• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس


    "أين التسعة" ؟
    "أليس العشرة قد طهروا، فأين التسعة؟
    ألم يوجد مَنْ يرجع ليعطى مجداً لله غير هذا الغريب الجنس؟"
    (لو17: 17،18)
    Click image for larger version

Name:	246775_2079829952605_1150716172_2516748_6308855_n.jpg
Views:	1
Size:	86.0 KB
ID:	1359988

    يذكر لنا إنجيل لوقا 17 معجزة تطهير الرب يسوع لعشرة رجال بُرص؛
    تسعة منهم كانوا يهوداً، وواحد كان سامرياً.
    هؤلاء جميعاً وقفوا من بعيد صارخين
    "يا يسوع يا معلم ارحمنا".
    ولقد أمرهم الرب أن يذهبوا ليروا أنفسهم للكهنة.
    فأطاعوا أمر الرب "وفيما هم منطلقون طهروا.
    فواحد منهم لما رأى أنه شُفى، رجع يمجد الله بصوت عظيم، وخرّ على وجهه عند رجليه شاكراً له".
    في هذه القصة نجد أن العشرة اتفقوا معاً في ستة أشياء، لكنهم اختلفوا في الأمر السابع:
    1 - كان لهم جميعاً نفس المرض وهو البرص.
    وهكذا بالنسبة لنا "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 23 ) .
    2- جميعهم "وقفوا من بعيد"، وهذا تصوير لِما فعلته الخطية فينا جميعاً
    "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم" (إش 59: 2 )
    3 - والجميع اشتركوا في نفس الصرخة "ارحمنا" وهي صرخة تعبر عن الحاجة الشديدة، والعجز الكامل.
    4 - والجميع اتجهوا لنفس الشخص "يسوع" وذلك لأنه "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 12 ) .
    5 - والجميع تلقى من المسيح نفس الأمر "اذهبوا".
    الأمر الذي يتضمن وجود الإيمان ويتطلب الطاعة. وهذه هي "إطاعة الإيمان".

    6 - فكانت النتيجة أن الجميع حصل على نفس البركة "طهروا".
    وهو ما يرمز إلى خلاصنا العجيب، حيث طهر الله بالإيمان قلوبنا، وصنع المسيح تطهيراً لخطايانا (أع 15: 9 ،عب1: 3).

    لكنهم بعد أن اشتركوا معاً جميعاً في هذه الأمور الستة، فإن واحداً فقط رجع وسجد.
    فجاء سؤال المسيح في رأس هذا المقال "أليس العشرة قد طهروا، فأين التسعة".

    لقد فرح هؤلاء التسعة بخلاص الرب، لكن السامري فرح بإله خلاصه (حب 3: 18 )
    ولازال سؤال الرب هذا يتردد حتى اليوم "أين التسعة؟".
    ألم يخلصك الرب أنت أيضاً أيها القارئ العزيز؟ فلماذا لم ترجع لتعطى المجد لله؟

    في مزمور 107 يذكر المرنم أربع صور للإنقاذ الإلهي، ويختم كل فقرة بعبارة
    "فليحمدوا الرب... وليذبحوا ذبائح الحمد، وليرفعوه... وليسبحوه في مجلس المشايخ".

    ليت هذه تكون حالتنا.
    يريدون صلب وطني..
    ألا يعلمون أن بعد الصلب


    قيامة مجيدة

    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
    ))




  • #2
    رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

    شكرا كريستين
    ورب السما لنحمل سلاح ورب السما لنحمي الديار ورب السما لندافع عن بشار
    يا حامي الديار ......... فبوركت يد فوقها يد الله وبوركت دماء الجيش السوري الجبار



    Comment


    • #3
      رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

      ذكريات بيت لحم
      "وهذه لك العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود"
      (لو 2: 12 )
      كانت البشارة بالميلاد في الناصرة، لكن الأنبياء كانوا قد تنبأوا أنه في بيت لحم سيولد المسيح
      (مت 2: 4 -6،مى5: 2).
      فيستخدم الله الإمبراطور الروماني نفسه وهو لا يعلم، لكن عن طريق الأمر بإجراء الاكتتاب <الإحصاء> يصعد يوسف ومريم "من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التى تُدعى بيت لحم" (مت 2: 4 ) .

