• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين


    حابب احكي عن هالظاهرة الي عم نواجها واسما المعمدانيين "المتجددين"
    والي عم تغزي بلادنا كلياتا وعم تجرب تخرب مسيحيتنا
    بتمنى تثبيت الموضوع لأن الموضوع طويل ورح نزلو على فقرات
    وطبعاً الموضوع مدعم بالمراجع
    وأغلبو مأخود من نشرات رعيتي


    المعمدانيّون المعروفون،بالمعمدانيّين الجنوبيّين، هم فرقة من مجموعة فرق تنبذ، بصورة رئيسة، معموديّة الأطفال. ما يهمّنا، هنا، هو أن نعرّف، ولو سريعاً، بتاريخ نشأتهم وتعاليمهم الأساسيّة، وسنترك، إلى مقالات أخرى، عرض بعض ما يعلّمونه وتحليله والردّ عليه
    .
    أوّل الفرق، التي ذكّرت بشيعة الدوناتيّين برفضها معموديّة الأطفال، شيعة عرفت باسم "الأنابابتست" Anabaptists، أي: معيدي المعموديّة. أعضاء هذه الشيعة كانوا، أصلاً، ينتمون جميعهم إلى الكنيسة الأنغليكانيّة. هؤلاء، وأشهرهم: كونراد كريبل، وفيلكس مانس، وجورج بلورك، وبلتاصر هبمير، دعوا، في العام 1520، إلى إعادة معموديّة البالغين، وقبول انتسابهم الحرّ إلى الكنيسة، باعتبار أنّ معموديّة الأطفال، برأيهم، تخلق كنيسة عدديّة. ونادوا بحرّيّة الضمير، وفصل الكنيسة عن الدولة، واستقلال الكنائس المحلّيّة. وفسّروا الكتاب المقدّس تفسيراً حرفيّاً. وأنكر بعضهم لاهوت المسيح (وقلّة منهم أنكرت عقيدة الثالوث القدّوس). وتمسّك بعضهم الآخر بمذهب وحدة الوجود، أي وحدة الله والكائنات Pantheism. وجاهر آخرون بـ"الحكم الألفيّ" (روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 38 و39). وبعد اضطهاد أصاب هذه الشيعة، وشرّد أعضاءها، تفرّعت منها فرق عديدة، أبرزها "المعمدانيّون" التي أسّسها، في مطلع القرن السابع عشر، أيضاً أنغليكانيّون، ومنهم: يوحنّا سميث (الذي عمّد نفسه) وتوماس هلويس ويوحنّا مورتن (وعرفت فرقتهم بالمعمدانيّين الشموليّين General baptists)، ويوحنّا سبيلزبري وهنري جسي ووليم كيفن وهانسرد كنولز (وعرفت فرقتهم بالمعمدانيّين الخاصّين Particular baptists)؛ و"المانونايتِس" نسبة إلى قائدها سيمون مانون 1492- 1559)، وهو كاهن كاثوليكيّ انتقل إلى فرقة معيدي المعموديّة، قبل أن يؤسّس شيعته الجديدة. والمعروف أنّ معظم أتباع هاتين الفرقتين توحّدوا في العام1891، وأنشئ، نتيجة توحّدهم، الاتّحاد المعمدانيّ البريطانيّ الأيرلنديّ. وأمّا الذين لم ينضمّوا إلى هذا الاتّحاد، من المعمدانيّين الإنكليز (جماعة سميث)، فقد ظهروا، في مطلع القرن التاسع عشر، وعرفوا بالمعمدانيّين المدقّقين. وبعد انتشار المعمدانيّين، ولا سيّما في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ظهرت فرق معمدانيّة عديدة، أشهرها، أو أكبرها، المعمدانيّون الجنوبيّون والمعمدانيّون الشماليّون (وهاتان الفرقتان انفصلتا في العام1845).
    إلى هذا، لا بدّ من التنويه بأنّ بعض المعمدانيّين يعتبرون أنّ مصدر نشأتهم هو العهد الجديد، وذلك بعد أن نقل وليم تندال الكتاب المقدّس إلى اللغة الإنكليزيّة، وانتشرت ترجمته في العام 1526، بصورة واسعة، في مناطق إنكلترا الشرقيّة، حيث ظهر المعمدانيّون أوّلاً.
    أمّا المعمدانيّون، اليوم، فهم فرق غنيّة جدّاً تملك، في العالم، دُوراً عديدة للنشر، ومؤسّسات تربويّة وإعلاميّة واستشفائيّة، وملاجئ للأيتام، ودور راحة للعجزة، وغيرها.
    لم يُعرف المعمدانيّون، في البلدان العربيّة، ولا سيّما في لبنان، قبل أواخر القرن التاسع عشر. ففي العام 1893، سافر سعيد الجريديني (المولود في الشويفات في 17 أيّار1866) إلى أميركا، وعاد، في العام ذاته، بعد أن تأثّر بالمعمدانيّين، الذين كانوا قد انتشروا انتشاراً واسعاً فيها، واعتمد على يدهم. ففتح، إثر عودته، محلاًّ للتصوير الفتوغرافيّ في بيروت، واعتنى بأن ينشر تعاليمه في مناطق عدّة، منها: الشويفات، والحدث، وبرج البراجنة، وغيرها، ما جعله يؤثّر في بعض. أطلع الجريديني المعمدانيّين، في أميركا، على عمله، فاهتمّوا بالأمر. وأرسلوا أحد قساوستهم (القسّ سميث) الذي جعل الجريديني قسّاً في 29 أيلول1895. فعمّد هذا الأخير ثمانية أشخاص كانوا قد التفّوا حوله، وأسّسوا، معاً، أوّل تجمّع معمدانيّ في لبنان، وتكاثروا في غير مدينة وبلدة (القسّ سليم الشاروق، تاريخ المعمدانيّين في لبنان، صفحة 4-6؛ أنظر أيضاً: المعمدانيّون في لبنان، صفحة 6 و7).
    أفضل ملخّص لتعليم المعمدانيّين استوحاه أحدهم من أبجديّة اللفظة الإنكليزيّة Baptist، وذلك باستخدامه كلّ حرف من أحرفها، ليعبّر عن المعتقدات المعمدانيّة السبع. والملخّص هو:
    Bible sole authority :B (سلطة الكتاب المقدّس الحصريّة)
    Autonomy of the local church :A (استقلاليّة الكنيسة المحلّيّة)
    Priesthood of the believers :P (كهنوت جميع المؤمنين):
    Two ordinances in the church: baptism:T
    and the Lord’s Supper (فريضتان في الكنيسة: المعموديّة وعشاء الربّ)
    Individual soul liberty :I (حرّيّة الضمير الفرديّة)
    Separation of church and state :S (فصل الكنيسة عن الدولة)
    Two offices in the church: pastors:T
    and deacons (منصبان في الكنيسة: القساوسة والشمامسة)، (راجع: الموقف الكتابيّ، العدد 14).
    غير أنّ هناك أموراً كثيرة يعّلمها المعمدانيّون تتفرّع من هذا الملخّص، أو تزيد عليه. ومنها أنّهم يرفضون "أن يصلّوا إلى أولئك الذين يُدعَون قدّيسين" (روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 138)؛ وأنّهم يعتبرون أنّ الأسرار المقدّسة "بدعة لم يثبتها تعليم الإنجيل" (م.ن.، صفحة 28؛ عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 245- 453)؛ وأنّ "ميزة الإيمان المسيحيّ الرئيسة هي الخلاص بالنعمة، لا بأعمال الإنسان الصالحة" (الموقف الكتابيّ، العدد 9؛ ج.م. كارول، تاريخ الكنائس المعمدانيّة، صفحة 8)؛ وأنّ "دفع العشور هو أمر إلهيّ" (الموقف الكتابيّ، العدد 18؛ أنظر: فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة274؛ بلي جراهام، سلام مع الله، صفحة 184-186)، وغيرها.
    ويعرف من قرأ كتاباتهم أنّهم "يطمحون، ليكونوا ضمير المسيحيّة المعاصرة في تمهيدهم لمجيء المسيح ثانية، تماماً كما كان يوحنّا المعمدان الصوت الصارخ في البرّيّة وضمير المجتمع المعاصر للمسيح في مجيئه الأوّل" (الموقف الكتابيّ، العدد 6). وهذا دفعهم إلى أن يتفاخروا بقولهم إنّه "بين الطوائف الكبيرة في العالم لا تجد التزاماً حقيقيّاً، لحرّيّة المعتقد والعبادة، إلاّ عند المعمدانيّين" (القسّ د. فكتور صدقة، الكلمة، العدد الثامن، تشرين الثاني 2000، صفحة 3).


