سؤال الانسان:
خبرةٌ سمعتُها من كثيرين في الشرق... أسئلة نابعة من ألمٍ كبير وعطشٍ للأمان والاستقرار...
منذ صغري وأُمي تقول لي إنّ الله أبٌ حنون، يحبّ البشر، يهتمّ بهم كأبناء أحبّاء!
كانت تسرد لي قصصاً جميلة عنك وعن عدالتك ودفاعك عن الحق... عن عظمتك وقدرتك على اقتلاع الشر من العالم...عن رفضك للظلم والحقد. كانت تحدّثني عن حضورك في حياتنا، في بيوتنا، في ساحاتنا، في كنائسنا... في وطننا...
كانت تردد لي دوما أنّ: الله محبّة...
والآن وبعد عشرات السنين، وخبرات الحياة الصعبة والمؤلمة...
أسألك وفي قلبي ألمٌ وحسرة؟
هل أنت هو الله الذي ربّتني أُمي على محبّته، مناشدته، والتضرّع إليه في وقت الألم والضّيق؟
اذا كنت إياه... فقل لي أرجوك!!!
لماذا تقف صامتاً أمام ظلم القوي على الضعيف؟ أمام بطش الأكثرية بالأقلية؟
لماذا لا تعبأُ بنا ونحن نموت كل يوم ألف مرَة ومرة؟
لماذا لا تأتي لنصرتنا بقوتك وجبروتك؟
لماذا لا تحطّم الذين يضمرون الشرَّ لنا... فقط لأننا نحمل اسمك؟
لماذا لا تنتقم لنا وتدافع عنّا وترينا عظمتك؟
لماذا تسمح ليد الشرير أن تقتلع جذورنا في العراق؟
لماذا لا تتدخل وتحمي أحبّاءك الأقباط في مصر؟
لماذا تسمح بتدمير بيوتك، مساكن راحتك، كنائسكَ؟
لماذا تسمح بقتل أولادك، وتهميشهم في عقر دارهم؟
لماذا لا تقول لهم، أن يردّوا بالمثل!!!
ألا يحقُّ لنا أن ندافع عن أنفسنا؟ ألا يحقُّ لنا أن نعيش بسلام؟
ألا يحقُّ لنا أن نهنأ بحياةٍ مطمئنة كباقي الشعوب؟
لماذا لا تحرّك ساكناً؟ لماذا لا تنزل من عرشك الذهبي وتأتي لإنقاذنا؟
ألستَ ربّاً قويّاً، جبّاراً، قادراً على كل شيء؟ ألا تشعر بمعاناة أبنائك.. بخوفهم.. بأنّاتهم...؟
هل حقّاً أنت الله المحبّ... الحنون...؟
ما هو منطقك؟ ماهو فكرك؟
هل تخاف أن تُلوّث قدميك وأنت تطأ أرضنا؟
هل تخاف من الاضطهاد؟ لذلك تبقى بعيداً؟ مرتاح البال
أرجوك أجبني! أي نوع من الآلهة أنت؟ [
جواب الله تعالى:
نعم يا ابني الحبيب، أنا هو...
أنا كنت بالأمس، أنا هو اليوم وأنا سأبقى إلى الأبد...
بنيّ العزيز، أشعر بألمك، وأفهم معاناتك..
ولكن أرجوك دعني أُخبرك أيّ اله أنا، وماذا أحمل لك في قلبي.
أردت أن يشاركني الإنسان في سعادتي وفرحي، فخلقته على صورتي ومثالي.
من أجل الحبّ خلقتهُ، أردت أن يكون سعيداً وأن ينهل من فيض محبتي لهولكنّه سرعان ما ابتعدَ عنّي وتاه في بحر الكبرياء والأنانية وحبّ الذات.
حاولت كثيراً جذبه إليّ ثانيةً، لأقول له: سعادتك وحريتك الحقيقية هي معي
بذلت شتّى الوسائل، لمساعدته، لإقناعه بهذه الحقيقة..
