تأملات يوميه

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

عندما تضحك السماء!

لماذا ارتجت الأمم. وتفكَّر الشعوب في الباطل؟ ... الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم ( مز 2: 1 ، 4)

عندما تضطرب أحوال الأرض، وعندما تكثر علامات الاستفهام المُحيِّرة في حياتنا، وعندما يزداد هياج العدو، جيد لنفوسنا أن نتذكر أن ”السماء سلطان“،

بل وإن الساكن في السماوات يضحك؛

فمن كل فوضى، ومن خلال كل تشويش، ومن خلف كل ظلمة،

الله دائمًا يحقق مقاصده العظيمة بحكمة فائقة.

إن هذه الحقيقة الرائعة تسطع بوضوح على صفحات الوحي.

فعندما حسد إخوة يوسف أخاهم وباعوه، وعندما افتُريَ عليه من امرأة شريرة وظُلم فسُجن،

وعندما أُحيكت المؤامرة على مردخاي وشعب الله،

وعلى الرجال الثلاثة ليدخلوا الأتون، وعلى دانيال ليُطرح في جُب الأسود،

وغير ذلك من الأمثلة التي تفوق الحصر في حياة الملايين من القديسين عبر آلاف السنين، عند كل هذه ظن العدو أنه قد ظفر،

وظن الإنسان أن الشر انتصر، بل وكاد الإيمان يفشل إذ شعر أن كل شيء قد انتهى،

وأن زمام الأمور قد أفلت. وماذا كان حال السماء؟

«الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم (بالشرير وبالأشرار)»

.ليتنا إذًا ـ أيها الأحباء ـ لا نضطرب كثيرًا لِما نواجهه في رحلة حياتنا من مواقف مُحزنة أو مُحيرة،

ولا نتوقف لننشغل كثيرًا بمجرى الأحداث العالمية وتطورها حولنا،

فالله يجعل كل الأمور تعمل في اتجاه واحد: تحقيق مقاصده، وخير شعبه.

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا" (متى6: 12)

كلّ إنسان مدين لله، ولأخيه دين عليه.

هل هناك شخص غير مدين بشيء لله إلاّ ذاك الذي يخلو من الخطيئة؟

ومَن هو الإنسان الذي ليس لديه أخ مدين إلاّ ذاك الذي لم يسيء إليه أحد.

أتعتقد أنّه يمكن أن تجد إنسانًا واحدًا في الجنس البشري لم يرتكب أيّ خطأ تجاه أحد الإخوة؟

إذًا، كلّ إنسان هو مدين لشخص ما، ولديه هو أيضًا مدين.

لهذا السبب، أعطاك الله العادل قاعدة عليك اتّباعها تجاه مدينك،

وهذه القاعدة سوف يطبّقها على مدينه.

هناك في الواقع نوعان من أعمال الرحمة التي يمكن أن تحرّرنا.

وقد ذكرهما الربّ نفسه بإيجاز في إنجيله:

"أُعْفُوا يُعْفَ عَنكم"؛ و"أَعطُوا تُعطَوا" (لو6: 37-38).

يرتبط العمل الأوّل بالمغفرة والثاني بالمحبّة.

تحدّث الربّ عن المغفرة.
فإن كنت ترغب في الحصول على المغفرة لخطاياك، هنالك خطايا يجب أن تغفرها أيضًا لشخص ما.
والأمر سيّان بالنسبة إلى أعمال المحبّة:

يطلب منك متسوّل الصدقة وأنت متسوّل الله.

فنحن جميعًا متسوّلو الله عندما نصلّي.
نحن نقف أو بالأحرى ننحني أمام باب أبينا، أبينا العظيم! ونحن نتوسّل إليه بالأنين،

راغبين في الحصول منه على شيء:

وهذا الشيء هو الله نفسه. ماذا يطلب منك المتسوّل؟

الخبز. وأنت ماذا تطلب من الله؟

ببساطة، أنت تطلب المسيح الذي قال:

"أنا الخبز الحيّ الذي نزل من السماء" (يو6: 51).

أتريدون أن يُعفى عنكم؟ "أُعفُوا يُعْفَ عَنكم". أتريدون أن تُعطوا؟ "أَعطُوا تُعطَوا".

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

"مريم تنطلق"

يبدو لي أن موقف العذراء في أثناء الأشهر التي مضت بين البشارة والميلاد هو مثال النفوس الباطنية،

والكائنات التي اختارها الله لكي تعيش "في الداخل"،
في قعر الهاوية التي لا مقر لها. في أيّ سلام، في أيّ خلوة،
كانت مريم تنطلق وتتلقىّ جميع الأشياء! كما لو كانت الأشياء التافهة مؤلَّهة بفضلها-

لأن العذراء، غيرَ كل شيء، كانت تبقى في عيادة عطية الله!
لكن ذلك لم يكن يمنعها أن تبذل جهدها في الخارج، حين يُطلب منها أن تمارس المحبة.

ورد في الإنجيل (لو 1/39) إن مريم مضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا لكي تزور اليصابات".

فإن الرؤية الفائقة الوصف التي كانت تشاهدها في باطنها لم تقلّل محبّتها الخارجية.
قال الطوباوي رويسيروك:"أن كانت المشاهدة تساعد على المديح وعلى أبدية ربّها،
فإنها لا تفقد الوحدة. فإذا أتى أمر من السماء، فهي تلتفت إلى الناس، وتشاركهم في جميع حاجاتهم،
وتنحني أمام جميع مصائبهم.
إنها تضيء وتشتعل كالنار، و تبلع و تنهش، رافعةً نحو السماء ما نهشتهُ.

