الى متى يارب تنسانى كل النسيان ..إلى متى تحجب وجهك عنى ..إلى متى اجعل همومآ فى نفسى وحزنآ فى قلبي كل يوم
لقد كتب داود هذا المزمور حينما كان شاول يطلب ان يقتلة فترنم بة طالبآ من الرب المعونة واثقآ فى خلاصة العجيب الذى رآه بعيني الإيمان
1 إلى متى يا رب تنساني كل النسيان.الى متى تحجب وجهك عني.
2 الى متى اجعل هموما في نفسي وحزنا في قلبي كل يوم.الى متى يرتفع عدوّي عليّ.
3 انظر واستجب لي يا رب الهي.أنر عينيّ لئلا انام نوم الموت.
4 لئلا يقول عدوّي قد قويت عليه.لئلا يهتف مضايقي باني تزعزعت
5 اما انا فعلى رحمتك توكلت.يبتهج قلبي بخلاصك.
6 اغني للرب لانه احسن اليّ
تكررت مرات الضعف ومرات الفتور، وتكررت المحاربات، وبدأ اليأس يتسلل إلى روح الإنسان فصرخ إلى الله قائلاً: إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء أو إلى متى تنسانى كل النسيان.. وكأن الرب قد نسيه!!
العجيب أن الله نفسه هو الذى أعطانا هذه الكلمات، إذ أن كل الكلمات قد كُتبت بقيادة الروح القدس. لكن حتى الكلمات التى تعتبر عتاباً لربنا، هو نفسه الذى يعطيها لنا لكى نعاتبه بها!
والأعجب أنه حتى الكلمات التى تعتبر وكأنها إيقاظ لله؛ إذا توهمنا أنه يغفل عنا أو قد نسينا.. فحتى هذه الكلمات، الله نفسه يعطينا إياها لكى يطمئن قلبنا، ولأنه يريد أن يدخل الإنسان معه فى حوار إنما فى حدود الأدب الروحى..
لا تنسوا أن الله معكم حتى في وسط العاصفة ..لقد هبت العاصفة بوجه التلاميذ و كادوا يموتون من الغرق و الرب كان نائماً بالجسد حاضراً بالروح معهم ..
مرقس - 4-37
37 فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ.
38 وكان هو في المؤخر على وسادة نائما.فأيقظوه وقالوا له يا معلّم أما يهمك اننا نهلك.
39 فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت.ابكم.فسكنت الريح وصار هدوء عظيم.
40 وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا.كيف لا ايمان لكم.
41 فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا.فان الريح ايضا والبحر يطيعانه
لا مانع أن يكون هناك حوار على مستوى العتاب أو الأنين أو الصراخ، أو حتى الإيقاظ، كما أيقظ التلاميذ الرب يسوع أثناء العاصفة ، إذ كان نائماً فى السفينة قائلين: أما تبالى "أما يهمك أننا نهلك؟" (مر4: 38) لم يقولوها بلهجة التذمر أو الانتهار إنما يقولونها بلهجة العتاب أو الصراخ أو الاستنجاد.
و عندما هرعوا للرب
إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء.. أنا أشعر أن معونتك قد تخلّت عنى، وهذا ما أعتبره نوعاً من النسيان، أشعر أن نعمتك لم تعد تؤازرنى وتسندنى.. أحس أننى قد أصبحت وحيداً فى المعركة، وحينما شعرت أننى وحيدٌ عرفت مرارة السقوط، وعرفت حقيقة ضعفي.
حتى متى تصرف وجهك عنى
عندما يكون وجه الله متطلعاً إلينا فهذا يعنى أحد أمرين؛ فإما أن عينيه تحرسنا أى أن عنايته تؤازرنا.. أو من الجانب الآخر وجه الله يعزينا حينما نبصر مجده أو حينما نشعر بوجوده.. الإحساس بوجود الله يعطى الإنسان المخافة، كما يعطيه أيضاً استقامة قلب.. فمن عمل النعمة مساندة الإنسان، وأيضاً إحساس الإنسان برؤيته لله، فكلا الأمرين يمثلان جانبين لحقيقة واحدة وهى أن وجه الله يسير أمامنا.
