لاهوت المغارة
لا يذكر ميلاد السيد المسيح له المجد الا وتقفزالمغارة , والمزود الى الآذهان , والآلسنة ..
ففيهما كان لقاء البشرية مع فاديها , وفيهما كان لقاء الحب بين الارض والسماء
ويعود التجسيد الحسي لحدث عيد الميلاد الى القرن الرابع.
هناك تقليد قديم يعطينا فكرة عن الظروف والمعطيات التي احاطت بميلاد المسيح،
اذ يحدد هذا التقليد ميلاد المخلص في مغارة كبيرة كانت تستخدم كحظيرة للبهائم في بلدة بيت لحم .
ويتضح من النص الوارد في (لوقا 2: 7)
ان المسيح الطفل وضع في مذود :
" فولدت ابنها البكر وقمَتطه واضجعته في المذود ، اذ لم يكن لهما موضع في المنزل" ولم يأت هنا ذكر للمغارة ، ولكن هذا ليس بمستبعد ، لان المغائر كانت دائما مسكنا وملجأ للناس والبهائم في فسلطين، وذلك لان بيوت فلسطين،
في تلك الايام كانت تقسم الى قسمين: قسم تقيم فيه العائلة، يأكلون ويجسلون وينامون فيه، وقسم ثان توضع فيه المونة، وفي ناحية منه البقة والعنزة والحمار والطيور، لئلا يسرقها سارق.
وحتى في العالم حتى الآن .
هذا التقليد عن ميلاد الرب في المغارة يعود الى ما قبل منتصف القرن الثاني،
فقد ذكره القديس يوستينوس الشهيد في حواره مع تريفون اليهودي،
وقد كتب هذا الحوار، بعد منتصف القرن الثاني.
عما وصله اليه من التقليد الاقدم، ان يوسف ومعه القديسة مريم لما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيهما احد، اذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد .
فاتجها الى الخان
( المنزل أو النزل) وهو ( عبارة عن غرفة ريفية تستقبل المسافرين مع دوابهم)
فلما لم يجدا في المنزل مكانا التجأ الى " المغارة" الملحقة والتي كانت مخصصة للدواب ، وبات فيها .
وهناك ولدت ابنها البكر وقمتطه واضجعته في المذود . }
وجاء في الحوار :" وعن ولادة الصبي في بيت لحم ، لم يستطع يوسف ان يجد مكانا لهم في القرية. لذلك فانه اقام في مغارة بقرب القرية .
وبينما هما هناك ولدت القديسة مريم الطفل يسوع ووضعته في مذود . وهنا وجده المجوس الذين حضروا من بلاد العرب "{ . (حوار تريفن: 78- 5).
ويقول العلامة يواقيم ارميا:" ...ان الرعاة الذين كانوا يحرسون القطيع المخصص للذبائح الهيكلية، كانوا انفسهم اصحاب هذه المغارة.
يقول اوريجانوس الاسكندري (اوائل القرن الثالث)، والذي كان في فلسطين منذ عام 215م وما بعدها ، ان يسوع قد ولد في مغارة.
وفي كتابه " ضد كلسوس" ، والذي كتبه عام 284م يقول كما لو انه شاهد المغترة بنفسه ": انه بالتوافق مع قصة الانجيل عن الميلاد، فاننا نجد في بيت لحم المغارة حيث والرب الرب ، والمذود حيق قمطته العذراء ووضعته ، وهذا المشهد يحكى عنه الكثير في الاماكن المجاورة حتى بين غير المؤمنين .
ويقال عنه انه في هذا الكهف ولد يسوع الذي يعبده ويكرمه المسيحيون"
(اوريجانوس– ضد كلسوس 1- 51).
اذا من القرن الثاني تحولت هذه المغارة محجا يقصدوه المؤمنون من كل حدب وصوب.
وقد حاول الامبراطور ادريان في ذلك الحين ثني الحجاج عن التردد اليها ، غير ان محاولاته باءت بالفشل.
وفي القرن الثالث كان المؤمنون يترددون على المغارة لرؤيتها والصلاة وللتبرك من المزود الذي شكل مهد الطفل يسوع .
وفي عهد الامبراطور القديس قسطنطين، تحولت المغارة مع كل ما فيها مكانا مقدسا بكل ما في الكلمة من معنى.
اثناء حكم الامبراطور هادريان (117- 138م) ، وبعد قمع ثورة باكوكبا ، وفي وحاولة لازالة اماكن المسيحيين المقدسة.
وبعد ثورة تم طرد اليهود من بيت لحم والاماكن المجاورة وتم تسوية القرية بالارض وتدنيس مكان الميلاد لانه كان من المعتقد ان بيت لحم اصبحت كنيسة مسيحية.
والذي يدهش له ان هذا التصرف من جانب الرومان قد حدد وحفظ الموقع الذي يعتقد المسيحيون الاوائل ان الطفل يسوع قد ولد فيه .
يقول المؤرخ الاسقف يوسابيوس ان الامبراطور قسطنطين ووالدته الملكة هيلانة قد أقاما كنيسة سنة 326 فوق هذه المغارة، وزيناها بعطايا ثمينة.
والمبنى الذي اقاماه كان عبارة عن مبنى ثماني الشكل وقد يني فوق المغارة مباشرة ، وتم تجهيز المغارة لاقامة الصلوات فيها .
