"نتأمّل حياة أمنا العذراء البتول مريم - أم مخلّصنا وفادينا يسوع المسيح، فنجدها غنية بالبركات الكثيرة..
فيا لَيتنا نتعلّم منها، في كل وقت يوماً بعد يوم. ولِنَلمح في حياتها صفاتٍ ظاهرةٍ واضحةٍ؛ رفعتها وجعلت مِنها أطهر البنات في كل الأجيال:
الاتضاع:
الاتضاع هو أساس الحياة المسيحية. ومن خلاله نستطيع أن نحصل على نِعَمٍ إلهيةٍ كثيرة. يقول الرب: "إلَى هذا أَنظُرُ إلَى الْمِسكينِ والْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ والمُرْتَعد مِن كلامي." ( إش 66: 2)
وقول الرب صريح: " تعلّموا مني. لأنّي وَديعٌ ومُتواضِعُ القلبِ. فتَجدُوا راحةً لِنفوسِكُم." ( متى 11: 29)
تقول أمُنا العذراء : لأنَّه نَظَر إلى اتِّضاعِ أمَتِه." ( لو 1: 48). "هوذا أنا أمةُ الرَّبِّ." ( لو 1: 38)
بالاتضاع والانسحاق أمام الله، تُغفَر لنا خطايانا: كما هو واضح في قصة الفريسي والعشار.
الاتضاع يرفعنا: " أنزل الأعزَّاءَ عن الكراسيِّ ورَفع المُتَّضِعين." ( لو 1: 52)
الاتضاع ينقذنا من سلطان الخطية والموت. " قبلَ الكَسرِ الكبرياءُ وقبلَ السُّقوطِ تشامخُ الرُّوحِ" ( أم 16: 18)
الاتضاع يجعلنا في شركة دائمة مع الرب. " يُقاومُ اللهُ المستكبرينَ وأمَّا المُتواضعون فيُعطيهمْ نعِمةً" ( يع 4: 6)
الطاعة للرب:
"هُوَذا أنا أمَةُ الربِّ. ليَكُن لي كقَولِك." ( لو 1: 38)
كانت بشارة الملاك الغريبة إلى مريم بأنها ستحمل وتلد. وهي فتاة لم تتزوج بعد، ولم يتعدّ عمرها السابعة عشرة.. وبالرغم من المخاطر التي قد تصل إلى الموت رجماً نتيجة تحقيق هذه البشارة -حسب شريعة موسى، لكن مع هذا تقول أمنا العذراء " هوذا أنا أمة الرب" أي: ما يَحسُن في عينيه يفعل.
يقول الأب الراهب البلجيكي" جوزيف شريفرز" في كتابه " بذل الذات": "طوبى للنفس التي سلّمت ذاتها ليسوع ببساطة، فيسوع يهب لها ذاته."
حياة الطاعة للرب هي حياة التسليم الكامل والثقة الكاملة في تدابير إلهنا الصالحة لحياتنا؛ لأن "كُلَّ الأشياءِ تَعملُ معاً للخيرِ للَّذينَ يُحبُّون الله الذينَ هُم مَدعوونَ حَسَب قَصْدِه." ( رو 8: 28)
أطاع أبونا إبراهيم الله ولم يناقشه، حينما طلب منه الرب قائلاً " اذهَبْ مِن أرضِك ومِن عشيرَتِكَ ومِنْ بيتِ أبيكَ إلى الأرضِ الَّتي أريكَ. ( تك 12: 1) ؛ ولأنه أطاع فقد حُسِب له برّاً.
الصلاة:
الصلاة هي المفتاح - هي الباب - هي الهاتف الجوّال - هي الخط الساخن بيننا وبين الله في كل وقت.. هي الحل السحري لكافة مشكلاتنا. وإن صح التعبير هي خاتم سليمان الذي به تُحل به مشكلاتنا؛ كبرت أم صغرت.
وأمُنا العذراء كانت حياتها مليئة بالصلاة .. إذ هي كانت تترّبى في الهيكل من صغرها منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات. ويقول التقليد الكنسي إنه عند بشارة الملاك لها بميلاد السيد المسيح كانت واقفة تصلي.
والصلاة هي اختيار روحي رائع نتعلّمه بالعِشرة والعلاقة الدائمة مع الله. لنُصلِّ كل حين؛ فالشيء الوحيد الذي يستطيع أن يعلّمنا الصلاة هي الصلاة ذاتها.
