{ينبغي أن يُصلّى كل حين}
الغالبية العظمى من الناس لا تعطي للصلاة أهميةً كافية في برنامج الحياة اليومي. حتى الذين يُصلّون فوقتهم لم يعد يسمح بصلاة الحديث والحوار والتواصل والتأمل مع الله بل أصبحت صلوات سريعة تلغرافية، متى دعت الحاجة إليها. لقد أصبحت الصلاة مثل صُراخ المتألمِ الذي يصرخ حينما يتعرض لحادثٍ، أو يصطدم بشيءٍ أو يحترق بنار، أو يلدغ بحشرةٍ أو بعقرب، أو يمرض بمرض عُضالٍ لا شفاء منه. إنها صلاة اضطرارية وليست اختيارية، صلاة المريض الذي يلجأ إلى الطبيب لأنهُ مضطر إلى هذا وليسَ حباً في الطبيب!؟.
يقدم لنا الكتاب المقدس مجموعةً ليست بقليلةٍ من الدوافع الصحيحة للصلاة أهمُها:
أغلبنا لا يصلي إلا إذا تعرض لتجربة أو لحادثة أو لأزمة أو مشكلة معقدة أو مرض صعب أو مستحق الشفاء أو فشل، باختصار تبدو الصلاة في كثير من الأحيان كرد فعل لعارض يتعرض له الإنسان أي بلغةٍ أخرى إن الصلاة لم تعد {غاية} ولكنها صارت {وسيلة}! وسيلة انتهازية يلجأُ بها الإنسان إلى الله، حتى يحصل على غاية معينة أو يواجه ظروفاً صعبة. إن الدوافع التي تحرك هذه الصلوات ليست دوافع الشوق للحديث مع الله أو التعلق به، بل هو دافع قضاء المصلحة الدافع الذي ينتهي بقضائها.
إن المتأمل لصلواتنا يجد أنه من النادر أن تحتوي على تشكرات لله بقدر ما تحتوي على طلبات أغلبها إن لم تكن كلها مادية، فما أكثر ما صلينا لأجل النجاح والترقي والبركات والممتلكات الأرضية. إن اهتمامنا{بماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس}(مت ٣١:٦). هي اهتمامات طبيعية يتكفل الله بها دون طلبنا{أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها}(مت٣٢:٦)، إن المؤمنين وغير المؤمنين يطلبون ذات الطلبات، والله في سخائه وصلاحه يمنحُها للمؤمنين وغير المؤمنين {اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم}. ألم يحذر الرسول يعقوب من الصلوات المتعلقة بطلباتٍ جسدية فقط قائلاً:{تطلبون ولستم تأخذون؛ لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم}!!(يع٣:٤).
قد تكون طلبتك جميلة ورائعة لكنها قد تخفي دوافع جسدية مُرّة، قد تكون كبرياءً أو حسداً. ألم تُصلي مراتٍ كثيرة لله ليُعينك على ربح نفوسٍ، وليفتح أمامك أبواباً واسعةً للخدمة، وإذا بك تكتشف وأنت في محضر الله وفحص روحه لقلبك أنك كنت تصلي لأجل مجد نفسك لا لأجل مجده هو!! أو أنك كنت تطلب هذه الطلبات بسبب غيرة وحسد في قلبك.
نحن لا ننكر أن هناك نوعية من البشر لا تجد لذتها ومتعتها في الحياة إلا بتكدير الآخرين وجرح مشاعرهم والإساءة إليهم، بل هناك {المتلذذون} بنصب الفخاخ وتضخيم الأخطاء والعمل على التطفل ونشر أخبار الخطايا وتضخيمها، أو اختراعها ونقلها ونشرها عن حق أو عن باطل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، أفراد مثل هؤلاء يخلقون في نفس المُصلي مرارةً لا نظير لها ويبدو هذا واضحاً في أقوال كثيرة متنوعة إذ يقول المرنم:{يا رب ما أكثر مضايقي. كثيرون قائمون عليّ}(مز ١:٣)، و {يا بني البشر حتى متى يكون مجدي عاراً. حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب} (مز٢:٤)، و{كثيراً ما ضايقوني منذ شبابي ليقل إسرائيل كثيراً ما ضايقوني منذ شبابي لكن لم يقدروا عليّ. على ظهري حرث الحراثُ. طولوا أتلامهم}(مز١٢٩: ١-٣).
