قال وليم ماكدونلد في كتابه الشهير التلمذة الحقيقية : المسيحية هي تسليم كلي و تام للرب يسوع المسيح , لا يبحث المخلص عن رجال و نساء يعطونه أوقات فراغهم المسائية , أو عطلة نهاية الأسبوع , أو سني تقاعدهم بل يبحث عن أناس يعطونه المكان الأول في حياتهم , و ليس إلا التسليم غير المشروط يصلح أن يكون استجابة لائقة بذبيحة المسيح علي الجلجثة فمحبته الإلهية الفائقة لا يمكن أن ترتضي بأقل من تسليمه نفوسنا و حياتنا و كل ما لنا , نحن لا نستغرب أن يبذل الجنود حياتهم حبا للوطن و لا نستغرب أن يبذل الناس حياتهم من أجل دوافع سياسية و أما أن تنطوي حياة تابع المسيح علي الدم و العرق و الدموع ففكرة بعيدة عن أذهاننا إلا أن كلام المسيح واضح و قاطع و صريح لا يترك مجالا لسوء الفهم أو سوء التأويل بشرط أن نقبل معناه الصريح الواضح و هي شروط التلمذة كما وضعها مخلص العالم بنفسه :
أولا : معني التلمذة الحقيقية :
كل تلميذ للمسيح هو مسيحي حقيقي ولكن للآسف ليس كل مسيحي حقيقي هو تلميذ ، فمع أن كل مسيحي حقيقي سيذهب حتما إلي السماء لكن التلميذ بالإضافة إلى كونه مسيحي حقيقي ومتأكد من ذهابه إلى السماء , عليه أن يعيش شروط التلمذة التي قالها الرب يسوع نفسه بكل وضوح , ومن ضمن معاني التلمذة أن يكون التلميذ مثل سيده ومعلمه فيعيش هنا على الأرض كما عاش الرب يسوع فيكون بحق سفير عن المسيح , إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا (2كورنثوس17:5) فمع أن لوط بار (2بطرس7:2) وبالطبع وصل إلي السماء لكن من المستحيل نعتبره تلميذ حقيقي بعكس إبراهيم الذي مع كونه بار فهو بالطبع صورة ناصعة للتلميذ الحقيقي نفس الأمر ينطبق علي عوبيديا كمؤمن و إيليا كمؤمن و تلميذ (1ملوك18)
ثانيا :شروط التلمذة الحقيقية:
ذكر الرب يسوع 10 شروط أو مبادئ للتلمذة و هي :
1-إنكار النفس :- قال الرب يسوع لتلاميذه إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه (متى24:16) . وكما قال هـ،أ ايفان هوبكنز :يطلب المسيح اليوم كما كان يطلب دائما لا جماهير تتبعه بغير هدى بل أفرادا من الرجال و النساء يتبعونه علي ثقة و إدراك مستعدين لأن يسيروا في طريق إنكار النفس الذي سار فيه هو من قبلهم . فتكون نفسي نكرة , و أقول مع الرسول بولس : مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. (غلاطية20:2) ولقد كتب خادم الرب القس إلياس مقار في كتابه رجال الكتاب المقدس : "هناك آلاف أسقطهم الفشل في الحياة الروحية و لكن هناك عشرات الألوف أسقطهم النجاح لأن صاعد السلم يرفع عينيه إلي فوق و هو يصعد لكنه ما أن يبلغ القمة و يقف على رأس السلم حتى تتحول نظرته إلى أسفل مأخوذا" بالإعجاب بالنفس و العظمة و الكبرياء و خيلاء النفس و هنا نقطة الانحدار وحكي عن قصه طريفة بخصوص هذا إذ قال :أن أحد كبار الأساقفة سمع عن شابة خادمة جديدة تصنع المعجزات فأرسل الأسقف إلى الكنيسة التي تخدم فيها هذه الخادمة القديس فيليب النيري ليتحرى أمر معجزات هذه الخادمة , وذهب القديس في رحلة شاقة امتلأت فيها ثيابه و قدماه بالتراب و الطين و طلب من الخادمة الكبيرة المسئولة في الكنيسة أن تجعله يقابل الشابة التي تصنع المعجزات و عندما جاءت خلع حذائه و طلب منها أن تنظفه فنظرت إليه نظرة احتقار و بعدت عنه دون أن تتكلم ببنت شفة , فخرج القديس فيليب النيري من الكنيسة عائدا إلي الأسقف ليقول له :لا تصدق فحيث لا يوجد تواضع لا توجد معجزات!
