أيُّها الإخوة والأخوات
لا يوجد هنالك مقياس للإيمان . إنَّهُ من الصعب أن يقارن الإيمان عند أحد الناس مع إيمانِ شخصٍ آخر . ويحصل أن يختبر أكبر المؤمنين إيماناً صراعاً مع الشكِّ حينما يقرِّرُ الله أن يمتحنه ويسمح بهجوم الأرواح الشرِّيرة الساقطة عليه .
كذلك يختبر إنسان آخر أقلَّ إيماناً منه أو الإنسان الشكاك بشكلٍ مستمرٍّ فجأةً الغبطة من أن يُقيم في محبَّة الله ويشعر بالحاجة أن يكون معه دوماً . إنَّ المتعة هي بمثابة بديلٍ للسعادة الآنيَّة وإنَّها لابدَّ أن تزول من بعد أن يشبع الجسد منها تاركةً نفساً فارغة في إثرها . إنَّ السعادة الدنيويَّة هي ككلِّ شيءٍ أرضي لها بداية ولها نهاية. إنَّك إذا اختبرتها ليومٍ واحدٍ فقط سواء أكان ذلك لأيَّامٍ أو أسابيع أو أشهرٍ عدَّةٍ فإنَّ هذه السعادة تزول ولا يتبقى شيءٌ منها سوى الذكرى الّتي تجعل أيَّامنا مُرَّةً . إنَّ غبطة الإنسان المقيم في كنف المحبَّة الإلهيَّة فقط لا تنتهي أبداً وذلك إذا ما عرف الإنسان بأنَّ مفتاح هذه الغبطة هو الإيمان . يقول القدِّيس الرَّسول بولس:" وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." ( عبرانيين11: 1 ).
عندما دخل مخلِّص الجنس البشري في مدينة كفرناحوم الجليليَّة اقترب إليه قائد مائةٍ وسأله أن يشفيَ فتاه المريض والمستلقي في بيته والّذي كان يعاني بشدَّةٍ من مرضه .
هذا ما يخبرنا بهِ الإنجيل الإلهي الّذي سمعناه اليوم معكم. وإذ قد أمسينا بعيدين مدَّة ألفي سنةٍ عن الأحداث الإنجيليَّة فإنَّنا وللأسف دائماً ما لا نفهم بأنَّه لا يوجد في العهد الجديد للكتاب المقدَّس أيَّةَ حادثةٍ قد حصلت مصادفةً . إنَّ لكلِّ كلمةٍ في البشارة معناها الإرشادي والعميق .
وفي الحقيقة ماذا في ذلك أن يأتيَ إلى يسوع قائد مائة ويسأله عن مساعدةً عجائبيَّة ؟ كان قائد المائة وثنيَّاً وأمَّا في ذلك الزمان فلم يكن من المقبول أصولياً أن يسأل هو الساجد للأوثان والّتي يمكن أن يكون الإمبراطور ذاته من بينها أن يطلب مساعدةً عجائبية من رجلٍ يهوديٍّ بالجسد الّذي يلتقي بهِ لأوَّلِ مرَّةٍ والّذي يعرف عنه اسمه فقط . ولكنَّ كان في قلب ذلك القائد الأجنبي أمراً مخفيَّاً عن مواطنيه ويبدو أنَّهُ لذلك لم يحفظ شهود العيان اسمه . إنَّ ذلك الأمر الّذي كان مخفيَّاً عنهم لم يكن مخفيَّاً بالنسبة لله الفاحص الكلى الّذي كانت أبواب قلب قائد المائة مفتوحةً أمامهُ والّذي كان يخترقه نور الإيمان . وهكذا عرف ذلك الرجل العادي أنَّ الّذي يقف أمامه هو كلمة الله الأزلي والّذي كان عند الله قبل كلِّ الدهور وكان الكلمة ذاته إلهاً ( يوحنَّا1: 1 ). عند حصوله لتلك المعرفة القلبيَّة ( الإيمان ) فهم ذلك الرجل فجأةً كم أنَّ الطبيعة البشريَّة خاطئة وقال:" يا ربُّ إنَّني لستُ مستحقَّاً أن تدخُلَ تحت سقفي..." ( متَّى8: 8 ).
