يسوع يتكلّم بأمثال
كم تمنيت لو أنني عشت في عصر المسيح، وسمعت صوته وهو يُعلّمُ الجموع ويرشدهم. ولكن محبة الله لنا لم تجعل كلمته مقتصرة على أناس ذلك العصر فحسب، بل دوّن كتّاب الوحي، بالروح القدس، كل ما قاله وأوصى به المسيح يسوع، وكل ما هو نافع لتعليمنا وإرشادنا. استخدم المسيح الأمثال والقصص ليعلّم الجموع حوله أعظم رسالة. كانت هذه الأمثال مستمدّة من واقع حياة الناس اليوميّة. فلم يرد المسيح أن يعلّمنا ما هو نظري، أو ما لا يمتّ لواقعنا بصلة، بل نراه يدخل الى أعماق حياتنا ويستمد منها صوراً وتعاليم، ويرشدنا بواسطتها. لقد أراد المسيح أن يتعامل مع أعماق الفكر والقلب البشريين، وها هو يفعل ذلك في المثل التالي:
لنقرأ ما يقوله الكتاب المقدس:
"وأبتدأ أيضا يعلم عند البحر .فاجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض فكان يعلمهم كثيراً بأمثال وقال لهم في تعليمه اسمعوا .هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء وأكلته . وسقط آخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة. فنبت حالاً إذ لم يكن له عمق أرض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق. وإذ لم يكن له أصل جف. وسقط آخر في الشوك. فطلع الشوك وخنقه فلم يعطي ثمراً. وسقط آخر في الأرض الجيدة. فأعطى ثمراً يصعد وينمو. فأتى واحد بثلاثين وآخر بستين وآخر بمئة. ثم قال لهم من له إذنان للسمع فليسمع."
يرمز البذار إلى كلام المسيح يسوع لنا نحن البشر. وترمز الأماكن المختلفة التي وقع البذار فيها إلى الناس الذين يقع الكلام في مسامعهم. وبعد أن قدّم المسيح مثله، فسّره لتلاميذه، شارحاً لهم أربع حالات مختلفة:
الأولى:
كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهمها، يأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه: هذا هو المزروع على الطرق. وهناك عاملان، الأول دور الشرير، عدوّ الخير وعدوّ الله والإنسان. إنه يخطف الكلمة التي زرعت في قلب غير مستعد لقبولها. والثاني عدم استعداد الإنسان لوضع نفسه في ضوء كلمة الله. إنه يقسّي قلبه ويرفض أن يسمح للكلمة أن تنبت فيه، بل لا يعتبر نفسه معنيّاً بما تقوله كلمة الله.
الثانية:
أما المزروع على أرض صخرية، فهو الذي يسمع الكلمة ويقبلها بفرح في الحال، ولكنه لا أصل له في ذاته، وإنما يبقى إلى حين: فحالما يحدث ضيق أو إضطهاد من أجل الكلمة يتعثّر. فالأرض المملوءة بالأحجار والصخور ليست أرضاً صالحة للزرع. إذ كيف تمتد الجذور إن كانت الصخور والأحجار تعيق إمتدادها؟ وكيف تقف شجرة ما أو تثبت أمام عواصف وضيقات الحياة إن كانت جذورها سطحية غير عميقة؟ والأمر الهام الذي نلاحظه هنا هو أن هؤلاء قبلوا الكلمة بفرح. ولكنهم لم يحسبوا الحساب. إنهم غير مستعدين للتضحية، للتخلّص ممّا يعيق النموّ في حياتهم. كان عليهم أن يفعلوا ما فعله بولس الرسول الذي قال: " بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح" (فيلبي 3: 8).
ونأتي الآن الى الحالة الثالثة:
أما المزروع بين الأشواك، فهو الذي يسمع الكلمة، ولكنّ همّ الزمان الحاضر وخداع الغنى يخنقان الكلمة، فلا تعطي ثمراً. نمت البذور وتعمّقت جذورها، إلا أن الأشواك شاركتها حياتها فلم تنل الضوء الكافي والهواء الضروري، والغذاء الكامل. وهذه الأشواك هي: هموم الحياة، وغناها. نعم، تغمر حياتنا كبشر هموم الحياة، إذ علينا أن نعمل ونتعب لنأكل ونجد مأوى، هذا هو الجانب الأول. والجانب الثاني هو خداع الغنى الزائل والملذات الوقتية. في كل من هذه الحالات نرى البذور لا تعطي الثمر المنتظر. ولكن حمداً لله لأن أمل الزارع عظيم، وهو يعلم أن عمله في الله ليس هباء.
الرابعة:
وأما المزروع في الأرض الجيّدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهمها، وهو الذي يعطي ثمراً. فينتج الواحد مئة، والآخر ستّين، وغيره ثلاثين!
ترمز الأرض الجيّدة للأشخاص الذين هم، كجميع البشر، خطاة ويحتاجون لخلاص الله، فيقبلون الكلمة بتواضع القلب معترفين بخطاياهم. هم أرض صالحة إذ أن الكلمة تنمو في قلوبهم، وحياتهم، وتعطي ثمراً كثيراً.
يدعونا المسيح جميعاً لكي نتخلص من القساوة والشرور التي تعيق نموّ كلمته المقدسة في حياتنا. ورد في رسالة يعقوب:" لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلّص نفوسكم. ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم"(يعقوب 1: 21-22).
