ما هي الفدية؟
ببسيط العبارة، الفدية هي الوسيلة التي استخدمها الله ليخلّص الجنس البشري من الخطية والموت. ولنفهم بشكل افضل معنى ما يعلّمه الكتاب المقدس عن الفدية، يجب ان نتأمل في ما حدث في جنة عدن، لأننا لن ندرك كم الفدية ثمينة ما لم نفهم ما خسره آدم عندما اخطأ.
عندما خلق الله آدم منحه عطية ثمينة حقا، حياة بشرية كاملة. تأمل في البركات التي نعِمَ بها آدم نتيجة لذلك. فبما انه كامل عقلا وجسدا، لم يكن ليمرض، يشيخ، او يموت. ولأنه انسان كامل، فقد نعِمَ بعلاقة خصوصية بالله. يقول الكتاب المقدس ان آدم كان «ابن الله». (لوقا 3:38) نعم، لقد تمتع آدم بعلاقة لصيقة بالله، علاقة ابن بأبيه المحبّ. وكان الله يتكلم مع ابنه الارضي ليفوض اليه القيام بأعمال تشعره بالاكتفاء او ليبلّغه ما عليه فعله.
فضلا عن ذلك، كان آدم يشبه الخالق لأنه تحلى بإرادة حرة. فهو لم يكن مجرد آلة تقوم بما صُممت لفعله فحسب. على العكس، كان بإمكانه اتخاذ قرارات شخصية والاختيار بين الصواب والخطإ. ولو اختار آدم ان يطيع الله، لعاش الى الابد على ارض فردوسية.
من الواضح، اذًا، ان آدم دفع ثمنا باهظا عندما عصى الله وحُكم عليه بالموت. فقد خسر بسبب خطيته حياته البشرية الكاملة وكل ما تشمله من بركات. والمحزن ان هذه الخسارة لم تلحق بآدم وحده، بل لحقت بكل ذريته المستقبلية ايضا. تقول كلمة الله: «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا أخطأوا». (روما 5:12) نعم، لقد ورثنا جميعنا الخطية من آدم. لذلك يذكر الكتاب المقدس ان آدم ‹باع› نفسه وذريته ايضا عبيدا للخطية والموت. (روما 7:14) ولأن آدم وحواء اختارا بملء ارادتهما ان يعصيا الله، لم يبقَ اي رجاء لهما. ولكن ماذا عنا نحن ذريتهما؟
هبّ الله الى نجدة الجنس البشري بتهيئة الفدية. وماذا يشمل دفع فدية؟ يشمل ذلك امرين اساسيين: اولا، الفدية هي ثمن يُدفع لتحرير امر ما او استرداده. فيمكن تشبيهها بالثمن الذي يُدفع مقابل تحرير اسير حرب. ثانيا، الفدية هي ثمن يغطي كلفة امر ما. انها اشبه بالثمن الذي يُدفع لتغطية الاضرار التي لحقت بشخص او شيء ما او التعويض عنها. على سبيل المثال، عندما يتسبب الشخص بحادث، يجب عليه ان يدفع مبلغا معينا يعادل قيمة الاضرار الناجمة
عندما خلق الله آدم منحه عطية ثمينة حقا، حياة بشرية كاملة. تأمل في البركات التي نعِمَ بها آدم نتيجة لذلك. فبما انه كامل عقلا وجسدا، لم يكن ليمرض، يشيخ، او يموت. ولأنه انسان كامل، فقد نعِمَ بعلاقة خصوصية بالله. يقول الكتاب المقدس ان آدم كان «ابن الله». (لوقا 3:38) نعم، لقد تمتع آدم بعلاقة لصيقة بالله، علاقة ابن بأبيه المحبّ. وكان الله يتكلم مع ابنه الارضي ليفوض اليه القيام بأعمال تشعره بالاكتفاء او ليبلّغه ما عليه فعله.
