استحالة تحريف الكتاب المقدس
(ردا على اسئلة من يقول الكتاب المقدس محرف)
أولاً: شهادة تفرد الكتاب المقدس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1- الكتاب المقدس فريد فى وحدته : فقد كتبه حوالي أربعين رجلاً على مدى قرابة 1600 سنة، وذلك من أماكن مختلفة من ثلاث قارات العالم القديم... وتنوعت مهنة كل كاتب وظروف الكتابة، ومع ذلك خرج الكتاب المقدس في وحدة كاملة وتناسق بديع يدل على أن وراء هؤلاء الكتبة جميعاً روح واحد هو روح الله القدوس.
2- الكتاب المقدس فريد فى ملاءمته لكل جيل وعصر : فهو الكتاب الوحيد الذي لم يصبه القدم، بل هو جديد دائما وصالح لكل زمان ولكل عصر.
3- الكتاب المقدس فريد فى ملائمته لكل عمر وفرد : فهو مناسب لكل فئات الناس ولكل القامات الروحية.
4- الكتاب المقدس فريد فى شموله وكماله : فهو الكتاب الوحيد الذي كتب في جميع الموضوعات، فهو بحق مكتبة الهية شاملة تحوى التاريخ والأدب والشعر والقانون والفلسفة والطب والجيولوجيا والمنطق، إلى جانب القضية الأساسية وهي خلاص الإنسان.
5- الكتاب المقدس فريد فى انتشاره وتوزيعه : إذ يفوق توزيعه أي كتاب آخر بعشرات المرات فقد تم توزيع الكتاب المقدس في عام 1998م 20.751.515 نسخة كاملة في 2212 لغة ولهجة.
6- الكتاب المقدس فريد فى صموده وبقائه : لم يلق كتاب آخر مثلما لقي الكتاب المقدس من إضطهادات وحروب ولكنه بقي صامداً شامخاً على مر العصور.
7- الكتاب المقدس فى قوته وتأثيره : فهو يلمس الأرواح والقلوب بصورة لا توجد في أي كتاب آخر... إن الملايين قد تغيرت حياتهم حين قرأوا الكتاب المقدس بقلب مخلص.
ثانياً: شهادة المراجع الأصلية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1- شهادة المخطوطات القديمة :
أهم مخطوطات العهد القديم :
لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.
بردية ناش وترجع للقرن الثاني الميلادي.
مخطوطات جينزة - القاهرة وترجع للقرن السادس حتى التاسع الميلادي.
مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م.
• أهم مخطوطات العهد الجديد :
المخطوطات البردية :
مخطوطة جون رايلاند وترجع إلى 125م.
مخطوطة بودمير وترجع إلى 150م.
مخطوطة تشستر بيتي وترجع إلى 220م.
المخطوطات البوصية :
النسخة السينائية وترجع إلى 340م. وهى محفوظة الآن بالمتحف البريطانى.
النسخة الفاتيكانية وترجع إلى 350م. وهى محفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان.
النسخة الاسكندرية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن بالمتحف البريطاني.
النسخة الافرايمية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن في المكتبة الوطنية بباريس.
هذه المخطوطات وآلاف المخطوطات الأخرى الموجودة لدينا الآن، والتي حدد عمرها علماء محايدون، تؤكد بكل يقين أن الكتاب المقدس قد تم نقله إلينا بأمانة ودقة تامة.
2- شهادة الترجمات :
ترجمات العهد القديم :
الأرامية (500 ق.م)
السبعينية (285 ق.م)
السريانية (فى القرون الأولى للمسيحية).
ترجمات العهد الجديد :
الترجمات اللاتينية : اللاتينية (ايطاليا) في القرن الثاني الميلادي - الفولجاتا الشعبية في القرن الرابع الميلادي.
الترجمات السريانية : القديمة (القرن الثاني الميلادي) - البسيطة (150-200) - الفيلوكسينان (508م).
الترجمات القبطية : الصعيدية (بدأها نبينوس 185م) - الأخميمية والفيومية (الرابع والخامس الميلادي) - البحيرية (القرن الرابع الميلادي).
ترجمات أخرى : مثل الأرمينية والجورجية والأثيوبية والعربية وغيرها.
هذه الترجمات الكثيرة للكتاب المقدس، والتي بدأت منذ زمن مبكر جداً قد عملت على سرعة انتشار الكتاب المقدس بين شعوب العالم. ويوجد لدينا الآن أكثر من عشرة آلاف مخطوطة لهذه الترجمات القديمة وهى تتفق جميعها مع الكتاب المقدس الذي بين أيدينا.