2-محبه قصوى للمسيح :- "وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا" (لو 14 :25،26) وهناك على الأقل معنيين في أن أبغض هؤلاء السبعة (أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه) لأكون تلميذ للمسيح :- أ-أن تكون محبتي للمسيح قوية لدرجة انه إذا قورنت محبتي له مع محبتي لكل حبيب آخر تكون محبتي له محبة حقيقية إيجابية ( + ) وتكون محبتي لكل من احب بغضه أي محبة بالسالب ( - ) ب- عندما احب الرب محبة قصوى ستبدو تصرفاتي أحيانا وكأني ابغض الكل مع كوني في الواقع احبهم فماذا يقول الناس وكل من يرى إبراهيم وهو ذاهب ليذبح ابنه اسحق ويحرقه ( تكوين 22 ) ؟ سيقول: أن إبراهيم يبغض إسحاق مع أن الرب قال له : ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ ,فبالطبع هو يحبه و لكن بالمقارنة بحبه للرب تصرف و كأنه يبغضه ! كما كتب عن لاوي : قَال عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ: لمْ أَرَهُمَا وَبِإِخْوَتِهِ لمْ يَعْتَرِفْ وَأَوْلادَهُ لمْ يَعْرِفْ بَل حَفِظُوا كَلامَكَ وَصَانُوا عَهْدَكَ (تثنبة33 :8) انظر (خر32: 26-28)
3-حمل الصليب :- ومن لا يحمل صليبه فلا يقدر أن يكون لي تلميذا (لوقا 14 :27 ) وفى حمل الصليب قبول للألم لأجل المسيح حتى الموت , تذكر ما ذكر عما أحتمله الرسول بولس لأجل الرب يسوع. (2كورنثوس23:11-33)
4-تبعية قلبية للرب:- من لا يأتي ورائي لا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو 14 :27 ) فيجب أن يميز التلميذ صوت الرب و يتبعه , إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ (يوحنا26:12)
5-ترك جميع الأموال :- كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو 14 :33 ) لم يقل الرب يبغض أمواله و لم يقل بعض أمواله و لم يقل بعضكم لكنه قال صراحة : كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا ولقد طبق زكا هذا الشرط حرفيا: فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" ( لوقا 19 :8 ) وطبقه أيضا القديس انطونيوس وأيضا تشارلس استاد المرسل الشهير وبالرغم من أني أعلم أن هذا الشرط صعب جداً لكنه هام ومن الواجب أن نقبله كما هو دون محاولة من التقليل منه . فأي أموال تأتي للتلميذ الحقيقي هي جميعها.. وفعلا ليس كلاما هي جميعها ملك للرب بالتمام... كلها و ليس عشورها فقط , بالطبع كل مؤمن يقدم العشور للرب و لكن على كل تلميذ حقيقي أن يترك حرفيا جميع أمواله للرب كما قال الرب هنا و ليس هذا مجرد رأي للكاتب يمكن للتلميذ قبوله أو رفضه, وإن كان بالطبع ليس على كل تلميذ أن يترك عمله ويبقى بدون عمل وبدون رأس مال لهذا العمل و لكن عليه وهو يعمل أن يدرك تماما أن كل ماله ملك بالكامل للرب و يطيع الرب في التصرف في كل ما يقوله له السيد بخصوص هذا المال في المكان والوقت الذي يختاره الرب فما أجمل ما قاله جيم إليوت :ليس غبيا من يعطي ما لا يستطيع أن يحتفظ به ليربح ما لا يستطيع أن يفقده و ليكن شعار التلميذ الحقيقي ما قاله غروفس :أعمل بقوة – استهلك قليلا – أعط كثيرا - و كل ذلك لأجل المسيح و ما قاله وسلي :لقد منع الرب يسوع اكتناز الكنوز على الأرض كما منع القتل و الزنى ألم يقل الرب : "لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. (متى19:6-21) و قال أيضا : " يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ. بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي" (لوقا22:18) هكذا فعل أنطوني نورس غروفس و زوجته و هما من رواد المرسلين إلي بغداد بالعراق إ أدركا أن عليهما أن لا يكنزوا كنوزا على الأرض فكرسا كامل دخلهما الكبير جدا لخدمة الرب,و لن أنسى أبدا يوم أن زارني منذ أعوام قليلة كيجيل جرباخ و هو أخ متواضع جدا من الأخوة الجدعونيين الذين يوزعون الكتاب المقدس المجاني في العالم كله أه .. كم كانت تأثيراته قوية داخلي رغم كلماته القليلة الهادئة , يومها قلت لنفسي أن وراء هذا الأخ سر عظيم فمسحة الروح القدس في حياته وكلماته كانت واضحة جدا, و بعد عدة أشهر من زيارته وجدت صورته في المجلة الدورية للجدعونيين في العالم وقرأت كيف أنه كان مليونيرا و أن صوت الرب له كان قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بشهور قليلة , أن يبيع كل شيء و يذهب إلي روسيا فأطاع الرب وذهب إلي روسيا و حالما انهار الاتحاد السوفيتي و سمح بدخول الكتاب المقدس , استخدم كيجل جرباخ ملاين الدولارات التي كانت ثمنا لعدة شركات للتنقيب عن النفط كان يمتلكها في نيويورك أستخدم تلك الأموال في عمل عشرات المطابع و شراء مئات العربات و المقطورات لتحمل ملايين الكتب المقدسة لعدد كبير من دول الاتحاد السوفيتي السابق و دول أوربا الشرقي بحق أنه تلميذ حقيقي نفذ تلك الوصية عمليا و حرفيا, فلا غرابة في أن الرب يمتعه بتلك المسحة وهذه القوة.