أرسلت له أشخاصاً ليفتحوا عينيه، ليُليّنوا قلبه، ليقودوه إلى حضني، ولكنه أبى ذلك.
في نهاية الأمر قرّرت إرسال أغلى ما عندي، فلذة كبدي، ابني الوحيد، ابني الحبيب.
قَبِلَ ابني أن يقوم بالمهمة لخلاص هذا الإنسان الذي نفخنا فيه روحنا القدوّس
وفعلاً في ملء الزمان تجسّد كلمتي الأزلية وصار إنساناً... وشارككم بكل شيء ما عدا الخطيئة.
ها هو ابني الذي من أجل اسمه تعانون الآلام والتمييز والاضطهاد، يقصُّ لك خبرته ويشرح لك ما هو سرّه.
ولدتُ فقيراً، في مكانٍ غير آمن، اضطهدوني وأنا صغير لم أتجاوز السنتين، هربتُ لاجئاً إلى مصر، هناك حيث يتعذّب أحبائي في هذه الأيام ويعانون من الاضطهاد
عملتُ نجاراً، فقيراً، بسيطاً، كأي عامل عادي، يعيش بعرق جبينه
بدأتُ رسالتي العلنية لأقول للإنسان: تعال... تعال... عُد إلى بيت أبيك...فهو يُحبّك كثيراً،
أنا لستُ ضدّكَ، لست خصماً لكَ محتكراً لحرّيتك، بل على العكس تماماً، أتمجّدُ حين أراكَ حرّاً سعيداً.
بعضهم آمَنَ بكلامي وتبعني، أما الآخرون رفضوا السماع...سدّوا آذانهم...
أغلقوا قلوبهم وأغمضوا أعينهم لكي لا يؤمنوا... اندهشتُ لقساوة قلوبهم...
كنت أتألّم كثيراً، ولكن لم يكن باستطاعتي فعلُ أيّ شيءٍ...لأني أحترم حريّتهم...
لم يكتفوا فقط بعدم الإيمان، بل كانوا يضطهدونني كل يوم، بالكلام، بالافتراء، والاستهزاء
حتّى وصل بهم الأمر إلى إغراء تلميذٍ من تلاميذي بالنقود ليبيعني لهم
نعم، نعم، لا تستغرب يا عزيزي، وهذا ما حصل بالفعل، خانني أقرب المقرّبين إليَّ.
شهدوا الزور عليَّ، تلاميذي تركوني، بقيتُ وحيداًتفنّنوا في إهانتي وتعذيبي، حمّلوني الصليب الذي سأُصلَب عليه
صلبوني مع لصوص، وكأنّي مجرم لا أستحقُّ الحياة ... مع إنّي...سيّد الحياة ومُعطيَها...
ولكن هل تعلم لماذا كنت ألزمُ الصمت آنذاك؟؟؟ ]
هل برأيك لأني ضعيف، جبان، خائف، غير قادر على الدفاع عن نفسي؟
هل لأني أعشق الألم وأحتضنه كأنّه مبتغايَ وهدفي؟
هل لأني أُحبُّ الظلم وأفرح به؟
هل لأني أترك حقوقي عرضةً للآخرين يعبثون بها كما يشاؤون؟
لا...لا
السبب هو واحد: لأشهد للحق، وأكشف لهم أنّ الله محبة. نعم هذا كان أسلوبي في الدفاع عن نفسي، لا مساومة على الحقيقة، أقول الحقّ وأشهد له (لنفسي)...بكلامي وأعمالي حتى لو كلّفني ذلك حياتي...
لا أسكت عن الحقّ، أتذكُر ماذا قلتُ للجندي الذي ضربني...أُذكّركَ أنا، قلت له: إن كنتُ أَسأتُ في الكلام، فبيّن لي الإساءة. وإن كنتُ أَحسنتُ في الكلام، فلماذا تضربني.
أتعلم كيف شهدتُ للحق؟؟؟ لا بالسيف بل بالوداعة، لا بالقوّة بل بالتواضع، لا بالحكم على الآخرين بل بالرحمة، لا بالكراهية بل بالحبّ!!!
