الراعي الصالح
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
استغربتُ جدّاً من توصيف نفسه بالراعي!..
قال يسوع عن نفسه: "أنا الراعي الصالح".
الراعي عادة، راعي الخراف أو الكباش أو النعاج أو أيّة رعيّة، لا يهمّه من الرعيّة سوى ما يمكن أن يستفيد منها، من لبنها وصوفها ولحمها وجلدها.
لا يعرف أسماء أفرادها ولا صفاتهم ولا مواهبهم، إنهم متشابهون، قطيع، لا فرادة فيهم إلا يمكن أن يستفاد منه أكثر.
يقدّم لهم لكي يستفيد منهم، وبقدر ما يكون سخيّاً ينتظر وفرة الفائدة...
هكذا الإنسان: يقدّم ليأخذ!
وكان يسوع يعرف بعمق من هو الإنسان!
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
يقول يسوع: أنا الراعي الصالح، أحبّ خرافي، لأنّي أعرفها بأسمائها،
أعطيها الطعام والماء في أوانه،
أرعى مصالحها وأشفي أمراضها، وأرمّم تخلعاتها،
وأبهجها بصوتي، وأعزف لها لكي تزاد فرحاً..
الراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف.
ما من حبّ أعظم من أن يبذل المرء حياته في سبيل من يحبّ.
أنا الراعي الصالح
أعرف خرافي وخرافي تعرفني.
تسمع صوتي فقط ولا تحبّ صوت الغرباء.
لا تخف أيها القطيع الصغير..
تعالوا إليّ أيها المتعبون والمثقلون بالأحمال وأنا أريحكم.
إن كلّ شيءٍ يزول أما المحبّة فتبقى لأن الله محبّة.
ولي خراف أخرى ليست من هذه الحظيرة، ينبغي عليّ أن أجمعها وأرعاها..
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
هل فعلاً راعي يسوع هو راعٍ حقّاً؟!
إنّه هو وحده فقط.
وقد يصير على صورته من اختار وقرّر وتجرّد، وتماهى به حتى الصليب.
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
لم يكن يسوع بعيداً عن واقع رعاة عصره،
يقول: مَن لا يدخل حظيرة الخراف من الباب بل يَتَسَلَّقُ إليها من مكانٍ آخر فهو لِصٌّ سارِق.
من هو الراعي "المتسلّق" "اللصّ" "السارق" بنظر يسوع؟..
أتراه يستحضر فيه كلمات أشعيا النبي القائل:
هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعاة: وَيلٌ لِرُعاةِ يَرعَونَ أَنفُسَهم.
أَلَيسَ على الرُّعاةِ أَن يَرعَوا الخِراف؟
إِنَّكم تَأكُلونَ الأَلْبانَ وتَلبَسونَ الصُّوفَ وتَذبَحونَ السَّمين، لكِنَّكم لا تَرعَونَ الخِراف.
الضِّعافُ لم تُقَوُّوها
والمَريضةُ لم تُداوُوها
والمَكْسورَةُ لم تَجبُروها
والشَّارِدَةُ لم تردُّوها
والضَّالَةُ لم تَبحَثوا عنها،
وإِنَّما تَسَلَّطتُم علَيها بِقَسوَةٍ وقَهْر.
فأَصبَحَت مُشتتَةً مِن غَيرِ راعٍ، وصارَت مَأكَلاً لِجَميعِ وُحوشِ الحُقولِ وهي مُشتتَة.
لقد تاهَت خِرافي في جَميعِ الجِبالِ وعلى كُلِّ تلَةٍ عالِيَة،
وشُتِّتَت على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها،
ولَيسَ مَن يَنشُدُ ولا مَن يَبحَث.
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
"المتسلّق يدوس لكي يستطيع أن يتسلّق.. ماذا تراه يدوس؟.
.. كثُرٌ الرعاة "المتسلّقون" بهذا المفهوم!..
متسلّقون على الشريعة، فيفتون فيها لمصالحهم.
متسلّقون على الرعيّة كأنها مزرعة استثمار.
متسلّقون على إنجازات وعظائم لم يتعبوا فيها.
متسلّقون على أقربائهم ومن في حكمهم من أبناء أو آباء أو أصدقاء أو أحبّاء.
متسلّقون على الضعفاء، وعلى البسطاء.
متسلّقون على مناصبهم ومكانتهم وألقابهم.
متسلّقون على هبات الطبيعة، وعلى مواهب غيرهم.
متسلّقون على الله نفسه (حاشى.. أستغفر الله).
عندما حدّثنا يسوع عن تجاربه مع "الشرير"، قال أن إبليس أصعده إلى شرفة الهيكل، إلى الأعلى في المقدَّس، وطلب منه أن يرمي نفسه من الشرفة، فهو سيّد المقدَّس، وعلى الملائكة أن تحمله "لئلا تصدم بحجر رجله" كما هو مكتوبٌ في المزامير، أي أن يستخدم المقدّس من أجل نفسه، أن يستخدم كلمة الله والملائكة من أجل منفعته، كما فعل في تجربة الخبز. رفض يسوع بشدّة. لكي لا يكون "متسلّقاً" على المقدَّس، على كلمة الله، ولا على أحبّائه.
هذا هو الراعي الصالح.
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
أيّ راعٍ أنت يا يسوع؟!
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
استغربتُ جدّاً من توصيف نفسه بالراعي!..
