أكتب إليك, أنت الذى طالما قال لي إنه لا يؤمن
...
أنت الذي سألني متارجحـًا بين الحـنين والشك
:
{ أين رأيت إلهـك؟ أين شعـرت بنـَفـَسه؟ أين سمعـت وقـع أقـدامه؟ }...
إلى الذي طـَلَبَ إليّ يومـًا وقـد شارف عـلي الجـنون
إلى الذي طـَلَبَ إليّ يومـًا وقـد شارف عـلي الجـنون
:
{ أعطني قطعـة من رجائك }...
أنت الذي اعـترف لي في ساعـة ضعـف وقـنوط
أنت الذي اعـترف لي في ساعـة ضعـف وقـنوط
:
{ إني إلحادي فـارغ }...
أكتب إليك أيتها الأم, التي شاهـدت وحـيدها يدهسه القطار, فصرخت في وجهي
أكتب إليك أيتها الأم, التي شاهـدت وحـيدها يدهسه القطار, فصرخت في وجهي
:
{ إن إيمانك غـير معـقول }...
أكتب إليك, أيها الزوج, الذي حمل في ذراعـيه زوجته وقتد ماتت عـلي أثـر ولادتها الأولى, فصاح أمامي عـلي باب المشفى
أكتب إليك, أيها الزوج, الذي حمل في ذراعـيه زوجته وقتد ماتت عـلي أثـر ولادتها الأولى, فصاح أمامي عـلي باب المشفى
:
{ لقـد مات الله في حـياتي }...
أكتب إليكم جميعـًا, أنتم الذين يدّعـون الإلحـاد وقـد طـلبوا إليّ يومـًا بإيمان
أكتب إليكم جميعـًا, أنتم الذين يدّعـون الإلحـاد وقـد طـلبوا إليّ يومـًا بإيمان
:
{ أين هـو إلهك؟ }...
إليكم أبعث بهـذه الرسالة التي كتبتها عـلي شرفتي المشرعـة عـلي النـور, نـور أعـرف أنه ليس نوري, وأنني لن أستطيع اعـتباره نوري إلا بقـدر ما ستشاركوني إيّاه
إليكم أبعث بهـذه الرسالة التي كتبتها عـلي شرفتي المشرعـة عـلي النـور, نـور أعـرف أنه ليس نوري, وأنني لن أستطيع اعـتباره نوري إلا بقـدر ما ستشاركوني إيّاه
...
أين هـو إلهك؟
لن أجيبكم جـواب كتاب التعـليم الديني
لن أجيبكم جـواب كتاب التعـليم الديني
:
{ إنه في السماء }...
فهـذه كلمات فارغـة في نظـركم
فهـذه كلمات فارغـة في نظـركم
...
ولا أنه في الهيكـل, لأن إيمانكم بالكنيسة ميت
...
ولا أنه في الأرض فقـط, لأنكم تعيشون لا صقـين بها ولا تنفـكون تجـدونها باردة
...
بلّ قـد أقـول لكم أنه حيث أنتم أيضـًا لمستموه مثلي, ولكن دون أن تنتبهـوا إلي وجـوده
...
وحيث سمعتم صـوته, ولكن دون أن تصغـوا إليه
...
وحيث ارتعشتم لمداعـبته, دون أن تعـرفوه
...
فإن كنت مخطـئًا, فانقـضـوا كـلامي
...
وإن كنت مصيبـًا, فمعنى ذلك أننا معـًا عـلي الطريق نفسها سائرون
...
الله موجود في وجـودك الفارغ, إنه كل ما تود أن تضع فيه لتمـلأه
...
الله هو حيث تتوقف لُقمة سعادتك المصطنعة
...
إنه عـكس ما اعـتدت أن تجـتره بَعْـدَ التقـاطِك آلهـتك التي إن هي إلا رغـوة وزبد
...
إنه عـكس غـثيانك, وخيبة آمالك, ومـرارتك, وخجـلك من ذاتك, والفـراغ الذي ينهش أحشاءك عـندما يتعسّر هضمك لفـردوسك الورقي
...