    قاعد بفي القطن باكي وحزنان
    قلتلو ليش الزعل
    قال التتن خلصان
    قلتلو روح لأبو نعيم
    ترى هاد زلمي فهمان
    والتتن يطبع من يده
    مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
    ____________________________________________

    بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

    اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





    كبير الحشاشين أبونعيم
    BARCHINI

  • #2
    رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

    الله يقويك حلو الموضوع يا ريت تكمله و تخصص عن المعمدانيين بالوطن العربي
    ليست حقيقةُ الإنسان بما يظهرهُ لك ، بل بما لايستطيع أن يظهرهُ .لذلك إذا أردت أن تعرفه، فلا تصغِ إلى مايقوله بل إلى مالايقوله.

    Comment


    • #3
      رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

      الله يقوينا كلنا خيي رامي
      و أنت أكيد عم تشوف منون كتير عندك
      لأنو عم ياخدو المناطق الي ما فيا كنايس منطلق لألون


      قاعد بفي القطن باكي وحزنان
      قلتلو ليش الزعل
      قال التتن خلصان
      قلتلو روح لأبو نعيم
      ترى هاد زلمي فهمان
      والتتن يطبع من يده
      مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
      ____________________________________________

      بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

      اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





      كبير الحشاشين أبونعيم
      BARCHINI

      Comment


      • #4
        رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

        خطر الفردية

        يعتقد المعمدانيّون أنّ لكلّ نفس بشريّة "كفاءة (أو مسؤوليّة) في قضايا الدين". فبرأيهم، كلّ فرد "يتمتّع بحرّيّة الاختبار الذاتيّ في قضايا الدين"، ويحقّ له أن يفسّر الكتب، ويتكلّم على الحقّ "من وجهة نظره"، "ومن واجب كلّ شخص، أيضاً، أن يعترف بهذا الحقّ لغيره". وهذه الكفاءة هي، عندهم، "أساس عقيدتهم ورسالتهم". أي المبدأ الذي ينبع منه كلّ المبادئ التي يقرّون بها، ومنها: سلطة الكتاب المقدّس وحده، والإيمان بالله المثلّث الأقانيم، والمعموديّة، وحكم الكنيسة المحلّيّة ذاتيّاً، وكهنوت المؤمنين، والفصل بين الكنيسة والدولة، وغيرها، ويثبّتها طرّاً، ويُعتبر "عامل الوحدة بينهم" (هيرشل هوبس، عقيدة المعمدانيّين ورسالتهم، صفحة 13- 19).

        معنى ذلك أنّ المؤمن المعمدانيّ "لا يجوز أن تحكمه، روحيّاً، سلطات دينيّة" (الأساقفة مثلاً)، أو "دساتير وقيود كنسيّة" (الموقف الكتابيّ، العدد 14؛ روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 14؛ ج. م. كارول، تاريخ الكنائس المعمدانيّة، صفحة 19). فـ"كلّ إنسان مسؤول، بشكل فرديّ، عن معتقداته أمام الله". هذا هو تأكيدهم القاطع، ولو أنّهم أجازوا أن يخضع المؤمن لكلّ ترتيب وضعته كلمة الله في الكنيسة، ولكلّ قانون في المجتمع، أو في الوطن، "لا يتعارض مع مبادئ الكتاب المقدّس"؛ ولو أنّهم، أيضاً، أقرّوا بأنّ معمدانيّين كثيرين بات عندهم الاستقلال الفرديّ "مرادفاً للفوضى" (هيرشل هوبس، م.ن.، صفحة 120- 121). فهم، في إيثارهم المبدأ الفرديّ، رأوا أنّه لا يوجد، في الإنجيل، "أيّ تلميح يجيز إمكانيّة إدخال أيّ وسيط بشريّ، أو أيّ وكيل إنسانيّ بين الله والإنسان الفرد". وهذا دفعهم إلى أن يرفضوا معموديّة الأطفال، والكهنوت الأسراريّ، و"التطهير الطقسيّ المختصّ بأسرار الكنيسة" الذي، برأيهم، "ينكر ضرورة التسليم الشخصيّ إلى الله بالإيمان"، وغيرها (روبرت أ. بايكر، م.ن.، صفحة 13- 14، و137؛ عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 114 و116 و252).
        لا يقدّر خطورة هذا المعتقد إلاّ الذين عرفوا أنّ الفرق المعمدانيّة عديدة في العالم ومنقسمة، بمعظمها، بعضها على بعض. ولا يفهمه، صحيحاً، إلاّ الذين أدركوا رفضهم لاهوت الكنيسة التي تجمعها بركات الأسرار الكنسيّة، وتحقّقها في هذا الوجود.
        نحن لا ندّعي أنّ الإنسان المسيحيّ ليست له كفاءة البتّة، أو لا يتمتع بأيّ مسؤوليّة أمام الله. لكنّ هذا، في المسيحيّة القويمة، لا يفهم بعيداً من الارتباط الجماعيّ، أو الكنسيّ. إذ "لا يستطيع أحد أن يدّعي أنه للمسيح، إذا لم يكن، في الوقت ذاته، مع إخوة المسيح". فالالتزام لا يقبل تفرّداً، بل يقوم على "الإيمان الذي سلّم للقدّيسين تامّاً" (يهوذا 3). وهذا من معانيه أنّ الإيمان لم يسلّم إلى أفراد مبعثرين، لكن إلى الذين جمعتهم قداسة الله، واستطابوا حقّها في حياتهم معاً. والدليل الصارخ على الجماعيّة هي حياة الشركة التي يكشفها العهد الجديد. وهذه الحياة، التي هي شركة مع الله الآب بالابن في الروح القدس (أنظر: 1كورنثوس 1: 9؛ 2 كورنثوس 13: 14؛ فيلبي 2: 1؛ عبرانيّين 3: 14؛ 2 بطرس 1: 4؛ 1يوحنّا 1: 3)، تحقّقها الأسرار الكنسيّة (أعمال 2: 42؛ 1كورنثوس 10: 16 و17؛ غلاطية 2: 9)، ويدعمها التعاضد الأخويّ (أعمال 4: 32- 35؛ 2 كورنثوس 1: 7؛ فيلبي 2: 17 و18؛ فيلمون 6؛ عبرانيّين 3: 1؛ 1يوحنّا 1: 7)، وتآزر المواهب التي تبني الكنيسة وتنمّيها (رومية 12: 6؛ 1 كورنثوس 12- 14؛ أفسس 4: 7- 13؛ عبرانيّين 2: 4).
        الحياة المشتركة هي، إذاً، خير برهان عن أنّ الفرديّة لا مكانة لها في سياق الالتزام القويم. الفرديّة عيب يمجّه الله الذي افتدى البشريّة، ووضع لها أسس الارتباط به وبعضها ببعض. ومن هذه الأسس أنّ المؤمن الحقيقيّ يولد في الجماعة المفتداة (في معموديّته)، وينمو معها وفي وسطها. ويدعمها، وتدعمه في مسيرة جهاده. ويقبل منها كلّ تنقيح، أو توبيخ، يساهم في تأصّله في الحقّ كأنّه من الروح القدس (غلاطية 6: 1؛ أنظر أيضاً: متّى 18: 15- 17؛ 2 كورنثوس 13: 11؛ 2 تسالونيكية 3: 14- 15؛ 2 تيموثاوس 2: 24- 26؛ يعقوب 5: 19). فهناك بون شاسع بين الحرّيّة والتفرّد. وليس في المسيحيّة، في الواقع، مِن إنسان لا يرتبط ارتباطاً محكماً بما قرّره الله، وارتضته الجماعة القويمة في كلّ جيل. وعلى سبيل المثال، لا يرى المؤمن الحقيقيّ، إذا ارتبط بأسقفه (ألم يقل الرسول في الرسالة إلى العبرانيّين 13: 17: "أطيعوا رؤساءكم الذين يسهرون على نفوسكم")، أو بالمؤمنين أترابه، أنّ حرّيّته مقيّدة. ولا يرى أنّه يخالف الحقّ إذا سلك بموجب القوانين الكنسيّة. وهذا لا يمنعه، في كلّ حال، من أن يبدي رأيه في هذا الأمر أو ذاك، ما دام يتكلّم في حدود العقائد التي سنّتها المجامع المقدّسة.
        تأبى المسيحيّة كلّ تفرّد يشتقّ من ذاته، أو قياس النفس بالنفس (2 كورنثوس 10: 12). هذه مخالفة ضدّ الحقّ الذي يدّعي المعمدانيّون أنّهم، وحدهم، يحافظون عليه. فالربّ كشف أنّه يكون حيث يجتمع المؤمنون باسمه (متّى 18: 20). وكلّ حياة بارّة هي التي توافق هذا الكشف الممدود، وتخلص له، وتحكم ذاتها به، كلّ يوم، وكلّ اليوم، وحتّى يأتي هو، بمجده، ويقيم الكنيسة الأخيرة التي آمنت بما أودعه روحه فيها، في كلّ جيل، لتسبّحه، معاً، على نسق ما حاولت في جهادها المبرور.