لم يكن ذلك الرجل خارج وضعه الاجتماعي كقائد مائةٍ إنساناً عشوائياً . لقد كان ذلك الرجل يحترم الإله الواحد الّذي كان اليهود يمجِّدونهُ كقدوةٍ للأمم الأخرى وكان قد بنى بنفسه مجمعاً لليهود في كفرناحوم على حسابه الخاص . كما أنَّه كان يعدُّ عبده كفردٍ من أفراد عائلته على خلاف الكثير من الأسياد الآخرين وكان يشاركه آلامه . أرسل قائد المائة في البداية شيوخ اليهود ومن ثمَّ معارفه إلى يسوع إذ عدَّ نفسهُ غير مستحقٍّ كما يخبرنا القدِّيس لوقا الإنجيلي ( لوقا7: 3، 6 ).
إنَّ إيمان قائد المائة ولو كان غير ظاهر وواضح للناس بالرغم من ذلك فقد رأى الله أنَّه موجودٌ في قلبه:" ولكن قل كلمةً فيبرأَ فتايَ فإنِّي أنا إنسانٌ تحتَ سلطانٍ..." هكذا سأَل الإنسان الوثني يسوع. لقد مكَّنَه إيمانه من أن يختبر القدرة الإلهيَّة :" إنَّ كلمة المسيح بحدِّ ذاتها تكفي إنَّها فعالة مثل أمرٍ يصدره قائد مائةٍ إلى جنوده الّذين تحت إمرته .
فتعجَّب المخلِّص قائلاً:" الحقَّ أقول لكم إِنّي لم أجد إيماناً بمقدارِ هذا ولا في إسرائيل !"
ولكن لماذا أيُّها الإخوة والأخوات اختار الله رجلاً وثنيَّاً وليس يهوديَّاً كقدوةٍ للإيمان القوي أثناء تبشيره ؟ ألم يكن الّذين تبعوه من العبرانيين وقد كان تلاميذه السبعون والاثني عشر من أمثال أولئك العبرانيين والّذين قد اختارهم المخلِّص وسمَّاهم هو ذاته رُسُلاً ؟ كان اليهود يتمنون أن يروا في المسيح ليس نبيَّاً عظيماً فحسب بل وملكاً أرضيَّاً أيضاً والّذي سيمنحهم تلك الأشياء الّتي يمكن للحياة الدنيا أن تمنحهم إيَّاها . أمَّا الرجل الوثني فقد رأى فيه ربَّ وملكَ الملكوت السماوي والأرضي معاً .
قال يسوع للذين يتبعونه:" الحقَّ أقول لكم إِنَّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارِقِ والمغاربِ ويتَّكِئُونَ مع إبراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ في ملكوتِ السماوات." ( متَّى8: 11 ). ليس عند الله كلمةٌ إلا ولها معنى . وكما أنَّهُ خُلِقَ كلُّ إنسانٍ على صورة الله فكذلك يمكنه أن يُخلَّص وينال الحياة الأبديَّة إذا ما كان لديه إيمان ذلك الرجل الوثني .
وإليكم عبرةٌ أخرى : لقد كشف قائد المائة عن إيمانه لكي يخلِّص عبده المريض من الموت . إنَّه لم يطلب لنفسه شيئاً آخر.
إنَّ أعمال الإيمان هي أعمال محبَّتنا للرَّبِّ إذ يقول القدِّيس بولس الرَّسول :" وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا.( 1كورنثوس13: 2 ) ولأنَّه " إنَّنا نعلم إلى حدٍّ ما وإلى حدٍّ ما نتنبَّأُ ولكن حينما تحلُّ المعرفة الكاملة حينئذٍ سيختفي ذلك " الحد ".
ولكن ما الّذي سيحلُّ بأولئك الّذين يتقيَّدون بالحرف ويؤمنون به ؟ هم " بنو الملكوت " الّذين سبقت فأُعطيت لهم الممالك الكنعانيَّة حيث وُعِدوا بها والّذين يملكون بسبب إيمان الأنبياء والأبرار من الشعب اليهودي الحقَّ في أن يرثوا الملكوت السماوي كذلك أيضاً إنَّهم سيُلقى بهم في الظلمة الخارجيَّة حيث سيكون البكاء وصريف الأسنان . إنَّهم لم يجلسوا على المأدبة مع الملك في ملكوته السماوي بل سيشعرون بعذاب الجحيم الأبدي لأنَّهم لم يعرفوا بأنَّ يسوع هو المسيح المنتظر .