وفد الحق هذا المبنى الثماني بالبازيليكا بعد ذلك، وكانت البازيليكا مربعة الشكل وكانت مقسمة بواسطة اربعة صفوف من الاعمدة ، ويتكون كل صف من تسعة اعمدة وكانت تستخدم لاجتماع المسيحيين.
وقد ذهب القديس جيروم سنة 386م الى بيت لحم واقام هناك، وهو المشهور بترجمته للفولجاتا
( وهي الترجمة اللاتينية للانجيل) .
وفي خلال سنوات قليلة تجمع حوله رهبان ، فكان يترجم ويكتب ويواصل دراساته في بيت لحم ويعلم اللاهوت للرهبان كما انه فتح مدرسة لاطفال ، وعاش جيروم في مغارة بالقرب من مغارة الميلاد حتى وفاته سنة 420م .
التقليد الذي يقول ان الطفل يسوع ولد في مغارة للحيوانات والتي اصبحت فيما بعد كنيسة الميلاد هو تقليد موثوق ، فان الدليل على ان هذه الكنيسة هي فعلا المكان الذي ولد فيه الرب يسوع هو دليل يرجع الى القرن الاول الميلادي ، لذلك فان تشييد الكنيسة فوق هذا المكان بالذات هو امر موثوق به وحقيقي.
ان اعلان الملائكة عن ميلاد الرب للرعاة لم يحدد لهم مغارة البهائهم، ولكن قدَم لهم معلومات عامة عن الطفل المولود وعن مكانه(لوقا 2: 11- 20).
فالطفل ولد في مدينة داود، وسوف تجدونه مقمطا ومضجعا في مذود.
اما في انجيل متى فنجد ان نجما قاد المجوس الى الطفل المولود .
ونلاحظ ان الانجيلي لوقا لم يهتم ان يدون في انجيليه عن مكان المغارة، وانما بان يوضح ان ملاك الرب بشَر الرعاة بميلاد المخلص وهو المسيح الرب، وانه اظهر لهم علامته، فكان تأكيد لوقا بالاكثرعلى المكان الذي وضع فيه الطفل بسبب الظروف المحيطة بولادته، وليس على مكان المغارة التي ولد فيها.
لانه بالنسبة لانجيلي لوقا وبحسب بشارة الرعاة فان المذود كان يعتبر علامة
( لوقا 2: 12) .
هذه العلامة يعتقد البعض انها علامة على توفر الزاد والمؤونة، وشعب الله يمكن ان يأتوا الى مذود سيدهم للشبه .
فالمسيح ولد في بيت لحم مدينة داود في مذود حيث يعول الله شعبه وليس في فندق كأنه غريب.
( الله لا يتراءى الا في عمق الاتضلع ، " الطفل المقمط المضجع في مذود"
هو هو الذي " تقيَد في يديه ووضعوه على الصليب"
وهو هو الذي الذي قال: " تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب " ) ( متى 11: 29) .
يتحدث " انجيل " يعقوب المنحول عن المغارة فيقول:ط ولما وصلا
( مريم ويوسف) الى منتصف الطريق ( بين القدس وبيت لحم )
قالت مريم : " أنزلني عن الاتان لان ما في داخلي يوجعني".
فأنزلها عن الأتان وقال لها :" الى اين استطيع ان أذهب بك ؟
واين أسترك خفرك . فكل شيء هنا مقفر "واكتشف هناك مغارة ، فادخل اليها مريم ..." ( 17: 3) و 18: 1).
الا ان " انجيل يعقوب ليس النص الوحيد الذي جاء فيه ذكر المغارة ، فهناك ايضا " انجيل " مزعزم منسوب الى متى الرسول ،
(هذا الكتاب صورة معدَلة لـ " انجيل يعقوب" وهو يعود الى القرن السادس )،
في حديثه عن الميلاد: "وفي اليوم الثالث بعد ميلاد السيد ، خرجت مريم من المغارة، ودخلت الى اسطبل ، وضعت الطفل في مذود، فسجد له الثور والحمار.
وهكذا تم قول اشيعاء النبي:ط عرف الثور قانيه، والحمار معلف صاحبه "
( 1: 3) .
وكان هذان الحيوانان اللذان يتوسطهما تاطفل، لا ينيان يسجدان له.
وهكذا تم ما قاله حبقوق النبي :" ستعلن بين حيوانين" (3: 2) .
لابد من الاشارة الى ان هذه التفاصيل ، فهي لا تنأى عن اجواء العهد القديم العابقة بالشاعرية والرمز، فقد صورَالكتاب المقدس مجيء المسيح كفاتحة لعهد من السعادة الغامرة والسلام الشامل ، فيه يتصالح الانسان مع ربه ومع الطبيعة ومع الحيوان.
فيصف النبي اشعياء في العودة الى الفردوس المفقود ، عند مجيء المسيح فيقول:" يسكن الذئب مع الحمل، ويربض النمر مع الجدي، ويكون العجل والشبل والمعلوف معا وصبي صغير يسوقها .
ترعى البقرة والدب معا، ويربض اولادهما معا، والاسد يأكل التبن كالثور، ويلعب المرضع على حجر الافعى، ويضع الفطيم يده في نفق الارقم"
(اشعياء 11: 6- 9) .