ثالثاً: شهادة كتابات الآباء الأولين والكتب الكنسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- شهادة كتابات الآباء الأولين :
اقتبس آباء الكنيسة الأولون الكثير من نصوص الكتاب المقدس وذلك في عظاتهم وكتابتهم وترجع أهمية هذه الإقتباسات كدليل على صحة العهد الجديد للآتي :
• أنها قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
• أنها باللغات الأربعة القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية.
• أنها مقتبسة في بلاد عديدة سواء في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
•أنها كثيرة جداً إذ يبلغ عدد الإقتباسات التي اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية حوالى 32000 إقتباساً، فإذا أضفنا إليهم إقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى 440م. لزاد العدد عن 200 ألف إقتباساً ولأمكن منها إستعادة العهد الجديد أكثر من مرة في أكثر من لغة.
2- شهادة الكتب الكنسية :
عرفت الكنائس والقراءات الكنسية منذ بداية المسيحية والقراءات الكنسية عادة محافظة تعتمد على أقدم المخطوطات... والكتب الكنسية وجدت مطابقة تماما للنصوص الكتابية التي بين أيدينا فلا يوجد بها ما يغاير أو يضاد أي نص عندنا.
رابعاً: شهادة العلم الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي القارئ : نريد أولاً أن نضع أمامك الحقائق الآتية :
• الكتاب المقدس يحتوى على حقائق علمية كثيرة، مكتوبة بأسلوب بسيط يناسب القارئ العادي.
• الكتاب المقدس لم يحتوي على الأخطاء العلمية التي كانت شائعة وقت كتابته.
• الكتاب المقدس أخبر عن كثير من الأمور العلمية، والتي لم تكتشف إلا حديثاً.
وإليك بعضاً مما يوضح توافق العلم مع الكتاب المقدس :
• الكون ليس أزلياً (تك 1:1).
• كانت الأرض في بدايتها بغير حياة (تك 2:1).
• إجتماع المياه جميعها إلى مكان واحد (تك 9:1،10).
• ظهور الأعشاب أولاً ثم القبول ثم الأشجار (تك 11:1).
• ترتيب ظهور الكائنات الحية (تك 1).
• خلقة الإنسان من تراب الأرض (تك 7:2).
• إشارة إلى كروية الأرض (أش 22:40).
• إشارة إلى الجاذبية الأرضية (1يو 7:26).
• إشارة إلى دورة المياه في الطبيعة (جا 7:1).
• إشارة إلى تنوع الأنسجة في الكائنات الحية المختلفة (1كو 39:15).
• إشارة إلى تحلل العناصر في الطبيعية (2بط 10:3-12).
خامساً: شهادة التاريخ والآثار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
شهدت الآثار بكل صدق لقصص الكتاب المقدس، وأنها حقيقة وليست خيالاً، وإليك بعضاً من هذه الإكتشافات :
1- العهد القديم :
• إكتشفت صحائف وكتابات أشورية وبابلية، تحكي قصة خلق الإنسان وطرده من الجنة طبقا لما ورد في (تك 2).
• يوجد اليوم على الأقل 33 وثيقة في أماكن عديدة تحكي عن الطوفان (تك 7).
• عثر على سفينة نوح على قمة جبل أراراط في أرمينيا، ونشرت جريدة أخبار اليوم ذلك الخبر في 9 يونيه 1946م ووصفوا الفلك وأبعاده وجاء مطابقا لما جاء في (تك 6).
• إكتشف الأثريون مدينة فيثوم التي بناها رمسيس الثاني، وتعرف الآن بتل المسخوطة بالقرب من الإسماعيلية (خر 5:1).
• إكتشف الأثريون لوحة اسرائيل الموجودة الآن بالمتحف المصري بالقاهرة، وهي تحكي قصة خروج شعب بني إسرائيل وعبوره البحر الأحمر (خر 14).
• إكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض كما وجدت بقايا أخشاب محترقة ورماد دليلاً على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يش 6).
• وغيرها الكثير والكثير من الإكتشافات مثل حجر موآب وصخرة كردستان وبوابة أشتار في بابل وحجر قانون حمورابي وحفريات مدينة صور والسامرة، وكلها تحكي قصصاً مطابقة لما جاء في الكتاب المقدس.
2- العهد الجديد :
• تم إكتشاف خشبة الصليب المقدس وإكليل الشوك الخاص بالسيد المسيح والمسامير وملابس الرب يسوع التي أخذها الحراس والقصبة التي أعطيت له، وكل هذه محفوظة في كنائس معروفة.
• شهادة الوثائق التاريخية لصحة ما جاء بالإنجيل عن السيد المسيح.
• شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودي في القرن الأول الميلادي في كتابه العاديات والآثار.
• شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الروماني في القرن الأول الميلاي في كتابه عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
• شهادة ثالوس المؤرخ السامري في القرن الأول الميلادي.
• شهادة التلمود اليهودي عن شخصية السيد المسيح.