      بيت لحم .. يا لها من ذكريات غالية تعيدها علينا هذه القرية.
      هناك بعد مشقات السفر الطويل، وبعد التعب في ولادة بنيامين، فاضت روح راحيل، وقبرها هناك إلى هذا اليوم.
      وفي حقول بيت لحم التقطت الأرملة المسكينة راعوث، التي جاءت من بلاد موآب لتحتمي تحت جناحي إله اسرائيل.
      وهناك رعى داود الفتى المحتقر من إخوته قطعان الغنم.
      وهناك أيضاً في مسارح تلك القرية الصغيرة، سمع رعاة بسطاء البشارة الـمُفرحة بولادة المخلـّص.
      يريدون صلب وطني..
      ألا يعلمون أن بعد الصلب


      قيامة مجيدة

      (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
      ))



      Comment


      • #4
        رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

        ليسوا من العالم

        "لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم ..."
        (رو 12: 2 )
        إن المؤمن بينما هو في هذا العالم، لكنه ليس منه.
        ليس منه بنفس المعنى المستفاد من أن المسيح ليس منه.
        إنه ينتمي إلى عالم آخر، لأنه إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة.
        لقد صار المؤمن خارج العالم بواسطة موت وقيامة المسيح،
        وعليه أن ينفصل بجملته عن العالم ولا يُشاكل أهله
        (
        غل 1: 4 ، رو12: 2)
        - في الروح والعادات والعيشة والسلوك.
        ينبغي أن يظهر في كل شىء أنه ليس من العالم، كما أنه بتطبيق الصليب على نفسه يعتبر نفسه مصلوباً للعالم.

        ولا يمكن أن يكون هناك مُشابهة ولا تجاذب بين شيئين قد مات كل منهما.
        لكن من جهة أخرى نقول أن المؤمن موجود في العالم في مكان المسيح
        أو هو في العالم لأجل المسيح وفى اتحاد كامل معه.
        وبالتبعية يجب أن يشهد للمسيح وأن يسلك كما سلك المسيح.

        يقول الرسول بولس
        "لكى تكونوا بلا لوم وبسطاء، أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوّج وملتوٍ تُضيئون بينهم كأنوار في العالم" (فى2: 15) .
        وأيضاً الرسول يوحنا يقول
        "مَنْ قال إنه ثابت فيه، ينبغى أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً" (1يو2: 6) .
        ويجب عليه أن يتوقع نفس معاملة العالم للمسيح.
        ليس معنى ذلك أننا نتوقع أن نُصلب كما صُلب المسيح،
        لكن إن كنا أمناء فسنلاقي نفس روح العالم التي لاقاها هو له المجد.
        وفي الحقيقة بقدر ما يزداد تشبهنا بالمسيح، سيزداد ما نواجهه من اضطهاد.
        وكون المؤمنين الآن يواجهون بُغضة قليلة من العالم، فهذا بسبب كونهم أقل انفصالاً عن العالم.
        ويا لها من دعوة لجميع القديسين ليتضعوا أمام الله وأن يطلبوا من جديد نعمة من الرب ليكونوا أكثر تكريساً
        وأكثر انفصالاً حتى يمكن للعالم نفسه أن يرى أننا ننتسب إلى الشخص الذي رفضه وصلبه!
        كم واحداً هنا له روح بولس الذي رغب في
        "
        شركة آلام المسيح والتشبُّه بموته"!
        كم منا لهم هذه الرغبة في ظل مسيح ممجد هو غرض قلوبهم وهدف آمالهم؟
        ليت الرب يسترجع إلى قلوبنا هذا التكريس في الانفصال الكُلي عن العالم.

        يريدون صلب وطني..
        ألا يعلمون أن بعد الصلب


        قيامة مجيدة

        (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
        ))



        Comment


        • #5
          رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

          عبد المتسلطين
          هكذا قال الرب .. للمُهان النفس، لمكروه الأمة، لعبد المتسلطين: ينظر ملوك فيقومون.
          رؤساء فيسجدون لأجل الرب الذي هو أمين (
          إش 49: 7 )
          عمن يقول النبي إشعياء هذا .. عن نفسه أم عن واحد آخر؟
          سأل هذا السؤال الخصي الحبشي قديمًا لفيلبس المبشر وكان يقرأ سفر إشعياء نفسه
          «فبشره من هذا الكتاب بيسوع»
          وكان الفصل الذي يقرأه هو إشعياء53،
          الذي قال عنه «لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه، محتقر ومخذول من الناس ...» (
          إش 53: 2 ، 3).

