تركزت في ذاك الذي هو روح النبوة الرب يسوع المسيح، فتحدثت عن الحمل به، وعن مكان ميلاده وعن سموّ مقصده وقداسته وحياته، عن مقاوميه وشدة آلامه وعن موته وأمجاد القيامة.

ورغم أنّ الحديث عن هذه النبوات مُسرّ للنفس، مُشبع للقلب، إلا أنه حديث يطول وتتشعّب نواحيه.

حدّثنا إشعياء النبي الإنجيلي عن كيفية ولادته إذ قال: "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" إشعياء 7: 14

وهذا ما تمّ حرفياً في العذراء المطوّبة إذ أعلن لها الملاك البشارة الخالدة: "الروح القدس يحل عليك وقوّة العلي تظلّلك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" لوقا 1: 35

ميخا النبي حدّد مكان ولادته ومسقط رأسه "أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطاً على إسرائيل" ميخا 5: 2

وهذا ما حدث فعلاً حيث أنّ العائلة المقدّسة كانت تسكن في الناصرة لكن لا بدّ للمكتوب أن يتمّ فيصدر أمر القيصر بالاكتتاب، وهو لا يدري أنه ينفّذ مقاصد الله، فيذهب القديس يوسف مع خطيبته العذراء مريم إلى بيت لحم وفي هذه الفترة بالذات يولد المسيح.

وهكذا تتم النبوّات مرحلة بعد الأخرى لتشير إلى حقيقة واضحة ألا وهي صدق كلام الله، ومهما حاول المشككون أو المتفلسفون المعاندون أن يطعنوا في صدق الأقوال الحية فستبقى إلى الأبد تعزية كاملة للنفس المؤمنة وملجأً أميناً للبشرية الحائرة.

[meemo]

رد: نبوات صادقة

الله أمين و وعوده صادقة !! ,, آمين