• تقرير بيلاطس البنطي إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر بشأن المسيح، وهو محفوظ الآن بمكتبة الفاتيكان بروما.
•صورة الحكم الذي نطق به بيلاطس البنطي على يسوع، وهو موجود الآن بدير الكارثوزيان بالقرب من نابولي.
سادساً: شهادة إتمام النبوات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 نبوات العهد القديم :
• نبوات عن السيد المسيح : هناك أكثر من 300 نبوة تنبأت عن شخص الفادي والمخلص، وكلها تحققت في السيد المسيح مولود بيت لحم.
• نبوات عن شعوب وملوك :
• نبوة نوح لأولاده الثلاثة عن شعوب الأرض (تك 25:9-27).
• نبوة يشوع عن اريحا في القرن الـ 15 قبل الميلاد (يش 26:6)، وتحققت في (1مل 34:16).
• نبوة إشعياء عن خراب بابل العظيمة (أش 9:13-22)، وتحققت بعد 160 سنة تقريباً.
• نبوة إشعياء عن انتصار كورش على البابليين وعودة اليهود من السبي (أش 45:44)، وتحقق ذلك حرفياً.
• نبوة اشعياء عن البركة الفريدة التي لشعب مصر (أش 25:19)، وتحقق ذلك بمجىء العائلة المقدسة لها.
نبوة اشعياء عن وجود مذبح للرب في أرض مصر (أش 19:19-21)، وتحقق ذلك في المسيحية بعد 600 سنة.
• نبوة إرميا عن سبى الشعب اليهودي (أر 8:25-11) وتحقق ذلك بعد عشرات السنيين.
• نبوة حزقيال عن خراب صور وعدم قيامها مرة أخرى (حز 7:26-21) وتحقق ذلك حرفياً.
• نبوة دانيال عن ظهور الإسكندر الأكبر وفتوحاته ثم موته وانقسام مملكته (دا 8-11) وتحقق ذلك بكل دقة وبعد مئات السنيين من النبوة.
2 نبوات العهد الجديد :
• تنبأ السيد المسيح عن الإضطهاد الذي سيلاقيه التلاميذ (مت 17:10-23)، وكذلك عن ثبات وصمود الكنيسة أمام الإضطهادات (مت 16:16-18)، وقد تحقق ومازال يتحقق ذلك حرفياً.
• وتنبأ عن دمار كورزين وخراب بيت صيدا وكفر ناحوم (مت 20:11-24)، وقد زالت هذه المدن في القرن الرابع الميلادي.
• وتنبأ عن خراب أورشليم والهيكل قبل خرابها بأربعين سنة (لو 43:19،44).
• وتنبأ عن إنتشار الإنجيل في المسكونة كلها (مر 10:13)، وقد تحقق ذلك.
• وتنبأ عن استشهاد القديس بطرس والطريقة التي يستشهد بها (يو 18:21،19)، وقد تم هذا حرفياً.
سابعاً: شهادة العقل والمنطق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
1- دور العهد القديم فى إثبات صحة وسلامة العهد الجديد :
وحدة العهد القديم والجديد وترابطهما الشديد يؤكدان على صحة وسلامة العهد الجديد، لأنه يلزم لمن يرغب فى تحريف العهد الجديد أن يحرف أيضاً العهد القديم ليجعله مطابقا له... وإذا كان المسيحيون سيحرفون العهد الجديد ليجعلوا من مسيحهم إلها، فلماذا سيصمت اليهود وهم يرون كتبهم تحرف أمام أعينهم؟ لماذا لم يملأوا العالم صياحا ويشهدوا على زمان التحريف ومكانه؟
2 دور كتبة العهد الجديد فى إثبات وحيه وعصمته :
• كان معظم كتبة العهد الجديد شهود عيان للأحداث.
• كتبوا أسفارهم من أماكن متفرقة، ولكنها جاءت في وحدة واحدة.
• ذكر الرسل أخطاءهم الشخصية مما يدل على أمانتهم في الكتابة.
• كرزوا بالأمر الصعب وهو (الإله المتجسد والمصلوب) ولو كانت نية التحريف أو التبديل عندهم لنادوا بالأمر السهل والأكثر قبولاً.
• لم يعتمدوا في كرازتهم على سلاح أو مال، ولكنهم نجحوا في غزو العالم كله، مما يدل على صدق دعوتهم وأنها بمؤازرة الله نفسه.
• استشهدوا جميعاً (عدا يوحنا الحبيب) في سبيل ما كتبوا وكرزوا به.