قد يستغل الشيطان دوافع الصلاة من أجل الذين يسيئون إلينا ويحولها إلى أشواقٍ ورغبات انتقامية. ألم يصرخ إرميا تحت الم التعذيب والاضطهاد والتعيير والإهانة قائلاً: {فيا رب الجنود مختبر الصديق ناظر الكُلى والقلب دعني أرى نقمتكَ منهم لأني لك كشفت دعواي}(إرميا١٢:٢٠). إن حساسيتنا لسماع صوت الله كثيراً ما تكشفُ لنا عن طبيعة وسلامة الدوافع التي نصلي بها صلواتنا في الظروف المختلفة.
الغالبية العظمى من الناس لا تعطي للصلاة أهميةً كافية في برنامج الحياة اليومي. حتى الذين يُصلّون فوقتهم لم يعد يسمح بصلاة الحديث والحوار والتواصل والتأمل مع الله بل أصبحت صلوات سريعة تلغرافية، متى دعت الحاجة إليها. لقد أصبحت الصلاة مثل صُراخ المتألمِ الذي يصرخ حينما يتعرض لحادثٍ، أو يصطدم بشيءٍ أو يحترق بنار، أو يلدغ بحشرةٍ أو بعقرب، أو يمرض بمرض عُضالٍ لا شفاء منه. إنها صلاة اضطرارية وليست اختيارية، صلاة المريض الذي يلجأ إلى الطبيب لأنهُ مضطر إلى هذا وليسَ حباً في الطبيب!؟.
يقدم لنا الكتاب المقدس مجموعةً ليست بقليلةٍ من الدوافع الصحيحة للصلاة أهمُها:
- أن الصلاة وصيةٌ وأمرٌ إلهي. وطاعة الوصية هامُ جداً لبناء علاقةٍ صحية واعية مع الأب السماوي الذي يقود حياتي لحظةً بلحظة. ألم يُعلّم السيد قائلاً: {ينبغي أن يصلّى كل حين ولا يُمل}(لو١:١٨). والرسول يعقوب يطلب{.. صلوا بعضكم لأجل بعضٍ لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها}(يع ١٦:٥).
- الصلاة هي الصلة الوحيدة المباشرة التي بها يدخل الإنسان إلى محضر الله. بدون الصلاة لا يمكن أن نكلم الله أو نسمعه ولا يمكن أن نتفاعل معه بأية صورة من الصور. بدون الصلاة نفقد بوصلة الحياة وإرشاد الله.
- الصلاة هي الفرصة التي نحتمي فيها بالله من تجارب الشيطان وأسهمه الملتهبة، وحتى إذا سقطنا أو أصبنا بأسهم الشيطان الحارقة فالصلاة تعيننا على احتمال التجارب والصبر والتغلب عليها. ألم يقل السيدُ{اسهروا وصلوا لكي لا تدخلوا في تجربة} (مت ٤١:٢٦).
- نحن نصلي لأن الصلاة هي الفرصة التي نحكي فيها للرب عن احتياجاتنا وانتظاراتنا. إن أشياء كثيرة تتعبنا وتزعجنا وتقلقنا والرب وحده هو الذي يقدر أن يجبينا بصورة واعية ويوجهنا بشكل صحيح لما هو أفضل لحياتنا، ألم يعلّم الرسول بولس قائلاً: {لا تهتموا بشيءٍ بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله}(في ٦:٤). إن صوت السيد يدوي بقوة في آذان أولاده وعارفي مشيئتهُ:{اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له}(متى٨،٧:٧).
- الصلاة وطاعة الكلمة هما أسلم الطرق وأصحها للتعرف الدقيق على مشيئة الله في كل أمر من أمور حياتنا. وهو ما أعلنه الرب لداود النبي والملك قائلاً:{أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك عيني عليك}. (مز٨:٣٢)، وما اختبره حقيقة فهتف ورنم به المرنم قائلاً {سراجٌ لرجلي كلامكَ ونورُ لسبيلي} (مز ١٠٥:١١٩).