وعندما غضب الرب على شعب إسرائيل تضرع إليه موسى النبى قائلاً: "إن لم يَسِر وجهك فلا تُصعدنا من ههنا" (خر33: 15)، عندما يغضب الرب من أحد يشعر هذا الإنسان وكأن الله قد أدار وجهه، إذ أنه لا يريد أن ينظر الشر.. لا يريد أن ينظر إلى الخطية.
حتى متى تصرف وجهك عنى.. فأنا يارب حينما تنسانى أسقط، وحينما أسقط أشعر أنك لا تريد أن تنظر إلىّ بسبب خطيتى.. فإلى متى أشعر أن وجهك ينصرف عنى بسبب خطاياى.
إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى
إلى متى أجعل هموماً فى نفسى، وأوجاعاً فى قلبى كل يوم.. "إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى". والمشورات تعنى الهموم، فإلى متى أجعل هموماً فى نفسى.. حينما يضعف الإنسان، وحين يسقط، وحين يخطىء إلى الله يشعر بهموم تدهم قلبه وتغمر حياته وتقلقه.
الإحساس بالسلام هو ثمرة المصالحة مع الله، فعندما يشعر الإنسان أنه لا يوجد مصالحة بينه وبين الله يفقد سلامه. وعندما يفقد سلامه تبدأ الهموم والأوجاع والأحزان فيقول "لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً" (مز32: 3، 4).
حينما يخطئ الإنسان ويسكت بلا اعتراف بخطيته، يشعر أنه قد دخل فى خصومة مع الله ويزداد التعب فى داخله. فعندما يسكت أى يكتم خطيته أو يشعر بهذه الخصومة يقول "لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً.. أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى. قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى" (مز32: 3-5).
"إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى".. هذه الهموم والأحزان فى قلبى كل يوم؛ حزن الهزيمة، حزن الخزى والعار، لأن الخطية تعرّى الإنسان وتفقده كرامته كصورة لله، بل أحياناً كثيرة تفقده إنسانيته، فيحتقر نفسه.
إلى متى يرتفع عدوى علي
الإنسان الضعيف أمام الخطية يشعر أن الشيطان أعلى منه، أو أن الشيطان يطأه بقدميه.. وكأن الشيطان له السلطان والجبروت! إلى متى يارب يذلّنى الشيطان بهذه الصورة؟ إلى متى يرتفع علىَّ ويدوسنى بقدميه؟
هنا نلاحظ دائماً فى هذا المزمور ومثله الكثير من مزامير داود النبى، أنها تبدأ بروح الحزن والبكاء والأنين والصراخ، وتنتهى بروح الرجاء والفرح.. هذه هى قصة الإنسان منذ خلقه الله، ومن بعد سقوطه.. بدأت بالسقوط وانتهت بالخلاص والفداء.. هذا يجعلنا نعرف قوة الآية التى تقول "لا تشمتى بى يا عدوتى إذا سقطت أقوم. إذا جلست فى الظلمة فالرب نورٌ لى" (مى7 :8).
وبعد أن عرض حالته اليائسة وضعفه وسقوطه يعود ليقول:
انظر واستجب لى ياربى وإلهى
الصورة القاتمة للسـقوط والـضعـف تسـاندها صـورة مشرقة لثبات أبوة الله وثبات معونته الإلهية.. ذخيرة ورصيد لا ينتهى.
أنا أعرف يارب أنك وإن نسيتنى قليلاً، فلابد أن تأتى وتتراءف أيضاً.. كما يقول: "لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة، وبإحسان أبدى أرحمك قال وليك الرب" (أش54: 7، 8).
