سلام المسيح معكم واسمحوا لي ان نتكلم عن اثبات
وحقيقة وجود الله والمذاهب الفلسفية
وجود الله حقيقة أولية :فهى اصل الديانة ولولاها لبطل أى اعتقاد وبدونها لما طولبنا بواجبات
العقل يستطيع أن يدرك وجود الله : يقول الملحدون أنه يمكننا بالعقل ان تثبيت عدم وجود الله فكانهم يعترفون معنا بسلطان العقل فى البحث ولذا يمكن بالعقل نفسة إقتحامهم و التغلب عليهم
رأى اللادرين : أما اللادريون فيقولون بعدم امكان معرفة الله ليس فى طبيعة فقط بل وفى وجوده أيضا
أقسام اللادريين : ينقسم اللادريون إلى قسمين
ضد الدين أنصار الدين
فيقول الأولون أنه ليس للعقل أن يبحث عن العلل وكل مايستفيده من العلم فى الظواهر فقط والظاهرة الأخرى هلم جرا. فيحدثك عن ضرورة الحبة تنبنه وتطور شيئا فشيئا حتى تكمل شجرة
بعد وللرد على اعتراضهم . نقول إذا عجزت العلوم الطبيعية عن اظهار العلل فالفلسفة تؤدى هذا الواجب
وفضلا عن هذا فان الذين ينكرون وجود عله لكل معلول هم فى الواقع يرونها وهم لا يدرون
فإذا صاح ولد فى حضرة أبيه متوجها أسرع إليه الوالد واجهد نفسة فى البحث عن سبب هذا الهياج
وهو فى هذه الحالة أقر بان لكل معلول علة حقيقة
والآخرون : وهو التقليديون : الذين يدعون بأنهم أنصار الديانة فهؤلاء يقولون إننا بالتقليدى نتمسك بالله . أما العقل فلا يمكننا من ذلك فهو أيضا خطأ عظيم . فدين لا يقوى العقل هو دين مزعوم . وموقف الكنيسة فى هذا الموضوع هو أننا نحيا فى إيمان سلم ألينا وأقرئه عقولنا ويوجد غير هؤلاء قوم هم أصحاب الشعور الباطنى الذين يقولون بأنه لا يمكن معرفة الله بشى آخر سوى شعورنا الطبيعى . وهذا خطأ أيضا لانه يصبح الإيمان متوقفا على إحساسهم فقط . فإذا ضعف هذا الإحساس يوما من الأيام حكموا بعدم وجود ( الله )
إثبات وجود الله تعالى
يمكن ذلك بخمسة براهين عقلية
نظرية (2) طبيعية (3) أدبية (4) من الاعتقاد العام
من طموح النفس البشرية
الأول : وهو ( وجوب وجود علة أولى )
ويمكن إثبات ذلك إذا تأملنا حوادث أربع
نشوء المادة: ونحن نقول أنه لايمكن وجودها بدون الله
أ – المادة موجودة ولا جدال فى ذلك
ب – لو مرت لحظة فى الماضى وخلت من كائن ما لما وجد شئ من الكائنات وإلا فمن صنع الكائن الأول ؟ أصنع نفسه؟
وهذا مستحيل فالملوم لا قدرة له
ج – الواقع أنه بين الكائنات واحد كان بالضرورة موجودا منذ الأزل ولولا ذلك لما وجد شئ وهذا الكائن لم يخلق نفسه
فمن هو هذا الكائن
د – أهذا الكائن الضرورى هو هذا العالم المنظور أما هو خارج عنه . ونحن نقول انه ليس هو العلم أولا
ثانيا- لان العالم أينما سرت ترى فيه حدودا وأنواعا من النقص وليس هذا هو الكمال الذى يلزم للكائن الضرورى الأزلى
ثالثا- الكائن الضرورى كل ما فيه ضرورى أما العالم فتغير ويمكن أن تنتقل الورقة من عالم النبات إلى عالم . الحماد إذا أحرقتها والتغير دليل الضعف لا يدل على الأزلية
ذ- الكائن الضرورى أذن خارج عن هذا العالم وهو الله
نشوء الحركة
لا يمكن تفسير وجود الحركة بدون الله
نشاهد الحركة فى المادة
الحركة فى المادة ليس اختيارية
الحركة أذن ليست من أصل المادة . ولا هى أزلية أيضا . لأن العلماء يقولون بأن القوة تظهر بعاملى الحركة والحرارة . وهم يقولون فى نفس الوقت أنه كلما علت الحرارة نقصت الحركة و يقولون بأن الحرارة آخذة فى الازدياد شيئا فشيئا . وعليه فلو أن الحركة أزلية مع قانون الضعف المتملك عليها لكانت الأزلية كافية لملا شاتها. و حيث أنها ليست من المادة لا هى أزلية . أذن فهو من مصدر آخر وهو الله
نشوء الحياة : لا يمكن تفسير الحياة بدون الله . لا شك فى أن الطبيعة كانت أولا خالية من الحياة بخلاف ما هى عليها اليوم . فمن أين هذه الحياة إلى الطبيعة . وبديهى أنها ليست من المادة غير الحياة . فالكائن الحى يختلف اختلافا جوهريا من غير الحى
الكائن الحى شخص غير الحى مجموع خلايا يمكن إنقاصها أوتقسيمها من دون حدوث ضرر ما لذلك ترى أجزاء الحى متضامنة يعمل كل لخير المجموع فهى أجزاء منظمة . فأوعية الجلد تتعاقد فما بينما لتوقف التبخر لارتفاع الحرارة فى حالة برودة الجو
كما تتعدد الإفراز العرق ليرطب هذا العرق الجسم فى حالة الحرارة
(ب) الكائن الحى يتغذى ليصون حياته . وغير الحى لا يعمل ذلك
(ج) الكائن الحى ينمو بهذه التغذية وهذا لا تشاهده فى غير الحى
(د) الكائن الحى ينطوى داخله على أصل الفعل يتحرك من ذاته بخلاف غير الحى الذى لا يعمل إلا بمحرك آخر . مثلا
(ذ) الحى يولد من أبوين . وله ذرية وهذه لا وجود لها فى نواحى الطبيعة غير الحياة
أن الحياة فى العالم لها بداية فقد . اثبت العلم أن المادة كانت ملهبة و كانت حرارة الأرض الذى يقول أنه لم يوجد
فى الصخور التى تكونت فى العصور التى تكونت فى العصور الأولى أى أثر للكائنات ذات الحياة
فى حين وجد من هذه الكائنات الحية فى الطبقات الجيولوجية التى تكونت بعد ذلك
أن أول كائن حى ليس فى الواقع معلولا للمادة غير الحياة كما قلنا ويلزم أذن يكون مصدر آخر هو الله
مصدر آخر هو الله
اعتراض : يقولون أن بعض العلماء تمكن من إخراج كائنات حية من المادة غير الحية ونحن
نرد على ذلك