لا تفكّر ولو للحظة واحدة، أنني بعيدٌ عنكم، أقف متفرجاً وأنتم تعانون الشدائد وتتألّمون من أجلي.
أنا حاضر في كل واحد فيكم، أتألّم معكم ومن أجلكم. هل نسيتَ كلماتي الموجّهة لشاول: قلتُ له لماذا تضطهدني؟ لأني هناك حيث يجتمع اثنان أو ثلاثي باسمي. لا زلتُ أصرخ على الصليب مع كل متألّم وموجوع، مع كل ضعيف ومتروك.
ولكن هل تعرف أنه كان بمقدوري تحطيمهم واحداً تلو الآخر والانتقام منهم جميعاً.
لو فعلتُ ذلك كنت قد أنكرت ذاتي. وبرهنت لهم صحّة ما يقومون به باسم الله.
كنت قد سرت في نفس منطقهم ومفهومهم الخاطئ عن الله... عنّي
لا... أفكاري ليست كأفكاركم، وطرقي ليست كطرقكم.
غفرتُ لهم لأُقول لهم أنّ الله رحوم ورحمته لا تزول. لا بل أكثر من ذلك: هكذا أحبَّكم أبي حتى بذلني لكي لا يهلك كل من يؤمن بي بل تكون له الحياة الأبدية
نعم، أنا محبّة، وحسناً علّمتك والدتكَ هذا عندما كنتَ صغيراً
أنتظر قليلاً! لم انتهِ بعد.
عزيزي، لا تعتقد أنّه يوجد تلميذ أعظم من معلمه، كما اضطهدوني سيضطهدونكم، ولكن طوبى لكم فإنَّ لأمثالكم هو ملكوت السموات.
عبر كل العصور... منذ استشهاد إسطفانوس دفاعاً عن إيمانه بي، مروراً بأعدادٍ لا تحصى من الشهداء... حتّى الوصول إلى شهدائي في مصر، حيث قُتِلوا وهم في ريعان شبابهم بعد خروجهم من بيتي. وأيضاً قتل الشاب وسام جورج رمياً بالرصاص، قبل عدة أيّام في الموصل... لأنه يحمل اسمي. منذ البداية وحتّى الآن دم هؤلاء الشهداء يبقى أقوى صرخةٍ سمعته وتسمعه وستسمعه البشرية... صرخة حقٍ وعدالة، صرخة قوّةٍ وشهادة، وفوق كل شيء صرخة إيمانٍ ورجاءٍ ومحبّة...صرخةً بدأت هناك على الصليب وستستمرُّ حتّى نهاية العالم!!! وكما فعلتُ أنا وأجبتُ على الشر بالخير وبالحب، لأنه الطريق الوحيد للانتصار ولتغيير الأشخاص، هكذا فعل وسيفعل كل تلاميذي والمؤمنين بي.
وأنا معكم طوال الأيام، في الآلام، في الضيقات، في الصعوبات، أتألّم معكم، وأُعطيكم نعمتي لتزرعوا الحب حيث الحقد والمغفرة حيث الإساءة. هكذا تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.
لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون قتل النفس، بل خافوا الذي يقدر على أن يهلك النفس والجسد جميعا في جهنم. ما يباع عصفوران بفلس؟ ومع ذلك لا يسقط واحد منهما إلى الأرض بغير علم أبيكم. أما أنتم، فشعر رؤوسكم نفسه معدود بأجمعه. لا تخافوا، أنتم أثمن من العصافير جميعا. من شهد لي أمام الناس، أشهد له أمام أبي الذي في السموات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي الذي في السموات.
هل لا زلتَ تسألني أين أنا؟ وأيّ نوع من الآلهة أنا يا بنيّ؟؟؟
أُحبّكَ... لا تنسَ أبداً هذه الحقيقة... مهما زادت المصاعب... وكَثُرَت الآلام... نعمتي تكفيك...صرتُ إنساناً... من أجل الإنسان... من أجلكَ
خبرةٌ سمعتُها من كثيرين في الشرق... أسئلة نابعة من ألمٍ كبير وعطشٍ للأمان والاستقرار...
