الصوم المسيحى
هو ذبيحة حب نقدمها لله ... وصوم الاربعين المقدسة هو اقدس اصوام الكنيسة ...
* هو موسم عودة النفس الى مكان راحتها الحقيقية ... فالصوم الاربعينى فعل محبة بالدرجة الاولى وجزء من اختبار الصليب للعبور الى مجد قيامة الرب ...
* هو موسم اعتكاف للقاء الله تنبهنا اليه الكنيسة بطقسها والحانها وقراءاتها خلال الاربعين المقدسة .. لذلك فهو زمان توبة وخلاص نتحلى فيه عن كل ماهو غير ضرورى من ممارسات لنؤهل الى حمل الصليب بشجاعة مع المسيح لنوال فرح القيامة ... لذلك يساعد على حياة الفضيلة والنمو الروحى والالتصاق بالله ...
* ولان الصوم هو اول وصية من الله للآنسان ... لذلك فقد بدأ السيد المسيح خدمته بالصوم والاعتكاف ليعلم البشرية كلها ان تبدأ بالصوم وعلى هذا المنوال سارت الكنيسة الاولى ....
* ابائنا الرسل اعتادوا ان يبدأوا خدمتهم بالصوم كما يقول الكتاب المقدس .. بينما يخدمون ويصومون قال الروح القدس .. وكذلك الانبياء فى العهد القديم كانت لهم حياة قوية بالصوم مثل داود النبى ونحميا ودانيال ويؤئيل وحزقيال ... وكذلك القديسين كان لهم الصوم والصلاة جناحان يرتفعان بهما الى الله ...
* ان فترة الاربعين المقدسة موسم توبة جماعية تمارسها الكنيسة كلها اكليروس وشعب .. ولنا فى صوم نينوى الذى يعتبر تمهيد لصوم الاربعين المقدسة نموذج ومثال لكيفية فتح ابواب السماء بالتوبة والصوم والتذلل امام الله لنوال المغفرة والبركة ......
الصوم هو الحياة مع الرب يسوع
الصوم هو مش الجوع .. الصوم هو الحياة مع الرب يسوع ..طبعا فى البداية اول يوم فى الصوم , يحق لنا ان نسترجع ذكريتنا وعلاقتنا بالصوم , ليس لاننا محتاجين حد يفكرنا لكن الكتاب المقدس بيعلمنا ان فى كل مناسبة نفكر فيها ونحاسب انفسنا ونستعد استعدادا حسنا لمرحلة جديدة ...
الصوم هو تعبير حب
نفس التعبير اللى قالته الترنيمة عن الصوم , بيقولوها لنا ابائنا القديسين ان الصوم هو تعبير عن حب الانسان لله ... الله بيحب الانسان .. وديه واضحة وضوح كبير فى كل حياة الانسان ...الانسان بيحاول يعبر عن محبته لله ... الصوم احد هذه العناصر ... ماهواش فرض ولا واجب ولا ولاء الى اخره ..لاء .. بعتبره حب - اللى عايز يحب ربنا يعبر له عن هذا الحب ... عشان كده يمكن كانوا ابائنا القديسين فى تدريباتهم مختلفة عن تدريبات هذه الايام ... اللى يغلط ويعمل غلطة يروح لابونا ويقوله اعطنى قانون عشان انا غلطت وعملت كذا وكذا .. يروح ابونا يعطى له قانون مثلا ان يصوم اسبوع او حسب حجم الغلطة اللى غلطها ....
وهذا طبعا يعطى مفهوم غير مفهوم الصوم - كأن الصوم عقاب ... عندما اكون غلطان اصوم .. طيب فى ناس قديسين لماذا يصومون؟؟؟ .... لكن ابائنا كانوا يعملون عكس ذلك , لما يكون حد غلطان يقولوه انت لاتستاهل ان تصوم " وده القانون اللى بيعطى له "... ولايحق لك الصوم لان الصوم للناس القديسين اللى بيحبوا ربنا ولكن انت وضحت انك مابتحبش ربنا ....
اذن مفهوم الصوم هو الفكر الموجود عند ابائنا الرهبان " الفكر الرهبانى القبطى القديم " وهو تعبير حب ,,, والى يصوم هو اللى عايش فى حياة القداسة ....