احتمال الآلام بشكر
" وُهِب لَكْم لأجلِ المسيحِ لا أن تُؤمنوا بِه فَقط بَل أيضاً أن تتألَّموا لأجلِهِ. " ( فيلبي 1: 29)
" إنْ كانَ يَجب تُحْزَنونَ يَسيراً بتجاربَ مُتَنوِّعةٍ" ( 1 بط 1: 6)
الآلام هبة ونعمة من الرب؛ لأنه يُنقينا ويُدخلنا البوتقة؛ لكي يطهرنا من كل شوائب لصقت بنا من هذا العالم الشرير.
والآلام والضيقات عادةً تأتي من إبليس ومن خطايانا التي تؤذي مشاعرنا. لكن الله المُحب يحوّل هذه الآلام بالنسبةِ لنا إلى بركةٍ ونعمة.
" في العالمِ سيكونُ لكُم ضِيقٌ. ولَكن ثِقوا. أنا قَد غَلَبتُ العالمَ." ( يو 16: 33).
توجَد في حياة أمنا العذراء مريم مواقفٌ كثيرة مؤلمة - نذكر منها على سبيل المثال:
- تربت يتيمة منذ صغرها؛ فقد مات أبواها وهي مازالت في الثالثة من عمرها.
- بعد بشارة الملاك لها بميلاد السيد المسيح، عانت آلام ومطاردة رجال الدين الذين حكموا عليها بالرجم - طِبقاً للشريعةِ اليهودية.
- عندما ولدت الطفلَ يسوع، لم تجد مكاناً تضع فيه إلاّ في مذود بقر.
- الهروب إلى مصر، ومشقات الرحلة سيراً أو بامتطاء الدواب أو بالإبحار بالمراكب.
- ومن أصعب المواقف على نفس أمنا العذراء؛ وهي واقفةً عند الصليب، ترى ابنها يقاسي تلك الآلام المبرحة ويُعلّق على خشبة كالمجرمين.
تقول إحدى الصلوات الكنسية على لسان أمنا العذراء مريم :
"العالم كله يفرح اليوم بقبوله الخلاص. وأما أنا فأحشائي تلتهب عند نظري إلى صليبك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني وإلهي".
حقاً.. لقد احتملت أمنا العذراء آلام فوق طاقة البشر وفوق قدراتهم. "
منقول
فيا لَيتنا نتعلّم منها، في كل وقت يوماً بعد يوم. ولِنَلمح في حياتها صفاتٍ ظاهرةٍ واضحةٍ؛ رفعتها وجعلت مِنها أطهر البنات في كل الأجيال:
الاتضاع:
الاتضاع هو أساس الحياة المسيحية. ومن خلاله نستطيع أن نحصل على نِعَمٍ إلهيةٍ كثيرة. يقول الرب: "إلَى هذا أَنظُرُ إلَى الْمِسكينِ والْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ والمُرْتَعد مِن كلامي." ( إش 66: 2)
وقول الرب صريح: " تعلّموا مني. لأنّي وَديعٌ ومُتواضِعُ القلبِ. فتَجدُوا راحةً لِنفوسِكُم." ( متى 11: 29)
تقول أمُنا العذراء : لأنَّه نَظَر إلى اتِّضاعِ أمَتِه." ( لو 1: 48). "هوذا أنا أمةُ الرَّبِّ." ( لو 1: 38)
بالاتضاع والانسحاق أمام الله، تُغفَر لنا خطايانا: كما هو واضح في قصة الفريسي والعشار.
الاتضاع يرفعنا: " أنزل الأعزَّاءَ عن الكراسيِّ ورَفع المُتَّضِعين." ( لو 1: 52)
الاتضاع ينقذنا من سلطان الخطية والموت. " قبلَ الكَسرِ الكبرياءُ وقبلَ السُّقوطِ تشامخُ الرُّوحِ" ( أم 16: 18)
الاتضاع يجعلنا في شركة دائمة مع الرب. " يُقاومُ اللهُ المستكبرينَ وأمَّا المُتواضعون فيُعطيهمْ نعِمةً" ( يع 4: 6)
الطاعة للرب:
"هُوَذا أنا أمَةُ الربِّ. ليَكُن لي كقَولِك." ( لو 1: 38)
كانت بشارة الملاك الغريبة إلى مريم بأنها ستحمل وتلد. وهي فتاة لم تتزوج بعد، ولم يتعدّ عمرها السابعة عشرة.. وبالرغم من المخاطر التي قد تصل إلى الموت رجماً نتيجة تحقيق هذه البشارة -حسب شريعة موسى، لكن مع هذا تقول أمنا العذراء " هوذا أنا أمة الرب" أي: ما يَحسُن في عينيه يفعل.