        قاعد بفي القطن باكي وحزنان
        قلتلو ليش الزعل
        قال التتن خلصان
        قلتلو روح لأبو نعيم
        ترى هاد زلمي فهمان
        والتتن يطبع من يده
        مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
        ____________________________________________

        بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

        اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





        كبير الحشاشين أبونعيم
        BARCHINI

        Comment


        • #5
          رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

          اها هيي الظاهرة حتى عنا صارت منتشرة كتير المتجددين

          ميرسي ع المعلومات عنهم يعطيك الف عافية

          والله يقوينا يارب
          حنانك يا رب الأكوان اليك رفعت صلاتي ....

          Comment


          • #6
            رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

            بصراحة انا اول مرة بسمع فين
            مشكور ع المعلومات

            لو ليس هناك سلام ، فذلك لأننا نسينا أننا إخوة لبعضنا البعض

            Comment


            • #7
              رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

              أهلا وسهلا وشكراً عالمرور
              و رح جرب قد مافيني جيب معلومات واحكي عنون


              قاعد بفي القطن باكي وحزنان
              قلتلو ليش الزعل
              قال التتن خلصان
              قلتلو روح لأبو نعيم
              ترى هاد زلمي فهمان
              والتتن يطبع من يده
              مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
              ____________________________________________

              بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

              اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





              كبير الحشاشين أبونعيم
              BARCHINI

              Comment


              • #8
                رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                رفضهم للعقيدة القويمة
                يعترف المعمدانيون بأنهم لا يتفقون" بعضهم مع بعض "في أدقّ التفاصيل"، وأنّه ليس عندهم "عقيدة معمدانيّة"، أو "معتقد معمدانيّ تاريخيّ"، أو "قانون إيمانيّ مكتوب". "فتعابير من هذا النوع توحي (إليهم) بوجود قانون إيمان صارم"، وهو "الأمر الذي تجنّبه المعمدانيّون دائماً" (هيرشل هوبس، عقيدة المعمدانيّين ورسالتهم، صفحة 18 و75؛ فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 4؛ روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 49).
                لا يعني هذا أنّ المعمدانيّين يرفضون جميع قوانين الإيمان التي سنّت في التاريخ. فهم يقرّون ببعضها، ومنه مثلاً: قانون الإيمان النيقاويّ، وقانون الإيمان الخليقدونيّ (فنلي م. جراهم، م.ن.، صفحة 4، الموقف الكتابيّ، العدد 14). ويقرّون أيضاً ببيان وسمنستر، 1648، وهو "موجز للعقيدة التي تعتنقها الكنيسة المشيخيّة، وهو، بصورة خاصّة، مهمّ بالنسبة إلى المعمدانيّين، لأنّهم قد بنوا الكثير من عقيدتهم عليه". والمعروف أنّهم سنّوا، بأنفسهم، بيانات إيمان تخصّهم، ولو أنّهم يعتنقونها، إجمالاً، ولا يقبلونها جميعاً. "ومن جملة بيانات الإيمان المعمدانيّة: 1) بيان شليثم لسنة 1527، وهذه هي بنود الأنابابتست السويسريّين؛ 2) بيان لندن الأوّل لسنة 1634؛ 3) بيان لندن الثاني لسنة 1677، يبيّن هذا البيان تأثير بيان وسمنستر، لسنة 1648، المباشر؛ 4) بيان فيلدلفيا الذي هو بيان لندن الثاني مع إضافة بندين في السنة 1743؛ 5) بيان نيوها مبشير، السنة 1833، الذي يعتبر، بعامّة، ممثّلاً لمعتقدات المعمدانيّين" (فنلي م. جراهم، م.ن.، صفحة 4 و5). ويبقى أنّ ثمّة فرقاً أساسيّاً، برأيهم، "ما بين قانون وبيان الإيمان". "فالقانون تقرير يتميّز بالسلطة، ويجب قبوله. بينما بيان الإيمان هو تقرير للمعتقدات العامّة المعتنقة دون سلطة أو انصياع له" (م.ن.، صفحة 4؛ أنظر أيضاً هيرشل هوبس، م.ن.، صفحة 20).
                لن نستعرض، في هذه السطور، أفكار بيانات إيمان المعمدانيّين المذكورة، ومدى تطابقها مع التعليم القويم، أو عدمه. ولكنّنا سنحصر أنفسنا بالردّ على رفضهم العقيدة القويمة التي سنّتها المجامع المقدّسة.
                من يقرأ كتابات المعمدانيّين لا يشكّ في أنّهم يقفون صفّاً واحداً، في كثير من تعاليمهم، مع الذين دحضتهم الكنيسة في غير عصر. وهذا يثبته قولهم: "واجهت المسيحيّة في القرون الأولى معضلات كثيرة في التعليم والإدارة. فعقدت مجامع عامّة لبحثها وللبتّ، بواسطة الأصوات - رأي الأكثريّة - في أيّ هي الفئة ذات الرأي الصحيح. ولكنّ التاريخ يبيّن عدم إصابة الكثير من المجامع في تقاريرها، وأنّ الهرطقة حسبت مراراً الرأي المستقيم" (روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 24). وهذا، باختصار، يناقض الحقّ وبرّه الممدود في بركات التاريخ. وحجّتهم، التي لا تخفى، يبيّنها قولهم إنّ العقيدة "حرّة من القوالب البشريّة والأعراف الاجتماعيّة والتقاليد (أو التقليد الحيّ الذي هو مشكلتهم الكبرى) والطقوس الدينيّة" (الموقف الكتابيّ، العدد 14). وما يوحي به هذا القول أنّ الكنيسة، بسنّها العقيدة المستقيمة، خرجت على كلمة الله الظاهر حقّه في الكتب المقدّسة. وهذا استنتاج عقيم يدعمه افتراء ظاهر. فمن قال إنّ الكنيسة، بإقرارها (أو شرحها) العقيدة القويمة، اخترعت تعليماً جديداً. فآباء الكنيسة، الذين ينتقدهم المعمدانيّون بعنف، كانت قاعدة دفاعهم عن الحقّ كلمة الله عينها. هم، أي الآباء، حاولوا أن يصدّوا التعاليم الكاذبة في كلّ جيل. وبغيتهم الثابتة توضيح التعليم القويم الذي خالفه (ويخالفه) المبتدعون. ولا يشكّ من يقرأ أعمال المجامع المسكونيّة في أنّ التعليم الصحيح لم تكن قاعدته "أصوات رأي الأكثريّة"، بل "اتّفاق الآباء". فآباء المجامع كانوا يحلّلون التعاليم المخالفة، على ضوء كلمة الله المبيّن معناها في التراث الحيّ، ويحكمون جميعهم، وليس أكثريّتهم، على كلّ مخالفة، ليوضحوا حقّ الله. وما يؤكّد استقامتهم وأمانتهم لكلمة الله، هو أنّ كلّ تعليم كانوا يحدّدونه، أو يوضحونه معاً، كانت توافق عليه المجامع اللاحقة، ويقبله شعب الله.
                لا نعلم كيف يقبل المعمدانيّون، مثلاً، بقانون الإيمان النيقاويّ، وهو يحتوي على تعبير "المساوي في الجوهر" الذي لم يرد حرفيّاً في العهد الجديد، ويرفضون، في الوقت عينه، التقليد، أو التراث الحيّ، ويعتبرون أنّ "الهرطقة حسبت مراراً الرأي القويم"، ليسيئوا إلى المجامع التي لا يوافقهم تعليمها؟ هذا تناقض يحتاج إلى مراجعة منهم. وكلّ مراجعة تفترض الإقرار بأنّ ما سنّته كنيسة الله، في مجامعها المقدّسة، ملزم للخلاص. فالعقائد، ومنها أنّ مريم "والدة الإله" (المجمع المسكونيّ الثالث، أفسس، العام 431) التي من لا يعتقد بها يفصل نفسه عن الألوهة (القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ، الرسالة 101)؛ وأنّها "الدائمة البتوليّة" (المجمع المسكونيّ الخامس، القسطنطينيّة، العام 553)؛ وأنّ إكرام الأيقونات وذخائر القدّيسين الذي هو إكرام للربّ الذي لبس جسدنا، وقهر بموته الموت (المجمع المسكونيّ السابع، نيقية، العام 787)، وغيرها، لا يصحّ إيمان، أو يستقيم التزام، ما لم يتبنّاها تبنّياً كلّيّاً، ويحيا بموجبها. فالحياة القويمة أساسها العقيدة القويمة التي سلّمت إلى القدّيسين تامّة (يهوذا 3).
                كثيراً من المنطق الحكيم يفترض تعليم العقيدة المسيحيّة وموافقة حقّها. وهذا لا يقبل أن تقوم جماعة بعض أعضائها يوافق على هذا الأمر، وبعضهم الآخر لا يوافق. فهذا لا يليق بالربّ وكلمته الحيّة ودمه المبذول، ولا يليق، تالياً، بجحافل المخلِصين الذين دافعوا عن الإيمان بتعاليمهم ودمائهم، لتبقى الشهادة ناصعة وقادرة على أن تجذب العالم إلى برّ الالتزام الواحد.


