ما هو مفهوم العطاء؟
هو شعورٌ داخلي نابعٌ من عمق التفكير الكامل بالفرح والسلام الداخليين... نعم العطاء هو أن تحب بلا حدود.. بلا شروط ولا أوامر... أن تقدم للذين من حولك ما هو موجود عندكَ لكن (بطريقتكَ الخاصة)... فالعطاء ليس بقيمة العطاء... بل بمعنى العطاء والفرح به...
في أحد الأيام ذهبتُ إلى رعيةٍ قريبةٍ من منزلنا... كانت النشاطات الصيفية تملأ ذلك المكان وضحكات الأطفال تتعالى في السماء... جلستُ أنظر كيف يعامل احد المسؤولين الأطفال الذين من حوله... بعد بضعة دقائق... ذهبت إليه وسألته: كيف تستطيع أن تتعامل مع من أصغر منكَ بكثير ويمكنك التأثير بهم هكذا... ابتسم وقال بهدوءٍ جلهُ التواضع: إنه العطاء... لا أستطيع أن أرى حياتي من دون عطاء... لا يمكنني أن أفهم نفسي ولكن تغلي مشاعري عندما أرى مكاناً يمكنني أن أُعطي فيه لأن هذا المكان يشعرني بالسعادة... أرى ذاتي فيه... وأرى ذاتي بالآخرين... لذلك أكون سعيد....
تصلبت أفكاري في لحظتها لهذا الكلام الذي سمعته فقد كان له وقعٌ كبير في داخلي...
عندما نفكر مالياً بكيفية العطاء وماهية العطاء بحدِ ذاتها، نجد الموضوع فيه شيءٌ من التعقيد وشيءٌ من البساطة في آنٍ واحد... المعقد بالموضوع كيف أعطي بعض الأشياء وأنا لا املُكُها أصلاً وأيضاً كيف أعطي من أعماقي وأنا منغمسٌ في دوامة الأنانية التي رماني بها عالم اليوم... أما البساطة في الموضوع تكمن في السيطرة على مشاعر الفرح الداخلي... في لحظتها يظهر عطائُنا وهو مزيّنٌ بأبهى معاني التواضعِ والسعادة...
لننظر سويّاً في عطاء الأهل:
الأم: الواجبات المنزلية – الواجبات الزوجية والعائلية – رعاية الأطفال – العمل...
الأب: مصدر الثقة والأمان – التعب في العمل – الواجبات العائلية والمنزلية والزوجية...
يا تُرى... لماذا كل هذا؟؟؟... هل بسبب الحب؟؟؟ هل بسبب العطاء؟؟؟ يا تُرى هل يفهمون معنى العطاء بالأعمال التي يقومونَ بها أم يفعلونها لأنها واجبٌ عليهم؟؟؟
الإجابة بسيطة (العطاء هو مصدر كل شيء، بغض النظر هل هم على يقينٍ تام بهذا العطاء أم لا... هل الأمُ مجبرةٌ على أن تعطي الحنان لأطفالها؟؟؟ الإجابة – لا – ولكنها تفعل هذا بكل محبة، هل الأب مجبرٌ على أن يعاني الأَمرّين ليعطي لقمة العيش لعائلته وأبنائه؟؟؟ الإجابة – لا – ولكنه يفعل ذلك بكل حب) فهذا هو العطاء من غير شروط و حدود الذي يملك كِيان الإنسان ليفعل ما لا يتوقع وليقوم بالأعمال التي لا يستطيع فعلها أصلاً.
ما رأيكم بعطاء الله؟؟؟
لننظر من حولنا... وماذا أعطانا الله.. (المال – السعادة – البنين – الصحة – الذكاء – المعرفة والتعلم – الممتلكات...).
بدأ الله عطائهُ الأول عند الخلق... سار مع العبرانيين لنهاية المطاف – أعطى الموهبة لداود – لم ينسى كل الأنبياء (حزقيال – دانيال – هوشع ....) وفي النهاية أعطانا ابنه الوحيد... أهل هذا ما يسمى العطاء الذي يملأه الحب؟؟؟ ما هو هذا يا رب؟؟؟.
