كيف ننسى الماضي؟
نُشر منذ زمن قريب كتاب استرعى انتباه الناس، عنوانه «المعالجة الغريبة للدماغ».
ويتضمن الكتاب اكتشاف طبيب لموطن الذاكرة في الجمجمة، وإعلان من الطبيب أنه يمكنه بعملية سهلة، أن ينتزع من الرأس هذا المكان.
فلا يعود الإنسان يتذكر شيئاً من ذكرياته السيئة ومآسيه الأليمة.
فلو أن هذا الطبيب فتح عيادة في العواصم مثل القاهرة وبغداد وبيروت والرباط، فالناس لا بد سيتراكضون إليه زرافات ووحداناً، ليتحرروا من تذكر اختباراتهم السوداء، لأنهم لا يستطيعون نسيان الماضي الأليم، ويعيشون مضطربين بلا راحة.
وأنت هل تود الالتجاء إلى مثل هذا الطبيب؟
كثير من الناس يتعذبون بلا هوادة من شبح ماضيهم، لأنهم ارتكبوا خطأ، وأرادوا محوه، فلم يستطيعوا.
هل تأنيت وقلت: ليتني لم أفعل، ولم تأتني تلك الساعة، التي خربت حياتي ومستقبلي.
أحبّ شاب فتاة حباً ملتهباً واتصل بها، ثم نسيها بعدئذ. واننتقل إلى ثانية، فثالثة الخ. لكنه فجأة سمع أن الفتاة الأولى قد انتحرت لتتخلص من العار، فابتدأ قلبه بالتبكيت ليلاً نهاراً.
وشاب آخر تعاطى المسكرات، حتى تخدر وتضعضع فجاءه أصدقاؤه الخالون من الضمير، وقادوه إلى الخطية.
فلو كان واعياً لما ارتكب الجرم.
ولكنه الآن يبكي في السجن، وينوح على غبائه، ويقول: ليتني أقدر أن أنسى تلك الساعة الفظيعة من حياتي.
وصرخت امرأة: ليتني لم أترك زوجي عند الصباح بدون تحية.
لقد حدث بينهما خلاف بسيط ولما طلب منها المصالحة، رفضت مزمجرة.
فمضى إلى عمله بقلبه الكئيب.
وفي الطريق صدمته سيارة، فأعادوا جثته إلى بيته.
وما أن رأته زوجته على هذه الحالة حتى نتفت شعرها ولطمت صدرها وصرخت مولولة: ليتني لم أتركه زعلاناً، وأرضيته بالتفاهم، يا ريت.
ألا تظن أن هذه الذكرى ستفسد حياة هذه الإمرأة إلى آخر أجلها؟
كلنا حاملو أثقال ثقيلة فوق قلوبنا.وذكريات سيئة تلدعنا.
إن قمنا تذكرناها، وإن ذهبنا للنوم تبعتنا. ونسمع صوت المشتكي مرة بعد الثانية.
فنتمنى لو يقدر هذا الطبيب المشهور أن يحقق اختراعه فينا.
لكن كتابه ذاك في الحقيقة وهم وكذب وخداع.
إذ أن الذاكرة لا تستقر في الدماغ فقط، بل هي ساكنة في القلب والضمير أيضاً.
فذاكرتك مرتطبة بنفسك. ولا يمكنك انتزاعها. إلا بنزع نفسك.
لكن الحمد لله فلنا بشرى الخلاص، لأننا اختبرنا المعالجة الإلهية الفريدة.
التي تمحو من ضمائرنا الذكريات السيئة
. لقد عرفنا الطبيب الوحيد القادر على إزالة ذكرياتك المعذبة.
وهو يقول: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى 11: 28).
فإن أتيت إليه يريك طريق الله لغفران خطاياك، وتطهير ضميرك.
رأى الملك النبي داود امرأة جميلة من بعيد، فأعجبته.
فخطفها بالقوة وسقط في الخطية.
وجرب محو أثر عمله فقتل رجلها بالحيلة والمكر.