          يا للعجب «عبد المتسلطين»!!
          الذي له المشورة والرأي وله القدرة، الذي به تملك الملوك وتقضي العظماء عدلاً.
          الذي به تترأس الرؤساء والشرفاء وكل قضاة الأرض» (
          أم 8: 14 - 16).
          الذي «يذهب بالمشيرين أسرى ويحمِّق القضاة، يحل مناطق الملوك ويشد أحقاءهم إلى الأبد» (
          رو 9: 5 )
          الذي «لم يحسِب خُلْسَة أن يكون معادلاً لله.
          لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد» (
          في 2: 6 ). لنبارك اسمه.
          سبحوه بفرح القلب يا جميع المؤمنين «عظموا الرب معي ولنعلِ اسمه معًا» ( مز 34: 3 ).
          هذا الشخص العجيب الذي كان موضوع الاحتقار والتعيير في الأرض،
          سيجيء الوقت الذي فيه يتسلط ويسود
          «هوذا عبدي يعقل (يتسلط بحزم) يتعالى ويرتقي ويتسامى جدًا ... من أجله يسد ملوك أفواههم» (
          إش 52: 13 ، !5).
          «تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم. اركب.
          من أجل الحق والدعَةِ والبر، فتُريك يمينك مخاوف ... شعوبٌ تحتك يسقطون» (
          مز 45: 3 - 5).
          لقد أخلى نفسه آخذًا صورة عبد لأجل إتمام الفداء بموته على الصليب
          «لذلك رفّعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَنْ على الأرض ومَن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب» (
          في 2: 9 - 11).
          لقد اتضع حتى إلى تراب الموت، لكي يسعدنا ويغنينا
          «من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقرهِ» ( 2كو 8: 9 ).
          أيها الرب يسوع ما أعجب شخصك!
          أنت فريد في محبتك وتواضعك يا مَن مجّدت الله تمامًا، وتركت لنا مثالاً ..
          مجدًا لاسمك العظيم.
          يريدون صلب وطني..
          ألا يعلمون أن بعد الصلب


          قيامة مجيدة

          (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
          ))



          Comment


          • #6
            رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

            Click image for larger version

Name:	images.jpg
Views:	1
Size:	9.4 KB
ID:	1303568
            شمشون: محبة الذات واللَّذات


            وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَحَبَّ امْرَأَةً فِي وَادِي سَوْرَقَ اسْمُهَا دَلِيلَةُ ( قض 16: 4 )


            لقد قيل عن شمشون أنه أحب دليلة.
            ولكن شتان بين حب وحب.
            فهناك حب ناتج عن تفكير هادئ مُتزن يسعى إلى أن تكون لصاحبه علاقة كريمة مع مَنْ يُحبّ إلى نهاية الحياة، مهما كانت الظروف والأحوال، ومبدؤه الاحترام المتبادل بين الطرفين، وغرضه التعاون معًا وتقاسم حلو الحياة ومُرّها، وإنجاب نسل يُمجد الله،
            وشروطه التوافق في الحياة الروحية والثقافية، والتقارب في السن والحالة الاجتماعية.
            وهناك حُبّ أهوج لا يُقيم وزنًا لأي مبدأ من المبادئ الأدبية أو الاجتماعية، كما أنه لفترة محدودة من الزمن يخبو بعدها ويزول. وإذا ظل مدة ما، فإنه ينطفئ إذا أصاب أحد الشريكين مرض أو إملاق.
            ومن ثم فالحب الأول هو الحب الروحي،
            الذي تختفي فيه الذات، ويسعى الواحد بكل ما لديه من جهد لأجل خير صاحبه.
            أما الحب الثاني فهو الحب الجسدي، الذي يسعى إلى إرضاء الذات وحدها، بغض النظر عن أي شيء آخر. وما أتفهه من حب! وما أحقره!
            كان حب شمشون بكل أسف من النوع الثاني، كما كان حب دليلة من هذا النوع أيضًا، فاستغل كل منهما صاحبه لمآربه الخاصة.
            فشمشون استغل دليلة لإرضاء أهوائه، واستغلت دليلة شمشون للحصول على الشهرة والمال، بغض النظر عما يُصيب شمشون من ذل أو أذى.
            وإذ ارتضى هذا أن يُسلِّم قلبه لها، أصبحت هي المتسلطة عليه والمُسيّرة له.
            فهذا البطل العظيم، سيطرت عليه امرأة وجعلته ألعوبة بين يديها. وكم غدر الهوى بصاحبه!
            وكم قاده إلى الحضيض والهوان!
            أخذت دليلة، مدفوعة بحب المال، تسأل شمشون من وقت لآخر عن سر قوته لكي تبلّغه إلى أعدائه، فكان يحرص على عدم الإباحة به في أول الأمر.
            غير أنها لما أخذت تضرب له على الوتر الحساس، ألا وهو بحق حبه لها، وتلِّح عليه بأسلوبها الناعم الرقيق
            «ضاقت نفسه إلى الموت»
            ( قض 16: 16 ).
            عجبًا وكل العجب من شمشون!
            لماذا انتظر حتى وصل به الأمر إلى هذا الحد؟
            ولماذا تضيق الدنيا في عينيه، على الرغم من سِعتها، حتى يصل إلى درجة الرغبة في الموت؟
            الجواب: لأنه لم يهرب من الشهوة بل استسلم لها.
            والشهوة إذا استسلم المرء لها سلبته الراحة والهدوء، وضيَّقت الخناق حوله وقادته، إن أمكن، إلى الانتحار،
            كما تطالعنا الصحف من وقت لآخر.