أنظر إلى القربانةِ وهي تتلألأ بين يدي الكاهن في لحظة الذبيحة... يمتزج الدم بالخبز ليصبح الجسد المقدس... ما كل هذا يا رب؟؟؟
أذكر موقف إبراهيم من ابنه إسحاق... الله: اذهب يا إبراهيم وجعل ابنك مُحرقة على الجبل... بكل رضى وإذعان انطلق إبراهيم من دون ترددٍ ولكن الله منحه المحرقة لشدة ثقتهِ ومحبتهِ الكاملة...
إقرأ سفر الخروج وأذكرُ ماذا فعل الله مع موسى... ما هي المسؤولية الكبيرة التي رماها الله على كاهليّ موسى.. هل كان يستطيع هذا... شعبٌ بأكمله في رَقبةِ شخصٍ واحد... ولكن، منحه التفكيرَ الصائبَ في طريقته لتعامل... كيفية الوثوق بالصوت الذي يقرع بابهُ الصغير...
أنظرُ للعذراء مريم كيف قالت (نعم) في وقتها... ماذا كان يدورُ في رأسها... ماذا كان يدور في ذهن الله... هل نستطيع قول نعم بنفس طريقة العذراء التي لم تكن تعرف رجلاً وكان هناك طفلٌ في أحشائها... كم هذا الأمر صعب... لكن الرب أعطى العذراء الصبرَ الكبير والفرح الكثير بابنها طفل السماء ورب الأرباب...
إنه الرب الإله... العطاء بلا حدود...
كيف أنا أعطي؟؟؟
فكرتُ في هذا السؤال مُطوّلاً، أريد أن أُعطي، لكن من أين أبدأ، كيف أبدأ...؟؟؟؟ كل هذه الأسئلة راودتني... تشاطرت الصور والأفكار في ذهني لفترات طويلة...
هل أصبح مكرساً لأعطي من قلبي لرعيتي وللذين من حولي من الناس... هل هذا ما أريد؟؟؟ هل هذا ما يريده الله مني؟؟، أم أني أكون علمانياً واعياً لمفاهيم الكنيسة ولحبها الكامل وحب الله وأُشكلَ عائلةً يملأها الفرح بالمسيح سيدنا ورفيقنا...
ماذا افعل؟؟؟
الجواب: ابحث في نفسكَ وفي شخصيتكَ، اعرف دعوتك من خلال رسائل الله لك مِن مَن هم حولك، تعرّف على مواهبك وكيفية استخدامها وصقلها لتلبي نداءَ العطاء عندك... إن كنت مكرساً أو علمانياً مؤمناً، فهذا لا يهم... فقط قل أريد أن أسلم ذاتي لمشيئتك كما فعلت العذراء وكما كان إبراهيم واثقاً من عطايا ربه وكموسى الذي لم يقلَ صبرهُ و صلاتهُ وبقي ثابتاً في الإيمان...
ابحث في صلاتكَ عن مراكزِ العطاء لحياتك... (العمل – المنزل – بين الأصدقاء – في رعيتك وكنيستك – في عائلتك – في مكان دراستك...) فلا بد أن تجدَ هذا الشيء الذي تريد أن تبدأ به... شمّر عن زنديك ولا تتكلكل وتتململ... لا تشتت أفكاركَ بأمورٍ كثيرة، كن واضحاً مع نفسكَ وصادقاً مع قـُدراتك وأعطي بحَسَبِها... فلا يهم كمية العطاء وكبره بقدر ما معنى العطاء وما هو نبع العطاء، فعندما تصل للسعادةِ العارمةِ بعطائك فيجب أن تعلم أن عطائك في مكانه الصحيح وفي المكان الذي كان يفكر الله فيه أيضاً... لا تترك صلاتك في فرحك وحزنك... لان من الحزن ينبع العطاء أيضاً ليعيدك إلى أواصل الفرح الدائم... ركز بمشيئة الله وامنحه حياتك بتفاصيلها المملة... فستجد جوابك الخاص وبطريقة العرض التي تتناسب معك ومع شخصيتك..
يا رب كن معنا وامنحنا القدرة على العطاء اللامحدود، اجعلنا نكتشف ذواتنا لنصل إلى بؤرة أعماقنا فنصل للسعادة الدائمة معك.. بشفاعتكِ يا أمَ النور...