قال يسوع عن نفسه: "أنا الراعي الصالح".
الراعي عادة، راعي الخراف أو الكباش أو النعاج أو أيّة رعيّة، لا يهمّه من الرعيّة سوى ما يمكن أن يستفيد منها، من لبنها وصوفها ولحمها وجلدها.
لا يعرف أسماء أفرادها ولا صفاتهم ولا مواهبهم، إنهم متشابهون، قطيع، لا فرادة فيهم إلا يمكن أن يستفاد منه أكثر.
يقدّم لهم لكي يستفيد منهم، وبقدر ما يكون سخيّاً ينتظر وفرة الفائدة...
هكذا الإنسان: يقدّم ليأخذ!
وكان يسوع يعرف بعمق من هو الإنسان!
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
يقول يسوع: أنا الراعي الصالح، أحبّ خرافي، لأنّي أعرفها بأسمائها،
أعطيها الطعام والماء في أوانه،
أرعى مصالحها وأشفي أمراضها، وأرمّم تخلعاتها،
وأبهجها بصوتي، وأعزف لها لكي تزاد فرحاً..
الراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل الخراف.
ما من حبّ أعظم من أن يبذل المرء حياته في سبيل من يحبّ.
أنا الراعي الصالح
أعرف خرافي وخرافي تعرفني.
تسمع صوتي فقط ولا تحبّ صوت الغرباء.
لا تخف أيها القطيع الصغير..
تعالوا إليّ أيها المتعبون والمثقلون بالأحمال وأنا أريحكم.
إن كلّ شيءٍ يزول أما المحبّة فتبقى لأن الله محبّة.
ولي خراف أخرى ليست من هذه الحظيرة، ينبغي عليّ أن أجمعها وأرعاها..
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
هل فعلاً راعي يسوع هو راعٍ حقّاً؟!
إنّه هو وحده فقط.
وقد يصير على صورته من اختار وقرّر وتجرّد، وتماهى به حتى الصليب.
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
لم يكن يسوع بعيداً عن واقع رعاة عصره،
يقول: مَن لا يدخل حظيرة الخراف من الباب بل يَتَسَلَّقُ إليها من مكانٍ آخر فهو لِصٌّ سارِق.
من هو الراعي "المتسلّق" "اللصّ" "السارق" بنظر يسوع؟..
أتراه يستحضر فيه كلمات أشعيا النبي القائل:
هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعاة: وَيلٌ لِرُعاةِ يَرعَونَ أَنفُسَهم.
أَلَيسَ على الرُّعاةِ أَن يَرعَوا الخِراف؟
إِنَّكم تَأكُلونَ الأَلْبانَ وتَلبَسونَ الصُّوفَ وتَذبَحونَ السَّمين، لكِنَّكم لا تَرعَونَ الخِراف.
الضِّعافُ لم تُقَوُّوها
والمَريضةُ لم تُداوُوها
والمَكْسورَةُ لم تَجبُروها
والشَّارِدَةُ لم تردُّوها
والضَّالَةُ لم تَبحَثوا عنها،
وإِنَّما تَسَلَّطتُم علَيها بِقَسوَةٍ وقَهْر.
فأَصبَحَت مُشتتَةً مِن غَيرِ راعٍ، وصارَت مَأكَلاً لِجَميعِ وُحوشِ الحُقولِ وهي مُشتتَة.
لقد تاهَت خِرافي في جَميعِ الجِبالِ وعلى كُلِّ تلَةٍ عالِيَة،
وشُتِّتَت على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها،
ولَيسَ مَن يَنشُدُ ولا مَن يَبحَث.
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
"المتسلّق يدوس لكي يستطيع أن يتسلّق.. ماذا تراه يدوس؟.
.. كثُرٌ الرعاة "المتسلّقون" بهذا المفهوم!..
متسلّقون على الشريعة، فيفتون فيها لمصالحهم.
متسلّقون على الرعيّة كأنها مزرعة استثمار.
متسلّقون على إنجازات وعظائم لم يتعبوا فيها.
متسلّقون على أقربائهم ومن في حكمهم من أبناء أو آباء أو أصدقاء أو أحبّاء.
متسلّقون على الضعفاء، وعلى البسطاء.
متسلّقون على مناصبهم ومكانتهم وألقابهم.
متسلّقون على هبات الطبيعة، وعلى مواهب غيرهم.
متسلّقون على الله نفسه (حاشى.. أستغفر الله).
عندما حدّثنا يسوع عن تجاربه مع "الشرير"، قال أن إبليس أصعده إلى شرفة الهيكل، إلى الأعلى في المقدَّس، وطلب منه أن يرمي نفسه من الشرفة، فهو سيّد المقدَّس، وعلى الملائكة أن تحمله "لئلا تصدم بحجر رجله" كما هو مكتوبٌ في المزامير، أي أن يستخدم المقدّس من أجل نفسه، أن يستخدم كلمة الله والملائكة من أجل منفعته، كما فعل في تجربة الخبز. رفض يسوع بشدّة. لكي لا يكون "متسلّقاً" على المقدَّس، على كلمة الله، ولا على أحبّائه.
هذا هو الراعي الصالح.
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..
أيّ راعٍ أنت يا يسوع؟!
هنا في القبر الفارغ، قبري، أتذكّر.. وقد بدأت أفهم كلّ شيء..