للصلاة التي يستجيبها الرب شروط هي:
الإيمان: حيث يقول المسيح في( إنجيل متى 21: 22 ) : " وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ "
- الصلاة باسم المسيح: وتعني الصلاة باسم المسيح أن تكون بالاتكال على شخصه وسلطانه واستحقاقه عندما ندخل إلى محضر الله ، حيث يقول المسيح في( إنجيل يوحنا 14: 13- 14 ): " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. ".
- طلب أمور صالحة وليست سيئة: فالله ليس خادم للإنسان ولكنه يحب الإنسان واستجابته ليست لأي طلب من أولاده !! فهو إله صالح ولن يستجيب طلبة غير صالحة، لذلك نقرأ في( رسالة يعقوب 4: 2- 3):
" تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ. تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ. "
هل طلباتنا ردية؟. ما هو الدافع الذي يحركها؟. هل هدفها هو لنفسي وللذَّاتي ؟. كم من طلباتي هدفه مجد الله؟.
. ... هذه الآية واضحة أن الطلبات التي هدفها اللذة مرفوضة عند الله ، ليس أنه لن يعطينا " احتياجاتنا " ... ولكنه بالتأكيد لا يعطينا وعوداً أنه سوف يعطينا كل " رغباتنا " ... وهناك فارق كبير جداً بين الاحتياجات والرغبات وهذا ما يغفل عنه الكثير من الناس ، فالكتاب المقدس يقول بوضوح أن الله يسدد الاحتياجات في (رسالة فيلبي 4: 19 ): " فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. "
وقال أحدهم عن امتلاك الأشياء : " إذا كنت لا تملكه فأنت لا تحتاجه "
أي أنه إذا كان الله لم يسمح أن أمتلك شيئاً فهذا يعني أنه يمكنني أن أعيش بدونه وبالتالي فهو ليس احتياجاً .
- أن يكون الطلب حسب مشيئته : فأحياناً قد تكون صلاتنا فيها إيمان وطلباتنا صالحة ، ولكن مشيئة الله ليست بحسب طلبنا وهنا يجب أن نثق بحكمة الله وخطته الصالحة ، وهذا المبدأ نراه في (رسالة يوحنا الأولى 5: 13 ):
" وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. "
وبالطبع الكلام سهل عندما نقوله أما عندما يحدث معنا فإنه يكون صعب التطبيق والرب يعطينا نعمة أن نثق بمشيئته الصالحة لنا ...
- عدم وجود خطية واضحة ومستمرة في حياتنا : حيث أن الخطية لها تأثير مدمر وضار على حياتنا الروحية كمؤمنين ، لذلك نقرأ في (سفر المزامير 66: 18): " إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ. "
ولنلاحظ التعبير الذي استخدمه الكتاب المقدس ، فالخطية التي تحجب استجابة الصلاة ليست خطية عابرة تحدث وتنتهي وبشكل عارض ومؤقت ؛ ولكنها متعلقة بخطية يهتم بها الإنسان ويحافظ عليها ويتعهدها ويبقيها موجودة في أهم جزء من الإنسان عند الله وهو القلب ، وهذا هو سبب عدم الاستجابة ... أما الخطية التي نعترف بها فإنها تكون وكأنها لم تكن في نظر الله بحسب وعده الأمين في (رسالة يوحنا الأولى 1: 9):
" إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. "
وحتى الخطية التي تربض في أعماق قلوبنا هي أيضاً في مجال اختصاص الله وفي صميم أولوياته ، فالله بحكمته يسيّر الظروف والأمور في حياتنا ويصل بنا إلى مواجهة خطايا وتركها لذلك يقول كاتب ( الأمثال 28: 13- 14 ): " مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ. طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّقِي دَائِمًا، أَمَّا الْمُقَسِّي قَلْبَهُ فَيَسْقُطُ فِي الشَّرِّ. ".
فالخطية التي لا نعترف بها قد تحجب وجه الله عنا ( رغم أنه لا يتركنا ) وتجعله غير واضح في قلوبنا فلا نستطيع تثبيت عيوننا الروحية عليه ، والمؤمن الحقيقي يتألم عندما يكون هذا وضعه إذ أن علاقته مع الله هي شيء مميز ومهم بالنسبة له ووجود شوائب فيها هو شيء متعب له ، لذلك عندما حدث ذلك مع داود فإنه صرخ بمرارة في (المزامير 32: 1- 5):
" طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. "
فعندما " سكت " داود على خطيته تعب وحزن وتألم إلى أن وصل إلى الإدراك بضرورة الاعتراف بخطيته وهكذا فعل .