فأول عمل بدء السيد المسيح فى خدمته بعد العماد - يقول الكتاب صام 40 يوما و40 ليلة .. وعلم البشرية كلها الصوم - قال الكتاب لما بدأ النهار يميل قدم لهم طعاما ليأكلوا - كان ممكن ان يقدم لهم فى اول النهار او فى وسط النهار ولكن لما النهار بدء يميل علشان يعلمهم الصوم ...
ابائنا الرسل اعتادوا ان يبدأوا خدمتهم بالصوم كما يقول الكتاب " بينما يخدمون ويصومون قال الروح القدس ... فقد بدئوا يصوموا ويصلوا علشان كده حل فى وسطهم الروح القدس ...
كذلك الانبياء فى العهد القديم كانت لهم حياة قوية بالصوم مثل داود النبى ونحميا ودانيال ويؤئيل وحزقيال....
وحتى غير المؤمنين كانت لهم اصوام وصلوات وتقديمات وبأصوامهم الله قربهم اليه وقربهم الى الايمان الحقيقى مثل كرنيلوس كان رجل امى يقدم صدقات وصلوات علشان كده استحاب الله لصواته وقاده للآيمان , كذلك بحارة السفينة كانوا امميين .. فلما كان عندهم مشكلة ومش عارفين حلها .. قال الكتاب صاموا وصلوا فسمع الله صلاتهم واستجاب وارشدهم من السبب فى المشكلة .. فالبرغم انهم كانوا بعدين عن ربنا وبمجرد ان قدموا صوما استجاب لصلاتهم وحلت المشكلة ...كذلك الملك داريوس واهل نينوى مع انهم كانوا بعدين ايضا عن ربنا فصاموا وتذللوا فأستجاب الرب لصلاتهم ...
ان فترة الاربعين المقدسة موسم توبة جماعية تمارسها الكنيسة كلها اكليروس وشعب .. ولنا فى صوم نينوى الذى يعتبر تمهيد لصوم الاربعين المقدسة نموذج ومثال لكيفية فتح ابواب السماء بالتوبة والصوم والتذلل امام الله لنوال المغفرة والركة ...
كيف استفيد من الصوم
واحنا علشان نتمتع بالصوم - فى شوية حاجات قولها الاباء تكون واضحة واحنا بنصوم .. اول حاجة لازم نفهم الصوم كويس ...
+ الصوم ليس اضعاف للجسد او اذلاله +
الجسد ده وزنة - ربنا هيحاسبنا عليها - اللى يهمل فى صحته ربنا هيحاسبه .. لدرجة ان المنتحر لايدخل الكنيسة ولانصلى عليه لانه غلط وقتل نفسه - وان الجسد امانة ووزنة .. فهو ليس له رجاء وتعتبره الكنيسة قاتل ...
الكنيسة بتقولنا لااهمل الجسد ولا اضعفه لكى يساعد الروح فى اعمالها .. ولااهتم به قوى لدرجة انه ممكن ان يضغى على الروح - يعنى يكون فى اعتدال .. ولا اعرضه للخطر .. يعنى اخليه ميطلبش اكثر من احتياجاته لان الجسد امانة ووزنة ربنا اعطاهلنا, ولكن فى نفس الوقت لا اتركه يفعل مايريده .. ويسمى هذا """ تعقل للجسد """ يعنى اعطى له احتياجاته الضرورية ولكن لااترك له الحبل سايب ...
+ مفهوم الصوم ليس تكفيرا عن خطأ +
الخطأ مش ممكن يغفر الا بدم المسيح - مهما صمت مش هو اللى يغفرلى , ولكن ممكن ان يساعدنى على تقديم توبة على ان استحق غفران المسيح فى دمه المسفوك لاجلى ولكن ليس هو اللى يغفرلى ... فاذا فهمت ان الصوم يغفر لى فممكن ان اصوم اسبوع وضميرى يريحينى و احرم نفسى من الخطية اللى عايزها ... وكأن الصوم اصبح ثمن لخطية ... لاء لو الواحد عاش طول حياته صيام لايستطيع ان يكفر عن خطاياه ....
