ما أحوجنا أن نعود للتاريخ
بقلم د. جوزيف زيتون
الدين لله والوطن للجميع
تعالت أصوات ربما لغايات مشبوهة تقول بتسليح المسيحيين في سورية للدفاع عن أنفسهم وصدرت عليها تعليقات رافضة من كهنة البطريركية الأرثوذكسية في دمشق...
سؤالي واعتقد انه مشروع: لماذا مشروع التسليح هذا؟ ان كان لنواجه العدو الصهيوني الغاصب فهو حق مشروع وواجب مقدس، أما إن كان لمواجهة أخي في الوطن المخالف لي في الدين فهو مرفوض جملة وتفصيلاً لأنه حلقة في تنفيذ المؤامرة الكونية على وطننا الحبيب سورية.
أقول لأصحاب هذا الطرح المغرض: إن المسيحية ابنة سورية منذ 2012 سنة والمسيحيون السوريون أبناء هذه الأرض منذ فجر الوجود وقد اعتنقوا المسيحية عندما وفدت إلى دمشق مع حنانيا الرسول ثم بولس الرسول ووفدت إلى أنطاكية مع بطرس وبولس وبرنابا وغيرهم ومن سورية انطلقت المسيحية إلى كل بقاع المسكونة ويكفي سورية فخراً أن السيد المسيح له المجد فلسطيني بالجسد وفلسطين هي قلب سورية
المسيحيون ليس كما يقول البعض مع شديد الأسف أنهم بقايا حملات الفرنجة الصليبين،لأنهم ذاقوا الأمرين منهم خلال القرنين 11الى13 وقتلوا بطاركتهم وكهنتهم ومؤمنيهم...وكتب التاريخ لكتابها المسلمين المعاصرين ملآى بهذا الاضطهاد الذي فاق أضعاف ما عاناه الأشقاء المسلمون على يد هؤلاء الغزاة، وبكل أسف ففي أعقاب طردهم انخفض الوجود المسيحي في سورية من 60% الى 20% خوفاً من اضطهاد الجهلة... كما حصل في دمار أنطاكية 1268 بيد الظاهر بيبرس وقد اعتبر المسيحيين الأنطاكيين من سكانها فرنجة وكانت أنطاكية قد جلت عنها جيوش الصليبين قبل أيام.
منذ الفتح الإسلامي لدمشق635 عاش المسيحيون والمسلمون إخوة وقد فتح سرجون النصراني باب الجابية تمام ابن الجراح حيث دخل صلحا ثم تولى وابنه من بعده ثم حفيده القديس يوحنا الدمشقي ولأمانتهم ديوان بيت مال المسلمين في الحضارة الأموية وهو واحد مع ديوان الجند ومن وقتها استقر العرف أن يتولى المسيحيون الشأن المالي العام عند الفتح استضاف المسيحيون الدمشقيون أبناء عمومتهم المسلمين في الطبقات الأرضية بدورهم الدمشقية الجميلة وعاشوا هم في الطبقات العليا من هذه البيوت، وأثرى المسيحيون الحضارة التي هي عربية مسيحية_ إسلامية وكتب التاريخ أيضا تزخر بأسماء الأعلام المسيحيين في مختلف المجالات وفي أماكن تواجدهم.
لم يعرف المسيحيون القهر بيد إخوتهم المسلمين السوريين بعكس ما تعرضوا له على يد غفير العرب من المسلمين الشعوبيين كالأتراك السلاجقة وصولاً إلى الخلافة العثمانية التي كان لها اليد الطولى في إفناء أعداد كبيرة من مسيحيي جبال لبنان والشيخ والعرب وأخيرا في دمشق في تموز 1860 حيث قضى ربع المسيحيين في دمشق ودمرت أحياء المسيحيين ودورهم وكنائسهم بمكيدة عثمانية للتخلص من نظام الامتيازات التي كبلتها بها الدول الاستعمارية وقتئذ، وبأيدي جهلة رعاع وبتدبير صهيوني مستتر خلف اليهودية المحلية التي شجعت على قتل مسيحيي دمشق، وقد هاجر معظم من بقي حيا إلى لبنان ومصر ثم إلى أميركا ومع ذلك ازداد تمسك الندرة المسيحية الباقية في وطنها دمشق، واسهم مفكروها في بعث فكرة القومية العربية وكانوا "أرباب عصر التنوير الشوام".