لذا دخلت المغارة الى وجدان الكنيسة المسيحية الاولى ، وحتى في ادق التفاصيل ، من حيث بناء هياكل الكنائس وحياة الليتورجيا والفن الكنسي.
المغارة وحدث الميلاد هو مثل حدث موت وقيامة يسوع .
مغارة، قبر، يسوع ملفلف في اقمطة، كما هو سيلف في اقمطة عندما سيموت . مغارة كانت في حقل كما كان قبر في بستان ،
فالقبلا لم يوضع فيه احد ايضا المغارة لم يولد فيها اي مولود .
لهذا فالمذبح الذي في الهيكل الى شمال المائدة المقدسة، الذي يصير عليه تهيئة الخبر والخمر، فهو يمثل المغارة في بيت لحم ، حيث ولد يسوع ، ويدل على حقارة القرية وفقرها .
ولان مجيء المسيح الاول كان بفقر ومسكنة بغير شهرة .
ويدل ايضا على مكان الجلجلة حيث صلب الرب يسوع فلاجل ذلك تكون المائدة المقدسة دائما قرب المذبح .
لان مكان القبر حيث دفن الرب قد كان قريبا لمكان الصلب .
:" وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط فهناك وضع يسوع" ( يوحنا 19: 41) .
لهذا على المذبح يصير تذكار مولد يسوع وصلبه في وقت تقدمة القرابين المقدسة.
" استعدي يا بيت لحم فقد فتحت عدن للجميع.
تهيأي يا افراثا لان عود الحياة أزهر في المغارة من البتول، لان بطنها ظهر فردوسا عقليا، فيه الغرس الالهي الذي نأكل منه نحيا ولا نموت مثل \آدم . المسيح ولد لينهض الصورة التي سقطت منذ القديم " ( ابوليتيكون بارامون الميلاد).
اذا المذبح يرمز الى بيت لحم والمغارة حيث ولد المسيح .، لذلك نوضع هناك ايقونة الميلاد .
يقول القديس سمعان التسالونيكي :" كما ان بيت لحم هي قريبة من اورشليم ومن قبر السيد كذلك فان المذبح المقدس مجاور للمائدة المقدسة÷هو في زاوية الهيكل وهذا يدل على حضور المسيح بشكل متواضع، وعلى فقر المكان ، وعلى تواري المغارة " .
المغارة في بيت لحم هي المكان الذي فيه ظهر المسيح بالجسد لذا فان ظهور المسيح ليتورجيا يبدأ على المذبح المقدس.
ان الايقونة مع الطفل الالهي موضوعا في المغارة في اعماق الارض تذكرنا بالمثل الذي قاله الرب نفسه عن ملكوت السماوات وهو حبة الخردل اصغر حبوب النبات على الارض والتي تزرع في الارض لتصبح فيما بعد شجرة كبيرة .
المسيح هو الملك السماوي الاخذ جسدا بشريا وضع كبذرة خردل في اعماق الارض المظلمة انه الملح الذي ملح اعماق الارض .
ان تلك المغارة التي تقبلت في اعماقها حياة الكل تظهر بكل بساطة عبارة عن فتحة في الارض شديدة الظلام مثل فم مفتوح للارض .
انها ظلمة لا تنار بشيء ، انها تأتي في تضاد تام مع نور المخلص المنبعث من هالة المجد حول رأسه، ام من بياض الاقمطة التي لفَ بها من قبل والدة الاله .
ايضا يلقي معنى المغارة اضواء مدهشة على مثل الراعي الصالح
( يوحنا 10: 1- 21) . وتعطيعهقوة رواية يوحنا الانجيلي عن
" انحدار المسيح الى الجحيم".
اما الحظيرة حيث تنتظر النعاج الراعي الحقيقي، المسيح ، فهي الجحيم ، وادي ظلال الموت" ( مزمور 22: 4) .
" ان من لا يدخل من الباب الى الحظيرة .. فانه سارق ولص "
( يوحنا 10: - 1) .
اللص : هو اسم الشيطان .
لا يستطيع ان يدخل من الباب الذي هو المسيح ، بل يتسلل الى النعاج بطرق البهتان الملتوية.
. " يدعو المسيح الراعي خرافه الخاصة باسمائها ويخرجها " ( يوحنا 10- 3) . اتى ليخرجها خارج الحظيرة حيث الجحيم والموت ويعطيها الحياة .
" فقداتيت لتكون لهم الحياة وتكون لهم بوفرة" ( يوحنا 10- 10) .
لكيما ينقذ الجميع من سم رأس الثعبان ،مصعدا ايانا من ابواب الظلمة الى النور الحامل الحياة " .
( سحر الميلاد – الاودية الثالثة – القانون الثاني ) .
القديس يوستينوس يرى في رسم المغارة في ايقونة الميلاد تحقيقا لما ورد في سفر اشعياء النبي :ط الذي يسكن غي النار، السالك بالحق والمتكلم بالاستقامة هذا يبعث نورا في ظلمة العالم .
العقل البشري يعجز عن ان يدرك التدبير الالهي وهذا ما تعلنه الكنيسة في اواخر صرة السواعي للعيد اذ تنشد ما كتبه لنا القديس رومانوس المرنم
( القرن السادس) : " انني اشاهد سرا عجيبا مستغربا ، المغارة سماء والبتول عرشا شاروبيميا ، والمذود شريفا الذي اتكأ فيه المسيح غير الموسوع في مكان فلنسبحه معظمين" ( رعيتي 1983 العدد 35) .