لقد كتب داود هذا المزمور حينما كان شاول يطلب ان يقتلة فترنم بة طالبآ من الرب المعونة واثقآ فى خلاصة العجيب الذى رآه بعيني الإيمان
1 إلى متى يا رب تنساني كل النسيان.الى متى تحجب وجهك عني.
2 الى متى اجعل هموما في نفسي وحزنا في قلبي كل يوم.الى متى يرتفع عدوّي عليّ.
3 انظر واستجب لي يا رب الهي.أنر عينيّ لئلا انام نوم الموت.
4 لئلا يقول عدوّي قد قويت عليه.لئلا يهتف مضايقي باني تزعزعت
5 اما انا فعلى رحمتك توكلت.يبتهج قلبي بخلاصك.
6 اغني للرب لانه احسن اليّ
تكررت مرات الضعف ومرات الفتور، وتكررت المحاربات، وبدأ اليأس يتسلل إلى روح الإنسان فصرخ إلى الله قائلاً: إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء أو إلى متى تنسانى كل النسيان.. وكأن الرب قد نسيه!!
العجيب أن الله نفسه هو الذى أعطانا هذه الكلمات، إذ أن كل الكلمات قد كُتبت بقيادة الروح القدس. لكن حتى الكلمات التى تعتبر عتاباً لربنا، هو نفسه الذى يعطيها لنا لكى نعاتبه بها!
والأعجب أنه حتى الكلمات التى تعتبر وكأنها إيقاظ لله؛ إذا توهمنا أنه يغفل عنا أو قد نسينا.. فحتى هذه الكلمات، الله نفسه يعطينا إياها لكى يطمئن قلبنا، ولأنه يريد أن يدخل الإنسان معه فى حوار إنما فى حدود الأدب الروحى..
لا تنسوا أن الله معكم حتى في وسط العاصفة ..لقد هبت العاصفة بوجه التلاميذ و كادوا يموتون من الغرق و الرب كان نائماً بالجسد حاضراً بالروح معهم ..
مرقس - 4-37
37 فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ.
38 وكان هو في المؤخر على وسادة نائما.فأيقظوه وقالوا له يا معلّم أما يهمك اننا نهلك.
39 فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت.ابكم.فسكنت الريح وصار هدوء عظيم.
40 وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا.كيف لا ايمان لكم.
41 فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا.فان الريح ايضا والبحر يطيعانه
لا مانع أن يكون هناك حوار على مستوى العتاب أو الأنين أو الصراخ، أو حتى الإيقاظ، كما أيقظ التلاميذ الرب يسوع أثناء العاصفة ، إذ كان نائماً فى السفينة قائلين: أما تبالى "أما يهمك أننا نهلك؟" (مر4: 38) لم يقولوها بلهجة التذمر أو الانتهار إنما يقولونها بلهجة العتاب أو الصراخ أو الاستنجاد.
و عندما هرعوا للرب
إلى متى يارب تنسانى إلى الانقضاء.. أنا أشعر أن معونتك قد تخلّت عنى، وهذا ما أعتبره نوعاً من النسيان، أشعر أن نعمتك لم تعد تؤازرنى وتسندنى.. أحس أننى قد أصبحت وحيداً فى المعركة، وحينما شعرت أننى وحيدٌ عرفت مرارة السقوط، وعرفت حقيقة ضعفي.
حتى متى تصرف وجهك عنى
عندما يكون وجه الله متطلعاً إلينا فهذا يعنى أحد أمرين؛ فإما أن عينيه تحرسنا أى أن عنايته تؤازرنا.. أو من الجانب الآخر وجه الله يعزينا حينما نبصر مجده أو حينما نشعر بوجوده.. الإحساس بوجود الله يعطى الإنسان المخافة، كما يعطيه أيضاً استقامة قلب.. فمن عمل النعمة مساندة الإنسان، وأيضاً إحساس الإنسان برؤيته لله، فكلا الأمرين يمثلان جانبين لحقيقة واحدة وهى أن وجه الله يسير أمامنا.