غفران خطايانا بدم المسيح واستحقاقاته نأخذها فى الاسرار , والاسرار نأخذها بناء على توبة حقيقية واحتياج كامل لله وندم كامل على ضعفاتنا .. ولكن اصوم واقول هو ده الثمن لا مش هو ده الثمن ....
كمان فى ناس بتفرح بالصوم , وفى ناس بتصوم علشان تنزل من وزنها .. فهنا خطأ .. صوم لغرض مش لغرض الله .. مفهوم الصوم لحاجة تانية ...
علشان كده لازم نخد بالنا من ثلاث حاجات :
1- الصوم ليس اذلال لجسدى او اضعفه عشان اموته بل عشان اقومه لكى يساعد الروح ...
2- الصوم ليس تكفير عن خطاياى ...
3- الصوم ليس هو وسيلة طبية هتساعدنى فى غرض بعيد عن التوبة...
انواع الصوم
هناك ثلاث انواع من الصوم :
الصوم الفردى
الصوم العائلى
الصوم الكنسى
1- الصوم الفردى
متى صمت ادخل الى مخدك وادهن رأسك علشان محدش يعرف انك صايم ...
والصوم الفردى يكون بينك وبين اب اعترافك ... والصوم الانفرادى يمكن كسره لمدة معينة, وبتأخذ بركته ايضا ... فمثلا اذا كان عندك مقابلة مع احد , واضطرت انك تشرب وانت صايم .. تحاول ان تشرب مثلا نصف الكوب وبعدين تكمل صومك - يعنى تجامل ضيفك ... اذن الصوم الفردى يمكن كسره وهو اتفاق بينك وبين اب اعترافك ...
2- الصوم العائلى
لاتوجد عائلة تخلو من المشاكل .. فأن كانت هناك مشكلة ... عريس وعايزين مشورة ربنا ... بدال مايروحوا لابونا ويطلبوا الصلاة .. يصوموا كلهم عشان ربنا يتدخل ويحل المشكلة ... اذن الصوم العائلى هو صيام لاخذ مشورة الله .. صيام لكل افراد العائلة ...
3- الصوم الكنسى
وهو صوم للكل - يعلن ان فى صوم فى الكنيسة ... الصوم الانفرادى يمكن كسره اما الصوم الكنسى لايمكن كسره اطلاقا ..فمثلا احد اعطى لى شكولاته .. فلا اخذها منه واقوله انى انا صائم .. واذا اخذتها ولم اقل انى صائم كأنى خفت ولم اعلن ايمانى - لازم اكون حريص فى تنفيذ نظام الصوم ولا اكسره اطلاقا لاى احد ...
وتوجد ايضا انواع للصوم
صوم النوع
صوم الكمية
صوم الوقت " الانقطاعى"
1- صوم النوع
---------------
لازم يكون بأتفاق مع اب اعترافى ... ادرب نفسى وانا صايم على نوع او اثنين من الاكل لااكله ... فمثلا اذا كنت بحب العدس .. يبقى مكلش العدس طول الصيام ... يعنى اذا احببت اكلة معينة ادرب نفسى على عدم اكلها طوال الصوم ... يعنى لو امامى على السفرة انواع كثيرة من المأكولات ... اكل من الطبق اللى امامى ولا اكل من كل الاصناف اللى على السفرة ...
2- صوم الكمية
----------------
وده بيكون غالبا للرهبان ولكن مع اب اعترافك تقدر يعينى تصوم كام يوم بصوم الكمية ... الكمية تكون بسيطة - الاباء الرهبان كانوا بيعدوا حبات الفول ويأكلوها مثلا 10 حبات فى اليوم ...
اذن ممكن مع اب اعترافك التدريب على صوم الكمية يوم او يومين فى الاسبوع ... ولكن ليس وحدك تفعل ذلك .. فقط مع اب اعترافك لكى لايحاربك الشيطان ...
3- صوم الوقت " الصوم الانقطاعى "
هو الصوم الانقطاعى لفترة معينة وده برضه لازم تتفق عليه مع اب اعترافك ...
شروط الصوم المقبول
ليكون الصوم مقدس يجب ان يكون الصوم :
+ يكون الصوم من اجل الله لانه تعبير عن حب الانسان لله ...
