مجروح من اساءات؟
إنّ حدوث إساءة أو أذيّة متكرّرة ولا سيّما من أشخاص لهم مكانة خاصّة عندنا، تسبّب لنا جروح داخليّة عميقة إذا لم نعرف أن نتعامل معها بطريقة صحيحة وتركناها في الداخل. هذه الجروح ستولِّد لدينا مشاعر مرارة، التي تؤدّي إلى نتائج صعبة وخطيرة، وقد تقود إلى تدمير حياة الإنسان تماماً. إنّ ظهور المرارة في داخل الإنسان وتركِها سوف
يقود إلى وجود روح عدم الغفران، الذي يؤسِّس بدوره لخَلق مشاعر الرَّغبة في الإنتقام من الشَّخص الذي تسبّب في الأذيّة أو الإساءة.
لقد حاول بعض حكماء الناس التطرّق لهذا الموضوع، فالزّعيم الهندي "المهاتما غاندي" قال: "إنّ الضّعيف لا يمكن أن يغفر، فإنّ الغفران هو صفة الأقوياء". أمّا زعيم الحقوق المدنيّة للزّنوج في أميركا "مارتن لوثر كينغ" فقد قال: "إنّ المرارة أكثر من مجرّد نظرة سلبيّة للحياة، إنّها مُدمِّرة للنّفس أيضاً. فعندما تحتفظ بإرادتك بضغينة تجاه شخص آخر فإنّك تفتح الباب للشّيطان ليُدمِّر نفسك وجسدك، أيضاً سوف تُسَيطر عليك أفكار الكراهية والإنتقام حتى القتل، بالإضافة للأمراض الجّسديّة التي لا نهاية لها".
عزيزي القارىء، حقاً إنّها مشكلة عويصة نُعاني منها كلّنا في هذه الحياة، وبالطّبع علينا معالجتها حتّى لا تكبر وتتفاقَم وتتأصّل فينا. وكي نساعِدَ أنفسنا على البَدء بمعالجة هذه المشكلة في حياتنا، لنستعرض بدايةً ثلاثة أمور أساسيّة وهامّة:
أولاً: الغُفران غير الصّحيح وغير الحقيقي:
- محاوَلةْ نِسيان ما حدث وعدم ذِكره من جديد.
- التّظاهر بالقدرة على الاحتمال وعدم التّأثُّر، أو تجاهُل ما قد حدث.
- إظهار مشاعِر وانفعالات وقتيّة، للخوف من المصارحة الفعليّة.
- استرجاع حوادث الماضي في كلّ مناسَبة يأتي فيها ذكر الشّخص المُسيء أو الحَدَث القديم.
- الإصرار على طَلَبْ التّغيير من الشّخص المُسيء قبل تقديم الغفران والمسامحة.
ثانياً: مُبرِّرات عدم الغُفران (أمور يخترعها الشّخص المُساء إليه):
- الإساءة كبيرة جداً ولا يمُكنني تحمُّلها.
- إذا غَفَرتْ فهذا سيُعطي المسيء فرصةً أخرى لتَكرار الإساءة وربما أكثر من الماضي.
- الذي أخطأ لا يُقرّ بأنه قد أخطأ ولا يُظهِر أي استعداد للأسف والتّراجع عمّا فعل.
- المخطئ لابدّ أن يُعاقَب وهذا قانون الله العادل لذلك أنتظر العِقاب قبل أن أغفُرْ.
- يمُكنني الغفران في مرّات كثيرة لكنّني لا أستطيع أن أنسى ما حدث.
ثالثاً: نتائج عدم الغُفران ووجود المرارة في النّفس:
1- على الشّخص نفسِه:
- الإنحناء النّفسي الذي قد يقود إلى الاكتئاب.
- مشاكل جسديّة عُضوية، مثل الصُّداع وأمراض المعدة والعضلات.
2- على علاقة الشّخص بالآخرين:
- تَوَلُّد مشاعر غير واعية لرغبة في الانتقام من الشخص الذي تسبَّبَ في الأذيّة.
- عدم القدرة على قبول الغفران من الآخرين لأي خطأ يرتكبُه هذا الشّخص نفسه.
- الشّعور بالرّفض والوحدة وعدم القدرة على تقديم المحبّة للآخرين أو التّمتّع بمحبّتهم.
- تَوَلُّد روح الانتقاد والإدانة المُستمرّة للآخرين.
- تبرير التّصرّفات الخاطئة واستخدام أسلوب المُناوَرة والإسقاط في التّعامُل مع الآخرين.
3- على علاقة الشخص بالله:
- عدم القدرة على التّمتّع بغفران الله الأبوي في حالة السّقوط أو الزَلَّة.