            يريدون صلب وطني..
            ألا يعلمون أن بعد الصلب


            قيامة مجيدة

            (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
            ))



            Comment


            • #7
              رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

              الملك على مائدتـه
              فَقَالَ مَا دَاَمَ الْمَلِكُ فيِ مَجلِسِه أفاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ ( نش 1: 12 )
              المحبوبة في هذه الآية تُشير للمرة الثانية إلى حبيبها باعتباره الملك.
              سبق لها أن قالت: «أدخلَني الملك إلى حجاله» (ع4)،
              وهذه العبارة تمثِّل الشركة الخاصة والفردية بين النفس وربها.
              ولكن تعبير «الملك في مجلِسِه»،
              ليس له الطابع الشخصي،
              بل هو الطابع الجماعي للتمتع بالملك والشركة معه.
              بكلمات أخرى هو صورة جميلة للاجتماع إلى اسم الرب.
              وعبارة «في مجلِسِه»،
              تَرِد في بعض الترجمات «على مائدته».
              والكلمة المُستخدمة هنا هي بالعبري تفيد الدائرة.
              ومن أجزاء أخرى من الوحي نفهم أن المسيح هو مركز هذه الدائرة؛
              فهو الذي قال:
              «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (
              مت 18: 20 ).
              إنه مركز الاجتماع.
              وبالنسبة لنا فإن المسيح ليس هو الملك في علاقته الشخصية بنا.
              صحيح الملك هو الملك دائمًا، سواء في الخارج أو في بيته،
              ولكن زوجته تعرفه في علاقة أسمى من كونه الملك، إنه زوجها ورأسها وحبيبها.
              وهكذا بالنسبة لنا، نحن نعرف أن سيدنا هو ملك الملوك، ولكنه في علاقته بالكنيسة ليس هو ملك الكنيسة بل رأسها وعريسها.
              وبهذا الاعتبار نحن نُجمَع حوله ولا سيما في أول الأسبوع لصُنع ذكراه الغالية على قلوبنا.
              إن الهدف الأساسي من مائدة الرب في الوقت الحاضر هو بحسب قول الرب:
              «اصنعوا هذا لذكري» ( لو 22: 19 ).
              وعند اجتماعنا لصُنع هذه الذكرى لا ينبغي أن تكون مشغوليتنا الأولى بما نأكله نحن ونشبع به،
              بل بما نقدمه لسيدنا المعبود لكي نُنعشه ونُسرّ قلبه.
              بكلمات أخرى ليست العِظة في الاجتماع هي أهم فقراته،
              بل يجب أن تكون مشغوليتنا في المقام الأول بالسجود،
              فكلٌ منا يأتي بقارورة طيب، تمثل تقديري وإكرامي لشخصه.
              وهناك لا أذكر إلا شخصه ومحبته،
              وعندئذٍ يفيض القلب بالسجود المُمثَّل في الناردين الذي تفيح رائحته.
              إن مشغوليتنا به طوال أيام الأسبوع، ثم سكب هذا التقدير أمامه في أول الأسبوع بعمل الروح القدس،
              كم ينعش قلب فادينا وقلوب المفديين أيضًا!

              يريدون صلب وطني..
              ألا يعلمون أن بعد الصلب


              قيامة مجيدة

              (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
              ))



              Comment


              • #8
                رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

                Click image for larger version

Name:	3029.jpg
Views:	1
Size:	266.2 KB
ID:	1303679
                أمجاد الصليب
                ﭐلآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ ( يو 13: 31 )
                انظر كيف تمجد الله في الصليب: هل الله بار وعادل في دينونته للخطية؟
                لقد أظهر الصليب ذلك بأجلى بيان.
                هل الله محبة كاملة للخاطئ المسكين؟
                لقد أظهر الصليب ذلك بكل جلاء.
                هل كان جلال الله يقتضي أن يتبرر ضد الخطية العاصية؟
                لقد فعل الصليب ذلك مع تبرئة الخاطئ الأثيم
                . هل الله حق، وقد قال إن الموت يتبع الخطية، في حين قال الشيطان ـ ولا زال يقول ـ غير ذلك؟
                فأين تجد الشهادة قوية أكيدة على صدق قول الله كما تجدها في الصليب حيث مات ابن الله المبارك كإنسان؟
                ومع ذلك فقد حصّل لنا بموته ـ تبارك اسمه ـ حياة بعيدة عن متناول الموت والدينونة.
                وهل كانت خطاياي تضغط عليَّ حتى لم أكن أجرؤ على رفع رأسي؟
                لقد رُفعت عني جميعها، بحيث أستطيع أن أرى الله في النور بلا خوف.
                لقد برهن على محبته، وأستطيع أنا بدوري أن أتمتع بهذه المحبة.
                ففي الوقت الذي فيه أظهر الإنسان بغضه الشديد لله بقتل ابنه، أظهر الله كامل محبته للإنسان ببذل ابنه ليرفع الخطية البادية في قتله!
                ثم أين ظهرت الطاعة كما ظهرت على الصليب؟
                وأين بانت المحبة لنا كما بانت على الصليب؟
                وأين تجلَّت رغبته في تمجيد أبيه كما تجلَّت هناك؟
                وهكذا تمجد الابن، وتمجد الله فيه في كل ناحية من نواحي طبيعته، أي في محبته وبره وحقه وجلاله.
                الكل ظهر وتجلى على الصليب بصورة مجيدة باهرة.
                وماذا كانت النتيجة؟
                لقد أبطل سلطان الموت وخوفه من جهة المؤمن.
                فالموت ما هو إلا طريق المؤمن إلى الفردوس.
                والخطايا التي كان يخشاها، لأن في أعقابها الدينونة، قد رُفعت ومُحيت، وهو يعلم أن الله يحبه
                ـ يحبه هكذا حتى بذل ابنه نيابة عنه لينقذه من الهلاك.
                إنه يعلم أن الله ليس عنده شيء يحسبه عليه لأن المسيح قد حمل الكل، ويعلم أن الله أمين وعادل حتى يغفر جميع خطاياه.
                ومع ذلك، فهل الخطية شيء هيِّن لدى الشخص الذي له هذا السلام التام مع إله المحبة؟
                إنه بسببها مات ابن الله.
                لقد حصل المؤمن على كل البركات والمزايا العظمى والثمينة بفضل ذلك العمل الذي يجعل الخطية أبغض شيء لنفسه، والذي يربط قلبه بالرب يسوع الذي رضيَ أن يتألم هكذا لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه.