أنه لو صح ذلك – فلا يد حض قوانا . لأنه يوجد فرق بين خروج كائن حى من كائن غير حى والقول أن الكائن غير الحى هو علة وجود الحى . وزيادة على ذلك فأن جميع محاولات التوليد الاختيارى قد حبطت حتى الآن . وكم من مرة
حاولوا أن يخلقوا
إنسانا فلم يعلموا إلا تمثالا . وبالأجمال مادام من المسلم به أن الجرثومة هى أصل وجود كل كائن حى فنشأ الحياة
على الكرة الأرضية بعد أن بيناه يستلزم وجود علة أولى غير المادة وهذه العلة هى الله
نشوء الإنسان
بعد أن أثبتنا أن المادة كانت خالية من الحياة يلزم أن نثبت أن الإنسان لم يكن ثمرة الحيوان فالفرق الجوهرى بين الإنسان وأرقى الحيوانات ظاهر فالإنسان يمتاز عن
الحيوان فيما يلى
الفكر: فالحيوان تتعلق معرفته بالمحسوسات . أما الفضيلة والآداب فأنه يجهلها
التمييز: فالإنسان يقابل الأشياء ببعضها ثم يفضل بعضها على الآخر أما الحيوان فلا يقدر
التعليل: وهو الإنتاج المنطقى . فيحكم مثلا بأن الله عادل ثم يحكم بأن العدل من الكمال ونستنتج من
ذلك أن الله كامل . فهل للحيوان قدرة على ذلك
لا ننكر أن بين الحيوانات ماله الجهاز الصوتى ولكن شتان بين هذه الحيوانات أينما و الإنسان الأخرى فالببغاء تكرر الكلمات دون فهم أما الخرس فيتفاهمون ولو بالإشارة
(د) الترقى : الإنسان المتكلم الناطق بالضرورة يترك أفكاره لمن بعده ومن مجموعها تترقى الحياة أما الحيوان فمع ما يراه من تقدم الإنسان فأنه لا يرقى وما نراه فى الحيوان من ترقية ظاهرة فترجع ألى نباهة الإنسان الذى عمله
(و) الأخلاق: فى الإنسان شعور أدبى . وعنده فكرة عن الخير والشر وعن الثواب والعقاب . أما الحيوان فليس عنده شئ من ذلك . ومن نريده من الحيوان أن يعمله لا نجعله عليه كواجب كلا فهو لا يقدر ولا يفهم ذلك إذا عاقبناه فلا نعمل ذلك على سبيل لفت نظرة الى تقصيره . ولكن لكى نترك فى حافظته فقط . ذكرى فعلته مصحوبة بالألم وهذا يكفى لروعه
(ز) الشعور الدينى : أى الميل إلى الديانة
نجد أناسا لم يكن لهم دين خاص قد اصبحوا متدينين فلو لم يكن لهم استعداد طبيعى تدينوا . آما الحيوان فلا يحدث له شئ من هذا
نرى من هذه الفروق أن كلا من الإنسان و الحيوان له طبع مختلف عن الآخر . ولا يمكن أن يصبح الحيوان إنسان و بالعكس
قد يمكن أن يتطور اللون الأبيض ألى الأسود بتغيرات غير محسوسة ولكن لا يمكن مهما طال الأمد
أن يصبح اللون صوتا . وهكذا قد يتصور المرء حدوث تحول من الكنغو إلى القرد ولكن لا يمكن من القرد إلى الإنسان
( إذا لم يكن الإنسان ثمرة ما قبله ولكنه من الله )
البرهان الثانى وهو الطبيعى
نظام العالم : يمكن من نظام العلم أن نثبت وجود الله . ونضع فى قضية منطقية تشمل مقدمتين ونتيجة
المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية يراد بلوغه
المقدمة الصغرى : أن تنظما كهذا لابد أن يكون من صنع صانع ماهر
النتيجة : أذن يوجد صانع ماهر الذى نظم العالم
المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية ونعرف ذلك من دقة النظام وكونه يودى حتما إلى غاية ظاهرة فى نظام النبات والجماد والحيوان والإنسان والأوقات . ويوجد فرق بين ولد يصنع أجزاء ساعة بعضها بجوار بعض بلا تمييز وصانع ماهر يضعها بترتيب لتؤدى غاية هى معرفة الوقت . وبمجرد النظر إلى الترتيب الأخير تشعر بأن النظام رتب لغاية ومقصد هو معرفة الوقت
مثال : جسم الإنسان مثلا نراه منظما على طريقة عجيبة فهو يتغذى وفيه آلة تحول الغذاء ألى عناصر نافعة آلة تطرد الفضلات ثم يحمل الدم الحياة إلى جميع الأعضاء بواسطة الشرايين ويعود بعد ما يفسد بالأوردة ثم يصير الدم ثانيا نقيا وهكذا تسترد دورة الدم . البعد بأن نظام العالم ليدل على غاية بدليل أن هناك كائنات لا تقع لها ولا غاية كما توجد كائنات أخرى ضارة . فهل يعقل أن يكون هذا النظام قد وضع عن طريق الصدقة ؟ يدل هذا على منظم قدير
اعتراض
(أ) بأن جهلنا بفائدة كائن مالا يمنع وجود فائدة له وجهلنا هذا دليل على أن علمنا ناقص
(ب) أما الكائنات التى يقولون عنها أنها ضارة فقد يكون لها خصيات مفيدة فالكائنات السامة مثلا تستعمل فى الصيدلة كأدوية شافية والحيوانات المفترسة تقى النبات شر الحيوانات التى تأكله
المقدمة الصغرى
من هذا النظام تستدل على وجود صانع ما هو حين نظرنا إلى الساعة وهى بنظمها غاية هى معرفة ( تعيين الوقت ) يدور فى خلدنا أن هناك صانعا وضعها على هذا النمط وعلى هذا النحو
نحكم أيضا بنظام البيعة على وجود صانع ماهر نظمها
اعتراض
يقولون أن نظام الكون جاء بالصدفة وهو نتيجة النواميس الطبيعية . ونرد على ذلك
أن الصدقة لا توجد نظاما بل خللا فما بذلك بنظام الكون وهل يمكن حين ننظر طيارة فى الجو أن نقول أنها من عمل الصدفة أم تدل على صانع ماهر صنعها
(ب) وليس النظام أيضا نتيجة النواميس الطبيعية لكنه خاضع لهذه النواميس التى وضعها الله فكل قانون مشروع
اعتراض
يقولون أن النواميس وجدت بالضرورة
وهذا غلط فقد أثبتنا أن العالم كائن غير ضرورى الوجود ولو كان كل شئ فى العالم ضرورى الوجود لكان كل ما يصدر منا من الانفعال ضرورى أيضا وينتج من هذا أنه لا فرق بين القديس والشرير
** النتيجة **
مادام العالم منظما وما دام هذا النظام لا يصدر إلا عن صانع ماهر . أذن يوجد صانع ماهر للعالم هو الله 000
البرهان الثالث : الشريعة الأدبية