- صلاة غير مؤثِّرة لوجود فاصل بين الإنسان وبين الله، للشّعور بالذّنْب وعدم القدرة على الغفران.
- تَوَلُّد مشاعر القلق والخوف والرِّثاء للنّفس، التي تقود إلى إضعاف الإيمان وضعف تأثير كلمة الله.
- تعطيل الشّهادة المسيحيّة الصّحيحة وإحزان الرّوح القدس في الداخل.
وبعدَ استِعراضٍ شِبه كامل لهذه المشكلة، أدعوكَ لتَفحَص نفسك على ضوء امتحانات الكَشف عن وجود المرارة وعدم الغُفران التالية:
1- امتحان التذكُّر: هل إذا رأيتَ شخصاً ما، تتذكَّر شخصاً آخر أساءَ إليكَ أو أذاك يوماً ما؟
هل إذا رأيتَ شخصاً ما أساءَ إليكَ من قَبْل تتذكَّر إساءته إليك؟
2- امتحان الاستياء: هل إذا رأيتَ الشّخص الذي أساءَ إليك تثور داخلك ثورة الغضب والمرارة من جهته؟
هل إذا تذكَّرت أو ذُكِرَ أمامكَ حادث الإساءة أو شيئاً مشابهاً له تشعر بالمرارة في داخلك؟
هل تستطيع أن تُقدِّم المحبّة الصّادقة والموَدَّة العمليّة للشّخص الذي أساءَ إليك أو أذاكَ بدون ثوره غضب أو مرارة تجاهه؟
3- امتحان المسؤوليّة: هل إذا وقعتَ في خطأ ما أو أسأتَ التصرُّف مع شخص معيَّن تُلقي اللَّوم على الأذيّة أو الإساءة التي حدثَت لكَ أنتَ من شخص آخر؟
هل إذا أحسست بضعف روحي في حياتك وتعطَّلَتْ شهادتك العمليّة تُلقي باللَّوم على ما حدث تجاهكَ من إساءة أو أذيّة؟
4- امتحان الإدانة: هل تُركِّز كثيراً على أخطاء الآخرين وتعيش حياة الإدانة على أي خطأ يصدُر منهم؟
هل تشعر بالرّاحة الداخليّة إذا تعرَّض الشّخص المُخطِىء أو الذي أساءَ إليك لأيّ آلام أو متاعب في حياته، وتعتبر ذلك عقاب الله له على ما فعل من إساءة أو خطأ؟
إذا كان هذا وضعكَ عزيزي القارىء، فاعلَم أنّك حتّى الآن لم تَختَبر الغُفران الحقيقي، وأنَّ المرارة مازالَ أصلها عميق في حياتِك وأنّك تحتاج لخُطوة جَديّة للتحرّر من هذه المرارة المدفونة داخلَك. إنّ الإنجيل المقدّس لَهُوَ خيرُ دليلٍ ومُرشدٍ لحلّ هذه المشكلة التي تؤرّقنا. ففيه نجد أنّ السيّد المسيح هو القُدوة التي يجب أن نسعى للتمثّل بها. وربما تسأل لماذا؟ لأنه عاشَ ومارَسَ ما كان يقولَه في كلّ مراحل حياته على الأرض وبكلّ تفاصيلها. لقد أَوصى تلاميذه قائلاً في إنجيل متّى 5: 44. ربّما لا توجد وصيّة من وصايا الرّب يسوع المسيح أصعب من قولِه "أحِبّوا أعداءَكم". لكنَّ السيِّد المسيح استطاعَ أن يُظهِر محبَّته لأعدائه وبشكل واضح.. لكن الآن ما رأيك في أن نرفع قلوبنا إلى الله برغبة صادقة في طلب يد العَون منه قائلين:
"إلهَي السّماوي القدّوس، أيّها الآب الحَنون، أتقدّم إليك اليوم بكلّ ما في داخلي من مشاعر مرارة وحُبّ انتقام. أعترف بأنني أعيش حالةً من الغُفران الغير حقيقي. أطلبُ منك أن تعطيني القوّة كي أحافظ على رَدّة فعلي تجاه من أساؤوا إليّ. ساعدني حتى أتعلّم كي أغفر لكلّ من أساء إليّ وأخطأ في حقي. أنا بحاجة أن تتعامل معي شخصيّاً في هذا الموضوع لأنّه يؤثِّر سلباً على علاقاتي وعلى عملي وعلى تفكيري. أَثِق بأنّّك قادر على مَنحي السّلام الدّاخلي كي أعود ذلك الإنسان الذي تريدني أن أكونه. آمين".