أسئلة لا تجد لها كتابة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يدلونا على مؤرخ ذكر شيئا في التاريخ - ولو عابرا - عن مؤتمر أو مجمع ضم أجناس البشر من جميع القارات لتحريف الكتاب المقدس؟
• هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو واحد منها :
• من الذي حرف الكتاب المقدس؟
• متى حرف الكتاب المقدس؟
• أين حرف الكتاب المقدس؟
• لماذا حرف الكتاب المقدس؟
• أين النسخة الأصلية التي لم تحرف؟
عزيزى القارئ : هذه الأسئلة لن تجد لها إجابة عند أحد؟ هل تعرف لماذا؟ لأن الكتاب المقدس لم تمتد إليه يد التحريف من بعيد أو قريب، طبقاً لوعد السيد المسيح نفسه: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لن يزول" (مت 35:24).
الكتاب المقدس
ـــــــــــــــــــــــــ
نحن نؤمن بالله، ونؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله المكتوبة، وأنه روح وحياة يقودنا في رحلتنا في هذا العالم، يرشد ويعلم، يبكت ويعزي، يشرح ويفسر من أجل أن تستنير حياتنا بكلماته وشخصياته ومواقفه وتعاليمه.
نعم ؛ إن من قرأ الكتاب المقدس وتأثر به يكن له في قلبه مكانة عظيمة ويشعر بأهميته القصوى للحياة. ولا أظن أنه يستطيع أن يحيا حياة حقيقية بدون هذا الكتاب العظيم.
ولذلك ، وبنفس الطريقة التي حاول بها الشيطان أن يسقط حواء: "أحقاً قال الله" (تك 3 : 1)، يحاول اليوم أن يهاجم أبناء الله بنفس الحيلة:"هل الكتاب المقدس هو حقاً كلمة الله؟" فهو يعلم أن الكتاب المقدس هو القادر بقوته وسلطانه أن يقوض مملكة الشر ويقضي على سلطان إبليس. ولذا فقد حاول عبر العصور أن يستخدم كل أسلحته لينال من هذا الكتاب ولكن دون جدوى فقد ثبت وانتشر واثر في العالم ونفوس البشر بطريقة لم يسبق لها مثيل.
ولكثرة ما تعرض له الكتاب المقدس من هجوم أصبح الكتاب الوحيد الذي لا يخشى شيئاً فقد انتصر على كل ضروب النقض والتشكيك حتى أنه لم يبقى للمعارضين أن يقولوا شيئا جديداً، ولذا افخر يا عزيزي الشاب فكتابك قد انتصر على كل عدو حاول أن ينال منه ولا يوجد سؤال أو تشكيك إلا وإجاباته حاضرة تماماً. إننا اليوم نشكر الله من أجل أنه يحول كل شر إلى خير، فقد أظهرت حملات الهجوم الشرسة الشريرة قوة هذا الكتاب العظيم بدلاً من أن تنال منه.
ومن المستحيل أن يدعي شخصاً تحريف الإنجيل ويقدم دليلاً على ذلك فلا يستطيع أي مدعي أن يجيب على هذه الأسئلة: متى حرف الإنجيل؟ من حرف الإنجيل؟ أين حرف الإنجيل؟ لماذا حرف الإنجيل؟ لو حرفت كلمة الله ، لماذا لم يمنع الله هذا التحريف؟
فالسؤال الأول مستحيل الإجابة إليه لأنه توجد لدينا مخطوطات قديمة جداً للكتاب المقدس والآلاف من اقتباسات الآباء منه كما تشهد الكتابات القديمة له. والسؤال الثاني مستحيل الإجابة عليه لأنه لا توجد مصلحة لأحد في هذا التحريف، ولو حرفه اليهود لكانوا قد استبعدوا الآيات التي تسئ إليهم وتذكر أعمالهم الشريرة في حق الله و الأنبياء ولحذفوا أخطاء الأنبياء. ولو حرفه المسيحيون لحذفوا الإهانات التي وجهت للسيد المسيح، ولاستغل اليهود هذه الفرصة وشهدوا عليهم لأنهم كانوا موجودين في هذه الفترة. والسؤال الثالث مستحيل الإجابة عليه لأنه لم تمض سوى سنوات قليلة من البشارة بالإنجيل وكان الإنجيل قد انتشر في أغلب مناطق العالم القديم ومن المستحيل أن تجمع كل هذه المخطوطات من أنحاء العالم لتحريفها. ومن المستحيل الإجابة على السؤال الرابع لأنه لا يوجد سبب واحد يدعو المسيحيين أو اليهود لتحريف الكتاب المقدس الذي سفكوا دمائهم من أجل الحفاظ على الإيمان الموجود به.
وتأتي الحقيقة الأخيرة أن كلمة الله لا تحرف لأن الله هو الذي يحفظها عبر الزمان وحاشا لله العظيم القدرة أن يترك كلمته للتحريف. فكل شخص يدعي تحريف الكتاب المقدس إنما يفتري في المقام الأول على الله له كل المجد والقدرة والعزة.