هناء
كم تمنيت لو أنني عشت في عصر المسيح، وسمعت صوته وهو يُعلّمُ الجموع ويرشدهم. ولكن محبة الله لنا لم تجعل كلمته مقتصرة على أناس ذلك العصر فحسب، بل دوّن كتّاب الوحي، بالروح القدس، كل ما قاله وأوصى به المسيح يسوع، وكل ما هو نافع لتعليمنا وإرشادنا. استخدم المسيح الأمثال والقصص ليعلّم الجموع حوله أعظم رسالة. كانت هذه الأمثال مستمدّة من واقع حياة الناس اليوميّة. فلم يرد المسيح أن يعلّمنا ما هو نظري، أو ما لا يمتّ لواقعنا بصلة، بل نراه يدخل الى أعماق حياتنا ويستمد منها صوراً وتعاليم، ويرشدنا بواسطتها. لقد أراد المسيح أن يتعامل مع أعماق الفكر والقلب البشريين، وها هو يفعل ذلك في المثل التالي:
لنقرأ ما يقوله الكتاب المقدس:
"وأبتدأ أيضا يعلم عند البحر .فاجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض فكان يعلمهم كثيراً بأمثال وقال لهم في تعليمه اسمعوا .هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء وأكلته . وسقط آخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة. فنبت حالاً إذ لم يكن له عمق أرض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق. وإذ لم يكن له أصل جف. وسقط آخر في الشوك. فطلع الشوك وخنقه فلم يعطي ثمراً. وسقط آخر في الأرض الجيدة. فأعطى ثمراً يصعد وينمو. فأتى واحد بثلاثين وآخر بستين وآخر بمئة. ثم قال لهم من له إذنان للسمع فليسمع."
يرمز البذار إلى كلام المسيح يسوع لنا نحن البشر. وترمز الأماكن المختلفة التي وقع البذار فيها إلى الناس الذين يقع الكلام في مسامعهم. وبعد أن قدّم المسيح مثله، فسّره لتلاميذه، شارحاً لهم أربع حالات مختلفة:
الأولى:
كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهمها، يأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه: هذا هو المزروع على الطرق. وهناك عاملان، الأول دور الشرير، عدوّ الخير وعدوّ الله والإنسان. إنه يخطف الكلمة التي زرعت في قلب غير مستعد لقبولها. والثاني عدم استعداد الإنسان لوضع نفسه في ضوء كلمة الله. إنه يقسّي قلبه ويرفض أن يسمح للكلمة أن تنبت فيه، بل لا يعتبر نفسه معنيّاً بما تقوله كلمة الله.
الثانية:
أما المزروع على أرض صخرية، فهو الذي يسمع الكلمة ويقبلها بفرح في الحال، ولكنه لا أصل له في ذاته، وإنما يبقى إلى حين: فحالما يحدث ضيق أو إضطهاد من أجل الكلمة يتعثّر. فالأرض المملوءة بالأحجار والصخور ليست أرضاً صالحة للزرع. إذ كيف تمتد الجذور إن كانت الصخور والأحجار تعيق إمتدادها؟ وكيف تقف شجرة ما أو تثبت أمام عواصف وضيقات الحياة إن كانت جذورها سطحية غير عميقة؟ والأمر الهام الذي نلاحظه هنا هو أن هؤلاء قبلوا الكلمة بفرح. ولكنهم لم يحسبوا الحساب. إنهم غير مستعدين للتضحية، للتخلّص ممّا يعيق النموّ في حياتهم. كان عليهم أن يفعلوا ما فعله بولس الرسول الذي قال: " بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح" (فيلبي 3: 8).
ونأتي الآن الى الحالة الثالثة:
أما المزروع بين الأشواك، فهو الذي يسمع الكلمة، ولكنّ همّ الزمان الحاضر وخداع الغنى يخنقان الكلمة، فلا تعطي ثمراً. نمت البذور وتعمّقت جذورها، إلا أن الأشواك شاركتها حياتها فلم تنل الضوء الكافي والهواء الضروري، والغذاء الكامل. وهذه الأشواك هي: هموم الحياة، وغناها. نعم، تغمر حياتنا كبشر هموم الحياة، إذ علينا أن نعمل ونتعب لنأكل ونجد مأوى، هذا هو الجانب الأول. والجانب الثاني هو خداع الغنى الزائل والملذات الوقتية. في كل من هذه الحالات نرى البذور لا تعطي الثمر المنتظر. ولكن حمداً لله لأن أمل الزارع عظيم، وهو يعلم أن عمله في الله ليس هباء.
الرابعة:
وأما المزروع في الأرض الجيّدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهمها، وهو الذي يعطي ثمراً. فينتج الواحد مئة، والآخر ستّين، وغيره ثلاثين!
ترمز الأرض الجيّدة للأشخاص الذين هم، كجميع البشر، خطاة ويحتاجون لخلاص الله، فيقبلون الكلمة بتواضع القلب معترفين بخطاياهم. هم أرض صالحة إذ أن الكلمة تنمو في قلوبهم، وحياتهم، وتعطي ثمراً كثيراً.
يدعونا المسيح جميعاً لكي نتخلص من القساوة والشرور التي تعيق نموّ كلمته المقدسة في حياتنا. ورد في رسالة يعقوب:" لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلّص نفوسكم. ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم"(يعقوب 1: 21-22).
هناء
Comment