6-الثبات في الكلمة : إنكم أن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي (يوحنا 8 :31) و الثبات في الكلمة لا يعني فقط دراسة كلمة الله في الكتاب المقدس دراسة دقيقة و لكن أيضا العيشة حسب المكتوب , لَيْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ (مزمور5:119)
7-محبه لكل تلاميذ المسيح : بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي أن كان لكم حبا بعضكم لبعض (يوحنا35:13) التلميذ الحقيقي يدرك أنه في السماء لن تكن هناك طوائف أو أسماء هيأت وضعها البشر أي أن كانت شهرتها أو تأثيرها فبالرغم من انتمائه لكنيسة محلية لكن عليه أن يتحرر داخليا تماما من أتباع البشر و عليه أن يحب تلاميذ الرب يسوع من كل كنيسة وطائفة ودولة و جنس و لون في كل العالم , يحبهم بطريقة عملية و يساعدهم في كل ما يمجد الرب يسوع فتظهر فيه العلامة المميزة لكل تلميذ للمسيح في أنه يحب كل تلاميذ الرب.
8-الثبات في المسيح : أن ثبتم في وثبت كلامي فيكم فتكونون تلاميذي (يو7:15و8) ومن معاني الثبات في المسيح أ- العشرة والشركة العميقة معه: اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. (يو15 :4 ) كتب أندرو موري في كتابه حياة التسليم الكامل : :لقد سمعت عن كرمة في مدينة لندن كانت أحيانا تحمل آلافا من العناقيد مما أثار دهشة الناس هناك و بعد البحث اكتشفوا أخيرا السر لقد مدت هذه الكرمة جذورها حتى إلي نهر قريب استمدت منه الماء و الغذاء الوفير و قد قامت الكرمة بعمل اللازم بعد هذا و كان علي الأغصان أن تعتمد عليها و تقبل منها ما فعلته من أجلها ب- الاعتماد الكامل والدائم عليه: أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً ( يو15 :5 ) ج- حفظ وصاياه:إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِه (يو15 :10)
9-تعلم فن الصلاة المستجابة : تطلبون ما تريدون (وليس ما يريد الرب فالتلميذ الحقيقي صارت إرادته هي نفس إرادة المسيح ) فيكون لكم ..فتكونون تلاميذي ( يو 15 :7 -8 )
10-الآتيان بثمر: بهذا يتمجد أبى أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي ( يو15 :8 ) ومن أهم أنواع الثمر ربح الآخرين للمسيح فكما أن ثمر الحنطة حنطة و ثمر البرتقال برتقال هكذا ثمر المؤمن مؤمن يربحه للرب (انظر كتاب الصنارة الروحية للكاتب) .