- والصلاة هي شركة مقدسة يتوحد ويشترك فيها أعضاء الجسد الواحد في صلاة لأجل أمر معين، أو يشتركون فيها معاً في تخفيف أحمال بعضهم البعض{احملوا بعضكم أثقال بعضٍ وهكذا تمموا ناموس المسيح}(غلا ٢:٦).
أغلبنا لا يصلي إلا إذا تعرض لتجربة أو لحادثة أو لأزمة أو مشكلة معقدة أو مرض صعب أو مستحق الشفاء أو فشل، باختصار تبدو الصلاة في كثير من الأحيان كرد فعل لعارض يتعرض له الإنسان أي بلغةٍ أخرى إن الصلاة لم تعد {غاية} ولكنها صارت {وسيلة}! وسيلة انتهازية يلجأُ بها الإنسان إلى الله، حتى يحصل على غاية معينة أو يواجه ظروفاً صعبة. إن الدوافع التي تحرك هذه الصلوات ليست دوافع الشوق للحديث مع الله أو التعلق به، بل هو دافع قضاء المصلحة الدافع الذي ينتهي بقضائها.
إن المتأمل لصلواتنا يجد أنه من النادر أن تحتوي على تشكرات لله بقدر ما تحتوي على طلبات أغلبها إن لم تكن كلها مادية، فما أكثر ما صلينا لأجل النجاح والترقي والبركات والممتلكات الأرضية. إن اهتمامنا{بماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس}(مت ٣١:٦). هي اهتمامات طبيعية يتكفل الله بها دون طلبنا{أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها}(مت٣٢:٦)، إن المؤمنين وغير المؤمنين يطلبون ذات الطلبات، والله في سخائه وصلاحه يمنحُها للمؤمنين وغير المؤمنين {اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم}. ألم يحذر الرسول يعقوب من الصلوات المتعلقة بطلباتٍ جسدية فقط قائلاً:{تطلبون ولستم تأخذون؛ لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم}!!(يع٣:٤).
قد تكون طلبتك جميلة ورائعة لكنها قد تخفي دوافع جسدية مُرّة، قد تكون كبرياءً أو حسداً. ألم تُصلي مراتٍ كثيرة لله ليُعينك على ربح نفوسٍ، وليفتح أمامك أبواباً واسعةً للخدمة، وإذا بك تكتشف وأنت في محضر الله وفحص روحه لقلبك أنك كنت تصلي لأجل مجد نفسك لا لأجل مجده هو!! أو أنك كنت تطلب هذه الطلبات بسبب غيرة وحسد في قلبك.
نحن لا ننكر أن هناك نوعية من البشر لا تجد لذتها ومتعتها في الحياة إلا بتكدير الآخرين وجرح مشاعرهم والإساءة إليهم، بل هناك {المتلذذون} بنصب الفخاخ وتضخيم الأخطاء والعمل على التطفل ونشر أخبار الخطايا وتضخيمها، أو اختراعها ونقلها ونشرها عن حق أو عن باطل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، أفراد مثل هؤلاء يخلقون في نفس المُصلي مرارةً لا نظير لها ويبدو هذا واضحاً في أقوال كثيرة متنوعة إذ يقول المرنم:{يا رب ما أكثر مضايقي. كثيرون قائمون عليّ}(مز ١:٣)، و {يا بني البشر حتى متى يكون مجدي عاراً. حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب} (مز٢:٤)، و{كثيراً ما ضايقوني منذ شبابي ليقل إسرائيل كثيراً ما ضايقوني منذ شبابي لكن لم يقدروا عليّ. على ظهري حرث الحراثُ. طولوا أتلامهم}(مز١٢٩: ١-٣).
قد يستغل الشيطان دوافع الصلاة من أجل الذين يسيئون إلينا ويحولها إلى أشواقٍ ورغبات انتقامية. ألم يصرخ إرميا تحت الم التعذيب والاضطهاد والتعيير والإهانة قائلاً: {فيا رب الجنود مختبر الصديق ناظر الكُلى والقلب دعني أرى نقمتكَ منهم لأني لك كشفت دعواي}(إرميا١٢:٢٠). إن حساسيتنا لسماع صوت الله كثيراً ما تكشفُ لنا عن طبيعة وسلامة الدوافع التي نصلي بها صلواتنا في الظروف المختلفة.
Comment