قال الكاتب الشهير تشارلس سبرجن أن الفرق بين صيد النفوس بالشبكة وصيدها بالصنارة كالفرق بين من يحاول مليء مائة زجاجة مختلفة الفوهة عن طريق رش الماء عليها من أعلي، وهذا يحتاج ساعات بل ربما أيام، ومن يملأ المائة زجاجة فردياً مباشرة بوضع كل زجاجة علي حده تحت صنبور الماء، وهذا بالتأكيد سيأخذ وقت أقل ونتيجته مؤكدة. والمقصود بصيد الناس بالشبكة أي ربح النفوس من خلال الكرازة المنبرية والتبشير الجماعي خلال نهضات أو حملات كرازية، أما المقصود بالصيد بالصنارة فهو ربح النفوس من خلال العمل الفردي والشهادة الشخصية، أي فرد مع فرد سواء بعد أو أثناء الحملات الكرازة والنهضات أو في أي وقت وأي مكان آخر. وقال آخر أن الفرق بين صيد النفوس بالشبكة والصيد بالصنارة كالفرق بين طبيب يلقي محاضرات طبية علي المرضي وطبيب آخر يقوم بالكشف الطبي علي كل مريض علي حده. وليس المقصود من كلام سبرجن أو من هذا الكتاب هو التقليل من أهمية النهضات والحملات الكرازية والتبشير المنبري بالعكس هذا نحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضي ولكن المقصود هو إلقاء الضوء علي الأهمية القصوى للعمل الفردي إذ ما قورن بالتبشير المنبري فقط دون القيام بالعمل الفردي خلاله أو بعده.
ويقول ازوالد.ج.سميث في آخر صفحات كتابه الشهير "النهضة التي نحتاج إليها" وهو يشهد عن مقابلته مع الرب وكيف أنه صار مسيحي حقيقي: لا أذكر ماذا كان موضوع العظة تماما ولكني أذكر أن الواعظ د. ر.ا.توري بعدما أنتهي من الخدمة قدم الدعوة لمن يريدون أن ينالوا الخلاص ممن أعمارهم الخمسة والعشرين عاماً أو أكثر قال: فليتقدموا إلي الأمام لأصافح كل فرد منهم وبعدها يدخل حجرة العمل الفردي للصلاة والاستعلام فتقدم ستة أشخاص ثم قال: أولئك الذين أعمارهم أثنين وعشرين أو أكثر فتقدم اثنا عشر شخصاً .. واستمر كذلك حتى أتي دوري وعندها شعرت وكأن الشيطان قد سمرني بالكرسي فلم أستطع الحركة إلا أن أخي ـ وكان جالساً بجواري ـ شجعني وسحبني من يدي فتقدمت للأمام وصافحت الدكتور توري وهناك في حجرة الاستعلامات وجدت من يرشدني فتقابلت مع الرب يسوع الذي خلصني من خطاياي ودينونتها إلي الأبد هذا كان اختبار ازوالد سميث، بالطبع ليس المقصود من الاختبار هو التقليل من أهمية الخدمة الكرازية التي خدمها توري ولكن الغرض هو التأكيد علي أهمية حجرات العمل الفردي التي لولاها ما كان أزوالد سميث تقابل مع المسيح وقتها.