ثالثا معطلات التلمذة الحقيقية:
في المقابلات الثلاث مع الرب يسوع في (لوقا57:9-62) نري 3 أسباب أساسية معطلة للتلمذة الحقيقية و التكريس:
أولا : معني التلمذة الحقيقية :
كل تلميذ للمسيح هو مسيحي حقيقي ولكن للآسف ليس كل مسيحي حقيقي هو تلميذ ، فمع أن كل مسيحي حقيقي سيذهب حتما إلي السماء لكن التلميذ بالإضافة إلى كونه مسيحي حقيقي ومتأكد من ذهابه إلى السماء , عليه أن يعيش شروط التلمذة التي قالها الرب يسوع نفسه بكل وضوح , ومن ضمن معاني التلمذة أن يكون التلميذ مثل سيده ومعلمه فيعيش هنا على الأرض كما عاش الرب يسوع فيكون بحق سفير عن المسيح , إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا (2كورنثوس17:5) فمع أن لوط بار (2بطرس7:2) وبالطبع وصل إلي السماء لكن من المستحيل نعتبره تلميذ حقيقي بعكس إبراهيم الذي مع كونه بار فهو بالطبع صورة ناصعة للتلميذ الحقيقي نفس الأمر ينطبق علي عوبيديا كمؤمن و إيليا كمؤمن و تلميذ (1ملوك18)
ثانيا :شروط التلمذة الحقيقية:
ذكر الرب يسوع 10 شروط أو مبادئ للتلمذة و هي :
1-إنكار النفس :- قال الرب يسوع لتلاميذه إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه (متى24:16) . وكما قال هـ،أ ايفان هوبكنز :يطلب المسيح اليوم كما كان يطلب دائما لا جماهير تتبعه بغير هدى بل أفرادا من الرجال و النساء يتبعونه علي ثقة و إدراك مستعدين لأن يسيروا في طريق إنكار النفس الذي سار فيه هو من قبلهم . فتكون نفسي نكرة , و أقول مع الرسول بولس : مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. (غلاطية20:2) ولقد كتب خادم الرب القس إلياس مقار في كتابه رجال الكتاب المقدس : "هناك آلاف أسقطهم الفشل في الحياة الروحية و لكن هناك عشرات الألوف أسقطهم النجاح لأن صاعد السلم يرفع عينيه إلي فوق و هو يصعد لكنه ما أن يبلغ القمة و يقف على رأس السلم حتى تتحول نظرته إلى أسفل مأخوذا" بالإعجاب بالنفس و العظمة و الكبرياء و خيلاء النفس و هنا نقطة الانحدار وحكي عن قصه طريفة بخصوص هذا إذ قال :أن أحد كبار الأساقفة سمع عن شابة خادمة جديدة تصنع المعجزات فأرسل الأسقف إلى الكنيسة التي تخدم فيها هذه الخادمة القديس فيليب النيري ليتحرى أمر معجزات هذه الخادمة , وذهب القديس في رحلة شاقة امتلأت فيها ثيابه و قدماه بالتراب و الطين و طلب من الخادمة الكبيرة المسئولة في الكنيسة أن تجعله يقابل الشابة التي تصنع المعجزات و عندما جاءت خلع حذائه و طلب منها أن تنظفه فنظرت إليه نظرة احتقار و بعدت عنه دون أن تتكلم ببنت شفة , فخرج القديس فيليب النيري من الكنيسة عائدا إلي الأسقف ليقول له :لا تصدق فحيث لا يوجد تواضع لا توجد معجزات!
2-محبه قصوى للمسيح :- "وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا" (لو 14 :25،26) وهناك على الأقل معنيين في أن أبغض هؤلاء السبعة (أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه) لأكون تلميذ للمسيح :- أ-أن تكون محبتي للمسيح قوية لدرجة انه إذا قورنت محبتي له مع محبتي لكل حبيب آخر تكون محبتي له محبة حقيقية إيجابية ( + ) وتكون محبتي لكل من احب بغضه أي محبة بالسالب ( - ) ب- عندما احب الرب محبة قصوى ستبدو تصرفاتي أحيانا وكأني ابغض الكل مع كوني في الواقع احبهم فماذا يقول الناس وكل من يرى إبراهيم وهو ذاهب ليذبح ابنه اسحق ويحرقه ( تكوين 22 ) ؟ سيقول: أن إبراهيم يبغض إسحاق مع أن الرب قال له : ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ ,فبالطبع هو يحبه و لكن بالمقارنة بحبه للرب تصرف و كأنه يبغضه ! كما كتب عن لاوي : قَال عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ: لمْ أَرَهُمَا وَبِإِخْوَتِهِ لمْ يَعْتَرِفْ وَأَوْلادَهُ لمْ يَعْرِفْ بَل حَفِظُوا كَلامَكَ وَصَانُوا عَهْدَكَ (تثنبة33 :8) انظر (خر32: 26-28)
3-حمل الصليب :- ومن لا يحمل صليبه فلا يقدر أن يكون لي تلميذا (لوقا 14 :27 ) وفى حمل الصليب قبول للألم لأجل المسيح حتى الموت , تذكر ما ذكر عما أحتمله الرسول بولس لأجل الرب يسوع. (2كورنثوس23:11-33)
4-تبعية قلبية للرب:- من لا يأتي ورائي لا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو 14 :27 ) فيجب أن يميز التلميذ صوت الرب و يتبعه , إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ (يوحنا26:12)