إنّ حدوث إساءة أو أذيّة متكرّرة ولا سيّما من أشخاص لهم مكانة خاصّة عندنا، تسبّب لنا جروح داخليّة عميقة إذا لم نعرف أن نتعامل معها بطريقة صحيحة وتركناها في الداخل. هذه الجروح ستولِّد لدينا مشاعر مرارة، التي تؤدّي إلى نتائج صعبة وخطيرة، وقد تقود إلى تدمير حياة الإنسان تماماً. إنّ ظهور المرارة في داخل الإنسان وتركِها سوف
يقود إلى وجود روح عدم الغفران، الذي يؤسِّس بدوره لخَلق مشاعر الرَّغبة في الإنتقام من الشَّخص الذي تسبّب في الأذيّة أو الإساءة.
لقد حاول بعض حكماء الناس التطرّق لهذا الموضوع، فالزّعيم الهندي "المهاتما غاندي" قال: "إنّ الضّعيف لا يمكن أن يغفر، فإنّ الغفران هو صفة الأقوياء". أمّا زعيم الحقوق المدنيّة للزّنوج في أميركا "مارتن لوثر كينغ" فقد قال: "إنّ المرارة أكثر من مجرّد نظرة سلبيّة للحياة، إنّها مُدمِّرة للنّفس أيضاً. فعندما تحتفظ بإرادتك بضغينة تجاه شخص آخر فإنّك تفتح الباب للشّيطان ليُدمِّر نفسك وجسدك، أيضاً سوف تُسَيطر عليك أفكار الكراهية والإنتقام حتى القتل، بالإضافة للأمراض الجّسديّة التي لا نهاية لها".
عزيزي القارىء، حقاً إنّها مشكلة عويصة نُعاني منها كلّنا في هذه الحياة، وبالطّبع علينا معالجتها حتّى لا تكبر وتتفاقَم وتتأصّل فينا. وكي نساعِدَ أنفسنا على البَدء بمعالجة هذه المشكلة في حياتنا، لنستعرض بدايةً ثلاثة أمور أساسيّة وهامّة:
أولاً: الغُفران غير الصّحيح وغير الحقيقي:
- محاوَلةْ نِسيان ما حدث وعدم ذِكره من جديد.
- التّظاهر بالقدرة على الاحتمال وعدم التّأثُّر، أو تجاهُل ما قد حدث.
- إظهار مشاعِر وانفعالات وقتيّة، للخوف من المصارحة الفعليّة.
- استرجاع حوادث الماضي في كلّ مناسَبة يأتي فيها ذكر الشّخص المُسيء أو الحَدَث القديم.
- الإصرار على طَلَبْ التّغيير من الشّخص المُسيء قبل تقديم الغفران والمسامحة.
ثانياً: مُبرِّرات عدم الغُفران (أمور يخترعها الشّخص المُساء إليه):
- الإساءة كبيرة جداً ولا يمُكنني تحمُّلها.
- إذا غَفَرتْ فهذا سيُعطي المسيء فرصةً أخرى لتَكرار الإساءة وربما أكثر من الماضي.
- الذي أخطأ لا يُقرّ بأنه قد أخطأ ولا يُظهِر أي استعداد للأسف والتّراجع عمّا فعل.
- المخطئ لابدّ أن يُعاقَب وهذا قانون الله العادل لذلك أنتظر العِقاب قبل أن أغفُرْ.
- يمُكنني الغفران في مرّات كثيرة لكنّني لا أستطيع أن أنسى ما حدث.
ثالثاً: نتائج عدم الغُفران ووجود المرارة في النّفس:
1- على الشّخص نفسِه:
- الإنحناء النّفسي الذي قد يقود إلى الاكتئاب.
- مشاكل جسديّة عُضوية، مثل الصُّداع وأمراض المعدة والعضلات.
2- على علاقة الشّخص بالآخرين:
- تَوَلُّد مشاعر غير واعية لرغبة في الانتقام من الشخص الذي تسبَّبَ في الأذيّة.
- عدم القدرة على قبول الغفران من الآخرين لأي خطأ يرتكبُه هذا الشّخص نفسه.
- الشّعور بالرّفض والوحدة وعدم القدرة على تقديم المحبّة للآخرين أو التّمتّع بمحبّتهم.
- تَوَلُّد روح الانتقاد والإدانة المُستمرّة للآخرين.
- تبرير التّصرّفات الخاطئة واستخدام أسلوب المُناوَرة والإسقاط في التّعامُل مع الآخرين.
3- على علاقة الشخص بالله:
- عدم القدرة على التّمتّع بغفران الله الأبوي في حالة السّقوط أو الزَلَّة.