في الحرب العامية الأولى 1914-1918 وقعت مجاعة سفر برلك ففتحت البطريركية الأرثوذكسية أبوابها لإطعام الجياع بغض النظر عن الدين والمذهب وحتى منهم الوافدون من بيروت، ورهن البطريرك غريغوريوس حداد أوقاف البطريركية والأديرة كلها للاستدانة وباع مقتنيات وأواني الكنائس الذهبية والفضية التي تحكي تراث البطريركية الروحي وتحذرها فقي الشام ، كما باع صليبه الماسي الذي يضعه على قلنسوته والذي كان قيصر روسيا نقولا قد أهداه له عام 1913وكانت البطريركية تشتري القمح بفاحش الأسعار لهذا الهدف الوطني والإنساني النبيل حتى ان البطريرك التالي الكسندروس طحان باع كل هذه الأوقاف ليفي الديون وفوائدها الفاحشة وبذا خسرت البطريركية الأرثوذكسية كل ممتلكاتها ولكنها ضربت أروع مثل في الأخوة.
عندما مات البطريرك غريغوريوس شارك خمسون ألف مسلم دمشقي في جنازته عام 1928 وسموه محمد غريغوريوس
قاد هذا البطريرك بين 1916 و1918 الصف المسيحي مع الشريف حسين وابنه الأمير فيصل للتحرر من نير الأتراك وبايع فيصل ملكاً على سورية1920 وبعد استشهاد البطل يوسف العظمة في ميسلون ودخول غورو الى دمشق كان البطريرك هو الوحيد الذي ودع الملك فيصل في محطة القدم فبكى فيصل لما قال له البطريرك ان هذه اليد التي بايعتك ستبقى وفية لك الى الأبد فحاول فيصل تقبيلها لكن البطريرك سحب يده وقبله في جبينه، ياللروعة الوطنية ملك سورية ابن شريف مكة وملك العرب حسين يحاول تقبيل يد البطريرك!!!
الم يعلق السفاح التركي جمال باشا احرار سوريةمن مسلمين ومسيحيين على اراجيح الشرف في دمشق وبيروت والقدس 1916؟ لقد نالت البطريركية الارثوذكسية كل الآذى من الفرنسيين وحاولوا شقها باقامة بطريركية ثانية في بيروت عقاباً لها على مواقفها الرافضة للانتداب.
ضرب الفرنسيون دمشق عام 1925 واحرقوا محلة سيدي عامود والتي سميت (الحريقة) فأرسل المسيحيون الدمشقيون المغتربون في اميركا بواسطة كنائسهم المعونات العاجلة الى البطريركية بدمشق فأمر البطريرك المذكور بتوزيعها على المسلمين المنكوبين ابناء تلك المنطقة. ثم فعل الأمر ذاته خليفته البطريرك الكسندروس عام 1945 عندما ضرب الفرنسيون دمشق ودمروا البرلمان وابادوا حاميته من مسلمين ومسيحيين، حيث وزع معونات المسيحيين الأرثوذكسيين الدمشقيين المغتربين في اميركا على المناطق المنكوبة، وهي كلها مسلمة. الم تفعل البطريركية الفعل ذاته مع النازحين السوريين من الجولان 1967 وكانوا في معظمهم من المسلمين واسكنتهم في مدارسها (مع بقية الطوائف المسيحية) تكراراً لما فعلته مع المنكوبين الفلسطينيين 1948 ، ثم مع االلاجئين اللبنانيين بين عامي 1975 و1977 ، وكذلك الحال مؤخرا مع العراقيين وفي اغلبيتهم الاسلامية عندما وزعت عليهم معونات قدمتها هي، وما جادت به اكف الأرثوذكس السوريين المنتشرين وكنائسهم في بلاد الاغتراب، وحاليا تفعل مع المهجرين من حمص وحماه ودمشق وريفها( بغض النظر عن الدين والمذهب) نتيجة هذه المأساة التي يعاني منها وطننا الحبيب سورية، مع التأكيد على ان البطريركية فقيرة الموارد ولكنها سعت مع كنائسها في الاغتراب لدعم مشروع الخير هذا.