اذا المغارة في ايقونة الميلاد عبارة عن فجوة في جوف الارض يستريح فيها الطفل الالهي فهي الظلمة وترمز الى الجحيم .
ودخول المسيح اليها الى عمق اعماق الظلمة.
حيث غياب نور الحياة، يشير الى انتصاره الفائق على الموت بما ان نور الحياة سيغلب بنوره غياب الظلمة القاهرة .
يقول سيادة المطران جورج (خضر): .. هنا مغارة زظلمة استقبلت المخلص، مغارة باردة، فاذا كانت نفوسنا باردة، واذا اظلمت بالخطيئة، فمع ذلك نستطيع ان نستقبل المسيح لاننا اذا فتحنا ارواحنا له تصبح هذه الارواح دافئة نيرة .
النور يضيء في الظلمة وما قال السيد انه يأتي الى الاطهار لانهم ليسوا بحاجة اليه ليتطهروا ولكن قال انه ياتي الى الخطأة.." ( رعيتي 1987 العدد 21 ) .
يتردد ذكر المغارة كثيرا في التسابيح والترانيم الميلادية ، الت نظمت ايام رومانوس المرنم الحمصي الذي يعود اليه ا قنداق العيد:ط الارض تقرَب المغارة لمن هو غير مقترب اليه" .
في عظة منسوبة الى القديس غريغوريس النيصصي نجد مقارنة بين ولادة المسيح في المغارة والنور الروحي المشرق في ظلال الموت الذي يكتنف البشرية، ان فوهة المغارة السوداء في الايقونة ترمز الى هذا العالم المبتلي بالخطيئة بسبب سقوط الانسان والذي اشرق فيه " شمس العدل" .
من اجلنا نحن يولد الله طفلا في مغارة ويلف باقمطة راسما بذلك مسبقة لموته ودفنه( المغارة رسم للقبر والاقمطة رسم للاكفان) .
يقول المرنم في الاودية الخامسة من اراميس الميلاد: " ايها المحب البشر انت اله السلام وابو المراحم ارسلت لنا رسول رايك العظيم . مانحا ايانا سلامك، فلذا اذ قد اهتدينا الى نور المعرفة الالهية فنحن ندَلج من الليل ممجدين لك" .
ان المغارة في ايقونة الميلاد تمثل تلك اللجة، لجة الليل التي ندلج منها نحو الطفل المضجع فيها يشير اليه النجم المضي من السماء، مغارة سوداء عميقة، مغارة قاتمة في وسط الجبل، في وسط عمق الارض، ندلج منها، من ليل شهواتنا العديدة الهائمة، وانانيتنا العمياء الثقيلة علينا كالجبال ، ووجودنا الصغير المحدود المتأرجح بين الحياة والموت ، ندَلج نحو الكائن :
" الكائن الذي صار الى ما لم يكن" .
بعض القطع من تراتيل الميلادية التي تتكلم عن " المغارة"
( كتاب الميناون (الشهري) الجزءالأول).
-ايتها المغارة استعدي.
فان النعجة تاتي حاملة المسيح جنينا، ايها المذود تقبَل من بكلمته نقض افعالنا البهيمية. نح معاشر الارضيين. ايها الرعاة اسهروا.
واشهدوا للعجب الرهيب،ويا ايها المجوس الذين من فارس، قدموا للملك ذهبا ولبانا ومرا .
لان الرب قد ظهر من ام بتول.
الذي قد انحنت له امه وسجدت له كعبدة وخاطبت الذي في احضانها قائلة كيف بذرت فيَ وكيف نبتَ مني .
يالهي ومنقذي( 6 ك1 – غروب)
- استعدي يا بيت لحم، وليتهيأ المذود. ولتتقبل المغارة .
فالحقيقة قد أتت.
والظل قد جاز، والاله قد ظهر للبشر من البتول. متخذا صورتنا.
مؤلها الخليقة، فلذلك آدم يتجدد مع حواء هاتفين .
لقد ظهرت المسرة على الارض لتخلص جنسنا. ( 6 ك1 – غروب)
v ايتها البتول التي لا عروس لها.
من اين اقبلت من والدك ومن امك .
كيف تحملين الخالق على ساعديك.
كيف لم يفسد حشاك .
فيا كلية النقاوة.
اننا نشتهد فيك غرائب عظيمة.
واسرار رهيبة .
تامة على الارض .
فنسبق ونهيء لك ما يليق .
فمن الارض المغارة.
ونستمد من السماء . ان تجود بالكوكب .
والمجوس يأتون من مشارق الارض الى مغاربها ليعاينوا خلاص الانام .
رضيعا كطفل. ( 6 ك1 – غروب)
- لنستمع الاقوال الالهية هاتفة بظهور المسيح.
لانه هوذا يولد في مغارة.
من فتاة لم تعرف رجلا فيسبق النجم ويظهر وينبئ المجوس بمولده الرهيب.
( 10ك1 – سحرية )
v ها ان التي لم تعرف زواجا قد حبلت بالاله كما سبق فقال .