فى ناس بتصوم مجاملة لاحد مثل اب الاعتراف او الزوجة او الاولاد يعنى الاب يصوم لما كل البيت يكون صايم يضطر يصوم هو كمان .. هو برضه اخد بركة لكن لازم نصوم لاننا بنحب ربنا واظهر حبى له بالصوم ...
+ الصوم لازم يكون مقرون بالتوبة
مثل اهل نينوى لما صاموا قبلت توبتهم ... كمان صوم فمك عن الاحاديث الشريرة لانه ماذا ينتفع اذا صمت عن الطيور والاسماك وتأكل جسد اخواتك " القديس يوحنا ذهبى الفم "
+ الصوم بدون صلاة لا ينفع
اذن الصوم لازم يقترن بالصلاة .. " الصوم والصلاة " والمسيح قال هذا الجنس لا يخرج الا بالصلاة والصوم ....
+ والصوم ايضا يقترق بالعطاء
فالعطاء فضيلة روحية تقترن بالصوم ...
تدريبات روحية للصوم
توجد تدريبات روحية تنظمها مع اب اعترافك .. يعنى اشوف فضيلة احطها فى اول الصوم .. واحاول اتدرب عليها مثلا يكون " لسانى مقدس " ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا - او اذا كان عندك ضعف فى نقطة معينة تحاول تطلع من الصوم تكون اتقويت عليها .. فيجب ان يكون عندك قوة الارادة لهذه التدريبات الروحية ...
التدريب هدفه الاساسى هو قوة الارادة
يعنى امتلك ارادتى واسيطر عليها ولا تقدر اى قوة اخرى تسيطر على او تمتلك على ... انا اللى اقول .. وانا اللى اتحكم فى نفسى .. مفيش حاجة تتحكم فى ... حتى شهواتى لا تتحكم فى ...
اى غزيزة عند الانسان ممكن يعيش من غيرها ... مثلا حب الملكية .. فى ناس بتضعف وتقول انا معنديش وفى ناس عايزة وعايزة ولكن فى ناس تقدر تعيش من غير ماتملك شئ - كذلك مثلا حب الكرامة - فى ناس كتير عايشين من غيرها .. محدش هيموت لو مكرموهوش ... الغريزة الجنسية ... ناس كتير عايشين من غيرها ولم يموتوا .. حب الاولاد .. ناس كتير عايشين من غير اولاد وبرضه سعداء ....
اقوى غريزة فى الانسان هى غريزة الاكل ... فأذا قدرت ان اتحكم فيها ابقى قدرت اتحكم فى كل الغرائز ولايقدر اى شئ يمتلكنى .. يعنى اللى يقدر يتحكم فى الصوم يبقى وصل لقوة الارادة اى " ارادته ملكه " لاتستطيع شهوة ان تغلبه ...
اما اذا دخلت الصوم وخرجت منه وارادتى ضعيفة يبقى لم اخذ بركة الصوم ... يبقى لازم تسيطر على ارادتك ...
اى حاجة تعملها فى الصيام من تدريبات لازم بموافقة اب اعترافك لماذا ... يقول الاباء اذا الانسان عمل حاجة من نفسه ... الشيطان يصحى له .. ويقولك انك احسن من اب اعترافك لانك عملت كذا وكذا ويدخل فيك الكبرياء وبعديها السقوط ... وزى ماعلمنا الكتاب فيقول " قولوا مهما عملنا فأننا عبيد بطالون ... فاذا جاءك الشيطان بالكبرياء اقوله انا تلميذ خيبان لم اقم بكل اللى مطلوب منى من اب اعترافى ... مش ممكن يجى بعد كده الكبرياء لما الانسان بيشعر بضعفه ...