فضلا عن ذلك، كان آدم يشبه الخالق لأنه تحلى بإرادة حرة. فهو لم يكن مجرد آلة تقوم بما صُممت لفعله فحسب. على العكس، كان بإمكانه اتخاذ قرارات شخصية والاختيار بين الصواب والخطإ. ولو اختار آدم ان يطيع الله، لعاش الى الابد على ارض فردوسية.
من الواضح، اذًا، ان آدم دفع ثمنا باهظا عندما عصى الله وحُكم عليه بالموت. فقد خسر بسبب خطيته حياته البشرية الكاملة وكل ما تشمله من بركات. والمحزن ان هذه الخسارة لم تلحق بآدم وحده، بل لحقت بكل ذريته المستقبلية ايضا. تقول كلمة الله: «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا أخطأوا». (روما 5:12) نعم، لقد ورثنا جميعنا الخطية من آدم. لذلك يذكر الكتاب المقدس ان آدم ‹باع› نفسه وذريته ايضا عبيدا للخطية والموت. (روما 7:14) ولأن آدم وحواء اختارا بملء ارادتهما ان يعصيا الله، لم يبقَ اي رجاء لهما. ولكن ماذا عنا نحن ذريتهما؟
هبّ الله الى نجدة الجنس البشري بتهيئة الفدية. وماذا يشمل دفع فدية؟ يشمل ذلك امرين اساسيين: اولا، الفدية هي ثمن يُدفع لتحرير امر ما او استرداده. فيمكن تشبيهها بالثمن الذي يُدفع مقابل تحرير اسير حرب. ثانيا، الفدية هي ثمن يغطي كلفة امر ما. انها اشبه بالثمن الذي يُدفع لتغطية الاضرار التي لحقت بشخص او شيء ما او التعويض عنها. على سبيل المثال، عندما يتسبب الشخص بحادث، يجب عليه ان يدفع مبلغا معينا يعادل قيمة الاضرار الناجمة
كيف هيّأ الله الفدية؟
بما ان الحياة التي خسرها آدم كانت حياة بشرية كاملة، لم يكن ممكنا استردادها بحياة بشرية ناقصة. فكانت هنالك حاجة الى فدية تعادل قيمتها ما فُقد. وهذا ينسجم تماما مع مبدإ العدل الكامل المذكور في كلمة الله التي تقول: «نفس بنفس». (تثنية 19:21) وما الذي يعادل قيمة النفس او الحياة البشرية الكاملة التي خسرها آدم؟ برزت الحاجة الى حياة بشرية كاملة اخرى لتكون «فدية معادلة». كيف هيّأ الله الفدية؟ لقد ارسل احد ابنائه الروحانيين الكاملين الى الارض. لكنه لم يختر اي مخلوق روحاني، بل ارسل اعز مخلوق على قلبه، يسوع المسيح. نقل الله بأعجوبة حياة يسوع الى رحم مريم. وبواسطة روح الله القدس، وُلد انسانا كاملا غير خاضع لعقوبة الخطية.
ولكن كيف يكون انسان واحد فدية عن كثيرين، او بالاحرى عن ملايين البشر؟ لنفكر قليلا: كيف اصبح ملايين البشر خطاة في الاساس؟ تذكّر ان آدم بخطيته خسر شيئا ثمينا جدا، الحياة البشرية الكاملة. لذلك لم يستطع ان يورث هذه الحياة لذريته. فلم يكن بإمكانه ان يورثهم سوى الخطية والموت. اما يسوع، الذي يدعوه الكتاب المقدس «آدم الاخير»، فكان يملك حياة بشرية كاملة ولم يخطئ مطلقا. (1 كورنثوس 15:45) ويمكننا القول ان يسوع حلّ محل آدم لينقذنا. وإذ ضحّى يسوع بحياته الكاملة ذبيحة وحافظ على طاعته الكاملة لله، دفع ثمن خطية آدم ومنح ذريته الرجاء.