أن كان الله أعلن نفسه فى الكون فقد أعلن أيضا فى ضمائرنا 00
للإنسان شريعة أدبية يطالب بها
فالإنسان يشعر دائما بأنه حر فيفعل ما يريده ولكنه متى فعل شيئا غير مرئى فأنه بشعوره الداخلى " الضمير " يحس بأنه مذنب ورجوا أن يعدل عن هذا الفعل غير المرئى
وصوت الضمير هذا غير متوقف على رضانا بل هو مستقبل عن رأينا ولو كان منا لأمكن إسكاته
اعتراض
يقولون أن يوجد أشخاص لا تزعجهم ضمائرهم فيعملون ما يشاؤه
الرد
يسلم بوجود هذا النوع .. فنقول
هل وجود بعض المجانين يحكم على الناس بأنه غير عاقل . فكما أنه لا توجد أيضا أبصار مصابة بالمرض . وهذا ناتج من سوء التربية
الشريعة تتطلب مضمونا لها ( لا معلول بلا علة )
اعتراض
يقولون لا داعى للبحث عن هذه العلة لأن العلم الطبيعى ينبعى أن يبحث النواميس فى ذاتها دون يتعرض لمآتيها أو عللها
الرد
إذا العلم يبحث فى علة النواميس الطبيعية . فالفلسفة تبحث عنها ثم أن النواميس تجير الإنسان على إطاعتها أما الشريعة الأدبية فلا تركز إلا على إرادته الحرة وتحاول إقناعه بإطاعتها
من هو هذا المشروع
الصوت الذى يتكلم فينا ليس منه لأنه لا يمكن للإنسان أن يكون مشرعا نفسه لأنه لو كان هذا الصوت منا ولا يمكننا إسكاته متى وأمكننا أن نفعل ما نريد بدون خوف من عقاب مع أن الواقع عكس ذلك وحيث أن هذا الصوت ليس منا فهذا أذن ( صوت الله )
( 4 ) ليس هذا الصوت صوت إنسان آخر نقلناه عنه كالوالدين أو البيئة . ونحن نقول أن للبيئة تأثيرا . ولكن هذا لا يمنع وجود الشريعة فينا فالطفل الصغير بطبعه كلما تقدم سنة يميز بين الصواب والخطأ فأذا قلت له أن الذب حرام فهم مرادك لأنه يشعر حين يكذب أنه عمل عملا غير لائق وبالعكس إذا قلت الكذب حلال والصدق حرام حسبك مازحا
والشريعة الأدبية ليست وليدة الشريعة الوضعية لأن الأدبية أوسع منها فربما تعمل شرا وتعديا ولا تقع فيه تحت طائلة القانون الوضعى . ومع ذلك تشعر بأنك مخطئ ضد القانون الأدبى . وتوجد أعمال تشعر بأنها غير جائزة . ولو لم يكن احدا من الناس قد رآها أذن الصوت الذى فينا ليس منا أصلا . ولا من غيرنا من الناس
فالصوت أذن هو صوت الله . وهذه نتيجة لا مفر منها لأنه إذا كان فينا صوت يتكلم فلابد من متكلم . وإذا كنا محكومين بشريعة أدبية . فلابد من مشروع . وإذا كان المشروع ليس هو الإنسان نفسه أو إنسان آخر . فهو أذن كائن أعلى منا . ويرى ما فينا ويريدنا أن نفعل الخير ويفرض علينا شريعته بسلطانه ويثبت هذه الشريعة بعد الته وهذا هو الله
البرهان الرابع : الاعتقال العام بوجود الله
لا يمكن أن يكون إجماعا على ضلال . فالأمم مع اختلافها فى الجنس والعادات لم تختلف فى عقيدة وجود الله . وها هو التاريخ يدلنا على أن جميع الأمم كانت تعبد ألها ولو أنهم اختلفوا فى معرفة طبيعته . فالبوذية التى تجهل طبيعة الله تقر بوجود الله
وكذلك الذبوح الذين قال البعض عنهم أنهم بلا آله ثبت أنهم مؤمنون بوجود كائن أعلا . فهم يؤدون له واجبات . وهب أن هؤلاء لا يعرف آلها . فهل يقدم هذا حجة على عدم وجوده . وهل مخالفة الجهلاء الفكرة عالم تبطلها فوجود الملاحدة إذ صح وجودهم لا يبطل حقيقة الأيمان
والأهل هل ننكر حواسنا لأن فى العالم خرسا . وعميانا . وعرجا . وبالجملة فالدليل على وجود الله لا يطلب من إجماع أفراد بل من إجماع الأمم
اعتراض
أن الإجماع وحده لا يمكن أن تكون دليلا على وجود الله . فلقد جمع الناس مرة على خطأ .. نعم . اجمع الناس مرة على خطأ . ولكن سرعان مازال هذا الخطأ وظهرا لحق وجود الله أمر معروف منذ ابتداء الكون فلو أنه ضلال لانقشعت هذه الفكرة . ولكن هذه الحقيقة تزداد كل يوم رسوخا والعلم يؤيد ذلك وكذا المنطق لأنها ليست وليدة . الشهوات فالنظر يرى الكون والعقل يحكم بأن هذا النظام لابد له من منظم
اعتراض
يقولون أن الناس تأثروا من الزوابع . وتحت هذا الشعور المخيف وأمام هذه الظواهر التى لم يستطيعوا تعليلها ولكى يستريحوا اخترعوا وجود الله
الجواب
لو أن الناس سلموا بوجود الله نظرا للمخاوف لكانت عقبدتهم فيه دائما أنه مخيف جبار فقط ولكن الناس يعرفونه صالحا
محبا رحيما . وزد على ذلك كيف يكون الجهل هو سبب اعتقاده به فى حين أن العلماء يؤمنون بوجوده أيضا
اعتراض
يقولون أن العلماء القدماء اخترعوا الله لردع الأشرار
الجواب
أن القول من قبيل التخمين فقط . فأن القدماء لم يخترعوا الله لكنهم تسلموا الأيمان ممن قبلهم ثم إستخدموه و لا يمكن أن تستخدم غير الموجود
اعتراض : يقولون أن هذا من اختراع الكهنة
الجواب
لست أدرى كيف يوجد الكاهن قبل وجود الله . فقد أقيم الكهنة على أساس وجود الله
البرهان الخامس
طموح النفس يثبت وجود الله
هذا البرهان نفسى بحت تظهر منه أشواق الناس إلى وجود الله وبالتاكد أننا لا نكتفى بهذا البرهان للإثبات ولذا قدمنا البراهين العقلية أولا لأن العقل أولا لأن العقل مهمة عظيمة فهو مركز المعرفة والآن نقدم البرهان القلبى العاطفى
ولا شك أن نفسنا تطمح إلى غير المتناهى
فمط محنا لا تحد
أننا محدودين
عدم التناسب بين الحالتين السابقتين ظاهر وواضح لا يحتاج إلى تدليل فأننا لا نشبع من الغنى و كذلك لا نشبع من الحب فقد ينشأ الحب الصادق سعادة ولكننا أحيانا إغراض المحبوب