- اللجاجة والإلحاح : حيث أن الله يريد أن يعلمنا الصلاة بلجاجة وبإصرار : فنقرأ المثل الذي قاله المسيح في إنجيل لوقا 18 : 1- 8 ), لقد ذكر الكتاب بوضوح الهدف من هذا المثل ؛ إنه لكي نتعلم أن نصلي لأبونا السماوي في كل حين وأن لا نمل ونفقد الأمل من استجابة صلواتنا ... وفي هذا نحتاج أن نكون قريبين من الله لكي ندرك أنه يريد منا أن نستمر في الصلاة وليس أن نتخلى عن طلبتنا.
ثم أخيراً قد يكون هناك شروط أخرى ولكن في جميع الأحوال يبقى موضوع استجابة الله لصلواتنا هو شيء من صلاحياته الخاصة، فهو غير مقيد بقانون ولكنه يفعل مشيئته لذلك قد نجد أحياناً أن الله يستجيب لصلاة إنسان خاطئ ليس لأنه يرضى على حياته، ولكن لأنه ببساطة هي مشيئته... وأيضاً قد لا يستجيب طلباً من أحد أولاده المؤمنين مع أن حياته الروحية جيدة، حيث نرى أن الله لم يستجب إلى طلب رفعه إليه الرسول بولس كما هو مذكور في رسالة كورنثوس الثانية 12: 7- 9):
" وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. "
وننهي كلامنا بملاحظة أخيرة وهي أن استجابة الصلاة هي واحدة من 3 استجابات :
- نعم: وفيها يعطينا الله طلبتنا بحسب غناه ، مع ملاحظة أنه ليس مديوناً لنا لكي يجيب طلباتنا ولكن يفعل ذلك بالنعمة .
- لا: وفيها يعطينا الله جواباً بعدم تحقيق طلبتنا وقد يكون بسبب أحد الشروط المفقودة للصلاة المستجابة وهنا علينا أن نفحص حياتنا والتخلص من العائق ، وقد يكون الله أيضاً في مخططه لحياتنا لم يضع طلبتنا كعنصر أساسي في هذا المخطط وهنا علينا أن نتعلم كيف نثق بمشيئته الصالحة المرضية الكاملة .
- انتظر : وهنا يكون الله له التوقيت المناسب والمكان المناسب لتحقيق الطلبة ، فنرى مثلاً أن موسى كان يريد تخليص شعب إسرائيل من العبودية عندما كان عمره 40 سنة ولكن الله كانت له خطة مختلفة إذ وضعه في صحراء لمدة أربعين سنة أخرى ، وبدأ في استخدامه في هذه المهمة عندما كان عمره 80 سنة !
ونعتقد أن الاتجاه الصحيح للقلب في الصلاة هو أن نضع " رغباتنا " أمام الله بالصلاة ولكن أن لا نتمسك بها إطلاقاً ، فهي ليست احتياجاً ولكنها رغبة ( وطبعاً نحن نفترض أنها رغبة مقدسة وليست شريرة ) ... وأن نضع " احتياجاتنا " أمام الله ونتمسك بها ونطلبها بإيمان وبلجاجة وإصرار ، ولكن إن كان الجواب هو " لا " فعلينا أن نقبل ونعبر لله عن ثقتنا به ، ثم نعمل شيء آخر صعب وهو أن نشكر رغم جواب الله بالرفض ( إذ أننا نحن المدينون لله وليس العكس ) ... فالله غير ملزم بأن يجيب طلباتنا ولكنه يفعل ذلك بنعمته ومحبته باعتبارها دفعة إضافية على جميع البركات " الروحية " التي أعطانا إياها في المسيح ، والتي نقرأ عن جزء منها في رسالة أفسس الإصحاح 1 حيث نرى أن الله اختارنا وقدّسنا وجعلنا نقف أمامه بلا لوم، وجعلنا في مركز أبناء له إذ أنه تبنانا ، وافتدانا من عبوديتنا لإبليس وغفر خطايانا و وهب لنا الروح القدس ليسكن فينا ويرشدنا ، وجعلنا ورثة مع المسيح ...