وعندما غضب الرب على شعب إسرائيل تضرع إليه موسى النبى قائلاً: "إن لم يَسِر وجهك فلا تُصعدنا من ههنا" (خر33: 15)، عندما يغضب الرب من أحد يشعر هذا الإنسان وكأن الله قد أدار وجهه، إذ أنه لا يريد أن ينظر الشر.. لا يريد أن ينظر إلى الخطية.
حتى متى تصرف وجهك عنى.. فأنا يارب حينما تنسانى أسقط، وحينما أسقط أشعر أنك لا تريد أن تنظر إلىّ بسبب خطيتى.. فإلى متى أشعر أن وجهك ينصرف عنى بسبب خطاياى.
إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى
إلى متى أجعل هموماً فى نفسى، وأوجاعاً فى قلبى كل يوم.. "إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى". والمشورات تعنى الهموم، فإلى متى أجعل هموماً فى نفسى.. حينما يضعف الإنسان، وحين يسقط، وحين يخطىء إلى الله يشعر بهموم تدهم قلبه وتغمر حياته وتقلقه.
الإحساس بالسلام هو ثمرة المصالحة مع الله، فعندما يشعر الإنسان أنه لا يوجد مصالحة بينه وبين الله يفقد سلامه. وعندما يفقد سلامه تبدأ الهموم والأوجاع والأحزان فيقول "لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً" (مز32: 3، 4).
حينما يخطئ الإنسان ويسكت بلا اعتراف بخطيته، يشعر أنه قد دخل فى خصومة مع الله ويزداد التعب فى داخله. فعندما يسكت أى يكتم خطيته أو يشعر بهذه الخصومة يقول "لما سكتُّ بليت عظامى من زفيرى اليوم كله. لأن يدك ثقلت علىَّ نهاراً وليلاً.. أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى. قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى" (مز32: 3-5).
"إلى متى أردد هذه المشورات فى نفسى".. هذه الهموم والأحزان فى قلبى كل يوم؛ حزن الهزيمة، حزن الخزى والعار، لأن الخطية تعرّى الإنسان وتفقده كرامته كصورة لله، بل أحياناً كثيرة تفقده إنسانيته، فيحتقر نفسه.
إلى متى يرتفع عدوى علي
الإنسان الضعيف أمام الخطية يشعر أن الشيطان أعلى منه، أو أن الشيطان يطأه بقدميه.. وكأن الشيطان له السلطان والجبروت! إلى متى يارب يذلّنى الشيطان بهذه الصورة؟ إلى متى يرتفع علىَّ ويدوسنى بقدميه؟
هنا نلاحظ دائماً فى هذا المزمور ومثله الكثير من مزامير داود النبى، أنها تبدأ بروح الحزن والبكاء والأنين والصراخ، وتنتهى بروح الرجاء والفرح.. هذه هى قصة الإنسان منذ خلقه الله، ومن بعد سقوطه.. بدأت بالسقوط وانتهت بالخلاص والفداء.. هذا يجعلنا نعرف قوة الآية التى تقول "لا تشمتى بى يا عدوتى إذا سقطت أقوم. إذا جلست فى الظلمة فالرب نورٌ لى" (مى7 :8).
وبعد أن عرض حالته اليائسة وضعفه وسقوطه يعود ليقول:
انظر واستجب لى ياربى وإلهى
الصورة القاتمة للسـقوط والـضعـف تسـاندها صـورة مشرقة لثبات أبوة الله وثبات معونته الإلهية.. ذخيرة ورصيد لا ينتهى.
أنا أعرف يارب أنك وإن نسيتنى قليلاً، فلابد أن تأتى وتتراءف أيضاً.. كما يقول: "لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة، وبإحسان أبدى أرحمك قال وليك الرب" (أش54: 7، 8).
Comment