                يريدون صلب وطني..
                ألا يعلمون أن بعد الصلب


                قيامة مجيدة

                (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                ))



                Comment


                • #9
                  رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

                  النوم عندما تعصف الريح
                  بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجِعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي ( مز 4: 8 )
                  يُحكَى أنه كان هناك مزارعٌ يمتلك قطعة أرض تطل على المحيط الأطلسي،
                  وكان يُعلن باستمرار عن رغبته في تعيين عامل يساعده في المزرعة.
                  كان الكثير من الناس يرفضون العمل في المزارع التي تقع على المحيط الأطلسي،
                  إذ كانوا يخشون العواصف المُروعة التي تهب على تلك المناطق، مُحطمةً للمنازل، ومُدمِّرةً للمحاصيل.
                  قام المزارع بمقابلة العديد من الأشخاص للوظيفة ولكنه كثيرًا ما قُوبل بالرفض.
                  وأخيرًا تقدَّم رَجلٌ قصيرُ القامة، نحيفُ الجسمِ، تجاوزَ منتصف العمر،
                  فسأله المُزارع: هل أنت عاملٌ جيِّد؟
                  أجاب الرَجل: حسنًا، أنا أستطيع النومَ عندما تَعصفُ الريحْ.
                  وبالرغم من غموض إجابة الرَجل، إلا أن المُزارع كان في حاجة شديدة إليه،
                  فقام بتعيينه في الحال.
                  وكان العاملُ يعمل في المزرعة بجدٍ، منذ شروق الشمس وحتى مغيبها.
                  وكان المُزارع راضيًا باجتهاد عامله.
                  وفي إحدى الليالي، هبَّتْ ريحٌ عاصفة من الساحل.
                  قفز المُزارع من سريره، وأخذ المصباح في يدهِ، وهرعَ إلى غرفةِ العاملِ،
                  وقام بإيقاظه بقوةٍ وهو يصيحُ: انهض بسرعة، هناك عاصفة قادمة،
                  قُمْ بربط الأشياء قَبلَ أن تتحطم بفعلِ الرياح.
                  لم يتحرَّك العاملُ من سريرهِ، وقال للمزارع بجدية: لا يا سيدي، لقد قلت لك، أنا أستطيع النومَ عندما تعصفُ الريح. صُدم المُزارع من إجابة العامل، واعتزمَ أن يستغني عنْ خدماتهِ في الحال.
                  ولكنه هرع أولاً إلى الخارج ليُجهز نفسه لمواجهة العاصفة.
                  ولكن يا لدهشته!
                  فقد اكتشف أن كل التبنِ قد تمَّت تغطيته بمشمع واقي ضد الماء.
                  الأبقار في الحظيرة، والدجاج في مكانهِ، وجميع الأبواب موصدةٌ تمامًا، وجميع الأشياء تم ربطها، ولا يمكن أن تتلف من جراءِ العاصفة.
                  عندها فَهم المُزارع ما كان يقصده العامل، ورجع إلى فراشهِ ونامَ هو أيضًا هادئًا عندما عَصَفَتْ الريح.
                  صديقي: هل تستطيع النوم عندما تعصف الرياح بحياتك؟
                  يقينًا عندما تكون في الوضع الروحي الصحيح، مُحتفظًا بضمير هادئ مستريح، مُتمتعًا بشركتك مع الله، وجاعلاً الرب أمامك في كل حين،
                  فإن سلام الله سيملأ قلبك ولن يكون لديك سببٌ للخوف.
                  لقد تمكَّنَ العامل في هذه القصة من النومِ لأنه أمَّنَ المزرعة ضد العاصفة.
                  ونحن نُؤَمِّن حياتنا ضد العواصفِ التي تَهُبُّ عليها عندما نتمسك بمواعيد كلمة الله.
                  نحن لا نحتاجُ أن نفهم، بل نحتاج فقط للإيمان الذي يُمسك بيدهِ لنشعر بالسلام عندما تعصف الرياح.
                  يريدون صلب وطني..
                  ألا يعلمون أن بعد الصلب