                قاعد بفي القطن باكي وحزنان
                قلتلو ليش الزعل
                قال التتن خلصان
                قلتلو روح لأبو نعيم
                ترى هاد زلمي فهمان
                والتتن يطبع من يده
                مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
                ____________________________________________

                بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

                اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





                كبير الحشاشين أبونعيم
                BARCHINI

                Comment


                • #9
                  رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                  للأسف أصبحت الكنائس المعمدانيه كثيره في الوطن العربي وتحارب وتكذب بعض الكنائس وعندنا في الاردن موجوده بكثره وأسماء كثيره ومنها من يتبع لولاية أتوا الامريكيه لهم كنيسه خاصه ومعظمهم من الاجانب ويحاولون كسب الشباب لصفهم بالدعم المادي الكبير وأسم الكنيسه ( المورمون ) ويحاولون أغراء الشباب بالسفر لامريكا ومنهم من يتركهم نهائيا ومنهم من يبقى لكي يستفيد ماديا بغض النظر عن ما هو فاعل
                  أستغرب تعدد الكنائس في البلدان العربيه ونحن مسيحين ونتعامل في أنجيل واحد لكن من المستفيد من هذا التشتت ( )

                  Comment


                  • #10
                    رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                    شكراً لمشاركتك أخ جريس
                    هلق المستفيد طبعاً هوي اسرائيل لأنو دعم هي الفئات الرافضة جاي من اللوبي الصهيوني وانشالله بباقي الموضوع رح وضح هاد الشي واحكي عنو


                    قاعد بفي القطن باكي وحزنان
                    قلتلو ليش الزعل
                    قال التتن خلصان
                    قلتلو روح لأبو نعيم
                    ترى هاد زلمي فهمان
                    والتتن يطبع من يده
                    مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
                    ____________________________________________

                    بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

                    اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





                    كبير الحشاشين أبونعيم
                    BARCHINI

                    Comment


                    • #11
                      رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                      الموضوع بالشكل العام مطروق من قبل كلود ومع هذا متابعة مبدئيا

                      "سلامي امنحكم, سلامي اعطيكم, لا كما يعطي العالم اعطيكم أنا."
                      "ثقوا لقد غلبت العالم"
                      ======================================

                      Comment


                      • #12
                        رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                        بس ممكن سؤال انو العنوان عم يحكي عن الموقف لارثودوكسي ,, شو مشان باقي الطوائف !!!
                        ليست حقيقةُ الإنسان بما يظهرهُ لك ، بل بما لايستطيع أن يظهرهُ .لذلك إذا أردت أن تعرفه، فلا تصغِ إلى مايقوله بل إلى مالايقوله.

                        Comment


                        • #13
                          رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                          يا شباب متل ما قلت بالأول هاد الموضوع مأخود من نشرات رعيتي
                          يعني من نشرات الكنيسة الأرثوذوكسية
                          بعتقد في كتيرنقاط مطروحة منتشارك فيا مع باقي الطوائف
                          بس أنو اذا ممكن حدا من الطائفة الكاثوليكية يفوت ويقلنا إذا هني بيتفقوا معنا بهاد الشي أو لأ
                          حتى أنوالبروتستانت ما بيعترفو بالمعمدانيين مع أنو هني عطول بقولو عن حالون بروتستانت
                          و اذا بدا الإدارة تسمي الموضوع موقف من المعمدانيين


                          قاعد بفي القطن باكي وحزنان
                          قلتلو ليش الزعل
                          قال التتن خلصان
                          قلتلو روح لأبو نعيم
                          ترى هاد زلمي فهمان
                          والتتن يطبع من يده
                          مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
                          ____________________________________________

                          بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

                          اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





                          كبير الحشاشين أبونعيم
                          BARCHINI

                          Comment


                          • #14
                            رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                            المعمودية