وإذا انتهت من عملها في الأسفل، تنهض وتستأنف طريق العلو، مستقلة بنارها.

[كلك حلا]

رد: تأملات يوميه

منوره الموضوع متل دايما

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)
عظة عن الصليب وعن اللصّ

"فكَذلِكَ يجبُ أن يُرفَعَ ابنُ الإنسان لتكونَ بهِ الحياةُ الأبديّةُ لكلِّ مَن يؤمن"

إنّ ربَّنا يسوع المسيح هو اليوم على الصليب ونحن في عيد، كي تعرفوا أنّ الصليب هو عيد واحتفال روحيّ.

في الماضي كان الصليبُ رمزًا للعقاب، أمّا اليوم فهو رمزُ الشرف.

في الماضي كان رمزًا للإدانة، أمّا اليوم فهو مبدأ الخلاص لأنّه مصدر خيرات لا محدودة:

لقد نجّانا من الخطيئة،
وأنارَنا في الظلمات،
وصالَحَنا مع الله.

فبعد أن أصبَحنا أعداءً له وغرباء بعيدين عنه، أعادَ الصليب ربط أواصر صداقَتِنا به،

وقرَّبَنا إليه من جديد.

فالصليب دمار للكراهية، وضمانة للسلام، وكنز من آلاف الخيرات.

بفضل الصليب لم نَعدْ تائهين في الصحراء لأنّنا نعرف الطريق الحقّ.

لم نَعدْ نقيمُ خارج القصر الملكيّ لأنّنا وجَدْنا الباب.

لم نَعدْ نخافُ أسلحة الشيطان المُستَعِرة لأنّنا عثَرْنا على نبع الحياة.

بفضل الصليب لم نَعدْ أرامل لأنّنا وجَدْنا العريس.

ولا نخاف الذئاب لأنّ لدينا الراعي الصّالح.

بفضل الصليب لم نَعدْ نخشى الغاصِب لأنّنا نمكثُ إلى جانب الملك.

لذلك، عندما نحتفلُ بذكرى الصليب، نكون في عيد.

ويدعونا القدّيس بولس الرسول بنفسه إلى هذا العيد تكريمًا منّا للصليب:

"فَلنُعيِّد إذًا، لا بِالخَميرةِ القديمةِ ولا بِخَميرةِ الخُبْثِ والفَساد، بل بِفَطيرِ الصفاءِ والحقّ" (1قور5: 8).

وقد أعطى التبرير لهذا الإحتفال بقوله:

"قد ذُبِحَ حملُ فِصحِنا، وهو المسيح" (1قو5: 7).

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

أفكارك ليست أفكار الله

إنّ عمق الحكمة والمعرفة الإلهيّة هائلة لدرجة أنّ الروح، على الرغم من أنّها تعرف روائعه إلى حدّ ما،
لكنّها لا تزال تستطيع أن تغوص فيه أكثر فأكثر.
عند رؤية تلك الثروات التي لا توصف،
أطلق القدّيس بولس صرخة الإعجاب هذه:
"ما أَبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه! وما أَعسَرَ إِدراكَ أَحكامِه وتَبيُّنَ طُرُقِه!" (روم11: 33).

تتوق الروح إلى الغوص كلّ يوم أكثر فأكثر في هذه الأعماق الإلهيّة،
وفي هذه الهاوية الغامضة من أحكام الله وطُرُقه؛ أمّا معرفة هذه الطُرُق والأحكام،
فهي متعة لا تقدّر بثمن وتفوق كلّ شعور....
ليتنا نفهم كم أنّه يستحيل الحصول على هذه الكنوز العظيمة بدون المرور بالآلام.
بأيّة حماسة ترغب الروح في الحصول على نعمة آلام الصليب،
بأيّ عزاء وبأيّ فرح ستستقبلها كي تستطيع الدخول في أسرار هذه الحكمة الإلهيّة!...
لأنّ الباب الذي يقود إلى كنوز الحكمة هو ضيّق جدًّا (متى7: 13) إلى حدّ أنّه ليس سوى الصليب نفسه.
صحيح أنّ نفوسًا كثيرة ترغب في التمتّع بالملذّات التي تقدّمها،
لكنّ قليلين هم الذين يرغبون في الدخول من الباب الوحيد الذي يؤدّي إلى هذه الكنوز.

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

"عظيم في عينيّ الربّ"

الجمعة 23 أيلول/سبتمبر 2011

فاضطرب زكريّا حين رأى الملاك.
في الواقع، عندما تعرض أمام الأعين البشريّة صورًا غير مألوفة،
فإنّها تُحدث اضطرابًا في العقل وتضع الرعب في القلب.
لذا، قال له الـملاك الذي يعرف جيّدًا الطبيعة البشريّة:
"لا تخف، يا زكريّا".
فقد قام بمواساة نفسه وملأها بالفرح من خلال هذه الرسالة الجديدة
: "فقد سُمع دعاؤك وستلد لك امرأتك أليصابات ابنًا فسَمّه يوحنّا.
وستلقى فرحًا وابتهاجًا".
وحاليًّا أيضًا، ما زال السماع بمولد يوحنّا مصدر فرح للناس بهذا الخبر السارّ.
والذي يوافق على أن يكون لديه أطفال ويتحمل مسؤوليّتهم،
عليه أن يتوسّل الله كي يكون ابنه قادرًا على الدخول إلى العالم بشكل مشابه لمولد يوحنّا،
وهذه الولادة ستوفّر له فرحًا عظيمًا أيضًا.