ونحن لا نطيح فى غير المتناهى فى المدى فقط بل وفى المتناهى فى الأمد أيضا . فنحن نبغى الحياة كلها ثم نرجو أن لا تنتهى أمامنا لنشيع مطمحنا أذن لا سعادة كاملة فى العالم وأننا ننشد هذا الكمال فمن أوعنا هذا الشعور لاشك أنه الله
الخاتمة
يخطر علينا هذا السؤال " إذا كانت هذه أدلة كافية للإقناع فلم يوجد ملا حدة والجواب لا يوجد ملا حدة يطمئنون إلى إلحادهم . ولو كانوا كذلك
لما أبغضوا الله لأنه كيف يبغضون غير الموجود
لما حاولوا دائما إثبات عدم وجوده
لم يحاولوا دائما إقناع الآخرين بعدم وجوده . وهذا دليل على عدم ارتياحهم إلى فكرهم وهم يريدون أن يثبتوا منها . لذلك يكثرون من المناقشة فيها . نعم أن المؤمن يحاول إقناع الغير لعلمه أن فى ذلك خيرا . أما الملحدون فلا يمكنهم أن يقولون أن أثر الكفر كأثر الإيما
اثر الكفر لوضع ذلك
الاستهانة بالآداب
زيادة الشر فى الدنيا
جعل القوة موضع ثقة
يكثر الانتحار إذ لا رجاء
ومن هذه النتائج أيضا ومن الناس يعلمون عكسها يستدل على وجود الله
الله فى أسمائه وصفاته
أولا فى أسمائه
موسى طلب أسما الله ( خر 3 : 13 )
وقال أرنى مجدك والله ساكن فى نور لايدنى منه (1تى 6 : 16 ) وله ظهر الرب فى الجسد قال المسيح الذى رآنى فقد
رأى الأب ( يو 14 : 9 ) فكل الأسماء والصفات ظهرت فى المسيح الله المتجسد ( والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجد كما لوحيد من الأب
( بو 1 : 14 ) لأنه ( صورة الله الغير المنظورة ) ( عب 1 : 3 ) ( الله لم يره أحدا قط الابن الوحيد الذى فى حضن الأب هو خير ( يو 1 : 18 )
اسماء الله فى العهد القديم
يهـــوة
( مذكور 3386 مره ) ترجم بمعنى الرب – او مختصرا ( هللويا ) ( سبحواياه او سبحوا الرب )
موسى ( قال له الرب الحى اهيه الذى اهيه ) ثم قال له اسمى يهوه ( خر 2 ، 3 – 15 ) ومعناه الكائن الذى كان الدائم الى الابد
اييل
( 250 مره فى الكتاب كله ( انا الله القدير سر امامى ( تك 17 : 1 ) قال يعقوب ( أنا الله القدير اثمروا كثيرا ( تك 25 : 11 ) .. إلها قديرا ابا أبديا
( 1ش 9 ، 6 – 7 ) فمعناه ( القدير – العزيز المرتفع )
ايلوهيم
ذكر 2555 مرة فى الكتاب كله (32 مرة فى تك 1 ) وجمع آيل – المقتدرون ( الثالوث ) آله العهد ( من الأ ، فعل بمعنى حلف او عاهد ) ويدل على علاقة الشعب مع الله علاقة عهد . ( عهد نوح – وعهد إبراهيم .. )
قال سليمان ( حافظ العهد والرحمة ( 1 مل 8 ) الجمع تعظيم ولكن إشارة للثالوث )
يهوة نسء
( الرب رايتى ) ( بنى موسى مذبحا ودعاه يهوة نسىء ( خر 17 : 15 – 16 ) تشير إليه عصى موسى المرتفعة والحية النحاسية ( خروج 17 : 9 ) ( عدد 2 : 1 ) ( خر 4 : 20 ) الرب رايتى يدعونا للجهاد – الرب رايتى يحارب عنا – الرب رايتى يضمن لنا النصر
يهوة رافا
( الرب الشافى ) ( خر 15 : 26 ) إظهار ذاته للمطروحين على فراش المرض
يهوة شالوم
( الرب سلامنا ) ( قض 6 : 24 ) ( بنى جدعون مذبحا وسماه يهوة شللوم ) وهذا يشير الى الله
هو سلامنا ( 1ش 53 : 5 )
يهوة رعا
( الرب راعى ) ( مذ 23 : 1 ) فهو راعى النفوس إلى الخلاص
يهوة تصدقينو
( الرب برنا ) ( 1 ر 23 : 6 ) فهو برنا لأن الخاطى لا يتبرر أمام الله لكن ببر المسيح ينجو
يهوة يرأه
( الرب يرى ) ( تك 22 ) ( جبل المريا ) ريا ( يرى ) الرب يرى ( الأله الذى يرى ) (الأله المدبر )
يهوة شمة
( الرب هناك ) ( خر 48 : 35 ) ( حين يأتى ملكوت الله ونطير فى الأرض ) وهناك اسم المدينة يهوة شمة ( خر 48 : 35 ) دلالة على وجود الله معنا أو تجسده ( الكلمة صار جسدا وحل بيننا ) ( يو 1 : 14 )
أيل أيلون
( الله العلى ) ( تك 14 14 : 18 ) الله قدوس وعال فوق السموات
أيل شدآى
( الأله القدير ) – القدرة وتحبت بمعنى ( ثدى ) للدلاله على الامانة و التغذية والشبع فى الأكتفاء ( خر 6 : 3 )
أيل أولام
( الأله السرمدى ) ( تك 21 : 33 ) الذى لا بداية له ولا نهاية ( الأزلى الأبدى )
أدوناى
( السيد ) ( ذكر 300 مرة تقريبا ) ( خر 23 : 17 ) ( أدون مفرد – أدوناى الجمع ) ( أش 10 : 16 – 33 )
أدوناى صاحب السلطان . 2- السيد المطاع
( استمع أيها السيد ( أدوناى ) لست أنا صاحب كلام ) ( خر 4 : 14) والجمع هنا ليس للتعظيم لان اللغة العبريه ليس فيها قاعدة الجمع للتعظيم وإنما ذكر بصيغة الجمع للدلالة على الثالوث القدوس
لايكفى ان نعرف أنه يوجد أله بل أيضا ما هية طبيعته لفائدتى ولتحقيق مقصد الديانة
ثانيا : الله فى صفاته
وجوب البحث
يوجد لا ادريون يقولون : لا تدرى هل الله موجود ويوجد نوع آخر يقول أنه موجود ( ولكن لا نعرف طبيعتة ) – لأن العقل محدود فكيف يعرف غير محدود . ونحن نقول أن هؤلاء نسوا أن الذى لا يفهم كل شىء يمكن أن يعرف غير محدود . ونحن نقول أن هؤلاء نسوا أن الذى لا يفهم كل شىء يمكن أن يعرف بعضه وهذا البعض يكفى لا قناعنا . ثم أن معرفة الله تأتى دائما من معرفتنا شيئا عن طبيعته وكما لاته فمن عمله وسياستة أثيتنا وجوده واستنجنا من صفات المعلول كالأنسان وأنه لهذه الصفات من أصل فى العلة بنوع أسمى ونحن نقول مع أننا لا نعرف جوهر الله فى ذاتهة ولكن نعرفه من صفاته أن ما فينا من عيوب فالله منزه عنها . وما فينا من كمال فالله أعظم منا فيها بما لا يقاس وكا ملاتنا ناقصه بالنسبة اليه جل شأنه