سيُعطى كلُّ واحدٍ على مقدارِ إيمانه . قال يسوع لقائد المائة :" اذهَبْ ولْيَكُنْ لك كما آمنْتَ ." فشُفيَ غلامه لوقته . لقد طلب الرَّجُل مساعدةً من الرَّبِّ فنالها .
أيُّها الإخوة والأخوات إنَّنا إذ نكون مثقَّلين بالاهتمامات الدنيويَّة غاباً ما نتجه نحو المسيح طالبين يد العون منه وإنَّنا نحصل عليه أحياناً ولا نحصل عليه على نحو ما كنَّا نتوقعه أحياناً أخرى . إذاً كيف يجب علينا أن نطلب العون من الرَّبِّ ؟ يجب علينا أن نطلب ذلك بالتضرُّع والإيمان والتواضع !
تقدَّم الرجل الوثني إلى يسوع بطلبة . إنَّ مثال هذه الطلبة هو واضح بالنسبة للمسيحي الأرثوذكسي – الطلبة أي الصلاة . إنَّ الله ليس مديناً لنا بل نحن خاصَّته ! ولذلك فإنَّنا لا نطلب ونصرُّ على الله بل إنَّنا نسأل منه !
لقد أظهر قائد المائة إيمانه أمام الجمع الّذي كان يتبع يسوع والّذي كانوا يُجرَّبون أمامه بقلَّة إيمانهم عدَّة مرَّاتٍ . كان ذلك الإنسان واعياً بخطاياه وقد تواضع عن طريق التوبة ونال مطلبه الّذي كان يطلبه .
أيُّها الإخوة والأخوات دعونا لا نضيَّع ولا لحظةٍ من حياتنا ! فلنأخذ معنا كلَّ الأثاث الّذي سنأخذه معنا بعد موتنا أعني نفسنا الخالدة ولندخلَ في محبَّةِ الرَّبِّ بتواضعٍٍ وصلاةٍ وإيمانٍ ! .....
لا يوجد هنالك مقياس للإيمان . إنَّهُ من الصعب أن يقارن الإيمان عند أحد الناس مع إيمانِ شخصٍ آخر . ويحصل أن يختبر أكبر المؤمنين إيماناً صراعاً مع الشكِّ حينما يقرِّرُ الله أن يمتحنه ويسمح بهجوم الأرواح الشرِّيرة الساقطة عليه .
كذلك يختبر إنسان آخر أقلَّ إيماناً منه أو الإنسان الشكاك بشكلٍ مستمرٍّ فجأةً الغبطة من أن يُقيم في محبَّة الله ويشعر بالحاجة أن يكون معه دوماً . إنَّ المتعة هي بمثابة بديلٍ للسعادة الآنيَّة وإنَّها لابدَّ أن تزول من بعد أن يشبع الجسد منها تاركةً نفساً فارغة في إثرها . إنَّ السعادة الدنيويَّة هي ككلِّ شيءٍ أرضي لها بداية ولها نهاية. إنَّك إذا اختبرتها ليومٍ واحدٍ فقط سواء أكان ذلك لأيَّامٍ أو أسابيع أو أشهرٍ عدَّةٍ فإنَّ هذه السعادة تزول ولا يتبقى شيءٌ منها سوى الذكرى الّتي تجعل أيَّامنا مُرَّةً . إنَّ غبطة الإنسان المقيم في كنف المحبَّة الإلهيَّة فقط لا تنتهي أبداً وذلك إذا ما عرف الإنسان بأنَّ مفتاح هذه الغبطة هو الإيمان . يقول القدِّيس الرَّسول بولس:" وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى." ( عبرانيين11: 1 ).
عندما دخل مخلِّص الجنس البشري في مدينة كفرناحوم الجليليَّة اقترب إليه قائد مائةٍ وسأله أن يشفيَ فتاه المريض والمستلقي في بيته والّذي كان يعاني بشدَّةٍ من مرضه .