يقول الأب الراهب البلجيكي" جوزيف شريفرز" في كتابه " بذل الذات": "طوبى للنفس التي سلّمت ذاتها ليسوع ببساطة، فيسوع يهب لها ذاته."
حياة الطاعة للرب هي حياة التسليم الكامل والثقة الكاملة في تدابير إلهنا الصالحة لحياتنا؛ لأن "كُلَّ الأشياءِ تَعملُ معاً للخيرِ للَّذينَ يُحبُّون الله الذينَ هُم مَدعوونَ حَسَب قَصْدِه." ( رو 8: 28)
أطاع أبونا إبراهيم الله ولم يناقشه، حينما طلب منه الرب قائلاً " اذهَبْ مِن أرضِك ومِن عشيرَتِكَ ومِنْ بيتِ أبيكَ إلى الأرضِ الَّتي أريكَ. ( تك 12: 1) ؛ ولأنه أطاع فقد حُسِب له برّاً.
الصلاة:
الصلاة هي المفتاح - هي الباب - هي الهاتف الجوّال - هي الخط الساخن بيننا وبين الله في كل وقت.. هي الحل السحري لكافة مشكلاتنا. وإن صح التعبير هي خاتم سليمان الذي به تُحل به مشكلاتنا؛ كبرت أم صغرت.
وأمُنا العذراء كانت حياتها مليئة بالصلاة .. إذ هي كانت تترّبى في الهيكل من صغرها منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات. ويقول التقليد الكنسي إنه عند بشارة الملاك لها بميلاد السيد المسيح كانت واقفة تصلي.
والصلاة هي اختيار روحي رائع نتعلّمه بالعِشرة والعلاقة الدائمة مع الله. لنُصلِّ كل حين؛ فالشيء الوحيد الذي يستطيع أن يعلّمنا الصلاة هي الصلاة ذاتها.
احتمال الآلام بشكر
" وُهِب لَكْم لأجلِ المسيحِ لا أن تُؤمنوا بِه فَقط بَل أيضاً أن تتألَّموا لأجلِهِ. " ( فيلبي 1: 29)
" إنْ كانَ يَجب تُحْزَنونَ يَسيراً بتجاربَ مُتَنوِّعةٍ" ( 1 بط 1: 6)
الآلام هبة ونعمة من الرب؛ لأنه يُنقينا ويُدخلنا البوتقة؛ لكي يطهرنا من كل شوائب لصقت بنا من هذا العالم الشرير.
والآلام والضيقات عادةً تأتي من إبليس ومن خطايانا التي تؤذي مشاعرنا. لكن الله المُحب يحوّل هذه الآلام بالنسبةِ لنا إلى بركةٍ ونعمة.
" في العالمِ سيكونُ لكُم ضِيقٌ. ولَكن ثِقوا. أنا قَد غَلَبتُ العالمَ." ( يو 16: 33).
توجَد في حياة أمنا العذراء مريم مواقفٌ كثيرة مؤلمة - نذكر منها على سبيل المثال:
- تربت يتيمة منذ صغرها؛ فقد مات أبواها وهي مازالت في الثالثة من عمرها.
- بعد بشارة الملاك لها بميلاد السيد المسيح، عانت آلام ومطاردة رجال الدين الذين حكموا عليها بالرجم - طِبقاً للشريعةِ اليهودية.
- عندما ولدت الطفلَ يسوع، لم تجد مكاناً تضع فيه إلاّ في مذود بقر.
- الهروب إلى مصر، ومشقات الرحلة سيراً أو بامتطاء الدواب أو بالإبحار بالمراكب.
- ومن أصعب المواقف على نفس أمنا العذراء؛ وهي واقفةً عند الصليب، ترى ابنها يقاسي تلك الآلام المبرحة ويُعلّق على خشبة كالمجرمين.
تقول إحدى الصلوات الكنسية على لسان أمنا العذراء مريم :
"العالم كله يفرح اليوم بقبوله الخلاص. وأما أنا فأحشائي تلتهب عند نظري إلى صليبك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني وإلهي".
حقاً.. لقد احتملت أمنا العذراء آلام فوق طاقة البشر وفوق قدراتهم. "
منقول
Comment