وحقيقة وجود الله والمذاهب الفلسفية
وجود الله حقيقة أولية :فهى اصل الديانة ولولاها لبطل أى اعتقاد وبدونها لما طولبنا بواجبات
العقل يستطيع أن يدرك وجود الله : يقول الملحدون أنه يمكننا بالعقل ان تثبيت عدم وجود الله فكانهم يعترفون معنا بسلطان العقل فى البحث ولذا يمكن بالعقل نفسة إقتحامهم و التغلب عليهم
رأى اللادرين : أما اللادريون فيقولون بعدم امكان معرفة الله ليس فى طبيعة فقط بل وفى وجوده أيضا
أقسام اللادريين : ينقسم اللادريون إلى قسمين
ضد الدين أنصار الدين
فيقول الأولون أنه ليس للعقل أن يبحث عن العلل وكل مايستفيده من العلم فى الظواهر فقط والظاهرة الأخرى هلم جرا. فيحدثك عن ضرورة الحبة تنبنه وتطور شيئا فشيئا حتى تكمل شجرة
بعد وللرد على اعتراضهم . نقول إذا عجزت العلوم الطبيعية عن اظهار العلل فالفلسفة تؤدى هذا الواجب
وفضلا عن هذا فان الذين ينكرون وجود عله لكل معلول هم فى الواقع يرونها وهم لا يدرون
فإذا صاح ولد فى حضرة أبيه متوجها أسرع إليه الوالد واجهد نفسة فى البحث عن سبب هذا الهياج
وهو فى هذه الحالة أقر بان لكل معلول علة حقيقة
والآخرون : وهو التقليديون : الذين يدعون بأنهم أنصار الديانة فهؤلاء يقولون إننا بالتقليدى نتمسك بالله . أما العقل فلا يمكننا من ذلك فهو أيضا خطأ عظيم . فدين لا يقوى العقل هو دين مزعوم . وموقف الكنيسة فى هذا الموضوع هو أننا نحيا فى إيمان سلم ألينا وأقرئه عقولنا ويوجد غير هؤلاء قوم هم أصحاب الشعور الباطنى الذين يقولون بأنه لا يمكن معرفة الله بشى آخر سوى شعورنا الطبيعى . وهذا خطأ أيضا لانه يصبح الإيمان متوقفا على إحساسهم فقط . فإذا ضعف هذا الإحساس يوما من الأيام حكموا بعدم وجود ( الله )
إثبات وجود الله تعالى
يمكن ذلك بخمسة براهين عقلية
نظرية (2) طبيعية (3) أدبية (4) من الاعتقاد العام
من طموح النفس البشرية
الأول : وهو ( وجوب وجود علة أولى )
ويمكن إثبات ذلك إذا تأملنا حوادث أربع
نشوء المادة: ونحن نقول أنه لايمكن وجودها بدون الله
أ – المادة موجودة ولا جدال فى ذلك
ب – لو مرت لحظة فى الماضى وخلت من كائن ما لما وجد شئ من الكائنات وإلا فمن صنع الكائن الأول ؟ أصنع نفسه؟
وهذا مستحيل فالملوم لا قدرة له
ج – الواقع أنه بين الكائنات واحد كان بالضرورة موجودا منذ الأزل ولولا ذلك لما وجد شئ وهذا الكائن لم يخلق نفسه
فمن هو هذا الكائن
د – أهذا الكائن الضرورى هو هذا العالم المنظور أما هو خارج عنه . ونحن نقول انه ليس هو العلم أولا
ثانيا- لان العالم أينما سرت ترى فيه حدودا وأنواعا من النقص وليس هذا هو الكمال الذى يلزم للكائن الضرورى الأزلى
ثالثا- الكائن الضرورى كل ما فيه ضرورى أما العالم فتغير ويمكن أن تنتقل الورقة من عالم النبات إلى عالم . الحماد إذا أحرقتها والتغير دليل الضعف لا يدل على الأزلية
ذ- الكائن الضرورى أذن خارج عن هذا العالم وهو الله
نشوء الحركة
لا يمكن تفسير وجود الحركة بدون الله
نشاهد الحركة فى المادة
الحركة فى المادة ليس اختيارية
الحركة أذن ليست من أصل المادة . ولا هى أزلية أيضا . لأن العلماء يقولون بأن القوة تظهر بعاملى الحركة والحرارة . وهم يقولون فى نفس الوقت أنه كلما علت الحرارة نقصت الحركة و يقولون بأن الحرارة آخذة فى الازدياد شيئا فشيئا . وعليه فلو أن الحركة أزلية مع قانون الضعف المتملك عليها لكانت الأزلية كافية لملا شاتها. و حيث أنها ليست من المادة لا هى أزلية . أذن فهو من مصدر آخر وهو الله
نشوء الحياة : لا يمكن تفسير الحياة بدون الله . لا شك فى أن الطبيعة كانت أولا خالية من الحياة بخلاف ما هى عليها اليوم . فمن أين هذه الحياة إلى الطبيعة . وبديهى أنها ليست من المادة غير الحياة . فالكائن الحى يختلف اختلافا جوهريا من غير الحى
الكائن الحى شخص غير الحى مجموع خلايا يمكن إنقاصها أوتقسيمها من دون حدوث ضرر ما لذلك ترى أجزاء الحى متضامنة يعمل كل لخير المجموع فهى أجزاء منظمة . فأوعية الجلد تتعاقد فما بينما لتوقف التبخر لارتفاع الحرارة فى حالة برودة الجو
كما تتعدد الإفراز العرق ليرطب هذا العرق الجسم فى حالة الحرارة
(ب) الكائن الحى يتغذى ليصون حياته . وغير الحى لا يعمل ذلك
(ج) الكائن الحى ينمو بهذه التغذية وهذا لا تشاهده فى غير الحى
(د) الكائن الحى ينطوى داخله على أصل الفعل يتحرك من ذاته بخلاف غير الحى الذى لا يعمل إلا بمحرك آخر . مثلا
(ذ) الحى يولد من أبوين . وله ذرية وهذه لا وجود لها فى نواحى الطبيعة غير الحياة
أن الحياة فى العالم لها بداية فقد . اثبت العلم أن المادة كانت ملهبة و كانت حرارة الأرض الذى يقول أنه لم يوجد
فى الصخور التى تكونت فى العصور التى تكونت فى العصور الأولى أى أثر للكائنات ذات الحياة
فى حين وجد من هذه الكائنات الحية فى الطبقات الجيولوجية التى تكونت بعد ذلك
أن أول كائن حى ليس فى الواقع معلولا للمادة غير الحياة كما قلنا ويلزم أذن يكون مصدر آخر هو الله
مصدر آخر هو الله
اعتراض : يقولون أن بعض العلماء تمكن من إخراج كائنات حية من المادة غير الحية ونحن
نرد على ذلك
أنه لو صح ذلك – فلا يد حض قوانا . لأنه يوجد فرق بين خروج كائن حى من كائن غير حى والقول أن الكائن غير الحى هو علة وجود الحى . وزيادة على ذلك فأن جميع محاولات التوليد الاختيارى قد حبطت حتى الآن . وكم من مرة