لقد كُتِب عن يوحنّا "أنه سيكون عظيمًا أمام الربّ".
هذه الكلمات تكشف عظمة نفس يوحنّا،
وحجم هذه العظمة يظهر في عينيّ الله فقط.
ولكن هذه النفس هي أيضًا وضيعة.
على الأقلّ، هذا ما أفهمه من هذا المقطع من الإنجيل
: "إيّاكم أن تحتقروا أحدًا من هؤلاء الصغار الموجودين في الكنيسة" (متى18: 10).
لا يُطلب منّي ألاّ أحتقر العظماء، لأنّ مَن هو عظيم لا يمكن احتقاره،
بل يُطلب منّي ما يلي:
"لا تحتقر أحد هؤلاء الصغار". لم يتمّ اختيار كلمتيّ "وضيع" و"صغير" عشوائيًّا.

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

فاسهروا إذن لأنَّكم لا تعلمون لا اليوم ولا الساعة الّتي يأتي فيهما ابن البشر”
متى25:
13

يجري الحديث في هذا المثل عن خمس عذارى حكيمات وخمس عذارى جاهلات
ويُفهَمُ ضمنياً على أنَّه يجري الحديث عن خمسة نفوسٍ بشريَّة حكيمة وخمسة نفوسٍ بشريَّة جاهلة.
كان لدى النفوس الحكيمة مصابيحَ طاهرة وزيتاً مقدَّساً
وأمَّا لدى النفوس الجاهلة فمصابيح طاهرة فقط. ترمز المصابيح في هذا المثل إلى الأجساد الطاهرة
وأمَّا الزيت فيرمز إلى الرحمة.
تعني كلمة ” رحمة ” في اللغة اليونانيَّة ” إيليوس ” “Eleos”

( كلمة زيت في اللغة اليونانيَّة معناها إيليوس )
ومنها رُكِّبت كلمة ” بولي إيليوس ” ” polyeleos”
والّتي تعني ” كثير الرحمة ”
وفي سحر العيد يصبح تكريس الكنيسة أكثر قداسةً عند إشعال الشموع والزيت
وحين ترتَّلُ المزامير تُكرَّرُ عبارة
” لتكن إلى الأبد رحمته ، هلِّلويا!”
مرَّاتٍ عدَّةٍ من أجل أن تعطى من الله للشعب الرحمات الكثيرة.

كان لدى العذارى الحكيمات جسدٌ وكانت لهنَّ بالإضافة إلى ذلك رحمةٌ عظيمةٌ تجاه الناس الضعفاء رحمةٌ إلى أولئك الّذين لم يتحرَّروا بعدُ من الخطيئة.
بينما كانت العذارى الجاهلات تحفظنَ عفَّتَهنَّ الجسديَّة بصرامةٍ
ولكنَّهُنَّ كُنَّ يتصرَّفنَ باحتقارٍ وبلا رحمةٍ مع الناس الضعفاء
وكُنَّ يدينونهُنَّ بغطرسةٍ ويديرنَ لهم ظهرَهُنَّ باحتقارٍ.

كان القدِّيس نيلُس يقول:”
دُعيَ الصدِّيقون جُهلاء لأنَّهم عند نجاحهم في العمل الصعب جدَّاً أو حتَّى المستحيل
الّذي هو حفظُ العفَّة تجاهلوا العمل الصغير واليسير.”
وأمَّا الصدِّيقون فتجاهلوا الرحمة والعطف والمغفرة.
إنَّ مصابيحهم طاهرةٌ ولكنَّها فارغةٌ ومظلمةٌ! عندما تحين ساعةُ الموت
ستطمر الأرض الجسد وأمَّا النفس فستذهب في درب موطنها الأبدي
وأمَّا ما سينير لها هذا الدرب وسيقودها فهو زيت الرحمة.
والإنسان الّذي يظهر في نهاية المطاف بدون زيت كهذا فستطمره الظلمة!
سيكون الباب الّذي أمامه مظلماً!
كيف سيكون بإمكانه أن يخرج من خلال هذا الباب المخيف؟
سترتجف النفس من الخوف وستموت من رعبها من أخيلة الأشباح وكأنَّها تحلم بكابوسٍ.
من سيرحمها آنذاك؟
من سيعطيها ولو شعاع نورٍ واحدٍ آنذاك؟

إنَّ الرَّبَّ يرحم ولكنَّه يرحم الرُّحماءَ فقط لأنَّهُ قد قيل
:” طوبى للرُحماءِ فإنَّهم يُرحمون .”

إنَّ أولئك الّذين كانوا رحماءً مع الخلق سيُرحمون من قبل الخالق.

أليس هذا صحيحاً حقَّاً ومعزّياً للنفس؟
أجل ولكنَّهُ مخيفٌ أيضاً بالنسبة للناس العديمي الرحمة.

كانت تسكن بجوارنا امرأةٌ عانس.
وكان الناس يقولون بأنَّها كما كانت في شبابها ” فتاةٌ صادقةٌ ” كذلك بقيت طيلة حياتها.
إنَّ كلَّ ذلك شيءٌ رائعُ ، وكان يمكن لها أن تستحقَّ المديح لو لم يكن لسانها شرِّيراً
كانت تنطلق من لسانها سهامٌ سامَّةٌ يوماً بعد يومٍ تجاه أولئك الّذين كانوا يعيشون متزوِّجين ويخطئون.
كانت الامرأة العانس من الصبح وحتَّى المساء تفتخر بعفَّتها وتشتم أولئك الّذين كانوا يبدون قذرين.

قال أحد الكهنة في معرض الحديث عنها
:” إذا لا يمنكم تصوُّر العذراء الجاهلة في المثل الإنجيلي فها هي ذا هذه هي العذراء الجاهلة!”