                            يصدم المسيحيّ الورع مجمل تعليم المعمدانيّين عن المعموديّ. وهذا سنبيّنه في مقالات ثلاثة. سنخصّص هذا المقال الأوّل لدحض مزاعمهم التي تشوّه سرّ المعموديّة. على رجاء أن نردّ، في مقال تابع، على رفضهممعموديّة الأطفال، وأن نوضح، في مقال ثالث، ارتباط تجديد المؤمنين بسرّ المعموديّة.
                            ينسب المعمدانيّون إلى العهد الجديد أنّه "يعلّم كثيراً عن الخلاص بمعزل عن المعموديّة" التي "تصوّر الخلاص رمزيّاً"، ولا "تسبّبه بحال من الأحوال" (هيرشل هوبس، عقيدة المعمدانيّين ورسالتهم، صفحة 135 و 138؛ ج. م. كارول، تاريخ الكنائس المعمدانيّة، صفحة 32). ويعتمدون لفظة "فريضة"، ليصفوا المعموديّة، ويتجنّبوا كونها سرّاً من أسرار الكنيسة. ويعتبرون أنّه لا يجوز أن يقبلها إلاّ "أولئك الذين قاموا بتسليم أنفسهم للمسيح تسليماً واعياً"، وذلك من "طريق التوبة"، و"الإيمان الشخصيّ به". فالمعموديّة، حسب تعليم الكتب، برأيهم، "تتبع التوبة" (هيرشل هوبس، م.ن.، صفحة 133 و138 و139؛ فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 205؛ الموقف الكتابيّ، العدد 7؛ روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 17). وإذا توقّفنا، في قراءتنا مراجعهم، عند كتاب "بايكر"، الذي ذكرناه هنا، فنرى أنّه يشوّه الحقيقة، بادّعائه أنّ المعموديّة، سرّاً، دخلت من طريق الكتّاب المسيحيّين الأوّلين الذين تأثّروا "بمحيطهم الوثنيّ وبيئتهم الفلسفيّة"، فقد "كتب يستينوس الشهيد الفيلسوف المهتدي إلى المسيحيّة، الذي عاش في منتصف القرن الثاني، أنّ المعموديّة تكمل الخلاص. وإيرناوس، أحد معاصريه المتأخّرين، قرّر أنّ المعموديّة هي الولادة الجديدة وأنّها تنتج التجديد. وبذلك نسبت إلى المعموديّة القوّة السحريّة" (صفحة 25 و33). ومع أنّهم يقرّون بأنّ المعموديّة "تصوّر موت ربّنا يسوع ودفنه وقيامته (1كورنثوس 3:15 و4)"؛ و"موت المؤمن عن الخطيئة ودفنه مع المسيح وقيامته لجدّة الحياة (رومية 6: 3- 6)"، غير أنّهم يرفضون اعتبارها الولادة الجديدة. ويصرّون على إجرائها بالتغطيس، "في الكنيسة المحلّيّة" المسؤولة، وحدها، عن هذه الممارسة. ولا يقبلون معموديّة أجرتها كنيسة أخرى إلاّ بشروط، منها: أن تكون هذه الكنيسة تمارس التغطيس فحسب، وأن توافق عقيدتها عقيدة الكتاب المقدّس عن المعموديّة (فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 297- 300؛ ج. م. كارول، تاريخ الكنائس المعمدانيّة، صفحة 18؛ عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 358- 367). ولكنّهم، في الواقع، يعيدون معموديّة جميع الذين ينضمّون إليهم.
                            تظهر المخالفات، بوفرة، في هذه المقاطع، أو الأفكار، المأخوذة من كتابات المعمدانيّين. فهم قالوا ما قالوا ليس لأنّهم يرفضون معموديّة الأطفال فحسب، بل لكونهم، أيضاً، ينكرون عمل النعمة في الأسرار. وإذا دقّقنا في قراءة تعاليمهم، يمكننا أن نلاحظ أمرين أساسيّين في شأن هذا النكران. الأوّل أنّ اعتبار المعموديّة رمزاً يجعل خلاص الله للإنسان غير واقعيّ وتجديده وهميّاً. لن نستعرض، في هذا السياق، آيات تدحض حججهم. ما يستعملونه هم بغير معناه، هو سندنا في ردّنا. فماذا يعني أنّ المؤمن يشترك، بمعموديّته، في موت المسيح وقيامته، ويخلص رمزيّاً، أو يتجدّد رمزيّاً؟ ولا يجهل عارف أنّ لفظة "رمز" لم ترد، في العهد الجديد، وصفاً للمعموديّة ومفاعيل الأسرار جملةً. هم يقولون إنّهم يعتمدون كتبه! ولكنّهم، في الحقيقة، يسقطون عليها أفكاراً مسبقة، أو ما يحسبونه صحيحاً. وهذا لا يليق بكلمة من افتدانا بموته وقيامته، وعبّد لنا درب التجديد الحقيقيّ بقبولنا فداءه بالروح القدس الذي يقود أسرار الكنيسة، ويوحّدنا، ويحيينا بنعمه (1كورنثوس 12: 12- 14؛ أفسس 4: 4- 6). والأمر الثاني أنّهم يعيدون معموديّة المسيحيّين الذين ينضمّون إلى صفوفهم. وهذه مناقضة صريحة للتراث المسيحيّ. فإذا كانت المعموديّة مشاركة في موت المسيح وقيامته (رومية 6: 3 و4؛ كولوسي 2: 12)، والمسيح مات مرّة وقام إلى الأبد، فكيف يقبلون أن يموت الإنسان مرّتين، مع المسيح، ويقوم مرّتين؟ أليست هذه مخالفة لما جاء في دستور الإيمان (وبمعموديّة واحدة لمغفرة الخطايا) الذي يدّعي المعمدانيّون أنّهم يعترفون بصحّة تعليمه؟ ومخالفة للسند الذي اعتمده الآباء في تدوينهم التعليم حول المعموديّة، أي لما قاله الرسول: "وهناك ربّ واحد وإيمان واحد ومعموديّة واحدة" (أفسس 4: 5). وإذا أرادوا أن يتمثّلوا بالكنيسة المقدّسة التي كانت تعيد معموديّة الهراطقة، وتمنع مؤمنيها من أن ينالوا المعموديّة عن يد المبتدعين (أنظر: المجمع المسكونيّ الأوّل، قانون 19؛ مجمع اللاذقيّة، القرن الرابع، قانون 8؛ المجمع المسكونيّ الثاني، قانون7؛ مجمع ترولّو، قانون 95؛ قوانين الرسل، قانون 47 و68...)، فشتّان ما بينهم وبينها. وأمّا إذا كانوا لا يقرّون سوى بالمعموديّة التي يجرونها، فهذا نترك تقديره للقارئ!
                            ثمّ من قرأ تعاليم المعمدانيّين، لا يشكّ في أنّ رفضهم مفاعيل المعموديّة ليس أساسه قراءتهم المغلوطة للكتب المقدّسة فحسب، بل إنّما أيضاً الخطايا التي تضرب بعضاً بعد نوالهم السرّ. وهذا ينبذه تراثنا الذي أبى أن يدين أحدٌ غيره. وينبذه التعليم القويم الذي رافق الأسرار المقدّسة شرحاً وتوضيحاً. فالمعروف أنّ بدعة الغنوصيّين، التي انتشرت انتشاراً واسعاً في القرن الثاني، اعتمدت هذه الحجّة عينها لانتقاد سرّ المعموديّة. وهذا ردّ عليه، في حينه، العلاّمة ترتليانوس (155- 225) الذي أجاب كانتيلاّ الغنوصيّة، التي كانت تستهزئ بالمعموديّة للسبب المذكور عينه، بقوله: "لكنّنا نحن، السمكات الصغيرة، الذين أخذنا اسمنا من يسوع المسيح، نولد في الماء، ولا نخلص إلاّ إذا بقينا فيها" (في المعموديّة، الفصل الأوّل). فأن يخطئ بعض المسيحيّين، بعد نوالهم سرّ المعموديّة، لا يسمح بانتقاد السرّ. هذا هو السحر عينه. المعمدانيّون سحرة إذا اعتقدوا أنّ المعموديّة تحفظ الإنسان، الذي نالها، من دون إرادة منه مخلِصة.
                            يبقى أن نوضح قولهم: إنّ الإيمان الشخصيّ بالمسيح والتوبة يأتيان قبل المعموديّة. وهذا يصحّ إذا كان طالب المعموديّة بالغاً. ففي الكنيسة الأولى كان يُسأل المزمع أن يقبل المعمودية بالغاً: ماذا تريد من الكنيسة؟ فيجيب: الإيمان. لكنّه لا يصحّ إذا كان المعتمد طفلاً. فمعموديّة الأطفال قاعدتها خلاص الله الذي وهبه، مجّاناً، للناس جميعاً، صغاراً كانوا أم كباراً. وهذا ما سنوضحه،لاحقاً بعون الله


                            قاعد بفي القطن باكي وحزنان
                            قلتلو ليش الزعل
                            قال التتن خلصان
                            قلتلو روح لأبو نعيم
                            ترى هاد زلمي فهمان
                            والتتن يطبع من يده
                            مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
                            ____________________________________________