هل تعلم ان تركيا عندما شرعت بسلب لواء الاسكندرون عام 1938 اغلقت الجوامع امام المصلين لتخدع لجنة تقصي الحقائق الموفدة بقرار عصبة الأمم، ولتوهمها بأنها دولة علمانية. فما كان من الارشمندريت نقولا الخوري الوكيل البطريركي في اللواء، الا أن فتح ابواب الكنائس الأرثوذكسية امام المسلمين ليصوا صلاة الجمعة فيها.
هل نعلم ان البطريركية الارثوذكسية كانت تمد ثوار الغوطة بالمال والسلاح للكفاح ضد الفرنسيين من 1920الى 1946 وقد اعتَقل ثلاثة كشافين من الكشافة الأرثوذكسية الدمشقية وحكموا بالاعدام ثم خفف الاعدام بالنفي خارج سورية عام 1936. الم يكن الضابط السوري المسيحي جول جمال هو الاستشهادي الأول عندما فجر نفسه بطوربيده في المدمرة الفرنسية جان دارك في قناة السويس 1956 ومع كل الأسف لاأحد يتذكره، وحتى المصريين الذين بفضله نجوا من هذه المدمرة وبتفجيره لها غير مجرى العدوان الثلاثي على مصر، لا يعرفون انه سوري اولاً ومسيحي ثانيا!!!
هل نعرف ان الكشافة الأرثوذكسية الدمشقية شاركت مع جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 وقدمت شهداء عديدين ؟ هل ننسى ان عدونا الغاصب في كل حروبنا معه استهدف السوريين من مسلمين ومسيحيين ولم يفرق في تدميره بين مساجد وكنائس ومايفعله في تهويد الجامع الأقصى والعديد من الكنائس اليوم لهو ابلغ دليل على الواقع. ولقد اختلطت دماء الشهداء من الطرفين وروت ارض فلسطين والجولان ولبنان. ولقد كدت احظى بهذا الشرف شرف الاستشهاد في 1973 مرتين ولكن الله عز وجل لم يرد وقد جرحت في الثالثة بشظايا غادرة في قلعة جندل فيما نال شقيقي الأصغر مروان شرف الاستشهاد1982 وانا على يقين بأن من دمر كنائسنا في حمص ليس سورياً بل هو على شاكلة عدونا الصهيوني.
اخي في الوطن:
ان مااوردته حول العيش الأخوي الواحد في سورية طيلة 14 قرناً ونيف هو غيض من فيض ولنتذكر ان سورية الحبيبة امنا جميعاً هي موطن الحضارة من 10000سنة وان اعظم المفكرين الفرنسيين والعالميين رينان قال : " لكل انسان متحضر في العالم وطنان، وطنه، وسورية". سورية هي آرام اي موطن الشمس تنبهوا ياخوتي جميعاً ويا أحبائي من هذه المؤامرة وتعالوا لنشعل معاً شمعة الحب والمسامحة امام تلك الأيقونة البديعة سورية الوطن والأخ و... التي رسمها الخالق العظيم بيده القدوسة، ولنتذكر جميعاً ان (الدين لله وحده) وهو يجازي ويكافيء، وان وطننا الحبيب سورية(يتسع للجميع وهوللجميع) اهديكم قبلاتي واترحم على كل شهيد سقط على ارض سورية، واقول ان دمه سيزهر قريباً سورية متجددة ولن يضيع هباء.