وهي توافي علانية لتلده في مغارة بيت لحم ، فلنرتل جميعا هاتفين،
مبارك انت يا اله آبائنا. ( 10ك1 – سحرية )
ففيهما كان لقاء البشرية مع فاديها , وفيهما كان لقاء الحب بين الارض والسماء
ويعود التجسيد الحسي لحدث عيد الميلاد الى القرن الرابع.
هناك تقليد قديم يعطينا فكرة عن الظروف والمعطيات التي احاطت بميلاد المسيح،
اذ يحدد هذا التقليد ميلاد المخلص في مغارة كبيرة كانت تستخدم كحظيرة للبهائم في بلدة بيت لحم .
ويتضح من النص الوارد في (لوقا 2: 7)
ان المسيح الطفل وضع في مذود :
" فولدت ابنها البكر وقمَتطه واضجعته في المذود ، اذ لم يكن لهما موضع في المنزل" ولم يأت هنا ذكر للمغارة ، ولكن هذا ليس بمستبعد ، لان المغائر كانت دائما مسكنا وملجأ للناس والبهائم في فسلطين، وذلك لان بيوت فلسطين،
في تلك الايام كانت تقسم الى قسمين: قسم تقيم فيه العائلة، يأكلون ويجسلون وينامون فيه، وقسم ثان توضع فيه المونة، وفي ناحية منه البقة والعنزة والحمار والطيور، لئلا يسرقها سارق.
وحتى في العالم حتى الآن .
هذا التقليد عن ميلاد الرب في المغارة يعود الى ما قبل منتصف القرن الثاني،
فقد ذكره القديس يوستينوس الشهيد في حواره مع تريفون اليهودي،
وقد كتب هذا الحوار، بعد منتصف القرن الثاني.
عما وصله اليه من التقليد الاقدم، ان يوسف ومعه القديسة مريم لما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيهما احد، اذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد .
فاتجها الى الخان
( المنزل أو النزل) وهو ( عبارة عن غرفة ريفية تستقبل المسافرين مع دوابهم)
فلما لم يجدا في المنزل مكانا التجأ الى " المغارة" الملحقة والتي كانت مخصصة للدواب ، وبات فيها .
وهناك ولدت ابنها البكر وقمتطه واضجعته في المذود . }
وجاء في الحوار :" وعن ولادة الصبي في بيت لحم ، لم يستطع يوسف ان يجد مكانا لهم في القرية. لذلك فانه اقام في مغارة بقرب القرية .
وبينما هما هناك ولدت القديسة مريم الطفل يسوع ووضعته في مذود . وهنا وجده المجوس الذين حضروا من بلاد العرب "{ . (حوار تريفن: 78- 5).
ويقول العلامة يواقيم ارميا:" ...ان الرعاة الذين كانوا يحرسون القطيع المخصص للذبائح الهيكلية، كانوا انفسهم اصحاب هذه المغارة.
يقول اوريجانوس الاسكندري (اوائل القرن الثالث)، والذي كان في فلسطين منذ عام 215م وما بعدها ، ان يسوع قد ولد في مغارة.
وفي كتابه " ضد كلسوس" ، والذي كتبه عام 284م يقول كما لو انه شاهد المغترة بنفسه ": انه بالتوافق مع قصة الانجيل عن الميلاد، فاننا نجد في بيت لحم المغارة حيث والرب الرب ، والمذود حيق قمطته العذراء ووضعته ، وهذا المشهد يحكى عنه الكثير في الاماكن المجاورة حتى بين غير المؤمنين .
ويقال عنه انه في هذا الكهف ولد يسوع الذي يعبده ويكرمه المسيحيون"
(اوريجانوس– ضد كلسوس 1- 51).
اذا من القرن الثاني تحولت هذه المغارة محجا يقصدوه المؤمنون من كل حدب وصوب.
وقد حاول الامبراطور ادريان في ذلك الحين ثني الحجاج عن التردد اليها ، غير ان محاولاته باءت بالفشل.
وفي القرن الثالث كان المؤمنون يترددون على المغارة لرؤيتها والصلاة وللتبرك من المزود الذي شكل مهد الطفل يسوع .
وفي عهد الامبراطور القديس قسطنطين، تحولت المغارة مع كل ما فيها مكانا مقدسا بكل ما في الكلمة من معنى.
اثناء حكم الامبراطور هادريان (117- 138م) ، وبعد قمع ثورة باكوكبا ، وفي وحاولة لازالة اماكن المسيحيين المقدسة.
وبعد ثورة تم طرد اليهود من بيت لحم والاماكن المجاورة وتم تسوية القرية بالارض وتدنيس مكان الميلاد لانه كان من المعتقد ان بيت لحم اصبحت كنيسة مسيحية.
والذي يدهش له ان هذا التصرف من جانب الرومان قد حدد وحفظ الموقع الذي يعتقد المسيحيون الاوائل ان الطفل يسوع قد ولد فيه .
يقول المؤرخ الاسقف يوسابيوس ان الامبراطور قسطنطين ووالدته الملكة هيلانة قد أقاما كنيسة سنة 326 فوق هذه المغارة، وزيناها بعطايا ثمينة.
والمبنى الذي اقاماه كان عبارة عن مبنى ثماني الشكل وقد يني فوق المغارة مباشرة ، وتم تجهيز المغارة لاقامة الصلوات فيها .