ورغم أن د.ل.مودي: كان أعظم المبشرين الموهوبين الذي ربح الآلاف في النهضات والحملات الكرازية بالشبكة إلا أنه كان يقدر العمل الفردي جداً ليس فقط لأنه أتي للمسيح بهذه الطريقة إذ قال أحدهم لولا العمل الفردي الذي بواسطته ربح إدوارد كامبل نفس د.ل.مودي ما كان بالتالي مودي ربح أكثر من نصف مليون نفس للمسيح، وقال مودي: أني أكرز للجماهير علي المنبر حتى يمكنني الجلوس معهم علي انفراد لأربحهم للمسيح بالعمل الفردي بعد ذلك، وقال أيضاً في كتابه(إلي العمل): لا توجد مشكلة لأي إنسان في الحياة إلا وكلمة الله تقدم لها علاجاً شافياً لكن إن كنت تغلق نفسك علي همومك ومشاكلك فكيف يمكن مساعدتك؟ يمكن أن أتحدث لمدة ثلاثين يوماً من علي المنبر دون أن ألمس مشكلتك الخاصة ولكن في العمل الفردي وفي خلوة لا تزيد عن عشر دقائق يمكن أن تكشف أعماق متاعبك والله يعطيني أن أقدم لك علاجاً أبدياً لها من خلال كلمة الله. ويحكي مودي هذه القصة المؤثرة عن أهمية العمل الفردي: كنت مسئولاً عن مدرسة أحد مكونة من ألف طفل وكان هناك فصل للفتيات مصدر متاعب كثيرة ولم يستطع سوي مدرس واحد أن يحفظ نظام ذلك الفصل وفي يوم تحدث إليّ هذا المدرس بصوت حزين أنه مضطر لترك الفصل لأنه سيعود إلي بلده بناء علي مشورة الطبيب لأنه مريض بمرض خطير وكان واضحاً من نبرات صوته أنه ذاهباً ليموت هناك. فتحدثت إليه هل هو خائف من الموت؟ أجاب: أنني لست خائفاً من الموت فالموت هو ربح لي لكنني لا أعرف كيف سأقابل الرب يسوع وأنا لم أربح واحدة من تلميذات فصل مدارس الأحد ويكمل مودي القصة قائلاً: نصحته بزيارة كل تلميذه والتحدث معها فردياً عن المخلص، ورغم مرض الخادم الشديد وضعفه الجسماني إلا أنه زار كل تلميذة وكان يتحدث مع كل فتاة مقدماً لها المسيح كالمخلص الوحيد من الخطية ونتائجها ودينونتها وهكذا استمر يوالي الزيارات علي قدر جهده وفي نهاية عشرة أيام حضر الخادم إليّ متهللاً وهو يقول: شكراً للرب لقد قبلت جميع الفتيات الرب يسوع مخلصاً ويكمل مودي حديثه: ودعوت الفتيات لحفلة توديعه قبل سفره بيوم وكان حفلاً رائعاً ومؤثراً لم أشهد مثله من قبل وفي اليوم التالي ذهبت لتوديعه في المحطة وفرحت إذ رأيت كل تلميذات الفصل علي الرصيف. وبينما كان القطار يتحرك كان يشير بإصبعه إلي السماء وهو يردد (سنتقابل هناك) لقد ربحهن جميعاً للمسيح بالعمل الفردي. وعن تقيمه للعمل الفردي قال د.ل. مودي أني أفضل أن أعلم عشرة أشخاص كيف يربحون نفوساً للمسيح بالعمل الفردي من أن أربح مائة نفس، ولقد قال د.ترمبل: أن الوصول إلى شخص واحد خلال وقت واحد هو أفضل طريقة للوصول للعالم كله في وقت واحد.
قال الرب لبطرس "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس" (لوقا 10:5) وهناك العديد من أوجه الشبه بين صيد السمك وصيد النفوس فكلاهما يحتاج إلي الصبر والحكمة والخبرة والتوفيق الإلهي وإلي اختفاء الصياد وإلي الطعم المناسب الذي هو دائماً كلمة الله في حالة صيد الناس مهما اختلفت نوعياتهم، وكما يفرح صياد السمك ويشبع من خلال صيده هكذا صياد الناس يفرح ويشبع بربح النفوس للمسيح.