هذا ما يخبرنا بهِ الإنجيل الإلهي الّذي سمعناه اليوم معكم. وإذ قد أمسينا بعيدين مدَّة ألفي سنةٍ عن الأحداث الإنجيليَّة فإنَّنا وللأسف دائماً ما لا نفهم بأنَّه لا يوجد في العهد الجديد للكتاب المقدَّس أيَّةَ حادثةٍ قد حصلت مصادفةً . إنَّ لكلِّ كلمةٍ في البشارة معناها الإرشادي والعميق .
وفي الحقيقة ماذا في ذلك أن يأتيَ إلى يسوع قائد مائة ويسأله عن مساعدةً عجائبيَّة ؟ كان قائد المائة وثنيَّاً وأمَّا في ذلك الزمان فلم يكن من المقبول أصولياً أن يسأل هو الساجد للأوثان والّتي يمكن أن يكون الإمبراطور ذاته من بينها أن يطلب مساعدةً عجائبية من رجلٍ يهوديٍّ بالجسد الّذي يلتقي بهِ لأوَّلِ مرَّةٍ والّذي يعرف عنه اسمه فقط . ولكنَّ كان في قلب ذلك القائد الأجنبي أمراً مخفيَّاً عن مواطنيه ويبدو أنَّهُ لذلك لم يحفظ شهود العيان اسمه . إنَّ ذلك الأمر الّذي كان مخفيَّاً عنهم لم يكن مخفيَّاً بالنسبة لله الفاحص الكلى الّذي كانت أبواب قلب قائد المائة مفتوحةً أمامهُ والّذي كان يخترقه نور الإيمان . وهكذا عرف ذلك الرجل العادي أنَّ الّذي يقف أمامه هو كلمة الله الأزلي والّذي كان عند الله قبل كلِّ الدهور وكان الكلمة ذاته إلهاً ( يوحنَّا1: 1 ). عند حصوله لتلك المعرفة القلبيَّة ( الإيمان ) فهم ذلك الرجل فجأةً كم أنَّ الطبيعة البشريَّة خاطئة وقال:" يا ربُّ إنَّني لستُ مستحقَّاً أن تدخُلَ تحت سقفي..." ( متَّى8: 8 ).
لم يكن ذلك الرجل خارج وضعه الاجتماعي كقائد مائةٍ إنساناً عشوائياً . لقد كان ذلك الرجل يحترم الإله الواحد الّذي كان اليهود يمجِّدونهُ كقدوةٍ للأمم الأخرى وكان قد بنى بنفسه مجمعاً لليهود في كفرناحوم على حسابه الخاص . كما أنَّه كان يعدُّ عبده كفردٍ من أفراد عائلته على خلاف الكثير من الأسياد الآخرين وكان يشاركه آلامه . أرسل قائد المائة في البداية شيوخ اليهود ومن ثمَّ معارفه إلى يسوع إذ عدَّ نفسهُ غير مستحقٍّ كما يخبرنا القدِّيس لوقا الإنجيلي ( لوقا7: 3، 6 ).
إنَّ إيمان قائد المائة ولو كان غير ظاهر وواضح للناس بالرغم من ذلك فقد رأى الله أنَّه موجودٌ في قلبه:" ولكن قل كلمةً فيبرأَ فتايَ فإنِّي أنا إنسانٌ تحتَ سلطانٍ..." هكذا سأَل الإنسان الوثني يسوع. لقد مكَّنَه إيمانه من أن يختبر القدرة الإلهيَّة :" إنَّ كلمة المسيح بحدِّ ذاتها تكفي إنَّها فعالة مثل أمرٍ يصدره قائد مائةٍ إلى جنوده الّذين تحت إمرته .
فتعجَّب المخلِّص قائلاً:" الحقَّ أقول لكم إِنّي لم أجد إيماناً بمقدارِ هذا ولا في إسرائيل !"
ولكن لماذا أيُّها الإخوة والأخوات اختار الله رجلاً وثنيَّاً وليس يهوديَّاً كقدوةٍ للإيمان القوي أثناء تبشيره ؟ ألم يكن الّذين تبعوه من العبرانيين وقد كان تلاميذه السبعون والاثني عشر من أمثال أولئك العبرانيين والّذين قد اختارهم المخلِّص وسمَّاهم هو ذاته رُسُلاً ؟ كان اليهود يتمنون أن يروا في المسيح ليس نبيَّاً عظيماً فحسب بل وملكاً أرضيَّاً أيضاً والّذي سيمنحهم تلك الأشياء الّتي يمكن للحياة الدنيا أن تمنحهم إيَّاها . أمَّا الرجل الوثني فقد رأى فيه ربَّ وملكَ الملكوت السماوي والأرضي معاً .