حاولوا أن يخلقوا
إنسانا فلم يعلموا إلا تمثالا . وبالأجمال مادام من المسلم به أن الجرثومة هى أصل وجود كل كائن حى فنشأ الحياة
على الكرة الأرضية بعد أن بيناه يستلزم وجود علة أولى غير المادة وهذه العلة هى الله
نشوء الإنسان
بعد أن أثبتنا أن المادة كانت خالية من الحياة يلزم أن نثبت أن الإنسان لم يكن ثمرة الحيوان فالفرق الجوهرى بين الإنسان وأرقى الحيوانات ظاهر فالإنسان يمتاز عن
الحيوان فيما يلى
الفكر: فالحيوان تتعلق معرفته بالمحسوسات . أما الفضيلة والآداب فأنه يجهلها
التمييز: فالإنسان يقابل الأشياء ببعضها ثم يفضل بعضها على الآخر أما الحيوان فلا يقدر
التعليل: وهو الإنتاج المنطقى . فيحكم مثلا بأن الله عادل ثم يحكم بأن العدل من الكمال ونستنتج من
ذلك أن الله كامل . فهل للحيوان قدرة على ذلك
لا ننكر أن بين الحيوانات ماله الجهاز الصوتى ولكن شتان بين هذه الحيوانات أينما و الإنسان الأخرى فالببغاء تكرر الكلمات دون فهم أما الخرس فيتفاهمون ولو بالإشارة
(د) الترقى : الإنسان المتكلم الناطق بالضرورة يترك أفكاره لمن بعده ومن مجموعها تترقى الحياة أما الحيوان فمع ما يراه من تقدم الإنسان فأنه لا يرقى وما نراه فى الحيوان من ترقية ظاهرة فترجع ألى نباهة الإنسان الذى عمله
(و) الأخلاق: فى الإنسان شعور أدبى . وعنده فكرة عن الخير والشر وعن الثواب والعقاب . أما الحيوان فليس عنده شئ من ذلك . ومن نريده من الحيوان أن يعمله لا نجعله عليه كواجب كلا فهو لا يقدر ولا يفهم ذلك إذا عاقبناه فلا نعمل ذلك على سبيل لفت نظرة الى تقصيره . ولكن لكى نترك فى حافظته فقط . ذكرى فعلته مصحوبة بالألم وهذا يكفى لروعه
(ز) الشعور الدينى : أى الميل إلى الديانة
نجد أناسا لم يكن لهم دين خاص قد اصبحوا متدينين فلو لم يكن لهم استعداد طبيعى تدينوا . آما الحيوان فلا يحدث له شئ من هذا
نرى من هذه الفروق أن كلا من الإنسان و الحيوان له طبع مختلف عن الآخر . ولا يمكن أن يصبح الحيوان إنسان و بالعكس
قد يمكن أن يتطور اللون الأبيض ألى الأسود بتغيرات غير محسوسة ولكن لا يمكن مهما طال الأمد
أن يصبح اللون صوتا . وهكذا قد يتصور المرء حدوث تحول من الكنغو إلى القرد ولكن لا يمكن من القرد إلى الإنسان
( إذا لم يكن الإنسان ثمرة ما قبله ولكنه من الله )
البرهان الثانى وهو الطبيعى
نظام العالم : يمكن من نظام العلم أن نثبت وجود الله . ونضع فى قضية منطقية تشمل مقدمتين ونتيجة
المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية يراد بلوغه
المقدمة الصغرى : أن تنظما كهذا لابد أن يكون من صنع صانع ماهر
النتيجة : أذن يوجد صانع ماهر الذى نظم العالم
المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية ونعرف ذلك من دقة النظام وكونه يودى حتما إلى غاية ظاهرة فى نظام النبات والجماد والحيوان والإنسان والأوقات . ويوجد فرق بين ولد يصنع أجزاء ساعة بعضها بجوار بعض بلا تمييز وصانع ماهر يضعها بترتيب لتؤدى غاية هى معرفة الوقت . وبمجرد النظر إلى الترتيب الأخير تشعر بأن النظام رتب لغاية ومقصد هو معرفة الوقت
مثال : جسم الإنسان مثلا نراه منظما على طريقة عجيبة فهو يتغذى وفيه آلة تحول الغذاء ألى عناصر نافعة آلة تطرد الفضلات ثم يحمل الدم الحياة إلى جميع الأعضاء بواسطة الشرايين ويعود بعد ما يفسد بالأوردة ثم يصير الدم ثانيا نقيا وهكذا تسترد دورة الدم . البعد بأن نظام العالم ليدل على غاية بدليل أن هناك كائنات لا تقع لها ولا غاية كما توجد كائنات أخرى ضارة . فهل يعقل أن يكون هذا النظام قد وضع عن طريق الصدقة ؟ يدل هذا على منظم قدير
اعتراض
(أ) بأن جهلنا بفائدة كائن مالا يمنع وجود فائدة له وجهلنا هذا دليل على أن علمنا ناقص
(ب) أما الكائنات التى يقولون عنها أنها ضارة فقد يكون لها خصيات مفيدة فالكائنات السامة مثلا تستعمل فى الصيدلة كأدوية شافية والحيوانات المفترسة تقى النبات شر الحيوانات التى تأكله
المقدمة الصغرى
من هذا النظام تستدل على وجود صانع ما هو حين نظرنا إلى الساعة وهى بنظمها غاية هى معرفة ( تعيين الوقت ) يدور فى خلدنا أن هناك صانعا وضعها على هذا النمط وعلى هذا النحو
نحكم أيضا بنظام البيعة على وجود صانع ماهر نظمها
اعتراض
يقولون أن نظام الكون جاء بالصدفة وهو نتيجة النواميس الطبيعية . ونرد على ذلك
أن الصدقة لا توجد نظاما بل خللا فما بذلك بنظام الكون وهل يمكن حين ننظر طيارة فى الجو أن نقول أنها من عمل الصدفة أم تدل على صانع ماهر صنعها
(ب) وليس النظام أيضا نتيجة النواميس الطبيعية لكنه خاضع لهذه النواميس التى وضعها الله فكل قانون مشروع
اعتراض
يقولون أن النواميس وجدت بالضرورة
وهذا غلط فقد أثبتنا أن العالم كائن غير ضرورى الوجود ولو كان كل شئ فى العالم ضرورى الوجود لكان كل ما يصدر منا من الانفعال ضرورى أيضا وينتج من هذا أنه لا فرق بين القديس والشرير
** النتيجة **
مادام العالم منظما وما دام هذا النظام لا يصدر إلا عن صانع ماهر . أذن يوجد صانع ماهر للعالم هو الله 000
البرهان الثالث : الشريعة الأدبية
أن كان الله أعلن نفسه فى الكون فقد أعلن أيضا فى ضمائرنا 00