ومن أوجه الشبه بين صيد السمك وصيد الناس أن هناك وسيلتان لكل منهما فإما الصيد بالشبكة وإما الصيد بالصنارة فكما نعرف من (لوقا4:5) أن بطرس كان يصطاد بالشبكة إذ قال له الرب "ابعد إلي العمق والقوا شباككم للصيد" ولكن في (متى 27:17) قال له: "اذهب إلي البحر والق صنارة" فبطرس كان تارة يصطاد بالشبكة وتارة أخري بالصنارة وهكذا في ربح النفوس للمسيح أحياناً يكون الصيد بالشبكة في النهضات التبشيرية والحملات الكرازية سواء في إستاد أو في الهواء الطلق أو في قاعات كبري داخل الكنائس أو خارجها وليس في قدرة كل مؤمن أن يصطاد بالشبكة لكن الصيد بالشبكة يحتاج إلي مبشر موهوب من الله قد أعطاه الرب موهبة التبشير "وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين" (أفسس11:4) فالرسول بطرس كان مبشر موهوب استطاع في يوم الخمسين بعمل الروح القدس أن يصطاد بالشبكة ثلاث آلاف نفس "فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (أعمال41:2) والمبشر الموهوب من الله يمكنه أن يصطاد بالشبكة ويمكنه بالطبع أن يصطاد بالصنارة أي بالعمل الفردي بالشهادة الشخصية عن المسيح وعمله فإن كان بطرس أصطاد ثلاثة آلاف نفس بالشبكة نجد أن أندراوس كان متخصص في الصيد بالصنارة الروحية فهو بالعمل الفردي ربح بطرس "هذا وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح فجاء به إلي يسوع فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت تدعي صفا الذي تفسيره بطرس" (يوحنا42:1) وبالصنارة الروحية أتي أندراوس بالغلام يوم إشباع الجموع "قال له واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير و سمكتان" (يوحنا 8:6،9) وبالصنارة الروحية أيضاً أتي باليونانيين للرب (يوحنا 20:12-22) العمل الفردي أي الصيد بالصنارة الروحية امتياز ومسئولية كل مؤمن وليس المؤمن الموهوب بموهبة التبشير فقط. ويلخص توري تميز الصيد بالصنارة عن الصيد بالشبكة:-
1-كل مؤمن يستطيع أن يقوم بالصيد بالصنارة:
الرجل والمرأة والشاب والشابة الأم تستطيع أن تربح أولادها وتتحدث لخادمة البيت و للبقال والجزار، والمسافر يمكنه أن يقوم بالعمل الفردي في القطار والطائرة ثم الفندق، والمريض يمكنه أن يحدث طبيبه أو من يزوروه.
كانت فتاة فقيرة في الثانية عشرة من عمرها طريحة الفراش تحتضر واستطاعت توصيل بشارة الإنجيل لطبيب ملحد لم يجرؤ أحد أن يحدثه عن الرب وربحته للمسيح وفتاة مريضة أخري أستخدمها الله لربح مائة نفس من الرجال والسيدات للمسيح بالعمل الفردي.
2-يمكن الصيد بالصنارة في أي مكان:
فأماكن الوعظ محدودة ولكن أي مكان في العالم هو مكان مناسب للعمل الفردي في الشارع، البيت، الجامعة، المدرسة، العمل، السجن، الحدائق، المحطات والمطارات الخ.
3-يمكن الصيد بالصنارة في أي وقت:
فأوقات الكنائس والنهضات محددة لكن العمل الفردي يمكننا أن نقوم به في أي وقت في الليل أو النهار 24 ساعة في اليوم
4-الصيد بالصنارة يمكن مع جميع فئات الناس:
كثير من الناس لا يحضرون الكنائس لكن العمل الفردي يجعلنا نتمكن من الوصول إليهم جميعاً مهما اختلفت نوعياتهم.