هو شعورٌ داخلي نابعٌ من عمق التفكير الكامل بالفرح والسلام الداخليين... نعم العطاء هو أن تحب بلا حدود.. بلا شروط ولا أوامر... أن تقدم للذين من حولك ما هو موجود عندكَ لكن (بطريقتكَ الخاصة)... فالعطاء ليس بقيمة العطاء... بل بمعنى العطاء والفرح به...
في أحد الأيام ذهبتُ إلى رعيةٍ قريبةٍ من منزلنا... كانت النشاطات الصيفية تملأ ذلك المكان وضحكات الأطفال تتعالى في السماء... جلستُ أنظر كيف يعامل احد المسؤولين الأطفال الذين من حوله... بعد بضعة دقائق... ذهبت إليه وسألته: كيف تستطيع أن تتعامل مع من أصغر منكَ بكثير ويمكنك التأثير بهم هكذا... ابتسم وقال بهدوءٍ جلهُ التواضع: إنه العطاء... لا أستطيع أن أرى حياتي من دون عطاء... لا يمكنني أن أفهم نفسي ولكن تغلي مشاعري عندما أرى مكاناً يمكنني أن أُعطي فيه لأن هذا المكان يشعرني بالسعادة... أرى ذاتي فيه... وأرى ذاتي بالآخرين... لذلك أكون سعيد....
تصلبت أفكاري في لحظتها لهذا الكلام الذي سمعته فقد كان له وقعٌ كبير في داخلي...
عندما نفكر مالياً بكيفية العطاء وماهية العطاء بحدِ ذاتها، نجد الموضوع فيه شيءٌ من التعقيد وشيءٌ من البساطة في آنٍ واحد... المعقد بالموضوع كيف أعطي بعض الأشياء وأنا لا املُكُها أصلاً وأيضاً كيف أعطي من أعماقي وأنا منغمسٌ في دوامة الأنانية التي رماني بها عالم اليوم... أما البساطة في الموضوع تكمن في السيطرة على مشاعر الفرح الداخلي... في لحظتها يظهر عطائُنا وهو مزيّنٌ بأبهى معاني التواضعِ والسعادة...
لننظر سويّاً في عطاء الأهل:
الأم: الواجبات المنزلية – الواجبات الزوجية والعائلية – رعاية الأطفال – العمل...
الأب: مصدر الثقة والأمان – التعب في العمل – الواجبات العائلية والمنزلية والزوجية...
يا تُرى... لماذا كل هذا؟؟؟... هل بسبب الحب؟؟؟ هل بسبب العطاء؟؟؟ يا تُرى هل يفهمون معنى العطاء بالأعمال التي يقومونَ بها أم يفعلونها لأنها واجبٌ عليهم؟؟؟
الإجابة بسيطة (العطاء هو مصدر كل شيء، بغض النظر هل هم على يقينٍ تام بهذا العطاء أم لا... هل الأمُ مجبرةٌ على أن تعطي الحنان لأطفالها؟؟؟ الإجابة – لا – ولكنها تفعل هذا بكل محبة، هل الأب مجبرٌ على أن يعاني الأَمرّين ليعطي لقمة العيش لعائلته وأبنائه؟؟؟ الإجابة – لا – ولكنه يفعل ذلك بكل حب) فهذا هو العطاء من غير شروط و حدود الذي يملك كِيان الإنسان ليفعل ما لا يتوقع وليقوم بالأعمال التي لا يستطيع فعلها أصلاً.
ما رأيكم بعطاء الله؟؟؟
لننظر من حولنا... وماذا أعطانا الله.. (المال – السعادة – البنين – الصحة – الذكاء – المعرفة والتعلم – الممتلكات...).
بدأ الله عطائهُ الأول عند الخلق... سار مع العبرانيين لنهاية المطاف – أعطى الموهبة لداود – لم ينسى كل الأنبياء (حزقيال – دانيال – هوشع ....) وفي النهاية أعطانا ابنه الوحيد... أهل هذا ما يسمى العطاء الذي يملأه الحب؟؟؟ ما هو هذا يا رب؟؟؟.