5-ترك جميع الأموال :- كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو 14 :33 ) لم يقل الرب يبغض أمواله و لم يقل بعض أمواله و لم يقل بعضكم لكنه قال صراحة : كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذا ولقد طبق زكا هذا الشرط حرفيا: فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" ( لوقا 19 :8 ) وطبقه أيضا القديس انطونيوس وأيضا تشارلس استاد المرسل الشهير وبالرغم من أني أعلم أن هذا الشرط صعب جداً لكنه هام ومن الواجب أن نقبله كما هو دون محاولة من التقليل منه . فأي أموال تأتي للتلميذ الحقيقي هي جميعها.. وفعلا ليس كلاما هي جميعها ملك للرب بالتمام... كلها و ليس عشورها فقط , بالطبع كل مؤمن يقدم العشور للرب و لكن على كل تلميذ حقيقي أن يترك حرفيا جميع أمواله للرب كما قال الرب هنا و ليس هذا مجرد رأي للكاتب يمكن للتلميذ قبوله أو رفضه, وإن كان بالطبع ليس على كل تلميذ أن يترك عمله ويبقى بدون عمل وبدون رأس مال لهذا العمل و لكن عليه وهو يعمل أن يدرك تماما أن كل ماله ملك بالكامل للرب و يطيع الرب في التصرف في كل ما يقوله له السيد بخصوص هذا المال في المكان والوقت الذي يختاره الرب فما أجمل ما قاله جيم إليوت :ليس غبيا من يعطي ما لا يستطيع أن يحتفظ به ليربح ما لا يستطيع أن يفقده و ليكن شعار التلميذ الحقيقي ما قاله غروفس :أعمل بقوة – استهلك قليلا – أعط كثيرا - و كل ذلك لأجل المسيح و ما قاله وسلي :لقد منع الرب يسوع اكتناز الكنوز على الأرض كما منع القتل و الزنى ألم يقل الرب : "لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. (متى19:6-21) و قال أيضا : " يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ. بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي" (لوقا22:18) هكذا فعل أنطوني نورس غروفس و زوجته و هما من رواد المرسلين إلي بغداد بالعراق إ أدركا أن عليهما أن لا يكنزوا كنوزا على الأرض فكرسا كامل دخلهما الكبير جدا لخدمة الرب,و لن أنسى أبدا يوم أن زارني منذ أعوام قليلة كيجيل جرباخ و هو أخ متواضع جدا من الأخوة الجدعونيين الذين يوزعون الكتاب المقدس المجاني في العالم كله أه .. كم كانت تأثيراته قوية داخلي رغم كلماته القليلة الهادئة , يومها قلت لنفسي أن وراء هذا الأخ سر عظيم فمسحة الروح القدس في حياته وكلماته كانت واضحة جدا, و بعد عدة أشهر من زيارته وجدت صورته في المجلة الدورية للجدعونيين في العالم وقرأت كيف أنه كان مليونيرا و أن صوت الرب له كان قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بشهور قليلة , أن يبيع كل شيء و يذهب إلي روسيا فأطاع الرب وذهب إلي روسيا و حالما انهار الاتحاد السوفيتي و سمح بدخول الكتاب المقدس , استخدم كيجل جرباخ ملاين الدولارات التي كانت ثمنا لعدة شركات للتنقيب عن النفط كان يمتلكها في نيويورك أستخدم تلك الأموال في عمل عشرات المطابع و شراء مئات العربات و المقطورات لتحمل ملايين الكتب المقدسة لعدد كبير من دول الاتحاد السوفيتي السابق و دول أوربا الشرقي بحق أنه تلميذ حقيقي نفذ تلك الوصية عمليا و حرفيا, فلا غرابة في أن الرب يمتعه بتلك المسحة وهذه القوة.
6-الثبات في الكلمة : إنكم أن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي (يوحنا 8 :31) و الثبات في الكلمة لا يعني فقط دراسة كلمة الله في الكتاب المقدس دراسة دقيقة و لكن أيضا العيشة حسب المكتوب , لَيْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ (مزمور5:119)
7-محبه لكل تلاميذ المسيح : بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي أن كان لكم حبا بعضكم لبعض (يوحنا35:13) التلميذ الحقيقي يدرك أنه في السماء لن تكن هناك طوائف أو أسماء هيأت وضعها البشر أي أن كانت شهرتها أو تأثيرها فبالرغم من انتمائه لكنيسة محلية لكن عليه أن يتحرر داخليا تماما من أتباع البشر و عليه أن يحب تلاميذ الرب يسوع من كل كنيسة وطائفة ودولة و جنس و لون في كل العالم , يحبهم بطريقة عملية و يساعدهم في كل ما يمجد الرب يسوع فتظهر فيه العلامة المميزة لكل تلميذ للمسيح في أنه يحب كل تلاميذ الرب.