وكيف دُفعت الفدية؟ سمح الله ان يُقتل يسوع المسيح الكامل الخالي من اي خطية. وهكذا قدّم يسوع حياته البشرية الكاملة ذبيحة «مرة لا غير». (عبرانيين 10:10) وفي اليوم الثالث بعد موته، اقامه الله وأعاده الى الحياة الروحانية. وفي السماء، قدّم يسوع لله قيمة حياته البشرية الكاملة التي ضحى بها كذبيحة فديةً عن ذرية آدم. تقول عبرانيين 9:24 : "لأن المسيح لم يدخل إلى قدس أقداس مصنوع بأيد، هو نسخة عن الحقيقة، بل إلى السماء عينها، ليظهر الآن أمام حضرة الله من أجلنا." فقبِل الله قيمة ذبيحة يسوع بصفتها الفدية اللازمة لتحرير الجنس البشري من عبودية الخطية والموت. - روما 3:23، 24.
ولكن كيف يكون انسان واحد فدية عن كثيرين، او بالاحرى عن ملايين البشر؟ لنفكر قليلا: كيف اصبح ملايين البشر خطاة في الاساس؟ تذكّر ان آدم بخطيته خسر شيئا ثمينا جدا، الحياة البشرية الكاملة. لذلك لم يستطع ان يورث هذه الحياة لذريته. فلم يكن بإمكانه ان يورثهم سوى الخطية والموت. اما يسوع، الذي يدعوه الكتاب المقدس «آدم الاخير»، فكان يملك حياة بشرية كاملة ولم يخطئ مطلقا. (1 كورنثوس 15:45) ويمكننا القول ان يسوع حلّ محل آدم لينقذنا. وإذ ضحّى يسوع بحياته الكاملة ذبيحة وحافظ على طاعته الكاملة لله، دفع ثمن خطية آدم ومنح ذريته الرجاء.
وكيف دُفعت الفدية؟ سمح الله ان يُقتل يسوع المسيح الكامل الخالي من اي خطية. وهكذا قدّم يسوع حياته البشرية الكاملة ذبيحة «مرة لا غير». (عبرانيين 10:10) وفي اليوم الثالث بعد موته، اقامه الله وأعاده الى الحياة الروحانية. وفي السماء، قدّم يسوع لله قيمة حياته البشرية الكاملة التي ضحى بها كذبيحة فديةً عن ذرية آدم. تقول عبرانيين 9:24 : "لأن المسيح لم يدخل إلى قدس أقداس مصنوع بأيد، هو نسخة عن الحقيقة، بل إلى السماء عينها، ليظهر الآن أمام حضرة الله من أجلنا." فقبِل الله قيمة ذبيحة يسوع بصفتها الفدية اللازمة لتحرير الجنس البشري من عبودية الخطية والموت. - روما 3:23، 24.
ما تأثير الفدية في حياتك؟
على الرغم من اننا خطاة، يمكننا ان نتمتع ببركات لا تقدَّر بثمن بسبب الفدية. لنتأمل قليلا في بعض البركات الحاضرة والمستقبلية التي ننالها بفضل هبة الله الاثمن.
- غفران الخطايا. بسبب النقص الموروث، نجاهد لفعل ما هو صائب. وجميعنا نخطئ اما قولا او عملا. ولكن بفضل ذبيحة يسوع الفدائية، يمكننا نيل «غفران خطايانا». (كولوسي 1:13، 14) ولكن لنحصل على الغفران، يلزم اولا ان نتوب توبة صادقة. ويجب ايضا ان نقترب الى الله بتواضع طالبين غفرانه على اساس ايماننا بذبيحة ابنه الفدائية.
- ضمير طاهر امام الله. من السهل ان يدفعنا عذاب الضمير الى اليأس والشعور بأننا عديمو القيمة. ولكن، بواسطة الغفران الذي نناله بسبب الفدية، يمكّننا الله بلطفه ان نعبده بضمير طاهر رغم نقائصنا.
