يا رب بما أننا أبناؤك لا نتغير فأرجوك لا تتغير
وصلت في آخر النهار مرهقاً من صراع البقاء، من تحدي التحديات التي أثقلت كاهلي، وأفقدتني صبري، واستنزفت كل قوتي ولكنها لم تمحي محبتي ولم تلغي كينونتي.
جلست أمام التلفاز لمشاهدة آخر الأخبار الجديدة القديمة، فبدأت النشرة بخبر انفجار في المنطقة أودى بحياة مئات الأطفال وعشرات النساء والرجال وعدة الآلاف من الجرحى، والخبر التالي شاب يقتل مجموعة أطفال أمام المدرسة، وخبر آخر يتكلم عن تجارب لقنابل نووية جديدة، وخبر تهديد بلد لبلد آخر، وغرق سفينة وانهيار لعمارة وهزة أرضية وامرأة تقتل زوجها لخلافات عائلية ومسؤول يختلس أموال الشركات و...الخ فصرخت بأعلى صوتي، دمَار وحروب وانهيارات واختلاسات، ماذا يريد الإنسان؟ ماذا يفكر الإنسان؟ كيف يفكر الإنسان؟ من هو هذا الإنسان؟ لقد أتعبني الإنسان فشعرت بعدم الرضا لأنني أنتمي لهذا الإنسان البشري! ولكن إذ بصوتً آخر بداخلي يقول لي لا تنسى أنني وأنا معلق على خشبة حقيرة قلت له "أبت أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".
يقولون لي الشَر سيد العالم، فأقول لهم المحبة ستنتصر.
يقولون لي العين بالعين، فأقول لهم من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأخر أيضاً.
يقولون لي اكنزوا كنوزاً في الأرض، فأقول لهم اكنزوا كنوزاً لكم في السماء.
يقولون لي لا تعطوا لكي لا تخسروا، فأقول لهم أعطوا تعطوا.
يقولون لي فلتحيا الأنا، فأقول لهم لنعش من أجل الـ نحن.
يقولون لي حروبُ ودمار، فأقول لهم سلام وبناء.
يقولون لي القوي سينتصر، فأقول لهم ثقوا بأني قد غلبت العالم.
يقولون لي أربح نفسك، فأقول لهم ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
يقولون لي لا عدالة ولا رحمة، فأقول لهم لا سلام بدون عدالة ولا عدالة بدون الرحمة.
يقولون لي رد الإساءة بالإساءة، فأقول لهم إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة.
يقولون لي غني وفقير، فأقول لهم تذكروا من سيدخل من ثقب الإبرة.
يقولون لي دعنا نلعب في مزاريب الحياة، فأقول لهم لنعش بالنور.
يقولون لي خير وشر، فأقول لهم السماء تمطر على الأشرار والأخيار.
يقولون لي موت وقبور، فأقول لهم من آمن بي وإن مات فسيحيا.
يقولون لي امرأة زانية، فأقول لهم من منكم بلا خطيئة فيرمي الحجر الأول.
يقولون لي لص مصلوب، فأقول لهم اليوم ستكون معي في الفردوس.
يقولون لي أنانية وكبرياء، فأقول لهم تواضع وكرمَ.
يقولون لي منافسة وعمل فردي، فأقول لهم تعاون وتنسيق.
يقولون لي صراع وكره، فأقول لهم تضامن ومحبة.
يقولون لي تعاسة وفشل، فأقول لهم فرح ونجاح.
يقولون لي دين وعرق وثقافة وجنس، فأقول لهم عائلة إنسانية واحدة.
يقولون لي أحارس أنا لأخي، فأقول لهم يا إنسان أين أخوك الإنسان.
يقولون لي الأمس والغد، فأقول لهم اليوم.
يقولون لي نجاح ونجاح، فأقول لهم تعلموا من الفشل.
يقولون لي اللعنة للظلام، فأقول لهم أشعل شمعة.
يقولون لي غضب وحقد، فأقول لهم هدوء ومغفرة.
يقولون لي غموض ومفاجآت، فأقول لهم وضوح وجاهزية.
يقولون لي أوهام ومتغيرات، فأقول لهم ثوابت وحقائق.
يقولون لي متعلم وجاهل، فأقول لهم تشارك وتكامل.