8-الثبات في المسيح : أن ثبتم في وثبت كلامي فيكم فتكونون تلاميذي (يو7:15و8) ومن معاني الثبات في المسيح أ- العشرة والشركة العميقة معه: اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. (يو15 :4 ) كتب أندرو موري في كتابه حياة التسليم الكامل : :لقد سمعت عن كرمة في مدينة لندن كانت أحيانا تحمل آلافا من العناقيد مما أثار دهشة الناس هناك و بعد البحث اكتشفوا أخيرا السر لقد مدت هذه الكرمة جذورها حتى إلي نهر قريب استمدت منه الماء و الغذاء الوفير و قد قامت الكرمة بعمل اللازم بعد هذا و كان علي الأغصان أن تعتمد عليها و تقبل منها ما فعلته من أجلها ب- الاعتماد الكامل والدائم عليه: أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً ( يو15 :5 ) ج- حفظ وصاياه:إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِه (يو15 :10)
9-تعلم فن الصلاة المستجابة : تطلبون ما تريدون (وليس ما يريد الرب فالتلميذ الحقيقي صارت إرادته هي نفس إرادة المسيح ) فيكون لكم ..فتكونون تلاميذي ( يو 15 :7 -8 )
10-الآتيان بثمر: بهذا يتمجد أبى أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي ( يو15 :8 ) ومن أهم أنواع الثمر ربح الآخرين للمسيح فكما أن ثمر الحنطة حنطة و ثمر البرتقال برتقال هكذا ثمر المؤمن مؤمن يربحه للرب (انظر كتاب الصنارة الروحية للكاتب) .
ثالثا معطلات التلمذة الحقيقية:
في المقابلات الثلاث مع الرب يسوع في (لوقا57:9-62) نري 3 أسباب أساسية معطلة للتلمذة الحقيقية و التكريس:
- تفضيل الراحة الجسدية: قال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار آما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (لوقا57:9و58) فالرب عاش فقيرا , فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ (2كورنثوس8:9) و على التلميذ الحقيقي أن لا يتصور أن تبعية الرب مليئة بالرفاهية و الراحة الجسدية .
- تفضيل أمور العالم الميتة :قال له يسوع دع الموتى يدفنون موتاهم و أما أنت فاذهب ونادى بملكوت الله (لو 9 :59 ،60 ) فالأب الميت هنا صورة لكل غالى في هذا العالم المحكوم عليه بالموت , وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ (غلا 6 :14 ) فيجب ألا يعيقني أي أمر و لو غالي جدا على قلبي عن أن أعيش التلمذة الحقيقية , فهذا الأمر رغم كونه غالي كالأب لكنه, أرضي ميت.. وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا (2بطرس10:3)
- العلاقات العائلية المقيدة: قال له يسوع ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله( لو 9 :61 ،62 ) و لا تنسى ما قاله الرب بخصوص ذلك : "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا (متى24:10-39) .لاحظ انهم جميعا ذكروا كلمة أولا ليس على الرب فأولوياتهم ليست هي المسيح فهذا أهم سبب يعطل التلمذة ..انظر لنفس هذه المعطلات للتلمذة في ( تثنية 20 :3 -9 ، قضاة 7 :3-8 ، لوقا18:14و19)
- بناء برج (لو28:14-30)
- حرب مع الشيطان (لو31:14-32)
خامسا : الآية الذهبية للتلمذة الحقيقية :
الآية الوحيدة التي تكررت في الأناجيل الأربعة 6 مرات هي من اراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها ( متى 10 :39 ) ، ( 16 :26 ) ، ( مرقس 8 :35 ) ، ( لوقا 9 :24 ،17 :33 ) ، ( يوحنا12 :35 ) فهل أنت على استعداد أن تهلك نفسك لأجل المسيح والإنجيل ؟ أنت بهذا تستثمرها اعظم استثمار وهكذا تجدها والعكس صحيح فمع أن المؤمن الحقيقي لن يفقد خلاصه وضمانه للذهاب للسماء ولكن يمكن أن يفقد قيمة حياته على الأرض من حيث أن يكون لها تأثيرات أبدية خالدة فمن أراد أن يخلص نفسه يهلكها وهذه مأساة كل مؤمن حقيقي لا يعيش حياة التلمذة الحقيقية.