5-الصنارة تصيب الهدف:
في الاجتماعات العامة يعتبر السامع أن الخادم لا يقصده أما في العمل الفردي فلا يمكن للشخص أن يتهرب من الكلمة
6-الصنارة تعالج مطالب الإنسان المختلفة:
حتى عندما تُبكت الضمائر وتتأثر القلوب فإن العمل الفردي لازم ليوضح الطريق والأساسيات المسيحية ويساعد الشخص والخادم في المتابعة
7-الصنارة تنجح حينما تفشل الطرق الأخرى:
وهذا حدث مع الكثيرين إذ يستمر الشخص يسمع كلمة الله عدة سنوات لكنه يقرر التوبة عندما يتحدث إليه أحد فردياً فيواجه حالته وهو يشعر أن الله اقترب إليه
8-نتائج الصيد بالصنارة وفيرة إذا قورنت بالشبكة:
كم تكون الكنيسة عقيمة إن اعتمدت علي الخادم أو النهضات فقط لربح النفوس لكن الكنيسة الغنية الشاهدة هي التي كل أعضاءها يشهدون ويربحون النفوس بالصنارة الروحية مع عدم ترك استخدام الشبكة كلما أمكن.
ويقول ازوالد.ج.سميث في آخر صفحات كتابه الشهير "النهضة التي نحتاج إليها" وهو يشهد عن مقابلته مع الرب وكيف أنه صار مسيحي حقيقي: لا أذكر ماذا كان موضوع العظة تماما ولكني أذكر أن الواعظ د. ر.ا.توري بعدما أنتهي من الخدمة قدم الدعوة لمن يريدون أن ينالوا الخلاص ممن أعمارهم الخمسة والعشرين عاماً أو أكثر قال: فليتقدموا إلي الأمام لأصافح كل فرد منهم وبعدها يدخل حجرة العمل الفردي للصلاة والاستعلام فتقدم ستة أشخاص ثم قال: أولئك الذين أعمارهم أثنين وعشرين أو أكثر فتقدم اثنا عشر شخصاً .. واستمر كذلك حتى أتي دوري وعندها شعرت وكأن الشيطان قد سمرني بالكرسي فلم أستطع الحركة إلا أن أخي ـ وكان جالساً بجواري ـ شجعني وسحبني من يدي فتقدمت للأمام وصافحت الدكتور توري وهناك في حجرة الاستعلامات وجدت من يرشدني فتقابلت مع الرب يسوع الذي خلصني من خطاياي ودينونتها إلي الأبد هذا كان اختبار ازوالد سميث، بالطبع ليس المقصود من الاختبار هو التقليل من أهمية الخدمة الكرازية التي خدمها توري ولكن الغرض هو التأكيد علي أهمية حجرات العمل الفردي التي لولاها ما كان أزوالد سميث تقابل مع المسيح وقتها.
ورغم أن د.ل.مودي: كان أعظم المبشرين الموهوبين الذي ربح الآلاف في النهضات والحملات الكرازية بالشبكة إلا أنه كان يقدر العمل الفردي جداً ليس فقط لأنه أتي للمسيح بهذه الطريقة إذ قال أحدهم لولا العمل الفردي الذي بواسطته ربح إدوارد كامبل نفس د.ل.مودي ما كان بالتالي مودي ربح أكثر من نصف مليون نفس للمسيح، وقال مودي: أني أكرز للجماهير علي المنبر حتى يمكنني الجلوس معهم علي انفراد لأربحهم للمسيح بالعمل الفردي بعد ذلك، وقال أيضاً في كتابه(إلي العمل): لا توجد مشكلة لأي إنسان في الحياة إلا وكلمة الله تقدم لها علاجاً شافياً لكن إن كنت تغلق نفسك علي همومك ومشاكلك فكيف يمكن مساعدتك؟ يمكن أن أتحدث لمدة ثلاثين يوماً من علي المنبر دون أن ألمس مشكلتك الخاصة ولكن في العمل الفردي وفي خلوة لا تزيد عن عشر دقائق يمكن أن تكشف أعماق متاعبك والله يعطيني أن أقدم لك علاجاً أبدياً لها من خلال كلمة الله. ويحكي مودي هذه القصة المؤثرة عن أهمية العمل الفردي: كنت مسئولاً عن مدرسة أحد مكونة من ألف طفل وكان هناك فصل للفتيات مصدر متاعب كثيرة ولم يستطع سوي مدرس واحد أن يحفظ نظام ذلك الفصل وفي يوم تحدث إليّ هذا المدرس بصوت حزين أنه مضطر لترك الفصل لأنه سيعود إلي بلده بناء علي مشورة الطبيب لأنه مريض بمرض خطير وكان واضحاً من نبرات صوته أنه ذاهباً ليموت هناك. فتحدثت إليه هل هو خائف من الموت؟ أجاب: أنني لست خائفاً من الموت فالموت هو ربح لي لكنني لا أعرف كيف سأقابل الرب يسوع وأنا لم أربح واحدة من تلميذات فصل مدارس الأحد ويكمل مودي القصة قائلاً: نصحته بزيارة كل تلميذه والتحدث معها فردياً عن المخلص، ورغم مرض الخادم الشديد وضعفه الجسماني إلا أنه زار كل تلميذة وكان يتحدث مع كل فتاة مقدماً لها المسيح كالمخلص الوحيد من الخطية ونتائجها ودينونتها وهكذا استمر يوالي الزيارات علي قدر جهده وفي نهاية عشرة أيام حضر الخادم إليّ متهللاً وهو يقول: شكراً للرب لقد قبلت جميع الفتيات الرب يسوع مخلصاً ويكمل مودي حديثه: ودعوت الفتيات لحفلة توديعه قبل سفره بيوم وكان حفلاً رائعاً ومؤثراً لم أشهد مثله من قبل وفي اليوم التالي ذهبت لتوديعه في المحطة وفرحت إذ رأيت كل تلميذات الفصل علي الرصيف. وبينما كان القطار يتحرك كان يشير بإصبعه إلي السماء وهو يردد (سنتقابل هناك) لقد ربحهن جميعاً للمسيح بالعمل الفردي. وعن تقيمه للعمل الفردي قال د.ل. مودي أني أفضل أن أعلم عشرة أشخاص كيف يربحون نفوساً للمسيح بالعمل الفردي من أن أربح مائة نفس، ولقد قال د.ترمبل: أن الوصول إلى شخص واحد خلال وقت واحد هو أفضل طريقة للوصول للعالم كله في وقت واحد.
قال الرب لبطرس "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس" (لوقا 10:5) وهناك العديد من أوجه الشبه بين صيد السمك وصيد النفوس فكلاهما يحتاج إلي الصبر والحكمة والخبرة والتوفيق الإلهي وإلي اختفاء الصياد وإلي الطعم المناسب الذي هو دائماً كلمة الله في حالة صيد الناس مهما اختلفت نوعياتهم، وكما يفرح صياد السمك ويشبع من خلال صيده هكذا صياد الناس يفرح ويشبع بربح النفوس للمسيح.