                            بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

                            اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





                            كبير الحشاشين أبونعيم
                            BARCHINI

                            Comment


                            • #15
                              رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                              معمودية الأطفال
                              يرفض المعمدانيّون "معموديّة الأطفال" رفضاً كلّيّاً، ولا يعتبرونها معموديّة حقيقيّة، أو نظاميّة. وهذا "خلفيّته اللاهوتيّة والأدبيّة"، عندهم، أنّ "الله لم يأمر بها في كلمته"، وأنّ الأطفال، تالياً، "لا يمكنهم أن يؤمنوا، أو يردّدوا، بأنفسهم، قانون الإيمان" (هيرشل هوبس، عقيدة المعمدانيّين ورسالتهم، صفحة 173؛ روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 13 و26؛ فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 296- 299؛ الكلمة، العدد الثامن، تشرين الثاني 2000، صفحة 9).
                              هذه المقدّمة تختصر موقفاً غريباً ضمّنه المعمدانيّون عبارات شنيعة وإدانات مجحفة. ومنها وصفهم معموديّة الأطفال بأنّها "ضلالة" (ج. م. كارول، تاريخ الكنائس المعمدانيّة، صفحة 34). وأن "ليس بين اختراعات الوثنيّة والوهم انحراف أكثر ضرراً وتجديفاً منها" (بايكر، م.ن.، صفحة 26). وأيضاً "أمّا كنيسة اليوم فمدخلها جرن معموديّة الأطفال، يدخلها الناس عنوة ووراثة، دون أن يذوقوا طعم التوبة والموت، وتالياً دون أن يعرفوا معنى القيامة" (الموقف الكتابيّ، العدد 5).
                              سنهمل الشناعة والإدانة، ونحاول، بهدوء، أن نبيّن الحقّ الذي كشفه الله. وهذا يفترض أن نردّ على النقطتين الرئيستين لرفض المعمدانيّين معموديّة الأطفال. وأعني أن نبيّن، أوّلاً، صحّة ما تقوله كلمة الله في هذا الشأن، وأن نجيب، تالياً، عن سؤال تفترضه حجّتهم الثانيّة، وهو: هل من ضرورة واجبة تحتّم على الطفل الحديث الولادة أن يؤمن؟
                              في النقطة الأولى، يعرف المعمدانيّون أنّ علماء كثيرين بيّنوا أنّ معموديّة الأطفال لها ما يؤكّدها في تعليم الكتب، وأنّ عدم إجرائها هو الذي يحتاج إلى إثبات كتابيّ. وهذا سنده أنّ الرسل الأوّلين آمنوا بأنّ "الوعد" هو للبالغين ولأولادهم (أعمال 2: 39)، وأنّهم هم أنفسهم عمّدوا بعض العائلات (أعمال 16: 15- 33، 18: 8؛ 1كورنثوس 1: 16). وإذا افترض المعمدانيّون أنّ هذه العائلات لم تكن تضمّ أطفالاً صغاراً، فنرى أنّه افتراض مسقط لا تدعمه إلاّ ظنونهم. ولكن، إذا أرادوا ألاّ يخالفوا المنطق، فيمكنهم أن يقفوا موقفاً حياديّاً، أي ألاّ ينفوا وجود أطفال ضمن هذه العائلات، وألاّ يؤكّدوه. والحقّ يتطلّب أن نرى، مع الكثيرين، أنّ ما قاله الربّ: "دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأنّ لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (متّى 19: 14)، وما قاله رسوله: "وأمّا (أولادكم) الآن فهم مقدّسون" (1كورنثوس 7: 14)، يتعلّقان بمعموديّة الأطفال المبكرة. والمعمدانيّون يعرفون، تالياً، أنّ وصيّة الربّ لتلاميذه: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم..." (متّى 28: 19)، لا يمكن تحقيقها تحقيقاً كاملاً إن أهمل التلاميذ ما هو موجود في بيئتهم وشرائعها وقوانينها. ولا بدّ من أنّهم استلهموا تراثهم الذي رسم أنّ العضويّة في شعب الله لا ينالها الذكور المولودون من أبوين يهوديّين من دون أن يختنوا في اليوم الثامن لولادتهم (تكوين 17: 12؛ لاويين 12: 3). وهذا يعني أنّ ثمّة وحدة بين الوالد والمولود في ظلّ العهد. وإن كان هذا ينطبق على الختان، فإنّه، بالأولى، ينطبق على المعموديّة (كولوسي 2: 11- 12).
                              أمّا في فحوى النقطة الثانية، فلا يخفى أنّ ما يفترضه المعمدانيّون لا يرد في أيّ موضع من أسفار العهد الجديد جملةً. هم استخلصوا أنّ الله يطلب من البالغين أن يؤمنوا ويتوبوا، قبل معموديّتهم، وأسقطوا الطلب على الأطفال. ولا بدّ من القول، في سياق الردّ، إنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة لا تقيم المعموديّة للطفل خوفاً من أن يهلك قبل أن يعتمد. أساس هذه المعموديّة أنّها طلب الله الذي خلّص العالم من دون أن يطلب شيئاً من أحد. وإذا أقمناها، فلا نفرض الإيمان فرضاً، ولا نهدر المقدّسات. الله المخلّص هو الذي قرّر. ونحن نطيعه. وما العرّاب إلاّ دليل على أنّ المعموديّة تفترض أن يحيا المعمّد في إطار مستقيم. فإيمان العرّاب ليس بدلاً من إيمان الطفل المرجوّ. وإذا رتّبت الكنيسة أن يتلو العرّاب، في خدمة معموديّة طفل، قانون الإيمان، فهي لا تريد، بهذا، بدلاً. إيمان العرّاب ضرورة تفترضها الحياة المشتركة التي تطلبها الكنيسة من المعمّدين جميعاً. ولا يجهل فاهم أنّ الإنسان يولد (أليست المعمودية ولادة جديدة؟) ومن ثمّ يكبر، ويفهم، ويتعلّم. ولا أحد يتعلم أصول الإيمان ما لم يلقّنه عالم ورع. العرّاب تطلبه الكنيسة مؤمناً ملتزماً، حتّى يساعد الطفل (مع ذويه) على أن يحبّ الله الذي أحبّه أوّلاً (أليست معموديّة الطفل تعبيراً عن أنّ الله أحبّ العالم أوّلاً؟)، ويبقى مخلصاً لمعموديّته، ويتقدّم في حياة البرّ، ويقدر على ردّ كلّ تعليم غريب يحاول روّاده أن يوهموه بأنّه صحيح.
                              ثمّ يعنينا أن نردّ على ادّعاء المعمدانيّين أنّهم لا يجدون "إشارة إلى تعميد طفل واحد حتّى السنة 370 ميلاديّة" (ج. م. كارول، م.ن.، صفحة 33 و40). ويكفي، لمحبّي الحقيقة، أن نذكر أنّ القدّيس بوليكاربس (+155) ردّ على الوالي، الذي طلب منه أن يشتم المسيح ليطلق حرّيّته، بقوله: "ستّ وثمانون سنة وأنا أخدم المسيح، فلم يسئ إليّ بشيء، فلماذا أشتم إلهي ومخلّصي؟" (استشهاد القدّيس بوليكربوس 9: 2). ولا يمكن أن يعني هذا القول إلاّ أنّه قد تعمّد طفلاً. وأكّد القدّيس إيرناوس أسقف ليون (القرن الثاني): "أنّ يسوع جاء ليخلّص، بنفسه، الناس جميعاً. أقول جميعاً، أي الذين به يولدون لله من جديد (في المعموديّة)، رضّعاً وأطفالاً وصبياناً وشبّاناً ورجالاً بالغين" (ضدّ الهرطقات 2-22-4؛ وأيضاً: 3-17-1). وفي مجموعته الطقسيّة الثمينة، كتب كاهن رومية هيبوليتس (+235): "عند صياح الديك، يقترب طالبو العماد من المياه التي يجب أن تكون مياهاً جارية ونقيّة. ثمّ يخلعون ملابسهم. ويعمّد الأطفال أوّلاً. وإذا استطاع هؤلاء أن يجيبوا عن أنفسهم، فليكن، وإلاّ فليجب عنهم ذووهم، أو أحد أفراد أُسرتهم" (التقليد الرسوليّ: 21). أمّا القدّيس قبريانوس القرطاجيّ (+285)، فقال: "إذا كان المسنّون الذين سقطوا في خطايا كبيرة، وإذا كان الذين أخطأوا كثيراً تجاه الله وعادوا فآمنوا، تمنح لهم مغرفة الخطايا، ولا يحرم أحدٌ المعموديّةَ والنعمة، فكيف يمكن أن نمنع المعموديّة عن طفل حديث الولادة لم يخطئ (...). لذلك، أيّها الأخ العزيز، كان رأينا، في المجمع، أنّه يجب ألاّ نمنع أحداً من المعموديّة ونعمة الله الرحيم والمحبّ للجميع" (الرسالة إلى فيدوس 50: 5 و6 ). وهذا بعض ما يبيّن خطأ ادّعائهم.
                              ليست معموديّة الأطفال من "اختراعات الوثنيّة"، أو تدخل الناس، في الكنيسة، "عنوة ووراثة"، ولا هي "ضلالة". هذا رأي المعمدانيّين الذين يؤسفنا رفضهم أن ينال "أولادهم الوعد"! معموديّة الأطفال هي التعبير الصريح عن أنّ محبّة الله لا تميّز بين وجه ووجه، أو بين صغير وكبير. وهي البرهان الساطع عن أنّ البالغين لا يقفون حائلاً دون نوال الصغار الخلاص الذي وهبه الله للعالم مجّاناً.