سادسا : قلب وجناحا التلمذة الحقيقية :
- قلب التلميذ الحقيقي : وهو الغيرة فلا بد أن يضطرم قلب كل تلميذ للمسيح بالغيرة المقدسة الملتهبة لمجد الرب والسيد ,فلقد كان الرسول بولس تلميذ حقيقي غيور “ فأنني أغار عليكم غيرة الله لأنني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح (2كورنثوس 11 :2 ) وهناك علاقة بين الغيرة والمحبة فالتلميذ الذي يحب الرب لا بد أن يكون ممتلئ بالغيرة.. فالمحبة قوية كالموت والغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب (نشيد 8 :6) قال وليم مكدونلد : في كتابه الشهير التلمذة الحقيقية يعذر المؤمن الذي لا يملك إمكانيات عقلية فذة و يعذر التلميذ الذي لم تتوفر لديه قوة جسمانية فائقة و لكن لا يعذر التلميذ الذي يفتقر إلي الغيرة , أليس المسيحيون أتباع ذاك الذي كتب عنه غيرة بيتك أكلتني (يو17:2)
- جناحا التلميذ الحقيقي :هو الأيمان فكم من المرات تحدث المسيح لتلاميذه عن أهمية الأيمان " فأجاب يسوع وقال لهم ليكن لكم إيمان بالله لأنني أقول لكم من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون مهما قال يكون له لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فأمنوا أن تنالوه فيكون لكم" (مرقس 1 :22-24 ، عبرانين 11 )
فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو اخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولاد أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا واخوة وأخوات وأمهات وأولاد وحقولا مع اضطهادات وفى الدهر الآتي والحياة الأبدية مر 10 :29 -30 آي أن بنك التلمذة يقدم أرباحا 10000 % ( 100 ضعف ) هذا بالإضافة إلي الأكاليل والأمجاد في السماء.
لهذا أدعوك أن تجلس وتحسب النفقة وان أخذت قرار التكريس التلمذة الحقيقية :
1-اجلس واحسب النفقة:كل المؤمنين هم أولاد الله (يوحنا12:1) لكن ليس جميعهم تلاميذ للمسيح فهل تقبل أن تكون تلميذ حقيقي ؟
2-في خضوع نقدم أجسادنا ذبيحة حية لله : (رومية1:12-3) فإن هذا هو رد الفعل الطبيعي لما عمله الرب لأجلى ، قال أحد رجال الله : إن كان يسوع المسيح و هو الله الظاهر في الجسد قد مات لأجلى فإنه لا توجد تضحية تكون أقل من أن أقدم كل حياتي له .
3-أعطى حياتك بالتمام للمسيح : فلقد قال المخلص من يهلك نفسه لأجلى يجدها ( متى 16 : 25) وبعبارة أخرى إن أردت أن تختبر الفرح والسعادة الكاملين في الحياة يجب أن تعيش لترضى الرب يسوع وليس لترضى نفسك ،إن الإنسان الذي يعيش لذاته هو إنسان شقي ولن يدرك السعادة الحقيقية .
4- احرق كل الجسور من خلفك:كما فعل اليشع , فَرَجَعَ مِنْ وَرَائِهِ وَأَخَذَ زَوْجَ بَقَرٍ وَذَبَحَهُمَا، وَسَلَقَ اللَّحْمَ بِأَدَوَاتِ الْبَقَرِ وَأَعْطَى الشَّعْبَ فَأَكَلُوا. ثُمَّ قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إِيلِيَّا وَكَانَ يَخْدِمُهُ ( 1ملوك 19 :21 ) لأنه مكتوب أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح (مزامير27:118) فعندما تقطع كل الربط سيكون من الصعوبة الرجوع إلى الخلف والماضي , وسيكون من السهل التقدم في حياة التكريس والطاعة اليومية,,لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ (لوقا62:9)
5--لا تنجذب جانباً إلى أي شيء أخر : : فالرب يسوع هو الطريق (يو14 :6 ) ولكن للآسف كثيرون بدءوا جيدا ولكن فقدوا الرؤيا في نصف الطريق ورجعوا لدنايا العالم آي نظروا إلي الوراء ولم يكملوا بناء البرج فجاءوا بالسخرية عليهم وعلى مبادئ التلمذة الحقيقية.. فَيَبْتَدِئَ جَمِيعُ النَّاظِرِينَ يَهْزَأُونَ بِهِ ( لوقا 14 :29 ) فكثيرين ففقدوا هدفهم و ضاعت رؤيتهم و دفن تكريسهم في قبر الاهتمامات إذ دخلوا في طرق جانبية كالخلافات العقائدية أو التعصب والحزبية , أو الأمور التدبيرية مع كونهم غير موهوبين في التدبير (رومية8:12) وربما البعض بسبب الأعمال المريحة أو المربحة التي أبعدت كثيرين ، أو بعض الأعمال الهامة الشيقة و لكن بعيدا عن الخطة الإلهية أو بالزواج بغير حكمة و دون المشيئة الإلهية
6-عش لكي تعطي: ابن الإنسان لم يأت لكي يخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (مت 20: 27) ، إن العظماء الحقيقيين هم الذين يعيشوا لكي يخدموا الآخرين مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ( أعمال 20: 35).