منقول بشكل كامل عن الأخوة الأعزاء في موقع المسيح 2022
الإيمان: حيث يقول المسيح في( إنجيل متى 21: 22 ) : " وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ "
- الصلاة باسم المسيح: وتعني الصلاة باسم المسيح أن تكون بالاتكال على شخصه وسلطانه واستحقاقه عندما ندخل إلى محضر الله ، حيث يقول المسيح في( إنجيل يوحنا 14: 13- 14 ): " وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. ".
- طلب أمور صالحة وليست سيئة: فالله ليس خادم للإنسان ولكنه يحب الإنسان واستجابته ليست لأي طلب من أولاده !! فهو إله صالح ولن يستجيب طلبة غير صالحة، لذلك نقرأ في( رسالة يعقوب 4: 2- 3):
" تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ. تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ. "
هل طلباتنا ردية؟. ما هو الدافع الذي يحركها؟. هل هدفها هو لنفسي وللذَّاتي ؟. كم من طلباتي هدفه مجد الله؟.
. ... هذه الآية واضحة أن الطلبات التي هدفها اللذة مرفوضة عند الله ، ليس أنه لن يعطينا " احتياجاتنا " ... ولكنه بالتأكيد لا يعطينا وعوداً أنه سوف يعطينا كل " رغباتنا " ... وهناك فارق كبير جداً بين الاحتياجات والرغبات وهذا ما يغفل عنه الكثير من الناس ، فالكتاب المقدس يقول بوضوح أن الله يسدد الاحتياجات في (رسالة فيلبي 4: 19 ): " فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. "
وقال أحدهم عن امتلاك الأشياء : " إذا كنت لا تملكه فأنت لا تحتاجه "
أي أنه إذا كان الله لم يسمح أن أمتلك شيئاً فهذا يعني أنه يمكنني أن أعيش بدونه وبالتالي فهو ليس احتياجاً .
- أن يكون الطلب حسب مشيئته : فأحياناً قد تكون صلاتنا فيها إيمان وطلباتنا صالحة ، ولكن مشيئة الله ليست بحسب طلبنا وهنا يجب أن نثق بحكمة الله وخطته الصالحة ، وهذا المبدأ نراه في (رسالة يوحنا الأولى 5: 13 ):
" وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. "
وبالطبع الكلام سهل عندما نقوله أما عندما يحدث معنا فإنه يكون صعب التطبيق والرب يعطينا نعمة أن نثق بمشيئته الصالحة لنا ...
- عدم وجود خطية واضحة ومستمرة في حياتنا : حيث أن الخطية لها تأثير مدمر وضار على حياتنا الروحية كمؤمنين ، لذلك نقرأ في (سفر المزامير 66: 18): " إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ. "
ولنلاحظ التعبير الذي استخدمه الكتاب المقدس ، فالخطية التي تحجب استجابة الصلاة ليست خطية عابرة تحدث وتنتهي وبشكل عارض ومؤقت ؛ ولكنها متعلقة بخطية يهتم بها الإنسان ويحافظ عليها ويتعهدها ويبقيها موجودة في أهم جزء من الإنسان عند الله وهو القلب ، وهذا هو سبب عدم الاستجابة ... أما الخطية التي نعترف بها فإنها تكون وكأنها لم تكن في نظر الله بحسب وعده الأمين في (رسالة يوحنا الأولى 1: 9):
" إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. "
وحتى الخطية التي تربض في أعماق قلوبنا هي أيضاً في مجال اختصاص الله وفي صميم أولوياته ، فالله بحكمته يسيّر الظروف والأمور في حياتنا ويصل بنا إلى مواجهة خطايا وتركها لذلك يقول كاتب ( الأمثال 28: 13- 14 ): " مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ. طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّقِي دَائِمًا، أَمَّا الْمُقَسِّي قَلْبَهُ فَيَسْقُطُ فِي الشَّرِّ. ".
فالخطية التي لا نعترف بها قد تحجب وجه الله عنا ( رغم أنه لا يتركنا ) وتجعله غير واضح في قلوبنا فلا نستطيع تثبيت عيوننا الروحية عليه ، والمؤمن الحقيقي يتألم عندما يكون هذا وضعه إذ أن علاقته مع الله هي شيء مميز ومهم بالنسبة له ووجود شوائب فيها هو شيء متعب له ، لذلك عندما حدث ذلك مع داود فإنه صرخ بمرارة في (المزامير 32: 1- 5):
" طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. "
فعندما " سكت " داود على خطيته تعب وحزن وتألم إلى أن وصل إلى الإدراك بضرورة الاعتراف بخطيته وهكذا فعل .