ومن أوجه الشبه بين صيد السمك وصيد الناس أن هناك وسيلتان لكل منهما فإما الصيد بالشبكة وإما الصيد بالصنارة فكما نعرف من (لوقا4:5) أن بطرس كان يصطاد بالشبكة إذ قال له الرب "ابعد إلي العمق والقوا شباككم للصيد" ولكن في (متى 27:17) قال له: "اذهب إلي البحر والق صنارة" فبطرس كان تارة يصطاد بالشبكة وتارة أخري بالصنارة وهكذا في ربح النفوس للمسيح أحياناً يكون الصيد بالشبكة في النهضات التبشيرية والحملات الكرازية سواء في إستاد أو في الهواء الطلق أو في قاعات كبري داخل الكنائس أو خارجها وليس في قدرة كل مؤمن أن يصطاد بالشبكة لكن الصيد بالشبكة يحتاج إلي مبشر موهوب من الله قد أعطاه الرب موهبة التبشير "وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين" (أفسس11:4) فالرسول بطرس كان مبشر موهوب استطاع في يوم الخمسين بعمل الروح القدس أن يصطاد بالشبكة ثلاث آلاف نفس "فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (أعمال41:2) والمبشر الموهوب من الله يمكنه أن يصطاد بالشبكة ويمكنه بالطبع أن يصطاد بالصنارة أي بالعمل الفردي بالشهادة الشخصية عن المسيح وعمله فإن كان بطرس أصطاد ثلاثة آلاف نفس بالشبكة نجد أن أندراوس كان متخصص في الصيد بالصنارة الروحية فهو بالعمل الفردي ربح بطرس "هذا وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح فجاء به إلي يسوع فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت تدعي صفا الذي تفسيره بطرس" (يوحنا42:1) وبالصنارة الروحية أتي أندراوس بالغلام يوم إشباع الجموع "قال له واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير و سمكتان" (يوحنا 8:6،9) وبالصنارة الروحية أيضاً أتي باليونانيين للرب (يوحنا 20:12-22) العمل الفردي أي الصيد بالصنارة الروحية امتياز ومسئولية كل مؤمن وليس المؤمن الموهوب بموهبة التبشير فقط. ويلخص توري تميز الصيد بالصنارة عن الصيد بالشبكة:-
1-كل مؤمن يستطيع أن يقوم بالصيد بالصنارة:
الرجل والمرأة والشاب والشابة الأم تستطيع أن تربح أولادها وتتحدث لخادمة البيت و للبقال والجزار، والمسافر يمكنه أن يقوم بالعمل الفردي في القطار والطائرة ثم الفندق، والمريض يمكنه أن يحدث طبيبه أو من يزوروه.
كانت فتاة فقيرة في الثانية عشرة من عمرها طريحة الفراش تحتضر واستطاعت توصيل بشارة الإنجيل لطبيب ملحد لم يجرؤ أحد أن يحدثه عن الرب وربحته للمسيح وفتاة مريضة أخري أستخدمها الله لربح مائة نفس من الرجال والسيدات للمسيح بالعمل الفردي.
2-يمكن الصيد بالصنارة في أي مكان:
فأماكن الوعظ محدودة ولكن أي مكان في العالم هو مكان مناسب للعمل الفردي في الشارع، البيت، الجامعة، المدرسة، العمل، السجن، الحدائق، المحطات والمطارات الخ.
3-يمكن الصيد بالصنارة في أي وقت:
فأوقات الكنائس والنهضات محددة لكن العمل الفردي يمكننا أن نقوم به في أي وقت في الليل أو النهار 24 ساعة في اليوم
4-الصيد بالصنارة يمكن مع جميع فئات الناس:
كثير من الناس لا يحضرون الكنائس لكن العمل الفردي يجعلنا نتمكن من الوصول إليهم جميعاً مهما اختلفت نوعياتهم.
5-الصنارة تصيب الهدف:
في الاجتماعات العامة يعتبر السامع أن الخادم لا يقصده أما في العمل الفردي فلا يمكن للشخص أن يتهرب من الكلمة
6-الصنارة تعالج مطالب الإنسان المختلفة:
حتى عندما تُبكت الضمائر وتتأثر القلوب فإن العمل الفردي لازم ليوضح الطريق والأساسيات المسيحية ويساعد الشخص والخادم في المتابعة
7-الصنارة تنجح حينما تفشل الطرق الأخرى:
وهذا حدث مع الكثيرين إذ يستمر الشخص يسمع كلمة الله عدة سنوات لكنه يقرر التوبة عندما يتحدث إليه أحد فردياً فيواجه حالته وهو يشعر أن الله اقترب إليه
8-نتائج الصيد بالصنارة وفيرة إذا قورنت بالشبكة:
كم تكون الكنيسة عقيمة إن اعتمدت علي الخادم أو النهضات فقط لربح النفوس لكن الكنيسة الغنية الشاهدة هي التي كل أعضاءها يشهدون ويربحون النفوس بالصنارة الروحية مع عدم ترك استخدام الشبكة كلما أمكن.
Comment