(ردا على اسئلة من يقول الكتاب المقدس محرف)
أولاً: شهادة تفرد الكتاب المقدس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1- الكتاب المقدس فريد فى وحدته : فقد كتبه حوالي أربعين رجلاً على مدى قرابة 1600 سنة، وذلك من أماكن مختلفة من ثلاث قارات العالم القديم... وتنوعت مهنة كل كاتب وظروف الكتابة، ومع ذلك خرج الكتاب المقدس في وحدة كاملة وتناسق بديع يدل على أن وراء هؤلاء الكتبة جميعاً روح واحد هو روح الله القدوس.
2- الكتاب المقدس فريد فى ملاءمته لكل جيل وعصر : فهو الكتاب الوحيد الذي لم يصبه القدم، بل هو جديد دائما وصالح لكل زمان ولكل عصر.
3- الكتاب المقدس فريد فى ملائمته لكل عمر وفرد : فهو مناسب لكل فئات الناس ولكل القامات الروحية.
4- الكتاب المقدس فريد فى شموله وكماله : فهو الكتاب الوحيد الذي كتب في جميع الموضوعات، فهو بحق مكتبة الهية شاملة تحوى التاريخ والأدب والشعر والقانون والفلسفة والطب والجيولوجيا والمنطق، إلى جانب القضية الأساسية وهي خلاص الإنسان.
5- الكتاب المقدس فريد فى انتشاره وتوزيعه : إذ يفوق توزيعه أي كتاب آخر بعشرات المرات فقد تم توزيع الكتاب المقدس في عام 1998م 20.751.515 نسخة كاملة في 2212 لغة ولهجة.
6- الكتاب المقدس فريد فى صموده وبقائه : لم يلق كتاب آخر مثلما لقي الكتاب المقدس من إضطهادات وحروب ولكنه بقي صامداً شامخاً على مر العصور.
7- الكتاب المقدس فى قوته وتأثيره : فهو يلمس الأرواح والقلوب بصورة لا توجد في أي كتاب آخر... إن الملايين قد تغيرت حياتهم حين قرأوا الكتاب المقدس بقلب مخلص.
ثانياً: شهادة المراجع الأصلية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1- شهادة المخطوطات القديمة :
أهم مخطوطات العهد القديم :
لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.
بردية ناش وترجع للقرن الثاني الميلادي.
مخطوطات جينزة - القاهرة وترجع للقرن السادس حتى التاسع الميلادي.
مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م.
• أهم مخطوطات العهد الجديد :
المخطوطات البردية :
مخطوطة جون رايلاند وترجع إلى 125م.
مخطوطة بودمير وترجع إلى 150م.
مخطوطة تشستر بيتي وترجع إلى 220م.
المخطوطات البوصية :
النسخة السينائية وترجع إلى 340م. وهى محفوظة الآن بالمتحف البريطانى.
النسخة الفاتيكانية وترجع إلى 350م. وهى محفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان.
النسخة الاسكندرية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن بالمتحف البريطاني.
النسخة الافرايمية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن في المكتبة الوطنية بباريس.
هذه المخطوطات وآلاف المخطوطات الأخرى الموجودة لدينا الآن، والتي حدد عمرها علماء محايدون، تؤكد بكل يقين أن الكتاب المقدس قد تم نقله إلينا بأمانة ودقة تامة.
2- شهادة الترجمات :
ترجمات العهد القديم :
الأرامية (500 ق.م)
السبعينية (285 ق.م)
السريانية (فى القرون الأولى للمسيحية).
ترجمات العهد الجديد :
الترجمات اللاتينية : اللاتينية (ايطاليا) في القرن الثاني الميلادي - الفولجاتا الشعبية في القرن الرابع الميلادي.
الترجمات السريانية : القديمة (القرن الثاني الميلادي) - البسيطة (150-200) - الفيلوكسينان (508م).
الترجمات القبطية : الصعيدية (بدأها نبينوس 185م) - الأخميمية والفيومية (الرابع والخامس الميلادي) - البحيرية (القرن الرابع الميلادي).
ترجمات أخرى : مثل الأرمينية والجورجية والأثيوبية والعربية وغيرها.
هذه الترجمات الكثيرة للكتاب المقدس، والتي بدأت منذ زمن مبكر جداً قد عملت على سرعة انتشار الكتاب المقدس بين شعوب العالم. ويوجد لدينا الآن أكثر من عشرة آلاف مخطوطة لهذه الترجمات القديمة وهى تتفق جميعها مع الكتاب المقدس الذي بين أيدينا.