منذ صغري وأُمي تقول لي إنّ الله أبٌ حنون، يحبّ البشر، يهتمّ بهم كأبناء أحبّاء!
كانت تسرد لي قصصاً جميلة عنك وعن عدالتك ودفاعك عن الحق... عن عظمتك وقدرتك على اقتلاع الشر من العالم...عن رفضك للظلم والحقد. كانت تحدّثني عن حضورك في حياتنا، في بيوتنا، في ساحاتنا، في كنائسنا... في وطننا...
كانت تردد لي دوما أنّ: الله محبّة...
والآن وبعد عشرات السنين، وخبرات الحياة الصعبة والمؤلمة...
أسألك وفي قلبي ألمٌ وحسرة؟
هل أنت هو الله الذي ربّتني أُمي على محبّته، مناشدته، والتضرّع إليه في وقت الألم والضّيق؟
اذا كنت إياه... فقل لي أرجوك!!!
لماذا تقف صامتاً أمام ظلم القوي على الضعيف؟ أمام بطش الأكثرية بالأقلية؟
لماذا لا تعبأُ بنا ونحن نموت كل يوم ألف مرَة ومرة؟
لماذا لا تأتي لنصرتنا بقوتك وجبروتك؟
لماذا لا تحطّم الذين يضمرون الشرَّ لنا... فقط لأننا نحمل اسمك؟
لماذا لا تنتقم لنا وتدافع عنّا وترينا عظمتك؟
لماذا تسمح ليد الشرير أن تقتلع جذورنا في العراق؟
لماذا لا تتدخل وتحمي أحبّاءك الأقباط في مصر؟
لماذا تسمح بتدمير بيوتك، مساكن راحتك، كنائسكَ؟
لماذا تسمح بقتل أولادك، وتهميشهم في عقر دارهم؟
لماذا لا تقول لهم، أن يردّوا بالمثل!!!
ألا يحقُّ لنا أن ندافع عن أنفسنا؟ ألا يحقُّ لنا أن نعيش بسلام؟
ألا يحقُّ لنا أن نهنأ بحياةٍ مطمئنة كباقي الشعوب؟
لماذا لا تحرّك ساكناً؟ لماذا لا تنزل من عرشك الذهبي وتأتي لإنقاذنا؟
ألستَ ربّاً قويّاً، جبّاراً، قادراً على كل شيء؟ ألا تشعر بمعاناة أبنائك.. بخوفهم.. بأنّاتهم...؟
هل حقّاً أنت الله المحبّ... الحنون...؟
ما هو منطقك؟ ماهو فكرك؟
هل تخاف أن تُلوّث قدميك وأنت تطأ أرضنا؟
هل تخاف من الاضطهاد؟ لذلك تبقى بعيداً؟ مرتاح البال
أرجوك أجبني! أي نوع من الآلهة أنت؟ [
جواب الله تعالى:
نعم يا ابني الحبيب، أنا هو...
أنا كنت بالأمس، أنا هو اليوم وأنا سأبقى إلى الأبد...
بنيّ العزيز، أشعر بألمك، وأفهم معاناتك..
ولكن أرجوك دعني أُخبرك أيّ اله أنا، وماذا أحمل لك في قلبي.
أردت أن يشاركني الإنسان في سعادتي وفرحي، فخلقته على صورتي ومثالي.
من أجل الحبّ خلقتهُ، أردت أن يكون سعيداً وأن ينهل من فيض محبتي لهولكنّه سرعان ما ابتعدَ عنّي وتاه في بحر الكبرياء والأنانية وحبّ الذات.
حاولت كثيراً جذبه إليّ ثانيةً، لأقول له: سعادتك وحريتك الحقيقية هي معي
بذلت شتّى الوسائل، لمساعدته، لإقناعه بهذه الحقيقة..