ولكن بعد هذا الجرم استيقظ ضميره حتى أدرك أنه زان وقاتل. ولم يقدر أن ينام،
إلى أن وصل إلى حالة أنه قال: «أَعْتَرِفُ لَكَ (للرب) بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي» (مزمور 32: 5).
فماذا عمل الرب به؟ هل أهلكه؟ لا،
بل رأى القلب المنسحق والذهن النادم، وغفر له جرمه.
فتهلل الملك التائب وابتهج مترنماً:
«أَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي.
طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ.
طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ»
(مزمور 32: 5 و1 و2).
وقد تخلص داود من ذكرياته المؤنبة رغم أنه لم ينس خطيته.
ولكن ذكراها لم تعذبه، لأنه اختبر أن الرب غفرها ومحاها نهائياً.
وهكذا ندعوك لتأتي بخطاياك إلى الرب يسوع المسيح، وتعترف أمامه بكل صراحة بآثامك.
فيغفر لك خطاياك، وتنال سلاماً في قلبك.
ويصمت الضمير المبكت، وتجد ماضيك مطهراً، علماً أنك تبقى متذكراً الماضي، ولكن بلا تبكيت مؤلم.
وهذه الذكريات تبقيك متواضعاً.
فتهلل مع الملك داود:
ثقل خطاياي حمله المسيح، لما مات كحمل الله على الصليب، واحتمل الدينونة عوضاً عني، فقلبي مبتهج ويسبح القدير إلى الأبد.
والمسيح هو طبيب النفس الوحيد، لأن له السلطة الإلهية ليطهر ضميرك وفؤادك وذهنك وقلبك من كل الأعمال الميتة.
ودمه يطهرك من كل إثم. وروحه يملأك بسرور وقوة.
قد اختبرنا هذا الخلاص، ونعترف أن الإيمان بالمسيح يخلصنا من كل ذكريات مضطربة في ماضينا.
فلا تجد راحة لنفسك، إلا في المصلوب.
ومن يسلم ذاته له يتخلص ويتطهر ويتقدس إلى الأبد.
نُشر منذ زمن قريب كتاب استرعى انتباه الناس، عنوانه «المعالجة الغريبة للدماغ».
ويتضمن الكتاب اكتشاف طبيب لموطن الذاكرة في الجمجمة، وإعلان من الطبيب أنه يمكنه بعملية سهلة، أن ينتزع من الرأس هذا المكان.
فلا يعود الإنسان يتذكر شيئاً من ذكرياته السيئة ومآسيه الأليمة.
فلو أن هذا الطبيب فتح عيادة في العواصم مثل القاهرة وبغداد وبيروت والرباط، فالناس لا بد سيتراكضون إليه زرافات ووحداناً، ليتحرروا من تذكر اختباراتهم السوداء، لأنهم لا يستطيعون نسيان الماضي الأليم، ويعيشون مضطربين بلا راحة.
وأنت هل تود الالتجاء إلى مثل هذا الطبيب؟
كثير من الناس يتعذبون بلا هوادة من شبح ماضيهم، لأنهم ارتكبوا خطأ، وأرادوا محوه، فلم يستطيعوا.
هل تأنيت وقلت: ليتني لم أفعل، ولم تأتني تلك الساعة، التي خربت حياتي ومستقبلي.
أحبّ شاب فتاة حباً ملتهباً واتصل بها، ثم نسيها بعدئذ. واننتقل إلى ثانية، فثالثة الخ. لكنه فجأة سمع أن الفتاة الأولى قد انتحرت لتتخلص من العار، فابتدأ قلبه بالتبكيت ليلاً نهاراً.
وشاب آخر تعاطى المسكرات، حتى تخدر وتضعضع فجاءه أصدقاؤه الخالون من الضمير، وقادوه إلى الخطية.
فلو كان واعياً لما ارتكب الجرم.
ولكنه الآن يبكي في السجن، وينوح على غبائه، ويقول: ليتني أقدر أن أنسى تلك الساعة الفظيعة من حياتي.
وصرخت امرأة: ليتني لم أترك زوجي عند الصباح بدون تحية.