ثالثاً: شهادة كتابات الآباء الأولين والكتب الكنسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- شهادة كتابات الآباء الأولين :
اقتبس آباء الكنيسة الأولون الكثير من نصوص الكتاب المقدس وذلك في عظاتهم وكتابتهم وترجع أهمية هذه الإقتباسات كدليل على صحة العهد الجديد للآتي :
• أنها قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
• أنها باللغات الأربعة القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية.
• أنها مقتبسة في بلاد عديدة سواء في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
•أنها كثيرة جداً إذ يبلغ عدد الإقتباسات التي اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية حوالى 32000 إقتباساً، فإذا أضفنا إليهم إقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى 440م. لزاد العدد عن 200 ألف إقتباساً ولأمكن منها إستعادة العهد الجديد أكثر من مرة في أكثر من لغة.
2- شهادة الكتب الكنسية :
عرفت الكنائس والقراءات الكنسية منذ بداية المسيحية والقراءات الكنسية عادة محافظة تعتمد على أقدم المخطوطات... والكتب الكنسية وجدت مطابقة تماما للنصوص الكتابية التي بين أيدينا فلا يوجد بها ما يغاير أو يضاد أي نص عندنا.
رابعاً: شهادة العلم الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي القارئ : نريد أولاً أن نضع أمامك الحقائق الآتية :
• الكتاب المقدس يحتوى على حقائق علمية كثيرة، مكتوبة بأسلوب بسيط يناسب القارئ العادي.
• الكتاب المقدس لم يحتوي على الأخطاء العلمية التي كانت شائعة وقت كتابته.
• الكتاب المقدس أخبر عن كثير من الأمور العلمية، والتي لم تكتشف إلا حديثاً.
وإليك بعضاً مما يوضح توافق العلم مع الكتاب المقدس :
• الكون ليس أزلياً (تك 1:1).
• كانت الأرض في بدايتها بغير حياة (تك 2:1).
• إجتماع المياه جميعها إلى مكان واحد (تك 9:1،10).
• ظهور الأعشاب أولاً ثم القبول ثم الأشجار (تك 11:1).
• ترتيب ظهور الكائنات الحية (تك 1).
• خلقة الإنسان من تراب الأرض (تك 7:2).
• إشارة إلى كروية الأرض (أش 22:40).
• إشارة إلى الجاذبية الأرضية (1يو 7:26).
• إشارة إلى دورة المياه في الطبيعة (جا 7:1).
• إشارة إلى تنوع الأنسجة في الكائنات الحية المختلفة (1كو 39:15).
• إشارة إلى تحلل العناصر في الطبيعية (2بط 10:3-12).
خامساً: شهادة التاريخ والآثار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
شهدت الآثار بكل صدق لقصص الكتاب المقدس، وأنها حقيقة وليست خيالاً، وإليك بعضاً من هذه الإكتشافات :
1- العهد القديم :
• إكتشفت صحائف وكتابات أشورية وبابلية، تحكي قصة خلق الإنسان وطرده من الجنة طبقا لما ورد في (تك 2).
• يوجد اليوم على الأقل 33 وثيقة في أماكن عديدة تحكي عن الطوفان (تك 7).
• عثر على سفينة نوح على قمة جبل أراراط في أرمينيا، ونشرت جريدة أخبار اليوم ذلك الخبر في 9 يونيه 1946م ووصفوا الفلك وأبعاده وجاء مطابقا لما جاء في (تك 6).
• إكتشف الأثريون مدينة فيثوم التي بناها رمسيس الثاني، وتعرف الآن بتل المسخوطة بالقرب من الإسماعيلية (خر 5:1).
• إكتشف الأثريون لوحة اسرائيل الموجودة الآن بالمتحف المصري بالقاهرة، وهي تحكي قصة خروج شعب بني إسرائيل وعبوره البحر الأحمر (خر 14).
• إكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض كما وجدت بقايا أخشاب محترقة ورماد دليلاً على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يش 6).
• وغيرها الكثير والكثير من الإكتشافات مثل حجر موآب وصخرة كردستان وبوابة أشتار في بابل وحجر قانون حمورابي وحفريات مدينة صور والسامرة، وكلها تحكي قصصاً مطابقة لما جاء في الكتاب المقدس.
2- العهد الجديد :
• تم إكتشاف خشبة الصليب المقدس وإكليل الشوك الخاص بالسيد المسيح والمسامير وملابس الرب يسوع التي أخذها الحراس والقصبة التي أعطيت له، وكل هذه محفوظة في كنائس معروفة.
• شهادة الوثائق التاريخية لصحة ما جاء بالإنجيل عن السيد المسيح.
• شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودي في القرن الأول الميلادي في كتابه العاديات والآثار.
• شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الروماني في القرن الأول الميلاي في كتابه عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
• شهادة ثالوس المؤرخ السامري في القرن الأول الميلادي.
• شهادة التلمود اليهودي عن شخصية السيد المسيح.