أرسلت له أشخاصاً ليفتحوا عينيه، ليُليّنوا قلبه، ليقودوه إلى حضني، ولكنه أبى ذلك.
في نهاية الأمر قرّرت إرسال أغلى ما عندي، فلذة كبدي، ابني الوحيد، ابني الحبيب.
قَبِلَ ابني أن يقوم بالمهمة لخلاص هذا الإنسان الذي نفخنا فيه روحنا القدوّس
وفعلاً في ملء الزمان تجسّد كلمتي الأزلية وصار إنساناً... وشارككم بكل شيء ما عدا الخطيئة.
ها هو ابني الذي من أجل اسمه تعانون الآلام والتمييز والاضطهاد، يقصُّ لك خبرته ويشرح لك ما هو سرّه.
ولدتُ فقيراً، في مكانٍ غير آمن، اضطهدوني وأنا صغير لم أتجاوز السنتين، هربتُ لاجئاً إلى مصر، هناك حيث يتعذّب أحبائي في هذه الأيام ويعانون من الاضطهاد
عملتُ نجاراً، فقيراً، بسيطاً، كأي عامل عادي، يعيش بعرق جبينه
بدأتُ رسالتي العلنية لأقول للإنسان: تعال... تعال... عُد إلى بيت أبيك...فهو يُحبّك كثيراً،
أنا لستُ ضدّكَ، لست خصماً لكَ محتكراً لحرّيتك، بل على العكس تماماً، أتمجّدُ حين أراكَ حرّاً سعيداً.
بعضهم آمَنَ بكلامي وتبعني، أما الآخرون رفضوا السماع...سدّوا آذانهم...
أغلقوا قلوبهم وأغمضوا أعينهم لكي لا يؤمنوا... اندهشتُ لقساوة قلوبهم...
كنت أتألّم كثيراً، ولكن لم يكن باستطاعتي فعلُ أيّ شيءٍ...لأني أحترم حريّتهم...
لم يكتفوا فقط بعدم الإيمان، بل كانوا يضطهدونني كل يوم، بالكلام، بالافتراء، والاستهزاء
حتّى وصل بهم الأمر إلى إغراء تلميذٍ من تلاميذي بالنقود ليبيعني لهم
نعم، نعم، لا تستغرب يا عزيزي، وهذا ما حصل بالفعل، خانني أقرب المقرّبين إليَّ.
شهدوا الزور عليَّ، تلاميذي تركوني، بقيتُ وحيداًتفنّنوا في إهانتي وتعذيبي، حمّلوني الصليب الذي سأُصلَب عليه
صلبوني مع لصوص، وكأنّي مجرم لا أستحقُّ الحياة ... مع إنّي...سيّد الحياة ومُعطيَها...
ولكن هل تعلم لماذا كنت ألزمُ الصمت آنذاك؟؟؟ ]
هل برأيك لأني ضعيف، جبان، خائف، غير قادر على الدفاع عن نفسي؟
هل لأني أعشق الألم وأحتضنه كأنّه مبتغايَ وهدفي؟
هل لأني أُحبُّ الظلم وأفرح به؟
هل لأني أترك حقوقي عرضةً للآخرين يعبثون بها كما يشاؤون؟
لا...لا
السبب هو واحد: لأشهد للحق، وأكشف لهم أنّ الله محبة. نعم هذا كان أسلوبي في الدفاع عن نفسي، لا مساومة على الحقيقة، أقول الحقّ وأشهد له (لنفسي)...بكلامي وأعمالي حتى لو كلّفني ذلك حياتي...
لا أسكت عن الحقّ، أتذكُر ماذا قلتُ للجندي الذي ضربني...أُذكّركَ أنا، قلت له: إن كنتُ أَسأتُ في الكلام، فبيّن لي الإساءة. وإن كنتُ أَحسنتُ في الكلام، فلماذا تضربني.
أتعلم كيف شهدتُ للحق؟؟؟ لا بالسيف بل بالوداعة، لا بالقوّة بل بالتواضع، لا بالحكم على الآخرين بل بالرحمة، لا بالكراهية بل بالحبّ!!!