أنظر إلى القربانةِ وهي تتلألأ بين يدي الكاهن في لحظة الذبيحة... يمتزج الدم بالخبز ليصبح الجسد المقدس... ما كل هذا يا رب؟؟؟
أذكر موقف إبراهيم من ابنه إسحاق... الله: اذهب يا إبراهيم وجعل ابنك مُحرقة على الجبل... بكل رضى وإذعان انطلق إبراهيم من دون ترددٍ ولكن الله منحه المحرقة لشدة ثقتهِ ومحبتهِ الكاملة...
إقرأ سفر الخروج وأذكرُ ماذا فعل الله مع موسى... ما هي المسؤولية الكبيرة التي رماها الله على كاهليّ موسى.. هل كان يستطيع هذا... شعبٌ بأكمله في رَقبةِ شخصٍ واحد... ولكن، منحه التفكيرَ الصائبَ في طريقته لتعامل... كيفية الوثوق بالصوت الذي يقرع بابهُ الصغير...
أنظرُ للعذراء مريم كيف قالت (نعم) في وقتها... ماذا كان يدورُ في رأسها... ماذا كان يدور في ذهن الله... هل نستطيع قول نعم بنفس طريقة العذراء التي لم تكن تعرف رجلاً وكان هناك طفلٌ في أحشائها... كم هذا الأمر صعب... لكن الرب أعطى العذراء الصبرَ الكبير والفرح الكثير بابنها طفل السماء ورب الأرباب...
إنه الرب الإله... العطاء بلا حدود...
كيف أنا أعطي؟؟؟
فكرتُ في هذا السؤال مُطوّلاً، أريد أن أُعطي، لكن من أين أبدأ، كيف أبدأ...؟؟؟؟ كل هذه الأسئلة راودتني... تشاطرت الصور والأفكار في ذهني لفترات طويلة...
هل أصبح مكرساً لأعطي من قلبي لرعيتي وللذين من حولي من الناس... هل هذا ما أريد؟؟؟ هل هذا ما يريده الله مني؟؟، أم أني أكون علمانياً واعياً لمفاهيم الكنيسة ولحبها الكامل وحب الله وأُشكلَ عائلةً يملأها الفرح بالمسيح سيدنا ورفيقنا...
ماذا افعل؟؟؟
الجواب: ابحث في نفسكَ وفي شخصيتكَ، اعرف دعوتك من خلال رسائل الله لك مِن مَن هم حولك، تعرّف على مواهبك وكيفية استخدامها وصقلها لتلبي نداءَ العطاء عندك... إن كنت مكرساً أو علمانياً مؤمناً، فهذا لا يهم... فقط قل أريد أن أسلم ذاتي لمشيئتك كما فعلت العذراء وكما كان إبراهيم واثقاً من عطايا ربه وكموسى الذي لم يقلَ صبرهُ و صلاتهُ وبقي ثابتاً في الإيمان...
ابحث في صلاتكَ عن مراكزِ العطاء لحياتك... (العمل – المنزل – بين الأصدقاء – في رعيتك وكنيستك – في عائلتك – في مكان دراستك...) فلا بد أن تجدَ هذا الشيء الذي تريد أن تبدأ به... شمّر عن زنديك ولا تتكلكل وتتململ... لا تشتت أفكاركَ بأمورٍ كثيرة، كن واضحاً مع نفسكَ وصادقاً مع قـُدراتك وأعطي بحَسَبِها... فلا يهم كمية العطاء وكبره بقدر ما معنى العطاء وما هو نبع العطاء، فعندما تصل للسعادةِ العارمةِ بعطائك فيجب أن تعلم أن عطائك في مكانه الصحيح وفي المكان الذي كان يفكر الله فيه أيضاً... لا تترك صلاتك في فرحك وحزنك... لان من الحزن ينبع العطاء أيضاً ليعيدك إلى أواصل الفرح الدائم... ركز بمشيئة الله وامنحه حياتك بتفاصيلها المملة... فستجد جوابك الخاص وبطريقة العرض التي تتناسب معك ومع شخصيتك..
يا رب كن معنا وامنحنا القدرة على العطاء اللامحدود، اجعلنا نكتشف ذواتنا لنصل إلى بؤرة أعماقنا فنصل للسعادة الدائمة معك.. بشفاعتكِ يا أمَ النور...
Comment