• تقرير بيلاطس البنطي إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر بشأن المسيح، وهو محفوظ الآن بمكتبة الفاتيكان بروما.
•صورة الحكم الذي نطق به بيلاطس البنطي على يسوع، وهو موجود الآن بدير الكارثوزيان بالقرب من نابولي.
سادساً: شهادة إتمام النبوات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 نبوات العهد القديم :
• نبوات عن السيد المسيح : هناك أكثر من 300 نبوة تنبأت عن شخص الفادي والمخلص، وكلها تحققت في السيد المسيح مولود بيت لحم.
• نبوات عن شعوب وملوك :
• نبوة نوح لأولاده الثلاثة عن شعوب الأرض (تك 25:9-27).
• نبوة يشوع عن اريحا في القرن الـ 15 قبل الميلاد (يش 26:6)، وتحققت في (1مل 34:16).
• نبوة إشعياء عن خراب بابل العظيمة (أش 9:13-22)، وتحققت بعد 160 سنة تقريباً.
• نبوة إشعياء عن انتصار كورش على البابليين وعودة اليهود من السبي (أش 45:44)، وتحقق ذلك حرفياً.
• نبوة اشعياء عن البركة الفريدة التي لشعب مصر (أش 25:19)، وتحقق ذلك بمجىء العائلة المقدسة لها.
نبوة اشعياء عن وجود مذبح للرب في أرض مصر (أش 19:19-21)، وتحقق ذلك في المسيحية بعد 600 سنة.
• نبوة إرميا عن سبى الشعب اليهودي (أر 8:25-11) وتحقق ذلك بعد عشرات السنيين.
• نبوة حزقيال عن خراب صور وعدم قيامها مرة أخرى (حز 7:26-21) وتحقق ذلك حرفياً.
• نبوة دانيال عن ظهور الإسكندر الأكبر وفتوحاته ثم موته وانقسام مملكته (دا 8-11) وتحقق ذلك بكل دقة وبعد مئات السنيين من النبوة.
2 نبوات العهد الجديد :
• تنبأ السيد المسيح عن الإضطهاد الذي سيلاقيه التلاميذ (مت 17:10-23)، وكذلك عن ثبات وصمود الكنيسة أمام الإضطهادات (مت 16:16-18)، وقد تحقق ومازال يتحقق ذلك حرفياً.
• وتنبأ عن دمار كورزين وخراب بيت صيدا وكفر ناحوم (مت 20:11-24)، وقد زالت هذه المدن في القرن الرابع الميلادي.
• وتنبأ عن خراب أورشليم والهيكل قبل خرابها بأربعين سنة (لو 43:19،44).
• وتنبأ عن إنتشار الإنجيل في المسكونة كلها (مر 10:13)، وقد تحقق ذلك.
• وتنبأ عن استشهاد القديس بطرس والطريقة التي يستشهد بها (يو 18:21،19)، وقد تم هذا حرفياً.
سابعاً: شهادة العقل والمنطق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
1- دور العهد القديم فى إثبات صحة وسلامة العهد الجديد :
وحدة العهد القديم والجديد وترابطهما الشديد يؤكدان على صحة وسلامة العهد الجديد، لأنه يلزم لمن يرغب فى تحريف العهد الجديد أن يحرف أيضاً العهد القديم ليجعله مطابقا له... وإذا كان المسيحيون سيحرفون العهد الجديد ليجعلوا من مسيحهم إلها، فلماذا سيصمت اليهود وهم يرون كتبهم تحرف أمام أعينهم؟ لماذا لم يملأوا العالم صياحا ويشهدوا على زمان التحريف ومكانه؟
2 دور كتبة العهد الجديد فى إثبات وحيه وعصمته :
• كان معظم كتبة العهد الجديد شهود عيان للأحداث.
• كتبوا أسفارهم من أماكن متفرقة، ولكنها جاءت في وحدة واحدة.
• ذكر الرسل أخطاءهم الشخصية مما يدل على أمانتهم في الكتابة.
• كرزوا بالأمر الصعب وهو (الإله المتجسد والمصلوب) ولو كانت نية التحريف أو التبديل عندهم لنادوا بالأمر السهل والأكثر قبولاً.
• لم يعتمدوا في كرازتهم على سلاح أو مال، ولكنهم نجحوا في غزو العالم كله، مما يدل على صدق دعوتهم وأنها بمؤازرة الله نفسه.
• استشهدوا جميعاً (عدا يوحنا الحبيب) في سبيل ما كتبوا وكرزوا به.