- اللجاجة والإلحاح : حيث أن الله يريد أن يعلمنا الصلاة بلجاجة وبإصرار : فنقرأ المثل الذي قاله المسيح في إنجيل لوقا 18 : 1- 8 ), لقد ذكر الكتاب بوضوح الهدف من هذا المثل ؛ إنه لكي نتعلم أن نصلي لأبونا السماوي في كل حين وأن لا نمل ونفقد الأمل من استجابة صلواتنا ... وفي هذا نحتاج أن نكون قريبين من الله لكي ندرك أنه يريد منا أن نستمر في الصلاة وليس أن نتخلى عن طلبتنا.
ثم أخيراً قد يكون هناك شروط أخرى ولكن في جميع الأحوال يبقى موضوع استجابة الله لصلواتنا هو شيء من صلاحياته الخاصة، فهو غير مقيد بقانون ولكنه يفعل مشيئته لذلك قد نجد أحياناً أن الله يستجيب لصلاة إنسان خاطئ ليس لأنه يرضى على حياته، ولكن لأنه ببساطة هي مشيئته... وأيضاً قد لا يستجيب طلباً من أحد أولاده المؤمنين مع أن حياته الروحية جيدة، حيث نرى أن الله لم يستجب إلى طلب رفعه إليه الرسول بولس كما هو مذكور في رسالة كورنثوس الثانية 12: 7- 9):
" وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. "
وننهي كلامنا بملاحظة أخيرة وهي أن استجابة الصلاة هي واحدة من 3 استجابات :
- نعم: وفيها يعطينا الله طلبتنا بحسب غناه ، مع ملاحظة أنه ليس مديوناً لنا لكي يجيب طلباتنا ولكن يفعل ذلك بالنعمة .
- لا: وفيها يعطينا الله جواباً بعدم تحقيق طلبتنا وقد يكون بسبب أحد الشروط المفقودة للصلاة المستجابة وهنا علينا أن نفحص حياتنا والتخلص من العائق ، وقد يكون الله أيضاً في مخططه لحياتنا لم يضع طلبتنا كعنصر أساسي في هذا المخطط وهنا علينا أن نتعلم كيف نثق بمشيئته الصالحة المرضية الكاملة .
- انتظر : وهنا يكون الله له التوقيت المناسب والمكان المناسب لتحقيق الطلبة ، فنرى مثلاً أن موسى كان يريد تخليص شعب إسرائيل من العبودية عندما كان عمره 40 سنة ولكن الله كانت له خطة مختلفة إذ وضعه في صحراء لمدة أربعين سنة أخرى ، وبدأ في استخدامه في هذه المهمة عندما كان عمره 80 سنة !
ونعتقد أن الاتجاه الصحيح للقلب في الصلاة هو أن نضع " رغباتنا " أمام الله بالصلاة ولكن أن لا نتمسك بها إطلاقاً ، فهي ليست احتياجاً ولكنها رغبة ( وطبعاً نحن نفترض أنها رغبة مقدسة وليست شريرة ) ... وأن نضع " احتياجاتنا " أمام الله ونتمسك بها ونطلبها بإيمان وبلجاجة وإصرار ، ولكن إن كان الجواب هو " لا " فعلينا أن نقبل ونعبر لله عن ثقتنا به ، ثم نعمل شيء آخر صعب وهو أن نشكر رغم جواب الله بالرفض ( إذ أننا نحن المدينون لله وليس العكس ) ... فالله غير ملزم بأن يجيب طلباتنا ولكنه يفعل ذلك بنعمته ومحبته باعتبارها دفعة إضافية على جميع البركات " الروحية " التي أعطانا إياها في المسيح ، والتي نقرأ عن جزء منها في رسالة أفسس الإصحاح 1 حيث نرى أن الله اختارنا وقدّسنا وجعلنا نقف أمامه بلا لوم، وجعلنا في مركز أبناء له إذ أنه تبنانا ، وافتدانا من عبوديتنا لإبليس وغفر خطايانا و وهب لنا الروح القدس ليسكن فينا ويرشدنا ، وجعلنا ورثة مع المسيح ...
منقول بشكل كامل عن الأخوة الأعزاء في موقع المسيح 2022
Comment