7-توج المسيح رباً على الكل : فإن كان المسيح سيد وملك في حياتك ستكون أيامك بحق ذات قيمة تحسب للأبدية . من ذلك نرى أن المسيحية ليست رحلة سهلة مفروشة بالورود ولكن هي معركة دائمة فلا يكلفك شيء أن تصبح مسيحي حقيقي إذ بالإيمان المجان تحصل على الخلاص، لكن لابد أن تترك كل شيء لكي تصير تلميذ حقيقي ،وكم سيكون فرحك حينما تسمعه في النهاية يقول لك: نعماً أيها العبد الصالح والأمين أدخل إلى فرح سيدك (مت 25 : 21 )
التلمذة الكاذبة
تكلم جورج فرور الخادم المعاصر ومكون وراعى اكبر إرسالية في العالم في كتابه ثورة المحبة و الاتزان عن 21 صورة لأفراد يدعون التلمذة الحقيقية و لكن للآسف يعيشون التلمذة الزائفة فارجوا أن لا تكون واحد منهم :
1 - التلميذ الكذاب : مثل حنانيا وسفيرة ( أعمال 5 :1-11 )
2- التلميذ الخداع : الذي يذكر تصف الحقيقة مثل هارون ( قارن خر4:32مع خر14:32)
3- التلميذ متصيد الأخطاء : الذي يدين الآخرين ( متى 7 :1-4 )
4- التلميذ المنتقد :كالفريسين ( متى23 )
5- التلميذ الهارب: كيونان ( يونان 1 :3 )
6- التلميذ الشهواني : يشبع شهواته الشبابية من خلال الخدمة (2تيموثاوس6:3)
7- التلميذ المستقرب: الذي يبحث عن اسهل الطرق ولا يجرأ على المخاطرة كمرقس في شبابه (أعمال 13: 13، 15: 37 - 40)
8- التلميذ الكسول: (أمثال 13: 4، 19: 15و 24، 20: 4، 21: 25)
9 - التلميذ المقلل بقدر ما أمكنه: يفعل دائما أقل مما يطلب منه ,مثل الملك يوآش( 2ملوك 13: 18و 19)
10-التلميذ الخائر:يبدأ بسرعة كالسهم ويخور سريعا في نصف الطريق كديماس (فليمون 24، كو 4: 14، 2تي 4: 10و 11) وكالابن الأكبر (متى 21: 30)
11 - التلميذ الذي يقول أنه يعرف كل شيْ: لاودوكي (رؤ 3: 17- 22).
12 - التلميذ طالب النجاح وتحقيق ذاته: ستكون أعماله خشب وعشب وقش (1كورنثوس 3: 12).
13 - التلميذ صانع الضجيج من حوله: يكرم الرب بشفتيه دون قلبه (مرقس 7: 6)
14 - التلميذ مدمن أن يعظ: دون أن يعيشه (يعقوب 3: 1و 2).15
15-التلميذ مدعي أجراء المعجزات والآيات: حتى لو بالإيحاء أو الخرافات العجائزية (1تيموثاوس 7:4و2تيموثاوس4:4)
16- التلميذ المتشائم: مثل الجواسيس العشرة رفقاء كالب ويشوع (عدد 13: 8، 14: 45)
17 - التلميذ المغامر دون حساب النفقة: حيث يبدأ بناء البرج أو الحرب دون حساب النفقة (لوقا 14: 28و 29).
18 - التلميذ المتذمر: كاللفيف (عدد 11: 1 - 3).
19 - التلميذ المشغول: دائما يعتذر بسبب مشغوليته راجع معطلات التلمذة الحقيقية (لوقا 9: 57 - 62).
20 - التلميذ طالب المناصب والألقاب و العلاء: مثل ديوتريفس ( 3يو 9).
21-التلميذ محب المال: يستهدف المال والمادة من وراء الخدمة ويستغل الخدمة لإشباع أطماعه (1تيموثاوس5:6و8:3) الدرس في عبارة واحدة :التكريس ليس نشوة عاطفية و لكنه قرار مصيري للخضوع لمبادئ التلمذة التي وضعها الرب يسوع المعلم الأعظم .صلاة : يا رب يسوع , أيها المعلم الأعظم أرجوك أن تقبلني تلميذ في مدرستك العظيمة للتلمذة الحقيقية , ساعدني حتى اخضع لكل شروط التلمذة واضعا نصب عيني دائما ما احتملته لأجلي علي الصليب فيهون الكل لأجلك.. آمين .
Comment