بقلم د. جوزيف زيتون
الدين لله والوطن للجميع
تعالت أصوات ربما لغايات مشبوهة تقول بتسليح المسيحيين في سورية للدفاع عن أنفسهم وصدرت عليها تعليقات رافضة من كهنة البطريركية الأرثوذكسية في دمشق...
سؤالي واعتقد انه مشروع: لماذا مشروع التسليح هذا؟ ان كان لنواجه العدو الصهيوني الغاصب فهو حق مشروع وواجب مقدس، أما إن كان لمواجهة أخي في الوطن المخالف لي في الدين فهو مرفوض جملة وتفصيلاً لأنه حلقة في تنفيذ المؤامرة الكونية على وطننا الحبيب سورية.
أقول لأصحاب هذا الطرح المغرض: إن المسيحية ابنة سورية منذ 2012 سنة والمسيحيون السوريون أبناء هذه الأرض منذ فجر الوجود وقد اعتنقوا المسيحية عندما وفدت إلى دمشق مع حنانيا الرسول ثم بولس الرسول ووفدت إلى أنطاكية مع بطرس وبولس وبرنابا وغيرهم ومن سورية انطلقت المسيحية إلى كل بقاع المسكونة ويكفي سورية فخراً أن السيد المسيح له المجد فلسطيني بالجسد وفلسطين هي قلب سورية
المسيحيون ليس كما يقول البعض مع شديد الأسف أنهم بقايا حملات الفرنجة الصليبين،لأنهم ذاقوا الأمرين منهم خلال القرنين 11الى13 وقتلوا بطاركتهم وكهنتهم ومؤمنيهم...وكتب التاريخ لكتابها المسلمين المعاصرين ملآى بهذا الاضطهاد الذي فاق أضعاف ما عاناه الأشقاء المسلمون على يد هؤلاء الغزاة، وبكل أسف ففي أعقاب طردهم انخفض الوجود المسيحي في سورية من 60% الى 20% خوفاً من اضطهاد الجهلة... كما حصل في دمار أنطاكية 1268 بيد الظاهر بيبرس وقد اعتبر المسيحيين الأنطاكيين من سكانها فرنجة وكانت أنطاكية قد جلت عنها جيوش الصليبين قبل أيام.
منذ الفتح الإسلامي لدمشق635 عاش المسيحيون والمسلمون إخوة وقد فتح سرجون النصراني باب الجابية تمام ابن الجراح حيث دخل صلحا ثم تولى وابنه من بعده ثم حفيده القديس يوحنا الدمشقي ولأمانتهم ديوان بيت مال المسلمين في الحضارة الأموية وهو واحد مع ديوان الجند ومن وقتها استقر العرف أن يتولى المسيحيون الشأن المالي العام عند الفتح استضاف المسيحيون الدمشقيون أبناء عمومتهم المسلمين في الطبقات الأرضية بدورهم الدمشقية الجميلة وعاشوا هم في الطبقات العليا من هذه البيوت، وأثرى المسيحيون الحضارة التي هي عربية مسيحية_ إسلامية وكتب التاريخ أيضا تزخر بأسماء الأعلام المسيحيين في مختلف المجالات وفي أماكن تواجدهم.
لم يعرف المسيحيون القهر بيد إخوتهم المسلمين السوريين بعكس ما تعرضوا له على يد غفير العرب من المسلمين الشعوبيين كالأتراك السلاجقة وصولاً إلى الخلافة العثمانية التي كان لها اليد الطولى في إفناء أعداد كبيرة من مسيحيي جبال لبنان والشيخ والعرب وأخيرا في دمشق في تموز 1860 حيث قضى ربع المسيحيين في دمشق ودمرت أحياء المسيحيين ودورهم وكنائسهم بمكيدة عثمانية للتخلص من نظام الامتيازات التي كبلتها بها الدول الاستعمارية وقتئذ، وبأيدي جهلة رعاع وبتدبير صهيوني مستتر خلف اليهودية المحلية التي شجعت على قتل مسيحيي دمشق، وقد هاجر معظم من بقي حيا إلى لبنان ومصر ثم إلى أميركا ومع ذلك ازداد تمسك الندرة المسيحية الباقية في وطنها دمشق، واسهم مفكروها في بعث فكرة القومية العربية وكانوا "أرباب عصر التنوير الشوام".