إنه الشمس التي كنت تتمني لو أشرقت ساعـة أعـمت الظلمات عـينيك
...
الله مرتبط بكـلّ ما تبتغي أن يدوم أبـدًا
...
الله يخفـق حيثمـا تحـلم بالوصـول
...
الله يتوقف حيثمـا ترفض السير
...
إنه في العـيون المليئة بالنـور التي إذا ما نظـرت إليها وأحببتها, جعلتك أكـثر طفـولة, وأكـثر براءة, أكـثر حـرية, جعلتك أكـثر شاعـرية وأكـثر واقعـًا, أكـثر تقبلاً وأكـثر حيوية, أكـثر رأفة وأكثر استقامة, جعلتك أقلّ " أنت" وأكـثر " القـريب
"...
إنه في العطش إلي الطهـارة الذي ينتاب شفتيك الجافـتين بعـد تلوّث يُصيب منك الروح أو الجسد
...
إنه واقف عـند باب كل خيبة أمـل
..
إنه هاتان اليدان الخفيتان اللتان لا تؤمن بهما, إلا أنك تودّ الإمساك بهما, وقد امتلأنا إخـلاصًا وحـرارة تفهّم, ودبّ فيهما تيار من العطف يصبر عـلى الزمن
...
إنه ذلك القلب الذي تصبو إلي وجـوده, وقد ارتسمت معالمه في مخيلتك ورغبتك بعـد كل خيبة
...
إنه ذلك الإخـلاص الذي يشبه عـلي الأقـل إخـلاص كلبك, المخـلوق الوحـيد الذي ما زال يجثم عـند قدميك
...
ذلك الإخـلاص الذي كنت تحـلم به نديّـًا يانعـًا كالعـنقـود عـلى غصنه, وهو الآن يفـرط مهـترئـًا في يديك المليئتين حـقـدًا
...
الله ينبـض في كـلّ نبضـة مخـلوق جـديد
...
إنه في العشب النامي
...
إنه في الماء الساري
...
إنه في الحـياة لأن الحياة لا تمـوت
...
إنه في الاهـتزازات التي تُثـمل كيان الأم ساعـة الولادة, وفي تيار الحب الجديد الذي يجـري من ولدها على الرجـل الذي هي مدينة له به, وإنه في سعـادة هـذين الحبين المرتبطين الآن, غـير منفصلين, حب الوالدة وحب الزوجة
...
والله هـو أيضـًا في ذلك التيار العجيب, الذي يهـز في الصميم الوالد المنتظـر في بهو المشفى, ليعـرف إن كان ابنه قد ولد
...
إنه شئ أقـوى منه يضطـره إلي أن يزرع الأرض بعصبية, يدخن بلا هوادة, ويشرب القهوة الفنجان تلو الآخر, ويتمتم ساهيًا بعض الصلوات
...
إنه في ذلك الشعـور الذي لا يحـدّه الوصف, والذي ينتاب كل إنسان أمام أولى ابتسامات ولده
...
إنه الله موجـودًا في الرعشة العـميقة التي أخـذت بمجامع هـؤلاء الآلاف من الناس, الذين سمعـوا الإذاعـة تبث يومـًا ما قالته إحدي الفتيات العاملات
:
{ لقد تركت فراشي, وخرجت من البيت, وهأ أنذا أحمل راتبي الأسبوعي لأشتري حِـرامـًا لمن هو أفقر مني. إني أعرف ماذا يعني البرد, فقد نمت سنين طويلة ولحافي الجرائد, أحلم بأن النهار قد طلع لتوقف أشعة الشمس رجفاني}...
كان الله موجودًا في قلب تلك الفتاة التي جاء عـنها في إحـدي القصائد الروسية, أنها نظـرت إلي حبيبها بانجذاب, وقالت
كان الله موجودًا في قلب تلك الفتاة التي جاء عـنها في إحـدي القصائد الروسية, أنها نظـرت إلي حبيبها بانجذاب, وقالت
:
{ إني أنظـر إلى نفسي في نور عـينيك, فأخالك ولـيد الشمس الساطعـة}...