قال يسوع للذين يتبعونه:" الحقَّ أقول لكم إِنَّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارِقِ والمغاربِ ويتَّكِئُونَ مع إبراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ في ملكوتِ السماوات." ( متَّى8: 11 ). ليس عند الله كلمةٌ إلا ولها معنى . وكما أنَّهُ خُلِقَ كلُّ إنسانٍ على صورة الله فكذلك يمكنه أن يُخلَّص وينال الحياة الأبديَّة إذا ما كان لديه إيمان ذلك الرجل الوثني .
وإليكم عبرةٌ أخرى : لقد كشف قائد المائة عن إيمانه لكي يخلِّص عبده المريض من الموت . إنَّه لم يطلب لنفسه شيئاً آخر.
إنَّ أعمال الإيمان هي أعمال محبَّتنا للرَّبِّ إذ يقول القدِّيس بولس الرَّسول :" وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا.( 1كورنثوس13: 2 ) ولأنَّه " إنَّنا نعلم إلى حدٍّ ما وإلى حدٍّ ما نتنبَّأُ ولكن حينما تحلُّ المعرفة الكاملة حينئذٍ سيختفي ذلك " الحد ".
ولكن ما الّذي سيحلُّ بأولئك الّذين يتقيَّدون بالحرف ويؤمنون به ؟ هم " بنو الملكوت " الّذين سبقت فأُعطيت لهم الممالك الكنعانيَّة حيث وُعِدوا بها والّذين يملكون بسبب إيمان الأنبياء والأبرار من الشعب اليهودي الحقَّ في أن يرثوا الملكوت السماوي كذلك أيضاً إنَّهم سيُلقى بهم في الظلمة الخارجيَّة حيث سيكون البكاء وصريف الأسنان . إنَّهم لم يجلسوا على المأدبة مع الملك في ملكوته السماوي بل سيشعرون بعذاب الجحيم الأبدي لأنَّهم لم يعرفوا بأنَّ يسوع هو المسيح المنتظر .
سيُعطى كلُّ واحدٍ على مقدارِ إيمانه . قال يسوع لقائد المائة :" اذهَبْ ولْيَكُنْ لك كما آمنْتَ ." فشُفيَ غلامه لوقته . لقد طلب الرَّجُل مساعدةً من الرَّبِّ فنالها .
أيُّها الإخوة والأخوات إنَّنا إذ نكون مثقَّلين بالاهتمامات الدنيويَّة غاباً ما نتجه نحو المسيح طالبين يد العون منه وإنَّنا نحصل عليه أحياناً ولا نحصل عليه على نحو ما كنَّا نتوقعه أحياناً أخرى . إذاً كيف يجب علينا أن نطلب العون من الرَّبِّ ؟ يجب علينا أن نطلب ذلك بالتضرُّع والإيمان والتواضع !
تقدَّم الرجل الوثني إلى يسوع بطلبة . إنَّ مثال هذه الطلبة هو واضح بالنسبة للمسيحي الأرثوذكسي – الطلبة أي الصلاة . إنَّ الله ليس مديناً لنا بل نحن خاصَّته ! ولذلك فإنَّنا لا نطلب ونصرُّ على الله بل إنَّنا نسأل منه !
لقد أظهر قائد المائة إيمانه أمام الجمع الّذي كان يتبع يسوع والّذي كانوا يُجرَّبون أمامه بقلَّة إيمانهم عدَّة مرَّاتٍ . كان ذلك الإنسان واعياً بخطاياه وقد تواضع عن طريق التوبة ونال مطلبه الّذي كان يطلبه .
أيُّها الإخوة والأخوات دعونا لا نضيَّع ولا لحظةٍ من حياتنا ! فلنأخذ معنا كلَّ الأثاث الّذي سنأخذه معنا بعد موتنا أعني نفسنا الخالدة ولندخلَ في محبَّةِ الرَّبِّ بتواضعٍٍ وصلاةٍ وإيمانٍ ! .....
Comment