في الحرب العامية الأولى 1914-1918 وقعت مجاعة سفر برلك ففتحت البطريركية الأرثوذكسية أبوابها لإطعام الجياع بغض النظر عن الدين والمذهب وحتى منهم الوافدون من بيروت، ورهن البطريرك غريغوريوس حداد أوقاف البطريركية والأديرة كلها للاستدانة وباع مقتنيات وأواني الكنائس الذهبية والفضية التي تحكي تراث البطريركية الروحي وتحذرها فقي الشام ، كما باع صليبه الماسي الذي يضعه على قلنسوته والذي كان قيصر روسيا نقولا قد أهداه له عام 1913وكانت البطريركية تشتري القمح بفاحش الأسعار لهذا الهدف الوطني والإنساني النبيل حتى ان البطريرك التالي الكسندروس طحان باع كل هذه الأوقاف ليفي الديون وفوائدها الفاحشة وبذا خسرت البطريركية الأرثوذكسية كل ممتلكاتها ولكنها ضربت أروع مثل في الأخوة.
عندما مات البطريرك غريغوريوس شارك خمسون ألف مسلم دمشقي في جنازته عام 1928 وسموه محمد غريغوريوس
قاد هذا البطريرك بين 1916 و1918 الصف المسيحي مع الشريف حسين وابنه الأمير فيصل للتحرر من نير الأتراك وبايع فيصل ملكاً على سورية1920 وبعد استشهاد البطل يوسف العظمة في ميسلون ودخول غورو الى دمشق كان البطريرك هو الوحيد الذي ودع الملك فيصل في محطة القدم فبكى فيصل لما قال له البطريرك ان هذه اليد التي بايعتك ستبقى وفية لك الى الأبد فحاول فيصل تقبيلها لكن البطريرك سحب يده وقبله في جبينه، ياللروعة الوطنية ملك سورية ابن شريف مكة وملك العرب حسين يحاول تقبيل يد البطريرك!!!
الم يعلق السفاح التركي جمال باشا احرار سوريةمن مسلمين ومسيحيين على اراجيح الشرف في دمشق وبيروت والقدس 1916؟ لقد نالت البطريركية الارثوذكسية كل الآذى من الفرنسيين وحاولوا شقها باقامة بطريركية ثانية في بيروت عقاباً لها على مواقفها الرافضة للانتداب.
ضرب الفرنسيون دمشق عام 1925 واحرقوا محلة سيدي عامود والتي سميت (الحريقة) فأرسل المسيحيون الدمشقيون المغتربون في اميركا بواسطة كنائسهم المعونات العاجلة الى البطريركية بدمشق فأمر البطريرك المذكور بتوزيعها على المسلمين المنكوبين ابناء تلك المنطقة. ثم فعل الأمر ذاته خليفته البطريرك الكسندروس عام 1945 عندما ضرب الفرنسيون دمشق ودمروا البرلمان وابادوا حاميته من مسلمين ومسيحيين، حيث وزع معونات المسيحيين الأرثوذكسيين الدمشقيين المغتربين في اميركا على المناطق المنكوبة، وهي كلها مسلمة. الم تفعل البطريركية الفعل ذاته مع النازحين السوريين من الجولان 1967 وكانوا في معظمهم من المسلمين واسكنتهم في مدارسها (مع بقية الطوائف المسيحية) تكراراً لما فعلته مع المنكوبين الفلسطينيين 1948 ، ثم مع االلاجئين اللبنانيين بين عامي 1975 و1977 ، وكذلك الحال مؤخرا مع العراقيين وفي اغلبيتهم الاسلامية عندما وزعت عليهم معونات قدمتها هي، وما جادت به اكف الأرثوذكس السوريين المنتشرين وكنائسهم في بلاد الاغتراب، وحاليا تفعل مع المهجرين من حمص وحماه ودمشق وريفها( بغض النظر عن الدين والمذهب) نتيجة هذه المأساة التي يعاني منها وطننا الحبيب سورية، مع التأكيد على ان البطريركية فقيرة الموارد ولكنها سعت مع كنائسها في الاغتراب لدعم مشروع الخير هذا.