وفد الحق هذا المبنى الثماني بالبازيليكا بعد ذلك، وكانت البازيليكا مربعة الشكل وكانت مقسمة بواسطة اربعة صفوف من الاعمدة ، ويتكون كل صف من تسعة اعمدة وكانت تستخدم لاجتماع المسيحيين.
وقد ذهب القديس جيروم سنة 386م الى بيت لحم واقام هناك، وهو المشهور بترجمته للفولجاتا
( وهي الترجمة اللاتينية للانجيل) .
وفي خلال سنوات قليلة تجمع حوله رهبان ، فكان يترجم ويكتب ويواصل دراساته في بيت لحم ويعلم اللاهوت للرهبان كما انه فتح مدرسة لاطفال ، وعاش جيروم في مغارة بالقرب من مغارة الميلاد حتى وفاته سنة 420م .
التقليد الذي يقول ان الطفل يسوع ولد في مغارة للحيوانات والتي اصبحت فيما بعد كنيسة الميلاد هو تقليد موثوق ، فان الدليل على ان هذه الكنيسة هي فعلا المكان الذي ولد فيه الرب يسوع هو دليل يرجع الى القرن الاول الميلادي ، لذلك فان تشييد الكنيسة فوق هذا المكان بالذات هو امر موثوق به وحقيقي.
ان اعلان الملائكة عن ميلاد الرب للرعاة لم يحدد لهم مغارة البهائهم، ولكن قدَم لهم معلومات عامة عن الطفل المولود وعن مكانه(لوقا 2: 11- 20).
فالطفل ولد في مدينة داود، وسوف تجدونه مقمطا ومضجعا في مذود.
اما في انجيل متى فنجد ان نجما قاد المجوس الى الطفل المولود .
ونلاحظ ان الانجيلي لوقا لم يهتم ان يدون في انجيليه عن مكان المغارة، وانما بان يوضح ان ملاك الرب بشَر الرعاة بميلاد المخلص وهو المسيح الرب، وانه اظهر لهم علامته، فكان تأكيد لوقا بالاكثرعلى المكان الذي وضع فيه الطفل بسبب الظروف المحيطة بولادته، وليس على مكان المغارة التي ولد فيها.
لانه بالنسبة لانجيلي لوقا وبحسب بشارة الرعاة فان المذود كان يعتبر علامة
( لوقا 2: 12) .
هذه العلامة يعتقد البعض انها علامة على توفر الزاد والمؤونة، وشعب الله يمكن ان يأتوا الى مذود سيدهم للشبه .
فالمسيح ولد في بيت لحم مدينة داود في مذود حيث يعول الله شعبه وليس في فندق كأنه غريب.
( الله لا يتراءى الا في عمق الاتضلع ، " الطفل المقمط المضجع في مذود"
هو هو الذي " تقيَد في يديه ووضعوه على الصليب"
وهو هو الذي الذي قال: " تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب " ) ( متى 11: 29) .
يتحدث " انجيل " يعقوب المنحول عن المغارة فيقول:ط ولما وصلا
( مريم ويوسف) الى منتصف الطريق ( بين القدس وبيت لحم )
قالت مريم : " أنزلني عن الاتان لان ما في داخلي يوجعني".
فأنزلها عن الأتان وقال لها :" الى اين استطيع ان أذهب بك ؟
واين أسترك خفرك . فكل شيء هنا مقفر "واكتشف هناك مغارة ، فادخل اليها مريم ..." ( 17: 3) و 18: 1).
الا ان " انجيل يعقوب ليس النص الوحيد الذي جاء فيه ذكر المغارة ، فهناك ايضا " انجيل " مزعزم منسوب الى متى الرسول ،
(هذا الكتاب صورة معدَلة لـ " انجيل يعقوب" وهو يعود الى القرن السادس )،
في حديثه عن الميلاد: "وفي اليوم الثالث بعد ميلاد السيد ، خرجت مريم من المغارة، ودخلت الى اسطبل ، وضعت الطفل في مذود، فسجد له الثور والحمار.
وهكذا تم قول اشيعاء النبي:ط عرف الثور قانيه، والحمار معلف صاحبه "
( 1: 3) .
وكان هذان الحيوانان اللذان يتوسطهما تاطفل، لا ينيان يسجدان له.
وهكذا تم ما قاله حبقوق النبي :" ستعلن بين حيوانين" (3: 2) .
لابد من الاشارة الى ان هذه التفاصيل ، فهي لا تنأى عن اجواء العهد القديم العابقة بالشاعرية والرمز، فقد صورَالكتاب المقدس مجيء المسيح كفاتحة لعهد من السعادة الغامرة والسلام الشامل ، فيه يتصالح الانسان مع ربه ومع الطبيعة ومع الحيوان.
فيصف النبي اشعياء في العودة الى الفردوس المفقود ، عند مجيء المسيح فيقول:" يسكن الذئب مع الحمل، ويربض النمر مع الجدي، ويكون العجل والشبل والمعلوف معا وصبي صغير يسوقها .
ترعى البقرة والدب معا، ويربض اولادهما معا، والاسد يأكل التبن كالثور، ويلعب المرضع على حجر الافعى، ويضع الفطيم يده في نفق الارقم"
(اشعياء 11: 6- 9) .