أسئلة لا تجد لها كتابة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يدلونا على مؤرخ ذكر شيئا في التاريخ - ولو عابرا - عن مؤتمر أو مجمع ضم أجناس البشر من جميع القارات لتحريف الكتاب المقدس؟
• هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو واحد منها :
• من الذي حرف الكتاب المقدس؟
• متى حرف الكتاب المقدس؟
• أين حرف الكتاب المقدس؟
• لماذا حرف الكتاب المقدس؟
• أين النسخة الأصلية التي لم تحرف؟
عزيزى القارئ : هذه الأسئلة لن تجد لها إجابة عند أحد؟ هل تعرف لماذا؟ لأن الكتاب المقدس لم تمتد إليه يد التحريف من بعيد أو قريب، طبقاً لوعد السيد المسيح نفسه: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لن يزول" (مت 35:24).
الكتاب المقدس
ـــــــــــــــــــــــــ
نحن نؤمن بالله، ونؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله المكتوبة، وأنه روح وحياة يقودنا في رحلتنا في هذا العالم، يرشد ويعلم، يبكت ويعزي، يشرح ويفسر من أجل أن تستنير حياتنا بكلماته وشخصياته ومواقفه وتعاليمه.
نعم ؛ إن من قرأ الكتاب المقدس وتأثر به يكن له في قلبه مكانة عظيمة ويشعر بأهميته القصوى للحياة. ولا أظن أنه يستطيع أن يحيا حياة حقيقية بدون هذا الكتاب العظيم.
ولذلك ، وبنفس الطريقة التي حاول بها الشيطان أن يسقط حواء: "أحقاً قال الله" (تك 3 : 1)، يحاول اليوم أن يهاجم أبناء الله بنفس الحيلة:"هل الكتاب المقدس هو حقاً كلمة الله؟" فهو يعلم أن الكتاب المقدس هو القادر بقوته وسلطانه أن يقوض مملكة الشر ويقضي على سلطان إبليس. ولذا فقد حاول عبر العصور أن يستخدم كل أسلحته لينال من هذا الكتاب ولكن دون جدوى فقد ثبت وانتشر واثر في العالم ونفوس البشر بطريقة لم يسبق لها مثيل.
ولكثرة ما تعرض له الكتاب المقدس من هجوم أصبح الكتاب الوحيد الذي لا يخشى شيئاً فقد انتصر على كل ضروب النقض والتشكيك حتى أنه لم يبقى للمعارضين أن يقولوا شيئا جديداً، ولذا افخر يا عزيزي الشاب فكتابك قد انتصر على كل عدو حاول أن ينال منه ولا يوجد سؤال أو تشكيك إلا وإجاباته حاضرة تماماً. إننا اليوم نشكر الله من أجل أنه يحول كل شر إلى خير، فقد أظهرت حملات الهجوم الشرسة الشريرة قوة هذا الكتاب العظيم بدلاً من أن تنال منه.
ومن المستحيل أن يدعي شخصاً تحريف الإنجيل ويقدم دليلاً على ذلك فلا يستطيع أي مدعي أن يجيب على هذه الأسئلة: متى حرف الإنجيل؟ من حرف الإنجيل؟ أين حرف الإنجيل؟ لماذا حرف الإنجيل؟ لو حرفت كلمة الله ، لماذا لم يمنع الله هذا التحريف؟
فالسؤال الأول مستحيل الإجابة إليه لأنه توجد لدينا مخطوطات قديمة جداً للكتاب المقدس والآلاف من اقتباسات الآباء منه كما تشهد الكتابات القديمة له. والسؤال الثاني مستحيل الإجابة عليه لأنه لا توجد مصلحة لأحد في هذا التحريف، ولو حرفه اليهود لكانوا قد استبعدوا الآيات التي تسئ إليهم وتذكر أعمالهم الشريرة في حق الله و الأنبياء ولحذفوا أخطاء الأنبياء. ولو حرفه المسيحيون لحذفوا الإهانات التي وجهت للسيد المسيح، ولاستغل اليهود هذه الفرصة وشهدوا عليهم لأنهم كانوا موجودين في هذه الفترة. والسؤال الثالث مستحيل الإجابة عليه لأنه لم تمض سوى سنوات قليلة من البشارة بالإنجيل وكان الإنجيل قد انتشر في أغلب مناطق العالم القديم ومن المستحيل أن تجمع كل هذه المخطوطات من أنحاء العالم لتحريفها. ومن المستحيل الإجابة على السؤال الرابع لأنه لا يوجد سبب واحد يدعو المسيحيين أو اليهود لتحريف الكتاب المقدس الذي سفكوا دمائهم من أجل الحفاظ على الإيمان الموجود به.
وتأتي الحقيقة الأخيرة أن كلمة الله لا تحرف لأن الله هو الذي يحفظها عبر الزمان وحاشا لله العظيم القدرة أن يترك كلمته للتحريف. فكل شخص يدعي تحريف الكتاب المقدس إنما يفتري في المقام الأول على الله له كل المجد والقدرة والعزة.
Comment