يقولون لي لا ورد بدون أشواك، فأقول لهم لا شوك بدون ورود.
يقولون لي لا إيمان ولا آله، فأقول لهم لا حياة ولا إنسان.
ماذا يريد العالم؟ هل يريد شراً بدل الخير! هل يريد كرها بدل المحبة! هل يريد غموضا بدل الوضوح! هل يريد دماراً بدل البناء! هل يريد فشلاً بدل النجاح! وهل يريد تعاسة بدل السعادة وحزناً بدل الفرح! وهل يريد إنساناً بدل الإله؟
الإنسان يطير مهاجراً في فضاء شاسع لا موطن له، يحصد ما لم يزرع، يقطف ما لم يتعب، ينزع الروح من الجسد، ويقتل النفس إلى الأبد.
الإنسان اليوم لا يعرف ماذا يريد، يتخبط في محيط ضيق لا يعلم بأنه سينتهي في يوم من الأيام، وسينتهي في لحظة، الإنسان لا يعلم بأن في هذا المساء سأمثل أمامك سيد السماء، وسأنشد سلامك ليحلو اللقاء في هذا المساء.
وذهبت لأنام وفي قلبي سلام، وفي روحي رجاء، وفي وجداني خيال، وفي مخيلتي إله، وفي قلبي شكر وعرفان، وفي داخلي إحساس بأمان، وفي عزيمتي إصرار على النجاح، ولغدي ابن لأب حنان، ولن أستسلم لبشر تعبان بل سأحيا من أجل كل إنسان ولكي يصبح العالم أكثر أطمئنانا، ولتغدو حياتنا على الأرض انعكاسا لسماء الله.
ورفعت يدي إلى السماء قائلاً: يا رب أحمِ الطفل والشاب، يا رب أرحم الخاطئ، يا رب عاون الضعيف وأرفق بالمعاق وكن صديقاً لمن لا صديق له، يا رب لا تترك الإنسان أنه بحاجة إلى أب وأبن وروح قدس، يا رب بما أننا بشر لا يتغير أرجوك لا تتغير، يا رب أرجع لتقول أبتِ أغفر لهم فهم أبناؤك الذين لا يدرون ماذا يفعلون.
وصلت في آخر النهار مرهقاً من صراع البقاء، من تحدي التحديات التي أثقلت كاهلي، وأفقدتني صبري، واستنزفت كل قوتي ولكنها لم تمحي محبتي ولم تلغي كينونتي.
جلست أمام التلفاز لمشاهدة آخر الأخبار الجديدة القديمة، فبدأت النشرة بخبر انفجار في المنطقة أودى بحياة مئات الأطفال وعشرات النساء والرجال وعدة الآلاف من الجرحى، والخبر التالي شاب يقتل مجموعة أطفال أمام المدرسة، وخبر آخر يتكلم عن تجارب لقنابل نووية جديدة، وخبر تهديد بلد لبلد آخر، وغرق سفينة وانهيار لعمارة وهزة أرضية وامرأة تقتل زوجها لخلافات عائلية ومسؤول يختلس أموال الشركات و...الخ فصرخت بأعلى صوتي، دمَار وحروب وانهيارات واختلاسات، ماذا يريد الإنسان؟ ماذا يفكر الإنسان؟ كيف يفكر الإنسان؟ من هو هذا الإنسان؟ لقد أتعبني الإنسان فشعرت بعدم الرضا لأنني أنتمي لهذا الإنسان البشري! ولكن إذ بصوتً آخر بداخلي يقول لي لا تنسى أنني وأنا معلق على خشبة حقيرة قلت له "أبت أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".
يقولون لي الشَر سيد العالم، فأقول لهم المحبة ستنتصر.
يقولون لي العين بالعين، فأقول لهم من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأخر أيضاً.
يقولون لي اكنزوا كنوزاً في الأرض، فأقول لهم اكنزوا كنوزاً لكم في السماء.
يقولون لي لا تعطوا لكي لا تخسروا، فأقول لهم أعطوا تعطوا.
يقولون لي فلتحيا الأنا، فأقول لهم لنعش من أجل الـ نحن.
يقولون لي حروبُ ودمار، فأقول لهم سلام وبناء.
يقولون لي القوي سينتصر، فأقول لهم ثقوا بأني قد غلبت العالم.