وبالفعل يبدو الجهل أكبر عندما يكون لدى الإنسان فضيلةٌ واحدةٌ فقط ولا يمتلك الفضائل الأخرى. وهكذا يبدو الظلام لمسافر الليل أعتم عند تحديقه لبرهةٍ في مصباحه فقط وبعد ذلك يدير نظره نحو اليمين واليسار.
لا تكمن الحكمة في الفضيلة الواحدة وإنَّما في جميع الفضائل مجتمعةً.

لقد قال سليمان الحكيم:
” إنَّ الحكمة تبني لنفسها بيتاً فوق سبعة أعمدة.” إنَّ النفس الحكيمة هيَ تلك الّتي تملك سبع فضائل.
إنَّ لهذا المثل معنى روحي أعمق من ذلك.
فمن صورة العذارى الخمس الجاهلات نفهم الحواس الخمس الساكنة.
إنَّ الإنسان الّذي يحيا متبصِّراً بالأمور الّتي يسمعها ويراها فقط
بدون أن يتحكَّم بشعوره العاطفي بواسطة عقله فإنَّهُ يملك نفساً جاهلةً.
وعندما يسقط الموت ستاره على عالم الحواس فإنَّ نفساً كهذه ستبقى في ظلامٍ كُلِّيٍّ.

وأمَّا من صورة العذارى الخمس الحكيمات
فنفهم الأعضاء الخمسة للحواس الّتي تدير حواسنا الخارجيَّة بتعقُّلٍ وتتسلَّط عليها.
تجمع أعضاء الحواس هذه النور باستمرارٍ طيلة حياة الإنسان
وهذا النور هو الّذي يبقى وينير حتَّى في ذلك الحين عندما يسقط الموت ستاره.

ولكن هل يمكنك أن تعرف ذلك في الوقت المناسب؟ سترفه بالطبع مع الزمن.


ليعطيك الرَّبُّ السلامَ والصحَّة

[كلك حلا]

رد: تأملات يوميه

منوره

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

الخميس 06 تشرين الأوّل/أكتوبر 2011


"العُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون،
والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون
" كتب القدّيس بولس في رسالته إلى طيطس:
"فإِنَّنا نَحنُ أَيضًا كُنَّا بِالأَمْسِ أَغبِياءَ عُصاةً ضالِّين، عَبيدًا لِمُختَلِفِ الشَهَواتِ والملَذَّات، نَحْيا على الخُبْثِ والحَسَد، مَمقوتينَ يُبغِضُ بَعضُنا بَعضًا.
فلَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر، لم يَنظُرْ إِلى أَعمالِ بِرٍّ عمِلْناها نَحنُ،
بل على قَدْرِ رَحَمَتِه خَلَّصَنا بِغُسْلِ الميلادِ الثَّاني
والتَّجديدِ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ"(طي3: 3-5).
أنظروا إلى قوة هذا "النشيد الجديد" (مز149: 1)،
نشيد ابن الله: فهو
"قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم" (متى3: 9)؛
فالذين كانوا يتصرّفون كوحوشٍ كاسرة قد حوّلهم إلى أناس متمدّنين؛
والذين كانوا أمواتًا ولم يكن لديهم نصيبٌ في الحياة الحقيقيّة الأبديّة عادوا أحياء بعد سماعم لذلك النشيد.

لقد رتّب كلّ شيء بدقّة...،لكي يصنع من الكون كلّه مقطوعةً سيمفونيّة...
إنّ سليل داود الموسيقي، والذي كان قبل داود،
أي كلمة الله الأزليّة ربّنا يسوع المسيح،
ترك "العود والكِنَّارة" (مز57(56): 1)،
تلك الآلات التي لا روح فيها، ورتّب كلّ العالم بواسطة روحه القدّوس،
وخاصّة مُختَصَر هذا العالم أي الإنسان بروحه وجسده.
إنّه يعزف بأصوات متعدّدة بواسطة هذه
"الآلة الموسيقيّة البشريّة"،
ويُغنّي بتناغم معها.
ونَفخَ الربّ في تلك الآلة الموسيقيّة، أي الإنسان، نَسَمَةَ حَياة (راجع تك2: 7)،
فكان الإنسانَ على صُورَتِه؛ غير أنّه هو أيضًا (أي الكلمة المتجسّد)
آلة موسيقيّة للربّ، متناغم، ومتناسق وقدّوس،
حكمة الله الآتية من غير هذا العالم وكلمة الله العلي.
فماذا يريد ابن الله وكلمته ونشيده الجديد؟
إنّه يريد أن يفتح أعين العميان وآذان الصُّمِّ، وأن يهدي التائهين إلى العدل،
وأن يرى الله جميع مَن فيهم إثم، وأن يوقف الفساد ويغلب الموت ويصالح العصاة مع الله...

لا تظنّوا أنّ هذا النشيد المخلّص هو جديد كمثل قطعة أثاث أو منزل جديدين
لأنّه كان "قبل الفَجرِ" (مز110(109): 3)
و"في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله" (يو1: 1).