كمان لازم الانسان يكون بيوضح كل ظروفه لاب اعترافه ... يقوله ده صح وده غلط من اجل صحته فمثلا لو واحد صام من نفسه بدون مشورة اب اعترافه وصام صيام كمية او نوع , يجى بعد كده يتعب وبعدين ميقدرش يصوم تانى ... اذن لازم مشورة اب الاعتراف فى التداريب ... فيقول مارى اسحق " احذر لئلا تضعف جسدك بالتمادى بالصوم فيقوى عليك التراخى وتبرد نفسك " ... اذن لازم الصيام يكون بحكمة ولازم ننفذ كلام الاباء وخصوصا اب الاعتراف ... فالصوم بأرشاد مع اب الاعتراف - يمشى معك بتدريب لغاية ماتوصل واحدة واحدة مثل الطفل ...والكنيسة تقول اتفق مع اب اعترافك حتى ايضا لا تقسوى على نفسك ... وصوم بحكمة فلا يستطيع عدو الخير ان يحاربك ... تصوم لحد ماتوصل للكمال ...
بركات الصوم
الصوم له بركات كثيرة :
1- اننا بنأخذ بركة تنفيذ وصية ربنا ...
2- الاستجابة لصلوتنا ...
3- الصوم يوصل الانسان ان الروح القدس يكون رفيق حياته " اشعيا 58 " يحفظك الرب على الداوم اذا كنت انسان تعرف حياة الصوم " ...
4- الغلبة على الشيطان - محتاج لقوة تستطيع ان تأخذها بالصلاة والصوم ... الاباء يقولوا ان الشيطان لا يأكل ولكنه لا يصوم ويخاف ويرتعب من الصوم لانه يغلبه .. فاذا كان الشيطان لا يأكل ولا يصوم .. والصوم هو حب لله فهو يخاف منه ويرتعب
5- قبول الله للآنسان الصائم : يونان النبى قدم توبة وبالصوم قبلت وخطيته غفرت ... وكل اللى فى الكتاب المقدس اللى كان عندهم مشكلة او موقف بالصوم غير الله موقفهم مثل اهل نينوى - صاموا وتذللوا وحتى صوموا الحيوانات والاطفال والرضع .. فسامحهم الله .. وكلنا محتاجين للتوبة ...
الله يعطينا ان نعبر عن حبنا له - ان نسلك فى توبة حقيقية - بكل عناصرها - نحيا فى الصوم - ونخرج من الصوم واحنا فرحانين ببركاته الكثيرة واستطعنا ان نصوم صوما مقبولا امام الله ...
55 يوم الصوم الكبير
50 يوم الخماسين المقدسة
ويسبق الصوم الكبير فطر الميلاد، ويلى الخماسين صوم الرسل القديسين.
وبما أن فطر الميلاد يبدأ بيوم محدد ثابت وهو موعد عيد الميلاد 29 أو 28 كيهك.
وصوم الرسل ينتهى في اليوم الخامس من شهر أبيب عيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس.
فتكون هذه المدة عبارة عن:
1- فطر الميلاد
2- الصوم الكبير
3- الخماسين
4- صوم الرسل
وهذه المواسم عبارة عن 186 يوما (فى سنوات البسيطة) أو 187 يوما (فى السنوات الكبيسة)
الاسبوع الاول:
ثبت الرب يسوع في الاسبوع الأول ايمان تلاميذه، فدخل والابواب مغلقة ليعلمهم ان القيامة هي خروج من قبر مغلق، هي خلق حياة من الموت،هي نجاح من الفشل، هي ايمان بعد يأس، هي خروج من ضعف الانسان، هي الايمان المطلق ... هي كل حياتنا كمسيحيين.
والايمان المسيحي مبني على وجود الله في حياتنا، معنى ذلك أننا بالايمان نحصل على امكانيات غير محدودة لله الحال فينا فنستطيع كل شئ في المسيح الذي يقوينا ونكتشف ان لنا في المسيح قامة اكبر بلا مقارنة من قامتنا البشرية، فنتقدم الي وصية الانجيل ونجدها بسيطة جدا لاننا بالله الحال فينا نستطيع ان ننقل الجبل ... نحن في المسيح اكثر بكثير جدا جدا من ذواتنا ...!!!
وفي نهاية الاسبوع ازال الرب شك توما عن طريق لمس جراحاته المشفية وهكذا يا اخوتي في الاسبوع الاول علينا ان نثبت انظارنا في الرب القائم وفي جراحاته في قوة ايمان انه سيقيمنا ... سيقيمنا ... سيصنع بنا المستحيل، انه اسبوع الايمان.