لذا دخلت المغارة الى وجدان الكنيسة المسيحية الاولى ، وحتى في ادق التفاصيل ، من حيث بناء هياكل الكنائس وحياة الليتورجيا والفن الكنسي.
المغارة وحدث الميلاد هو مثل حدث موت وقيامة يسوع .
مغارة، قبر، يسوع ملفلف في اقمطة، كما هو سيلف في اقمطة عندما سيموت . مغارة كانت في حقل كما كان قبر في بستان ،
فالقبلا لم يوضع فيه احد ايضا المغارة لم يولد فيها اي مولود .
لهذا فالمذبح الذي في الهيكل الى شمال المائدة المقدسة، الذي يصير عليه تهيئة الخبر والخمر، فهو يمثل المغارة في بيت لحم ، حيث ولد يسوع ، ويدل على حقارة القرية وفقرها .
ولان مجيء المسيح الاول كان بفقر ومسكنة بغير شهرة .
ويدل ايضا على مكان الجلجلة حيث صلب الرب يسوع فلاجل ذلك تكون المائدة المقدسة دائما قرب المذبح .
لان مكان القبر حيث دفن الرب قد كان قريبا لمكان الصلب .
:" وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط فهناك وضع يسوع" ( يوحنا 19: 41) .
لهذا على المذبح يصير تذكار مولد يسوع وصلبه في وقت تقدمة القرابين المقدسة.
" استعدي يا بيت لحم فقد فتحت عدن للجميع.
تهيأي يا افراثا لان عود الحياة أزهر في المغارة من البتول، لان بطنها ظهر فردوسا عقليا، فيه الغرس الالهي الذي نأكل منه نحيا ولا نموت مثل \آدم . المسيح ولد لينهض الصورة التي سقطت منذ القديم " ( ابوليتيكون بارامون الميلاد).
اذا المذبح يرمز الى بيت لحم والمغارة حيث ولد المسيح .، لذلك نوضع هناك ايقونة الميلاد .
يقول القديس سمعان التسالونيكي :" كما ان بيت لحم هي قريبة من اورشليم ومن قبر السيد كذلك فان المذبح المقدس مجاور للمائدة المقدسة÷هو في زاوية الهيكل وهذا يدل على حضور المسيح بشكل متواضع، وعلى فقر المكان ، وعلى تواري المغارة " .
المغارة في بيت لحم هي المكان الذي فيه ظهر المسيح بالجسد لذا فان ظهور المسيح ليتورجيا يبدأ على المذبح المقدس.
ان الايقونة مع الطفل الالهي موضوعا في المغارة في اعماق الارض تذكرنا بالمثل الذي قاله الرب نفسه عن ملكوت السماوات وهو حبة الخردل اصغر حبوب النبات على الارض والتي تزرع في الارض لتصبح فيما بعد شجرة كبيرة .
المسيح هو الملك السماوي الاخذ جسدا بشريا وضع كبذرة خردل في اعماق الارض المظلمة انه الملح الذي ملح اعماق الارض .
ان تلك المغارة التي تقبلت في اعماقها حياة الكل تظهر بكل بساطة عبارة عن فتحة في الارض شديدة الظلام مثل فم مفتوح للارض .
انها ظلمة لا تنار بشيء ، انها تأتي في تضاد تام مع نور المخلص المنبعث من هالة المجد حول رأسه، ام من بياض الاقمطة التي لفَ بها من قبل والدة الاله .
ايضا يلقي معنى المغارة اضواء مدهشة على مثل الراعي الصالح
( يوحنا 10: 1- 21) . وتعطيعهقوة رواية يوحنا الانجيلي عن
" انحدار المسيح الى الجحيم".
اما الحظيرة حيث تنتظر النعاج الراعي الحقيقي، المسيح ، فهي الجحيم ، وادي ظلال الموت" ( مزمور 22: 4) .
" ان من لا يدخل من الباب الى الحظيرة .. فانه سارق ولص "
( يوحنا 10: - 1) .
اللص : هو اسم الشيطان .
لا يستطيع ان يدخل من الباب الذي هو المسيح ، بل يتسلل الى النعاج بطرق البهتان الملتوية.
. " يدعو المسيح الراعي خرافه الخاصة باسمائها ويخرجها " ( يوحنا 10- 3) . اتى ليخرجها خارج الحظيرة حيث الجحيم والموت ويعطيها الحياة .
" فقداتيت لتكون لهم الحياة وتكون لهم بوفرة" ( يوحنا 10- 10) .
لكيما ينقذ الجميع من سم رأس الثعبان ،مصعدا ايانا من ابواب الظلمة الى النور الحامل الحياة " .
( سحر الميلاد – الاودية الثالثة – القانون الثاني ) .
القديس يوستينوس يرى في رسم المغارة في ايقونة الميلاد تحقيقا لما ورد في سفر اشعياء النبي :ط الذي يسكن غي النار، السالك بالحق والمتكلم بالاستقامة هذا يبعث نورا في ظلمة العالم .
العقل البشري يعجز عن ان يدرك التدبير الالهي وهذا ما تعلنه الكنيسة في اواخر صرة السواعي للعيد اذ تنشد ما كتبه لنا القديس رومانوس المرنم
( القرن السادس) : " انني اشاهد سرا عجيبا مستغربا ، المغارة سماء والبتول عرشا شاروبيميا ، والمذود شريفا الذي اتكأ فيه المسيح غير الموسوع في مكان فلنسبحه معظمين" ( رعيتي 1983 العدد 35) .