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

الخميس 06 تشرين الأوّل/أكتوبر 2011

"العُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون،
والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون
" كتب القدّيس بولس في رسالته إلى طيطس:
"فإِنَّنا نَحنُ أَيضًا كُنَّا بِالأَمْسِ أَغبِياءَ عُصاةً ضالِّين،
عَبيدًا لِمُختَلِفِ الشَهَواتِ والملَذَّات، نَحْيا على الخُبْثِ والحَسَد،
مَمقوتينَ يُبغِضُ بَعضُنا بَعضًا.
فلَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر،
لم يَنظُرْ إِلى أَعمالِ بِرٍّ عمِلْناها نَحنُ،
بل على قَدْرِ رَحَمَتِه خَلَّصَنا بِغُسْلِ الميلادِ الثَّاني والتَّجديدِ
مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ" (طي3: 3-5).
أنظروا إلى قوة هذا "النشيد الجديد" (مز149: 1)،
نشيد ابن الله:
فهو "قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم" (متى3: 9)؛
فالذين كانوا يتصرّفون كوحوشٍ كاسرة قد حوّلهم إلى أناس متمدّنين؛
والذين كانوا أمواتًا ولم يكن لديهم نصيبٌ في الحياة الحقيقيّة الأبديّة عادوا أحياء بعد سماعم لذلك النشيد

لقد رتّب كلّ شيء بدقّة...، لكي يصنع من الكون كلّه مقطوعةً سيمفونيّة...
إنّ سليل داود الموسيقي، والذي كان قبل داود،
أي كلمة الله الأزليّة ربّنا يسوع المسيح،
ترك "العود والكِنَّارة" (مز57(56): 1)،
تلك الآلات التي لا روح فيها، ورتّب كلّ العالم بواسطة روحه القدّوس،
وخاصّة مُختَصَر هذا العالم أي الإنسان بروحه وجسده.
إنّه يعزف بأصوات متعدّدة بواسطة هذه
"الآلة الموسيقيّة البشريّة"،
ويُغنّي بتناغم معها.
ونَفخَ الربّ في تلك الآلة الموسيقيّة، أي الإنسان، نَسَمَةَ حَياة (راجع تك2: 7)،
فكان الإنسانَ على صُورَتِه؛ غير أنّه هو أيضًا
(أي الكلمة المتجسّد)
آلة موسيقيّة للربّ، متناغم، ومتناسق وقدّوس،
حكمة الله الآتية من غير هذا العالم وكلمة الله العلي.
فماذا يريد ابن الله وكلمته ونشيده الجديد؟
إنّه يريد أن يفتح أعين العميان وآذان الصُّمِّ، وأن يهدي التائهين إلى العدل،
وأن يرى الله جميع مَن فيهم إثم،
وأن يوقف الفساد ويغلب الموت ويصالح العصاة مع الله...

لا تظنّوا أنّ هذا النشيد المخلّص هو جديد كمثل قطعة أثاث أو منزل جديدين لأنّه كان "قبل الفَجرِ" (مز110(109): 3) و
"في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله" (يو1: 1).

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)
التعليق على إنجيل لوقا 5

"أيّها الشاب، أقول لك: قم"

حتّى لو أزالت أعراض الموت كلّ أمل في الحياة، وحتّى لو كانت أجساد الأموات موضوعة بالقرب من القبر،
غير أنّه عند سماع صوت الله فإنّ الجثث الآخذة بالتحلّل تقوم وتعود للحياة والنطق:
الإبن أعيد إلى والدته، وقد دُعي من القبر لا بل يمكن القول إنّه أنُتزِع منه.
ما هو هذا القبر بالنسبة إليك؟
إنّه عاداتك السيّئة ونقص الإيمان.
إنّ المسيح يحرّرك من هذا القبر، وإذا سمعت كلام الله سوف تقوم من هذا القبر. حتّى لو كان لديك خطيئة عظيمة جدًّا لدرجة أنّه لا يمكنك أن تغسلها بدموع التوبة، فالكنيسة أمّك سوف تبكي من أجلك،
هي التي تتوسّط من أجل كلّ ابن من أبنائها كما توسّطت الأرملة من أجل ابنها الوحيد.
لأنّها تتعاطف بنوع من الألم الروحي وهذا أمر طبيعي بالنسبة إليها
عندما ترى أنّ أولادها منجرّين نحو الموت بسبب خطاياهم المميتة...

فلتبكي إذًا، هذه الأمّ التقيّة، ولترافقها الجموع،
ليس فقط جمعًا عاديًّا إنّما جموعًا غفيرة تتعاطف مع هذه الأمّ الحنونة.
حينئذٍ سوف تقوم من قبرك وسوف تتخلّص منه،
فيتوقّف حاملو النعش وتتكلّم أنت بكلام الأحياء فيندهش الجميع.
إنّ مثال واحد سوف يكون عبرةً لكثيرين،
فيحمدون لله على منحنا علاجًا يجنّبنا الموت.

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

02-11-2011

كان الفريسيّون يهتمون كثيرًا بالأمور الخارجية.
كانوا يدقّقون في أبسط التفاصيل المختصة بشريعة الطقوس، كتعشير البقل مثلاً. ومن جهة أخرى، لم يكونوا ليُبالوا بعلاقتهم بالله وبالإنسان، إذ يظلمون الفقراء، ولا يحرصون على محبة الله.
والربّ لم يوبّخهم على تعشيرهم النعنع والسذاب وكل بقل،
بل اكتفى بالإشارة إلى أنه كان يجدر بهم ألا يظهروا كل هذه الغيرة في بعض النواحي، ويهملوا في الوقت عينه واجبات الحياة الأساسية كالحق ومحبة الله.
لقد ركزوا على الأمور الثانوية والهامشية، متجاهلين بالمقابل المسائل الرئيسية والهامة.
كما أنهم برعوا في الأشياء التي كان باستطاعة الآخرين رؤيتها؛ أما الأمور التي كان بمقدور الله وحده أن يراها، فلم يأبهوا لها.
كانوا يحبون أن يعرضوا أنفسهم، وأن يجلسوا في صدور المجامع، وأن يستحوذوا على أكبر قدر ممكن من الاهتمام والانتباه في الأسواق.
وهنا تظهر كبرياؤهم، بالإضافة إلى ولعهم بالمظاهر الخارجية.