- صلاة غير مؤثِّرة لوجود فاصل بين الإنسان وبين الله، للشّعور بالذّنْب وعدم القدرة على الغفران.
- تَوَلُّد مشاعر القلق والخوف والرِّثاء للنّفس، التي تقود إلى إضعاف الإيمان وضعف تأثير كلمة الله.
- تعطيل الشّهادة المسيحيّة الصّحيحة وإحزان الرّوح القدس في الداخل.
وبعدَ استِعراضٍ شِبه كامل لهذه المشكلة، أدعوكَ لتَفحَص نفسك على ضوء امتحانات الكَشف عن وجود المرارة وعدم الغُفران التالية:
1- امتحان التذكُّر: هل إذا رأيتَ شخصاً ما، تتذكَّر شخصاً آخر أساءَ إليكَ أو أذاك يوماً ما؟
هل إذا رأيتَ شخصاً ما أساءَ إليكَ من قَبْل تتذكَّر إساءته إليك؟
2- امتحان الاستياء: هل إذا رأيتَ الشّخص الذي أساءَ إليك تثور داخلك ثورة الغضب والمرارة من جهته؟
هل إذا تذكَّرت أو ذُكِرَ أمامكَ حادث الإساءة أو شيئاً مشابهاً له تشعر بالمرارة في داخلك؟
هل تستطيع أن تُقدِّم المحبّة الصّادقة والموَدَّة العمليّة للشّخص الذي أساءَ إليك أو أذاكَ بدون ثوره غضب أو مرارة تجاهه؟
3- امتحان المسؤوليّة: هل إذا وقعتَ في خطأ ما أو أسأتَ التصرُّف مع شخص معيَّن تُلقي اللَّوم على الأذيّة أو الإساءة التي حدثَت لكَ أنتَ من شخص آخر؟
هل إذا أحسست بضعف روحي في حياتك وتعطَّلَتْ شهادتك العمليّة تُلقي باللَّوم على ما حدث تجاهكَ من إساءة أو أذيّة؟
4- امتحان الإدانة: هل تُركِّز كثيراً على أخطاء الآخرين وتعيش حياة الإدانة على أي خطأ يصدُر منهم؟
هل تشعر بالرّاحة الداخليّة إذا تعرَّض الشّخص المُخطِىء أو الذي أساءَ إليك لأيّ آلام أو متاعب في حياته، وتعتبر ذلك عقاب الله له على ما فعل من إساءة أو خطأ؟
إذا كان هذا وضعكَ عزيزي القارىء، فاعلَم أنّك حتّى الآن لم تَختَبر الغُفران الحقيقي، وأنَّ المرارة مازالَ أصلها عميق في حياتِك وأنّك تحتاج لخُطوة جَديّة للتحرّر من هذه المرارة المدفونة داخلَك. إنّ الإنجيل المقدّس لَهُوَ خيرُ دليلٍ ومُرشدٍ لحلّ هذه المشكلة التي تؤرّقنا. ففيه نجد أنّ السيّد المسيح هو القُدوة التي يجب أن نسعى للتمثّل بها. وربما تسأل لماذا؟ لأنه عاشَ ومارَسَ ما كان يقولَه في كلّ مراحل حياته على الأرض وبكلّ تفاصيلها. لقد أَوصى تلاميذه قائلاً في إنجيل متّى 5: 44. ربّما لا توجد وصيّة من وصايا الرّب يسوع المسيح أصعب من قولِه "أحِبّوا أعداءَكم". لكنَّ السيِّد المسيح استطاعَ أن يُظهِر محبَّته لأعدائه وبشكل واضح.. لكن الآن ما رأيك في أن نرفع قلوبنا إلى الله برغبة صادقة في طلب يد العَون منه قائلين:
"إلهَي السّماوي القدّوس، أيّها الآب الحَنون، أتقدّم إليك اليوم بكلّ ما في داخلي من مشاعر مرارة وحُبّ انتقام. أعترف بأنني أعيش حالةً من الغُفران الغير حقيقي. أطلبُ منك أن تعطيني القوّة كي أحافظ على رَدّة فعلي تجاه من أساؤوا إليّ. ساعدني حتى أتعلّم كي أغفر لكلّ من أساء إليّ وأخطأ في حقي. أنا بحاجة أن تتعامل معي شخصيّاً في هذا الموضوع لأنّه يؤثِّر سلباً على علاقاتي وعلى عملي وعلى تفكيري. أَثِق بأنّّك قادر على مَنحي السّلام الدّاخلي كي أعود ذلك الإنسان الذي تريدني أن أكونه. آمين".
Comment