للإنسان شريعة أدبية يطالب بها
فالإنسان يشعر دائما بأنه حر فيفعل ما يريده ولكنه متى فعل شيئا غير مرئى فأنه بشعوره الداخلى " الضمير " يحس بأنه مذنب ورجوا أن يعدل عن هذا الفعل غير المرئى
وصوت الضمير هذا غير متوقف على رضانا بل هو مستقبل عن رأينا ولو كان منا لأمكن إسكاته
اعتراض
يقولون أن يوجد أشخاص لا تزعجهم ضمائرهم فيعملون ما يشاؤه
الرد
يسلم بوجود هذا النوع .. فنقول
هل وجود بعض المجانين يحكم على الناس بأنه غير عاقل . فكما أنه لا توجد أيضا أبصار مصابة بالمرض . وهذا ناتج من سوء التربية
الشريعة تتطلب مضمونا لها ( لا معلول بلا علة )
اعتراض
يقولون لا داعى للبحث عن هذه العلة لأن العلم الطبيعى ينبعى أن يبحث النواميس فى ذاتها دون يتعرض لمآتيها أو عللها
الرد
إذا العلم يبحث فى علة النواميس الطبيعية . فالفلسفة تبحث عنها ثم أن النواميس تجير الإنسان على إطاعتها أما الشريعة الأدبية فلا تركز إلا على إرادته الحرة وتحاول إقناعه بإطاعتها
من هو هذا المشروع
الصوت الذى يتكلم فينا ليس منه لأنه لا يمكن للإنسان أن يكون مشرعا نفسه لأنه لو كان هذا الصوت منا ولا يمكننا إسكاته متى وأمكننا أن نفعل ما نريد بدون خوف من عقاب مع أن الواقع عكس ذلك وحيث أن هذا الصوت ليس منا فهذا أذن ( صوت الله )
( 4 ) ليس هذا الصوت صوت إنسان آخر نقلناه عنه كالوالدين أو البيئة . ونحن نقول أن للبيئة تأثيرا . ولكن هذا لا يمنع وجود الشريعة فينا فالطفل الصغير بطبعه كلما تقدم سنة يميز بين الصواب والخطأ فأذا قلت له أن الذب حرام فهم مرادك لأنه يشعر حين يكذب أنه عمل عملا غير لائق وبالعكس إذا قلت الكذب حلال والصدق حرام حسبك مازحا
والشريعة الأدبية ليست وليدة الشريعة الوضعية لأن الأدبية أوسع منها فربما تعمل شرا وتعديا ولا تقع فيه تحت طائلة القانون الوضعى . ومع ذلك تشعر بأنك مخطئ ضد القانون الأدبى . وتوجد أعمال تشعر بأنها غير جائزة . ولو لم يكن احدا من الناس قد رآها أذن الصوت الذى فينا ليس منا أصلا . ولا من غيرنا من الناس
فالصوت أذن هو صوت الله . وهذه نتيجة لا مفر منها لأنه إذا كان فينا صوت يتكلم فلابد من متكلم . وإذا كنا محكومين بشريعة أدبية . فلابد من مشروع . وإذا كان المشروع ليس هو الإنسان نفسه أو إنسان آخر . فهو أذن كائن أعلى منا . ويرى ما فينا ويريدنا أن نفعل الخير ويفرض علينا شريعته بسلطانه ويثبت هذه الشريعة بعد الته وهذا هو الله
البرهان الرابع : الاعتقال العام بوجود الله
لا يمكن أن يكون إجماعا على ضلال . فالأمم مع اختلافها فى الجنس والعادات لم تختلف فى عقيدة وجود الله . وها هو التاريخ يدلنا على أن جميع الأمم كانت تعبد ألها ولو أنهم اختلفوا فى معرفة طبيعته . فالبوذية التى تجهل طبيعة الله تقر بوجود الله
وكذلك الذبوح الذين قال البعض عنهم أنهم بلا آله ثبت أنهم مؤمنون بوجود كائن أعلا . فهم يؤدون له واجبات . وهب أن هؤلاء لا يعرف آلها . فهل يقدم هذا حجة على عدم وجوده . وهل مخالفة الجهلاء الفكرة عالم تبطلها فوجود الملاحدة إذ صح وجودهم لا يبطل حقيقة الأيمان
والأهل هل ننكر حواسنا لأن فى العالم خرسا . وعميانا . وعرجا . وبالجملة فالدليل على وجود الله لا يطلب من إجماع أفراد بل من إجماع الأمم
اعتراض
أن الإجماع وحده لا يمكن أن تكون دليلا على وجود الله . فلقد جمع الناس مرة على خطأ .. نعم . اجمع الناس مرة على خطأ . ولكن سرعان مازال هذا الخطأ وظهرا لحق وجود الله أمر معروف منذ ابتداء الكون فلو أنه ضلال لانقشعت هذه الفكرة . ولكن هذه الحقيقة تزداد كل يوم رسوخا والعلم يؤيد ذلك وكذا المنطق لأنها ليست وليدة . الشهوات فالنظر يرى الكون والعقل يحكم بأن هذا النظام لابد له من منظم
اعتراض
يقولون أن الناس تأثروا من الزوابع . وتحت هذا الشعور المخيف وأمام هذه الظواهر التى لم يستطيعوا تعليلها ولكى يستريحوا اخترعوا وجود الله
الجواب
لو أن الناس سلموا بوجود الله نظرا للمخاوف لكانت عقبدتهم فيه دائما أنه مخيف جبار فقط ولكن الناس يعرفونه صالحا
محبا رحيما . وزد على ذلك كيف يكون الجهل هو سبب اعتقاده به فى حين أن العلماء يؤمنون بوجوده أيضا
اعتراض
يقولون أن العلماء القدماء اخترعوا الله لردع الأشرار
الجواب
أن القول من قبيل التخمين فقط . فأن القدماء لم يخترعوا الله لكنهم تسلموا الأيمان ممن قبلهم ثم إستخدموه و لا يمكن أن تستخدم غير الموجود
اعتراض : يقولون أن هذا من اختراع الكهنة
الجواب
لست أدرى كيف يوجد الكاهن قبل وجود الله . فقد أقيم الكهنة على أساس وجود الله
البرهان الخامس
طموح النفس يثبت وجود الله
هذا البرهان نفسى بحت تظهر منه أشواق الناس إلى وجود الله وبالتاكد أننا لا نكتفى بهذا البرهان للإثبات ولذا قدمنا البراهين العقلية أولا لأن العقل أولا لأن العقل مهمة عظيمة فهو مركز المعرفة والآن نقدم البرهان القلبى العاطفى
ولا شك أن نفسنا تطمح إلى غير المتناهى
فمط محنا لا تحد
أننا محدودين
عدم التناسب بين الحالتين السابقتين ظاهر وواضح لا يحتاج إلى تدليل فأننا لا نشبع من الغنى و كذلك لا نشبع من الحب فقد ينشأ الحب الصادق سعادة ولكننا أحيانا إغراض المحبوب