إن الله في رجـاء الخـلود الذي هو فيك أو الذي تحـن إليه, ذلك الرجـاء الذي يجيش في قلبك عـندما تقـبّل مـرّة أخـيرة جبهة شخص حبيب جمّـده الموت, ولم تكن قط لتتصوّره ميتـًا
إن الله في رجـاء الخـلود الذي هو فيك أو الذي تحـن إليه, ذلك الرجـاء الذي يجيش في قلبك عـندما تقـبّل مـرّة أخـيرة جبهة شخص حبيب جمّـده الموت, ولم تكن قط لتتصوّره ميتـًا
...
إنه في كل ما تملك فـرحًا, وفي كل ما تحلم بالوصـول إليه
...
إنه داخل ما تشعـر به في جسمك, عـندما تتصـوّر سعـادة هي من العظمة بحيث لا تستطيع تحملّها
...
إنه في تلك البرهـة التي تسمع فيها قـرع الباب وأنت تنتظـر من تحـلم به
...
إنه في ما تشعـر به, في كل جـزء من كيانك, عـندما تتلظى عطشًا فيصل بين يديك كأس الماء البارد
...
الله موجود في زوايا حياتك الخـفية, حيث لا يدخـل أحد, حيث يخاطبك صوت لا تدري من أين يأتي وإلي أين يذهب, فيقول لك ما لا ترغب في سماعه, ويذكّرك ما تود لو تنساه, وينبئك بما لا تتمني معرفته
...
إنه في ذلك الصوت الذي لا تسمعه ولكنه يصرخ, الذي ليس هو صوتك ولكنه يولد فيك, ولا يستطيع النوم ولا الضجيج ولا المشروب ولا الجسد ولا سواها أن يسكته
...
إنه الجواب الذي لن تجـرؤ بعـد عـلى التلفظ به, بيد أنك تشعـر به, مؤلمًا ولكنه فعـّالاً, وكأنه العملية الجراحية
...
إنه في هـوّة إلحادك السحيقـة
...
إنه في ما تعـرف أنك فـقـدته, وتخشى ألا تعـود وتعـثر عـليه, وتريد أن تقـتنـيه رغم أنك تخجـل من الإقـرار بذلك
...
ليس هـو في ما إلتهمته بلّ في ما لم تـذقـه بعـد
...
إنه في النسيم الذي ينعشك ويداعـبك كل مـرّة تحب
...
إنه في السعـادة التي تسري في عـروقك كل مـرّة ترى قـريبك سعـيدًا بسببك
...
إنه في فـرح الخـير الذي صنعـته دون أن يعـلم به أحـد
...
إنه في سلام بحـيرة دمـوعـك الصافـية, عـندما تُصـالح ضمـيرك فتشعـر بيقـظة جـديدة لحـياة جـديدة
...
إنه في كـلّ جمـال
...
إنه في كـلّ بادرة حبّ
...
إنه في كـلّ يد تنفـتح عـلي الخـير
...
إنه حيثمـا يتـنفس إنسان, سواء كان أبيض اللون أو أسوده, بريئـًا أو خبيثـًا, صحيحـًا أو عـليلاً, حـرًا أو سجينـًا
...
إنه في مساء الحياة, في غـروب العـجوز الهادئ, في سائر ذكـرياته العـذبة, في رجـاء هـذا الكائن الذي يرفض الزوال, في فـرح أحفـاده الذين يغـنون له وبلعـبون, في مقـالة الجـريدة تتكلم عـن ابنته التي نجحت في الحياة
...
إنه في السلام الذي يدفئ, كأنه الغـطاء في الشتاء, من يقـنع بما عـنده, ولا يُـنـْزَع مـنه ما يبتغـيه بالحـلال
...
إنه وراء كلّ فقـير يطالب بالعـدالة, وفي ذلك الفـردوس لا يستطيع التـنزه فيه إلا بالمخـيّلة والرغـبة, حيث زالت مظالم المتجـبرين وانتـفى طغـيان المتغـطرسين, حيث لا تكـون المساواة الشرعـية والأساسية كلمة فارغـة أو برنامجـًا سياسيـًا, بل ثمـرة سائغـة, حيث لا تعـطي الحـرية ذاتها بشكل تلقـائي إلا حـين نكون أحبّ للآخـرين منـّا لذواتنا
...