لقد شبههم الرب ايضاً بقبور تخلو من أي شيء يشير إليها.
وبحسب ناموس موسى، كان كل من يمسّ قبرًا، يصبح نجسًا على مدى سبعة أيام (سفر العدد 19: 16)،
حتى لو فعل ذلك سهوًا بسبب عدم معرفته بوجود قبر في المكان.
والفريسيون كانوا من وجهتهم، يظهرون من الخارج بمظهر القادة الدينيين الأتقياء. لكن،
كان حريًّا بهم أن يحملوا علامةً بها يحذرون الناس من مغبّة مسّهم لئلا يتنجسوا. لقد كانوا مثل القبور الخالية من أية علامة تشير إليها، والمملوءة فسادًا ونجاسة. كما أنهم كانوا ينقلون إلى الآخرين عدوى كبريائهم وولعهم بالمظاهر الخارجية.

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

تأملوا زنابق الحقل، كيف تنمو. لا تتعب ولاتغزل"متى28:6

إن زنبقة الحقل لا تترك مكانها، ولاتملأ الجو بصوت صراخها، ومع ذلك فإنها تنمو،
ولا تتوقف في نموها،
بل يقول لنا الرب
"ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها".
ذلك لأن مجد سليمان كان مكتسباًوكان صناعياً، بينما مجد الزنبقة هو مجد أصيل وطبيعي وداخلي.

والآن دعنانفكر في ما يكسو الزنبقة من مجد وبهاء.

فأولاً:
لون الزنبقة الأبيض يجعلها تعبيراً ورمزاً للطهارة؛
أيوجد رداء يكسو الشخص مجداً مثل الطهروالنقاء؟!

ثانياً:
مكان وجود هذه النبتة الصغيرة، وهو الأودية، يجعلها رمزاًللاتضاع!

ثالثاً:
مكان تكرار الإشارة إلى هذه الزهرة في الكتاب، هو سفرالنشيد،
وتُسمّى فيه "السوسن"
حيث تَرِد فيه نحو سبع مرات، وبالتالي فهي تحدثنا عن المحبة.

وهنا نتقدم خطوة أخرى إلى الأمام ونسأل:
ألعل المؤمنين أولاد الله يكتسون بمجد أسمى من مجد الزنبقة؟
وهل يكسوهم ما هو أفضل من كساء الزنابق؟
الإجابةهي نعم بكل يقين، بل إن الفارق هائل وعظيم بين المؤمن والزنبقة،

والسبب لذلك أن المسيح بنفسه صار كساء المؤمن!
أتحدثنا الزنبقة عن الطـُهر والنقاء؟

اسمع مايقوله الرسول بولس
"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر اللهفيه
(في المسيح)"

ثم الاتضاع والوداعة.
فيحرّض الرسول بطرس المؤمنين بالقول
"وتسربلوا بالتواضع" ؟
فما أبهى تلك العباءة؛ عباءة الوداعة والتواضع.

. أليس المسيح نفسه قدوتنا في ذلك وهو القائل
"تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب

ثم المحبة،
هي ذات طبيعة الله
"الله محبة"،
وقد سكب الله محبته الإلهية بالروح القدس الـمُعطى لنا ) .
أتوجد حُلة نرتديها مثل حُلة المحبة التي قال عنها الرسول إنها
"رباط الكمال" ؟!

إن المسيح نفسه هو نموذجناالرائع

آمين ..
والامان لجميعكم

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

تأمل اليوم : 08-11-2011

رجع السبعون من أداء مهمتهم مسرورين، بما أنه حتى الشياطين كانت تخضع لهم.
إن ردّ يسوع عليهم قد نفهمه بطريقتين.
أولاً، قد يعني أنّه تسنّى للربّ أن يرى، في ما أحرزوه من نجاح،
علامة أكيدة على سقوط الشيطان من السماء في نهاية المطاف.
او على الشكل التالي:
أنا تتبّعتكم خلال أدائكم لمهمتكم، ملاحظًا ما أحرزتموه من انتصارات.
وفي غمر اندهاشكم من خضوع الشياطين لكم باسمي، أطلّ عليّ مشهد أعظم بعد:
لقد رأيت الشيطان ساقطًا من السماء، وذلك فجأة كالبرق.
وهذا السقوط للشيطان هو حدث مستقبلي.
فميخائيل وملائكته هم الذين سيطرحونه خارج السماء (رؤ12: 7 - 9).
وسيتم ذلك خلال الضيقة العظيمة، وقبيل تقلُّد المسيح زمام الملك هنا على الأرض.
كما أن هناك تفسيرًا محتملاً ثانيًا لكلمات الربّ يسوع هذه،
على اعتبار أنها بمثابة تحذير من الانتفاخ والكبرياء.
وكأن الرب أراد أن يقول:
”أجل، إني أخالكم معتزّين بأنّه حتى الشياطين قد خضعوا لكم.
لكن حذار، ذلك لأن الكبرياء هي أم الرذائل والخطايا.
فالكبرياء هي التي كانت قد تسببت بسقوط زُهَرة بنت الصبح، وبطرحه من السماء.
لذا، احرصوا على ضرورة تجنب هذا الخطر“.