الاسبوع الثاني:
ان الشعب في القديم لمحتاج للطعام في هذه البرية القاحلة، وهكذا أرسل لهم الرب المن النازل من السماء، وهنا يؤكد انجيل الاحد الثاني ان من ياكل جسد الرب فله حياة، ولا حياة لانسان بدون جسد الرب. المن يصلح لاعالة الشعب، ولكنه لا يضمن لهم دوام الحياة "اباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا"، اما القيامة المسيحية فليس فيها موت أبدا بل كما ان المسيح حي بالاَب كذلك نحن نأكله ونحيا به للأبد.
ما قيمة الحديث عن القيامة لو كان الشخص القائم لابد ان يموت فيما بعد!!. ان القيامة تعني غلبة الموت، تعني الحياة الدائمة، وغذاؤنا فيها جسد الرب الدائم الحياة.
يا اخوتي هذا هو اسبوع الثبات في المسيح القائم... كلوا جسده، واثبتوا في قوة قيامته، اثبتوا في الحياة، اثبتوا في الحياة واحيوا به.
ومن ناحية أخرى فكل طعام عالمي سوف لا يورثنا الا الموت... فعلام التهافت على اطعمة العالم المسمومة.. على ملذاته ومراكزه وأمجاده الذائلة.
الاسبوع الثالث:
ومن الامور الضرورية للشعب في البرية هو الماء لأن بدونه يهلكون عطشاًُ، لذلك أرسل لهم الرب ماء من الصخرة ليشربوا. اننا نتعجب كيف يمكن ان يعيش المسيحي في هذا العالم بدون مياه الروح القدس. الانسان له عواطف ومشاعر واحاسيس لابد ان تشبع، فان لم يصل الي الامتلاء بالروح القدس فانه سيعطش الي العالم ومياهه التي كل من يشرب منها يعطش. هذا هو موضوع انجيل الاحد الثالث عن المرأة السامرية.ان ربنا يسوع المسيح كشف لنا عن طبيعة روحه القدوس فقال انه انهار ماء حي يفيض الي حياة ابدية، فطبيعته الحياة، والحركة، والارواء، والفيض على الاخرين. فلابد ان المسيحي هذا الاسبوع يختبر الامتلاء من الروح بالصلاة، والتأمل في الانجيل، والزهد في هذا العالم... حتى يحس بحركة روحية باطنية تشبع وتروي كل احتياجاته العاطفية والنفسية والروحية. والكنيسة تنادي "الروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً" (رؤ 22 :17).
ففي القيامة ينبغي ان نحس بالحركة الباطنية للروح القدس في حياتنا ونفيض على الاَخرين ايضاً. ان اي انسان يتكلم عن القيامة بدون احساس بجريان الماء الحي من بطنه لهو انسان يعيش الموت وهو لا يدري ان كل مسيحي في الكنيسة يجري من بطنه انهار ماء حي ... اين هي ... اين هي!!. الانسان يريد ان يأخذ من خارج دائماً... وفي جهله يظن انه لا يملك انهارا في داخله، ان القديسين قد اكتشفوا هذه الينابيع... هيا بنا يا اخوتي الي الداخل الي ينابيع الحياة... لنذوق قوة القيامة ونرتوي بمياه روحها الفياضة، لنذوق ينابيع الحب المتفجرة من الجنب الالهي على الصليب. فلا نعود ابداً، ابداً ان نعطش الي مياه العالم.
الاسبوع الرابع:
ان الامر الرابع الهام جدا للشعب في البرية هو عمود النار الذي يضئ لهم الطريق وسط ظلام البرية. وهذا هو موضوع انجيل الاحد الرابع حيث يقول يسوع: "سيروا مادام لكم النور... أنا جئت نوراً الي العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة".
القيامة هي مسيرة في النور لأن الذي يسير في الظلام يعثر ويسقط ويموت. يا اخوتي يجب ان نعيش هذا الاسبوع في بركات النور، نور الانجيل، نور الروح القدس، نور الكنيسة وتعاليمها... ونحذر من التخبط في ظلمات تيارات العالم الفكرية وانحرافاته الشهوانية واهتماماته باللبس، ونحذر من ظلمات الجسد والنفاق والمداهنة والمراوغة والحقد والكراهية... لنسير في نور الحب الالهي والبساطة ... هذا هو اختبار القيامة في هذا الاسبوع.