- رجاء الحياة الابدية على ارض فردوسية. تقول روما 6:23: «اجرة الخطية هي موت». ثم تضيف: «اما عطية الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا». ولو لم يمت يسوع عنا، لكانت كل هذه البركات غير ممكنة، بما في ذلك الحياة الابدية بصحة كاملة.
- غفران الخطايا. بسبب النقص الموروث، نجاهد لفعل ما هو صائب. وجميعنا نخطئ اما قولا او عملا. ولكن بفضل ذبيحة يسوع الفدائية، يمكننا نيل «غفران خطايانا». (كولوسي 1:13، 14) ولكن لنحصل على الغفران، يلزم اولا ان نتوب توبة صادقة. ويجب ايضا ان نقترب الى الله بتواضع طالبين غفرانه على اساس ايماننا بذبيحة ابنه الفدائية.
- ضمير طاهر امام الله. من السهل ان يدفعنا عذاب الضمير الى اليأس والشعور بأننا عديمو القيمة. ولكن، بواسطة الغفران الذي نناله بسبب الفدية، يمكّننا الله بلطفه ان نعبده بضمير طاهر رغم نقائصنا.
- رجاء الحياة الابدية على ارض فردوسية. تقول روما 6:23: «اجرة الخطية هي موت». ثم تضيف: «اما عطية الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا». ولو لم يمت يسوع عنا، لكانت كل هذه البركات غير ممكنة، بما في ذلك الحياة الابدية بصحة كاملة.
كيف تُظهر تقديرك للفدية؟
لماذا يجب ان نشعر بامتنان عميق لله على تهيئته الفدية؟ فكّر في ما يلي:الفدية هي اثمن هدية على الاطلاق لأن الله ضحّى بأغلى ما عنده في سبيل تهيئتها. تذكر يوحنا 3:16: «ان الله احب العالم كثيرا حتى انه بذل الابن، المولود الوحيد». وهكذا تكون الفدية ابرز دليل على محبة الله لنا. كما تؤكد ايضا محبة يسوع لنا لأنه بذل نفسه عنا طوعا. لذلك يجب ان تجعلنا الفدية نثق ثقة مطلقة بأن الله والمسيح يحبان كل فرد منا.
وكيف يمكننا ان نعرب عن تقديرنا للفدية التي وهبنا اياها الله؟ بممارسة الايمان بذبيحة يسوع الفدائية. قال يسوع نفسه: «الذي يمارس الايمان بالابن له حياة ابدية». (يوحنا 3:36) فكيف يمكننا ممارسة الايمان بيسوع؟ لا نعرب عن هذا الايمان بالقول فحسب. تذكر الآية في يعقوب 2:26: «الايمان بلا اعمال ميّت». نعم، ان الايمان الحقيقي يظهر من خلال ‹الاعمال›. وإحدى الطرائق التي نستطيع من خلالها الاعراب عن ايماننا بيسوع هي بذل قصارى جهدنا لنتمثل به ليس فقط بأقوالنا بل بأعمالنا ايضا.
وكيف يمكننا ان نعرب عن تقديرنا للفدية التي وهبنا اياها الله؟ بممارسة الايمان بذبيحة يسوع الفدائية. قال يسوع نفسه: «الذي يمارس الايمان بالابن له حياة ابدية». (يوحنا 3:36) فكيف يمكننا ممارسة الايمان بيسوع؟ لا نعرب عن هذا الايمان بالقول فحسب. تذكر الآية في يعقوب 2:26: «الايمان بلا اعمال ميّت». نعم، ان الايمان الحقيقي يظهر من خلال ‹الاعمال›. وإحدى الطرائق التي نستطيع من خلالها الاعراب عن ايماننا بيسوع هي بذل قصارى جهدنا لنتمثل به ليس فقط بأقوالنا بل بأعمالنا ايضا.
Comment