اذا المغارة في ايقونة الميلاد عبارة عن فجوة في جوف الارض يستريح فيها الطفل الالهي فهي الظلمة وترمز الى الجحيم .
ودخول المسيح اليها الى عمق اعماق الظلمة.
حيث غياب نور الحياة، يشير الى انتصاره الفائق على الموت بما ان نور الحياة سيغلب بنوره غياب الظلمة القاهرة .
يقول سيادة المطران جورج (خضر): .. هنا مغارة زظلمة استقبلت المخلص، مغارة باردة، فاذا كانت نفوسنا باردة، واذا اظلمت بالخطيئة، فمع ذلك نستطيع ان نستقبل المسيح لاننا اذا فتحنا ارواحنا له تصبح هذه الارواح دافئة نيرة .
النور يضيء في الظلمة وما قال السيد انه يأتي الى الاطهار لانهم ليسوا بحاجة اليه ليتطهروا ولكن قال انه ياتي الى الخطأة.." ( رعيتي 1987 العدد 21 ) .
يتردد ذكر المغارة كثيرا في التسابيح والترانيم الميلادية ، الت نظمت ايام رومانوس المرنم الحمصي الذي يعود اليه ا قنداق العيد:ط الارض تقرَب المغارة لمن هو غير مقترب اليه" .
في عظة منسوبة الى القديس غريغوريس النيصصي نجد مقارنة بين ولادة المسيح في المغارة والنور الروحي المشرق في ظلال الموت الذي يكتنف البشرية، ان فوهة المغارة السوداء في الايقونة ترمز الى هذا العالم المبتلي بالخطيئة بسبب سقوط الانسان والذي اشرق فيه " شمس العدل" .
من اجلنا نحن يولد الله طفلا في مغارة ويلف باقمطة راسما بذلك مسبقة لموته ودفنه( المغارة رسم للقبر والاقمطة رسم للاكفان) .
يقول المرنم في الاودية الخامسة من اراميس الميلاد: " ايها المحب البشر انت اله السلام وابو المراحم ارسلت لنا رسول رايك العظيم . مانحا ايانا سلامك، فلذا اذ قد اهتدينا الى نور المعرفة الالهية فنحن ندَلج من الليل ممجدين لك" .
ان المغارة في ايقونة الميلاد تمثل تلك اللجة، لجة الليل التي ندلج منها نحو الطفل المضجع فيها يشير اليه النجم المضي من السماء، مغارة سوداء عميقة، مغارة قاتمة في وسط الجبل، في وسط عمق الارض، ندلج منها، من ليل شهواتنا العديدة الهائمة، وانانيتنا العمياء الثقيلة علينا كالجبال ، ووجودنا الصغير المحدود المتأرجح بين الحياة والموت ، ندَلج نحو الكائن :
" الكائن الذي صار الى ما لم يكن" .
بعض القطع من تراتيل الميلادية التي تتكلم عن " المغارة"
( كتاب الميناون (الشهري) الجزءالأول).
-ايتها المغارة استعدي.
فان النعجة تاتي حاملة المسيح جنينا، ايها المذود تقبَل من بكلمته نقض افعالنا البهيمية. نح معاشر الارضيين. ايها الرعاة اسهروا.
واشهدوا للعجب الرهيب،ويا ايها المجوس الذين من فارس، قدموا للملك ذهبا ولبانا ومرا .
لان الرب قد ظهر من ام بتول.
الذي قد انحنت له امه وسجدت له كعبدة وخاطبت الذي في احضانها قائلة كيف بذرت فيَ وكيف نبتَ مني .
يالهي ومنقذي( 6 ك1 – غروب)
- استعدي يا بيت لحم، وليتهيأ المذود. ولتتقبل المغارة .
فالحقيقة قد أتت.
والظل قد جاز، والاله قد ظهر للبشر من البتول. متخذا صورتنا.
مؤلها الخليقة، فلذلك آدم يتجدد مع حواء هاتفين .
لقد ظهرت المسرة على الارض لتخلص جنسنا. ( 6 ك1 – غروب)
v ايتها البتول التي لا عروس لها.
من اين اقبلت من والدك ومن امك .
كيف تحملين الخالق على ساعديك.
كيف لم يفسد حشاك .
فيا كلية النقاوة.
اننا نشتهد فيك غرائب عظيمة.
واسرار رهيبة .
تامة على الارض .
فنسبق ونهيء لك ما يليق .
فمن الارض المغارة.
ونستمد من السماء . ان تجود بالكوكب .
والمجوس يأتون من مشارق الارض الى مغاربها ليعاينوا خلاص الانام .
رضيعا كطفل. ( 6 ك1 – غروب)
- لنستمع الاقوال الالهية هاتفة بظهور المسيح.
لانه هوذا يولد في مغارة.
من فتاة لم تعرف رجلا فيسبق النجم ويظهر وينبئ المجوس بمولده الرهيب.
( 10ك1 – سحرية )
v ها ان التي لم تعرف زواجا قد حبلت بالاله كما سبق فقال .
وهي توافي علانية لتلده في مغارة بيت لحم ، فلنرتل جميعا هاتفين،
مبارك انت يا اله آبائنا. ( 10ك1 – سحرية )
Comment