الاسبوع الخامس:
ان الاربعة اعمدة السابقة (الايمان، المن، مياه الصخرة، وعمود النور) لكافية جدا لكي ترسم لنا طريقا واضحا يوصل الي كنعان. وهذا هو موضوع انجيل الاحد الخامس حيث يقول الرب يسوع: "انا هو الطريق" وقوله انا هو الطريق يعني انه لم يأت ليرسم لنا الطريق، بل قال انا هو الطريق. وتوضيحا لذلك نذكر كلمات الرسول: "لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (اف5 :30). وبقدر ما تثبت الاعضاء فيه، بقدر ما يصبح طريقنا مضمونا. الاحد الخامس هو الاحد الذي يسبق خميس الصعود من أجل ذلك تشرح لنا الكنيسة كيفية الصعور للسماء فيسوع هو رأس الكنيسة صعد الي السماء – ونحن اعضاؤه ثابتين فيه، من هنا نقول: "اما نحن فسيرتنا في السماويات". وعندما صعد الرأس الي السماء وجلس عن يمين الاَب والجسم والاعضاء ثابتة فيه، من هنا يحق للكنيسة على الارض في غربة البرية ان تقول: "أقامنا معه واجلسنا معه في السماويات" (أف2: 6). خلاصة القول اننا لا نبحث عن طريق لأن يسوع هو طريقنا... فلنثبت فيه وليكن فكرنا محصورا في الذي اصعدنا الي السماء وأعد لنا مكانا عن يمين الاَب فنعيش السماء معه على الارض. اَمين.
الاسبوع السادس:
ان الشعب العابر في البرية السائر في الطريق عليه ان يستعد بالله الغالب لمحاربة عماليق، وبالاحتراس من الاشتياق لقدور اللحم والبصل والكرات والعجل الذهبي... لقد انتصر موسى على شهواتهم بالتطلع لكنعان. ان موضوع الكنيسة هذا الاحد هو "انا قد غلبت العالم، في العالم سيكون لكم ضيق". عندما يتأكد المؤمنون الثابتون في المسيح انه قد غلب (فعل ماضي) العالم... عندئذ يتشددون في جهادهم، وبعلامة الصليب يهزمون عماليق، وبالهذيذ في الامور الالهية السماوية يكفون عن شهوات العالم، والثبات في المسيح: "وانا لست وحدي لأن الاَب معي" ... اننا نتعامل الان مع شيطان مغلوب، وعالم مغلوب وخطية مدانة في الجسد.
اننا لا نبحث عن نصرة من الخارج لأن الغلبة في داخلنا هي يسوع. هو غلب لنا ونحن غالبون به في داخلنا... وهو ينادينا في انجيل هذا الاحد قائلا... الي الاَن لم تطلبوا شيئاً باسمي اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاَ... ام الحياة في قوة القيامة لا تعرف الا الغبة، والفرح، واحتقار اباطيل هذا العالم.
الاسبوع السابع:
هو ما لا نجد له مقابل في برية العهد القديم، انه عطية الاَب المرسلة لنا بواسطة ابنه الحبيب... انه روحه. بأي اشتياق وبأي التهاب قلب تعيش الكنيسة هذا الاسبوع في ذكريات الروح المعزي الذي نزل في شكل السنة نار. المسيحي بدون الروح القدس يعيش يتيماً "لن اترككم يتامى"... ان موضوع هذا الاسبوع هو الامتلاء من الروح القدس. والامتلاء يبدأ اولا بالتوبة "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء، ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث، وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين ومتسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح" (أف4: 30-32). "ولنهرب من الزنا والنجاسة والطمع والقباحة وكلام السفاهة..." (أف2 :5). والخطوة الثانية في الامتلاء بالروح القدس تكون: "بالصلاة والاختلاء، والشكر، والتسبيح، والطاعة مع الخضوع..." (أف5: 15).
+ + +
وبهذا الاحد تنتهي الخماسين المقدسة، وهكذا تدرجت بنا الكنيسة من القيامة الي الثبات الي السير في الطريق واخيرا الي الامتلاء، حيث تنفتح حياتنا لتفيض، حيث تجري من حياتنا انهار ماء حي تفيض من الكنيسة وعلى الكنيسة وهنا يبدأ صوم الرسل الأطهار.