                  قيامة مجيدة

                  (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                  ))



                  Comment


                  • #10
                    رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

                    يأتي صباح، وأيضًا ليل
                    يَا حَارِسُ، مَا مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ الْحَارِسُ:أَتَى (يأتي) صَبَاحٌ وَأَيْضًا ليل
                    ( إش 21: 11 ، 12)

                    الليل يشير إلى فترة غياب الرب يسوع عنا بالجسد حاليًا؛
                    ذاك الذي هو النور وكوكب الصبح للخليقة الجديدة، وسيكون الصبح عند رجوعه.
                    والمؤمن ليس من ليل، وإن كان يعيش في ليل.
                    ولكننا كمؤمنين من نهار، ولذلك نسلك في النور،
                    ونسهر حتى مجيء الرب إلينا ككوكب الصبح المنير،
                    ثم ظهوره كشمس البر ليملك في المُلك الألفي.

                    وفي ليل غيابه الذي قارب الألفي عام،
                    علينا كمؤمنين أن نُضيء كأنوار لامعة في هذا العالم.
                    والكنيسة بالإجمال تُشبه القمر الذي يعكس نور وبهاء وجمال السَيِّد (الشمس) في وقت غيابه عنا بالجسد.

                    أما الخاطئ فهو من ليل، وهو الآن في ليل العالم غارقًا في خطاياه، وهو في طريقه إلى ظلام ليل أبدي. إننا ننتظر مجيء الرب كمُخلّص،
                    ولكن العالم يهزأ قائلاً: «
                    أين هو موعد مجيئهِ؟»
                    ( 2بط 3: 4 )
                    مثل ذلك الصارخ من أدوم:
                    «يا حارس، ما من الليل؟»
                    ولكن الرب قال لتلاميذه:
                    «إن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا»
                    (
                    يو 14: 3 ).
                    والرسول بولس يقول:
                    «هكذا المسيح أيضًا، بعدما قُدِّم مرةً لكي يحمل خطايا كثيرين،
                    سيظهر ثانيةً بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه»
                    (
                    عب 9: 28 ).
                    فهو عندما يأتي ثانية لن يناقش مع شعبه مشكلة الخطية،
                    إذ إنه سوَّى مشكلة خطايانا وحملها في مجيئه الأول، بل هو سيأتي «بلا خطية»
                    ـ أي لن يثير موضوعها مرة أخرى، بل سيأتي ليخلِّصنا من هذا العالم.

                    وماذا عن الخطاة؟
                    يقول الحارس:
                    «أَتى (يأتي) صباحٌ وأيضًا ليلٌ»
                    ؛ الصباح للمؤمن، والليل للخاطئ.
                    وأي ليل هذا؟! إنه «قَتَام الظلام إلى الأبد» (يه13)،
                    وهو ”الموت الثاني“.
                    ويصف الروح القدس المصير الأبدي للهالكين بأن
                    «نصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني».
                    ومَن هم أولئك الذين سيكون نصيبهم الموت الثاني؟
                    إنها قائمة طويلة تضم الخطاة الذين يرتكبون أبشع الخطايا.
                    ولكن يتصدر هذه القائمة أيضًا «الخائفون وغير المؤمنين»
                    (
                    رؤ 21: 8 ).
                    سيدخلون تلك الليلة التي هي بدون صباح،
                    في مشهد من الظلام والبُعد عن محضر الله،
                    يحوي كل نتائج الخطية وعدم الإيمان.
                    ألا ليت الغافل عن هذا، يُصغي إلى رحمة الله التي تريد أن تُنقذه من مصير كهذا؛
                    من ليل بلا صباح.
                    يريدون صلب وطني..
                    ألا يعلمون أن بعد الصلب


                    قيامة مجيدة

                    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                    ))



                    Comment


                    • #11
                      رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