ونحن لا نطيح فى غير المتناهى فى المدى فقط بل وفى المتناهى فى الأمد أيضا . فنحن نبغى الحياة كلها ثم نرجو أن لا تنتهى أمامنا لنشيع مطمحنا أذن لا سعادة كاملة فى العالم وأننا ننشد هذا الكمال فمن أوعنا هذا الشعور لاشك أنه الله
الخاتمة
يخطر علينا هذا السؤال " إذا كانت هذه أدلة كافية للإقناع فلم يوجد ملا حدة والجواب لا يوجد ملا حدة يطمئنون إلى إلحادهم . ولو كانوا كذلك
لما أبغضوا الله لأنه كيف يبغضون غير الموجود
لما حاولوا دائما إثبات عدم وجوده
لم يحاولوا دائما إقناع الآخرين بعدم وجوده . وهذا دليل على عدم ارتياحهم إلى فكرهم وهم يريدون أن يثبتوا منها . لذلك يكثرون من المناقشة فيها . نعم أن المؤمن يحاول إقناع الغير لعلمه أن فى ذلك خيرا . أما الملحدون فلا يمكنهم أن يقولون أن أثر الكفر كأثر الإيما
اثر الكفر لوضع ذلك
الاستهانة بالآداب
زيادة الشر فى الدنيا
جعل القوة موضع ثقة
يكثر الانتحار إذ لا رجاء
ومن هذه النتائج أيضا ومن الناس يعلمون عكسها يستدل على وجود الله
الله فى أسمائه وصفاته
أولا فى أسمائه
موسى طلب أسما الله ( خر 3 : 13 )
وقال أرنى مجدك والله ساكن فى نور لايدنى منه (1تى 6 : 16 ) وله ظهر الرب فى الجسد قال المسيح الذى رآنى فقد
رأى الأب ( يو 14 : 9 ) فكل الأسماء والصفات ظهرت فى المسيح الله المتجسد ( والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجد كما لوحيد من الأب
( بو 1 : 14 ) لأنه ( صورة الله الغير المنظورة ) ( عب 1 : 3 ) ( الله لم يره أحدا قط الابن الوحيد الذى فى حضن الأب هو خير ( يو 1 : 18 )
اسماء الله فى العهد القديم
يهـــوة
( مذكور 3386 مره ) ترجم بمعنى الرب – او مختصرا ( هللويا ) ( سبحواياه او سبحوا الرب )
موسى ( قال له الرب الحى اهيه الذى اهيه ) ثم قال له اسمى يهوه ( خر 2 ، 3 – 15 ) ومعناه الكائن الذى كان الدائم الى الابد
اييل
( 250 مره فى الكتاب كله ( انا الله القدير سر امامى ( تك 17 : 1 ) قال يعقوب ( أنا الله القدير اثمروا كثيرا ( تك 25 : 11 ) .. إلها قديرا ابا أبديا
( 1ش 9 ، 6 – 7 ) فمعناه ( القدير – العزيز المرتفع )
ايلوهيم
ذكر 2555 مرة فى الكتاب كله (32 مرة فى تك 1 ) وجمع آيل – المقتدرون ( الثالوث ) آله العهد ( من الأ ، فعل بمعنى حلف او عاهد ) ويدل على علاقة الشعب مع الله علاقة عهد . ( عهد نوح – وعهد إبراهيم .. )
قال سليمان ( حافظ العهد والرحمة ( 1 مل 8 ) الجمع تعظيم ولكن إشارة للثالوث )
يهوة نسء
( الرب رايتى ) ( بنى موسى مذبحا ودعاه يهوة نسىء ( خر 17 : 15 – 16 ) تشير إليه عصى موسى المرتفعة والحية النحاسية ( خروج 17 : 9 ) ( عدد 2 : 1 ) ( خر 4 : 20 ) الرب رايتى يدعونا للجهاد – الرب رايتى يحارب عنا – الرب رايتى يضمن لنا النصر
يهوة رافا
( الرب الشافى ) ( خر 15 : 26 ) إظهار ذاته للمطروحين على فراش المرض
يهوة شالوم
( الرب سلامنا ) ( قض 6 : 24 ) ( بنى جدعون مذبحا وسماه يهوة شللوم ) وهذا يشير الى الله
هو سلامنا ( 1ش 53 : 5 )
يهوة رعا
( الرب راعى ) ( مذ 23 : 1 ) فهو راعى النفوس إلى الخلاص
يهوة تصدقينو
( الرب برنا ) ( 1 ر 23 : 6 ) فهو برنا لأن الخاطى لا يتبرر أمام الله لكن ببر المسيح ينجو
يهوة يرأه
( الرب يرى ) ( تك 22 ) ( جبل المريا ) ريا ( يرى ) الرب يرى ( الأله الذى يرى ) (الأله المدبر )
يهوة شمة
( الرب هناك ) ( خر 48 : 35 ) ( حين يأتى ملكوت الله ونطير فى الأرض ) وهناك اسم المدينة يهوة شمة ( خر 48 : 35 ) دلالة على وجود الله معنا أو تجسده ( الكلمة صار جسدا وحل بيننا ) ( يو 1 : 14 )
أيل أيلون
( الله العلى ) ( تك 14 14 : 18 ) الله قدوس وعال فوق السموات
أيل شدآى
( الأله القدير ) – القدرة وتحبت بمعنى ( ثدى ) للدلاله على الامانة و التغذية والشبع فى الأكتفاء ( خر 6 : 3 )
أيل أولام
( الأله السرمدى ) ( تك 21 : 33 ) الذى لا بداية له ولا نهاية ( الأزلى الأبدى )
أدوناى
( السيد ) ( ذكر 300 مرة تقريبا ) ( خر 23 : 17 ) ( أدون مفرد – أدوناى الجمع ) ( أش 10 : 16 – 33 )
أدوناى صاحب السلطان . 2- السيد المطاع
( استمع أيها السيد ( أدوناى ) لست أنا صاحب كلام ) ( خر 4 : 14) والجمع هنا ليس للتعظيم لان اللغة العبريه ليس فيها قاعدة الجمع للتعظيم وإنما ذكر بصيغة الجمع للدلالة على الثالوث القدوس
لايكفى ان نعرف أنه يوجد أله بل أيضا ما هية طبيعته لفائدتى ولتحقيق مقصد الديانة
ثانيا : الله فى صفاته
وجوب البحث
يوجد لا ادريون يقولون : لا تدرى هل الله موجود ويوجد نوع آخر يقول أنه موجود ( ولكن لا نعرف طبيعتة ) – لأن العقل محدود فكيف يعرف غير محدود . ونحن نقول أن هؤلاء نسوا أن الذى لا يفهم كل شىء يمكن أن يعرف غير محدود . ونحن نقول أن هؤلاء نسوا أن الذى لا يفهم كل شىء يمكن أن يعرف بعضه وهذا البعض يكفى لا قناعنا . ثم أن معرفة الله تأتى دائما من معرفتنا شيئا عن طبيعته وكما لاته فمن عمله وسياستة أثيتنا وجوده واستنجنا من صفات المعلول كالأنسان وأنه لهذه الصفات من أصل فى العلة بنوع أسمى ونحن نقول مع أننا لا نعرف جوهر الله فى ذاتهة ولكن نعرفه من صفاته أن ما فينا من عيوب فالله منزه عنها . وما فينا من كمال فالله أعظم منا فيها بما لا يقاس وكا ملاتنا ناقصه بالنسبة اليه جل شأنه
Comment