+ مدته : 43 يوم .. مقسم إلى :
3 أيام كمثال صيام المؤمنين عند نقل جبل المقطم ، لتعلمنا الكنيسة أنه بالصوم والصلاة تحدث المعجزات .
الـ 40 يوم لهدف الاستعداد لآستقبال ميلاد مخلصنا ، كمثال صيام موسى النبى 40 يوم قبل أن يستلم لوحى الشريعة.
+ طقسه :
يصام أنقطاعى حتى الساعة 3 ظهراً ويأكل فيه سمك تخفيفاً على المؤمنين من طول فترة .
الصوم على مدار السنة عدا الاربعاء والجمعة ، لا توجد فيه نبوات ولا مطانيات بل اختياريه .
في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني يبدأ صوم الميلاد الذي يدوم ثلاثة و أربعين يوما وينتهي بعيد ميلاد السيد المسيح .
أهمية عيد الميلاد بالنسبة لخلاصنا تفرض بشكل طبيعي هذا الصوم كتحضير لنا كي نكون مستعدين ان تستقبل في مذود قلوبنا المسيح " الآتي"
من المشارق ليمنحنا من جديد ما خسرناه في السابق أي الحياة الأبدية .
تسمي بعض الكتب الكنسية القديمة عيد الميلاد فصحآ،
وذلك بسبب ارتباط عيد الميلاد الوثيق بسر خلاصنا من الخطيئة ونجاتنا من الموت.
صوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني . . . ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 و8)
هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء.» (يو 26:15 و27)
أما المصدر الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً في كون الرسل صاموا فعلاً بعد حلول الروح القدس حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهو قول الرسل أنفسهم في الدسقولية، حيث تقول في هذا الصدد:
[ومن بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيِّدوا أيضاً أسبوعاً آخر… ثم نصوم بعد الراحة (أي بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد العنصرة) … ومن بعد هذا (أي بعد صوم الرسل) نأمركم أن تصوموا كل أربعاء وكل جمعة وما أمكنكم أكثر من هذا فصوموا] (مج 20:15).
عيد الرسل ثابت لا يتغير وهو يوم 5 ابيب الموافق 12 يوليو وهو عيد استشهاد القديس بطرس وبولس
مدة صوم الرسل تختلف من عام الى اخر كالاتى:
1 - المدة من عيد الميلاد المجيد ( 29 كيهك) الى عيد الرسل 5 أبيب 6 شهور قبطية وخمسة ايام أى 185 يوم وهى مدة ثابتة ومحدودة
2 - المدة من عيد الميلاد المجيد (29 كيهك ) الى رفاع الصوم الكبير لا تزيد عن 66 يوم ولا تقل عن 33 يوم
3- فاذا كانت هذة المدة 33 يوم فان مدة صوم الرسل تحسب كالاتى
أ - 185-33 يوم + 55 يوم (الصوم الكبير ) + 50 يوم فترة الخماسين
أى
185 - 138= 47 يوم
ب- واذا جاءت هذة المدة 66 يوم فان مدة صوم الرسل تحسب كالاتى
185-66+55+50
أى 185-171=14 يوم
وعلى ذلك فان صوم الرسل يتغير الحد الادنى 14 يوم والحد الاقصى 47 يوم طبقا لموعد عيد القيامة اذا جاء مبكرا تزيد مدة الصوم واذا جاد متاخرا تقل مدة صوم.
|
سمي كذلك نسبة إلى مدينة (
بقاء
يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وخروجه حياً. يرمز إلى بقاء المسيح في القبر ثلاثة أيام وقيامته ظافراً منتصراً على الموت. (صوم نينوى ) بهذا الاسم معروف الصوم لدى السريان الغربيين إلى اليوم أما عند السريان الشرقيين فمعروف بصوم العذارى وعند الأقباط بصوم يونان وعند الأرمن بصوم سورب سركيس , كان الصوم في بادئ الأمر ستة أيام ثم تحول إلى ثلاثة أيام .