لكن كان عليهم ألاّ يفرحوا بانتصارهم على الأرواح، بل بالحري بنصيبهم من الخلاص العظيم.
وهذه هي المرة الوحيدة التي فيها يدعو الرب تلاميذه إلى عدم الابتهاج.
فالنجاح في الخدمة المسيحية لا يخلو من بعض الأخطار الحقيقية.
وبالمقابل، يذكِّرنا واقع كون أسمائنا كُتبت في السماوات بمدى دَيْننا العظيم لله ولابنه.
فإنّه لأمر مأمون أن نبتهج بالخلاص بواسطة النعمة

كما إنّ الربّ يسوع الذي كانت قد رفضته الجموع، التفت إلى أتباعه المتواضعين،
وتهلل بالروح، شاكرًا الآب على حكمته التي لا مثيل لها.
فالسبعون رجلاً، لم يكونوا من جملة حكماء هذا العالم وفهمائه.
كما أنهم لا يُعَدُّون من المثقفين أو الدارسين، بل كانوا مجرد أطفال.
إلاّ أنهم كانوا أطفالاً لهم إيمان بالرب، وولاء له، ويطيعونه على الفور من دون أي تساؤل.
أما المفكّرون والمثقفون بالمقابل، فكانوا حكماء أكثر من اللازم،
وعارفين، ومَهَرَةً، أكثر من اللازم في ما يختص بمصالحهم الشخصية.
كما أن كبرياءهم أعمَت أذهانهم عن إدراك ما لابن الله الحبيب من قيمة حقيقية.
لذا، يستطيع الله أن يعمل بأكثر فعالية بواسطة الأطفال.
كذلك كان ربّنا مسرورًا بجميع هؤلاء الذين كان الآب قد أعطاه إيّاهم،
وبهذا الانتصار الأولي الذي حققه السبعون،
والذي ينبّئ بسقوط الشيطان، في نهاية المطاف.

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

تأمل اليوم 09-11-2011
كان الرب على عِلم بأن السلام لن يعمّ الأرض أوّل مرّةٍ يأتي فيها إلى الأرض.
كان لا بدَّ لمجيئه أن يسبِّب أولاً الشقاقات، والنزاعات، والاضطهاد، وسفك الدم.
فإلقاء هذا الشكل من النار على الأرض لم يكن هو القصد المُعلن من مجيئه، إنما حصل ذلك نتيجةً لهذا المجيء.
كانت خدمته الأرضية قد تسبّبت ببعض الأحزان والشقاقات،
إلا أن قلب الإنسان لم يُكشَف حقًّا إلا في حادثة الصلب.
وكان الرب يعرف ضرورة حصول كل ذلك، لذا كان يرغب في أن يُسرِّع، قدر المستطاع، إضرام نار الاضطهاد ضده.
كان لديه صبغة يصطبغها.
وهذا يشير إلى خضوعه الكليّ للموت على الصليب.
كان يشعر بأنه منحصر بشكل عظيم للذهاب إلى الصليب لتتميم فداء البشرية الهالكة.
فالعار، والألم، والموت، كانت تدخل في صُلب إرادة الآب له، وهو بدوره كان حريصًا جدًّا على الطاعة.
كان الرب يسوع يعرف جيدًا أن مجيئه لن يجعل السلام يحلّ على الأرض في ذلك الوقت.
لذا حذّر تلاميذه من اضطهادات سيلقونها على أيدي أفراد عائلاتهم.
فدخول المسيحية إلى بيت قوامه خمسة أشخاص، سوف يقسم العائلة.
إنها لعلامة غريبة من علامات الطبيعة البشرية الفاسدة،
إن الأقرباء غير المؤمنين يفضلون أن يكون ابنهم سكّيرًا وفاسقًا على أنّ يصرِّح علنًا بأنه واحد من تلاميذ المسيح.
بعد مخاطبة التلاميذ توجه الرب الى الجموع ، إنه يذكِّرهم بمهارتهم في مجال التنبؤ بالطقس.
كانوا يعرفون أن السحابة الطالعة من الغرب
(أي فوق البحر الأبيض المتوسط)،
سيَليها هطول المطر.
ومن جهة أخرى، كانت الريح الجنوبية ترافقها حرارة محرقة مع جفاف.
فالناس كان لديهم الذكاء الكافي لمعرفة ذلك.
لكن الأمر كان يستلزم ما هو أكثر من الذكاء.
فلا بدّ من الرغبة في المعرفة.
على الصعيد الروحي، كانت الأمور مختلفة.
ذلك لأن ذكاءهم البشري الطبيعي لم يخولهم تمييز حقيقة إنهم كانوا يعيشون في ذلك الحين،
زمانًا تاريخيًّا، من نوع خاص. فابن الله كان قد وافى هذه الأرض،
وكان واقفًا في وسطهم.
كما أن السماء لم يسبق لها أن كانت قريبة بهذا الشكل من قبل.
ومع هذا، لم يعرفوا زمان افتقادهم. لقد كانت لديهم القدرة الفكرية على المعرفة،
لكن كانت تعوزهم الإرادة للمعرفة. من أجل هذا، كانوا خادعين أنفسهم.
فلو أدركوا مدى أهمية اليوم الذي كانوا يعيشون فيه، لسارعوا إلى مصالحة خصمهم.
وقد اعتُمِدت هنا ثلاثة تعابير قانونية وهي:
الخصم، الحاكم، القاضي.
وقد تشير جميعها إلى الله.
ففي ذلك الوقت، كان الله يسير في وسطهم، متودِّدًا إليهم،
ومانحًا إيّاهم فرصة لاختبار الخلاص.
كان عليهم أن يتوبوا، ويؤمنوا به.
وفي حال رفْضهم ذلك، كان عليهم أن يمثُلوا أمام الله بصفته القاضي.
وكانت القضية ستتجه ضدّهم، بكل تأكيد.
فستظهر مُذنِبيَّتُهم، كما أنه سيصدر الحكم عليهم بسبب عدم إيمانهم.
وعلى أثر ذلك، سيُطرحون في السجن، بمعنى أنهم سيكابدون العقاب الأبدي.
ولن يخرجوا من هناك حتى يكونوا قد وفوا الفلس الأخير،
بمعنى أنهم لن يخرجوا من هناك إلى الأبد، وذلك لأنهم لن يتمكنوا أبدًا من دفع دين هائل كهذا.
إذًا كان الربُّ يسوع يدعوهم إلى ضرورة تمييز الزمن الذي كانوا يعيشون فيه.
ومن ثم، كان عليهم أن يتصالحوا مع الله إذ يتوبون عن خطاياهم، ويسلمون أنفسهم له بالكلية.
†††