                      كرنيليوس وكلمة الخلاص
                      كرنيليوس..رجلاً بارًا وخائف الله ..أُوحي إليه بملاكٍ مقدس أن يستدعيك إلى بيته ويسمع منك كلامًا ( أع 10: 22 )
                      ذلك الرجل الذي كان مشغولاً دائمًا بممارسة الأعمال الصالحة التي لها قيمة عظيمة في حد ذاتها، قد أُوحيَ إليه أن يسمع كلامًا، وفي ذلك الكلام يجد خلاصه.
                      ليس المقصود من هذا أن الأعمال التي كان يعملها لم تكن ذات قيمة.
                      كلا، لأن الوحي يُخبرنا أن الله شهد لقيمة تلك الأعمال، وأخبر كرنيليوس بأن صلواته وصدقاته صعدت تذكارًا أمام الله، لأنها أظهرت إخلاصه وتعبد نفسه، وهكذا كل نفس مُخلِصة تسير بأمانة بحسب النور الذي لها، لا بد أن الله يقدِّرها قدرها ويعطيها نورًا أكثر.
                      ولكن لنتذكَّر أن كرنيليوس كان لا بد له من سماع كلام به يخلُص،
                      وما هو هذا الكلام؟
                      كلام عن يسوع الناصري، عن حياته الطاهرة الكاملة، وعن موته الكفاري، وعن قيامته المجيدة.
                      هذا هو الكلام الذي أُرسل من السماء على شفتي بطرس الرسول ليوضع في أُذني، بل في قلب ذلك الرجل التقي.
                      فالحسنَات والصلوات كانت حسنة، ولكن يسوع المصلوب والمُقام، يسوع الذي عُلِّق مرة على الخشبة، وهو الآن مُمجَّد في السماء، كان أحسن بما لا يُقاس.
                      الصلوات والحسنَات صعدت تذكارًا إلى السماء، ولكن دم المسيح وحده هو الذي أمكنه أن يؤهل كرنيليوس نفسه للوصول إلى هناك. ولا يمكن لجميع الصلوات التي صعدت من القلوب المتعبدة ولا جميع الحسنَات التي قدمتها الأيادي السخية، لا يمكن لهذه جميعها أن تؤهل خاطئًا واحدًا للدخول إلى حضرة الله القدوس، لأن الدم، والدم وحده، هو الذي يستطيع أن يقرِّب الخاطئ إلى الله، سواء أَ كان ذلك الخاطئ قائدًا تقيًا أو مجرمًا فاجرًا.
                      فأحسن الناس لا ينفعه أقل من دم المسيح الثمين الذي يُطهِّر من كل خطية، كما أن أشرّ الناس لا يحتاج إلى أكثر من ذلك الدم.
                      وبالجملة إذا كان هذا الرجل الذي له شهادة من الله بالتقوى وعمل الإحسان، احتاج إلى سماع كلام عن موت المسيح وقيامته كالأساس الوحيد لخلاص الخاطئ وقبوله أمام الله.
                      إذا كان الأمر كذلك، فمن الواضح الجلي أنه لا يمكن لإنسان أن يخلُص بدون المسيح مهما كانت أعماله وحسناته،
                      ولا يمكن لنفس أن تحيا إن لم تأتِ إلى المسيح مباشرةً.
                      يريدون صلب وطني..
                      ألا يعلمون أن بعد الصلب


                      قيامة مجيدة

                      (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                      ))



                      Comment


                      • #12
                        رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

                        أمجاد الصليب (2)
                        ﭐلآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ...إن كان الله قد تمجَّد فيه، فإن الله سيمجده في ذاته ... ( يو 13: 31 ، 32)
                        سواء تفكَّرنا في مجد الله، أو في مجد المسيح، أو في الأثر العملي على قلوبنا، فإن المسيح الذي كان على الصليب ذبيحة خطية حقيقية، هو الذي فيه الإجابة الكافية على كل سؤال.
                        يُمجّد الله تمجيدًا كاملاً، ويُكرم المسيح إلى أقصى حد، ويُبارك الإنسان بركة كاملة،
                        مؤكدًا له أنه موضوع محبة الله اللانهائية، وأن بر الله قد روعيَ إلى أقصى حد.
                        إن الرب يسوع كان الله ظاهرًا في الجسد، وفي شخصه كان مجيدًا في الكرامة مجدًا فائقًا.
                        وهذا في الواقع ما أهَّله لأن يقوم بمثل هذا العمل العظيم.
                        ولكنه من حيث عمله وخدمته، لم يكن في وقت من الأوقات أمجد مما كان وهو على الصليب.
                        والآن لاحظ تأثير هذا العمل المبارك فيما يتعلق بي كخاطئ مسكين.
                        فهناك كانت تقوم الخطية والموت والدينونة والغضب العادل معترضة طريقي.
                        وكان ضميري يؤكد ذلك، وكلمة الله تُعلنه بصراحة،
                        وقوة الشيطان تضغط به على نفسي،
                        وتجاربه وغواياته تشجعني على المضي فيما يؤدي إليه،
                        وحتى ناموس الله لم يخفف الأمر عني بل زاده حَرجًا وصعوبة كلما حاولت أن أتعامل معه،
                        لأن قداسته كانت تدين تعدياتي.
                        أما الآن فقد رفع كل شيء من طريق المؤمن.
                        فالخطية قد أُبعدت، والموت قد أُبطل باعتباره الشيء الرهيب المُرعب الذي كنت أتوقعه وأخشاه،
                        إذ حوّله الصليب إلى ربح، لأني بواسطته سأكون مع المسيح.
                        والدينونة قد تحمّلها المسيح ولم يبق منها شيء علىّ، وقد أصبحت المحبة الكاملة نصيبي المؤكد.
                        فالمسيح يجعلني شريكًا في كفاية موته.
                        قد وضعني بعيدًا عن متناول هذه الأشياء جميعها ـ في النور ـ حيث الله نور،
                        إذ أحبني وقد غسَّلني من خطاياي بدمه، وجعلني ملكًا وكاهنًا لله أبيه.
                        وبقيامته قد أوصلني إلى هذا المكان الجديد، ولو أني بطبيعة الحال لا أتمتع بهذا المكان الآن سوى بالإيمان وبالاشتراك في تلك الحياة التي بقوتها قام.
                        نعم، أيها القارئ العزيز، إن المؤمن مُخلَّص، له حياة أبدية، مُبَرَّر، ويَنتظِر في غير شك أو ريب أن يتمجّد،
                        وهو يعرف ذاك الذي حصَّل له كل هذه البركات العظمى، ويؤمن أنه قادر أن يحفظ وديعته إلى ذلك اليوم.
                        يريدون صلب وطني..
                        ألا يعلمون أن بعد الصلب