إنه في العـمل الذي تقـوم به عـن دعـوة, دون أن يستعـبدك أو يلتهمك
...
إنه في العـمل الذي يجعـلك تتحسس الحـياة, وتتـقوى للحب, وتتهـيأ لفهم ما يكمن من سعـادة في عـملية دفـع عـجلة الخـلق إلى الأمام
...
إنه في الريف الذي يساعـدك عـلي تخفيف وطـاة الوحـدة, المحـتمة عـلي كل مخـلوق
...
إنه وراء حاجـز الغـفـران
...
إنه في لهـفـة كل طموح, وكل جهد, وكل تحـرّ لا يغـتال القـريب
...
إنه في أتفـه الأمور التي بوسعها أن توفـر لك الانشراح, وتساعـدك عـلي تحقيق ذاتك, وعـلي أن تكون أكـثر إنسانية, وعـلي أن تتذوق كل ما تقـدمه لك الخـليقة من خـيرات: لفافة التبغ أو الزهـرة, قصيدة الشعـر أو المعـزوفة الموسيقية, السفـر أو القيلولة, فـترة العـزلة أو ساعـة المـرح, الثـوب أو العـطور, الصـديق أو فنجـان القهوة, القـبلة أو الصـلاة
...
إنه في كل ما تبتغـيه من خـير للذين تحبهم
...
إنه العـمل الذي يضني جسمك, ولكنك تنصـرف إليه بإقـدام وشجاعـة في سبيل أولادك, فإنهم ينتظـرون الخـبز والثقـافة, ويتشوقتون إلي مستقـبل أقـل قساوة من حاضـرك
...
إنه في الراحـة التي تخـلد إليها عـندما تنام, عـلي أعـذب ما يكـون النوم, لا يعـكّر صـفـو رقادك وصمة ضمـير
...
إنه في كل ما لا تدعوه الله, ولكنه يستدرجك إلي عـبادته وحـبه, وتود لو تنصهر فيه
...
إنه في الولـيد الذي يلعب في أوحـال الشارع, ويخاطب بالكاف جميع الناس, ولا يخشي أحـدًا
...
إنه في الإنسان الذي سئم الحـياة, والرياء, والكـذب, والشر, فشعـر بضـرورة العـودة إلي طفولته
...
إنه في الشوق إلى البراءة
...
إنه في سلام من استعـاد بكارته
...
إنه في كل ألم, وكل شهادة, وكل معـاناة, وكل فظاظة, وكل حـرب, وكل مظلمة, وكل تعـاسة, وإنه في كل رغـبة سرّية, ملحاحة, مطهّرة, تقـود إلى القيامة
...
الله في تلك القـوة العجيبة التي تبقينا عـلي قـيد الحياة, وتمنعـنا عـن الغـرق في لجج الخـبل, وتبعـدنا عـن الانتحـار بعـد تعـرضنا لبعـض محن الحياة القاسية, ولبعـض المآسي التي تفـوق حشرجة الممات شدّة وضـراوة
...
الله يطـفـو دومـًا في خضمّ حياتنا المضطربة, حياتنا التي لا تكتمل أبدًا, ولا تكتفي أبدًا, ولا ينتفي منها الدنس أبدًا, الله يطـفـو عـلي مياهها, خشبة خـلاص قريبة من كل أحـد وأمينة
...
الله هو في ما تدعـوه أنت " القـدر", وما أسميه أنا " العـناية" وهو يدعـونا كل حين
...
الله في صميم كل رجاء حـق, وقد يختبئ الرجـاء أحـيانًا, ولكنه لا ينطفئ أبـدًا, كالشمس لا تموت لأنها نور الله
...
الله لا يحـوّل عـينينه عـن أحـد, وإن هـو فعـل, لما كان المحـبّة
...
لذك يكون الله بالأخـص حيث يشع دفء المحـبّة
...
خوان أرياس
Comment