صلاة طفلة في عيد الميلاد.
لقد تأثرت كثيراً من قصة هذه الطفلة من رعيتي أثناء الأيام الأخيرة، ففي "تساعية الميلاد" وهي الأيام التحضيرية لعيد الميلاد، طلبت من أبناء رعيتي أن يكتبوا صلواتهم ونياتهم وطلباتهم على قصاصة ورق على شكل حمامة، لكي تعلق في سماء الكنيسة ليلة عيد الميلاد. وقد تجاوب الكثيرون مع هذه المبادرة وجاءت صلواتهم الشخصية معبرة عن الرغبة الكامنة في قلوب الجميع وهي الدعاء من أجل السلام في هذه البلاد، أما ألكسندرا، وهي طفلة في الصف الأول الإبتدائي، فقد كتبت صلاة طفولية مميزة جداً ومعبرة لأبعد الحدود، سأشارككم بها.
كتبت الطفلة مايلي: "يا يسوع خلي اليهود يروحوا من بيت لحم حتى أقدر أروح على بيت لحم وأزورك في مغارة الميلاد؛ يا يسوع ما تخلي اليهود يوقفوا سنتاكلوز على الحاجز حتى يقدر يوصل ويجيبلي هدية". التوقيع ألكسندرا من الصف الأول الابتدائي.
ذكرت هذه الصلاة في الكنيسة يوم الأحد فتأثرت بها كثيراً الراهبات اللواتي يخدمن معي في الرعية، وبما أنهن كن ينوين الذهاب من الطيبة إلى بيت لحم لقضاء بعض الوقت في مغارة الميلاد للصلاة بما أن حظر التجول كان مرفوعاً في ذلك اليوم، فقد قررن أن يتصلن هاتفياً من داخل المغارة بالطفلة ألكسندرا وطلبن منها أن تقول ما تريده ليسوع، فصلت صلاتها العفوية ولو عن بعد عبر الهاتف. يا لسخرية القدر أن لا تستطيع الطفلة ألكسندرا وأمثالها من الأطفال الفلسطينيين التجول بحرية والوصول إلى بيت لحم وزيارة كنيسة المهد ومغارة الميلاد والصلاة فيها رغم أن هذا حق أساسي تكفله كل الشرائع الإلهية والمواثيق الدولة للكبار والصغار، ويتحدثون عن الحرية الدينية!
أما عن سنتاكلوز، فقد قلت لها أن لا تخاف، حتى ولو أن الجنود سيوقفونه على الحواجز فإنه سينزل من السماء ويحضر لها هدية، لأنه لا يجوز أن يمر العيد دون أن يحصل الأطفال على هدية تدخل الفرحة إلى قلوبهم البريئة خاصة في هذا الزمن الصعب، فما ذنبهم أن يحرموا من طفولتهم؟! وبالفعل، فقد نزل سنتاكلوز من أعلى جرسية الكنيسة في رعيتي وأحضر هدايا لجميع أبناء البلدة ووزعها لأكثر من أربعمائة طفل في احتفال بهيج يليق بأطفالنا الأحباء الصغار، ويخلد ذكرى ميلاد أمير السلام صديق الأطفال الذي قال "دعوا الأطفال يأتون إلي فإن لأمثال هؤلاء ملكوت السموات" وقال "إن لم تعدودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات".
أذكر كل هذه لأني أرى بأن صلاة هذه الطفلة في عيد الميلاد هذا بالذات تعبر ببساطة وبراءة عما يختلج في نفوسنا كباراً وصغاراً: فالكبار يتوقون إلى السلام في هذه البلاد المقدسة المعذبة من عقود وأجيال، يريدون أن يكسبوا قوت أبنائهم بعرق جبينهم وحفظ كرامتهم، يرغبون في التنقل بحرية من أي مكان إلى أي مكان دون الحواجز العسكرية البغيضة، ومن حقهم أن يذهبوا لزيارة أماكن عبادتهم المقدسة في بيت لحم والقدس والناصرة فإنها أقدس أماكن في الديانة المسيحية للمسيحيين المحليين وفي جميع أنحاء العالم. أما الصغار فيحلمون بهدية العيد خاصة في عيد الميلاد الذي يحمل كل معاني الطفولة من براءة وبساطة ونقاوة وطهارة وفرح ومرح واحتفال بالحياة المتجددة التي تعبر عنها الولادة، يستحقون أن ينعموا بالأمن والسلام مثل باقي أطفال العالم، وأن يلعبوا ويفرحوا بالعيد، ولسان حالهم كلمات ريم بندلي بصولتها الملائكي الرخيم: "أعطونا الطفولة، أعطونا السلام".
لقد علمت الأطفال أن يركعوا أمام الطفل يسوع في مغارة الميلاد التي نصبوها في بيوتهم بالقرب من الشجرة المضاءة والمزينة، وطلبت منهم أن يرفعوا هذه الصلاة كل مساء قبل أن يذهبوا إلى أسرتهم ويخلدوا إلى النوم: "يا يسوع، يا أمير السلام، إملأ قلوبنا سلام وأمنح بلادنا السلام"، وقد وعدوا أن يفعلوا كل ليلة، لعل وعسى يسمع الله صلواتهم، لأنه يحب الأطفال ويسمع أدعيتهم البريئة.