                              التجديد
                               
                              لا يؤمن المعمدانيّون بتعليم الكنيسة المتعلّق بتجديد المؤمنين بالأسرار، ولا سيّما سرّ المعموديّة. ولذلك سطّروا تعليماً غريباً لا يأخذ، في الاعتبار، حياة المؤمنين في المسيح والتزامهم أسراره وهباتها المقدّسة. هذا التطرّف المفجع يظهر، جليّاً، في كتابات المعمدانيّين طرّاً. فهم يعتقدون بأنّ خلاص الإنسان غير ممكن من دون تجديد، أو ولادة جديدة. وهذه، تعني، عندهم، "الولادة الثانية الروحيّة بنعمة الله"، التي "لا شيء يقوم مقامها"، "لا المعموديّة ولا العضويّة في كنيسة ما ولا إطاعة كنيسة ولا شيء آخر". فـ"التجديد ليس المعموديّة". "والطقوس والحفلات الدينيّة لا تجدّد، لأنّها خارجيّة لا تمسّ القلب ولا تغيّره" (روبرت أ. بايكر، سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 15؛ فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 225- 229؛ عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 36 و358- 361؛ بيلي غراهام، العالم يحترق، صفحة 182- 190). هذا يؤكّده، جازماً، بلي جراهام، بقوله: "كثيرون يحسبون أنّهم يختبرون الولادة الجديدة حتماً، وبصورة آليّة، بمجرّد انتسابهم إلى كنيسة، أو إتمام بعض الطقوس الدينيّة، أو تقديم التبرّعات للمؤسّسات الخيريّة. هذه الأعمال حسنة، لكنّها لن تسبّب حدوث الولادة الجديدة" (سلام مع الله، صفحة 141). ومعنى ذلك أنّ الإنسان (كلّ إنسان) هو خاطئ بالضرورة، ولا يقدر على أن يجدّد ذاته بنعمة الأسرار، بل إذا "قَبِلَ المسيح بالإيمان والتوبة" (بيلي غراهام، كيف تصبح مسيحيّاً، صفحة 62- 68، 91 و92 و115؛ بلي جراهام، سلام مع الله، صفحة 137- 145؛ بيلي غراهام، العالم يحترق، صفحة 194). فـ"الولادة من الله تكون بواسطة كلمة الله وروح الله". و"الماء"، في حديث الربّ مع نيقوديموس (يوحنّا 3)، يعني، عندهم، "كلمة الله" (عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 361- 367). ولا يخفى على من قرأ كتاباتهم أنّ هذا التجديد، كما يفهمونه، يمكن أن يحدث إثر قراءة "عبارة من الكتاب المقدّس"، أو "سماع عظة" (بيلي غراهام، العالم يحترق، صفحة 200). ويمكن، تالياً، إذا جثا أحدهم على ركبتيه "بجانب جهاز الراديو أو التلفزيون" (بلي جراهام، سلام مع الله، صفحة 151)؛ أو قرّر ذلك وهو يقرأ في أحد كتبهم (بيلي جراهام، سلام مع الله، صفحة 180). وهذا كلّه، بالتأكيد، يخالف التراث المسيحيّ الذي كشف أنّ سرّ المعموديّة هو الولادة الثانية أو الجديدة.
                              يلفتنا، في سياق الردّ على هذا الادّعاء الغريب، ما قاله الرسول بولس في رسالته إلى تلميذه تيطس: "فلمّا ظهر لطف الله مخلّصنا ومحبّته للبشر، لم ينظر إلى أعمال برّ عملناها نحن، بل على قدر رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني والتجديد من الروح القدس الذي أفاضه علينا وافراً بيسوع المسيح مخلّصنا، حتّى نبرّر بنعمته فنصير، بحسب الرجاء، ورثة الحياة الأبديّة" (3: 4- 7). يلاحظ القارئ المدقّق أنّ هذه الآيات تفصل بين وضعين، الأوّل حال الناس (ولا سيّما اليهود) قبل مجيء المسيح، وتالياً حالهم بعده. وهذا لا يخالفه المعمدانيّون. ولكنّهم لا يرون، في هذه الآيات، ما أكّده العديد من المفسّرين، وهو أنّها تتعلّق بليتورجيا المعموديّة التي تتمّ باسم الثالوث القدّوس. فالله لمّا أراد أن يفدي العالم بلطف ظهوره الأخير، لم يميّز بين وجه ووجه. لكنّه رسم أن يذوق البشر فداءه الأبديّ سرّيّاً، بغسل المعموديّة، أي ولدهم جديداً بروحه الذي أفاضه "وافراً بيسوع المسيح"، وبرّرهم، ليرجوا أن يرثوا الحياة الأبديّة (يوحنّا 1: 12 و13، 3: 3- 7؛ أعمال 2: 38؛ رومية 6: 3- 8). فالتجديد، في هذا المقام، وغيره، هو هبة من هبات سرّ المعموديّة. هكذا يظهر المعنى، جليّاً، في تتابع الآيات. وهذا، بالتأكيد، يدين كلّ تشويه يوحي بأنّ الإنسان قادر على أن يتجدّد من دون أن يعتمد "بالماء والروح". فالإنسان قبل معموديّته، ولو علم كلّ العلم، ولو بكى وشكا حاله وقرع مئات المرّات على صدره، لا ينتسب إلى العهد الجديد. الإنسان، بمنطق هذا العهد، لا يوجد قبل أن يولد، وتالياً لا يتجدّد، أو يتبرّر بالنعمة، أو يرث الحياة الأبديّة، إلاّ إذا شارك في موت المسيح وقيامته، أي ذاق خلاصه، سرّيّاً، في المعموديّة (1كورنثوس 6: 9-11؛ أنظر أيضاً: 2كورنثوس 5: 17؛ غلاطية 6: 15؛ أفسس 4: 20- 24؛ كولوسي 3: 9 و11).
                              ثمّة استعمال آخر للفظة "تجديد" نجده في الرسالة إلى العبرانيّين، ويعنينا كثيراً في سياق ردّنا. نقرأ: "فالذين تلقّوا النور مرّة وذاقوا الهبة السماويّة وصاروا مشاركين في الروح القدس وذاقوا كلمة الله الطيّبة وقوى العالم المقبل، إذا سقطوا مع ذلك، يستحيل تجديدهم وإعادتهم إلى التوبة" (6: 4- 6). يشبه هذا الكلام، إلى حدّ بعيد، ما وجدناه في الآيات الرسوليّة التي نقلناها آنفاً. فالحديث عن الأسرار المجدّدة ظاهر جليّاً. وما يعنيه الرسول، في قوله، أنّ الذين جدّدهم الله بأسراره، إذا خالفوه وسقطوا، لا يمكن إعادة تجديدهم. ولا يخفى أنّ هذا الموقع هو من أبلغ مواقع العهد الجديد التي تدلّ على الجدّيّة التي تنتظرها الكنيسة من أعضائها المعمّدين. ولا يعني الرسول أنّ توبة الذين سقطوا، بعد نوالهم المعموديّة، مستحيلة كلّيّاً. "فما لا يستطاع عند الناس يستطاع عند الله". بل إنّما أراد أن يكشف غنى الهبة التي منحها الله للمؤمنين المعمّدين، وهدفه أن يحافظوا على حياتهم الجديدة، ويثبتوا جدداً دائماً.
                              يبقى، بعد هذا، أن نؤكّد أنّ هذا الهذيان الذي يصيب من يسمع كلام المعمدانيّين ويتأثّر به، لا يوافق معنى التجديد الكتابيّ. لسنا، بهذا، ننكر فاعليّة الإيمان بالربّ يسوع أو قدرة كلمته على تغيير القلب البشريّ وصنع العجائب. ولكنّنا رهن كشف الكلمة الذي يأبى أن يُنسب إلى كلّ شعور يصيب إنساناً، جرّاء سماعه حديثاً أو موعظة معمدانيّة وما إليها، ما نسبه الله إلى أسراره المحيية.
                              هذه مخالفة جديدة يقع فيها الذين فصلوا أنفسهم عن تقليد الكنيسة الحيّ، ورفضوا فَهْمَ أبرار التاريخ، وادّعوا أنّهم "أهل الكتاب".

                              عشاء الرب
                               
                              لا يوجد تشويه لمعاني الخدمة الليتورجيّة (القدّاس الإلهيّ) ومفاعيلها الخلاصيّة نظير ما تقرأه في كتاباتبعض الفرق المسيحيّة، ولا سيّما المعمدانيّين. وهذا ما سنعتني بأن نبيّنه في ما يلي.
                              في كتابه "عقيدة المعمدانيّين ورسالتهم"، يرى هيرشل هوبس: أنّه "كان للكنيسة في العهد الجديد فريضتان، هما المعموديّة وعشاء الربّ، وكانتا تتمّان وفقاً لهذا الترتيب (أعمال 2: 41 و42). وكلتا الفريضتين ذات معنى رمزيّ لا سرّيّ مقدّس" (صفحة 133؛ أنظر أيضاً: فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 223 و295؛ ج. م.، كارول، تاريخ الكنائس المعمدانيّة، صفحة 18). ويخصّص "هوبس" العشاء السرّيّ، فيحدّد "العنصرين اللذين استُعملا فيه"، بقوله: "كانا الخبز الفطير ونتاج الكرمة" (م.ن.، صفحة 139؛ أنظر أيضاً: عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 149). ويفسّر "نتاج الكرمة" بأنّه: "هو عصير عنب نقيّ غير ملوَّث بأيّ تخمير" (هيرشل هوبس، م.ن.، صفحة 140). وينكر على القرابين أن تقدّم للمشتركين فيها "أيّة فاعليّة للخلاص"، مبيّناً أنّ المعمدانيّين: "يؤمنون بأنّ العنصرين إنّما يصوّران رمزيّاً جسد المسيح ودمه" (م.ن.، صفحة 140 و141)، وأنّ المؤمن ينبغي أن يأخذ الخبز والكأس "لذكري" (م.ن.، صفحة 141؛ وأيضاً: بيلي غراهام، العالم يحترق، صفحة 158)، وأن يقوم بهذه "الفريضة" على "فترات محدّدة طيلة عمره" (هيرشل هوبس، م.ن.، صفحة 141؛ وأيضاً: فنلي م. جراهم، م.ن.، صفحة 303 و304). ويجاريه روبرت أ. بايكر بمزاعمه، ويزيد: "والرأي القائل إنّ المسيح يقدّم ذبيحة كلّما مورس العشاء يناقض مباشرة قول الكتاب إنّ المسيح مات مرّة واحدة (رومية 6: 10؛ عبرانيّين 7: 27)" (سير المعمدانيّين في التاريخ، صفحة 27 و28؛ وأيضاً: عوض سمعان، الكهنوت، صفحة 32 و80).
                              هذا هو، عموماً، مختصر تعليم المعمدانيّين المتعلّق بسرّ الشكر. غير أنّ الصفات المشوّهة تظهر بنعتهم الخدمة الإلهيّة بأنّها "سرّ سِحْريّ"، وليست "واسطة النعمة"، أو "السبيل للحصول على مغفرة الخطايا"، أو "الحياة الأبديّة"، وبأنّ سرّيّة الخدمة هي الأساس الذي "حوّل الاهتمام عن القلب إلى البطن" (روبرت أ. بايكر، م.ن.، صفحة 17، أنظر أيضاً: صفحة 27 و33؛ وعوض سمعان، م.ن.، صفحة 251 و252، 371- 379). وهذا يؤكّده "بايكر" الذي يرفض استحالة القرابين، ويرى أنّها دخلت مع الوثنيّين الذين اعتنقوا المسيحيّة. نقرأ: "إنّ معظم المهتدين إلى المسيحيّة في القرون الأولى كانوا وثنيّين بالغين. (...). ولذلك انتخب قادة الديانة الجديدة من رجال أمميّين معظمهم كانوا قد نشأوا في أحضان الوثنيّة. وبغير وعي، نقلوا معهم إلى المسيحيّة بعض الآراء والعادات الوثنيّة. وممّا لا ريب فيه أنّ تفسيرهم الفرائض المسيحيّة على أساس محيطهم الخرافيّ المادّيّ السابق هو الذي غيّر بسرعة فريضتي المعموديّة والعشاء الربّانيّ من فريضتين رمزيّتين روحيّتين إلى سرّين سحريّين" (م.ن.، صفحة 22؛ أنظر أيضاً: عوض سمعان، م.ن.، صفحة 246- 250، و259- 269). ويرى آخرون منهم أنّ "أسلوب (توما) الإقويني المزدوج بالاعتماد على العقل ثمّ على الإيمان، أدخل مبادئ فلسفيّة غريبة إلى العقيدة المسيحيّة، ولم يعتمد معايير العهد الجديد الكتابيّة لقياس كلّ عقيدة إيمانيّة. مثالاً على ذلك "عقيدة الاستحالة (transubstantiation)، أي تحوُّل الخبز والخمر في العشاء الربّانيّ إلى جسد المسيح ودمه بعينهما. ولقد استعار الإقويني هذا المبدأ من فلسفة أرسطو" (الموقف الكتابيّ، العدد 3). وأنّ هذه العقيدة أقرّها، العام 1215، البابا إنوسنت الثالث، في مجمع لاتيران (الموقف الكتابيّ، العدد