يقولون لي أربح نفسك، فأقول لهم ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
يقولون لي لا عدالة ولا رحمة، فأقول لهم لا سلام بدون عدالة ولا عدالة بدون الرحمة.
يقولون لي رد الإساءة بالإساءة، فأقول لهم إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة.
يقولون لي غني وفقير، فأقول لهم تذكروا من سيدخل من ثقب الإبرة.
يقولون لي دعنا نلعب في مزاريب الحياة، فأقول لهم لنعش بالنور.
يقولون لي خير وشر، فأقول لهم السماء تمطر على الأشرار والأخيار.
يقولون لي موت وقبور، فأقول لهم من آمن بي وإن مات فسيحيا.
يقولون لي امرأة زانية، فأقول لهم من منكم بلا خطيئة فيرمي الحجر الأول.
يقولون لي لص مصلوب، فأقول لهم اليوم ستكون معي في الفردوس.
يقولون لي أنانية وكبرياء، فأقول لهم تواضع وكرمَ.
يقولون لي منافسة وعمل فردي، فأقول لهم تعاون وتنسيق.
يقولون لي صراع وكره، فأقول لهم تضامن ومحبة.
يقولون لي تعاسة وفشل، فأقول لهم فرح ونجاح.
يقولون لي دين وعرق وثقافة وجنس، فأقول لهم عائلة إنسانية واحدة.
يقولون لي أحارس أنا لأخي، فأقول لهم يا إنسان أين أخوك الإنسان.
يقولون لي الأمس والغد، فأقول لهم اليوم.
يقولون لي نجاح ونجاح، فأقول لهم تعلموا من الفشل.
يقولون لي اللعنة للظلام، فأقول لهم أشعل شمعة.
يقولون لي غضب وحقد، فأقول لهم هدوء ومغفرة.
يقولون لي غموض ومفاجآت، فأقول لهم وضوح وجاهزية.
يقولون لي أوهام ومتغيرات، فأقول لهم ثوابت وحقائق.
يقولون لي متعلم وجاهل، فأقول لهم تشارك وتكامل.
يقولون لي لا ورد بدون أشواك، فأقول لهم لا شوك بدون ورود.
يقولون لي لا إيمان ولا آله، فأقول لهم لا حياة ولا إنسان.
ماذا يريد العالم؟ هل يريد شراً بدل الخير! هل يريد كرها بدل المحبة! هل يريد غموضا بدل الوضوح! هل يريد دماراً بدل البناء! هل يريد فشلاً بدل النجاح! وهل يريد تعاسة بدل السعادة وحزناً بدل الفرح! وهل يريد إنساناً بدل الإله؟
الإنسان يطير مهاجراً في فضاء شاسع لا موطن له، يحصد ما لم يزرع، يقطف ما لم يتعب، ينزع الروح من الجسد، ويقتل النفس إلى الأبد.
الإنسان اليوم لا يعرف ماذا يريد، يتخبط في محيط ضيق لا يعلم بأنه سينتهي في يوم من الأيام، وسينتهي في لحظة، الإنسان لا يعلم بأن في هذا المساء سأمثل أمامك سيد السماء، وسأنشد سلامك ليحلو اللقاء في هذا المساء.
وذهبت لأنام وفي قلبي سلام، وفي روحي رجاء، وفي وجداني خيال، وفي مخيلتي إله، وفي قلبي شكر وعرفان، وفي داخلي إحساس بأمان، وفي عزيمتي إصرار على النجاح، ولغدي ابن لأب حنان، ولن أستسلم لبشر تعبان بل سأحيا من أجل كل إنسان ولكي يصبح العالم أكثر أطمئنانا، ولتغدو حياتنا على الأرض انعكاسا لسماء الله.
ورفعت يدي إلى السماء قائلاً: يا رب أحمِ الطفل والشاب، يا رب أرحم الخاطئ، يا رب عاون الضعيف وأرفق بالمعاق وكن صديقاً لمن لا صديق له، يا رب لا تترك الإنسان أنه بحاجة إلى أب وأبن وروح قدس، يا رب بما أننا بشر لا يتغير أرجوك لا تتغير، يا رب أرجع لتقول أبتِ أغفر لهم فهم أبناؤك الذين لا يدرون ماذا يفعلون.
Comment