لا تفكّر ولو للحظة واحدة، أنني بعيدٌ عنكم، أقف متفرجاً وأنتم تعانون الشدائد وتتألّمون من أجلي.
أنا حاضر في كل واحد فيكم، أتألّم معكم ومن أجلكم. هل نسيتَ كلماتي الموجّهة لشاول: قلتُ له لماذا تضطهدني؟ لأني هناك حيث يجتمع اثنان أو ثلاثي باسمي. لا زلتُ أصرخ على الصليب مع كل متألّم وموجوع، مع كل ضعيف ومتروك.
ولكن هل تعرف أنه كان بمقدوري تحطيمهم واحداً تلو الآخر والانتقام منهم جميعاً.
لو فعلتُ ذلك كنت قد أنكرت ذاتي. وبرهنت لهم صحّة ما يقومون به باسم الله.
كنت قد سرت في نفس منطقهم ومفهومهم الخاطئ عن الله... عنّي
لا... أفكاري ليست كأفكاركم، وطرقي ليست كطرقكم.
غفرتُ لهم لأُقول لهم أنّ الله رحوم ورحمته لا تزول. لا بل أكثر من ذلك: هكذا أحبَّكم أبي حتى بذلني لكي لا يهلك كل من يؤمن بي بل تكون له الحياة الأبدية
نعم، أنا محبّة، وحسناً علّمتك والدتكَ هذا عندما كنتَ صغيراً
أنتظر قليلاً! لم انتهِ بعد.
عزيزي، لا تعتقد أنّه يوجد تلميذ أعظم من معلمه، كما اضطهدوني سيضطهدونكم، ولكن طوبى لكم فإنَّ لأمثالكم هو ملكوت السموات.
عبر كل العصور... منذ استشهاد إسطفانوس دفاعاً عن إيمانه بي، مروراً بأعدادٍ لا تحصى من الشهداء... حتّى الوصول إلى شهدائي في مصر، حيث قُتِلوا وهم في ريعان شبابهم بعد خروجهم من بيتي. وأيضاً قتل الشاب وسام جورج رمياً بالرصاص، قبل عدة أيّام في الموصل... لأنه يحمل اسمي. منذ البداية وحتّى الآن دم هؤلاء الشهداء يبقى أقوى صرخةٍ سمعته وتسمعه وستسمعه البشرية... صرخة حقٍ وعدالة، صرخة قوّةٍ وشهادة، وفوق كل شيء صرخة إيمانٍ ورجاءٍ ومحبّة...صرخةً بدأت هناك على الصليب وستستمرُّ حتّى نهاية العالم!!! وكما فعلتُ أنا وأجبتُ على الشر بالخير وبالحب، لأنه الطريق الوحيد للانتصار ولتغيير الأشخاص، هكذا فعل وسيفعل كل تلاميذي والمؤمنين بي.
وأنا معكم طوال الأيام، في الآلام، في الضيقات، في الصعوبات، أتألّم معكم، وأُعطيكم نعمتي لتزرعوا الحب حيث الحقد والمغفرة حيث الإساءة. هكذا تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.
لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون قتل النفس، بل خافوا الذي يقدر على أن يهلك النفس والجسد جميعا في جهنم. ما يباع عصفوران بفلس؟ ومع ذلك لا يسقط واحد منهما إلى الأرض بغير علم أبيكم. أما أنتم، فشعر رؤوسكم نفسه معدود بأجمعه. لا تخافوا، أنتم أثمن من العصافير جميعا. من شهد لي أمام الناس، أشهد له أمام أبي الذي في السموات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي الذي في السموات.
هل لا زلتَ تسألني أين أنا؟ وأيّ نوع من الآلهة أنا يا بنيّ؟؟؟
أُحبّكَ... لا تنسَ أبداً هذه الحقيقة... مهما زادت المصاعب... وكَثُرَت الآلام... نعمتي تكفيك...صرتُ إنساناً... من أجل الإنسان... من أجلكَ
Comment