                              8؛ والعدد 14؛ ج. م.، كارول، م.ن.، صفحة 59).
                              يعوز الردّ على هذه المزاعم مجلّدات عديدة. ولكنّنا سنحاول دحض بعضها بما تبقّى من هذا المقال، ونتابعه في مقالتين لاحقتين. وسنوزّع ردّنا على خمس نقاط، هي: 1) الخدمة في

                              العهد الجديد؛ 2) اصنعوا هذا لذكري؛ 3) الاستحالة؛ 4) فاعليّة الخلاص؛ 5) معنى أنّ المسيح مات مرّة واحدة. ولقد اخترنا هذه النقاط الخمس، لتجنّب تكرار ما قلناه في ردّنا على

                              "السبتيّين"، وتالياً لإظهار مخالفة هذه التعاليم المجحفة بوجوه جديدة.
                               1) الخدمة في العهد الجديد
                              لا يسمح المجال بأن نتكلّم، بإسهاب، على هذه النقطة. لكنّ بعض الثوابت تنفع لتبيان خطأ من نردّ عليهم، ودحض مزاعمهم.
                              لبّ تشويه المعمدانيّين أنّهم ينسبون إلى العهد الجديد ما لم يقله. فالخدمة الإلهيّة، عندهم، "رمز"، وهذه اللفظة لم ترد فيه، قطعاً، وصفاً للخدمة الإلهيّة ولأيّ سرّ آخر. وإذا عدنا إلى الترتيب، الذي يفترض "هوبس" أنّه وارد في (أعمال 2: 41 و42)، لا نجد دليلاً على مزاعمهم. وإذا كان قصده بالترتيب أنّ المؤمنين المعمّدين هم الذين يشتركون في عشاء الربّ (بمعنى أنّ المعموديّة تأتي قبل سرّ الشكر)، فهذا هو نهجنا، ولو أنّنا نخالف المعمدانيّين كثيراً في تعليمهم حول هذين السرّين، ويكاد لا يكون لنا وإيّاهم نقاط مشتركة. فالعشاء، عندنا، سرّ، لا بمعنى السحر المقيت الذين ينعتون به الخدمة جهلاً. لكن بمعنى أنّ الروح القدس، الذي يقود الكنيسة ويحقّق أسرارها (رومية 15: 16)، هو الذي ينقل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، ويعطي المؤمنين أن يتذوّقوا "الآن وهنا" طعام "الحياة الأبديّة" (أنظر: يوحنّا 6؛ المضحك أنّ عوض سمعان، في كتابه "الكهنوت"، يفسّر قول الربّ الوارد في يوحنّا 6: 54، "من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير"، بقوله: إنّ المسيح "لا يتحدّث عن العشاء الربّانيّ، بل عن الإيمان بشخصه"، صفحة 253- 254). وفي قراءتنا العهد الجديد نجد أنّ الربّ جعل هذه الخدمة تذوّقاً للمائدة الأخيرة التي هي استباق لملكوت الله (متّى 26: 29؛ مرقس 14: 25؛ لوقا 22: 16- 18 و29- 30). هذا هو تأكيد الربّ. وعليه نبني كلّ تعليم قويم يبعد عن الخدمة كلّ رمزيّة. وذلك بأنّ الرمز يناقض الحقيقة التي كشفها يسوع بموته وقيامته. فالخدمة قبول لتدبير الله الآب يمدّنا إلى الآتي (1كورنثوس 11: 26)، أو يسقط الآتي علينا في حيّز هذا الوجود.
                              2) اصنعوا هذا لذكري
                              هذه العبارة، التي لفظها يسوع يوم تأسيسه "سرّ الشكر" (لوقا 22: 19؛ 1كورنثوس 11: 24)، لا تعني تذكّر حدث مضى بانقطاع عنه، أو العودة بالذهن إلى ما جرى في علّيّة صهيون. فالذكر، كتابيّاً، مرادف للآنيّة المستمرّة (أنظر مثلاً: خروج 12: 14، 13: 9؛ تثنية 16: 3). معنى ذلك أنّ الربّ، في هذه الوصيّة، لم يرد أن تذكر كنيسته ما جرى فحسب. لكن، أيضاً، أن تشارك فيه كلّما اجتمعت، وأن تلتقط بركاته في حيّز لقائها، على أنّه يتمّ، "الآن وهنا"، من أجل خلاصها. وهذا ما يخالفه المعمدانيّون بتفريغ الذكر من معناه. فهم يقزّمون المعنى الذي كشفه الربّ يسوع وتعيش ببركاته الكنيسة الملتقية حول جسده ودمه المباركين، أي يقزّمون "أنّ المسيح حوّل، في العشاء السرّيّ، النهاية إلى بداءة، والعهد القديم إلى جديد". كلّ آيات العهد الجديد، التي ربطت بين المائدة والملكوت (ومنها: متّى 26: 29؛ مرقس 14: 25؛ لوقا 22: 16- 18 و29- 30)، هي أساس معنى الذكر. ومن يتتبّع، بانتباه، صلوات التقديس، في الخدمة الأرثوذكسيّة، لا يفوته أنّنا نتذكّر كلّ التدبير الإلهيّ بما فيه مجيء المسيح ثانيةً. وهذا من معانيه أنّنا، في الخدمة، لا نقعد حصراً إلى مائدة زمنيّة (ولو أنّها تتمّ في زمان ومكان معيّنين). لكنّنا نتربّع حول مائدة الله الأخيرة. والمعمدانيّون، إذا أحسنوا قراءة الآيات الإنجيليّة المذكورة في هذا المقطع، لا يشكّون في أنّ هذا المعنى هو قصد الكاتب.


                              قاعد بفي القطن باكي وحزنان
                              قلتلو ليش الزعل
                              قال التتن خلصان
                              قلتلو روح لأبو نعيم
                              ترى هاد زلمي فهمان
                              والتتن يطبع من يده
                              مثل اللوحة القاعد يرسمها فنان
                              ____________________________________________

                              بتذكري يوم الي كنا زغار ... جبتلك خاتم تنك

                              اي هاتي حقو خلصي ربي ... ما بقى معي ولا نكلة





                              كبير الحشاشين أبونعيم
                              BARCHINI

                              Comment


                              • #16
                                رد: موقف أرثوذوكسي من المعمدانيين

                                مجهود رائع

                                شكراً ياغالي

                                ملاحظة : أنا .. بلييييييييز بدون جدالات .. أنا بحط رأيي أو معلومة و بسسسس


                                مــــــواضــــيـع

                                Comment

                                Working...
                                X