كل عام وكل اطفال العالم بالصحة والعافية يارب
باسمك القدوس احفظهم انت وحدك بتحفظهم من الامراض والحروب
لقد تأثرت كثيراً من قصة هذه الطفلة من رعيتي أثناء الأيام الأخيرة، ففي "تساعية الميلاد" وهي الأيام التحضيرية لعيد الميلاد، طلبت من أبناء رعيتي أن يكتبوا صلواتهم ونياتهم وطلباتهم على قصاصة ورق على شكل حمامة، لكي تعلق في سماء الكنيسة ليلة عيد الميلاد. وقد تجاوب الكثيرون مع هذه المبادرة وجاءت صلواتهم الشخصية معبرة عن الرغبة الكامنة في قلوب الجميع وهي الدعاء من أجل السلام في هذه البلاد، أما ألكسندرا، وهي طفلة في الصف الأول الإبتدائي، فقد كتبت صلاة طفولية مميزة جداً ومعبرة لأبعد الحدود، سأشارككم بها.
كتبت الطفلة مايلي: "يا يسوع خلي اليهود يروحوا من بيت لحم حتى أقدر أروح على بيت لحم وأزورك في مغارة الميلاد؛ يا يسوع ما تخلي اليهود يوقفوا سنتاكلوز على الحاجز حتى يقدر يوصل ويجيبلي هدية". التوقيع ألكسندرا من الصف الأول الابتدائي.
ذكرت هذه الصلاة في الكنيسة يوم الأحد فتأثرت بها كثيراً الراهبات اللواتي يخدمن معي في الرعية، وبما أنهن كن ينوين الذهاب من الطيبة إلى بيت لحم لقضاء بعض الوقت في مغارة الميلاد للصلاة بما أن حظر التجول كان مرفوعاً في ذلك اليوم، فقد قررن أن يتصلن هاتفياً من داخل المغارة بالطفلة ألكسندرا وطلبن منها أن تقول ما تريده ليسوع، فصلت صلاتها العفوية ولو عن بعد عبر الهاتف. يا لسخرية القدر أن لا تستطيع الطفلة ألكسندرا وأمثالها من الأطفال الفلسطينيين التجول بحرية والوصول إلى بيت لحم وزيارة كنيسة المهد ومغارة الميلاد والصلاة فيها رغم أن هذا حق أساسي تكفله كل الشرائع الإلهية والمواثيق الدولة للكبار والصغار، ويتحدثون عن الحرية الدينية!
أما عن سنتاكلوز، فقد قلت لها أن لا تخاف، حتى ولو أن الجنود سيوقفونه على الحواجز فإنه سينزل من السماء ويحضر لها هدية، لأنه لا يجوز أن يمر العيد دون أن يحصل الأطفال على هدية تدخل الفرحة إلى قلوبهم البريئة خاصة في هذا الزمن الصعب، فما ذنبهم أن يحرموا من طفولتهم؟! وبالفعل، فقد نزل سنتاكلوز من أعلى جرسية الكنيسة في رعيتي وأحضر هدايا لجميع أبناء البلدة ووزعها لأكثر من أربعمائة طفل في احتفال بهيج يليق بأطفالنا الأحباء الصغار، ويخلد ذكرى ميلاد أمير السلام صديق الأطفال الذي قال "دعوا الأطفال يأتون إلي فإن لأمثال هؤلاء ملكوت السموات" وقال "إن لم تعدودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات".
أذكر كل هذه لأني أرى بأن صلاة هذه الطفلة في عيد الميلاد هذا بالذات تعبر ببساطة وبراءة عما يختلج في نفوسنا كباراً وصغاراً: فالكبار يتوقون إلى السلام في هذه البلاد المقدسة المعذبة من عقود وأجيال، يريدون أن يكسبوا قوت أبنائهم بعرق جبينهم وحفظ كرامتهم، يرغبون في التنقل بحرية من أي مكان إلى أي مكان دون الحواجز العسكرية البغيضة، ومن حقهم أن يذهبوا لزيارة أماكن عبادتهم المقدسة في بيت لحم والقدس والناصرة فإنها أقدس أماكن في الديانة المسيحية للمسيحيين المحليين وفي جميع أنحاء العالم. أما الصغار فيحلمون بهدية العيد خاصة في عيد الميلاد الذي يحمل كل معاني الطفولة من براءة وبساطة ونقاوة وطهارة وفرح ومرح واحتفال بالحياة المتجددة التي تعبر عنها الولادة، يستحقون أن ينعموا بالأمن والسلام مثل باقي أطفال العالم، وأن يلعبوا ويفرحوا بالعيد، ولسان حالهم كلمات ريم بندلي بصولتها الملائكي الرخيم: "أعطونا الطفولة، أعطونا السلام".
لقد علمت الأطفال أن يركعوا أمام الطفل يسوع في مغارة الميلاد التي نصبوها في بيوتهم بالقرب من الشجرة المضاءة والمزينة، وطلبت منهم أن يرفعوا هذه الصلاة كل مساء قبل أن يذهبوا إلى أسرتهم ويخلدوا إلى النوم: "يا يسوع، يا أمير السلام، إملأ قلوبنا سلام وأمنح بلادنا السلام"، وقد وعدوا أن يفعلوا كل ليلة، لعل وعسى يسمع الله صلواتهم، لأنه يحب الأطفال ويسمع أدعيتهم البريئة.
كل عام وكل اطفال العالم بالصحة والعافية يارب
باسمك القدوس احفظهم انت وحدك بتحفظهم من الامراض والحروب
Comment