[بارون داني]

رد: تأملات يوميه

الله يعطيكي العافية دايما منورا المنتدى بالمشاركات المميزة
الرب يحميكي

[كريستين ويسوع ربي]

رد: تأملات يوميه

تأمل اليوم 10-11-2011

الله يطلب ثمرًا

إذ قدَّم لنا السيِّد المسيح دعوة لقبول صداقته معنا خلال التوبة،
أكدّ ضرورة التحام التوبة بالثمر الروحي المبهج لقلب الله.
فقد شبّه البشريَّة بشجرة تين مغروسة في كرمه بقيت ثلاث سنوات لا تأتي بثمر.
هذه السنوات الثلاث هي:
فترة السقوط داخل الفردوس، وفترة ما قبل الناموس الموسوي، وفترة الناموس.
وقد تعرضت الشجرة للقطع إذ أفرخت أوراقًا تستر بها آدم وحواء في عريهما دون علاج لطبيعتهما،
فتدخل الكرّام الحقيقي ربَّنا يسوع طالبًا تركها سنة أخرى هي
"عهد النعمة"
لكي ينقب حولها ويضع زبلاً، مهتمًا بها بكونها غرسه الإلهي حتى تأتي بالثمر الحقيقي اللائق. وقد وُهب للرعاة أيضًا أن يحملوا روح سيِّدهم فيشفعون في كل شجرة لعلها تأتي بثمر روحي. تشفع الكرّام لأجلها، وتأجلت العقوبة حتى يتم العون.


الآن الكرّام الذي يشفع فيها هو كل قدِّيس يصلي في الكنيسة من أجل الذين هم خارجها.
وبماذا يصلي؟
"يا رب اتركها هذه السنة أيضًا، أي اتركها في زمن النعمة، اترك الخطاة، اترك غير المؤمنين، اترك العاقرين غير المثمرين، فإنني سأحفر حولها واضع زبلاً، فإن صنعت ثمرًا وإلا ففيما بعد تقطعها" (راجع لو 13: 8-9).


ما هو هذا الحفر حولها إلا التعليم بالتواضع والتوبة؟
فإن الحفرة هي أرض منخفضة.
الزبل يعني الدنس الذي ينتج في فاعليته الصالحة ثمرًا.
دنس الزارع هو تنهدات الخطاة الذين يتوبون لابسين ثيابًا قذرة، أن قُدَّمت التوبة بفهمٍ وبالحقٍ، فإنه لمثل هذه الشجرة يُقال:
"توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات"
(مت 3: 2).

[كلك حلا]

رد: تأملات يوميه

تأمل اليوم

العواطف الإلهية

العواطف الإلهية
"محبة المسيح الفائقة المعرفة" (أف 3: 19 )
* الرب الذي عرفته كمن وضع حياته لأجلى، هو نفس الرب الذي أتعامل معه في كل يوم من أيام حياتي، وكل معاملاته معي هي على مبدأ النعمة .. وياله من أمر ثمين جداً وباعث للقوة أن أعرف أن يسوع في هذه اللحظة الحاضرة هو لي ويمارس أيضاً نفس المحبة من نحوي، كما أظهرها ومارسها لما مات على الصليب من أجلى.


* إن موت المسيح قد فتح طاقات السماء حتى يغمر فيض المحبة الخطاة المساكين.

* نقرأ في1كورنثوس11: 26كلمتين متجاورتين يستحيل أن نجدهما مجتمعتين معاً بمعناهما العميق والعظيم، وهما "موت الرب". فما أعظم ما تتضمنه حقيقة أن الرب قد مات. ما أعظمها محبة، وما أجله غرضاً لهذه المحبة، وما أكمل العمل وكفايته، وما أغنى وأعظم نتائجه.


* ما أعظمها راحة للنفس التعوبة أن ترى أن الذي معه أمرها هو الذي غلب الأعداء لمصلحتها.


* إن المحبة الإلهية هي قدس ندخله ونحن نعبر هذا العالم المليء بالفخاخ ومكائد الناس، وكلما زادت المعارضة وزادت الشباك والمعوقات من خارج، كلما طابت ولذت الراحة في محضره.


* إنه لأمر عظيم أن تكون قريباً من المسيح، وأن تكون قريباً منه باستمرار حيث تُحفظ النفس في سلام. وأن تفيض خدمتنا له، في غمرة الشعور بمحبته، ومن إحساسنا بالشركة معه تنبع خدمتنا له وعليها طابع تلك الشركة.


* كيف أعلن المسيح الآب؟ "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر". لقد خبَّر عن الله الآب كما لو كان يُخبر عن المحبة التي هو غرضها، و التي يتمتع بها في حضنه. كان هو الكامل وما نحن سوى عبيد فاشلين، لكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي بها نحمل طابع أو مسحة حضرته المباركة.


* وأخيراً عندما تسكن العاصفة، سوف يلمع بضياء صافِ رائق ذلك المجد الذي يعدّنا له، الذي سيشرق بلا غيوم. يا لبركة محبة يسوع التي أحضرتنا إلى هناك لنكون معه إلى أبد الآبدين.

[Karmah]

رد: تأملات يوميه

آمين .
تجسد الرب يسوع كي يألهنا ونكون شهودٌ له متى جاء بمجده العظيم .