هل تعلم ان تركيا عندما شرعت بسلب لواء الاسكندرون عام 1938 اغلقت الجوامع امام المصلين لتخدع لجنة تقصي الحقائق الموفدة بقرار عصبة الأمم، ولتوهمها بأنها دولة علمانية. فما كان من الارشمندريت نقولا الخوري الوكيل البطريركي في اللواء، الا أن فتح ابواب الكنائس الأرثوذكسية امام المسلمين ليصوا صلاة الجمعة فيها.
هل نعلم ان البطريركية الارثوذكسية كانت تمد ثوار الغوطة بالمال والسلاح للكفاح ضد الفرنسيين من 1920الى 1946 وقد اعتَقل ثلاثة كشافين من الكشافة الأرثوذكسية الدمشقية وحكموا بالاعدام ثم خفف الاعدام بالنفي خارج سورية عام 1936. الم يكن الضابط السوري المسيحي جول جمال هو الاستشهادي الأول عندما فجر نفسه بطوربيده في المدمرة الفرنسية جان دارك في قناة السويس 1956 ومع كل الأسف لاأحد يتذكره، وحتى المصريين الذين بفضله نجوا من هذه المدمرة وبتفجيره لها غير مجرى العدوان الثلاثي على مصر، لا يعرفون انه سوري اولاً ومسيحي ثانيا!!!
هل نعرف ان الكشافة الأرثوذكسية الدمشقية شاركت مع جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 وقدمت شهداء عديدين ؟ هل ننسى ان عدونا الغاصب في كل حروبنا معه استهدف السوريين من مسلمين ومسيحيين ولم يفرق في تدميره بين مساجد وكنائس ومايفعله في تهويد الجامع الأقصى والعديد من الكنائس اليوم لهو ابلغ دليل على الواقع. ولقد اختلطت دماء الشهداء من الطرفين وروت ارض فلسطين والجولان ولبنان. ولقد كدت احظى بهذا الشرف شرف الاستشهاد في 1973 مرتين ولكن الله عز وجل لم يرد وقد جرحت في الثالثة بشظايا غادرة في قلعة جندل فيما نال شقيقي الأصغر مروان شرف الاستشهاد1982 وانا على يقين بأن من دمر كنائسنا في حمص ليس سورياً بل هو على شاكلة عدونا الصهيوني.
اخي في الوطن:
ان مااوردته حول العيش الأخوي الواحد في سورية طيلة 14 قرناً ونيف هو غيض من فيض ولنتذكر ان سورية الحبيبة امنا جميعاً هي موطن الحضارة من 10000سنة وان اعظم المفكرين الفرنسيين والعالميين رينان قال : " لكل انسان متحضر في العالم وطنان، وطنه، وسورية". سورية هي آرام اي موطن الشمس تنبهوا ياخوتي جميعاً ويا أحبائي من هذه المؤامرة وتعالوا لنشعل معاً شمعة الحب والمسامحة امام تلك الأيقونة البديعة سورية الوطن والأخ و... التي رسمها الخالق العظيم بيده القدوسة، ولنتذكر جميعاً ان (الدين لله وحده) وهو يجازي ويكافيء، وان وطننا الحبيب سورية(يتسع للجميع وهوللجميع) اهديكم قبلاتي واترحم على كل شهيد سقط على ارض سورية، واقول ان دمه سيزهر قريباً سورية متجددة ولن يضيع هباء.
Comment