                        قيامة مجيدة

                        (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                        ))



                        Comment


                        • #13
                          رد: طعام وتعزية - تأملات متنوعة من الكتاب المقدس

                          مدينتان صارختان
                          إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَليِتغَطَّ بِمسُوُحٍ النَّاسُ وَالبْهَاَئِمُ.وَيصَرْخُوا إلىَ الله بشدة
                          (
                          تك 18: 20 ؛ يون 3: 8)
                          نقرأ في الكتاب المقدس عن مدينتين صارختين كلٌ في زمانها، وإن كان الباعث مختلف للصراخ في الحالتين،
                          إلا أنه وصل إلى أذني ربنا المعبود، فكان التجاوب الإلهي تجاههما مختلف في الحالتين:

                          أولاً: صراخ سدوم
                          نقرأ عن سدوم في رداءتها وشرها:
                          «إن صراخ سدوم وعمورة قد كثُر، وخطيتهم قد عَظُمت جدًا، أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إليَّ، وإلاَّ فأعلم»
                          (
                          تك 18: 21 ،20).
                          إنها صرخات المجون والفجور، صرخات الانغماس في الشر والتلذذ بالإثم. يا له من شعب رديء لا يعتبر لله أدنى اعتبار، ولا يقيم لجلالته وزنًا، إذ كان كل يوم يحمل بين طياته المزيد من التهور والتردي، الانحطاط الأخلاقي والفساد الأدبي. ولقد وضح فساد قلبهم الرديء في محاولتهم فعل الشر بالملاكين المُرسلين للوط. فما كان نتيجة ذلك سوى العقاب الشديد والعذاب الرهيب، كما قال الملاكان للوط: «لأننا مُهلكان هذا المكان، إذ قد عَظُمَ صراخهم أمام الرب، فأرسلنا الرب لنُهلكه»
                          (
                          تك 19: 13 )، ثم نقرأ بعد ذلك الكلمات الرهيبة:
                          «فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء. وقلَبَ تلك المُدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المُدن، ونبات الأرض» (
                          تك 19: 25 ،24).

                          ثانيًا: صراخ نينوى
                          هذه المرة نحن أمام مدينة أُممية عظيمة فيها إثتتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم، هي مدينة نينوى التي أرسل إليها الرب يونان النبي؛ لينادي لها برسالة تحذيرية.
                          ولاَقت رسالته تجاوبًا كبيرًا لدى نينوى بشعبها وملكها، صغيرها وكبيرها، رجالها ونساءها، فأثمرت ندمًا شديدًا وتوبة حقيقية «ونُوديَ وقيلَ في نينوى عن أمر الملك.. قائلاً.. وليتَغَطَّ بمسُوح الناس ..،
                          ويصرخوا إلى الله بشدة، ويرجعوا كل واحدٍ عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم، لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حُمُو غضبهِ فلا نهلك» (
                          يون 3: 7 -9).
                          إذًا هي صرخات التوبة والندم، التذلل والانكسار.
                          لذا ما كان ممكنًا إلا أن يتعامل الرب معهم بالرحمة والمغفرة:
                          «نَدِم الله على الشر الذي تكلَّم أن يصنعه بهم، فلم يصنعه».
                          صديقي القارئ أدعوك أن لا تكون صرخاتك كصرخات سدوم تُعبِّر عن الإثم والفجور، بل ليتك ما تتخذ موقف أهل نينوى بالتوبة والرجوع الحقيقي للرب.
                          يريدون صلب وطني..
                          ألا يعلمون أن بعد الصلب


                          قيامة مجيدة

                          (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                          ))



                          Comment

                          Working...
                          X