لقد حدث بينهما خلاف بسيط ولما طلب منها المصالحة، رفضت مزمجرة.
فمضى إلى عمله بقلبه الكئيب.
وفي الطريق صدمته سيارة، فأعادوا جثته إلى بيته.
وما أن رأته زوجته على هذه الحالة حتى نتفت شعرها ولطمت صدرها وصرخت مولولة: ليتني لم أتركه زعلاناً، وأرضيته بالتفاهم، يا ريت.
ألا تظن أن هذه الذكرى ستفسد حياة هذه الإمرأة إلى آخر أجلها؟
كلنا حاملو أثقال ثقيلة فوق قلوبنا.وذكريات سيئة تلدعنا.
إن قمنا تذكرناها، وإن ذهبنا للنوم تبعتنا. ونسمع صوت المشتكي مرة بعد الثانية.
فنتمنى لو يقدر هذا الطبيب المشهور أن يحقق اختراعه فينا.
لكن كتابه ذاك في الحقيقة وهم وكذب وخداع.
إذ أن الذاكرة لا تستقر في الدماغ فقط، بل هي ساكنة في القلب والضمير أيضاً.
فذاكرتك مرتطبة بنفسك. ولا يمكنك انتزاعها. إلا بنزع نفسك.
لكن الحمد لله فلنا بشرى الخلاص، لأننا اختبرنا المعالجة الإلهية الفريدة.
التي تمحو من ضمائرنا الذكريات السيئة
. لقد عرفنا الطبيب الوحيد القادر على إزالة ذكرياتك المعذبة.
وهو يقول: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى 11: 28).
فإن أتيت إليه يريك طريق الله لغفران خطاياك، وتطهير ضميرك.
رأى الملك النبي داود امرأة جميلة من بعيد، فأعجبته.
فخطفها بالقوة وسقط في الخطية.
وجرب محو أثر عمله فقتل رجلها بالحيلة والمكر.
ولكن بعد هذا الجرم استيقظ ضميره حتى أدرك أنه زان وقاتل. ولم يقدر أن ينام،
إلى أن وصل إلى حالة أنه قال: «أَعْتَرِفُ لَكَ (للرب) بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي» (مزمور 32: 5).
فماذا عمل الرب به؟ هل أهلكه؟ لا،
بل رأى القلب المنسحق والذهن النادم، وغفر له جرمه.
فتهلل الملك التائب وابتهج مترنماً:
«أَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي.
طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ.
طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ»
(مزمور 32: 5 و1 و2).
وقد تخلص داود من ذكرياته المؤنبة رغم أنه لم ينس خطيته.
ولكن ذكراها لم تعذبه، لأنه اختبر أن الرب غفرها ومحاها نهائياً.
وهكذا ندعوك لتأتي بخطاياك إلى الرب يسوع المسيح، وتعترف أمامه بكل صراحة بآثامك.
فيغفر لك خطاياك، وتنال سلاماً في قلبك.
ويصمت الضمير المبكت، وتجد ماضيك مطهراً، علماً أنك تبقى متذكراً الماضي، ولكن بلا تبكيت مؤلم.
وهذه الذكريات تبقيك متواضعاً.
فتهلل مع الملك داود:
ثقل خطاياي حمله المسيح، لما مات كحمل الله على الصليب، واحتمل الدينونة عوضاً عني، فقلبي مبتهج ويسبح القدير إلى الأبد.
والمسيح هو طبيب النفس الوحيد، لأن له السلطة الإلهية ليطهر ضميرك وفؤادك وذهنك وقلبك من كل الأعمال الميتة.
ودمه يطهرك من كل إثم. وروحه يملأك بسرور وقوة.
قد اختبرنا هذا الخلاص، ونعترف أن الإيمان بالمسيح يخلصنا من كل ذكريات مضطربة في ماضينا.
فلا تجد راحة لنفسك، إلا في المصلوب.
ومن يسلم ذاته له يتخلص ويتطهر ويتقدس إلى الأبد.
Comment